:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى العدل (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=134)
-   -   أدلة منكري الحسن و القبح: (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=5499)

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:42 PM

أدلة منكري الحسن و القبح:
 
أدلة منكري الحسن و القبح:
منكري الحسن و القبح العقليين هم الأشاعرة لأنهم يعتقدون بأن العقل لا يستطيع أن يدرك ما هو الحسن و ما هو القبيح قائلين بأن تحكيم العقل في باب التحسين و التقبيح يستلزم نفي الحرية عن المشيئة الإلهية و تقييدها بقيدٍ، إذ على القول بالحسن و القبح و إدراك العقل لهما يجب أن يفعل الله سبحانه و تعالى على طبق العقل و على طبق ما يحسنه و يقبحه فلكي تبتعد عن هذا التقييد و عن هذا القول علينا أن نقول بأنه لا حسن إلا ما حسنه الشارع و لا قبح إلا ما قبحه فالله سبحانه و تعالى حر في أفعاله حتى و إن عاقب المتقين و أكرم المجرمين و يعدّ هذا حسنا منه و ليس لأحد أن يعاقبه أو يعترض على ذلك.
لكن رأي الإمامية و المعتزلة هو تماما عكس هذا الرأي فالإمامية و المعتزلة المعبر عنهم بالعدلية يعتقدون بأن الإنسان لديه إختيار في أعماله و يستطيع بواسطة العقل أن يدرك الحسن من القبيح و لهذا العقل يحكم بصدق رسالة المصطفى محمد (ص) و إنحراف الرسالات الأخر و لهذا نستطيع أن نعرف بأن رسالتنا تهدي إلى الكمال و ترشد الإنسان إلى الصواب و لا توصلنا إلى الهلاك ، كما و إنّا نعتقد بأنّا على الحق و الآخرون من أي مذهب كانوا على الباطل.
قال الشيخ الأشعري : فإن قال قائل هل لله سبحانه و تعالى أن يؤلم الأطفال في الآخرة ؟ قيل له لذلك و هو عادل إن فعله ، إلى أن قال : و لا يقبح منه أن يعذب المؤمنين و يدخل الكافرين الجنان و إنما نقول أنه لا يفعل ذلك لأنه أخبرنا أن يعاقب الكافرين و هو لا يجوز عليه الكذب في خبره.
يشبّه الأستاذ جعفر السبحاني الأشاعرة بالسوفسطائيين الذين أنكروا حتى العينيات و الحقائق الخارجية و قد شككوا حتى في وجود أنفسهم و الواقع أن الأشاعرة القدماء كانوا كالسوفسطائيين لا يقبلون شيئا و لا يقفون حتى عند البديهيات لكن الذين يقاربون عصرنا و المتأخرين منهم عندما وقفوا أمام الكم الهائل من أدلة الإمامية و المعتزلة لم يستطيعوا أن يقاوموا ذلك و لهذا قبلوا من الحسن و القبح جزءا فقالوا لا يمكن المناقشة فيه و رفضوا القسم الآخر و هو إمكانية إدراك العقل لاستحقاق الثواب و العقاب للأفعال حتى و إن كانوا في داخل ضمائرهم يعترفون بالحسن و القبح لأن مسألة التحسين و التقبيح يوجد فيها أمور لا يمكن أن يرفضها العقل السليم فكل إنسان بعقله السليم يستطيع أن يميز ما هو الحسن ليحصل على ذلك الثواب و يستطيع أن يميز ما هو القبيح الذي يستحق عليه العقاب و يعرف ماذا عليه أن يفعل ليمتدح من قبل الناس و ماذا عليه أن لا يفعل لكي لا يذمه الآخرون لأن لكل إنسان فطرة سليمة قد خلقه الله عليها و هو يستطيع بواسطة هذه الفطرة و بواسطة ما يلائم و ما يضاد هذه الفكرة أن يميز ما هو القبيح و ما هو الحسن.

