:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى الرد على شبهة عبد الله ابن سبا (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   خبر ما بعد الحيرة (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=687)

الشيخ محمد العبدالله 08-02-2010 12:30 PM

خبر ما بعد الحيرة
 
العنوان:
[خبر ما بعد الحيرة ]
عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 2 - ص 87 - 95


‹ صفحة 88 ›

خبر ما بعد الحيرة :
قال سيف :
اجتمع الفرس وعرب ربيعة بالحصيد لحرب المسلمين فاستغاثوا بالقعقاع فسار إليهم واقتتلوا بها وقتل الله من العجم مقتلة ، وقتل قائدا الفرس :

" رزمهر " وقتله القعقاع و " روزبه " وقتله عصمة بن عبد الله أحد بني الحارث بن طريف الظبي .

وعصمة من البررة ، والبررة كل فخذ هاجرت بأسرها ، والخيرة كل قوم هاجروا من بطن ، وغنم المسلمون غنائم كثيرة وهرب فلال الحصيد إلى الخنافس .

فلما سار المسلمون إليها هرب القائد الفارسي المهبوذان بجيشه إلى المصيخ .

فكتب خالد إلى قواده كالقعقاع وأعبد بن فدكي ، وواعدهم ليلة وساعة يجتمعون فيها إلى المصيخ ، فاجتمعوا بها في الموعد وأغاروا عليهم من ثلاثة أوجه ، وهم نائمون ، فقتلوهم حتى امتلأ الفضاء من قتلاهم ، فلما شبهوهم إلا بغنم مصرعة !

قال سيف :
ولما أصاب أهل المصيخ ، تجمعت قبائل تغلب بالثني والزميل فاتفقخالد مع قواده أن يفعلوا بأهليهما فعلهم بأهل المصيخ فبدأ بالثني ، واجتمع هو وأصحابه فبيته من ثلاثة أوجه فجردوا فيهم السيوف فلم يفلت من ذلك الجيش مخبر ، واستبى ‹ صفحة 89 › الشرخ ( 1 ) وبعث بالخمس إلى أبي بكر .

ثم بيت أهل الزميل غارة شعواء من ثلاث أوجه فقتل منهم مقتلة عظيمة لم يقتلوا قبلها مثلها ، وأصابوا منهم ما شاءوا وكانت على خالد يمين ليبغتن تغلب في دارها ( 2 ) ثم قسم فيأها وبعث بالأخماس إلى أبي بكر .

قال سيف : ثم سار خالد إلى الفراض ، واغتاظ الروم من المسلمين واستعانوا بمن يليهم من مسالح الفرس ، واستمدوا بقبائل تغلب وأياد والنمر من العرب فأمدوهم ، واقتتلوا مع المسلمين قتالا شديدا طويلا ، وأخيرا انهزم الروم ومن معهم .

وقال خالد للمسلمين :
ألحوا عليهم ولا ترفهوا عنهم .
فجعل صاحب الخيل يحشر منهم الزمرة برماح أصحابه فإذا جمعوهم قتلوهم ، فقتل يوم الفراض في المعركة والطلب مائة ألف .

مناقشة السند :

في أسانيد الأخبار السابقة من روايات سيف ، محمد والمهلب وزياد والغصن بن قاسم الكناني من مختلقات سيف من الرواة .

وظفر بن دهي من مختلقاته من الصحابة الرواة .

ورجل من بني سعد ، ورجل من بني كنانة ، ولا ندري ماذا تخيل أسميهما لنتجشم البحث عنهما ؟ ‹ صفحة 90 ›

نتيجة البحث :

تفرد سيف بذكر حرب الحصيد وقتل العجم بها مقتلة عظيمة ، وقتل قائدي الفرس روزبه ورزمهر ، وتفرد بذكر الصحابي عصمة ابن عبد الله الضبي وما ذكر من أنه كان من البررة وأن البررة كل فخذ هاجرت بأسرها ، والخيرة كل قوم هاجروا من بطن . وتفرد بذكر مصيخ بني البرشاء وقتل أهلها حتى امتلأ الفضاء بهم كالغنم المصرعة .

وتفرد بذكر الصحابي أعبد بن فدكي .

وتفرد بذكر الثني وقتل أهلها قتل إبادة ، وذكر الزميل وقتل أهلها مقتلة عظيمة لم يقتلوا قبلها مثلها .

وتفرد بذكر قتال الفراض ، وقتل مائة ألف منهم في المعركة ، وفي الأسر صبرا .

تفرد بذكر الأماكن المذكورة ، وأخذ منه ياقوت في معجمه ، وأخذ من ياقوت صاحب مراصد الاطلاع .

كما نقل عنه الطبري ، ومن الطبري أخذ ابن الأثير وابن كثير في تاريخهما .

وأخذ منه صاحب الإصابة تراجم الصحابة المذكورين .
.................................................. ..........

‹ هامش ص 89 ›
( 1 ) شرخ الشباب : ريعانه ، وشرخ الرجل : نجله .
( 2 ) لست أدري كم يمينا كانت على خالد في إبادة الناس .

