![]() |
:: عناية الاسلام بالجانب التربوي ::
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عناية الاسلام بالجانب التربوي / أ ـ الحب المتبادل الحبُّ المتبادل يشكّل سوراً عاطفياً يحيط بأفراد الاُسرة ، ويشيع أجواء الاُلفة والودّ فيما بينهم ، وقد أبرزت الدراسات الاجتماعية الحديثة أهمية الحب المتبادل بين الزوجين ، وأطلقت عليه مصطلح « الوظيفة العاطفية » . ولقد سبق الإسلام الدراسات الاجتماعية الحديثة ، فأكد على أهمية الحب المتبادل بين أفراد العائلة ، وحدّد العوامل التي تورث المحبّة وتساعد على استمرارها كالاحسان والخلق الحسن والبشر وطلاقة الوجه . قالرسولالله صلى الله عليه وآله وسلم : « جُبلت القلوب على حبِّ من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها » (1) ، وقال الإمام الصادق عليه السلام : « حسن الخُلق مجلبة للمودّة » (2) ، وقال الإمام الباقر عليه السلام : « البشر الحسن وطلاقةُ الوجه مكسبةٌ للمحبّة وقربة إلى الله ، وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبُعد من الله » (3) . وثمة عوامل رئيسة دينية وخلقية وحتى اقتصادية ، تورث المحبة ، حصرهاالإمام الصادق عليه السلام بثلاثة خصال ، فقال : « ثلاثةٌ تورثُ المحبَّة : الدِّينُ ، والتواضع ، والبذل » (4) . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تحف العقول : 37 من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم . (2) تحف العقول : 356 . (3) تحف العقول : 296 . (4) تحف العقول : 316 . |
/ ب ـ المعاشرة بالمعروف لقد حثّت تعاليم الإسلام الزوجين على حسن المعاشرة فيما بينهما ؛ وذلك لأنها ركيزة أساسية لدوام المحبّة والاُلفة ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : « بحسن العشرة تدوم المودّة » (1) ، وقال أيضاً : « بحسن العشرة تدوم الوصلة » (2) . وفي هذا السياق نجد توصيات خاصة للزوج بصفته قيماً على الزوجة قد ملّكه الله تعالى عصمتها وجعلها تحت قيمومته تحثه على العشرة الحسنة معها ، قال تعالى : :«وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمعرُوفِ» (3) ، وقد ورد في توصيات الإمام علي عليه السلام التربوية لابنه الإمام الحسن عليه السلام : « .. ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك.. » (4) ، الإمام الصادق عليه السلام أبعد من ذلك في تأكيده على الزوج بضرورة العشرة الحسنة مع زوجته ، والتطبع بها وإن لم تكن له طبعاً ، الأمر الذي يكشف لنا عن أهميتها التربوية العالية ، قال عليه السلام : « إنَّ المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم تكن في طبعه ذلك : معاشرة جميلة ، وسعة بتقدير ، وغيرة بتحصّن » (5) . ونجد بالمقابل أنّ السُنّة المطهّرة تحثُّ النساء على حسن العشرة مع الرجال ، وتعتبر ذلك بمثابة الجهاد لهنَّ ، قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : « جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها » (6) . ثم إن من دواعي العشرة الحسنة التسامح والتساهل بين الزوجين ، وخاصة في الاُمور العادية التي قد تصدر بصورة عفوية قال أمير المؤمنين عليه السلام : « من لم يتغافل ولا يغضّ عن كثير من الاُمور تنغّصت عيشته » (7) . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) غرر الحكم ح 4200 و 4270 . (2) غرر الحكم ح 4200 و 4270 . (3) سورة النساء : 4 / 19 . (4) نهج البلاغة ، ضبط صبحي الصالح : 403 كتاب 31 . (5) تحف العقول : 322 من حديث الإمام الصادق عليه السلام المعروف بـ « نثر الدرر » . (6) تحف العقول : 322 . (7) تحف العقول : 60 من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم . |
/ جـ ـ الشعور بالمسؤولية لقد أكد القرآن على مسؤولية الإنسان بصورة عامة ، فقال : «وقفُوهُم إنَّهُم مسؤُولونَ» (1) كما أكدت السيرة النبوية على شمول هذه المسؤولية للرجل والمرأة معاً في محيطهما العائلي ، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالأمير الذي على النّاس راعٍ وهـو مسؤول عـن رعيته ، والرجل راعٍ على أهل بيته وهـو مسؤول عنهم، والمـرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم » (2) من كلِّ ذلك يظهر لنا بأنّ الإسلام يحثُّ الزوجين على الشعور بالمسؤولية الإنسانية بصفة عامّة وعلى المسؤولية الاُسرية بصفة خاصة . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الصافات : 37 / 24 . (2) تنبيه الخواطر 1 : 6 . |
/ د ـ الانصاف والعدل الانصاف من العوامل التربوية التي تديم المحبة وتوجب الأُلفة بين الزوجين ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام : « الانصاف يستديم المحبّة » (1) ، ويقول أيضاً : «الانصاف يرفع الخلاف ويوجب الائتلاف» (2) ، ومن يطالع كتابه عليه السلام الذي أرسله إلى الأشتر لما بعثه إلى مصر ، يجد أنه يشير فيه صراحة إلى أن عدم الانصاف يؤدي إلى الظلم : «أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ، ومنخاصة أهلك ، ومن لك فيه هوى من رعيتك ، فإنّك إلاّ تفعل تظلم» (3) . وهناك دعوة ملحة للعدل بين النساء لمن يتزوج بأكثر من امرأة وتحذير من مغبة الظلم لهما أو لإحداهما ، ورد ذلك في آخر خطبة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي تضمنت تعاليم تربوية عديدة منها ـ في ما يتصل بهذه الفقرة ـ قوله : «ومن كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله ، جاء يوم القيامة مغلولاً مائلاً شقه حتى يدخل النار» (4) . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) غرر الحكم ح 1076 . (2) غرر الحكم ح 1702 . (3) تحف العقول : 127 . (4) عقاب الأعمال ، للصدوق : 333 / 1 باب يجمع عقوبات الأعمال . |
/ هـ ـ تقسيم العمل وبيان الأدوار وهما من الأساليب الناجحة في إدارة أمور الاُسرة ، فالرجل عليه العمل والكسب خارج البيت لتوفير سبل العيش الكريم للعائلة ، والمرأة تضطلع بمهمة إدارة المنزل ورعاية الأطفال . وتروي لنا مصادرنا التراثية حالة التعاون وتقسيم العمل الرائعة بين فاطمة الزهراء والإمام علي عليهما السلام ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : «كان أمير المؤمنين يحطب ويستقي ويكنس ، وكانت فاطمة تطحن وتعجن وتخبز» (1) . لقد قامت فاطمة عليها السلام بأداء واجباتها المنزلية خير قيام ، وخير شاهد على ذلك ما أفاده زوجها أمير المؤمنين عليه السلام بحقها عندما قال لرجل من بني سعد : «ألا أحدّثك عني وعن فاطمة ، إنّها كانت عندي ، وكانت من أحب أهله إليه ـ أي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ـ وإنّها استقت بالقربة حتى أثّرت في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضمار شديد» (2) . ثم إنَّ الإسلام لا يحرّم العمل على المرأة ، كما يزعم بعض الناس ، بل يفضل ان تعمل المرأة في بيتها صيانةً لها ، والإسلام يُشجع المرأة أن تزاول الاعمال المنزلية لكي تساهم في دعم اقتصاد العائلة وتخفف العبء عن كاهل الزوج عند الضرورة ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : «مروا نساءكم بالغزل ، فإنّه خير لهنَّ وأزين» ، ويقول أيضاً : «المغزل في يد المرأة الصالحة كالرمح في يد الغازي المريد وجه الله» (3) . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تنبيه الخواطر 2 : 79 . (2) علل الشرائع ، للصدوق : 366 باب 88 علة تسبيح فاطمة عليها السلام . (3) مكارم الأخلاق : 238 . المصدر : كتاب / الاسرة في المجتمع الاسلامي / مركز الرسالة تحياتي المعطرة بحب محمد وال بيته الاطهار عاشقة حيدر |
شكرا جزيلا على هذا الطرح
|
الساعة الآن 12:41 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010