عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2014, 05:27 PM   #8
أبو حيدر
موالي ملكي


الصورة الرمزية أبو حيدر
أبو حيدر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 763
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 10-24-2020 (11:51 PM)
 المشاركات : 2,288 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



كما ورد في بعض الروايات فضل الحج إلى بيت الله الحرام مشيا على الأقدام وعمل الأئمة (عليهم السلام) به ففي الوسائل عن الحلبي قال:

(سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن فضل المشي فقال: الحسن بن علي (عليهما السلام) قاسم ربه ثلاث مرات حتى نعلا ونعلا وثوبا ثوبا ودينارا دينارا وحج عشرين حجة ماشيا على قدميه) (71).

وعن الصادق عن آبائه (عليهم السلام):

(إن الحسن بن علي (عليهما السلام) كان أعبد الناس وأزهدهم وأفضلهم في زمانه وكان إذا حج حج ماشيا ورمى ماشيا وربما مشى حافيا) (72).

وفي خبر آخر:

(وكان الحسين بن علي (عليهما السلام) يمشي إلى الحج ودابته تقاد وراءه) (73).

أقول: وعمل الأئمة (عليهم الصلاة والسلام) هذا لم ينحصر في مجال الحج بل في أكثر عباداتهم وأعمالهم كانوا يضغطون على أنفسهم الطاهرة في الجوع والعطش وقيام الليل ولبس الخشن والحج ومشيا بل حفاة من أجل التقرب إلى الله سبحانه ونيل الزلفة لديه، وقد ورد في بعض الأخبار (أن أفضل الأعمال أحمزها) (74) (وأن الأجر على قدر المشقة) (75) وسيرتهم معروفة مشهورة في كتب التاريخ فراجع.

أضرار في مصائب الحسين (عليه السلام):

وأما بالنسبة للحسين (عليه الصلاة والسلام) فهناك جهتان:

الأولى: جاء في بعض التواريخ والروايات أيضا أن أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) كانوا يضرون أنفسهم في مصاب سيد الشهداء (عليه السلام) من خمش الوجوه ولطمها وتقريح الأجفان ونحوها وقد تقدم عديد منها.. ونقل السيد ابن طاووس في اللهوف عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) هذه الرواية.

قال (76) (روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال أن زين العابدين (عليه السلام) بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره قائما ليله فإذا حضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول: كل.. يا مولاي..

فيقول: قتل ابن رسول الله (صلى الله عليهما) جائعا قتل ابن رسول الله (صلى الله عليهما) عطشان فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبتل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل).

(وحدث مولى له أنه برز يوما إلى الصحراء قال: فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكاءه وأحصيت عليه ألف مرة يقول: لا إله إلا الله حقا لا إله ألا الله تعبدا ورقا لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا صدقا..

ثم رفع رأسه من سجوده وإن لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه..

فقلت: يا سيدي أما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقل؟ فقال لي: ويحك أن يعقوب بن إسحاق كان نبيا ابن نبي له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا.. وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي؟!) (77).

أقول: معلوم كم في البكاء ولمدة أربعين سنة متواصلة مقرونة بالصيام في النهار والقيام في الليل من الأذى والجهد والمشقة على البدن والنفس، ومع ذلك كان الإمام المعصوم (عليه السلام) يواصل العمل بها حتى ألحق بربه.. هذا أولا..

وثانيا.. كما يظهر من الرواية وكلمة الإمام (عليه السلام) عند الإفطار وإحضار الطعام أنه كان يريد من الصيام - بالإضافة للعبادة - مواساة والده وأخوته وعمومته في جوعهم وعطشهم في صحراء كربلاء، حيث كان يمزج طعامه وشرابه بدموع عينيه ويقول: قتل ابن رسول الله جائعا.. قتل ابن رسول الله عطشانا. ويؤكد هذا ما في الرواية الثانية حيث خرج الإمام (عليه السلام) إلى الصحراء يسجد هناك وعلى حجارة خشنة، إذ لولا أنه يريد المواساة وتعريض نفسه لأوضاع قد تشابه أوضاعهم في ما لاقوه من مشاق وهم عراة مطرحين على الرمضاء تصهرهم حرارة الشمس وتؤذيهم أشواك الأرض وأحجارها، لما أقدم على ذلك ويؤيده بكاؤه ونحيبه (عليه السلام) وجوابه لمولاه عندما سأله فإنه (عليه السلام) ربط بكاءه بقضية الحسين وما دهاهم من مصائب وآلام، ومقارنته لقضيتهم بقضية يوسف الصديق (عليه الصلاة والسلام).

