الموضوع: المصلح المنتظر
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2014, 10:15 AM   #3
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



للأديان غاية واحدة
إن الأديان التي أنزلتها السماء كافة تهدف إلى غاية واحدة ، هي إقامة السدد التام في هذه الأرض ، العدل في الفرد ، و العدل في المجتمع ، والعدل في الأخلاق ، والعدل في المعاملة ، والعدل في الحكم .
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... ﴾ 3 .
هذه الغاية التي من أجلها أرسلت الرّسل ، وأنزلت الكتب ، ووضعت الشرائع والمناهج الموازين: ﴿ ... لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... ﴾ 3 .
ليقوم الناس كلّهم بالعدل في كلّ مجالات العدل ، ليقوم الفرد منهم والأمة ، و الرئيس والمرؤوس ، و السائس و المسوس ، بهذه الوظيفة و يرتفعوا إلى هذه القمّة .
لهذا ألأمر أنزلت الأديان ، وعلى هذا تتابعت ، يقفو بعضها بعضاً ، ويشدّ بعضها أزر بعض ، وعلى هذا ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ 4 .
فالأديان ـ كافة ـ تهدف إلى هذه الغاية ، و هي تمدّ أبصارها إلى مؤمّل منتظر يحقّق لها هذا الهدف ، لأنها توقن أنها من وضع الله ( عز و جل ) و تصميم حكمته ، وغاية الله لابدّ وأن تتحقق في يوم من الأيام .
الإنسانية فطرت على التكامل الهدف
وإن الإنسانية قد فُطرت على التسامي والتكامل في صفاتها وسماتها ، وقد أعدّت لذلك جميع قواها ، وأهلّت له جميع طاقاتها ، فهي تهدف إلى الكمال الأعلى في كل ناحية من نواحيها ، وهي تسير قُدُماً إلى هذا الهدف ما أمكنها السير ، و ترتفع ما أمكنها الارتفاع .
ولكن العوائق التي نثرتها الأهواء ، والمزالق التي بثّتها الشهوات والشبهات طول الطريق ، هي على تصدّها عن الغاية ، فهي في كفاح دائم ، وصراع عنيف شديد ، بين ما تقتضيه الفطرة وما تصنعه البئة ، و هي تطمح ببصرها إلى مًصلح ينقذها من هذه الاسواء و الأدواء .
وإن الحياة تحكمها أنظمة رتيبة تسموها ـ إذا هي اتُّبعت ـ إلى خير ما يمكن ، و توجّه كلّ شيء فيها إلى أفضل ما يستطاع ، بل وإلى خير ما ينبغي أن يكون .
ولكن الحواجز التي أقامها الإنسان المنحرف في وجه هذه الظُنن ، و السدود التي وضعها في سبيلها ، هي التي أعاقت السير ، و أبعدت الغاية ، و فرقت المسيرة ، و ربما قادتها إلى دّرْك سحيق .
فالحياة تنظر إلى أنظمتها الرتيبة ، والى غايتها الرفيعة ، وإلى انحراف هذا المخلوق الذي أشاع فيها الفوضى وكدّر الصفاء ، وهي تطمح إلى المصلح الذي يزيل الحواجز وينسق السّدود ، ويقود المسيرة ، و يحقق بحكمة الإلهية غايتها العليا من خلق الحياة وجعل الأنظمة .
إن رسالات السماء لتؤمل وتنتظر ، وإن الإنسانية لتؤمل و تنظر ، وإن الحياة لتؤمل وننتظر ، واذا لم يكن هذا المؤمّل الذي تنتظره الأديان ، وتنتظره الانسانية وتنتظره الحياة من خلفاء محمد ( صلى الله عليه و آله ) رسول الإنسانية و نبي الحياة ، فمن يمكن أن يكون؟ .
وإذا لم يكن هو البقية من أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فمن يمكن أن يكون؟ .
و إذا لم يكن هو البقية من أولى القربى الذين فرض الله حبّهم ، وأوجب حقّهم ، فمن يمكن أن يكون؟! .
اتفقت الأديان على البشارة بالمصلح المؤمل ، و لكن الإسلام دين الله الخالد أصرح الأديان قولاً في ذلك ، و أكثرها بياناً و اشدّها تثبيتاً ، لأن المصلح المنتظر اخر خلفائه ، وختام قادته .
و هو أكثرها قولاً وارفعها صوتاً في ذلك ، لأن الأمر يرتبط بالإمامة إحدى عقائده وأحد أسسه .
و هو أكثرها قولاً وأرفعها صوتاً في ذلك ، لأن الأمر يرتبط بالإمامة إحدى عقائده واحد أسسه .
وهو أكثرها قولاً وأرفعها صوتاً في ذلك ، لأن الأمر يرتبط بمستقبل أمنه ومصيرها وثباتها على الحق ورسوخها في الإيمان .


 

رد مع اقتباس