:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   آية الولاية (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=122)
-   -   آية الولاي "سؤال وجواب " مركز الابحاث العقائدي (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=3424)

السيد عباس ابو الحسن 10-23-2011 12:48 PM

آية الولاي "سؤال وجواب " مركز الابحاث العقائدي
 
آية الولاية :

( حميد . عمان ... )
دلالتها على إمامة أمير المؤمنين :
السؤال: هل تدلّ آية الولاية على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟
الجواب : قال تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } (1) .
ذهب المفسّرون والعلماء من الفريقين إلى أنّها نزلت في حقّ الإمام علي (عليه السلام) حينما تصدّق بخاتمه في أثناء الصلاة (2) .
ودلالة الآية الكريمة على ولاية الإمام علي (عليه السلام) واضحة ، بعد أن قرنها الله تعالى بولايته ، وولاية الرسول (صلى الله عليه وآله) ، ومعلوم أنّ ولايتهما عامّة ، والرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فكذلك ولاية الإمام علي (عليه السلام) بحكم المقارنة .

***********

( منير .السعودية ... )
تعليق على الجواب السابق وجوابه :
السؤال: ولكن هناك من يقول : إنّ قوله تعالى : { وَهُمْ رَاكِعُونَ } إنّما هي صفة ، أي أنّهم يصلّون ، وأيضاً هم يركعون ، أي أنّها تكرار للجملة ، فحين ذكر أنّهم يصلّون ذكر أنّهم يصلّون مرّة أُخرى بقوله : { وَهُمْ رَاكِعُونَ } ، لأنّه يعبّر عن الصلاة تارة بالركوع ، وهذا يدعو للاستغراب ، فكيف أرد عليه بالردّ الشافي ؟ ولكم جزيل الشكر .

____________

1- المائدة : 55 .
2- أُنظر : شواهد التنزيل 1 / 219 ح 227 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 357 ، أنساب الأشراف : 150 ح 151 .
الصفحة 83
الجواب : إنّ آية الولاية من الآيات الصريحة والواضحة الدلالة على إمامة من آتى الزكاة في حال الركوع ، وقد ذكرت روايات كثيرة من الفريقين أنّ سبب نزول الآية هو تصدّق الإمام علي (عليه السلام) بخاتمه على الفقير ، في حال الركوع أثناء صلاته .
إذاً فهي دالّة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ولكن هذا ما يغيظ نفوساً ضعيفة الإيمان ، تحمل في طيّاتها حالة البغض والحقد لعلي وآله (عليهم السلام) ، فأخذوا يبثّون الشبهة تلو الشبهة ، حول هذه الآية وأمثالها ، ومن تلك الشبه هي هذه الشبهة التي ذكرتموها ، من فصل إيتاء الزكاة من حال الركوع .
ولعلّ أوّل من قال بها من القدماء هو أبو علي الجبائي ، كما ذكرها عنه تلميذه القاضي عبد الجبّار في كتاب " المغني " (1) .
وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة ، ومنهم الشريف المرتضى في كتابه " الشافي في الإمامة " بقوله : " ليس يجوز حمل الآية على ما تأوّلها شيخك أبو علي ، من جعله إيتاء الزكاة منفصلاً من حال الركوع ، ولابدّ على مقتضى اللسان واللغة من أن يكون الركوع حالاً لإيتاء الزكاة ، والذي يدلّ على ذلك أنّ المفهوم من قول أحدنا : الكريم المستحقّ للمدح الذي يجود بماله وهو ضاحك ، وفلان يغشى إخوانه وهو راكب ، معنى الحال دون غيرها ، حتّى إنّ قوله هذا يجري مجرى قوله : إنّه يجود بماله في حال ضحكه ، ويغشى إخوانه في حال ركوبه .
ويدلّ أيضاً عليه أنّا متى حملنا قوله تعالى : { يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } (2) على خلاف الحال ، وجعلنا المراد بها أنّهم يؤتون الزكاة ، ومن وصفهم أنّهم

____________

1- المغني 20 / القسم الأوّل / 137 .
2- المائدة : 55 .
الصفحة 84
راكعون ، من غير تعلّق لأحد الأمرين بالآخر ، كنّا حاملين الكلام على معنى التكرار ، لأنّه قد أفاد تعالى بوصفه لهم بأنّهم يقيمون الصلاة ، وصفهم بأنّهم راكعون ، لأنّ الصلاة مشتملة على الركوع وغيره ، وإذا تأوّلناها على الوجه الذي اخترناه ، استفدنا بها معنى زائداً ، وزيادة الفائدة بكلام الحكيم أولى " (1) .