كما روى السيد ابن طاووس أيضا (78) حادثة جرت مع أهل البيت في الكوفة قد تشبه ذلك قال: (وخطبت أم كلثوم بنت علي (عليه السلام).. رافعة صوتها بالبكاء... فقالت:

يا أهل الكوفة سوءة لكم ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه؟ فتبا لكم وسحقا.. قتلتم خير رجالات بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ونزعت الرحمة من قلوبكم ألا إن حزب الله هم الفائزون وحزب الشيطان هم الخاسرون ثم قالت - من ضمن ما قالت:

وأني لأبكي في حياتي على أخي***على خير من بعد النبي سيولد

بدمع غزير مستهل مكفكف***على الخد مني دائما ليس يجمد

قال الراوي فضج الناس بالبكاء والنوح، ونشر النساء شعورهن ووضعن التراب على رؤوسهن وخمشن وجوههن وضربن خدودهن ودعون بالويل والثبور.. وبكى الرجال ونتفوا لحاهم فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم).

ومن الواضح أن هذه الحادثة وقعت بمرأى ومسمع من الإمام المعصوم زين العابدين (عليه السلام) وكان فيها خمش للوجوه وضرب على الخدود.. ونتف اللحى من قبل الرجال..

وكل هذه فيها الآلام والأضرار وخاصة - خمش الوجوه ونتف اللحى - بل وأحيانا يلازمها الإدماء ومع ذلك لم يردع عنها الإمام (عليه السلام) بل أقره وسكت عليه، هذا من الجهة الأولى.

وفي زيارة الحسين (عليه السلام) أيضا:

وأما الثانية: فقد قامت عندنا مجموعة كبيرة من الروايات المعتبرة على استحباب زيارته حتى إذا خاف الإنسان الضرر أو كان في ظرف التقية، بل أفتى بعض العلماء بوجوبها كالمجلسي (قدس سره) في مزار البحار والشيخ خضر بن شلال (قدس سره) في أبواب الجنان كما عقد الحر العاملي (قدس سره) في الوسائل بابا خاصا أسماه (باب تأكد استحباب زيارة الحسين بن علي (عليهما السلام) ووجوبها كفاية).

وعلى أية حال يتأكد هذا الاستحباب إذا كان الذهاب إلى الزيارة مشيا على الأقدام. مما يؤكد أن الشريعة الطاهرة وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) أولوا الحسين (عليه السلام) وما يرتبط به من زيارة ومآتم ونحوها عناية فائقة خاصة لا يقوم مقامها شيء كما تقدمت كلماتهم (عليهم السلام) فيما مر عليك سابقا.

ففي الخبر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

(مروا شيعتنا بزيارة الحسين (عليه السلام) فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله عز وجل) (79).

وفي خبر آخر أيضا قال:

(مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فإن إتيانه يزيد في الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء وإتيانه مفروض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله) (80).

والروايات في هذا المجال عديدة وأيضا هناك روايات أخرى تقول باستحباب تفضيل زيارة الحسين (عليه السلام) على الحج والعمرة المندوبين.

وأخرى تقول بأن ثواب زيارته (عليه السلام) تعادل ثواب عتق الرقاب والجهاد في سبيل الله، ذكرها الحر العاملي (قدس سره) في مزار الوسائل.

وأخرى تقول بأن ثواب زيارته (عليه السلام) تعادل ثواب عتق الرقاب والجهاد في سبيل الله، ذكرها الحر العاملي (قدس سره) في مزار الوسائل.

وفي روايات معتبرة وعديدة أيضا إن زيارة الحسين (عليه السلام) في حال الخوف والضرر مندوبة أيضا وفيها الثواب والأجر الجزيل..

