الموضوع: الرياء
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2013, 07:44 PM   #6
ثار الله
موالي مميز


الصورة الرمزية ثار الله
ثار الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 06-13-2015 (06:11 PM)
 المشاركات : 186 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ღ أيّها الأحبّة ღ
نتيجة الرّياء في الدّنيا
وفي حديثٍ آخر عن الإمام الصّادق(ع)، يتحدّث فيه عن النّتائج الّتي يجنيها المرائي في الدّنيا، في ما يتطلّبه من انتشار أمره، وتلك الّتي يجنيها المخلص فيما يتطلّبه في امتداد عمله قبل الآخرة: «ما من عبدٍ يسرُّ خيراً»، بحيث تكون نيّته نيّة الخير، «إلا لم تذهب الأيّام حتّى يُظهر الله له خيراً»، أي أنّ هذا الخير الّذي اختزنه هذا العبد في داخل ذاته ولم يطَّلع عليه أحد، فإنّ الله يُظهره ويُبيّنه للنّاس، «وما من عبدٍ يُسِرُّ شرّاً، إلا لم تذهب الأيّام حتّى يُظهر الله له شرّاً» فيفضحه؛ لأنّ ما يختزنه الإنسان في سرّه، لا بدَّ وأن يظهر على فلتات لسانه، وعلى حركاته وفي سلوكه، فالله سبحانه وتعالى يهيّئ الظّروف الّتي تُظهر ما أسرَّه الإنسان المؤمن للنَّاس، فيظهر لهم الخير الّذي اختزنه في ذاته، وما أسرّه غير المؤمن أيضاً في نفسه، فيظهر لهم شرّاً.

وعن الصَّادق(ع) في هذا الاتجاه أيضاً، ولكنَّه يبيِّن حجم ما يُظهره الله: «من أراد الله عزَّ وجلَّ بالقليل من عمله»، بحيث تكون أعماله أعمالاً تقتصر على الفرائض وعلى بعض المستحبّات، أي ليس عنده الكثير من العمل، «أظهر الله له أكثر مما أراد»، بحيث إذا كان يؤدّي أعماله بنسبة عشرين في المائة، فإنّ الله يضخّمها وينمّيها، بحيث تصبح خمسين في المائة في نظر النّاس، «ومن أراد النّاس بالكثير من عمله»، يعمل أعمالاً كثيرة جدّاً في حياته، «في تعبٍ من بدنه، وسهرٍ من ليله»، بحيث يسهر اللّيالي ويجهد نفسه لذلك، «أبى الله إلا أن يقلّله في عين من سمعه»؛ لأنّ المسألة عند الله ليست في الكميّة، ولكن في النوعيّة، أي أن تنطلق الأعمال من عمق التّقوى المنفتحة على الله في الإخلاص له وفي الالتزام بتوحيده.

الإسلام في خط أهل البيت عليهم السلام



 

رد مع اقتباس