عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 05:31 PM   #3
عاشقة حيدر
موالي نشيط
أميـــ الجنوب ــرة


الصورة الرمزية عاشقة حيدر
عاشقة حيدر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 08-20-2010 (07:27 PM)
 المشاركات : 80 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Aqua
افتراضي





وقفةٌ مع الأحاديث المأثورة

وقد روى المجلسي عن الصدوق عن الدقاق عن الأسدي عن سهل بن عبد العظيم الحسني، قال: "كتبت إلى أبي جعفر الثاني(ع) أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ وهل كان من المرسلين؟ فكتب صلوات الله وسلامه عليه: بعث الله تعالى جلَّ ذكره مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّاً، المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وإنَّ ذا الكفل منهم، صلوات الله عليهم، وكان بعد سليمان بن داود(ع)، وكان يقضي بين النّاس كما كان يقضي داود، ولم يغضب إلا لله عزَّ وجلّ، وكان اسمه عويديا، وهو الذي ذكره الله تعالى جلّت عظمته في كتابه، حيث قال: {واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكلٌّ من الأخيار} [ص:48] (12).

وفي الخصال عن الصدوق بسنده عن عبد الله بن المغيرة عن أبي جعفر محمد بن عبد الله الثاني أنَّه سمعه يقول: "علّم رسول الله(ص) عليّاً(ع) ألف كلمة، كلّ كلمة يفتح ألف كلمة"(13).

وعن الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بسنده عن عبد العظيم الحسني عن أبيه عن أبيه موسى عن ابائه عن عليّ، قال: "بعثني النبيّ(ص) إلى اليمن، فقال لي وهو يوصيني: يا عليّ، ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، يا علي عليك بالدُلجة، فالأرض تطوي في الليل ما لا تطوي بالنهار.. يا عليّ اغدُ بسم الله، فإنَّ الله بارك لأمتي في بكورها"(14).

وفي هذا الحديث دلالةٌ على أنَّ العلم الذي علّمه رسول الله(ص) لعليٍّ(ع) كان علماً ينفتح على أكثر من أفق لأكثر من علم، ما يوحي بأنَّ الإمام عليّاً(ع) كان التلميذ الذي يحرّك ما يتعلّمه من رسول الله(ص) في إنتاج علمٍ جديد. وهذا الحديث يتفق مع الحديث المأثور عن الإمام(ع): "علّمني رسول الله ألف بابٍ من العلم فتح لي من كلِّ باب ألف باب".

وعن الصدوق بسنده عن عمرو بن أبي المقدام قال: "سمعت أبا الحسن أو أبا جعفر(ع) يقول في هذه الاية: {ولا يعصينك في معروف} [الممتحنة:12] قال: إنَّ رسول الله(ص) قال لفاطمة(ع): إذا أنا متُّ، فلا تخمشي عليَّ وجهاً، ولا ترخي عليَّ شعراً، ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليَّ نائحة. ثم قال: هذا المعروف الذي قال الله عزَّ وجلَّ في كتابه: {ولا يعصينك في معروف}"(15).

ونستوحي من هذا الحديث التحفّظ عما يُنسب إلى سيدتنا فاطمة الزهراء(ع) من الحزن الذي يقرب من الجزع، لأنَّ هذه الوصيّة تدلُّ على أنَّ النبيَّ(ص) أراد لها أن تبتعد عن مظاهر الحزن الذي يسقط الإنسان أمامه.

وعن الحافظ أبي نعيم بسنده عن جعفر بن محمد بن مزيد، قال: "كنت ببغداد فقال لي محمد بن منده بن مهر بزد: هل لك أن أدخلك على ابن الرضا؟ قلت: نعم، قال: فأدخلني فسلّمنا عليه وجلسنا، فقال له حديث النبيّ(ص) أنَّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريّتها على النار، قال: خاص للحسن والحسين رضي الله عنهما"(16).

وفي تحف العقول: كتب إلى بعض أوليائه: "أمَّا هذه الدنيا، فإنَّا فيها مغترفون، ولكن من كان هواه هوى صاحبه، ودان بدينه، فهو معه حيث كان، والآخرة دار القرار".

إنَّ هذا الكتاب يدلُّ على أنَّ الانتماء الشعوري والفكري لأيِّ إنسان يجعله في الموقع الذي يُحشر فيه في يوم القيامة الذي يستوي فيه النّاس بحسب مشاعرهم وعقائدهم.

