:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى ابي طالب وايمانه (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=156)
-   -   الصحيفة وخبر الارضة وعلم ابي طالب ع (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=4982)

الفاروق الاعظم 12-17-2012 11:51 PM

الصحيفة وخبر الارضة وعلم ابي طالب ع
 
(قال المؤلف) فهل بعد ما مر عليك من التصريحات في الشعر

[27]

والنثر بان محمدا صلى الله عليه وآله رسول الآله ونبي مرسل من الله جاء بالدين الصحيح، والشريعة الواضحة، والحق المبين الجلي من الواحد الاحد العلي، وبعدما سمعه من الاحبار والرهبان ومن أبيه عبد المطلب عليه السلام، يبقى مجال للترديد أو التوقف أو الشك في ايمان حامي الرسول الباذل له نفسه ونفيسه في سبيل الدين ابي طالب عليه السلام. (قال المؤلف) لما رأى المشركون وكفار قريش أن ابا طالب عليه السلام لم يسلم ابن اخيه إليهم ليقتلوه اتفقوا على تركهم لابي طالب مع تبعته وكتبوا الصحيفة الملعونة. (بعض ما ذكره المؤرخون في سبب كتابة الصيحفة) (الملعونة التي كتبها أهل مكة من قريش وغيرهم) قال الجزري في تاريخ الكامل (ج 2 ص 32 طبع مصر) ولما رأت قريش الاسلام يفشو ويزيد وأن المسلمين قووا باسلام حمزة إئتمروا في أن يكتبوا بينهم كتابا يتعاقدون فيه على ان لا ينكحوا بني هاشم وبني المطلب ولا ينكحوا إليهم، ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم شيئا، فكتبوا بذلك صحيفة وتعاهدوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا لذلك الامر على أنفسهم، فلما فعلت قريش ذلك انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب. فدخلوا معه شعبه، واجتموا وخرج من بني هاشم أبو لهب بن عبد المطلب إلى قريش فلقي هند بنت عتبة فقال: كيف رأيت نصري للات والعزى قالت: لقد احسنت فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا (أو أربعا) حتى جهدوا لا يصل إلى احد منهم شئ الا سرا، وذكروا أن أبا جهل لقي حكيم بن حزام بن خويلد ومعه قمح يريد عمته خديجة وهي

[28]

عند رسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب، فتعلق به وقال والله لا تبرح حتى أفضحك، فجاء أبو البحتري بن هشام فقال: مالك وله ؟ عنده طعام لعمته أفتمنعه أن يحمله إليها، خل سبيله، فأبى أبو جهل فنال منه فضربه أبو البحتري بلحى جمل فشجه ووطأه وطئا شديدا وحمزة ينظر إليهم، وهم يكرهون أن يبلغ النبي صلى الله عليه وآله ذلك فيشتمت به وهو والمسلمون، ورسول الله صلى الله عليه وآله يدعو الناس سرا وجهرا، والوحي متتابع إليه فبقوا كذلك ثلاث سنين (أو اربع سنين) كما في المناقب لابن شهر اشوب (ج 1 ص 46 من الطبع الثاني سنة: 1317 ه‍) فقام في نقض الصحيفة نفر من قريش، وكان احسنهم بلاء فيه هشام بن عمرو بن الحرث بن عمرو بن لوي، وهو ابن اخي نضلة ابن هشام بن عبد مناف لامه، كان يأتي بالبعير قد أوقره طعاما ليلا ويستقبل به الشعب ويخلع خطامه فيه فيدخل الشعب فلما رأى ما هم فيه وطول المدة عليهم مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي أخي أم سلمة، وكان شديد الغيرة على النبي صلى الله عليه وآله والمسلمين وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فقال: يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت، أما إني أحلف بالله لو كان أخوالي أبا الحكم يعني ابا جهل ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه ما أجابك ابدا، فقال: فماذا أصنع وإنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لنقضتها، فقال قد وجدت رجلا، قال ومن هو ؟ قال انا، قال زهير أبغنا ثالثا قال قد فعلت، قال من هو ؟ قال زهير بن أمية، قال: أيضا رابعا، قال: نعم، قال من هو ؟ قال: انا وزهير والمطعم، قال أبغني خامسا فذهب إلى زمعة بن الاسود ابن المطلب بن أسد فكلمه وذكره له قرابتهم، قال: وهل على هذا الامر

[29]

