عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2010, 09:39 PM   #7
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الوجوه المحتملة في عدم بيعة فاطمة عليها السلام لأبي بكر:




ص 26
الوجوه المحتملة في عدم بيعة فاطمة عليها السلام لأبي بكر:
وعدم مبايعتها إياه,لا يخلو إما لبطلان خلافته ووجود الخليفة الحق الذي تعرفه هي جيداً,او لعدم بطلان خلافته, غايته انها كانت جاهلة بذلك والعياذ بالله تعالى.
اما كونها جاهلة بصحة خلافته,فلا يخلو الحال فيه,اما ان يكون ذلك مما تفردت هي به ولم يوافقها عليه او لم يشاركها فيه احد, او انه كان يوافقها عليه غيرها كأمير المؤمنين عليه السلام.
فإن لم يكن لها من موافق ومشارك,فإنه يتعين على الأمة وعلى المخلصين من أعيان الصحابة تنبيهها.
ولكنه على اقل التقادير لم يكن هناك من أمير المؤمنين عليه السلام اي تنبيه وإلفات نظر لها.
وكيف تكون سيدة نساء العالمين جاهلة بصحة ما اجمع المسلمون على صحته, وان بيعة ابي بكر صحيحة!
فثبت ان المخلصين من اعيان اصحابها كانوا مؤيدين لها, فبطلت خلافة ابي بكر, لأننا لا نظن بعلي أمير المؤمنين عليه السلام, وهو اخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,بل ونفسه في آية المباهلة ان يموت والعياذ بالله ميتة جاهلية.
لا تقولوا: لكنه ثبت ان امير المؤمنين بايع ابا بكر .
فإننا نقول لكم:لم يثبت عندنا ذلك, والثابت عندنا انهم اجبروه على ذلك, فارتضى ان يبايع- إن كان بايع- حافظاً على دين الله تعالى.

ص 27

سلمنا جدلاً ان امير المؤمنين بايع, ولكن السيدة الزهراء عليها السلام لم تبايع قطعاً.
فإن كان امير المؤمنين بايع باختياره لارتضائه بأبي بكر الصدّيق, فهذا ان بيعته كانت واجبة لازمة, ومعنى وجوبها ولزومها انها حق, وانها بيعة لازمة في عنق كل مسلم وقتئذ.
فكيف لم تبايع الزهراء عليها السلام, وهي الطاهرة المطهرة, وهي سيدة نساء اهل الجنة؟
إذن, من خلال ثبوت عدم مبايعة الزهراء عليها السلام لأبي بكر تبطل خلافته, وإلا فإن لم تكن خلافته باطلة, فهذا يعني ان سيدة نساء اهل الجنة ماتت ميتة جاهلية, فكيف ذلك؟!
وإذ قد ثبت عدم مبايعتها وبطلان خلافة ابي بكر, فلا بد وان امير المؤمنين علياً عليه السلام الذي بايع ابا بكر بحسب زعمكم , قد بايعه مكرها مجبراً.
فثبت ان فاطمة عليها السلام وبعلها الذي هو نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يبايعا ابا بكر بحق ,ومن لم يبايع إمام المسلمين مات ميتة جاهلية,وأمير المؤمنين عليه السلام وزوجته فاطمة عليها السلام أولى الناس بدخول الجنة على ما ثبت بنحو قطعي عندكم, فكيف يكون عليّ عليه السلام مات ميتة جاهلية, وهو عندكم من اهل الجنة؟!
ولا مجال لافتراض ان علياً والزهراء عليهما السلام كانا جاهلين بمضمون الحديث الذي رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع من الصحابة, كما ان الحديث المتقدم لا يحتمل اكثر من معنى, فلا يصح ان نفترض بأن علياً والزهراء عليهما السلام تأوّلا الحديث وفسّراه بنحو يكونان معذورين في عدم بيعتهما لأبي بكر.