فعن ابن بكير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له:

(إن قلبي ينازعني إلى زيارة قبر أبيك وإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب المصالح فقال: يا ابن بكير أما تحب أن يراك الله فينا خائفا؟

أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه؟

وكان يحدثه الحسين (عليه السلام) تحت العرش وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة. يفزع الناس ولا يفزع فإن فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه البشارة) (81).

وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل قال:

(قال لي هل تأتي قبر الحسين (عليه السلام) قلت: نعم على خوف ووجل فقال: ما كان من هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين وانصرف بالمغفرة وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي (صلى الله عليه وآله) وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وأتبع رضوان الله) (82) الحديث.

وحتى لو يركب البحر من أجل زيارة الحسين وخشي الضرر أو الموت بل حتى لو غرق فعلا ومات، فإن روايات أهل البيت (عليهم السلام) يؤكد على استحبابها بل أعطوا (عليهم السلام) لمن يصاب بذلك ضمانا بدخول الجنة، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) سأل بعض أصحابه: (تزورون الحسين وتركبون السفن قلت: أما تعلم إنها إذا تكفلت بكم نوديتم ألا طبتم وطابت لكم الجنة) (83).

استحباب زيارة الحسين (عليه السلام) حتى مع الضرر:

وأنت إذا تأملت في جملة ما جاء في الحسين (عليه السلام) وزياراته تجد أن زيارته مقدمة حتى على الحج الشرعي الواجب في الجملة وذلك لأن الحج إنما يجب على الإنسان الإتيان به إذا تحققت عنده شرائطه، ومن أوليات شرائطه تحقق الاستطاعة بأقسامها الأربعة، الاستطاعة المالية، والزمانية، والبدنية، والسربية - أي أمان الطريق وارتفاع موانعه.

فإذا لم تتحقق واحدة من هذه الاستطاعات الأربع يسقط فرض الحج عن المكلف بالرغم من أهميته الشديدة في الإسلام، بينما نجد أن زيارة الحسين تعد مندوبة بل أحيانا واجبة حتى إذا افتقد الإنسان كل هذه الاستطاعات بما فيها الاستطاعة البدنية (أي الصحة) لورود الأخبار باستحباب مواساته وزيارته في الجوع والعطش ونحوه وتقدم بعضها.

وكذلك الاستطاعة السربية لورود الأخبار أيضا باستحباب زيارته حتى في حالة الخوف بل الوقوع في الخوف والضرر أيضا بينما يسقط الحج في حالة خوف الضرر وان لم يقطع بوقوع الحاج في الضرر.

كل ذلك لما للحسين (عليه السلام) والاهتمام بشؤونه من زيارة ومآتم ومواساة وإظهار جزع وتفجع ونحوها مما يقام في مراسم الشعائر الحسينية من أعمال وخدمات من دور وأهميته في إحياء الدين وتقوية شريعة سيد المرسلين (عليه الصلاة والسلام) كما عبر عنه العلماء.

ولذا يقدم استحبابها على الأضرار التي تنجم عنها... كل ذلك لتدارك هذا الضرر الحاصل بمصالح الزيارة الأكثر والأهم على الشخص وعلى المجتمع كما لا يخفى على كل ذي لب راجح (84).

أقول: إذا كانت زيارته (عليه السلام) مستحبة حتى مع الوقوع في الضرر بل وانكفاء السفينة في البحر، فكيف بالتطبير الأخف منه بكثير وكثير؟!

إذن... من كل ما تقدم نفهم، أن سيرة العقلاء المدعومة بسيرة رسول الله والأئمة الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام) قائمة على ارتكاب بعض الأضرار من أجل مصالح أهم وأكبر وأعظم في الدنيا أو في الآخرة.

ومما لا شك فيه أن أهمية الشعائر الحسينية ودورها الكبير في بناء الدين وإحياء الشريعة مما لا ينكر، بل يعدها الغربيون وبعض أعداء الدين من أهم المسائل التي تؤدي إلى نشر الدين في الشعوب غير المسلمة كما سنوضحه إن شاء الله.

