عرض مشاركة واحدة
قديم 07-19-2013, 03:32 PM   #4
خادم قمر العشيرة
موالي مجتهد


الصورة الرمزية خادم قمر العشيرة
خادم قمر العشيرة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1000
 تاريخ التسجيل :  Jun 2013
 أخر زيارة : 10-08-2019 (09:58 AM)
 المشاركات : 767 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جاء مروياً في:

1- كامل الزيارات ب 45 ح 2 ص 135 و ص 136.

2- وسائل الشيعة ج 10 ب 47 ح 2 ص 356.

3- بحار الأنوار ج 101 ص 11.

3- (عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوف، فإنّ من تركه رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليّ وفاطمة والأئمة (عليهم السلام)؟ أما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر له ذنوب سبعين سنة؟ أما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب يتبع به؟ أما تحب أن تكون غداً ممن يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟.

جاء مروياً في:

1- كامل الزيارات ب 40 ح 3 ص 127 و ب 45 ح 3.

2- وسائل الشيعة ج10 ب 37 ح 7 ص 321.

3- بحار الأنوار ج 101 ب 1 ح 30 ص 8.

وقد مرّ ذكر هذا الحديث بتمامه نقلاً عن الوسائل في الفصل الأول من هذا الكتاب.

4- عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه سأله: (هل تأتي قبر الحسين (عليه السلام)؟ قلت: نعم على خوف ووجل، فقال (عليه السلام): ما كان في هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لربّ العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلّمت عليه الملائكة، ورآه النبي (33) (صلى الله عليه وآله) وما يصنع، ودعا له، وانقلب بنعمةٍ من الله وفضل لم يمسسه سوء واتّبع رضوان الله) (34).

5- ما جاء في حديث قدامة بن زائدة، عن أبيه قال: (قال علي ابن الحسين (عليهما السلام): بلغني يا زائدة أنّك تزور قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) أحياناً؟ فقلت: إنّ ذلك لكما بلغك، فقال لي: فلماذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحداً على محبّتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا والواجب على هذه الأمة من حقّنا؟ فقلت: والله ما أريد بذلك إلاّ الله ورسوله، ولا أحفل بسخط من سخط، ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه، فقال: والله إنّ ذلك لكذلك؟ فقلت: والله إنّ ذلك لكذلك، يقولها ثلاثاً وأقولها ثلاثاً. فقال: أبشر ثم أبشر ثم أبشر).

وقد مرّ عليك يا قارئي العزيز هذا الحديث الطويل بتمامه في الفصل الأول من هذا الكتاب الذي بين يديك نقلاً عن كامل الزيارات ب 88 من ص 273 إلى ص 278، فراجعه مرةً أخرى وأخرى تغتنم إن شاء الله تعالى.

6- (عن الأصمّ (35) قال: حدّثنا هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل، قال: أتاه رجل فقال له: يا ابن رسول الله هل يُزار والدك؟ قال: فقال نعم ويصلّى عنده، وقال: يصلى خلفه ولا يتقدّم عليه، قال: فما لمن أتاه؟ قال: الجنة إن كان يأتمّ به، قال: فما لمن تركه رغبةً عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة، قال: فما لمن أقام عنده؟ قال: كلّ يوم بألف شهر، قال: فما للمنفق في خروجه إليه والمنفق عنده؟ قال: درهم بألف درهم، قال: فما لمن مات في سفره إليه؟ قال: تشيّعه الملائكة، وتأتيه بالحنوط والكسوة من الجنّة، وتصلّي عليه إذا كفّن وتكفّنه فوق أكفانه، وتفرش له الرّيحان تحته، وتدفع الأرض حتّى تصوّر من بين يديه مسيرة ثلاثة أميال، ومن خلفه مثل ذلك، وعند رأسه مثل ذلك، وعند رجليه مثل ذلك، ويفتح له باب من الجنّة إلى قبره، ويدخل عليه روحها وريحانها حتى تقوم الساعة، قلت: فما لمن صلّى عنده؟ قال من صلّى عنده ركعتين لم يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إيّاه، قلت: فما لمن اغتسل من ماء الفرات، ثمّ أتاه؟ قال: إذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته أمه، قال: قلت: فما لمن يجهز إليه ولم يخرج لعلّةٍ تصيبه؟ قال: يعطيه الله بكلّ درهم أنفقه مثل أُحُد من الحسنات، ويخلف عليه أضعاف ما أنفقه، ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل ليصيبه، ويدفع عنه، ويحفظ في ماله، قال: قلت: فما لمن قتل عنده، جار عليه سلطان فقتله؟ قال: أول قطرة من دمه يغفر له كلّ خطيئة، وتغسل طينته التي خلق منها الملائكة حتى تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين، ويذهب عنها ما كان خالطها من أجناس طين أهل الكفر، ويغسل قلبه ويشرح صدره ويملأ إيماناً فيلقى الله وهو مخلص من كلّ ما تخالطه الأبدان والقلوب، ويكتب له شفاعة في أهل بيته وألف من إخوانه، وتولّى الصلاة عليه الملائكة مع جبرائيل وملك الموت، ويؤتى بكفنه وحنوطه من الجنّة، ويوسّع قبره عليه ويوضع له مصابيح في قبره ويفتح له باب من الجنّة وتأتيه الملائكة بالطرف من الجنّة، ويرفع بعد ثمانية عشر يوماً إلى حظيرة القدس، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتى تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئاً. فإذا كانت النفخة الثانية وخرج من قبره كان أوّل من يصافح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والأوصياء (عليهم السلام) ويبشّرونه ويقولون له: الزمنا، ويقيمونه على الحوض فيشرب منه ويسقي من أحبّ. قلت: فما لمن حبس في إتيانه؟ قال: له بكل يوم يحبس ويغتم فرحة إلى يوم القيامة، فإن ضرب بعد الحبس في إتيانه كان له بكلّ ضربةٍ حوراء وبكلّ وجع يدخل على بدنه ألف ألف حسنة ويمحى بها عنه ألف ألف سيّئة، ويرفع له بها ألف ألف درجة، ويكون من محدّثي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ من الحساب، فيصافحه حملة العرش ويقال له: سل ما أحببت. ويؤتى ضاربه للحساب فلا يسأل عن شيء ولا يحتسب بشيء ويؤخذ بضبعيه حتى ينتهي به إلى ملك يحبوه ويتحفه بشربةٍ من الحميم، وشربةٍ من الغسلين، ويوضع على مقالٍ في النار فيقال له: ذق ما قدّمت يداك فيما أتيت إلى هذا الذي ضربته، وهو وفد الله ووفد رسوله ويؤتى بالمضروب إلى باب جهنّم فيقال له: انظر إلى ضاربك والى ما قد لقي فهل شفيت صدرك، وقد اقتصّ لك منه؟ فيقول: الحمد لله الذي انتصر لي ولولد رسوله منه).

