:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى التعريف بالشيعة وعقائدهم (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   الاسراء والمعراج " سؤال وجواب " مركز الابحاث العقائدية (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=3437)

السيد عباس ابو الحسن 10-23-2011 03:54 PM

الاسراء والمعراج " سؤال وجواب " مركز الابحاث العقائدية
 
الإسراء والمعراج :
( أحمد. البلوشي . السعودية ... )
معناهما وأهدافهما :
السؤال: ما معنى الإسراء والمعراج وما هي أسبابه ونتائجه ؟
الجواب : لقد أسرى النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) بروحه وجسده من مكّة المكرّمة إلى بيت المقدس ، كما في سورة الإسراء ، وذلك في السنوات الأُولى من البعثة .
ثمّ عرج (صلى الله عليه وآله) بروحه وجسده من بيت المقدس إلى السماء ، كما جاء في سورة الإسراء ، ووردت بذلك الأخبار الكثيرة ، وذلك في السنوات الأُولى من البعثة .
وأمّا أهداف الإسراء والمعراج فهي :
أوّلاً : إنّ حادثة الإسراء والمعراج معجزة كبرى خالدة ، ولسوف يبقى البشر إلى الأبد عاجزين عن مجاراتها ، وإدراك أسرارها ، ولعلّ إعجازها هذا أصبح أكثر وضوحاً في هذا القرن العشرين ، بعد أن تعرّف هذا الإنسان على بعض أسرار الكون وعجائبه ، وما يعترض سبيل النفوذ إلى السماوات من عقبات ومصاعب .
ثانياً : إنّ هذه القضية قد حصلت بعد البعثة بقليل ، وقد بيّن الله سبحانه الهدف من هذه الجولة الكونية ، فقال : { لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا } (1) .
وإذا كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) هو الأسوة والقدوة للإنسانية جمعاء ، وإذا كانت مهمّته هي حمل أعباء الرسالة إلى العالم بأسره ، فإنّ من الطبيعي أن يعدّه الله

____________

1- الإسراء : 1
الصفحة 268
سبحانه إعداداً جيّداً لذلك ، وليكن المقصود من قصّة الإسراء والمعراج هو أن يشاهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بعض آثار عظمة الله تعالى في عمليةٍ تربوية رائعة ، وتعميق وترسيخ للطاقة الإيمانية فيه ، وليعدّه لمواجهة التحدّيات الكبرى التي تنتظره ، وتحمّل المشاق والمصاعب والأذى التي لم يواجهها أحد قبله ولا بعده .
ثالثاً : لقد كان الإنسان ولاسيّما العربي آنذاك يعيش في نطاق ضيّق ، وذهنية محدودة ، ولا يستطيع أن يتصوّر أكثر من الأُمور الحسّية ، أو القريبة من الحسّ ، التي كانت تحيط به ، أو يلمس آثارها عن قرب .
فكان والحالة هذه لابدّ من فتح عيني هذا الإنسان على الكون الرحب ، الذي استخلفه الله فيه ، ليطرح على نفسه الكثير من التساؤلات عنه ، ويبعث الطموح فيه للتعرّف عليه ، واستكشاف أسراره ، وبعد ذلك إحياء الأمل وبثّ روح جديدة فيه ، ليبذل المحاولة للخروج من هذا الجوّ الضيّق الذي يرى نفسه فيه ، ومن ذلك الواقع المزري الذي يعاني منه ، وهذا بالطبع ينسحب على كلّ أُمّة ، وكلّ جيل وإلى الأبد .
رابعاً : والأهمّ من ذلك : أن يلمس هذا الإنسان عظمة الله سبحانه ، ويدرك بديع صنعه ، وعظيم قدرته ، من أجل أن يثق بنفسه ودينه ، ويطمئن إلى أنّه بإيمانه بالله إنّما يكون قد التجأ إلى ركن وثيق ، لا يختار له إلاّ الأصلح ، ولا يريد له إلاّ الخير ، قادر على كلّ شيء ، ومحيط بكلّ الموجودات .
خامساً : إنّه يريد أن يتحدّى الأجيال الآتية ، ويخبر عمّا سيؤول إليه البحث العلمي من التغلّب على المصاعب الكونية ، وغزو الفضاء ، فكان هذا الغزو بما له من طابع إعجازي خالدٍ ، هو الأسبق والأكثر غرابة وإبداعاً ، وليطمئن المؤمنون ، وليربط الله على قلوبهم ، ويزيدهم إيماناً (1) .

