:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى الشفاعة ورد الشبهات عليها (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=175)
-   -   الإشكال الرابع على الشفاعة وجوابه (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=7646)

الشيخ محمد العبدالله 02-09-2015 12:16 AM

الإشكال الرابع على الشفاعة وجوابه
 
الإشكال الرابع :
إن معرفة الناس بثبوت الشفاعة لمن أذنب بواسطة الأنبياء والصالحين
يخلق عندهم الجرأة على ارتكاب الذنب على أمل نيل الشفاعة منهم يوم
القيامة .
وهذا الأمر سيؤدي إلى عبثية الأحكام المتعلقة بالجزاء حيث
سيضطرب النظام الاجتماعي ويشيع الفساد في الناس وتنتهك أحكام الله
التي وضعها لعباده .
والجواب عليه :
إن مشكلة هذا الإشكال وضعفه : هو أنه تجاهل ظاهرة مهمة في
الآيات القرآنية التي تناولت بصورة مباشرة موضوع الشفاعة وقبولها ،
وكذلك الآيات التي تحدثت عن خلود الكافرين في النار . . وهذه الظاهرة
هي : إن آيات الشفاعة لم تعين على سبيل التحديد أفراد الناس
ومجاميعهم ممن تنالهم الشفاعة ، كما أنها لم تعين الذنوب التي تقبل
الشفاعة فيها . .
فإذا كان الأمر كذلك ، فكيف تطمئن نفس أن تنالها الشفاعة ، وكيف
تطمئن أيضا إلى أن ذنبها الذي ترتكبه هو من الذنوب التي تقبل بها
الشفاعة .
ومن هنا فإن النفس والحال هذه ستبقى متعلقة ، وجلة تتملكها الخشية
من ارتكاب الذنب والمعصية خوفا أن لا تكون ممن تنالها الشفاعة ، أو أن
يكون ذنبها مما لا تقبل فيه الشفاعة .
أما الآيات الشريفة التي تحدثت عن الكافرين وخلودهم في النار
وأنواع العذاب ، وعدم غفران ذنوبهم ، فإنها شخصت الإطار العام
للصفات والأفعال التي إذا تميز بها الإنسان فإنه يدخل النار ، ومن ذلك
على سبيل المثال قوله تعالى : * ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون
ذلك لمن يشاء ) * ( 1 ) .
والآية كما ترى تتحدث عن المغفرة يوم القيامة ، وأنها لا تنال الذين
ماتوا وهم مشركون .
وعلى هذا فكيف تكون الشفاعة موجبة لجرأة الناس على الذنوب
والمعاصي ؟ مع أن ارتكاب الذنب من قبل المؤمن لا بد أن تعقبه التوبة
طلبا للغفران . . لأن هذه صفة المؤمن بالله تعالى واليوم الآخر ، فإنه دائما
يراقب نفسه لئلا يقع في معصية ، فإن استولى عليه الشيطان وأغواه
وارتكب المعصية تذكر وتاب إلى الله توبة نصوحا فضلا عن أن يصر على
الذنب الواقع منه .
فالإيمان ليس لونا نضفيه على الإنسان ، بل هو يتجسد في المحتوى
الداخلي للإنسان وعلاقته بربه وسلوكه الاجتماعي المنضبط بأوامر الله
سبحانه وتعالى ونواهيه .
ولعل ما يشير إلى ذلك الآية الشريفة : * ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو
ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم
يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) * ( 1 ) .
فالآية القرآنية هنا تتحدث عن صنف من الناس حددت طبيعة سلوكهم
ولم تعين أشخاصهم . . كما أنها لم تحدد نوع الفاحشة أو الظلم . . ولكنها
تشير إلى أنهم بعد ارتكابهم الظلم والفاحشة يذكرون الله ويستغفرون
لذنوبهم وأنهم لا يصرون عليها . . هؤلاء الناس يغفر الله ذنوبهم ، ولولا
الاستغفار لما نالوا هذا الوعد الإلهي بغفران ذنوبهم .
وإلى ذلك يشير الحديث الشريف ، فعن علي بن إبراهيم ، عن محمد
ابن عيسى ، عن يونس ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام )
عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت هل يخرجه ذلك من
الإسلام ؟ وإن عذب كان عذابه كعذاب المشركين ، أم له مدة وانقطاع ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنها حلال أخرجه ذلك من
الإسلام وعذب أشد العذاب ، وإن كان معترفا أنه أذنب ومات عليه - أي مصرا على
الذنب - أخرجه من الإيمان ولم يخرجه من الإسلام وكان عذابه أهون من عذاب
الأول ) ( 2 ) .


الساعة الآن 12:09 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team