:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى حوارات رجال الصدر الاول من الاسلام (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=74)
-   -   مناظرة عبد الله بن جعفر ( 1 ) مع معاوية بن أبي سفيان (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=600)

الفاروق الاعظم 07-26-2010 05:54 PM

مناظرة عبد الله بن جعفر ( 1 ) مع معاوية بن أبي سفيان
 
[ مناظرة لعبدالله ابن جعفر ]

المناظرة الثالثة عشرة

مناظرة عبد الله بن جعفر ( 1 ) مع معاوية بن أبي سفيان



قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب :

كنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين - عليهما السلام - وعنده عبد الله بن عباس فالتفت إلى معاوية فقال :

يا عبد الله ما أشد تعظيمك للحسن والحسين - عليهما السلام - ؟ !

وما هما بخير منك ولا أبوهما خير من أبيك ، ولولا أن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لقلت ما أمك أسماء بنت عميس بدونها .

فقلت :

والله إنك لقليل العلم بهما وبأبيهما وبأمهما ، بل والله لهما خير مني ، وأبوهما خير من أبي ، وأمهما خير من أمي .

‹ صفحة 93 ›

يا معاوية ، إنك لغافل عما سمعته أنا من رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول فيهما وفي أبيهما وأمهما ، قد حفظته ووعيته ورويته . قال : هات يا ابن جعفر فوالله ما أنت بكذاب ولا متهم ؟ فقلت : إنه أعظم مما في نفسك .

قال :

وإن كان أعظم من أحد وحراء جميعا ، فلست أبالي إذا قتل الله صاحبك ، وفرق جمعكم وصار الأمر في أهله ، فحدثنا فما نبالي بما قلتم ولا يضرنا ما عدمتم .

قلت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد سئل عن هذه الآية :

( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ( 1 ) .

فقال :

إني رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري وينزلون ، يردون أمتي على أدبارهم القهقرى ( 2 ) وسمعته يقول :

إن بني ‹ صفحة 94 › أبي العاص إذا بلغوا خمسة عشر رجلا جعلوا كتاب الله دخلا ، وعباد الله خولا ، ومال الله دولا ( 1 ) .

يا معاوية إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول على المنبر وأنا بين يديه وعمر بن أبي سلمة ، وأسامة بن زيد ، وسعد بن أبي وقاص ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر ، والمقداد ، والزبير بن العوام ، وهو يقول :

ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟

فقلنا :

بلى .

يا رسول الله ، قال :

أليس أزواجي أمهاتكم ؟ !

قلنا :
بلى يا رسول الله . قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أو لي به من نفسه ، وضرب بيده على منكب علي فقال :

اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ( 2 ) ، أيها الناس ، ‹ صفحة 95 › أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ليس لهم معي أمر ، وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ليس لهم معه أمر ، ثم ابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ليس لهم معه أمر ، ثم عاد فقال :

أيها الناس ، إذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم ، فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، فإذا استشهد الحسن فابني الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، فإذا استشهد الحسين فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر ، ثم أقبل علي - عليه السلام - فقال :

يا علي ، إنك ستدركه فأقرأه مني السلام ، فإذا استشهد فابني محمد أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، وستدركه أنت يا حسين فاقرأه مني السلام ، ثم يكون في عقب محمد رجال ، واحد بعد واحد ، وليس منهم أحد إلا وهو أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر ، كلهم هادون مهتدون ( 1 ) .

‹ صفحة 97 ›

( إلى أن قال ) : فقال معاوية : يا بن جعفر ، لقد تكلمت بعظيم ولئن كان ما تقول حقا لقد هلكت أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - من المهاجرين والأنصار غيركم أهل البيت وأولياءكم وأنصاركم ؟

فقلت :

والله إن الذي قلت حق سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .

قال معاوية :

يا حسن ويا حسين ويا بن عباس ما يقول ابن جعفر ؟ !

فقال ابن عباس :

إن كنت لا تؤمن بالذي قال فأرسل إلى الذين ‹ صفحة 98 › سماهم فاسألهم عن ذلك .