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:42 PM

و الآن سوف نستعرض أدلة الأشاعرة في إنكار الحسن و القبح:
الدليل الأول :لو كان إدراك الحسن و القبح من الأمور البديهية لعلم كل إنسان بضرورة عقله فكل إنسان يستطيع أن يدرك أن الإثنين أكثر من الواحد و يعترف كل إنسان بذلك لكن في مسألة الحسن و القبح إختلافات و آراء كثيرة فلو كان موضوع الحسن و القبح من البديهيات لوجب أن يعترف و يعتقد به كل إنسان و نحن نرى بأن فيه كثرة من الآراء.
يجيب المحقق الطوسي على هذا الإشكال بقوله [ يجوز التفاوت في العلوم لتفاوت التصور] و يعني بذلك أنه حتى الأمور البديهية التي تدرس في المنطق ليست كلها بنفس البداهة فبعض هذه الأمور أوضح من الأخرى لأنه كما نعرف الأمور البديهية تقسم إلى ستة أقسام و يشرح هذه الأقسام السيد رائد الحيدري في كتابه المقرر في توضيح منطق مظفر:
1- الأوليات: و هي القضايا التي يصدق بها العقل لذاتها أي بدون سبب خارج عن ذاتها مثل الكل أعظم من الجزء و النقيضان لا يجتمعان
2- المحسوسات : و هي القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة الحس و الحس يقسم إلى قسمين أ: الظاهر و هي الحواس الخمس يعني الباصرة و الشامة و السامعة و اللامسة و الذائقة ب: الباطن و تسمى بالوجدانيات كالحس بأن لنا ألما و خوفا و عطشا و ,,,و نحو ذلك.
3- التجريبيات :و هي القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة تكرر المشاهدة منا في إحساسنا فيحصل بواسطة تكرر المشاهدة ما يوجب أن يرسخ في النفس حكم لا شك فيه كالحكم بأن كل نار حارة .
4- المتواترات : و هي القضايا التي تسكن إليها النفس سكونا يزول معه الشك و يحصل الجزم القاطع و ذلك بواسطة أخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب و يمتنع إتفاق خطئهم في فهم الحادثة كعلمنا بنزول القرآن الكريم على النبي محمد (ص).
5- الحدسيات : و هي قضايا مبدأ الحكم بها حدس قوي جدا من النفس يزول معه الشك و يذعن الذهن بمضمونها كحكمنا بأن الأرض على هيئة الكرة و ذلك لمشاهدة السفن في البحر أول ما يبدوا منها أعاليها ، ثم تظهر بالتدريج كلما قربت من الشاطيء.
6- الفطريات: و هي القضايا التي قياساتها معها أي أن العقل لا يصدق بها بمجرد تصور طرفيها كالأوليات بل لابد لها من وسط إلا أن هذا الوسط ليس مما يذهب عن الذهن حتى يحتاج إلى طلب و فكر فكما أحضر المطلوب في الذهن حضر التصديق به لحضور الوسط معه مثل حكمنا بأن الإثنين خمس العشرة.
فكما رأينا حتى البديهيات الستة فقط القسم الأول منها لا يحتاج إلى سبب خارجي عن ذاته لكن بقية الأقسام كلها أقل بداهة من القسم الأول و لهذا نفهم بأن إستدلال الأشاعرة على فرض صحته فهو فقط يثبت لنا بأن موضوع الحسن و القبح ليس من الأمور البديهية و لا يثبت بأنه ليس من الأمور العقلية فاستدلال الأشاعرة كما نرى ضعيف و لا يفيد في هذا المجال.

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:43 PM

الدليل الثاني :هو دليل القوشجي في كشف المراد صفحة 239ما هو مضمونه أن الحسن و القبح لو كانا عقليين لما أمكن أن يكون القبيح حسنا و الحسن قبيحا و نحن نرى بأن الكذب القبيح أحيانا يعد حسنا كما لو أنجى شخص بكذبه نبياً من الهلاك فهنا هذه الكذبة ليست قبيحة بل هي حسنة.
و يجيب المحقق الطوسي بجواب مختصر و مفيد على هذا الاشكال بقوله:[ يجوز إرتكاب أقل القبيحين] أو كما قال أكثر المتأخرين أن ما نحن فيه من الحسن و القبح كالكذب و الصدق إن القبح و الحسن فيهما ليس بنحو العلة التامة كالظلم و العدل بل مما فيه إقتضاء القبح و الحسن بحيث يحتاج المقام إلى عدم المانع ليصبح الأمر من المستقلات العقلية الذاتية في حسنها و قبحها و عليه فلا يكون الأمر من تبديل الحسن بالقبيح و بالعكس.

