عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2014, 10:34 AM   #16
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ولادة الإمام المنتظر
قال السيد ابن طاووس في الإقبال : فصل ( 49 ) فيما نذكره من ولادة مولانا المهدي عليه السلام في ليلة النصف من شعبان و ما يفتح الله جل جلاله علينا من تعظيمها بالقلب و القلم و اللسان اعلم اننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف تفصيل هذه الولادة الشريفة ، و روينا ما يتعلق بها في فصول لطيفة ، فذكرنا فصلا في كشف شراء والدته عليها أفضل التحيات . و فصلا في حديث الولادة و القابلة ومن ساعدها من نساء الجيران ، و من هاهنا نساء من الدار ، بولدها العظيم الشأن عليه أفضل الصلوات . و فصلا في حديث عرض مولانا الامام الحسن العسكري لولده المهدي صلوات الله عليهما بعد الولادة بثلاثة ايام على من يثق به من خاصته الصالحين لحفظ أسرار الاسلام . و فصلا فيمن بشر هاهنا صلوات الله عليه بولادة المهدي عليه السلام . و فصلا بذكر العقيقة الجسيمة عن تلك الولادة العظيمة خبزا و لحما . و فصلا فيمن اهدى إليه مولانا الحسن العسكري رأسا من جملة الغنم المتقرب بذبحها ، لأجل عقيقة الولادة التي شهد المعقول و المنقول بمدحها . و فصلا في حديث إقامة الحسن العسكري عليه السلام وكيلا في حياته يكون في خدمة مولانا المهدي عليه السلام بعد انتقال والده إلى الله جل جلاله و وفاته . و أوضحنا تحقيق هذه الأحوال لم أعرف ان احدا سبقنا الى كشفها كما رتبناه من صدق المقال .
فصل ( 50 ) فيما نذكره [ في بشارة النبي جده صلى الله عليه و آله بولادته وعظيم انتفاع الاسلام برئاسته ] ان مولانا المهدي عليه السلام ممن اطبق اهل الصدق ممن يعتمد على قوله ، بان النبي جده صلى الله عليه و آله بشر الأمة بولادته و عظيم انتفاع الاسلام برئاسته و دولته ، وذكر شرح كمالها و ما يبلغ إليه حال جلالها الى ما لم يظفر نبي سابق و لا وصي لا حق ، و لا بلغ إليه ملك سليمان عليه السلام الذي حكم في ملكه على الإنس و الجن . لان سليمان عليه السلام لما قال : ﴿ ... وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾ 94 . ما قيل له : قد اجبنا سؤالك في اننا لا نعطي احدا من بعدك أكثر منه في سبب من الأسباب ، انما قال الله جل جلاله : ﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴾ 95 . و المسلمون مجمعون على ان محمدا صلى الله عليه و آله سيد المرسلين و خاتم النبيين اعطى من الفضل العظيم و المكان الجسيم ، ما لم يعط احد من الأنبياء في الأزمان و لا سليمان . و من البيان على تفصيل منطق اللسان و البيان ان المهدي عليه السلام يأتي في أواخر الزمان و قد تهدمت أركان أديان الأنبياء و درست معالم مراسم الأوصياء و طمست آثار أنوار الأولياء ، فيملأ الأرض قسطا و عدلا و حكما كما ملئت جورا و جهلا و ظلما . فبعث الله جل جلاله رسوله محمدا صلى الله عليه و آله ليجدد سائر مراسم الأنبياء و المرسلين و يحيي به معالم الصادقين من الأولين و الآخرين ولم يبلغ أحدا منهم صلوات الله عليهم وعليه الى انه قام احد منهم بجميع امرهم بعدد رؤوسه و يبلغ به ما يبلغ هو عليه السلام إليه . و قد ذكره أبو نعيم الحافظ و غيره من رجال المحافظ و غيره من رجال المخالفين و ذكر ابن المنادي في كتاب الملاحم و هو عندهم ثقة امين ، و ذكره أبو العلى الهمداني و له المقام المكين ، و ذكرت شيعته من آيات ظهوره و انتظام اموره عن سيد المرسلين صلى الله عليه و آله ما لم يبلغ إليه احد من العالمين . و ذلك من جملة آيات خاتم النبيين و تصديق ما خصه الله جل جلاله ، انه من فضله في قوله جل جلاله : ﴿ ... لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ... ﴾ 96 .
اقول : فينبغي ان يكون تعظيم هذه الليلة لأجل ولادته عند المسلمين و المعترفين بحقوق إمامته على قدر ما ذكره جده محمد صلى الله عليه و آله و بشر به المسعودين من أمته ، كما لو كان المسلمون قد أظلمت عليهم أيام حياتهم ، و أشرفت عليهم جيوش أهل عداوتهم ، و أحاطت بهم نحوس خطيئاتهم . فأنشأ الله تعالى مولودا يعتق رقابهم من رقها ، و يمكن كل يد مغلولة من حقها ، و يعطي كل نفس ما تستحقه من سبقها ، و يبسط للخلائق في المشارق و المغارب بساطا متساوي الأطراف مكمل الألطاف مجمل الأوصاف ، و يجلس الجميع عليه اجلاس الوالد الشفيق لأولاده العزيزين عليه ، أو اجلاس الملك الرحيم الكريم لمن تحت يديه و يريهم من مقدمات آيات المسرات و بشارات المبرات في دار السعادات الباقية ما يشهد حاضرها لغائبها و تقود القلوب و الاعناق الى طاعة واهبها . اقول : و ليقم كل إنسان لله جل جلاله في هذه الليلة بقدر شكر ما من الله عز و جل عليه بهذا السلطان و انه جعله من رعاياه و المذكورين في ديوان جنده و المسمين بالاعوان على تمهيد الإسلام و الإيمان و استيصال الكفر الطغيان و العدوان و مد سرادقات على تمهيد الإسلام و الإيمان و استيصال الكفر و الطغيان و العدوان و مد سرادقات السعادات على سائر الجهات من حيث تطلع شموس السماوات و الى حيث تغرب الى اقصى الغايات و النهايات 97 .
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله الطاهرين .


 

رد مع اقتباس