ظهور الخراساني وشعيب في إيران
تذكر الأحاديث هاتين الشخصيتين من أصحاب المهدي عليه السلام وأنهما يظهران في إيران قرب ظهوره عليه السلام ويشاركان في حركة ظهوره المقدسة .
ولا تذكر الروايات أن الإيرانيين يرسلون قواتهم لمساعدة الإمام المهدي عليه السلام في تحرير المدينة المنورة أو باقي مدن الحجاز ، ويبدو أنه لاتكون حاجة إلى ذلك .
ولهذا تكتفي قواتهم التي تدخل العراق بإعلان ولائها وبيعتها للمهدي عليه السلام : ( تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان ( إلى ) الكوفة ، فإذا ظهر المهدي بعثت إليه بالبيعة ) 17 .
ومن جهة أخرى ، تذكر بعض روايات المصادر السنية حركة الإيرانيين واحتشادهم في جنوب إيران ، التي يحتمل أن تكون زحفاً جماهيريا باتجاه الحجاز نحو الإمام المهدي عليه السلام :
( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ) 18 .
وأن هذا الإحتشاد يكون بقيادة الخراساني في ( بيضاء إصطخر ) قرب الأهواز ، وأن الإمام المهدي عليه السلام يتوجه بعد تحريره الحجاز إلى بيضاء إصطخر ويلتقي بأنصاره الخراساني وجيشه ، ويخوضون بقيادته معركة هناك ضد السفياني .
ومن المحتمل أن تكون هذه المعركة المذكورة مع قوات بحرية من الروم إلى جانب قوات السفياني ، كما سنذكر في حركة الظهور ، ويؤيده أنها تكون معركة فاصلة تفتح الباب أمام المد الشعبي المؤيد للمهدي عليه السلام : ( فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه ) 18 .
ومنذ ذلك الحين يصبح الخراساني وشعيب من أصحاب الإمام المهدي الخاصين ، ويصبح شعيب القائد العام لجيش الإمام المهدي عليه السلام ، وتكون قوات الخراسانيين هي الثقل أو ثقلاً كبيراً في جيش المهدي عليه السلام الذي يعتمد عليه في تصفية الوضع الداخلي في العراق من المعادين له والخوارج عليه ، ثم في قتال الترك ، ثم في زحفه العظيم لفتح القدس وفلسطين .
هذه خلاصة دور هذين الرجلين الموعودين من إيران ، كما يستفاد من أحاديثهما الكثيرة في مصادر السنة ، والقليلة في مصادرنا .
وقد جعلتني هذه الظاهرة أعيد التتبع والتأمل في أحاديثهما في مصادرنا ، آخذاً بعين الإعتبار احتمال أن تكون من موضوعات العباسيين في أبي مسلم الخراساني لكني وجدت فيها روايات صحيحة السند تذكر الخراساني ، مثل رواية أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام في اليماني وغيرها ، ووجدت روايات تدل على أن أمر هذا الخراساني الموعود كان معروفاً عند أصحاب الأئمة عليهم السلام قبل خروج أبي مسلم الخراساني ومحاولة العباسيين استغلال أحاديث المهدي عليه السلام .
فأمر الخراساني ثابت في مصادرنا أيضاً ، ودوره الذي أشرنا إليه قريب من دوره الذي تذكره الروايات الواردة في مصادر السنة .
وكذلك في الجملة أمر صاحبه شعيب في مصادرنا ، وإن كانت روايات الخراساني أقوى من رواياته بكثير 19 .
1. وروى قريباً منه الترمذي : 5 / 382 .
2. القران الكريم : سورة الجمعة ( 62 ) ، الآية : 3 ، الصفحة : 553 .
3. القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 5 ، الصفحة : 282 .
4. الكافي : 8 / 206 .
5. البحار : 52 / 63 .
6. مخطوطة ابن حماد ص 84 و74 .
7. البحار : 52 / 210 .
8. البحار : 52 / 232 .
9. البحار : 52 / 252 .
10. البحار : 52 / 269 .
11. البحار : 52 / 234 .
12. البحار : 60 / 216 طبعة إيران ، وكذا ما بعدها عن قم .
13. البحار ص 60 .
14. a. b. البحار : 60 / 216 .
15. البحار : 60 / 219 .
16. رواهما في البحار : 60 / 213 .
17. البحار : 52 / 217 .
18. a. b. ابن حماد ص 86 .
19. عصر الظهور ، العلامة الشيخ عليه الكوراني العاملي ، الطبعة السابعة عشر ، سنة 1427 ، ص 186 ـ 216 .
|