وقد جاء هذا الحديث مروياً في:

1- كامل الزيارات ب 44 ح 2 ص 133 و ص 134.

2- بحار الأنوار ج 101 ص 79.

3- مستدرك الوسائل ج 2 ص 209 الطبعة الحجرية.

بيان:

بعد ذكر هذه الروايات والأحاديث التي لا يحتاج فهمها ومعرفة فحواها إلى جهدٍ جهيد، اُلخّص الكلام في النقاط التالية:

1- الروايات المتقدمة كلها منقولة من كتاب كامل الزيارات الذي يعتبر بين المحققين من العلماء والفقهاء والمحدّثين أنه من أوثق كتب الطائفة وأعلاها منزلة وأشدّها اعتباراً (36).

2- متون هذه الروايات تدلّ بوضوحٍ على:

أ- جواز بل استحباب إلحاق الضرر بالنفس لو استلزم ذلك في سبيل زيارة سيد الشهداء صلوات الله عليه.

ب - عظيم الثواب والأجر، وعظيم المنزلة والزلفى والقرب من الله سبحانه وتعالى بسبب ما يتحمّله الإنسان من أضرار تلحق به أو مخاطر عظيمة قد تودي بحياته في سبيل زيارة أبي عبد الله الحسين المظلوم صلوات الله وسلامه عليه) (37).

3- البعد الأهم في ملاك تشريع الزيارة الحسينية المقدّسة كما يبدو من كلمات المعصومين (عليهم السلام) هو بعد تربوي عقائدي: تربوي من حيث العبرة والأسوة الحسينية بكل كمالها وحقّها وهداها، وعقائدي من حيث تمتين وتشديد الرابطة الصحيحة بين الجماهير وقادتهم الربانيين وإذكاء شعلة الحق بإحياء القضية الحسينية، إضافةً لما يترتب على ذلك من عظيم الأجر والثواب، وتضاعف الحسنات، ومحو السيئات، وغفران الذنوب، وتوفيق الطاعة والعمل الصالح، ودفع البلاء في الدين والدنيا؛ لذا كان هذا الحثّ الأكيد من المعصومين (عليهم السلام) للتوجّه إلى زيارة سيد الشهداء صلوات الله عليه ولو استلزم ذلك قتل النفوس كما مرّ علينا في الأحاديث والروايات الشريفة التي ذكرت قبل قليل. فإذا جاز قتل النفس وتحمّل الأضرار والمخاطر الكبيرة في سبيل إحياء أمر الحسين (عليه السلام) بل يظهر الاستحباب بشكلٍ واضح من تلكم الروايات والأخبار. فما قيمة الضرر الهيّن على فرض وجوده في التطبير حزناً وجزعاً على سيد شباب أهل الجنّة صلوات الله وسلامه عليه إذاً؟! وما قيمة الاستهزاء والسخرية في مقابل ما يفعله الظالمون من تنكيل وتعذيب وتقتيل في سبيل إحياء أمر آل محمّد صلوات الله عليهم جميعاً؟! الجواب عندكم أيها المنصفون..

زبدة المخض:

من قصة يوسف (عليه السلام) القرآنية عرفنا جواز بل رجحان الإضرار بالنفس حتى درجة فقدان البصر شوقاً وحزناً على أولياء الله وما يجرى عليهم.

ومن خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) عرفنا جواز بل رجحان الموت أسفاً لأجل ما يجري من الأذيان والمحن على رعايا الدولة الإسلامية وان كانوا من أهل الذمة كما صار في واقعة غزو الأنبار من قبل أصحاب معاوية لعنة الله عليه وعليهم.

ومن أحاديث استحباب زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) مع الخوف عرفنا جواز بل رجحان تحمل البلايا والمخاطر العظيمة حتى درجة القتل في سبيل ذلك.

فهل يبقى لذي قول مقال؟!

وهل بعد ذلك إلا القول بجواز بل رجحان واستحباب التطبير حزناً وجزعاً على أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه؟!


وفي جوّ الإستدلال أيضاً:

شواهد ومؤيّدات

أ- من موارد الإدماء:

(عن مسلم الجصّاص قال: دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة، فبينما أنا أجصصّ الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة، فأقبلت على خادم كان معنا فقلت: مالي أرى الكوفة تضجّ؟ قال: الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد، فقلت: من هذا الخارجي؟ فقال: الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: فتركت الخادم حتّى خرج ولطمت وجهي حتّى خشيت على عيني أن تذهب، وغسّلت يدي من الجصّ وخرجت من ظهر القصر وأتيت إلى الكناس. فبينما أنا واقف والناس يتوقّعون وصول السبايا والرؤوس إذ قد أقبلت نحو أربعين شُقّة تحمل على أربعين جملاً فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمة (عليها السلام) وإذا بعليّ بن الحسين (عليهما السلام) على بعير بغير وطاء، دماً وأوداجه تشخب ، وهو مع ذلك يبكي ويقول:

يـــا أمــة السوء لا سقياً لربعكم يـــا أمّـــة لـــم تــــراع جدّنا فينا

لـــو أنّـــنا ورســــول الله يجمعنا يـــــوم القـــيامة ما كنتم تقولونا

بنـــي أمـية ما هذا الوقوف على تـــلك المــصائب لا تلبون داعينا

تصــــفّقون عـــلينا كفّــــكم فرحاً وأنتـــم في فجاج الأرض تسبونا

أليـــس جـــدّي رسول الله ويلكم أهدى البريّــة من سبل المضلّينا

يا وقعة الطـفّ قد أورثتني حزنا والله يهتك أســــتار المســـــيئينا

قال وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز، فصاحت بهم أمّ كلثوم وقالت: يا أهل الكوفة إنّ الصدقة علينا حرام وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض، قال كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم. ثمّ إنّ أمّ كلثوم أطلعت رأسها من المحمل، وقالت لهم: صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم، وتبكينا نساؤكم؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء. فبينما هي تخاطبهنّ إذا بضجّة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين (عليه السلام) وهو رأس زهريّ قمريّ أشبه الخلق برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولحيته كسواد السبج (38) قد انتصل منها الخضاب، ووجه دارة قمرٍ طالع والريح تلعب بها يميناً وشمالا فالتفت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدّم المحمل، حتّى رأينا الدّم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بحرقة وجعلت تقول:

يــــا هــلالاً لمّـــا استتمّ كمالا غـــــاله خســــفه فأبدا غروبا

ما توهّمت يا شقــــيق فؤادي كان هذا مقدّراً مكتوبــا) (39)

وفي الزيارة المفجعة التي يقرأها زوّار العقيلة (عليها السلام) حين المثول بين يدي ضريحها المقدّس في مشهدها المبارك:

(السلام عليك يا من نطحت جبينها بمقدّم المحمل إذ رأت رأس سيد الشهداء، ويخرج الدم من تحت قناعها ومن محملها بحيث يرى من حولها الأعداء).

2- (عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا (عليه السلام): إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال فاستحلّت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا. إنّ يوم الحسين أقرح (40) جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام.

ثمّ قال (عليه السلام): كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلى الله عليه) (41).

3- ومما جاء في زيارة الناحية المقدّسة، حيث يقول إمام زماننا (عليه السلام): (فلئن أخّرتني الدّهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً، ولمن نصب لك العداوة مناصباً، فلأندبنّك صباحاً ومساء، ولأبكين لك بدل الدموع دماً، حسرةً عليك، وتأسّفاً على ما دهاك، وتلهّفاً حتّى أموت بلوعة المصاب، وغصّة الاكتئاب) (42).

4- وعن بحار الأنوار لشيخنا المجلسي (ره):

(إنّ آدم لمّا هبط إلى الأرض لم ير حوّا فصار يطوف الأرض في طلبها فمرّ بكربلا فاغتمّ وضاق صدره من غير سبب، وعثر في الموضع الّذي قتل فيه الحسين، حتّى سال الدّم من رجله، فرفع رأسه إلى السماء وقال: إلهي هل حدث منّي ذنب آخر فعاقبتني به؟ فإنّي طفت جميع الأرض، وما أصابني سوء مثل ما أصابني في هذه الأرض. فأوحى الله إليه يا آدم ما حدث منك ذنب، ولكن يقتل في هذه الأرض ولدك الحسين ظلماً فسال دمك موافقة لدمه، فقال آدم: يا ربّ أيكون الحسين نبيّاً؟ قال: لا، ولكنه سبط النبيّ محمّد، فقال: ومن القاتل له؟ قال: قاتله يزيد لعين أهل السماوات والأرض. فقال آدم: فأيّ شيء أصنع يا جبرائيل؟ فقال: العنه يا آدم فلعنه أربع مرّات ومشى خطوات إلى جبل عرفات فوجد حوّا هناك) (43).

5- وعنه أيضاً:

(إنّ إبراهيم (عليه السلام) مرّ في أرض كربلا وهو راكب فرساً فعثرت به وسقط إبراهيم وشجّ رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أيّ شيء حدث مني؟ فنزل إليه جبرائيل وقال: يا إبراهيم ما حدث منك ذنب، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمك موافقة لدمه. قال: يا جبرائيل ومن يكون قاتله؟ قال: لعين أهل السماوات والأرضين، والقلم جرى على اللّوح بلعنه بغير إذن ربّه فأوحى الله تعالى إلى القلم إنّك استحققت الثناء بهذا اللّعن. فرفع إبراهيم (عليه السلام) يده ولعن يزيد لعناً كثيراً وأمّن فرسه بلسان فصيح فقال إبراهيم لفرسه:

أيّ شيء عرفت حتّى تؤمّن على دعائي؟ فقال: يا إبراهيم أنا أفتخر بركوبك عليّ فلما عثرت وسقطت عن ظهري عظمت خجلتي وكان سبب ذلك من يزيد لعنه الله تعالى) (44).

6- وعنه أيضاً كذلك:

(إنّ موسى كان ذات يوم سائراً ومعه يوشع بن نون، فلمّا جاء إلى أرض كربلا انخرق نعله، وانقطع شراكه، ودخل الحسك (45) في رجليه، وسال دمه، فقال: إلهي أيّ شيء حدث منّي فأوحى إليه أنّ هنا يقتل الحسين (عليه السلام) وهنا يسفك دمه، فسال دمك موافقة لدمه فقال: ربّ ومن يكون الحسين؟ فقيل له: هو سبط محمّد المصطفى، وابن عليّ المرتضى. فقال: ومن يكون قاتله؟ فقيل: هو لعين السمك في البحار، والوحوش في القفار، والطير في الهواء. فرفع موسى يديه ولعن يزيد ودعا عليه وأمّن يوشع بن نون على دعائه ومضى لشأنه) (46).

7- وفي كامل الزيارات:

(عن محمّد بن سنان - عمّن ذكره - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ إسماعيل الّذي قال الله تعالى في كتابه: (واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً)(47)، لم يكن إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، بل كان نبياً من الأنبياء، بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك عن الله تبارك وتعالى فقال: إنّ الله بعثني إليك فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين) (48).

8- ومنه أيضاً:

(عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّه كان لله رسولاً نبياً تسلّط عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه فأتاه رسول من ربّ العالمين فقال له: ربّك يقرؤك السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك؛ وقد أمرني بطاعتك، فمرني بما شئت، فقال: يكون لي بالحسين أسوة) (49).

وسنرى أحاديث أخرى عن المعصومين (عليهم السلام) في هذا المضمون في الفصل السادس من هذا الكتاب في طوايا كلمات علماء وفقهاء ومراجع الأمة، كقول الإمام الصادق (عليه السلام): (على مثل الحسين فلتشق الجيوب، ولتخمش الوجوه، ولتلطم الخدود)، ولا يخفى فإنّ لازمة خمش الوجوه هو الإدماء. وكذلك ما جاء منقولاً عن الإمام السجاد (عليه السلام) أنّه (كان إذا أخذ إناءً ليشرب يبكي حتى يملأه دماً)، وغير ذلك ممّا استدلّ به علماء الأمة وفقهاؤها واستشهدوا به.