فأرسل معاوية إلى عمر بن أبي سلمة ، وإلى أسامة بن زيد فسألهما ، فشهدا أن الذي قال ابن جعفر قد سمعناه من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما سمعه .

فقال معاوية :

يا بن جعفر قد سمعناه في الحسن والحسين وفي أبيهما ، فما سمعت في أمهما ؟ !

- ومعاوية كالمستهزئ والمنكر !

فقلت :

سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ليس في جنة عدن منزل أشرف ولا أفضل ولا أقرب إلى عرش ربي من منزلي ، ومعي ثلاثة عشر من أهل بيتي أخي علي وابنتي فاطمة وابناي الحسن والحسين ، وتسعة من ولد الحسين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، هداة مهتدون ، وأنا المبلغ عن الله ، وهم المبلغون عني ، وهم حجج الله على خلقه ، وشهداؤه في أرضه ، وخزانه على علمه ، ومعادن حكمته ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، لا تبقى الأرض طرفة عين ( إلا ) ببقائهم ، ولا تصلح إلا بهم ، يخبرون الأمة بأمر دينهم ، حلالهم وحرامهم ، يدلونهم على رضا ربهم ، وينهونهم عن سخطه ، بأمر واحد ونهي واحد ، ليس فيهم اختلاف ولا فرقة ولا تنازع ، يأخذ آخرهم عن أولهم إملائي وخط أخي علي بيده ، يتوارثونه إلى يوم القيامة ، أهل الأرض كلهم في غمرة وغفلة وتيهة وحيرة غيرهم وغير شيعتهم وأوليائهم ، لا يحتاجون إلى أحد من الأمة في شئ من أمر دينهم ، والأمة تحتاج إليهم ، هم الذين عنى الله في كتابه وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسول الله ، فقال :

( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر ‹ صفحة 99 › منكم ) ( 1 ) .

فأقبل معاوية على الحسن والحسين وابن عباس والفضل بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد ، فقال : كلكم على ما قال ابن جعفر ؟ !

قالوا :

نعم .

قال :

يا بني عبد المطلب إنكم لتدعون أمرا عظيما وتحتجون بحجج قوية ، إن كانت حقا ! وإنكم لتضمرون على أمر تسرونه والناس عنه في غفلة عمياء ، ولئن كان ما يقولون حقا لقد هلكت الأمة ، وارتدت عن دينها ، وتركت عهد نبينا غيركم أهل البيت ، ومن قال بقولكم ، فأولئك في الناس قليل . فقلت : يا معاوية إن الله تبارك وتعالى يقول : وقليل من عبادي الشكور ( 2 ) .

ويقول :

( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) ( 3 ) .

ويقول :

( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) ( 4 ) .

ويقول لنوح - عليه السلام - :

( وما آمن معه إلا قليل ) ( 5 ) . ‹ صفحة 100 › يا معاوية ، المؤمنون في الناس قليل ، وإن أمر بني إسرائيل أعجب حيث قالت السحرة لفرعون :

( فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ، إنا آمنا بربنا ) ( 1 ) .

فآمنوا بموسى وصدقوه واتبعوه ، فسار بهم وبمن تبعه من بني إسرائيل ، فأقطعهم البحر وأراهم الأعاجيب ، وهم يصدقون به وبالتوراة ، يقرون له بدينه ، فمر بهم على قوم يعبدون أصناما لهم فقالوا :

يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ( 2 ) . ثم اتخذوا العجل فعكفوا عليه جميعا غير هارون وأهل بيته .

وقال لهم السامري : هذا إلهكم وإله موسى ( 3 ) .

وقال لهم بعد ذلك :

ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ( 4 ) . فكان من جوابهم ما قص الله في كتابه :

( إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) ( 5 ) قال موسى عليه السلام :

( رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ( 6 ) .