____________

1- الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم 3 / 34 .
الصفحة 269
( سمير حسن . السعودية ... )
كيفية رؤية النبيّ فيهما :
السؤال: هل إنّ ما رآه النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) في الإسراء والمعراج كان برؤية قلبية فقط ؟ أم أنّها كانت قلبية وبصرية أيضاً ؟
أرجو الإجابة على سؤالي مدعماً بأقوال المعصومين (عليهم السلام) ، وغفر الله لكم ، وشكر مساعيكم في نشر العقيدة الحقّة .
الجواب : تعتقد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ، والزيدية ، والمعتزلة : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) أُسري يقظة بجسمه وروحه إلى بيت المقدس لقوله تعالى : { إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى } ، وعرج إلى السماوات لقوله تعالى : { وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } .
ودلّت عليه الروايات المتواترة عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) والصحابة ، كابن عباس وابن مسعود ، وجابر وحذيفة وأنس ، وعائشة وأُمّ هاني .
وعليه تكون رؤية النبيّ (صلى الله عليه وآله) في معراجه رؤية بصرية وقلبية للسماوات ، فرأى الأنبياء والعرش وسدرة المنتهى والجنّة والنار بعينه الشريفة ، ورأى جبرائيل على ما هو عليه ، من الهيئة التي خلقه الله تعالى عليها ، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } (1) قال : " رأى جبرائيل على ساقه الدرّ ... " (2) .
نعم رأى ربّه برؤية قلبية لا بصرية ، فعن محمّد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن (عليه السلام) : هل رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ربّه عزّ وجلّ ؟
قال : " نعم ، أما سمعت الله يقول : { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } لم يره

____________

1- النجم : 18 .
2- التوحيد : 116 .
الصفحة 270
بالبصر ولكن رآه بالفؤاد " (1) .
ونذكر لكم روايتين تدلاّن على هذا المعتقد :
1-عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : " جاء جبرائيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فأخذ واحد باللّجام ، وواحد بالركاب ، وسوّى الآخر عليه ثيابه ... " (2) .
2-عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : " لمّا أُسري برسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيت المقدس، حمله جبرائيل على البراق ، فأتيا بيت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء ، وصلّى بها ، وردّه ... " (3) .
( حسين جابر . السويد )
الكتب المؤلّفة حولهما :
السؤال: ما هي الكتب المؤلّفة عن الإسراء والمعراج ؟ أرجو منكم الجواب ، في أمان الله .
الجواب : يمكنكم مراجعة الكتب التالية للاطلاع على مسألة الإسراء والمعراج :
1-علم اليقين 1 / 489 . 2 حقّ اليقين 1/168 . 3 الميزان في تفسير القرآن 13/7 . 4 الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) 3/15 .
( ... ... ... )
كيفية رؤيته (صلى الله عليه وآله) لقضايا المستقبل :
السؤال: ورد في أحاديث المعراج أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) رأى في هذه الجولة الملكوتية بعض أصحاب الجنّة والنار من أُمّته فيهما ، فما هو التخريج لهذه القضية ؟ مع أنّنا نعلم بوقوع هذه المثوبات أو العقوبات فيما بعد ، أي أنّ المحاسبة ومن ثمّ إعطاء النتائج لأفعال العباد سوف تكون في القيامة .