ب - من موارد إلحاق الضرر بالنفس حتى الموت المؤيّدة بتقرير المعصوم (عليه السلام) ورضاه:

1- خطبة وصف المتقين في نهج البلاغة الشريف أشهر من نارٍ على علم بين أهل العلم وأهل الدين من خاصّتهم وعامّتهم. فلندقّق النظر في قصة هذه الخطبة. وإليك نصّ ما ذكره الشريف الرضي (ره) في نهج البلاغة:

(روي أنّ صاحباً لأمير المؤمنين (عليه السلام) يقال له همام كان رجلاً عابداً فقال له: يا أمير المؤمنين، صف لي المتقين حتى كأني أنظر إليهم. فتثاقل (عليه السلام) عن جوابه ثم قال: يا همام اتق الله وأحسن فـ (إنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) (50).

فلم يقنع همام بهذا القول حتى عزم عليه، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبي (صلّى الله عليه وآله) ثم قال (عليه السلام):

أمّا بعد .. .. إلى آخر الخطبة الشريفة.

قال: فصعق (51) همام صعقة كانت نفسه فيها. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما والله لقد كنت أخافها عليه. ثم قال: أهكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها؟) (52).

تعليق:

قول سيد الأوصياء عليه أفضل الصلاة والسلام:

(أما والله لقد كنت أخافها عليه) يُشعرنا بأنّ هماماً كان متوقّعاً منه أن يكون الذي منه كان، حيث وقع مغشياً عليه وفارقت روحه الدنيا. وهذا يدلّ بنحو مؤكّد على جواز الإقدام على ما يلحق الضرر بالنفس ولو إلى درجة الموت مع العلم المسبق أو الظن الشديد قبل الشروع في بعضٍ من الحالات المعنوية كالتي كان الحديث عنها في هذه الواقعة. وقوله (عليه السلام): (أهكذا تصنع المواعظ بأهلها؟) تقرير واضح وإمضاء بيّن لحالة همام رضوان الله تعالى عليه بل هو في الحقيقة مدح بليغ وبيان جزل لسموّ المقام المعنوي والدرجة الإيمانية لهمام ومن كان مثله. وخلاصة القول هي: جواز بل رجحان إلحاق الضرر بالنفس ولو كان ذلك إلى درجة الموت في بعضٍ من الحالات المعنوية، فهمام رضوان الله تعالى عليه سمع أوصاف المتقين فصعق صعقة كانت نفسه فيها. فكيف لو سمع بما جرى على إمام المتقين وسيدّهم وحجة الله البالغة عليهم سيد الشهداء صلوات الله عليه:

(.. .. ولما ضعف الحسين (عليه السلام) عن القتال وقف يستريح فرماه رجل بحجر على جبهته فسال الدم على وجهه، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه، رماه آخر بسهم محدّد له ثلاث شعب وقع على قلبه فقال: بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله ورفع رأسه إلى السماء وقال: الهي إنّك تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيري!! ثم أخرج السهم من قفاه وانبعث الدم كالميزاب فوضع يده تحت الجرح فلما امتلأت رمى به نحو السماء وقال: هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض! ثم وضعها ثانياً فلما امتلأت لطخ به رأسه ووجهه ولحيته وقال: هكذا أكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مخضّب بدمي.. .. .. وأعياه نزف الدم فجلس على الأرض ينوء برقبته فانتهى إليه في هذا الحال مالك بن النسر فشتمه ثم ضربه بالسيف على رأسه وكان عليه برنس فامتلأ البرنس دما فقال الحسين (عليه السلام): لا أكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين.. .. فصاح الشمر: ما وقوفكم وما تنتظرون بالرجل وقد أثخنته السهام والرماح؟! احملوا عليه!

وا أســـــــــفاه حـــــملوا عــــليـــه مــــن كــــل جــــــانبٍ أتــــوا إليـه

قــــد ضــــربوا عــــاتقه المطــهرا بـضربةٍ كبى لها على الثرى (53)

وضربه زرعة بن شريك على كتفه الأيسر، ورماه الحصين في حلقه، وضربه آخر على عاتقه، وطعنه سنان بن أنس في ترقوته ثم في بواني صدر رماه بسهمٍ في نحره، وطعنه صالح بن وهب في جنبه. وأقبل الفرس يدور حوله ولطّخ ناصيته بدمه فصاح ابن سعد دونكم الفرس.. .. فلما أمن الطلب أقبل نحو الحسين يمرّغ ناصيته بدمه ويشمّه ويصهل صهيلاً عالياً.. قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) كان يقول: (الظليمة، الظليمة، من أمةٍ قتلت ابن بنت نبيها) وتوجّه نحو المخيم بذلك الصهيل.. .. ثم صاح بن سعد بالناس: انزلوا إليه وأريحوه فبدر إليه شمر فرفسه برجله وجلس على صدره، وقبض على شيبته المقدّسة، وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة، واحتزّ رأسه المقدّس!!!!!

وأقبل القوم على سلبه، فأخذ إسحاق بن حوية قميصه، وأخذ الأخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمي عمامته، وأخذ الأسود بن خالد نعليه.. .. وجاء بجدل فرأى الخاتم في إصبعه والدماء عليه فقطع إصبعه واخذ الخاتم.. .. وأراد رجل منهم أخذ تكّة سرواله وكان لها قيمة (54) وذلك بعد ما سلبه الناس يقول: أردت أن انزع التكّة فوضع يده اليمنى فلم اقدر على رفعها فقطعت يمينه فوضع يده اليسرى عليها فلم أقدر على رفعها فقطعتها وهممت بنزع السروال فسمعت زلزلة فخفت وتركته وغشي عليّ) (55).

أترى هماماً ماذا يصنع؟ سؤال أترك جوابه للمنصفين..

وماذا يقول سيد الأوصياء (عليه السلام) لقومٍ يلطّخون رؤوسهم بدمائهم حزناً وجزعاً على مصاب إمامهم من دون أن يلحقهم أي ضررٍ يذكر بعد أن قال ما قال عليه أفضل الصلاة والسلام في همامٍ الذي قضى نحبه في صعقةٍ لأجل موعظةٍ بالغة؟!