فاحتذت هذه الأمة ذلك المثال سواء ، وقد كانت فضائل وسوابق مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومنازل منه قريبة ، مقرين بدين محمد والقرآن ، حتى فارقهم نبيهم - صلى الله عليه وآله وسلم - فاختلفوا وتفرقوا وتحاسدوا وخالفوا إمامهم ووليهم ، حتى لم يبق منهم على ما عاهدوا عليه نبيهم ، غير صاحبنا الذي هو من نبينا - صلى الله عليه وآله ‹ صفحة 101 › وسلم - بمنزلة هارون من موسى ، ونفر قليل لقوا الله عز وجل على دينهم وإيمانهم ، ورجع الآخرون القهقرى على أدبارهم كما فعل أصحاب موسى - عليه السلام - باتخاذهم العجل وعبادتهم إياه ، وزعمهم أنه ربهم ، وإجماعهم عليه غير هارون وولده ونفر قليل من أهل بيته . ونبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم ( 1 ) وفي غير موطن ، واحتج عليهم به وأمرهم بطاعته ، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى ( 2 ) ، وأنه ولي كل مؤمن بعده ، وأنه كل من كان وليه ، فعلي وليه ، ومن كان أولى به من نفسه فعلي أولى به ، وأنه خليفته فيهم ووصيه ، وأن من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصى الله ، ومن والاه والى الله ، ومن عاداه عادى الله ، فأنكروه ‹ صفحة 102 › وجهلوه وتولوا غيره ! !

يا معاوية أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين بعث إلى مؤتة أمر عليهم جعفر بن أبي طالب ، ثم قال إن هلك جعفر فزيد ابن حارثة ، فإن هلك زيد فعبد الله بن رواحة ، ولم يرض لهم أن يختاروا لأنفسهم .

أفكان يترك أمته لا يبين لهم خليفته فيهم ؟ !

بلى والله ، ما تركهم في عمياء ولا شبهة ، بل ركب القوم ما ركبوا بعد نبيهم ، وكذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فهلكوا وهلك من شايعهم ، وضلوا وضل من تابعهم ، فبعدا للقوم الظالمين .

فقال معاوية :

يا بن عباس إنك لتتفوه بعظيم ! والاجتماع عندنا خير من الاختلاف ، وقد علمت أن الأمة لم تستقم على صاحبك .

فقال ابن عباس :

إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول :

ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ( 1 ) ، وإن هذه الأمة اجتمعت على أمور كثيرة ليس بينها اختلاف ولا منازعة ولا فرقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، والصلوات الخمس ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ، وأشياء كثيرة من طاعة الله ونهي الله ، مثل :

تحريم الزنا ، والسرقة ، وقطع الأرحام ، والكذب ، والخيانة ، واختلفت في شيئين :

أحدهما :

اقتتلت عليه وتفرقت فيه وصارت فرقا ، يلعن بعضها بعضا ويبرأ بعضها من بعض .

‹ صفحة 103 ›

والثاني :

لم تقتتل عليه ولم تتفرق فيه ، ووسع بعضهم فيه لبعض ، وهو كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - وما يحدث زعمت أنه ليس في كتاب الله ولا سنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - . وأما الذي اختلفت فيه وتفرقت وتبرأت بعضها من بعض ، فالملك والخلافة ، زعمت أنها أحق بهما من أهل بيت نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فمن أخذ بما ليس فيه - بين أهل القبلة - اختلاف ورد علم ما اختلفوا فيه إلى الله سلم ونجا من النار ، ولم يسأله الله عما أشكل عليه من الخصلتين اللتين اختلف فيهما ، ومن وفقه الله ومن عليه ونور قلبه وعرفه ولاة الأمر ومعدن العلم أين هو ، فعرف ذلك كان سعيدا ولله وليا ، وكان نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : رحم الله عبدا قال حقا فغنم أو سكت فلم يتكلم ( 1 ) .

فالأئمة من أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومنزل الكتاب ، ومهبط الوحي ومختلف الملائكة ، لا تصلح إلا فيها ، لأن الله خصها وجعلها أهلا في كتابه على لسان نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فالعلم فيهم وهم أهله وهو عندهم كله بحذافيره ، باطنه وظاهره ، ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه .

يا معاوية إن عمر بن الخطاب أرسلني في إمرته إلى علي بن أبي طالب - عليه السلام - أني أريد أن أكتب القرآن في مصحف فابعث إلينا ما كتبت من القرآن .

فقال :

تضرب والله عنقي قبل أن تصل إليه .