____________

1- نفس المصدر السابق .
2- تفسير القمّي 2 / 3 .
3- الأمالي للشيخ الصدوق : 533 .
الصفحة 271
الجواب : نعم جاء في نصوص المعراج ما ذكرتم ، ولكن الذي يظهر بعد التوفيق بين الأدلّة العقلية والنقلية في المقام هو : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) شاهد الصور المثالية لهؤلاء الأشخاص ولتلك الأحداث ، لا أنّه (صلى الله عليه وآله) رآها بنحو القضية الخارجية والواقعية ، وبهذا ينحلّ الأشكال المذكور ، ولا يبقى أيّ استبعاد في المقام .
وقد تنبّه لردّ هذا المحذور المتوهّم بعض أساطين المذهب قديماً وحديثاً ، منهم الشيخ الطبرسي (قدس سره) ، حيث قال في معرض جوابه : " فيحمل على أنّه رأى صفتهم أو أسماءهم " (1) .
( ... السعودية ... )
كيفية تكليم الله للنبيّ :
السؤال: كيف كلّم الله النبيّ (صلى الله عليه وآله) في ليلة المعراج ؟ وهل رأى الله ؟ وإنّني سمعت أنّه كلّمه بصوت الإمام علي (عليه السلام) ، فما هي الأدلّة على ذلك من كتب أهل السنّة ؟ وشكراً .
الجواب : إنّ الأدلّة العقلية والنقلية قائمة على عدم إمكانية رؤية الله تعالى رؤية حسّية ومادّية وكذا الكلام في نوعية كلامه سبحانه وتعالى مع ما سواه { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } (2) ، { وَما كانَ لِبشر أن يُكَلِمَهُ الله إلا وَحياً أو مِن وَراءِ حِجاب } (3) ، فكلّ ما روي أو نقل أو قيل خلاف ذلك فهو إمّا مؤوّل ، أو مطروح من رأسه ، فإنّ القول بالتجسيم باطل مستحيل ، كما قرّر ذلك في مباحث علم الكلام .

____________

1- مجمع البيان 6 / 215 .
2- الأنعام : 103 .
3- الشورى : 51 .
الصفحة 272
وأمّا مخاطبة النبيّ (صلى الله عليه وآله) بلسان الإمام علي (عليه السلام) في المعراج ، فهي من مناقب وفضائل الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وقد جاء هذا الموضوع مضافاً إلى المصادر الشيعة في كتب أهل السنّة أيضاً ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: المناقب للخوارزمي (1)، ينابيع المودّة (2)، المناقب المرتضوية للكشفي (3)، أرجح المطالب (4) ، وغيرها .
( محمود البحراني . البحرين . 17 سنة . طالب ثانوية )
ما رآه (صلى الله عليه وآله) لأهل الجنّة والنار كان تمثيلاً لهم :
السؤال: في الروايات التي جاءت عن الإسراء والمعراج أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) رأى أشكال التعذيب والجنّة والنار ، وسؤالي : كيف رأى النبيّ هؤلاء المعذّبين والمعذّبات في النار ؟ أليس عذاب النار في الآخرة ؟ أم أنّه رآهم في البرزخ ؟ ولكم الشكر الجزيل .
الجواب : إنّ رؤية النبيّ (صلى الله عليه وآله) لذلك كرؤيته للأنبياء (عليهم السلام) في السماء ، فالروايات دلّت على أنّ الله تعالى مثّل له أرواحهم في أجساد تشبه أجسادهم التي كانت لهم في الدنيا ، ولهذا استطاع أن ينعتهم لقريش .
وهذا النوع من التمثيلات ليس بممتنع عقلاً ، وكذلك ما ورد من التمثيلات التي رآها (صلى الله عليه وآله) لأقوام يتنعّمون في الجنّة ، وآخرون يعذّبون في النار ، فهي نوع من التشبيه الحقيقي لمقامات الصالحين في معارج القرب ، وكذلك في بواطن صور المعاصي ونتائج الأعمال ، فيحمل ما ورد في ذلك على أنّه (صلى الله عليه وآله) رأى صفتهم وأسماءهم ، ولا مانع من أنّها نوع من التمثيلات البرزخية التي تصوّر الأعمال بنتائجها .

____________

1- المناقب : 37 .
2- ينابيع المودّة : 83 .
3- المناقب المرتضوية : 104 .
4- أرجح المطالب : 507 .
الصفحة 273 </span>الصفحة 274


الساعة الآن 11:25 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team