عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2010, 08:46 PM   #5
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الزهراء عليها السلام لا تغضب من الحق البتة:




ص 12
الزهراء عليها السلام لا تغضب من الحق البتة:
وتفصيله:أنّ السيدة الزهراء عليها السلام لا يخلو أمرها ,إما أن تغضب من الحق للباطل والعياذ بالله تعالى ,أو تغضب من الباطل للحق, ولا فرض ثالث ,فإن الأمور إما داخلة تحت دائرة الحق أو تحت دائرة الباطل.
وتأذيها عليها السلام إما أن يكون من أمر حق حلال, أو من أمر باطل حرام,ولا فرض ثالث.
ثم إنها إما أن تكون عالمة بجميع مواقع الحق والباطل – وهي العالمة قطعا" – أو أنها جاهلة بشيء من ذلك والعياذ بالله تعالى.
فإن غضبت للحق فطبيعي أن يكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غاضبا" لغضبها ,بل كل مؤمن يجب أن يغضب للحق.
وإن كانت غاضبة للباطل ,فلا يخلو الحال ,إما أن تكون غاضبة جهلا" منها-والعياذ بالله تعالى –بكون ما غضبت له هو من الأمر الباطل أو عالمة به.
وعلى كلا التقديرين, فإن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن يتأذى فيما إذا تأذت فاطمة الزهراء عليها السلام ,فإنه صلى الله عليه وآله وسلم كله حقّ بحق, فكيف يتأذى من الحق للباطل؟!

ص 13

وكونها عليها السلام –والعياذبالله – جاهلة بالباطل الذي تأذت منه,لا يقضي بصيرورة الباطل المجهول عندها حقا", فإن الأمر الباطل في حد ذاته باطل, سواء علم به الشخص أم لم يعلم.
وعليه ,فتأذي الزهراء عليها السلام – والعياذ بالله تعالى- من الحق لا يمكن أن يكون سببا" لتأذي أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحال من الأحوال ,فإن معناه ركونه إلى الباطل وابتعاده عن الحق,وهو صلى الله عليه وآله وسلم المعصوم في جميع أحواله ,وهو الحق في تمام تقلباته.
وهب – والعياذ بالله تعالى – أنه صلى الله عليه وآله وسلم يغضب لغضب فاطمة فيما لو كانت غاضبة من الحق للباطل,فهل أن الله تعالى جلت كلمته, هو أيضا" يغضب لغضب فاطمة عليها السلام؟! فما معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة عليها السلام: إن الله يغضب لغضبك؟!
لإذن,لا يمكن أن يكون تأذي فاطمة عليها السلام وغضبها وما يريبها سببا" لغضب وتأذي أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولغضب المولى تعالى ,فيما إذا كانت عليها السلام تغضب من الحق مهما كان السبب والداعي في ذلك.


والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لم يخص حصول غضبه وتأذيه فيما إذا غضبت الزهراء عليها السلام ببعض الأحوال ,بل أطلق الحكم بذلك, وهذا لا يتم إلا فيما إذا كانت الزهراء عليها السلام معصومة عن الغضب والتأذي من الحق.
والأمر ذاته بالنسبة للمولى تعالى شأنه,فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل بأن الله تعالى يرضى لرضا فاطمة عليها السلام في بعض الأحوال,ويغضب لغضب فاطمة في بعض الأمور, وإنما قال صلى الله عليه وآله وسلم :إن الله يرضى لرضا فاطمة عليها السلام ,ويغضب لغضبها. وما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسيا",وليس هو ممن لا يعلم بأن الله تعالى ما كان ليرضى لرضا مخلوق قد يخطئ وقد يصيب,وأنه تعالى يغضب لغضب مخلوق يغضب من الحق.


 

رد مع اقتباس