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:44 PM

الدليل الثالث : لو قال شخص بأني سوف أكذب غداً و هذا وعد عليّ فهل سيكون العمل بالوعد و الكذب في اليوم الثاني حسناً أو نقول لأن الكذب قبيح فلا يجوز الكذب في اليوم الثاني و إذا قلنا بالقول الثاني كيف يجتمع هذا القول مع القول بأن الوفاء بالعهد حسنه ذاتي و إذا قلنا بالرأي الأول و عملنا بالعهد فلا يكون هنا معناً لقبح الكذب.
و يشرح هذا القول سعد الدين التفتازاني بقوله[ لو كانا بالذات لما إجتمعا كما في أخبار من قال لأكذبن غداً] شرح المقاصد ص 148-153
لكن العلامة في كشف المراد يرد على هذا الإشكال بقوله بأنه على كل إنسان أن يقول الصدق و يترك الكذب لأن الكذب فيه قبحين:
1- العزم على الكذب 2-إرتكاب الكذب لكن الصدق فيه قبح واحد و هو عدم الوفاء بالعهد.
لكن هذا الإشكال غير وافٍ و هو ضعيف و لا يمكن بواسطته أن نرد التفتازاني و القائلين بقوله بل يوجد رد أقوى منه و هو أن نقول بأن أولاً: كل إنسان يدرك بواسطة عقله حسن الصدق و قبح الكذب و قول التفتازاني يشبه المغالطة و فيه شيء من السفسطة و ثانيا يكون الوفاء بالعهد حسناً إذا كان متعلقه حسناً لكن إذا كان متعلق العهد شيئاً قبيحا فسوف يكون الوفاء بهكذا عهد قبيحا أيضا و لهذا فاستدلال التفتازاني من أصله باطل و ليس هناك أمر قبيح و أمر حسن لكي يكون الإنسان مرددا بينهما بل كليهما قبيحان أو نقول أن الوفاء بالعهد من الحسن الذي فيه إقتضاء الحسن ما لم يأته المانع و ذلك لما تقدم من أن صغريات الحسن و القبح تارة يكونان مما فيهما العلية التامة و تارة مما فيهما الإقتضاء فقط.

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:44 PM

الدليل الرابع: إذا قلنا بأن الحسن و القبح ذاتيان و يدرك العقل حسن و قبح الأمور و أيضاً نحن نعرف أن العقل ينفي صدور أي فعل قبيح من الرب و هذا معناه أننا نقيد و نحدد الله في أفعاله .
لكن هذا الإستدلال غير صحيح من أصله لأنه عندما يأتي عالم من الطبيعة و يقول مثلا أنه في هكذا يوم سوف تمطر أو في هكذا يوم سوف ينزل الثلج من السماء فهو غير جابر للسماء بنزول الثلج بل هو متبع لبعض قوانين الطقس و لبعض آثار الطبيعة التي تؤثر على الجو و على هذا فهو يتخمن نزول الثلج من السماء فهو غير جابر للسماء بنزول الثلج بل هو متبع لبعض قوانين الطقس و لبعض آثار الطبيعة التي تؤثر على الجو و على هذا فهو يتخمن نزول الثلج في ذلك اليوم و هكذا بالنسبة لأفعال الله فالعالم الرباني عندما يتأمل في هذا الكون يرى بأن نظاما كاملا عادلا حكيما مسيطرا عليه فيحكم بحكم العقل بأن الله لا يفعل ما هو خارج عن العدالة أو خارج عن الحكمة و العلم فالله سبحانه و تعالى لا يترك العالم فوضى و دون نظام حتى للحظة واحدة.

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:45 PM

الدليل الخامس : الأشاعرة يعتقدون بالجبر الإلهي و لهذا يعتبرون كل فعل صادر من الإنسان هو بالحقيقة صادر من الحق تعالى و لهذا لا معنى للبحث في موضوع الحسن و القبح لأن أفعال الإنسان غير صادرة منه.
ولكن نحن الإمامية لا نعتقد بالجبر بل نقول بالأمر بين الأمرين فهذا الدليل مردود عندنا من أصله و إثبات بطلان الجبر موكول إلى محله.

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:45 PM

الدليل السادس : يقول الفخر الرازي في كتابه المحصل صفحة 239 بأن الله من الممكن أن يأمرنا بما لا يطاق فالله عزوجل قد أمر أبا لهب بالإيمان و هو يعرف بأن أبا لهب سوف لن يؤمن و لأن تخلف الأمور عن علم الله من المستحيلات فأيضا من المستحيل أن يؤمن أبولهب بالله عزوجل.
و قد أجاب العدلية عن هذا الدليل بأن علم الله الأزلي بعاقبة الأمور ليس معناه الجبر على الأفعال بل الله يعلم بأن هذا الفعل سوف يصدر من هذا الشخص على حسب مباديء الشخص و مقدماته الإرادية حيث شاء له تعالى أن يكون مختاراً و العلم الأزلي لا يستلزم الجبر و ليس من علله الموجبة له.
صحيح أنه قادر على أن يجبر الإنسان على فعل كل شيء لكن لكونه عادلا حكيما غير محتاج لأحد لا يجبر إنسانا على فعل أي أمر من الأمور.