معين ؟ قال: نعم، وسمى له القوم، فاتعدوا حطم الحجون الذي باعلى مكة، فاجتمعوا هنالك وتعاهدوا على القيام في نقض الصحيفة، فقال زهير: أنا أبدؤكم فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، وغدا زهير فطاف بالبيت ثم أقبل على الناس فقال: يا اهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يبتاعون ولا يبتاع منهم ؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة قال أبو جهل: كذبت والله لا تشق، قال زمعه بن الاسود انت والله أكذب، ما رضينا بها حين كتبت، قال أبو البحتري: صدق زمعة لا نرضى بما كتب فيها، قال المطعم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك، قال ابو جهل: هذا أمر قضي بليل وابو طالب جالس في ناحية المسجد، فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها فوجد الارضة قد أكلتها الا ما كان باسمك اللهم (وهي كلمة) كانت تفتتح بها كتبهم وكان كاتب الصحيفة منصور ابن عكرمة فشلت يده وقيل كان سبب خروجهم من الشعب ان الصحيفة لما كتبت وعلقت بالكعبة اعتزل الناس بني هاشم وبني المطلب واقام رسول الله صلى الله عليه وآله وابو طالب ومن معهما بالشعب ثلاث سنين فارسل الله الارضة وأكلت ما فيها من ظلم وقطيعة رحم وتركت ما فيها من أسماء الله تعالى فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله فاعلمه بذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله لعمه ابي طالب، وكان أبو طالب لا يشك في قوله فخرج من الشعب إلى الرحم فاجتمع الملا من قريش، وقال: إن ابن اخي أخبرني أن الله أرسل على صحيفتكم الارضة فأكلت ما فيها من قطيعة رحم وظلم وتركت اسم الله ثعالى فاحضروها: فان كان صادقا علمتم أنكم ظالمول لنا، قاطعون لارحامنا وان كان كاذبا علمنا انكم على حق وأنا على باطل، فقاموا سراعا وأحضروها فوجدوا الامر كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله

[30]

وسلم، وقويت نفس ابي طالب واشتد صوته وقال: قد تبين لكم أنكم أولى بالظلم والقطيعة فنكسوا رؤوسهم، ثم قالوا: إنما تأتونا بالسحر والبهتان، وقام أولئك النفر في نقضها كما ذكرنا، وقال أبو طالب في أمر الصحيفة وأكل الارضة ما فيها من ظلم وقطيعة رحم ابياتا منها وقد كان في أمر الصحيفة عبرة * متى ما يخبر غائب يعجب محا الله منهم كفرهم وعقوقهم * وما نقموا من ناطق الحق معرب فاصبح ما قالوا من الامر باطلا * ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب

الفاروق الاعظم 12-17-2012 11:52 PM

قال المؤلف) هذه القضية ذكرت باختلاف في كتب التاريخ مفصلا ومختصرا، والرواية الاخيرة التي ذكرها في الكامل اكثر ذكرا من غيرها، والابيات التي ذكرها لها تتمة ذكرت في ديوان أبي طالب عليه السلام، وفيها تصريح بالوحدانية والنبوة وغير ذلك من الامور النافعة المهمة، تثبت لمن تأملها أن ابا طالب عليه السلام كان موحدا مؤمنا بالنبي الامي، ابن اخيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، وإنما أخفى عقيدته ولم يتظاهر بها كساير أصحاب النبي صلى الله عليه وآله لحفظ نفسه وحفظ النبي وحفظ أصحابه، فحاله عليه السلام حال المؤمنين الذين كتموا إيمانهم فكان لهم اجران، وبذلك حفظ النبي وأهل بيته ولم يتمكن أحد من إيذائه رعاية له وخوفا منه، إلى أن توفي سلام الله عليه، ولما توفي عليه السلام قامت قريش وغير قريش بايذاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصل إلى حد لم يتمكن صلى الله عليه وآله من البقاء في وطنه فقر منها بامر الله تعالى إلى يثرب، حيث كان له هناك أتباع وانصار قاموا بنصرته إلى ان قوي الدين وكثر المسلمون واستولوا على الكافرين من قريش وغيرهم وتمكن من فتح مكة المكرمة ووطنه المبارك،

الفاروق الاعظم 12-17-2012 11:53 PM

واليك

[31]

القصيدة من الديوان. (1) الا من لهم آخر الليل منصب * وشعب العصا من قومك المتشعب وجربى أراها من لوي بن غالب * متى ما تزاحمها الصحيحة تجرب إذا قائم في القوم بخطبة * أقاموا جميعا ثم صاحوا وأجلبوا وما ذنب من يدعو إلى الله وحده * ودين قويم أهله غير خيب وما ظلم من يدعوا إلى البر والتقى * ورأب الثأى بالرأي لا حين مشعب وقد جربوا فيما مضى غب امرهم * وما عالم امرا كمن لم يجرب وقد كان من امر الصحيفة عبرة * اتاك بها من غاثب متعصب (2) محا الله منها كفرهم وعقوقهم * وما تقموا من صادق القول منجب وأصبح ما قولوا من الامر باطلا * ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب فأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا * على ساخط من قومنا غير معتب فلا تحسبونا خاذلين محمدا * لذي غربة منا ولا متقرب ستمنعه منا يد هاشمية * مركبها في المجد خير مركب وينصره الله الذي هو ربه * باهل العقير أو بسكان يثرب (3) فلا والذي يحدى له كل مرثم * طليح بجنبي نخلة فالمحصب يمينا صدقنا الله فيها ولم نكن * لنحلف بطلا بالعتيق المحجب نفارقه حتى نصرع حوله * وما بال تكذيب النبي المقرب