وقال(ع): "كانت مبايعة رسول الله(ص) النساء أن يغمس يده في إناءٍ فيه ماء، ثم يخرجها وتغمس النساء بأيديهنَّ في ذلك الإناء بالإقرار والإيمان بالله والتصديق برسوله على ما أخذ عليهنّ"(17).

ولعلَّ هذا الأسلوب النبويّ ناشى‏ءٌ من حرمة مصافحة الرجل للنساء الأجنبيّات. وقد رُويَ عن النبيّ(ص) أنَّه قال عند مبايعته للنساء: "إنّي لا أصافح النساء"، وعن محمد ابن يعقوب عن محمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبي هاشم الجعفري، ورواه الصدوق في كتاب التوحيد مسنداً قال: حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، حدّثني محمد بن بشير عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي جعفر الثاني(ع)، فسأله رجل فقال: أخبرني عن الربّ تبارك وتعالى له أسماء وصفات في كتابه، وأسماؤه وصفاته هي هي؟. "المراد بالأسماء، ما دلَّ على ذاته المقدسة مثل الله ولفظ هو الدال على الهوية المطلقة الصرفة الحقّة، وبالصفات ما دل على الذات الملحوظة معها صفة مخصوصة مثل الرحمن والرحيم والعالم والعليم والقادر والقدير وأمثال ذلك".

أما طبيعة السؤال فهي، هل هذه الأسماء والصفات هي الله؟

وكان الجواب هو أن السؤال يحتمل معنيين، "قال أبو جعفر(ع) إن لهذا الكلام وجهين، "إن كنت تقول هي هو أنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك ـ لأنَّ مرجع هذا الكلام إلى القول بتعدّد الإله، فإذا كان الاسم هو المسمى كان كل اسم إلهاً.. وهذا ضد عقيدة التوحيد التي تنفي أيَّ تعدّد أو كثرة في الله ـ وإن كنت تقول هذه الصفات لم تزل فإنّ "لم تزل" تحتمل معنيين، فإن قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم ـ لأن ذلك لا ينافي التوحيد، فهو الله الواحد الذي يعلم الأشياء، بما فيها الأسماء والصفات قبل وجودها وبعد وجودها، وهو مستحق لإطلاق تلك الأسماء عليه في مرتبة ذاته الأحدية، فلا تعدد في ذاته وصفاته، وليس معه شي‏ء في الأزل..

ـ وإن كنت تقول لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها، فمعاذ الله أن يكون معه شي‏ء اخر غيره، بل كان الله ولا خلق ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه ويعبدونه، وهي ذكره، وكان الله ولا ذكر والمذكور بالذكر وهو الله القديم الذي لم يزل، والأسماء والصفات مخلوقات والمعاني والمعني بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف والائتلاف، وإنما يختلف ويأتلف المتجزى‏ء، فلا يقال الله مؤتلف ولا الله قليل ولا كثير، ولكنه القديم في ذاته، لأنَّ ما سوى الواحد متجزى‏ء، والله واحد لا متجزى‏ء ولا متوهّم بالقلة والكثرة، وكل متجزى‏ء أو متوهم بالقلة والكثرة فهو مخلوق دالّ على خالق له، فقولك إن الله قدير خبرت أنه لا يعجزه شي‏ء، فنفيت بالكلمة العجز، وجعلت العجز سواه، وكذلك قولك عالم، إنَّما نفيت بالكلمة الجهل وجعلت الجهل سواه، وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصورة والهجاء والتقطيع، ولا يزال مَنْ لم يزل عالماً".

إن الإمام يؤكد أن الأسماء والصفات بوجودها المادي مخلوقة لله، لتكون الوسيلة التي يتعرّف فيها الناس إلى ربهم، لئلا يجهلوه ولا يسمّوه من عند أنفسهم بما لا يليق به من الأسماء، وليس دور الأسماء والصفات إلا أنها تشير بحسب مدلولها إلى المسمى من دون أن يكون لها وجود ذاتي إلى جانب وجوده. وهكذا كانت هذه الأسماء والصفات في معناها تدل على الله الواحد الذي لا يقترب منه ائتلاف حال بحال، والاختلاف من حال إلى حال، فهو هو لا شي‏ء معه في الداخل والخارج. وقد ضرب الإمام مثلاً لدلالة الصفات، فإن كلمة قدير نفيٌ للعجز عنه مطلق، لا أنها صفة زائدة عليه قائمة به، أما قدرة غيره فإنها صفة قائمة به وبينها وبين العجز نوع مصاحبة وملائمة، فإن الممكن وإن كان ذا قدرة موصوف بالعجز قطعاً.