الشيخ محمد العبدالله 08-02-2010 12:31 PM

مقارنة بين روايات سيف وغيرها
 
مقارنة بين روايات سيف وغيرها :

أوردنا فيما سبق موجزا من روايات سيف عن غزوات خالد بعد الحيرة .
ولمعرفة مدى تطابقها مع الواقع نبحث

أولا في سواد ‹ صفحة 91 › العراق يومذاك ، فنجد فيه قرى صغيرة منتشرة على شواطئ الأنهر يسكنها المزارعون من العرب والفرس ، وكبراها الحيرة وكان يسكنها ملوكهم المناذرة .
وكان عدد رجالها ستة آلاف عندما أحصاهم خالد وألزم كل واحد منهم بدفع أربعة عشر درهما سنويا حسب رواية البلاذري .

فإذا كان عدد رجال حاضرتهم ستة آلاف فكم يكون عدد رجال سائر قراها ؟

ثانيا : لمعرفة طبيعة المعارك التي دارت رحاها فيالسواد يومذاك نرجع إلى الدينوري فنجده يقول في الاخبار الطوال ما موجزه :
لما أفضى الملك إلى بوران بنت كسرى شاع أنه لا ملك لأرض فارس وإنما يلوذون بباب امرأة . فأقبل رجلان من بكر بن وائل يغيران على الدهاقين فيأخذان ما قدرا عليه فإذا طلبا أمعنا في البر فلا يتبعهما أحد ، يقال لأحدهما المثنى وكان يغير من ناحية الحيرة ، وللآخر سويد وكان يغير من ناحية الأبلة . وكان ذلك في خلافة أبي بكر ، فكتب المثنى إلى أبي بكر يعلمه ضراوته بفارس ويعرفه وهنهم ويسأله أن يمده بجيش ، فكتب أبو بكر إلى خالد - وكان فرغ من أهل الردة - أن يسير إلى الحيرة ويضم إليه المثنى ففعل ، وكره المثنى ورود خالد عليه .

ونرجع إلى البلاذري فنجد عنده وصفا رائعا لغزوات خالد في الحيرة تعرفنا طبيعة تلك المعارك ، وقد سبق ذكر بعضها ، ونذكر في ما يلي موجزا لبعض ما وقع منها بعد الحيرة ، قال : ‹ صفحة 92 › وبعث خالد بشير بن سعد الأنصاري إلى بانقيا فلقيته خيل للأعاجم عليها فرخبنداذ فرشقوا من معه بالسهام ، وحمل عليهم فهزمهم وقتل فرخبنداذ ، ثم انصرف وبه جراحة انتفضت بعين التمر فمات منها .

وقيل إن خالدا هو الذي قتل فرخبنداذ ، وبعث جرير بن عبد الله البجلي إليهم فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه من القتال وعرض عليه الصلح ، فصالحه جرير على ألف درهم وطيلسان .

وقيل إن ابن صلوبا أتى خالدا فاعتذر إليه وصالحه هذا الصلح .

وقالوا : إن خالدا أتى بعدها الفلاليج وبها جمع للعجم فتفرقوا ولم يلقوا كيدا فرجع إلى الحيرة ، فبلغه أن جابان في جمع بتستر فوجه إليه المثنى وحنظلة بن الربيع فلما انتهيا إليه هرب وسار إلى الأنبار فتحصن أهلها ، وبعث المثنى إلى السوق العتيق ببغداد فأغار عليهم فملأوا أيديهم من الذهب والفضة وما خف حمله ، ثم أتوا الأنبار - وخالد بها - فحصروا أهلها وحرقوا نواحيها فصالحوا ؟
بشئ رضي به ، وقيل بل صالحه جرير في عصر عمر .

هكذا كانت طبيعة غزوات خالد في العراق ، يبعث جريدة خيل إلى تلك القرية أو هذه فيستقبلوهم بالصلح ودفع الجزية أو بالمراماة ساعة من نهار ثم ينهزمون ، أو يباغت تجمعا في سوق ‹ صفحة 93 › فيستولي على ما فيها بعد فرار أهلها ، وأحيانا يهاجم قرية فيقاتل خفراءها أو حصنا أو مسلحة فيقتل منهم أفرادا ثم يستولى على بعض السبي والغنائم .

ويتناسب هذا النوع من الغزو وعدد جيش خالد كما رواه البلاذري عندما ذكر خبر انصرافهم من العراق إلى الشام لامداد المسلمين هناك قال :
" وسار في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث عشرة في ثماني مائة ، ويقال : في ست مائة ، ويقال : في خمس مائة " .

وليس بمقدور هذا العدد أن يبيد مئات الألوف كما ذكرته روايات سيف . نتيجة البحوث : وجدنا خالدا في وقعة ذات السلاسل يبيد جيش الفرس المقترنين بالسلاسل حسب رواية سيف !

وفي الثني يقتل منهم مقتلة عظيمة يبلغ قتلاهم ثلاثين ألفا سوى من قد غرق !

وفي الولجة يقتل منهم مقتلة لا يرى أحد منهم مقتل صاحبه ويقتل فارسا يعد بألف فيتكئ عليه في ساحة المعركة ويتغدى !

