عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2010, 08:54 PM   #9
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي لماذا ذكرنا احاديث عصمة الزهراء ع



ص 25

وقد اضطررنا إلى أن ننقل هذا الحديث من طرق كثيرة لإثبات غاية ثبوته وتواتره من طريق أبناء العامة,ومعه فيكون دخول الزهراء عليها السلام في أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا",أمرا" لا يقبل التأويل والتشكيك ,وهذه مقدمة جليلة لنتيجة يأتي بيانها إن شاء الله تعالى.
هذا ,وأما ما ورد في بعض تلك الأحاديث من دخول نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل البيت, فإنه لا يصح ,لتصريح الكثير من تلك الأحاديث بخروجهن أولا", ولأنّ ما ورد في بعضها من دخولهن, قد ورد خروجهن في كتاب آخر بالسند نفسه ثانيا".

فمثلا" ورد في حديث أم سلمة التصريح بدخولها في أهل البيت كما في رواية البيهقي عن عطاء عن أم سلمة, ولكنه ورد خروجها برواية الحاكم عن عطاء عن أم سلمة ,وأيضا" برواية الترمذي عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة ,وعليه فبقرينة باقي الأخبار يكون ما ورد في رواية البيهقي من الزيادة الموضوعة.
ثالثا":
كيف يكون نساء الرجل من أهله ,وبكلمتين اثنتين تخرج عنه؟!
فقول الرجل لزوجته أنت طالق مع توافر باقي الشرئط المعتبرة في صحة الطلاق ,تخرج به عن ذمته وتصبح أجنبية عنه البتة, ومعه فكيف تكون من أهله؟!
رابعا":
لو سلمنا بأنّ نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل البيت في آية التطهير, فإنّ الله تعالى قد أذهب الرجس عن أهل البيت عليهما السلام وطهّرهم تطهيرا" من دون تعليق على شيء, ومن دون تقييد بحال من الأحوال.
وفي المقابل رأينا المولى تعالى يقول قبل آية التطهير*<يا نساء النّبيّ لستنّ كأحد من النّساء إن اتّقيتنّ>*(1), فكيف تكون نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا",وهو مع ذلك يخص تفضيلهن بحال معين, ويقيّده بشرط حصول التقوى منهن؟!

الفهرس
(1)سورة الأحزاب الآية 32.


ص 26

فإن معنى *<إنّما يريد الله>* هو المفروغية عن تحقق الإرادة التكوينية منه تعالى,وهو سبحانه إذا أراد شيئا" وقع وتحقق فعلا", وعليه فلا معنى لتعليق فضيلتهن على حصول التقوى, فإن معنى ذلك توقف ثبوت الفضيلة على حصول الشرط, ففضيلتهن معلّقة ومشروطة, ولكن فضيلة أهل البيت عليهم السلام غير معلّقة بل هي متحققة وواقعة ,ولا مجال لنا للتفصيل في هذا المعنى ,فإنه لا يتوقف بيان ما نحن بصدد بيانه على التفصيل في تحقيق خروج نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل البيت عليهم السلام ,وما نحتاجه وما هو المهم لنا في المقام هو كون عليّ والزهراء عليهما السلام من أهل البيت, وهذا لا خلاف فيه قطعا".


 

رد مع اقتباس