:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   الاسماء والصفات (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=140)
-   -   السؤال: عينية الصفات لذات الله (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=4875)

الفاروق الاعظم 12-16-2012 05:14 PM

السؤال: عينية الصفات لذات الله
 
ابو الزين / الاردن
السؤال: عينية الصفات لذات الله
في موضوع عينية الصفات يعلّق صديقي الأشعري بقوله : ظواهر الشريعة تصف الله تعالى بصفات عديدة كالقدرة والارادة والعلم والحياة والكلام والسمع والبصر, فهل يمنع العقل اتصاف ذات ما بصفات ما؟
وهل اتصاف ذات بصفات يعد تكثراً في تلك الذات؟
فالجوهر ذات ليست منقسمة ومع ذلك هي متصفة بصفات عديدة ولم يدّع أحد ان الجوهر يتكثر عند وصفه بتلك الصفات بل وكثير من البسائط, فهل اتصاف الله تعالى بالصفات الالهية يستلزم التكثر في الذات؟
أرجو البيان .
يقول هو : إن الامامية خلطوا بين معنى الذات ومعنى الصفات, ولم نسمع عن عاقل بقول بان مفهوم الذات هو مفهوم الصفة, فماذا تعنون بالعينية, ويردف أن رأي المعتزلة أقرب إلى القبول من مذهبكم؟
الجواب:

الأخ أبو الزين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأي عينية الصفات لذات الله عزوجل, هو الرأي الحق الذي لا مناص عنه, وبيانه : أن البسيط لو احتاج إلى غير ذاته فقد افتقر . وهنا نتساءل : هل أن الله تعالى يحتاج في علمه - مثلاً - إلى خارج ذاته ؟ وأن الصفات المذكورة هي قديمة في جنب قدم ذاته ؟ فحذراً من هذين الاشكالين يتحتم علينا أن نلتزم بعينية الصفات لذاته حتى لا يحتاج ذاته عزوجل لشيء آخر خارج عنها, وهذا المعنى هو المصرح به على لسان الامام أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه, لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف, وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة...).

وأما التمثيل بالجوهر, فهو في غير محله, فان الجوهر تعريف تحليلي لا يوجد له مصداق في الخارج بدون اتصافه بصفة أو مواصفة, فمصداقية التعينية تحتاج وتتوقف على اتصافه بالصفات, إذ أين الجوهر بلا صفة حتى نتكلم عنه؟! ثم لا يخفى عليكم أن الإمامية قد حققوا ودققوا بما لا مزيد عليه بأن ذات الله سبحانه وتعالى تختلف مفهوماً عن صفاته, ولكنها تتحد معها مصداقاً وخارجاً, أي أن صفة العلم - مثلاً - من جهة مفهوم العلم تختلف عن ذات الباري عز وجل, فليس الله تعالى هو بمعنى العلم, ولكن مصداقهما - الذات والعلم - متحد في ذاته,فليس الاتحاد والعينية في حوزة المفهوم حتى يناقش, بل الاندماج وعدم التمايز والتغاير هو في جهة المصداق, أي أن الواقع في الخارج هو وجود واحد, ولكن يتصف أحياناً باسم الجلالة وتارةً بـ ( العالم ) .

وأما ما تقوله الاشاعرة فهو مردود عقلاً ونقلاً, وحتى أن ظواهر الشريعة التي تمسكوا بها لا تدل على أزيد من اتصاف الذات بتلك الصفات, وأما ان هذه الصفات تكون زائدةً على الذات فلا دلالة فيها, بل الدليل العقلي والنقلي - كما ذكر - يؤكد اتحاد الصفات مع الذات .

وأما رأي المعتزلة في المقام فهو وان كان في بعض جزئياته أقرب الى الواقع من رأي الاشاعرة, ولكنه أيضاً خلط وخطأ وقعوا فيه لتفادي الوقوع في محذور أشد وهو زيادة الصفات على الذات, فهم عرفوا - خلافاً للاشاعرة - ان زيادة الصفات توجب اشكالاً عسيراً لا مخلص عنه, فحذراً منه نفوا واقعية الصفات في مجال ذاته تعالى وأعطوا للذات النيابة عن الصفات . ولكن يلاحظ عليهم أن عدم زيادة الصفات على الذات لا يدل بالملازمة على نفي واقعية الصفات, بل الحل أن نلتزم بوحدة الصفات مع الذات مصداقاً واختلافهما مفهوماً, كما عليه الامامية .
ودمتم في رعاية الله


الساعة الآن 02:12 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team