هذا فضلا عن المقام المعنوي الرفيع ودرجة القرب الذي يحصله الحسيني المحب في خدماته بعزاء الحسين ولطمه وبكائه وتطبيره وكل ما يمت إلى الحسين بصلة عند الله وعند أهل البيت (عليهم السلام) وخاصة الصديقة الطاهرة كما في روايات عديدة وأدلة قاطعة ذكرت في محلها، مما يضمحل ضرر شق الرأس أو إسالة الدم حتى لو كان معتدا به في الجملة أمام هذه الفضائل والقربات والثواب الجزيل، بل إن بعض فقهاؤنا العظام (قدس الله أسرارهم) ذهب إلى أبعد من ذلك وقال إن الضرر الذي يتدارك بمصلحة دنيوية أو دينية لا يسمى ضرارا أصلا. وبذلك يصبح التطبير في مقابل ما يعود على الإنسان من نفع دنيوي في الصحة البدنية لما تقدم في حجامة الرأس، ونفع أخروي من ثواب وقربات عند الله لا يعد ضررا فيرتفع ما يمكن أن يستدل به على الحرمة من رأس.

قال المولى أحمد النراقي (قدس سره) في (عوائد الأيام) الصفحة: 23 - لدى حديثه عن قاعدة (لا ضرر) – ما يلي:

(إن صدق الضرر عرفا هو إذا كان النقصان ما لم يثبت بإزائه عوض مقصود للعقلاء يساويه مطلقا وأما مع ثبوت ذلك (أي العوض) بازائه فلا يصدق الضرر أصلا سيما إذا كان ما بازائه أضعافا كثيرة له وخيرا منه بكثير. ولا شك أن كل ما أمر به من التكاليف الموجبة لنقص في المال من الخمس والزكاة والحج والصدقة وإنفاق العيال وأمثالها مما يثبت بإزائها أضعاف كثيرة في الآخرة (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له) (85) (ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة) (86) الآية و(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء) (87) بل في كثير منها وعد العوض في الدنيا أيضا وكيف يكون مثل ذلك ضررا إلا عند من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر.

ولو قال رجل يظن صدق وعده أن من أعطى عبدي شيئا أعوضه ضعفه فأعطى رجل عبده لا يقال أنه أضر بنفسه فكيف في حق لا خلف لوعده ولا كذب في قوله (الله سبحانه وتعالى) انتهى.

وفي القواعد الفقهية أيضا ذكر السيد البجنوردي هذا الأمر كأحد الاحتمالات المستفادة من قاعدة (لا ضرر) حيث قال (88).

ان مفادها نفي الضرر المتدارك بمعنى أن الشارع ينهى عن الضرر غير المتدارك وتقريبه: بأن يكون الضرر المتدارك في حكم العدم ولا يراه الشارع ضررا كما هو كذلك عند العرف والعقلاء فنفي الضرر المطلق (في لا ضرر) يرجع إلى نفي الضرر غير المتدارك بمصلحة أو فائدة أهم أو أكبر) انتهى بتوضيح قليل منا.

ومن كل ما تقدم ظهر أن قاعدة (لا ضرر) لا يمكن التمسك بها لمنع التطبير أو تحريمه لقصورها عن شمول مثل التطبير، وعلى فرض شمولها فإنها مخصصة ببناء العقلاء وسيرتهم أو مزاحمتها فائدة دنيوية وأخروية أهم.. بحيث لا يمكن أن تقف أمام مصلحة التطبير واستحبابه، والله العالم.

فالتطبير إذن.. مباح ذاتا ومستحب عرضا تأسيا بالحسين ومواساة له (عليه السلام) أولا، ولسائر الأدلة الأخرى التي ذكرت دليلا على الاستحباب، والله العالم.