وفي أليس يحلف أن يجري نهرهم بدمائهم فيجلب الناس من جوانبها مدة ثلاثة أيام ويضرب أعناقهم على النهر حتى يبلغ قتلاهم سبعين ألفا ويهدم مدينة أمغيشيا بعدها !
وفي معركة الحيرة يبيد جيش ابن الآزاذبه ! ‹ صفحة 94 ›

وفي الحصيد يقتل القعقاع منهم مقتلة عظيمة !

وفي المصيخ يغيرون عليهم من ثلاثة أوجه وهم نائمون فيقتلونهم حتى يمتلئ الفضاء بهم ويشبهونهم بالغنم المصرعة .

وفي الثني - أيضا - بيتوهم من ثلاثة أوجه وأعملوا فيهم السيف فلم يفلت منهم مخبر .

وفي الزميل بيتوهم غارة شعواء من ثلاثة أوجه فقتلوا منهم مقتلة عظيمة لم يقتلوا قبلها مثلها فقد كانت على خالد يمين أن يبغتهم .

وفي الفراض أمر خالد أن يلحوا عليهم بعد هزيمتهم ، فجعل صاحب الخيل يحشر منهم الزمرة برماح أصحابه فإذا جمعوهم قتلوهم ، فقتلوا منهم في المعركة والطلب مائة ألف .

أي إنسان لا يقشعر جلده من قراءة تاريخ الفتوح الاسلامية هذه ! ؟

وهل فعلت جيوش التتر أكثر من هذا ؟ ! ! !

ألا يحق لخصوم الاسلام مع هذا التاريخ المزيف أن يقولوا : " إن الاسلام انتشر بحد السيف " ؟ ! !

وهل يشك أحد بعد هذا من هدف سيف في وضع هذا التاريخ وما نواه من سوء للاسلام ؟ !

وما الدافع لسيف إلى كل هذا الدس والوضع إن لم تكن الزندقة التي وصفه العلماء بها ؟ !

وأخيرا هل خفي كل هذا الكذب والافتراء على إمام المؤرخين الطبري ؟ وعلامتهم ابن الأثير ؟ ومكثرهم ابن كثير ؟
وفيلسوفهم ابن خلدون ؟

وعلى عشرات من أمثالهم ؟

كابن عبد البر ‹ صفحة 95 › وابن عساكر والذهبي وابن حجر ؟

كلا فإنهم هم الذين وصفوه بالكذب ورموه بالزندقة !

وقد مر علينا في وقعة ذات السلاسل قول الطبري وابن الأثير وابن خلدون في تواريخهم : أن ما ذكره سيف فيها خلاف ما يعرفه أهل السير !
إذا فما الذي دعاهم إلى اعتماد روايات سيف دون غيرها مع علمهم بكذبه وزندقته ، إن هو إلا أن سيفا حلى مفترياته بإطار من نشر مناقب الصحابة فبذل العلماء وسعهم في نشرها وترويجها مع علمهم بكذبها . ففي فتوح العراق - مثلا - أورد مفترياته تحت شعار مناقب خالد بن الوليد ، فقد وضع على لسان أبي بكر أنه قال - بعد معركة أليس وهدم مدينة أمغيشيا - :

" يا معشر قريش ! عدا أسدكم على الأسد فغلبه على خراذيله ، أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد " .

كما زين ما اختلق في معارك الردة بإطار من مناقب الخليفة أبي بكر ، وكذلك فعل في ما روى واختلق عن فتوح الشام وإيران على عهد عمر ، والفتن في عصر عثمان ، ووقعة الجمل في عصر علي ، فإنه زينها جميعا بإطار من مناقب الصحابة ، فراجت وشاعت ونسيت الروايات الصحيحة - عدا روايات سيف - وأهملت على أنه ليس في ما وضعه سيف واختلق - على الأغلب - فضيلة للصحابة ، بل فيه مذمة لهم ، ولست أدري كيف خفي على هؤلاء أن جلب خالد عشرات الألوف من البشر وذبحهم على النهر ليجري نهرهم بدمائهم ليست فضيلة له ، ولا هدمه مدينة أمغيشيا ولا نظائرها إلا على رأي الزنادقة في الحياة من أنها سجن للنور وأنه ينبغي السعي في إنهاء الحياة لانقاذ النور من سجنه ( 1 )
‹ صفحة 97 ›
مصادر البحث عن الفتوح بعد الحيرة :

الطبري 1 / 2047 - 2059 ط . أوروبا .
ابن الأثير 2 / 301 - 306 .
ابن كثير 2 / 350 - 352 . ابن خلدون 2 / 299 - 302 .
البلاذري 298 و 299 و 131 .
الاخبار الطوال للدينوري 111 .
معجم البلدان ومراصد الاطلاع تراجم : مصيخ بني البرشاء ، الثني ، الزميل .
الإصابة ، ترجمة : عصمة بن عبد الله وأعبد بن فدكي .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 95 ›
( 1 ) راجع بحث الزندقة والزنادقة من البحوث التمهيدية بكتاب ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) للمؤلف .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


الساعة الآن 01:25 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team