‹ صفحة 104 › قلت :

ولم ؟

! قال :

إن الله يقول :

لا يمسه إلا المطهرون ( 1 ) .
يعني لا يناله كله إلا المطهرون ، إيانا عنى ، نحن الذين أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ( 2 ) ، وقال :

ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ( 3 ) .

‹ صفحة 105 ›

فنحن الذين اصطفانا الله من عباده ، ونحن صفوة الله ولنا ضرب الأمثال وعلينا نزل الوحي . فغضب عمر وقال : إن ابن أبي طالب يحسب أنه ليس عند أحد علم غيره ، فمن كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتنا به ، فكان إذا جاء رجل بقرآن فقرأه ومعه آخر كتبه ، وإلا لم يكتبه .

فمن قال - يا معاوية - :

إنه ضاع من القرآن شئ فقد كذب ، هو عند أهله مجموع .
ثم أمر عمر قضاته وولاته فقال :

اجتهدوا رأيكم ، واتبعوا ما ترون أنه الحق ، فلم يزل هو وبعض ولاته قد وقعوا في عظيمة فكان علي بن أبي طالب - عليه السلام - يخبرهم بما يحتج به عليهم ، وكان عماله وقضاته يحكمون في شئ واحد بقضايا مختلفة فيجيزها لهم ، لأن الله لم يؤته الحكمة وفصل الخطاب ، وزعم كل صنف من أهل القبلة أنهم معدن العلم والخلافة دونهم ، فبالله نستعين على من جحدهم حقهم ، وسن للناس ما يحتج به مثلك عليهم ، ثم قاموا فخرجوا ( 1 ) .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 92 ›

( 1 ) هو : عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، الهاشمي يكنى أبا جعفر المدني ، أمه أسماء بنت عميس ، وأول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة ، كفله النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد استشهاد أبيه في معركة مؤتة ، فنشأ في حجره ، وكان من أصحابه ، وكان كريما ، جوادا ، عظيم الشأن واسع العطاء ، وله أقاصيص في الكرم هي أشهر من أن تذكر ، شهد يوم صفين مع عمه أمير المؤمنين - عليه السلام - ، وله مواقف مشهورة مع معاوية وعمر بن العاص في دفاعه عن عمه ، وواسى ابن عمه الحسين - عليه السلام - بولده عون ومحمد وعبد الله وقتلوا معه بالطف لما كان هو معذورا في الخروج معه ، وعاش إلى زمان السجاد - عليه السلام - ومات بالمدينة سنة ثمانين ، ودفن بالبقيع ، وقال المدائني كان عمره تسعين سنة . راجع ترجمته في تنقيح المقال للمامقاني ج 2 ص 173 ، سير أعلام النبلاء ج 3 ص 456 ، الإصابة ج 2 ص 289 ، الإستيعاب ج 2 ص 880 .

‹ هامش ص 93 ›

( 1 ) سورة الإسراء : الآية 60 . ( 1 ) جاء في تفسير الرازي ج 20 ص 236 : قال سعيد بن المسيب : رأى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساء ذلك ، وفي ص 237 قال ابن العباس - رضي الله عنهما - : الشجرة بنو أمية ، يعني الحكم بن أبي العاص قال : ورأس رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في المنام أن ولد مروان يتداولون منبره . . .

الحديث وجاء في الدر المنثور ج 5 ص 310 : عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول لأبيك وجدك : ( إنكم الشجرة الملعونة في القرآن ) . وجاء في تفسير الطبري ج 15 ص 77 : رأى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بني فلان ينزون على منبره القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات ، قال : وأنزل الله عز وجل في ذلك ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) وجاء في دلائل النبوة للبيهقي ج 6 ص 511 ، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : رأيت في النوم بني الحكم أو بني العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة . قال : فما رؤي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مستجمعا ضاحكا حتى توفي .

‹ هامش ص 94 ›

( 1 ) ذكره الحاكم في المستدرك ج 4 ص 480 باختلاف يسير . وقد ذكر المؤرخون أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - لعن آل أبي العاص في مواطن كثيرة راجع : مقتل الحسين - عليه السلام - للخوارزمي ج 1 ص 172 ، سير أعلام النبلاء ج 2 ص 107 ، أسد الغالب ج 2 ص 34 ، شيخ المضيرة أبو هريرة ص 160 ، الغدير للأميني ج 8 ص 245 .

