عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-2010, 12:05 AM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الاحايث التي تدل على عدم حب ابي بكر للنبي ص




ص 7

الحديث الأول:
اخرج ابن ابي اسامة,والطبراني,وابن عساكر,وابن كثير بإسنادهم عن سلمة بن الأكوع – واللفظ لابن ابي اسامة – قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابا بكر بن ابي قحافة الصدّيق برايته إلى بعض حصون خيبر فقاتل فرجع ولم يك فتحاً وقد جهد, ثم بعث عمر بن الخطاب الغد فقاتل ثم رجع ولم يك فتحاً وقد جهد,فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله, يفتح الله على يديه ليس بفرار, قال سلمة: فدعا عليّ بن ابي طالب عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه, ثم قال: خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك(1).

الفهرس
(1)بغية الباحث للحارث بن ابي اسامة ح 694 ص 218, المعجم الكبير للطبراني ج 7 ص 35, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 90, البداية والنهاية لابن كثير ج 4 ص 212.

ص8

اقول:
أولاً:
قوله صلى الله عليه وآله وسلم ((ليس بفرار))يناقض ما في الخبر من لفظ((وجهد)), فإن الذي يجهد نفسه في القتال ولا يوفّق لا يكون فراراً, ولا معنى لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ((يفتح الله على يديه ليس بفرار))لولا ان ابا بكر وعمر قد فرا وهربا.
ثانياً:
الحديث بهذه السياقة التي أخرجها ابن ابي اسامة والطبراني وابن عساكر فضلاً عن كونه موافقاً لما سيأتي من احاديث صحيحة, فإن معه يستقيم سياق فقراته.
توضيح ذلك: ان قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه,لا يكاد يتم له في اتركيب سلامة,إلا مع تقدم حدوث ما ينافيه ويعاكسه, فإنه مع ذهاب احد بالراية وعدم توفيقه بالفتح يستقيم القول: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله عليه, وكل متأمل في النص بالكيفية التي اخرجها البخاري ومسلم وغيرهما, يجزم بأن قوله صلى الله عليه وآله وسلم كان مسبوقاً بحدث كانت نتيجته خلاف ما وعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بتحققه حين اعطي الراية لأمير المؤمنين عليه السلام.
على ان النحو الذي اخرجوه به الحديث من جهة عدم اشتماله على التفصيل لا يشتمل على ما ينفي ما اثبتته بعض النصوص الأخرى التي سيوافيك التعرض لها.
بمعنى أن ما سيأتي من الأحاديث المصرّحة بأن ابا بكر وعمر كانا قد اخذا الراية قبل ان يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام قوله ذاك, لا ينافي هذه الأحاديث الخالية عن بيان تلك الخصوصية, فإن هذه الأحاديث تدل على ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال قوله ذاك, وليست تدل على انه لم يكن قد حدث شيء آخر.

ص 9

وبعبارة أخرى:
هذه الأحاديث حكت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب, وتلك الأحاديث اشتملت على بيان خصوصية أخرى لا تنفيها هذه الأحاديث بأي نجو من الأنحاء.
فهل أنه كان قد حدث أمر ما, أو لم يكن قد حدث شيء سبق قوله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قاله, فهذه الأحاديث غير متعرّضة لذلك لا نفياً ولا إثباتاً, وعليه فإن ثبت من خلال روايات الثقات ان أمراً ما كان قد حصل, فاللازم الأخذ به, ولا مجال لادعاء معارضته لما سكتت عن بيانه هذه الأحاديث.
وأمثلته العرفية كثيرة جداً, ويكاد لا يخلو كلام الناقلين لأية حادثة وقعت عن مثله.
ففلان مثلاً يقول:كنت يوم الجمعة في بغداد ,فسمعت خطيب الجمعة فيها يقول: إن عدونا ظالم, ويأتينا شخص آخر يقول, كنت يوم الجمعة في بغداد , فسمعت خطيب الجمعة فيها يقول: قصف العدو بيوت المدنيين,إن عدونا ظالم.
فهل أن النص الأول والنص الثاني يتنافيان؟!طبعاً لا.
مع ان الأمر في ما نحن فيه أوضح, ذلك لاشتمال الحديث على صياغة لا تصح عرفاً إلا مع وقوع حدث ما,إذ لا بد وان يكون هناك احد قد ذهب بالراية ولم يفتح الله عليه , حتى يصح ان يقال: لأبعثن او لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه.


 

رد مع اقتباس