الإيرانيون وبداية التمهيد للمهدي عليه السلام
تتفق مصادر الحديث الشيعية والسنية حول المهدي عليه السلام على أنه يظهر بعد حركة تمهيدية له ، وعلى أن أصحاب الرايات السود من إيران يمهدون لدولته ويوطئون له سلطانه . وتتفق أيضاً على الشخصيتين الموعودتين من إيران : الخراساني أو الهاشمي الخراساني ، وصاحبه شعيب بن صالح . . إلى آخر ما ورد من أحاديثهم في مصادر الفريقين .
ولكن مصادرنا الشيعية تضيف إلى الإيرانيين ممهدين آخرين لدولة المهدي عليه السلام هم اليمانيون .
كما توجد في مصادرنا أحاديث تدل على أنه تقوم قبل ظهوره عليه السلام حركة ثائرة ، كالذي ورد في تفسير قوله تعالى : ﴿ ... بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ... ﴾ 3 ، وأنهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد صلى الله عليه وآله إلا قتلوه ) 4 . وحديث أبان بن تغلب عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب ، أتدري لم ذلك ؟ قلت لا . قال : للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل ظهوره ) 5 ، وهو يدل على أنه أهل بيته عليه السلام من بني هاشم وأتباعهم تكون لهم حركة قبله .
وقد نقل صاحب كتاب يوم الخلاص الحديث القائل : ( يأتي ولله سيف مخترط ) وذكر له خمسة مصادر ولم أجده فيها ، وإنما الموجود ( ومعه سيف مخترط ) ومثله موارد عديدة ذكر لها مصادر ولم نجدها !
فأحاديث التمهيد إذن ثلاث مجموعات : أحاديث دولة أصحاب الرايات السود المتفق عليها عند الفريقين .
وأحاديث دولة اليماني الواردة في مصادرنا خاصة ، ويشبهها ما في بعض مصادر السنة عن ظهور يماني بعد المهدي عليه السلام .
والأحاديث الدالة على ظهور ممهدين قبل ظهوره عليه السلام بدون تحديدهم . وسوف ترى أنها بشكل عام تنطبق على الممهدين الإيرانيين واليمانيين .
وقد حددت الأحاديث الشريفة زمان قيام دولة اليمانيين الممهدين بأنه يكون في سنة ظهور المهدي عليه السلام مقارناً لخروج السفياني المعادي له في بلاد الشام ، أو قريباً منه كما ستعرف .
|