عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2010, 05:07 PM   #3
عاشقة حيدر
موالي نشيط
أميـــ الجنوب ــرة


الصورة الرمزية عاشقة حيدر
عاشقة حيدر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 08-20-2010 (07:27 PM)
 المشاركات : 80 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Aqua
افتراضي





مواجهة جديدة

ولم يعجب ذوي النفوس المريضة هذا الإشراقُ الذي بدأت تتجلّى فيه المبادى‏ء الإسلاميّة، وهذا التفكير الجديّ المرن الذي بدأ يغزو حياة المسلمين في طريق مستقيم لاحب، ولم يرضَ الحاكمون ـ وخاصة بعد أن استقرّت أوضاع الدولة العباسيّة ـ أن يكون للإمام الصادق(ع) أو الأئمة(ع) بوجه عام، هذه المكانة والمنزلة في نفوس المسلمين، أو يكون لحديثهم هذه المرتبة من القدسيّة والتقدير، ولم يكن في حياة الأئمة أيّ مغمز أو ملمز أو مجال ينفذون منه إلى أغراضهم وأهدافهم العدوانية تجاههم، إذ ليس في حياتهم ما يؤاخذون به أو يُنقدون عليه، لأنَّها كانت المثالَ الحيَّ للحياة الإسلاميّة الناصعة في مثاليتها وروحيتها.

فلم يبقَ إلاَّ الكذب.. وبدأ الوضّاع يختلقون الأحاديث عنه وينسبونها إليه، مما يتنافى وأصول العقيدة الإسلاميّة، الأمر الذي سبّب ارتباكاً واضطراباً للمخلصين الذين يحاولون المحافظة على قدسيّة هذا التراث ونصاعته، ما اضطر الإمام الصادق(ع) لأن ينبّه المسلمين إلى خطر هذه الأكاذيب، وإلى أن يجعل لهم مقياساً يقيسون به ما يأخذونه عنه وما يدعون.. فقد جاءنا الحديث الصحيح عن هشام بن الحكم أنَّ أبا عبد الله الصادق(ع) ، قال: "لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق القران والسُّنّة أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدّمة، فإنَّ المغيرة بن سعيد ـ لعنه الله ـ دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي، فاتقوا اللهَ ولا تقبلوا علينا ما خالف قولَ ربِّنا تعالى وسنّة نبينا"(29)، وقوله(ع) لمحمد بن مسلم: "ما جاءك من روايةٍ من برٍّ أو فاجر يوافق القران فخذ به، وما جاءك من روايةٍ من برٍّ أو فاجر يخالف القران فلا تأخذ به"(30) ، وفي كثير من الروايات عنه: "وما خالف قولَ ربِّنا لم نقله أو زخرف أو باطل".

وهكذا التقى الأئمة(ع) بجدِّهم(ص) في مشكلة الكذب والكذّابين والوضع والوضّاعين، فلم يكن منهم إلا تحذير المسلمين منهم ومن حبائلهم وكيدهم الذي يكيدون به للدين الإسلامي وإرجاعهم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه(ص)، فإنَّهما المقياس الذي تُقاس به صحّة ما يُنسب إليهم وكذبه، لأنَّهم حفَظَةُ الكتاب والسُّنّة والقائمون عليهما، فلا يمكن بأيِّ حالٍ من الأحوال أن يكون حديثهم مخالفاً لهما، بل هو مستمدٌ منهما وراجعٌ إليهما في كلِّ أمرٍ من أمور الكون والحياة..

فأهل البيت(ع) هم عدْل القرآن، وقد ورد الحديث عن رسول الله(ص) أنَّه قال: "أيّها الناس، إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلّوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي"، ويقول(ص): "إنّي تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله حبلٌ ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض".