2- تحت نظر الإمام السجاد صلوات الله عليه وتقريره آلت الرباب (عليها السلام) أم عبد الله الرضيع على نفسها أن لا تسكن تحت ظل بعد أن بقي أبو عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ثلاثاً على الثرى من دون ظل؛ وبقيت تتحمل آلام حرّ الحجاز وقرّه لم يظلها سقف بيت حتى ودّعت الدنيا بعد عاشوراء بسنةٍ واحدة. وهذا الأمر ليس بخفيّ إذ نقله مؤرّخو العامة (56) قبل الخاصة.

ويحضرني من الشعر ما يناسب المقام:

البـــــــدار البـــــــدار آل نـــــــــزال قد فنيتم ما بين بيض الشفار (57)

لا تــــــلد هــــــاشمية علــــــويــــــاً إن تــــــــركتم أميـــــــــةً بــــــقرار

طـــــأطأوا الروس إنّ رأس حسينٍ رفعـــــوه فـــوق القنا الخطّار (58)

لا تذوقوا المعيــــــن واقضوا ظمايا بعـــــد ظـام قضى بحدّ الغرار (59)

لا تــــمدّوا لكــــم عـن الشمس ظلاّ إنّ فـــــي الشمـــس مهجة المختار

حــــــقّ أن لا تـــــكفّنوا هـــــاشمياً بعــــــد مـــــا كفّـن الحسين الذاري

لا تشــــــقّوا لآل فــــــهرٍ قبـــــــوراً فــــــابن طـــه ملقىً بلا إقبار (60)

وبعد ما رأيت يا قارئي العزيز من حال سيدتنا الرباب سلام الله عليها وما تحمّلته من آلامٍ وأوجاع خلال سنةٍ كاملة حتى فارقت الدنيا؛ كلّ ذلك حزناً وجزعاً على سيد شباب أهل الجنّة عليه أفضل الصلاة والسلام. أفيحقّ لأحدٍ أن يعترض على مواكب التطبير الحسيني والتي لا يقاس ما فيها من حزنٍ وجزعٍ أبداً بأي وجه من الوجوه مع حزنٍ كحزن سيدتنا الرباب (عليها السلام)؟! ولكن ماذا نقول إذا انقلبت الموازين، وانتكس الوجدان، ومات الإنصاف؟!

خاتمة الفصل الخامس:

مرّ علينا في هذا الفصل:

1- دليل أصالة البراءة: إذ كل شيء هو لك حلال حتى تعلم بحرمته.

2- أحاديث: استحباب الجزع، الإبكاء، إحياء الأمر.

3- حزن نبي الله يعقوب (عليه السلام)، خطبة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، أحاديث استحباب زيارة الحسين (عليه السلام) مع الخوف والمخاطر.

4- مجموعة من الشواهد والمؤيّدات.

وكلّ ذلك يدلّ بوضوح على جواز ورجحان وأولوية واستحباب التطبير حزناً وجزعاً على سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه. ومهما يكن فإنّه حتى لو أنكر المنكرون كلّ هذه الأحاديث والروايات والأدلّة - ولا يكون ذلك قطعاً منهم إلاّ جهلاً أو مكابرةً وعناداً - فإنهم لا يمكنهم بأي وجهٍ من الوجوه أن يتركوا الإفتاء والعمل بالأصل العملي القائل بالجواز لعدم وجود أي نصّ أو حديثٍ في أيديهم يمنع من التطبير الحسيني. وإلا كانت فتاواهم وآراؤهم إفتاءً من غير علم، ومن أفتى بغير علم فأمره معروف.

1 - البراءة العقلية هي حكم العقل بأن الله سبحانه وتعالى لا يعاقب أحداً من خلقه أو أمة من الأمم على فعل شيءٍ لم يكن قد بيّن لهم حرمته من طريق الأنبياء والرسل والأوصياء (عليهم السلام) والكتب السماوية. وهي ما يعبّر عنها بقاعدة قبح العقاب بلا بيان. وأما البراءة الشرعية فهي حكم الشرع كتاباً وسنةً الموافق والمطابق للحكم العقلي الذي سبق ذكره قبل قليل: وقد وردت النصوص من الكتاب الكريم والسنة المباركة في هذا المضمون وهذا المحتوى وعلى سبيل المثال مما ورد في السنة الشريفة:

- عن الإمام الصادق (عليه السلام): (كلّ شيء مطلق حتى يرد فيه نهي)، من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق.

- وعنه (عليه السلام) أيضاً: (الأشياء مطلقة ما لم يرد عليك أمر ونهي وكل شيءٍ يكون فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبداً ما لم تعرف الحرام منه فتدعه)، أمالي الشيخ طوسي.

- عن المعصوم (عليهم السلام): (كل شيءٍ مطلق حتى يرد فيه نص)، غوالي اللئالي.. إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة والتي يمكنك أن تراجعها في ما جمعه السيد عبد الله شبر (ره) في كتابه الأصول الأصلية والقواعد الشرعية من ص 212 إلى ص 217 طبعة قم، منشورات مكتبة المفيد.