ص 28

فإن حديث لزوم البيعة للخليفة حديث متواتر قطعي معلوم صدوره, واضح صريح معناه زمضمونه, ولا مجال في مثله لوقوع الاشتباه من ادنى الناس,لذا فلا يمكن ان يكون اخو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبضعته الطاهرة عليها السلام قد وقعا في الاشتباه ,وعليه فيتعين انهما عليهما السلام لم يكونا معتقدين بصحة خلافة ابي بكر.
ولكنهما عليهما السلام من اهل الجنة بإجماع المسلمين وبإجماع اهل القبلة, فكيف يصح كونهما عليهما السلام كذلك ,وهما لم يبايعا ابا بكر؟
ولا مجال ايضاً لتأويل حديث كون الزهراء سيدة نساء اهل الجنة , ولا يمكن التصرف بدلالة حديث من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. وما هو موضع تردد او شك على احسن التقادير هو ما يدعيه ابناء العامة لأبي بكر.
ولكن ما يدعيه ابناء العامة قد كذّبته الأحاديث الصحيحة المثبتة في صحاحهم, المجمع على صحتها وعلى وضوح دلالتها ومضمونها ,وليس ابناء العامة الذين يحبون ابا بكر ويتولّونه متّهمين فيما جهدوا به في الدفاع عن ابي بكر من جهة ,وعلى طمث فضائل آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من جهة ثانية.
ونحن على احسن التقادير معذورين في الإعراض عما اثبته ابناء العامة من فضائل مخترعة في ابي بكر, فإنهما مما لم تجتمع الأمة على صحته, بينما اجتمعت الأمة على ما اثبتوه من فضائل في اهل الحق آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ,وقد اجتمعت الأمة على صحة ما اثبتوه مما نقلناه من اخبار مفادها الطعن في ابي بكر بالنحو الذي قربناه, فيسلم عليّ عليه السلام وتابعوه على جميع التقادير ,ولا يسلم ابو بكر على كل تقدير ,هذا على احسن الظن.
ثم انه لا يحتمل في حق الزهراء عليها السلام ان تكون جاهلة بحكم القرآن بلزوم تولي الإمام الحق, ولا يمكن ان تكون غافلة عن حديث ابيها صلى الله عليه وآله وسلم بأنه من مات غير تولي إمام مات ميتة جاهلية, وقد آثرنا ان ننقل تسعة أحاديث لندلّل على ان حديث لزوم البيعة وتولي الخليفة حديث واضح بيّن, فلا يحتمل بحق الزهراء عليها السلام ان تكون جاهلة به, ولو كانت جاهلة غافلة فإن بمقدور امير المؤمنين عليه السلام تنبيها عليه, وتعريفها إياه.
وعليه ,فعليّ امير المؤمنين عليه السلام كان مؤيداً للزهراء عليه السلام مرتضياً فعلها, وإلا فلو لم يكن مرتضياً لنهاها ,وهي المطيعة له, العارفة به.

ص 29

والخلاصة :ان بيعة ابي بكر اما ان تكون لازمة في عنق كل مسلم كان في ذاك الوقت ,واما ان خلافته كانت باطلة, وبالتالي فبيعنه هي بيعة لإمام باطل غاصب.
فغن كانت خلافته حقاً, فقد ثبت عندكم ان المتخلّف عن بيعة إمامة يموت ميتة جاهلية, وبديهي ان يكون من اهل النار.
ولكن الزهراء وهي سيدة نساء اهل الجنة لم تبايع فحسب,بل غادرت الدنيا وهي الغاضبة الساخطة على ابي بكر.
والنتيجة:اما ان تتنازلوا يا ابناء العامة عن كون ابي بكر خليفة بحق, واما ان تكذّبوا والد الزهراء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل بأن بضعته سيدة نساء العالمين, وسيدة اهل الجنة.
اما نحن ففي معزل عن التحيّر بين احد الاحتمالين ,فإننا نؤمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المبعوث بالحق من عند الحق تعالى, ولا نؤمن بنبي يتكلم بكلامين متناقضين ,احدهما هو حق حتماً, وثانيهما هو باطل قطعاً.
فإنه لا مجال عندنا للإيمان بنبي يقول بأن ابنته سيدة نساء اهل الجنة, وهو في الوقت نفسه يقول ان من لا يبايع خليفة المسلمين يكون في النار ,وتكون ابنته ابرز من لم يبايع.
ولا مجال لديكم يا ابناء ابي بكر لتكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما اجتمع المسلمون على صحته, فإنه صلى الله عليه وآله وسلم القائل لا تجتمع أمتي على باطل, وقد اجتمع المسلمون من اليوم الأول وإلى قيام الساعة على ان فاطمة الزهراء عليها السلام سيدة نساء اهل الجنة, فتعين ان عدم مبايعتها لأبي بكر إنما كان لبطلان خلافته ,وهذا ما يقوله الكثيرون من المسلمين.



 

رد مع اقتباس