:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى الشفاعة ورد الشبهات عليها (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=175)
-   -   الاشكال الخامس على الشفاعة وجوابه (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=7647)

الشيخ محمد العبدالله 02-09-2015 12:17 AM

الاشكال الخامس على الشفاعة وجوابه
 
الإشكال الخامس :
إن العقل قد يحكم بإمكانية وقوع الشفاعة بالإفادة من آيات القرآن
الكريم ، ولكنه لا يستطيع أن يحكم بفعلية وقوعها خصوصا وأن في
القرآن ما ينفي الشفاعة مطلقا كقوله تعالى : * ( . . لا بيع فيه ولا خلة ولا
شفاعة ) * ( 1 ) ، وبعضها الآخر يقيد الشفاعة بقيود كما في قوله تعالى : * ( إلا
بإذنه . . ) * ( 2 ) ، وقوله تعالى * ( . . إلا لمن ارتضى . . ) * ( 3 ) ، ولكن هذه الآيات
وغيرها لا تدل دلالة قطعية على وقوع الشفاعة وحصولها اليقيني ، فالقرآن
الكريم ينفي الشفاعة آونة ، ويقيدها أخرى برضا الله سبحانه وتعالى ،
ويذكر القرآن الكريم مرة أخرى أن الشفاعة لا تنفع ، كقوله تعالى * ( . . . فما
تنفعهم شفاعة الشافعين ) * ( 4 ) .
والجواب عليه :
إن ملخص الجواب هو أن الآيات التي يستدل بها على نفي الشفاعة ،
لا تنفي الشفاعة مطلقا ، بل إنها تنفيها عن بعض الناس وقد وردت هذه
الاستثناءات في آيات عديدة .
أما فيما يتعلق بالقيود الموجودة في حصول الشفاعة من جهة ، وقبولها
من جهة أخرى ، فإن ذلك لا يعني نفيها بل يؤكد وقوعها وإثباتها ، على
خلاف ما ادعاه النافون من أنها لا تنفع ، مستدلين على ذلك ، بقوله تعالى :
* ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) * ( 5 ) .
وهذا الاستدلال غير صحيح ، لأن سياق الآيات التي تسبق هذه الآية
تتحدث كلها عن المجرمين المستقرين في سقر ، حيث تقول الآيات :
* ( كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين * في جنات يتساءلون ) * ثم
تقول الآيات الشريفة : * ( عن المجرمين * ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من
المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب
بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) * ( 1 ) .
وهكذا يتضح من خلال هذا السياق : إن الذين لا تنفعهم شفاعة
الشافعين هم هؤلاء المستقرون في سقر الذين لم يكونوا من المصلين ،
وكانوا يكذبون بيوم الدين ، حتى أتاهم اليقين حين وجدوا أنفسهم في
سقر فلا تنفعهم بعد صفاتهم تلك شفاعة الشافعين .
بعد هذا العرض السريع للإشكالات التي يوردها النافون للشفاعة
والردود عليها ، يتضح أن الشفاعة ليست من الأمور التي تقع ضمن دائرة
الاثنينية في الجزاء الإلهي ، والمقصود بالاثنينية " تعدد الجزاء مع وحدة
الفعل " ولا هي متناقضة مع عدالة الله بل هي تثبيت لهذا العدل باعتبارها
كانت وعدا تقدم والجزاء به هو وفاء لذلك الوعد .
كما أنها ليست ناتجة عن علم جديد أو انصراف عن فعل مقرر من
قبل ، بل هي علم سابق وفعل مقرر ، وهي أيضا لا توجب الجرأة على
المعصية بل توجب الحيطة والحذر ، والخشية من ارتكاب الذنب ، إذ لم
تصرح الآيات بجميع الذنوب التي تقبل فيها الشفاعة .
وهي أخيرا ثابتة موجودة ، لكنها لا تنال بعض الأصناف من الناس
الذين وردت صفاتهم في القرآن الكريم ، وأنها لا تحصل إلا بإذن الله تعالى
ورضاه .
قال الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه الطيبين الطاهرين عن
جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : ( من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله شفاعتي - ثم
قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون فما عليهم من
سبيل ) ، قال الحسين بن خالد : فقلت للرضا ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله فما
معنى قول الله عز وجل : * ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) * ( 1 ) قال ( عليه السلام ) :
( لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه ) ( 2 ) .


الساعة الآن 11:53 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team