====

مصادر البحث:
1-الوسائل الباب 4 من أبواب ما يكتسب به الحديث 4.
2- الوسائل باب 12 من أبواب صفات القاضي الحديث 60.
3- هناك احتمال ثالث في المراد من قوله (عليه السلام): (كل شئ مطلق) هو أن يكون المراد منه معنى الإطلاق اللغوي وهو الإرسال وعدم التقييد في مقابل المنع والحرمان وهو اعم من الحلية المستفادة من الدليل والحلية المستندة إلى إصالة الحل. وواضح أن هذا الاحتمال أيضاً يدل على المطلوب كالاحتمالين الأولين.
4- راجع رسائل الشيخ الأنصاري ص 202 ص 203.
5- المصدر السابق.
6- البحار ج 45. تاريخ الحسين بن علي (عليهما السلام) باب الوقائع المتأخرة عن قتله (عليه السلام) ص 114 ص 115.
7- السبح المعرب شبه وهو حجر أسود شديد السواد براق وله فوائد طبية. وأما النصل والانتصال فهو خروج اللحية من الخضاب ومنه لحيته ناصل.
8- ولعله (الرمح تلعب به) والله العالم.
9- وراجع أيضاً كتاب زينب الكبرى للعلامة المحقق الشيخ جعفر النقدي ص 112.
10- راجع نصرة المظلوم ص 18.
11- الاحتجاج للطبرسي ج 2 ص 31.
12- راجع الكافي باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام)من اسم الله الأعظم.
13- البحار ج 45. تاريخ الحسين بن علي باب الوقائع المتأخرة عن قتله ص 137 ص 138.
14- راجع كتاب زينب الكبرى للعلامة الشيخ جعفر النقدي ص 35.
15- أنظر المصدر / طبعة البحرين / ج 3 ص 331 ص 333.
16- نقلها في البحار نقلاً عن المفيد والمرتضى وبن طاووس وصاحب المزار الكبير (قدس الله أرواحهم) راجع كتاب المزار باب كيفية زيارته يوم عاشوراء ص 165 إلى 171. ومزار البحار باب كيفية زيارته (صلوات الله عليه) يوم عاشوراء ص 317 ص 328.
17- راجع كامل الزيارات ص 78. ونقله العلامة المجلسي في البحار ج 45 ص 225.
18- راجع التفسير الكبير لدى الآية: 106 من سورة هود في المجلد السابع ص 62. وراجع أيضاً مجمع البيان للطبرسي.
19- راجع أحسن الجزاء السيد محمد رضا الحسيني الأعرجي ج 2 ص 138.
20- راجع المقتل للمقرم ص 222.
21- راجع المقتل للمقرم ص 222.
22- راجع الخصائص الحسينية للتستري القصد الثالث الصراخ والنحيب القسم الثالث. وراجع أيضاً كامل الزيارات ص 84. ونقله العلامة المجلسي في البحار ج 45 ص 219.
23- راجع الملهوف ص 229 طبعة دار الأسوة الطبعة الأولى.
24- راجع مقتل المقرم ص 223.
25- البحار ج 45. تاريخ الحسين بن علي باب الوقائع المتأخرة عن قتله ص 147.
26- راجع وسائل الشيعة ج 15 ص 583 نقلا عن تهذيب الطوسي.
27- كامل الزيارات بن قولويه ص 175 الباب 71.
28- كامل الزيارات بن قولويه باب 88 ص 261.
29- راجع المصدر ص 8.
30- الوسائل (طبعة آل البيت) ج 17 ص112 باب 13، البحار (طبعة إيران) ج 62 ص 129.
31- مستدرك الوسائل ج 13 باب 11 ص 86، والبحار (طبعة إيران) ج 62 ص 134.
32- البحار (طبعة إيران) ج 62 ص 112 باب 54 رواية 13.
33- البحار ذات الطبعة ج 62 ص 112 باب 54 رواية 13.
34- البحار راجع المصدر.
35- راجع البحار ج 62 ص 138 ص 172.
36- وبعضهم قال بوجوبها.
37- سورة الحج: الآية 32.