وهكذا، نجد في هذه المقارنة بين الكتاب والعترة، كيف تحفظ العترة القرآن من خلال ما تسلّمته من رسول الله(ص) علم القرآن كلّه، ومما ألهمها الله من وعي حركة العلم في ساحة المعرفة الإنسانية، مما يحتاجه النّاس من شؤونهم العامة والخاصة في خطِّ الإسلام، وهكذا ينطلق الموقع القيادي من امتداد المعرفة بالقرآن كلّه وعمق الانفتاح على حلاله وحرامه وسعة الأفق في استخراج أسرار علم الكتاب منهم، حتى جاء عن الإمام الباقر(ع) مما رواه عليّ بن إبراهيم بإسناده عن عمرو بن قيس عن أبي جعفر(ع) قال: سمعته يقول:"إنَّ الله تبارك وتعالى لم يَدَعْ شيئاً تحتاج إليه الأمّة إلاَّ أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله، وجعل لكلِّ شي‏ءٍ حدّاً، وجعل عليه دليلاً يدلُّ عليه، وجعل على مَنْ تعدّى ذلك الحدّ حداً".

وفي ضوء ذلك، كانت قيمتهم أنهم كانوا ينطقون بالقرآن ويتمثّلون معانيه ويوضحون مفاهيمه، ويستخرجون حلاله وحرامه، ويستوحون آياته، وقد جاء عن الإمام الباقر(ع) أنَّه قال لأصحابه: "إذا حدّثتكم بشي‏ءٍ فاسألوني من كتاب الله"، ثم قال في بعض حديثه: "إنَّ الله نهى عن القيل والقال وكثرة السؤال"، فقيل له أين هذا من كتاب الله؟ قال: "إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول: {لا خيرَ في كثيرٍ من نّجواهم إلاَّ مَنْ أمر بِصَدَقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النّاس}[النساء:114].

وقد أكّدت العترة الطاهرة على أنَّ القرآن هو القاعدة الأصيلة المعصومة التي ينطلق منها كلُّ فكر إسلامي، وكلُّ حكم شرعيّ، في أيِّ مفهوم من المفاهيم الإسلامية، وفي أيّة حركة ينطلق بها الواقع الإسلاميّ. وهو (القرآن) الميزان الفصل بكلِّ ما يُروى من أحاديث السُّنّة الشريفة عن النبي(ص) وعنهم(ع) ، فقد رووا عن رسول الله، مما جاء عن السكوني عن الإمام الصادق(ع)، قال: قال رسول الله(ص): "إنَّ على كلِّ حقٍّ حقيقة، وعلى كلِّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه".

وعن أيوب بن الحرّ، قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: "كل شي‏ء مردود إلى الكتاب والسُّنّة، وكلُّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف".

وعن سدير قال: كان أبو جعفر وأبو عبد الله يقولان: "لا يصدّق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنّة نبيّه".

وفي ضوء هذه الأحاديث، نقف على القاعدة الفكريّة للحكم على كلِّ الأحاديث المشتملة على بعض المفاهيم والأحكام التي تتنافى مع روح القرآن في خطوطه العامة، بحيث تكون العناوين القرآنية في ظواهرها المفهوميّة هي الأساس في قبول مضمون حديث أو ورفضه.

وهذا هو الخطُّ الذي يحمي لنا المفاهيم الإسلامية من الانحراف من خلال ما يضعه الوضّاعون من أحاديث الغلوّ والكفر والانحراف، بما لا يتلاءم مع ظاهر القرآن وروحه، مما يُوحي به من أفكار وأبعاد، وهذا هو الذي ينبغي لنا أن نترسّمه في دراستنا لكلِّ الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت(ع) ، لنعرف بذلك صحيح الحديث من فاسده.


 
 توقيع : عاشقة حيدر


اللهم صل على ذات المظلمتين.. ام الحسنين.. وصاحبة الشرفين..وسيدة الكونين.. .. الحوراء الانسية.. والدرة السماوية ..والاية الكوثرية.. والراضية المرضية..
لعن الله قاتليك وظالميك وغاصبيك حقك
والمشككين بعظيم قدرك يا مولاتي ..
يـــــا زهــــراء..




حبــــك غــــرامي يا حيــــــدر الكــــــرار يا علـــــــي
مواضيع : عاشقة حيدر



رد مع اقتباس