( 2 ) هذا الحديث ( من كنت مول ه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه ) هو أشهر من أن يذكر ، فقد ذكرته جل مصادر أهل السنة فمنها على سبيل المثال : مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 281 ، كنز العمال ج 11 ص 332 ، ح 31662 وص 602 ح 32904 ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 ص 31 2 ح 275 و ج 2 ص 5 ح 501 و 503 ، خصائص أمير المؤمنين - عليه السلام - للنسائي الشافعي ص 96 ح 90 ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 56 وص 59 ، أسد الغابة لابن الأثير الشافعي ج 1 ص 367 و ج 2 ص 233 و ج 3 ص 92 ، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج 1 ص 249 - 258 ح 244 - 250 ، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي ج 7 ص 17 و ج 9 ص 104 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 30 وص 31 وص 32 ، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 2 11 ، أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 112 ح 49 ، ذخائر العقبى ص 67 ، المناقب للخوارزمي الحنفي ص 135 ح 152 ، ميزان الاعتدال للذهبي ج 3 ص 294 ، الصواعق المحرقة ص 122 ح 4 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 19 ص 217 و ج 12 ص 49 .

‹ هامش ص 95 ›

( 1 ) فقد نص النبي - صلى الله عليه وآله - على الأئمة الاثني عشر - عليهم السلام - تارة بعددهم وتارة بأسمائهم . أما النص على عددهم : فقد رواه جمهور علماء المسلمين من أئمة الحديث وأهل السير والتواريخ بي رقق عديدة ، فقد أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 398 وص 406 و ج 5 ص 89 عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول في حجة الوداع : لا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناواه ولا يضره مخالف ولا مطارق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش . وأخرج مسلم في صحيحه ج 3 ص 1452 - 1453 ح 5 - ، عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .
وفي بعضها : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا كلهم من قريش . وفي بعضها : لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش .
وفي صحيح البخاري ج 9 كتاب الأحكام ص 101 عن جابر بن سمرة أن النبي - صلى الله عليه وآله - قال : ( يكون بعدي اثنا عشر أميرا ) فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : ( كلهم من قريش ) . وفي كنز العمال ج 11 ص 629 ح 33065 عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال : ( يكون بعدي اثنا عشر خليفة ) . وأيضا ابن حجر في صواعقه الباب 11 فصل 2 ص 189 ، والقندوزي الشافعي في ينابيع المودة باب 77 ص 444 وص 445 ط 8 .
وأما النص على أسمائهم : فقد ذكره القندوزي الحنفي في ينابيع المودة بطرق مختلفة باب 76 ص 441 وص 442 وص 443 ، باب 77 وص 445 ص 447 وباب 93 ص 486 وص 487 . وفي الباب 94 ص 494 عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله - : يا جابر إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرءه مني السلام ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم القائم اسمه اسمي وكنيته كنيتي ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذلك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان . قال جابر : فقلت : يا رسول الله فهل للناس الانتفاع به في غيبته ، فقال إي والذي بعثني بالنبوة ، إنهم يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن سترها سحاب ، هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه إلا عن أهله . فالمحصل من ذلك أن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده - صلى الله عليه وآله - اثني عشر ، لا تنطبق إلا على أئمة أهل البيت الاثني عشر - عليهم السلام - فلا يمكن أن تحمل هذه الأحاديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن تحمل على الخلفاء الأمويين أو العباسيين لأنهم يزيدون على العدد المذكور . وقال بعض المحققين : فإن قيل إن المراد صلحاؤهم فالجواب : أولا : إن صلحاءهم على زعمكم لا يبلغون الاثني عشر . ثانيا : يلزم الفترة بين إمام وآخر فيكون زمان خال من الإمام وذلك لا يسوغ ، لما ورد عن النبي - صلى الله عليه وآله - ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) . وقد ورد هذا الحديث في مصادر السنة بألفاظ مختلفة راجع : المعجم الكبير للطبراني ج 19 ص 388 ح 910 ، حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني ج 3 ص 224 ، مجمع الزوائد لأبي بكر الهيثمي ج 5 ص 218 ، كنز العمال للمتقي الهندي ج 1 ص 103 ح 463 و 464 . فعلى كل حال ، إن صرف هذه الأحاديث عن أئمة أهل البيت الاثني عشر - عليهم السلام - ما هو إلا التعصب الأعمى الذي يقود صاحبه إلى الضلال ، أضف إلى ذلك أنه اجتهاد في مقابل النص . فهؤلاء أمثال السيوطي ( راجع فتح الباري ج 13 ص 179 وص 183 ) فقد جهد على صرف هذه الأحاديث عن معناها الصحيح . ولذلك يتعجب منه الأستاذ أبو ريه في كتابه ( أضواء على السنة المحمدية ، ص 235 ) وإليك تعليقه على ما أورده السيوطي : يقول : أما السيوطي فبعد أن أورد ما قاله العلماء في هذه الأحاديث المشكلة ، خرج برأي غريب نورده هنا تفكهة للقراء وهو : وعلى هذا فقد وجد من الاثني عشر ، الخلفاء الأربعة ، والحسن ، ومعاوية ، وابن الزبير ، وعمر بن عبد العزيز ، هؤلاء ثمانية ، ويحتمل أن يضم إليهم المهدي من العباسيين لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني أمية ، وكذلك الظاهر ، لما أوتيه من العدل ، وبقي الاثنان المنتظران ! ! أحدهما المهدي ! لأنه من أهل بيت محمد - - صلى الله عليه وآله - . ولم يبين المنتظر الثاني ، ورحم الله من قال في السيوطي إنه حاطب ليل ! !