38- تصنيف غرر الحكم ص 117 الطبعة الأولى. وبحار الأنوار ج 44 ص 287. كما ورد عن الصادق (عليه السلام) قال: شيعتنا منا وقد خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بنور ولايتنا ورضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة يبكيهم مصابنا ويحزنهم حزننا ويسرهم سرورنا ونحن أيضاً نتألم بتألمهم ونطلع على أحوالهم فهم معنا لا يفارقونا ونحن لا نفارقهم ... اللهم إن شيعتنا منا. فمن ذكر مصابنا وبكى لأجلنا إستحى الله أن يعذبه بالنار: راجع الطريحي ص 268 ص 229.
39- كامل الزيارة ص 81. ونقله في البحار ج 45 ص 207.
40- المصدر السابق.
41- المصدر السابق.
42- راجع وسائل الشيعة ج 2 ص 909 وفي الباب حديث آخر وروى مثله آخرون عن أنبياء آخرين ... كما أورد بن قولويه في كتاب الزيارة في ص 67 والباب الذي قبله وبعده روايات أيضاً مناسبة فراجع. وأيضاً راجع علل الشرائع ج 1 ص 73.
43- البحار ج 27 باب 9 ص 217 الحديث.
44- وفي نهج الفصاحة ص 543 الحديث 2626 (ما أوذي أحد ما أُذيت في الله).
45- راجع البحار أيضاً ج 44 ص 281 الحديث 13 طبعة بيروت.
46- راجع مزار البحار باب زيارته صلوات الله عليه يوم عاشوراء ص 317 ص 328. وتحفة الزائر ص 355 نقلا عن المفيد.
47- البحار كتاب العشرة ص 343 حديث 2 باب تزاور الإخوان.
48- مقتل المقرم ص 95 ص 96 بتصرف قليل.
49- تقدمت أسماء مصادرها.
50- راجع البحار كتاب العشرة باب تزاور الإخوان ج 2 ص 343.
51- هناك احتمال ثالث في معنى (أمرنا) وهو أمر الفرج وظهور مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه) كما في بعض الأخبار، إلا أن الظاهر أنه من باب بيان المصداق لوضوح أن أمرهم أعم من الفرج والظهور وإطلاق (أمرنا) يشير إلى إحياء أمرهم مطلقاً ...
52- سورة الشورى: الآية 13.
53- راجع البحار ج 66 الباب 38 ص 360 ط بيروت.
54- سورة الحج: الآية 32.
55- سورة التغابن: الآية 16.
56- استفدنا هذه المعاني بجمع تفسير الآيتين الواردة في التفاسير التالية: 1- مجمع البيان. 2- التفسير الكبير. 3- تفسير الصافي. 4- نور الثقلين. 5- تقريب القران إلى الأذهان. 6- الميزان ... فراجع.
57- سورة الشورى: الآية 23.
58- راجع الفصول المهمة للإمام شرف الدين ص 218 ط قم.
59- سورة سبأ: الآية 47.
60- سورة آل عمران: الآية 31.
61- راجع تفسير نور الثقلين ج 4 ص 574.
62- راجع المجالس السنية للسيد محسن الأمين ج 4 ص 262.
63- راجع أصول المظفر ج 1 الواجب التخييري.
64- أولاً يخفى أنه قد ورد في القرآن الكريم صحة التعبد بالقتل ونيل القربة إلى الله عز وجل بقتل النفس مما يشير إلى صحة أن يجعل الله سبحانه القتل نوعاً من العبادة الداعية إلى غفران الذنوب وتكفير السيئات. ولا يقال أن هذا إلقاء للنفس بتهلكة وهو محرم بنص الآية الشريفة: (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)[سورة البقرة: الآية 195]. فالجواب هو أولاً: إن التهلكة ما يصير عاقبته إلى الهلاك، والهلاك هو ضياع مصير الشيء بحيث لا يدري أين هو؟ ومنه يقال للكافر هالك (مجمع البيان ج 1 ص 288 تفسير الآية 195 من سورة البقرة) ومن الواضح أن الذي يقتل نفسه عبادة لله سبحانه وتقربا إليه يدري أين هو ويعرف مصيره فلا يسمى تهلكة بذلك يخرج القتل التعبدي عن معنى التهلكة موضوعا.

