الامامية وعقيدتهم بوجود الله
عقيدتنا في الله تعالى
نعتقد إن الله تعالى واحد أحد ليس كمثله شئ ، قديم لم يزل
ولا يزال ، هو الأول والآخر ، عليم حكيم عادل حي قادر غني سميع
بصير . ولا يوصف بما توصف به المخلوقات ، فليس هو بجسم ولا
صورة ، وليس جوهرا ولا عرضا ، وليس له ثقل أو خفة ، ولا حركة
أو سكون ، ولا مكان ولا زمان ، ولا يشار إليه . كما لا ند له ، ولا
شبه ، ولا ضد ، ولا صاحبة له ولا ولد ، ولا شريك ، ولم كين له كفوا
أحد . لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار .
ومن قال بالتشبيه في خلقه بأن صور له وجها ويدا وعينا ، أو أنه
ينزل إلى السماء الدنيا ، أو أنه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر ، ( أو نحو
ذلك ) فإنه بمنزلة الكافر به جاهل بحقيقة الخالق المنزه عن النقص ، بل
كل ما ميزناه بأوهامنا في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلنا مردود
إلينا ( على حد تعبير الإمام الباقر عليه السلام ) وما أجله من تعبير
حكيم ! وما أبعده من مرمى علمي دقيق !
وكذلك يلحق بالكافر من قال إنه يتراءى لخلقه يوم القيامة ،
وإن نفى عنه التشبيه بالجسم لقلقة في اللسان ، فإن أمثال هؤلاء المدعين
جمدوا على ظواهر الألفاظ في القرآن الكريم أو الحديث ، وأنكروا
عقولهم وتركوها وراء ظهورهم . فلم يستطيعوا أن يتصرفوا بالظواهر
حسبما يقتضيه النظر والدليل وقواعد الاستعارة والمجاز .
|