2 - واليك الحديث بتمامه كما رواه شيخنا بن قولويه (ره): (عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من أهل العراق؛ أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)؟ قلت: لا؛ أنا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من يتّبع هوى هذا الخليفة، وعدوّنا كثير من أهل القبائل من النُّصّاب وغيرهم، ولست أمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثّلون بي، قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: نعم، قال: فتجزع؟ قلت: إي والله وأستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ فأمتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك، أما إنّك من الذين يعدّون من أهل الجزع لنا، والّذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنّا، أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيّتهم ملك الموت بك، وما يلقّونك به من البشارة أفضل، ولملك الموت أرق عليك وأشدّ رحمةً لك من الأُم الشفيقة على ولدها، قال: ثمّ استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضّلنا على خلقه بالرحمة وخصّنا أهل البيت بالرحمة، يا مسمع إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رحمةً لنا، وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع الملائكة، منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمةً لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدّمعة من عينيه، فإذا سالت دموعه على خدّه، فلو أنّ قطرةً من دموعه سقطت في جهنّم لأطفئت حرّها حتى لا يوجد لها حر، وإنّ الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته فرحةً لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض، وإنّ الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه، يا مسمع من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً، ولم يستقِ بعدها أبداً، وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل، أحلى من العسل، وألين من الزّبد وأصفى من الدمع وأذكى من العنبر يخرج من تسنيم، ويمرّ بأنهار الجنان يجري على رضراض الدّر والياقوت، فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة ألف عام، قدحانه من الذهب والفضّة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشارب منه كلّ فائحة حتى يقول الشارب منه: ياليتني تركت ههنا لا أبغي بهذا بدلا، ولا عنه تحويلاً، أما إنك يا ابن كردين ممن تروى منه، وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسيقت منه، وانّ الشارب منه ممن أحبنا ليعطى من اللّذّة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا. وان على الكوثر أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي يده عصاً من عوسج يحطم بها أعداءنا، فيقول الرجل منهم: إني أشهد الشهادتين، فيقول: انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك، فيقول: تبرأ مني إمامي الّذي تذكره، فيقول: الرجع إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدّمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك أن يشفع لك، فإنّ خير الخلق من يشفع، فيقول: إني أهلك عطشاً، فيقول له: زادك الله ظمأ وزادك الله عطشاً. قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنّو من الحوض ولم يقدر عليه غيره؟ فقال: ورع عن أشياء قبيحةٍ، وكفّ عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا، وترك أشياء اجترأ عليها غيره، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدّة اجتهاده في عبادته وتديّنه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس، فأمّا قلبه فمنافق ودينه النّصب واتّباع أهل النّصب وولاية الماضين وتقدّمه لهما على كلّ أحد).

3 - هذا الحديث الشريف هو حديث زيارة عاشوراء المباركة وإليك الحديث بتمامه: (عن علقمة بن محمّد الحضرمي، ومحمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء من المحرّم حتّى يظلّ عنده باكياً لقى الله تعالى يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجّة وألفي ألف عمره، وألفي ألف غزوة، وثواب كلّ حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع الأئمة الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين. قال: قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المسير في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره، وأومأ إليه بالسلام، واجتهد على قاتله بالدعاء وصلى بعده ركعتين يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره البكاء عليه، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضاً في البيوت، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين (عليه السلام)، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عزّ وجلّ جميع هذا الثواب، فقلت: جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به؟ قال: أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك. قال: قلت: فكيف يعزّي بعضهم بعضاً؟ قال: يقولون: عظّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام)، وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه الإمام المهديّ من آل محمّد، فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشداً ولا تدّخرنّ لمنزلك شيئاً، فإنه من ادّخر لمنزله شيئاً في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدّخره ولا يبارك في أهله، فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجّة وألف ألف عمرة، وألف ألف غزوة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان له ثواب كلّ نبيّ ورسولٍ وصدّيقٍ وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة.

قال صالح بن عقبة الجهنّي وسيف بن عميرة: قال علقمة بن محمّد الحضرميّ: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام) علّمني دعاءً أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قريب، ودعاءً أدعو به إذا لم أزره من قريب، وأومأت إليه من بعد البلاد ومن سطح داري بالسلام، قال: فقال: يا علقمة إذا أنت صلّيت ركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام وقلت عند الإيماء إليه ومن بعد الركعتين هذا القول فإنّك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به من زاره من الملائكة، وكتب الله لك بها ألف ألف حسنة، ومحى عنك ألف ألف سيّئةٍ ورفع لك مائة ألف ألف درجة، وكنت ممن استشهد مع الحسين بن علي (عليهما السلام) حتّى تشاركهم في درجاتهم، ولا تعرف إلاّ في الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب كلّ نبيّ ورسول وزيارة من زار الحسين بن عليّ (عليهما السلام) منذ يوم قتل، تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته.. .. إلى آخر الزيارة العاشورائية الشريفة).

4 - مرّ ذكر هذا الحديث بتمامه وكماله في الفصل الأول فراجعه تغتنم.

5 - مجمع البحرين ج 4 ص 411 مادة هلع.

6 - نقل الشيخ آقا بزرك الطهراني (ره) في كتابه المعروف: (الذريعة): بأن الشيخ خضر بن شلال (ره) رأى في المنام أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) يعطيه قلماً، فلمّا استيقظ وجد القلم في يده، فألّف به كتابه المذكور: (أبواب الجنان).

7 - بحار الأنوار ج 44 ب 34 ص 278 ح 2.

8 - في الوسائل بدلاً من (ساعته): (ساعتك).

9 - وذلك لشدّة التقية في زمانهم (عليهم السلام) وعدم وجود مجالٍ لإبراز أساليب أخرى من أساليب الإبكاء على أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.

10 - بحار الأنوار ج 101 ب 18 ص 152 ح 3/ نقلاً عن كامل الزيارات، والعبائر هذه مقتطفة من إحدى الزيارات المطلقة المروية عن الإمام الصادق (عليه السلام).

11 - مر قبل قليل في روايات الإبكاء ذكر القسم الأول من هذه الرواية مع مصادرها، وهي كاملة هنا، ولا حاجة لتكرار ذكر مصادرها مرةً أخرى.

12 - بعد ثبوت عصمة أهل البيت (عليهم السلام)، ووجوب طاعتهم وولايتهم، وأحقية دينهم؛ فإنّ العقل يحكم بوجوب إحياء أمرهم؛ لأنّه أحياء لكلّ معاني الخير والفضيلة والإحسان والكرامة والكمال بكلّ معناه.

13 - الأصول الأصلية والقواعد الشرعية للسيد عبد الله شبر (ره) ص 239، نقلاً عن السرائر لابن إدريس الحلّي (ره).

14 - الأصول الأصلية والقواعد الشرعية للسيد عبد الله شبر (ره) ص 239، نقلاً عن السرائر لابن إدريس الحلّي (ره).

15 - البرهان في تفسير القرآن ج 2 ص 264 ح 5 نقلاً عن تفسير العيّاشي.

16 - سورة يوسف: الآية 96.

17 - سورة فصّلت: الآية 42.

18 - كامل الزيارات ص 115 ب 35 ح 2.

19 - بحار الأنوار: ج 46 ص 108 ب 6 ح 1.

20 - البرهان في تفسير القرآن ج 2 ص 263 ح 2 في تفسير الآية 87.

21 - البرهان في تفسير القرآن ج 2 ص 263 ح 2 في تفسير الآية 86.