‹ هامش ص 99 ›

( 1 ) سورة النساء : الآية 59 ، فقد ذكر المفسرون وغير هم أن المراد ب‍ ( أولي الأمر ) هم علي - عليه السلام - والأئمة من ولده . راجع : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج 1 ص 148 ح 202 - 204 ، تفسير الرازي ج 10 ص 144 ، تفسير البحر المحيط ج 3 ص 278 ط السعادة بمصر ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 134 وص 137 ط الحيدرية وص 114 وص 117 ط اسلامبول ، فرائد السمطين ج 1 ص 314 ج 250 ، إحقاق الحق للتستري ج 3 ص 424 .

( 2 ) سورة سبأ : الآية 13 .

( 3 ) سورة يوسف : الآية 103 .

( 4 ) سورة ص : الآية 24 . ( 5 ) سورة هود : الآية 40 .

‹ هامش ص 100 ›

( 1 ) سورة طه : الآية 72 - 73 .

( 2 ) سورة الأعراف : الآية 138 .

( 3 ) سورة طه : الآية 88 .

( 4 ) سورة المائدة : الآية 21 .

( 5 ) سورة المائدة : الآية 22 .

( 6 ) سورة المائدة : الآية 25 .
‹ هامش ص 101 ›

( 1 ) وقد أثبت العلامة الحجة الأميني في كتابه الغدير ج 1 ص 14 - 61 رواة الغدير من الصحابة وهم : مائة وعشرون صحابيا ، وفي ص 62 - 73 رواة الغدير من التابعين وهم : أربعة وثمانون تابعيا ، وفي ص 73 - 151 رواة حديث الغدير من أئمة الحديث وحفاظه والأساتذة وهم : ثلاثمائة وستون نسمة .

