إنَّا واللهِ عبيدٌ مخلوقون«
وهكذا كان(ع) يراقب الناس في عقائدهم ليضعهم أمام حقيقة العقيدة، وقد كان قومٌ من الغلاة ينسبون إلى الأئمة(ع) ما هو من صفات الله سبحانه، وقد واجههم الأئمة وأبطلوا معتقداتهم في ما بثّوه من مفاهيم إسلامية صافية في عمق الناس، وفي الرواية أنَّ صالح بن سهل ـ وهو أحد الغلاة ـ دخل على الإمام الصادق(ع)، فقال له: "يا صالح، إنَّا واللهِ عبيدٌ مخلوقون، لنا ربٌّ نعبده، وإن لم نعبده عذّبنا"، فترك صالح ما كان يذهب إليه، لأنَّ الصادق(ع) أوضح له: صحيحٌ أنَّ الإمامة والقيادة لنا، ولكننا عبيدٌ مخلوقون لربنا، ولا بدَّ أن نطيعه، وهذا هو منطق النبيّ(ص) في ما حدّثنا عنه القرآن: {قُلْ إنّي أخافُ إنْ عصيتُ ربّي عذابَ يومٍ عظيم} [الأنعام:15]. وقد ذُكِر أنَّه قد جاءه(ع) شخص فقال له: "لقد رويَ عنك أنك قلت: "إذا عرفت ـ واليت ـ آل محمد فافعل ما شئت، قال: نعم قلتها. فقال: وإن زنى وإن سرق. فقال(ع): ما أنصفتمونا، إنَّا كُلِّفنا بالعمل. قال: إذاً، كيف قلت ذلك؟ فقال(ع): قلت: إذا عرفت ال محمد فافعل من قليل الخير أو كثيره فإنَّه ينفعك"، فقاعدة الولاء لآل محمد هي قاعدة أساسية في قبول العمل، فركّز القاعدة وافعل الخير، فستجد الكثير من قبول العمل عند الله تعالى.
المصادر:
(27)الإرشاد، ص:179.
(28)ترجمة الوشا في رجال النجاشي، ص:30.
(29)بحار الأنوار، ج:2، ص:249.
(30)المصدر نفسه، ص:244.
تحياتي المعطرة بحب محمد وال محمد
عاشقة حيدر
|