ثانياً: على فرض أنه تهلكة موضوعا فإن التهلكة المنهي عنها يراد منها كل ما يوجب الهلاك من إفراط وتفريط ولا يتخصص بالقتل بل يشمل حتى إنفاق الأموال كما جاء في الآية الشريفة ( وأنفقوا في سبيل الله وتلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وكذلك أداء الوظائف ونحوها. ومن الواضح أن الذي يقتل نفسه في سبيل الله لا يعد إفراطاً ولا تفريطاً وإلا لكان الجهاد في سبيل الله والقتل والقتال في نصرة دينه التهلكة !! وهذا مالا يقره القرآن والشرع الحكيم بالإضافة إلى حكم العقلاء. أما صحة كون قتل النفس نوعا من العبادة وكفارة للذنوب فقد جاء في قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم)([سورة البقرة: الآية 45]. وراجع تفسير مجمع البيان والصافي والقمي في بيان معناها ودلالتها على صحة التعبد بالقتل. وراجع الميزان ج1 ص 190 ص 191. فقد نقل بعض الروايات عن قتل بني إسرائيل لأنفسهم). حيث جعلت الآية قتل النفس طريقا للتوبة ورضا الله سبحانه وتعالى. وقد وردت روايات عديدة تبين أن المراد من عدم إلقاء النفس في التهلكة لا يشمل موارد القتل في سبيل الله سبحانه فقد ذكر صاحب المقتل المروي عن مولانا الصادق (عليه السلام) في تفسير آية التهلكة ما يليق بالعقل: (فروى عن أسلم قال غزونا نهاوند وقال غيرها واصطفينا والعدو صفين لم أر أطول منها وأعرض والروم قد ألصقوا ظهورهم بحائط مدينتهم فحمل رجل منا على العدو فقال الناس: لا إله إلا الله فألقى نفسه إلى التهلكة. فقال أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله إنما تؤولون هذه الآية على أن حمل هذا الرجل يلتمس الشهادة وليس كذلك إنما نزلت هذه الآية فينا لأنا كنا اشتغلنا بنصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتركنا أهلينا وأموالنا أن نقيم فيها ونصلح ما فسد منها فقد ضاعت بتشاغلنا عنها فأنزل الله انكال لما وقع في نفوسنا من التخلف عن نصرة رسول الله لإصلاح أموالنا: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) معناه: إن تخلفتم عن رسول الله وأقمتم في بيوتكم بأيديكم إلى التهلكة وسخط الله عليكم فهلكتم وذلك رد علينا فيما قلنا وعزمنا عليه من الإقامة وتحريض لنا على الغزو وما أنزلت هذه الآية في رجل حمل على العدو ويحرض أصحابه أن يفعلوا كفعله أو يطلب الشهادة بالجهاد في سبيل الله رجاء ثواب الآخرة (راجع تفسير الميزان ج2 ص 73 ص 74 ينقل رواية عن الدر المنثور بمعنى مقارب جدا لهذا) وبهذا يتضح أن التطبير معنية التعبد والقربة لله بمواساة الحسين ومشاطرة أهل البيت في الآلام والمصائب يعد عبادة حتى لو لازمه الضرر بشكل أولا لأنه أخف من قتل النفس تعبدا بكثير.
65- راجع الشعائر الحسينية للشهيد الشيرازي ص 130.
66- سورة طه: الآية 1، 2.
67- تفسير الصافي ج2 ص 59 ص 60.
68- راجع المصدر.
69- سورة المزمل: الآية 20.
70- راجع المصدر السابق.
71- الوسائل كتاب الحج الباب 32 استحباب المشي في الحج على المركوب الحديث 3 ص 55.
72- راجع المصدر.
73- راجع المصدر.
74- البحار ج 67 باب 53 ص 191 حديث 2 ط بيروت.
75- في غرر الحكم ص 156 الطبعة الأولى (ثواب العمل على قدر المشقة).
76- اللهوف في قتل الطفوف السيد بن طاووس ص 92 ص 93.
77- راجع المصدر.
78- راجع المصدر ص 67 ص 68.(بتصرف).
79- الوسائل المزار من أبواب متعددة.
80- المصدر السابق.
81- الوسائل المزار من أبواب متعددة.
82- المصدر السابق.
83- المصدر السابق.
84- راجع (الخصائص الحسينية) للشيخ جعفر الشوشتري، الباب الخامس، من أحكام خاصة لزيارته.
85- سورة الحديد: الآية 11.
86- سورة التوبة: الآية 121.
87- سورة البقرة: الآية 261.
88- القواعد الفقهية ج 1 ص 182 السيد ميرزا حسن البجنوردي.


ومع السلامة.




 
 توقيع : أبو حيدر



رد مع اقتباس