( 2 ) هذا الحديث يعرف بحديث المنزلة ، وهو قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لعلي - عليه السلام - : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) وهو من الأحاديث المتواترة المشهورة فقد روته جل مصادر العامة . راجع : صحيح البخاري ج 5 ص 24 ، صحيح مسلم ب من فضائل علي بن أبي طالب ج 4 ص 1870 ح 30 - ( 2404 ) ، صحيح الترمذي ج 5 ص 596 ح 3724 وص 598 ح 3730 ، مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 179 و ج 3 ص 32 و ج 6 ص 369 وص 438 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 42 ح 115 و 121 ، المستدرك للحاكم ج 3 ص 109 و ج 2 ص 337 وصححه ، تاريخ الطبري ج 3 ص 104 ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 ح 150 ، الإصابة لابن حجر ج 2 ص 507 وص 509 ، حلية الأولياء ج 7 ص 195 - 196 وصححه ، ذخائر العقبى ص 63 وص 64 ، أسد الغابة ج 4 ص 26 وص 27 ، كنز العمال ج 11 ص 599 ح 32880 و ج 13 ص 150 ح 36470 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 168 . وغيرها

‹ هامش ص 102 ›
( 1 ) مجمع الزوائد : ج 1 ص 157 ، كنز العمال ج 1 ص 183 ح 929 .

‹ هامش ص 103 ›

( 1 ) كتاب الزهد لابن المبارك : ص 128 ح 380 ، كشف الخفاء ج 1 ص 514 ح 1374 ، الفردوس للديلمي ج 2 ص 259 ح 3204 بتفاوت .

‹ هامش ص 104 ›
( 1 ) سورة الواقعة : الآية 79 .

( 2 ) إشارة إلى الآية الشريفة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) الأحزاب 33 ، وقد تقدمت تخريجات نزولها فيهم - عليهم السلام - .

( 3 ) سورة فاطر : الآية 32 . فقد ذكروا أنها نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - راجع ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 2 ص 155 - 157 ح 782 - 783 ، غاية المرام للبحراني ص 351 . وجاء في ينابيع المودة ب 30 ص 103 ( في تفسير قوله تعالى ومن عنده علم الكتاب ) عن المناقب : سئل علي عليه السلام - أن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير ، هل لكم هذه المنزلة ، قال إن سليمان بن داود - عليهما السلام - غضب على الهدهد لفقده لأنه يعرف الماء ولا يعرف سليمان الماء تحت الهواء مع أن الريح والنمل والإنس والجن والشياطين والمردة كانوا له طائعين وأن الله يقول في كتابه ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قي عت به الأرض أو كلم به الموتى ) سورة الرعد : الآية 31 ، ويقول تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) سورة فأي ر : الآية 2 3 ، فنحن أورثنا هذا القرآن الذي فيه ما يسير به الجبال ، وقطعت به البلدان ، ويحي به الموتى ، ونعرف به الماء ، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ . أضف إلى ذلك أنه بعد أن ثبت لدى الجمهور أن قوله تعالى : ومن عنده علم الكتاب ) سورة الرعد : الآية 43 ، المراد به هو أمير المؤمنين علي - عليه السلام - نعلم بالضرورة أنه هو المراد بمن أورثه الله الكتاب في قوله تعالى : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومن هم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) قال الشيخ محمد الحسن المظفر ( قدس سره ) في كتابه دلائل الصدق ج 2 ص 165 : ويشهد أيضا لإرادة علي بمن أورثه الكتاب واصطفاه ، الأخبار المستفيضة الدالة على أن عليا مع القرآن والقرآن معه ، فإن المعية تستدعي أن يكون علم القرآن عنده وأنه وارثه . وقال في ص 166 : فإن قلت : لا يمكن أن يراد وحده أو مع الأئمة خاصة لأنهم معصومون عندكم ، والآية قسمت من أورثه الله الكتاب واصطفاه إليه الظالم لنفسه ، والمقتصد ، والسابق بالخيرات فيتعين أن يراد بالآية مطلق المؤمنين . قلت : التقسيم راجع إلى العباد والضمير في قوله تعالى : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات عائد إلى قوله تعالى : عبادنا ، لا لمن أورثه الكتاب واصطفاه منهم ، إذ لا يصح تقسيم من اصطفاه إلى الظالم وغيره ، ولا شمول من أورثه الكتاب لكل مؤمن عالم وجاهل ، فهي نظير قوله تعالى في سورة الحديد : ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون سورة الحديد : الآية 6 2 .

‹ هامش ص 105 ›

( 1 ) كتاب سليم بن قيس الكوفي : ص 190 ح 47 ، بحار الأنوار ج 44 ص 97 بتفاوت .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . .


الساعة الآن 07:05 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team