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:46 PM

الدليل السابع:قال بعض الأشاعرة بأن الحسن و القبح لو كانا ذاتيين لما تغير من بلد إلى بلد و من ثقافة إلى أخرى و من حضارة إلى حضارة ثانية لكننا نرى بأن مثلا المزح في بعض الثقافات يعتبر حسنا و في بعض الثقافات يعتبر قبيحا و الحجاب و الستر في بعض البلدان يعتبر حسنا و في بعض البلدان الأخر يعتبر قبيحا و كثير من هذه الأمثلة تدل على أن الحسن و القبح ليسا ذاتيين و إلا لما إختلفا باختلاف الحضارات و الأفراد و الأزمان و الأماكن.
لكن أجابوا على مثل هذه الأدلة بأن القصد من الذاتي هو أن العقل لوحده قادر على درك بعض الأمور و لا يحتاج إلى تدخل أمر خارج عنه فهو يدرك أن فعل بعض الأمور بما تطابق عليها آراء الإنسانية و هي عين فطرته و إنسانيته و أنه خليفة الله على الأرض و يدرك أن فعل بعض الأمور قبيحة و لا تطابق الإنسانية و لا تطابق الخلافة على الأرض.
و لو كان القصد من الذاتي هو فقط هذا فسوف لن يكون عندنا بعد ذلك إشكال لأنه إذا تغير ما في داخل الإنسان و ما في ضميره فهذا يسبب في تغيير حكمه على الأشياء فالكذب الذي يحكم العقل بقبحه عندما يكون سببا في نجاة إنسان من يد الظلمة يراه العقل حسناً لأنه تغيرت عناوينه عن الإنسان في باطنه و ضميره و عقله.

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:46 PM

الدليل الثامن: لقد أتى الأشاعرة بأدلة من القرآن الكريم لكي يستشهدوا على رأيهم بها و لكي يثبتوا صحة أدلتهم بواسطتها مثل :
1-[ رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل]النساء 165 فالآية هنا تؤكد على العقل فلو كان العقل لوحده حجة على الناس لأتت الآية و أكدت على العقل و نحن نرى بأن الآية حتى لم تذكر العقل كحجة على الناس.
2-[و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا]إسراء15 و هذه الآية الثانية أيضا تؤكد فقط على دور الرسل في إتمام الحجة و لم تذكر العقل أصلاً.
و "الجواب" إن القائلين بهذا الدليل ظنوا أننا نعتقد فقط بحجية العقل دون الشرع و أن العقل هو الحاكم و المدار في جميع الأمور لكن الواقع ليس كذلك لأننا نقول بحجية العقل في أمور معينة و في الأمور البديهية أو التي تبتني على قضية بديهية لكن العقل ضعيف جداً في الوظائف العملية لكل إنسان و لا مجال له أبداً في الغيبيات و العبادات و مضمون الآية يؤكد ما نقوله لأن الرسول يأتي و يبين لنا الوظائف العملية لكل إنسان و يشرح لنا الغيبيات و العبادات و يأتي لنا بأدلتها و موارد تطبيقها و هناك كثير من الأمور الأخرى التي يبقى العقل فيها متحيرا لا قدرة له على الوصول إلى الحقيقة.

عقيلة الطالبيين 07-02-2013 11:47 PM

توجد أدلة أخرى من الأشاعرة لإثبات مطلبهم كما و أنه توجد ردود من العدلية عليهم أيضا لكننا نكتفي بهذا المقدار و لم نتطرق إلى ما أشير إليه كما عن الشهرستاني و الآمدي فإن العدلية قد ردوهم بردود أقوى بكثير من أدلتهم .
و بعد إستعراض الآراء المختلفة في مسألة التحسين و التقبيح العقليين و إستعراض الردود الواردة عليها نستطيع أن نستنتج بأن جميع المحاولات التي تهدف إلى نفي الحسن و القبح العقليين كلها ضعيفة و باطلة و لو نفينا الحسن و القبح العقليين لرأينا توجه الفساد في أمور كثيرة و تزلزل بعض الأنظمة المسيطرة على العالم البشري و عليه فمن المستحيل نفي التحسين و التقبيح العقليين الداخلين في كثير من مواطن الحياة البشرية.


الساعة الآن 11:12 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team