مظاهر الرياء في العبادات وأحكامها
إنَّ الرِّياء هو العمل الَّذي يمارسه الإنسان من أجل أن يراه النَّاس، ليحصل على مدحهم وتقديرهم والامتيازات التي يأملها منهم؛ باعتبار ما يتمثَّل في عمليَّة الرياء من عناصر الثقة التي قد ينالها.
ونتناول فيما يلي أقسام الرياء:
الرياء في العبادات
قد يحصل الرِّياء في العبادات؛ في الصَّلاة والصَّوم والحجّ والعمرة، وفي غير ذلك؛ فيصلّي الإنسان ليراه الناس، لا ليتقرّب إلى الله ويحصل على ثوابه، أو يصوم كذلك، أو يحجّ ليُقال عنه "حاجّ"، وما إلى ذلك. وهنا حالات:
الحالة الأولى: أن يكون الدافع إلى العمل ونيّته هو الرياء فقط، ولولاه لما قام الشخص بالعمل البتّة.
ليس من إشكال في أنَّ هذا العمل حرام مُطلقاً، وصاحبه مبغوضٌ عند الله سبحانه وتعالى. والرياء في العبادة مبطلٌ لها؛ لأن "الأعمال بالنيّات"، والمرائي في العبادة لم يقصد الامتثال لأمر الله تعالى، وإنما يقصد إدراك مالٍ يحصل عليه من الناس، أو جاه يناله منهم، أو أي غرضٍ آخر من الأغراض. وفي ضوء هذا، فهو لا يخرج من عهدة التكليف؛ لأن التكليف الشرعي في العبادة إنّما يسقط عن المكلّف إذا امتثل له بحسب ما أُمر به، وقد أُمر بأن يأتي به بقصد امتثال أمره تعالى وقُربةً إليه، ولم يحصل ذلك منه؛ لأنّه قصد بصلاته غير هذا.
وعلى هذا الأساس، يكون هذا الإنسان عاصياً في عبادته، آثماً بعمله، كما تدلّ الآيات والأخبار؛ حتى إنّ بعض العلماء قالوا إنَّ حال المرائي أسوأ من حال من ترك العبادة رأساً؛ باعتبار أنّه جمع بين الاستهزاء بالله؛ لأنّه وقف بين يدي الله غيرَ قاصدٍ الامتثال لأمره، وكأنه يخدع الله بصلاته؛ وبين تلبيس أمره على الناس، حيث يقوم بعملٍ فيه الكثير من الحيلة ومن المكر، بحيث يخيّل إليهم أنه مُطيعٌ لله وأنه من أهل الدين، وهو ليس كذلك.
الإسلام في خط أهل البيت عليهم السلام
|