22 - البرهان في تفسير القرآن ج2 ص 264 ح 2.

23 - سورة محمّد: الآية 24.

24 - سورة يونس: الآية 59.

25 - المعاهدة: اليهودية أو النصرانية من أهل الذمّة.

26 - الحجل: الخلخال.

27 - القلب: السوار المصمت.

28 - الرعث: نوع من الخزر.

29 - الاسترجاع: ترديد الصوت بالبكاء مع قول إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

30 - كلم: جرح.

31 - جديراً: مستحقاً للاحترام والتقدير والإكرام.

32 - ليس هناك من حاجةٍ للبحث في سند هذه الخطبة المعتبرة لكونها معروفةً جداً، ومرويةً في أوثق المصادر، بل إنّ الذين يعارضون التطبير الحسيني لطالما استشهدوا بها في كتبهم وأحاديثهم و مجالسهم ومجلاّتهم ودروسهم حين يكون الحديث عن فضل الجهاد وأهميته. وفوق كل ذلك فإنّ بلاغتها وقوة سبكها دليل على مصدرها إذ لطالما استدلّ العلماء المحققون بقوة المتون وبلاغتها على قوة الأسانيد واعتبارها وصحتها.

33 - وفي ص 137 من كامل الزيارات بدلاً من: (ورآه النبي (صلى الله عليه وآله) وما يصنع ودعا له) جاء مذكوراً: (وزاره النبي (صلى الله عليه وآله) ودعا له).

34 - واليك الحديث بتمامه وكماله نقلاً عن كامل الزيارات ب 91 ح 7 ص 289 وص 290 و ص 291:

(عن محمّد بن مسلم قال: خرجت إلى المدينة وأنا وجعٌ، فقيل له: محمّد بن مسلم وجع، فأرسل إليّ أبو جعفر (عليه السلام) شرباً مع غلام مغطّى بمنديل، فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه؛ فإنه قد أمرني أن لا أبرح حتى تشربه، فتناولته فإذا رائحة المسك منه، وإذا بشراب طيّب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام: يقول لك مولاك: إذا شربته فتعال. ففكّرت فيما قال لي وما أقدر على النهوض قبل ذلك علي رجلي، فلمّا استقرّ الشراب في جوفي فكأنّما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه فصوّت بي: صحّ الجسم، أدخل! فدخلت عليه وأنا باك، فسلّمت عليه وقبّلت يده، فقال لي: وما يبكيك يا محمّد؟! قلت: جعلت فداك أبكي على اغترابي وبُعد الشُقّة وقلّة القدرة على المقام عندك أنظر إليك. فقال لي: أمّا قلّة القدرة فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودّتنا، وجعل البلاء إليهم سريعاً، وأمّا ما ذكرت من الغربة، فإن المؤمن في هذه الدنيا غريب وفي هذا الخلق المنكوس، حتّى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله، وأمّا ما ذكرت من بعد الشقة فلك بأبي عبد الله (عليه السلام) أسوة بأرض نائية عنّا بالفرات، وأمّا ما ذكرت من حبّك قربنا والنظر إلينا، وأنّك لا تقدر على ذلك، فالله يعلم ما في قلبك وجزاءك عليه. ثم قال لي: هل تأتي قبر الحسين (عليه السلام)؟ قلت: نعم، على خوف ووجل، فقال: ما كان في هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه أمن الله روعته يوم يقوم الناس لربّ العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلّمت عليه الملائكة، ورآه النبي (صلى الله عليه وآله) وما يصنع، ودعا له وانقلب بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسه سوء واتّبع رضوان الله. ثمّ قال لي: كيف وجدت الشراب؟ فقلت أشهد أنّكم أهل بيت الرحمة وأنّك وصيّ الأوصياء، ولقد أتاني الغلام بما بعثته وما أقدر على أن أستقلّ على قدمي، ولقد كنت آيساً من نفسي، فناولني الشراب فشربته فما وجدت مثل ريحه ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه ولا أبرد منه، فلمّا شربته قال لي الغلام: إنه أمرني أن أقول لك: إذا شربته فاقبل إليّ. وقد علمت شدّة ما بي، فالحمد لله الّذي جعلكم رحمةً لشيعتكم ورحمة عليّ، فقال: يا محمّد إنّ الشراب الذي شربته فيه من طين قبر الحسين (عليه السلام)، وهو أفضل ما استشفي به، فلا تعدل به، فإنّا نسقيه صبياننا ونساءنا فنرى فيه كلّ خير، فقلت له: جعلت فداك إنّا لنأخذ منه ونستشفي به؟ فقال: يأخذه الرجل فيخرجه من الحائر وقد أظهره فلا يمرّ بأحدٍ من الجنّ به عاهة، ولا دابّةٍ ولا شيء فيه آفة إلا شمّه فتذهب بركته فيصير بركته لغيره، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا، ولولا ما ذكرت لك ما يُمسح به شيء ولا شرب منه شيء إلا أفاق من ساعته وما هو إلا كحجر الأسود أتاه صاحب العاهات والكفر والجاهلية، وكان لا يتمسّح به أحد إلا أفاق، وكان كأبيض ياقوتة فاسودّ حتى صار إلى ما رأيت، فقلت: جعلت فداك وكيف أصنع به؟ فقال: تصنع به مع إظهارك إياه ما يصنع غيرك تستخفّ به فتطرحه في خُرجك وفي أشياء دنسة فيذهب ما فيه ممّا تريده له، فقلت: صدقت جعلت فداك، قال: ليس يأخذه أحد إلاّ وهو جاهل بأخذه ولا يكاد يسلم بالناس، فقلت: جعلت فداك وكيف لي آخذه كما تأخذه؟ فقال لي: أعطيك منه شيئاً؟ فقلت: نعم، قال: إذا أخذته فكيف تصنع به؟ فقلت: أذهب به معي، فقال: في أيّ شيء تجعله؟ فقلت: في ثيابي، قال: فقد رجعت إلى ما كنت تصنع، اشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله، فإنّه لا يسلم، فسقاني منه مرّتين، فما أعلم أنّي وجدت شيئاً مما كنت أجد حتّى انصرفت).

35 - هو عبد الله بن عبد الرحمن المسمعي.