(1) كان الديوان مخطوطا وكان تاريخ كتابته سنة 380 ه‍، ونقل من خط الشيخ أبي الفتح عثمان بن جني النحوي، وأخيرا طبع في النجف الاشرف سنة 1356 ه‍، وصححه وعلق عليه العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم. (2) يريد عليه السلام الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم وعلقوها في الكعبة فمحا الله منها موضع عقوقهم. (3) العقير مدينة في البحرين.[*]

[32]

فيا قومنا لا تظلمونا فاننا * متى ما نخف ظلم العشيرة نغضب وكفوا إليكم من فضول حلومكم * ولا تذهبوا في رأيكم كل مذهب ولا تبدأونا بالظلامة والاذى * فنجزيكم ضعفا مع الام والاب (قال المؤلف) ومن جملة من خرج بعض الابيات المذكورة مؤلف ناسخ التواريخ في ج 1 من الكتاب الثاني ص 260، وهذا نص ما أخرجه بالفاظه: ألا من لهم آخر الليل منصب * وشعب العصا من قومك المتشعب وقد كان في امر الصحيفة عبرة * متى ما يخبر غائب القوم يعجب محا الله مها كفرهم وعقوقهم * وما نقموا من ناطق الحق معرب فكذب ما قالوا من الامر باطلا * ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب وأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا * على سخط من قومنا غير معتب فلا تحسبونا مسلمين محمدا * لذى غربة منا ولا متقرب (قال المؤلف) ومن شعر ابي طالب عليه السلام الدال على انه كان مؤمنا بابن اخيه محمد صلى الله عليه وآله ومعتقدا بنبوته ورسالته ما خرجه ابن ابي الحديد في شرحه على نهج البلاغة ج 14 ص 62 ط 2 وخرجه غيره: ألا أبلغا عني لويا رسالة * بحق وما تغني رسالة مرسل بني عمنا الادنين فيما يخصهم * وإخواننا من عبد شمس ونوفل أظاهرتم قوما عليا سفاهة * وأمرا غويا من غواة وجهل يقولون لو أنا قتلنا محمدا * أقرت نواصي هاشم بالتذلل كذبتم ورب الهدي تدمى نحورها * بمكة والبيت العتيق المقبل تنالونه أو تصطلوا دون نيله * صوارم تفري كل عضو ومفصل فمهلا ولما تنتج الحرب بكرها * بخيل تمام أو بآخر معجل

[33]

وتلقوا ربيع الابطحين محمدا * على ربوة في رأس عنقاء عيطل وتأوى إليه هاشم إن هاشما * عرانين كعب آخر بعد أول فان كنتم ترجون قتل محمد * فروموا بما جمعتم نقل يذبل فانا سنحميه بكل طمرة * وذي ميعة نهد المراكل هيكل وكل ردينى ظماء كعوبه * وعضب كايماض الغمامة مقصل ثم قال ابن ابي الحديد: " قلت: كان صديقنا علي بن يحيى البطريق رحمه الله يقول: لو لا خاصة النبوة وسرها لما كان مثل أبي طالب وهو شيخ الابطح وشيخ قريش ورئيسها وذو شرفها يمدح ابن اخيه محمدا وهو شاب قد ربي في حجره وهو يتيمه. ومكفو له. وجار مجرى أولاده مثل قوله: وتلقوا ربيع الابطحين محمدا * على ربوة في رأس عنقاء عيطل وتأوي إليه هاشم إن هاشما * عرانين كعب آخر بعد أول ومثل قوله: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل يطيف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل فان هذا الاسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابي من الناس وانما هو من مديح الملوك والعظماء، فإذا تصورت أنه شعر أبي طالب ذاك الشيخ المبجل العظيم في محمد صلى الله عليه وآله وهو شاب مستجير به، معتصم بظله من قريش، قد رباه في حجره، غلاما وعلا عاتقه طفلا، وبين يديه شابه، يأكل من زاده، ويأوي إلى داره علمت موضع خاصية النبوة وسرها، وأن أمره كان عظيما، وأن الله تعالى أوقع في القلوب والانفس له منزلة رفيعة، ومكانا جليلا ".


الساعة الآن 12:39 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team