كما أن كلمة عالم نفيٌ للجهل، فكان الجهل غيره.. وهو العالم في الأزل، فلا ابتداء لعلمه ولا انتهاء.. أما الصفات والأسماء بوجودها المادي فإنه يطرأ عليها العدم والفناء "فقال الرجل: فكيف سمينا ربنا سميعاً؟ فقال: لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالأسماع ولا تصفه بالسمع المعقول في الرأس، وكذلك سميناه بصيراً لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالأبصار من لون أو شخص أو غير ذلك، ولم نصفه ببصر لحظة العين، وكذلك سميناه لطيفاً لعلمه بالشي‏ء اللطيف، مثل البعوضة وأخفى من ذلك، وموضع النشوء منها والعقل والشهوة للفساد والحدب على نسلها وإقام بعضها على بعض ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها في الجبال والمغاور والأودية والقفار، فعلمنا أن خالقها لطيف بلا كيف، وإنما الكيفية للمخلوق المكيف، وكذلك سمينا ربنا قوياً، لا بقوة البطش المعروف من المخلوق، ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق لوقع التشبيه ولاحتمل الزيادة، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان، وما كان ناقصا كان غير قديم وما كان غير قديم كان عاجزاً، فربنا تبارك وتعالى لا شبه له ولا ضد ولا ند ولا كيف ولا نهاية ولا ببصّار بصر، ومحّرم على القلوب أن تمثله، وعلى الأوهام أن تحدّه، وعلى الضمائر أن تكوّنه، جلّ وعزّ عن أداة خلقه وسمات بريّته وتعالى عن ذلك علواً كبيراً".

إن الإمام الجواد(ع) يؤكد في هذا الفصل من الحديث على المنهج القراني الذي تؤصّله مدرسة أهل البيت(ع) في إبعاد صفة الله عن أية إشارة أو أيّ إيحاءٍ للصفات المختصة بالمخلوقين، من الجسمية والمحدودية، في كل التفاصيل التي تتمثل في صفاته وأسمائه الحسنى’ التي مهما تنوعت فإنها تلتقي في أنه ليس كمثله شي‏ء.

وعن علي بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال: كتبت إلى أبي جعفر "محمد الجواد" أو قلت له: جعلني الله فداك، نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟ قال: فقال: "إنّ مَن عبد الاسم دون المسمّى فقد أشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئاً، بل اعبد الله الواحد الأحد الصمد المسمّى بهذه الأسماء دون الأسماء، إنّ الأسماء صفات وصف بها نفسه".

إن هذا الحديث يؤكد الدقة في عقيدة التوحيد، فلا بد للمؤمن من أن يتجاوز الاسم إلى المسمى، وهو المضمون الذي يعبّر عنه، فلا يستغرق في الاسم فيقدّسه في حروفه كما لو كان هو المعبود، فالأسماء هي صفات وصف بها نفسه وليست نفسه، وربما كان الاستغراق في عبادة الأسماء شركاً بالله من خلال تعدّدها.. ونستوحي من ذلك مدى الحساسية العبادية في عبادة الله الواحد التي لا تسمح بالاتجاه إلى غيره في حركة العبادة، حتى الاسم والصفة في وجودهما اللفظي.

وعن محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد قال: سُئل أبو جعفر الثاني(ع): يجوز أن يقال لله إنه شي‏ء؟ قال: "نعم، يخرجه من الحدّين: حدّ التعطيل وحدّ التشبيه".

وفي كتابه مرآة العقول أنّ المقصود من حدّ التعطيل ـ هو عدم إثبات الوجود والصفات الكمالية والفعلية والإضافية له تعالى، وحد التشبيه الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات وعوارض الممكنات(18).


 
 توقيع : عاشقة حيدر


اللهم صل على ذات المظلمتين.. ام الحسنين.. وصاحبة الشرفين..وسيدة الكونين.. .. الحوراء الانسية.. والدرة السماوية ..والاية الكوثرية.. والراضية المرضية..
لعن الله قاتليك وظالميك وغاصبيك حقك
والمشككين بعظيم قدرك يا مولاتي ..
يـــــا زهــــراء..




حبــــك غــــرامي يا حيــــــدر الكــــــرار يا علـــــــي
مواضيع : عاشقة حيدر



رد مع اقتباس