36 - يذهب بعض من علمائنا وفقهائنا إلى أنّ مجرد ذكر راوٍ من الرواة في أسانيد كتاب كامل الزيارات هو دليل على وثاقته وصحة مقولاته ليس في كامل الزيارات فحسب وإنما في سائر كتب الحديث الأخرى.

37 - ومما قاله العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني (ره) صاحب الغدير في تعليقه على كتاب كامل الزيارات ص 261/ طبعة النجف الأشرف لسنة 1356 هـ: (ذهب غير واحد من الفقهاء والمحققين إلى جواز زيارة الحسين (عليه السلام) مع أي خوف وضرر لإطلاق النصوص كما مرت في بابها ص 125، ولعلّ التاريخ يملي علينا دروساً من عمل الأصحاب على عهد الأئمة صلوات الله عليهم منضّمة بتقريرهم له يؤكد ما اختاره المحققون. ولقد حمل إلينا عن أولئك أنهم ما صدّهم عن قصد مشهد الحسين (عليه السلام) ما كابدوه من المثلة والتنكيل والعقوبة بحبسٍ وضربٍ وقطع يد وهتك حرمة وقابلوها بجأشٍ طامن ولبّ راجح وشوق متأكّد، وهذا كتابنا ينطق عليك بالحق في حديثٍ مرّ في ص 125 في زيارة ابن بكير وإتيانه لها من ارّجان من بلاد فارس خائفاً مشفقاً من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح وهو من فقهاء الطائفة كما في رجال الكشي، وفيما يأتي في ص 276 من حديث زيارة مثل محمّد ابن مسلم على خوف ووجل وهو أكبر ثقة في الطائفة عدّه الصادق (عليه السلام) من أوتاد الأرض وأعلام الدين وفي كلا الحديثين فضلاً عن تقرير الإمام (عليه السلام) لفعلهما بيان ثواب جميل لهما بذلك ونصّ على أنّ ما كان من هذا أشدّ فالثواب على قدر الخوف. وفي حديث مرّ في ص 116 في زيارة مثل الحسين الليثي الكوفي الذي أطبق الأصحاب على ثقته وجلالته في زمان بني مروان في الشدة وخوف القتل وتلف النفس كما صرّح بذلك في حديثه. ويدلّ على مختار المحققين حديث هشام بن سالم الثقة الجليل المروي عن الصادق (عليه السلام) بطوله في ص 123 من الكتاب وفيه تفصيل بيان ثواب عظيم لمن يقتل دون الحسين (عليه السلام) وأجر جميل لا يستهان به لمن حبس في إتيانه وجزاء جزيل لمن ضرب بعد الحبس في قصد مشهده. إذن فلا ندحة من تعميم الحكم على جميع ما ذكر وان صعّد وصوّب فيه المهملجون).

وللتنبيه والفائدة أقول: إنّ أرقام الصفحات المذكورة في هذا التعليق تعود إلى كتاب كامل الزيارات طبعة النجف الأشرف لسنة 1356 هـ تحقيق وتعليق العلامة الأميني (ره)، وأما الأحاديث التي أشار إليها كحديث ابن بكير، وحديث محمد ابن مسلم، وحديث هشام بن سالم رضوان لله تعالى عليهم جميعاً فهي مذكورة بتمامها وكمالها في ضمن الروايات التي بين أيدينا والتي ذكرت قبل قليل في متن هذا الكتاب. ولا بدّ من الإشارة إلى ما تحمّله الشيعة عبر العصور في سبيل زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) وإحياء أمره؛ إذ تفنّن الظالمون والجبابرة والطغاة في أساليب منع زيارة الحسين (عليه السلام) والتنكيل بزوّاره فمرةً اشترطوا على الزائر قطع يمينه كي يسمحوا له بالجواز إلى مشهد أبي الأحرار صلوات الله عليه؛ وقدّمت الأيدي تلو الأيدي حتى نقلت الأخبار أن زائراً طلب منه الشرطة أن يقدّم يمينه للقطع فقدّم شماله فقالوا له نريد يمينك فأخرجها لهم مقطوعة وقال لهم: قد قطعتموها في الزيارة السابقة، فقطعوا له شماله..!! وتارة أخرى يشترطون على كل عشرة من الزوار أن يقتل واحد منهم وتسابق زوار أبي عبد الله صلوات الله عليه إلى الشهادة والموت. وثالثة اشترطوا فيها أن يقتل من كل ثلاثة زوارٍ أحدهم، واستمرّ الظلم بأشكالٍ مختلفة، واستمرت التضحية والثبات والصمود إلى يومنا هذا.

38 - السبج: حجر أسود شديد السواد برّاق وله فوائد طبية.

39 - بحار الأنوار ج 45 ب 39 ص 114 و ص 115.

40 - أقرح: أخرج الدم بسبب ما فعله من جرح أو جراح.

41 - بحار الأنوار ج 44 ب 34 ح 17 ص 283 و ص 284.

42 - بحار الأنوار ج 101 ب 41 ص 320.

43 - بحار الأنوار ج 44 ب 30 ح 37 ص 242 و ص 243.

44 - بحار الأنوار ج 44 ب 30 ح 39 ص 243.

45 - الحسك: هو حسك السعدان وهي عشبه شوكها مدحرج.

46 - بحار الأنوار ج 44 ب 30 ح 41 ص 244.

47 - سورة مريم: الآية 54.

48 - كامل الزيارات ب 19 ح 1 ص 62 و ص 63 طبعة طهران.

49 - كامل الزيارات ب 19 ح 2 ص 63.

50 - سورة النحل: الآية 128.

51 - صعق: وقع مغشياً عليه.

52 - نهج البلاغة خ 193 ص 303 - 306.

53 - المقبولة الحسينية ص 56.

54 - كانت قيمتها بضعة دراهم.

55 - مقاطع قصيرة من قصة مقتل سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه عن كتاب مقتل الحسين (عليه السلام) أو حديث كربلاء للسيد المقرّم (ره) بين سطور الصفحات من ص 278 إلى ص 285.

56 - على سبيل المثال راجع ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ ج 3 ص 30 وغيره.

57 - الشفار: السيوف الحادّة الصقيلة.

58 - الخطّار: الرمح الطويل.

59 - الغرار: السيف.

60 - الأبيات من قصيدة عصماء للشيخ عبد الحسين شكر (ره).

ومع السلامة.


 

رد مع اقتباس