**************

( منار أحمد . السعودية . 26 سنة . طالب )
احتجّ بها الإمام علي :
السؤال: أُودّ أن أحصل على ردّ شافي على من يقول : إذا كنتم تحتجّون بآية الولاية { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ... } على إمامة علي (عليه السلام) ، فلماذا لم يحتجّ بها الإمام علي ؟
الجواب : في الجواب نشير إلى مطالب :
أوّلاً : إنّ الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرة عقلاً ونقلاً تكاد لا تحصى ، وقد أُلّفت كتب مستقلّة في هذا المجال .
ولكنّ الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه ، هو أنّ الإمام (عليه السلام) لم يكن ملزماً لا عقلاً ولا شرعاً بالاحتجاج والمناشدة بكافّة هذه الأدلّة ، بل بالمقدار الذي يلقي الحجّة على الناس ، وهذا هو الذي حدث بعد ما علمنا من احتجاجه (عليه السلام) بحديث الغدير ، وعدم رضوخ القوم لهذا الحقّ الصريح ، وبعده هل يبقى مجال لاحتمال تأثير أمثال آية الولاية في نفوسهم ؟!
ثانياً : لنفرض أنّ الاحتجاج بهذه الآية لم يصل إلينا ، فهل هذا دليل على عدم صدوره منه (عليه السلام) ؟ مع أنّ المتيقّن هو : عدم وصول أخبار وآثار كثيرة من لدن الصدر الأوّل إلينا ، خصوصاً ما كان منها يصطدم مع مصالح الخلفاء ، فإنّهم أخفوا الكثير من فضائل ومناقب أهل البيت (عليهم السلام)، فما ظهر منها فهو غيض من

____________

1- الشافي في الإمامة 2 / 236 .
الصفحة 85
فيض .
ثالثاً : ثمّ لنفرض مرّة أُخرى ، أنّ الإمام (عليه السلام) لم يحتجّ بها واقعاً ، فهل هذا يدلّ بالالتزام على عدم دلالة الآية على إمامته (عليه السلام) ؟ إذ لا توجد ملازمة بين المسألتين .
رابعاً : هذه الشبهة هي في الأصل من الفخر الرازي في تفسيره للآية ، حيث قال : " فلو كانت هذه الآية دالّة على إمامته لاحتجّ بها في محفل من المحافل ، وليس للقوم أن يقولوا : إنّه تركه للتقية ، فإنّهم ينقلون عنه أنّه تمسّك يوم الشورى بخبر الغدير ... " (1) .
فنقول ردّاً عليه : بأنّ الاحتجاج بالآية ورد في مصادر الشيعة (2) ، وقد أشار إلى بعض الحديث جمع من مصادر أهل السنّة (3) .

*************

( آمنة .البحرين ... )
رواية صحيحة تحكي واقعة التصدّق :
السؤال: ما هي قصّة تصدّق الإمام علي (عليه السلام) بالخاتم ؟
الجواب : إنّ تصدّق الإمام علي (عليه السلام) بالخاتم ، موضع اتفاق الشيعة وأهل السنّة ، وسنروي لك رواية صحيحة من طرق أهل السنّة تحكي واقعة التصدّق :
روى الحاكم الحسكاني بسند صحيح عن ابن عباس : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلّى يوماً بأصحابه صلاة الظهر ، وانصرف هو وأصحابه ، فلم يبق في المسجد غير علي قائماً ، يصلّي بين الظهر والعصر ، إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين ، فلم ير في المسجد أحداً خلا علياً ، فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله بالذي تصلّي له ، أن تتصدّق عليّ بما أمكنك ، وله خاتم عقيق يماني أحمر ، كان يلبسه في

____________

1- التفسير الكبير 4 / 385 .
2- الاحتجاج 1 / 202 ، أمالي الشيخ الطوسي : 549 ، الخصال : 580 .
3- أُنظر : المناقب للخوارزمي : 313 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 432 .
الصفحة 86
الصلاة في يمينه ، فمدّ يده فوضعها على ظهره ، وأشار إلى السائل بنزعه ، فنزعه ودعا له ، ومضى ، وهبط جبرائيل ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لعلي : فقد باهى الله بك ملائكته اليوم ، اقرأ : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ... } (1) .

*************

( عبد الله. البحرين . 20 سنة . طالب جامعة )
في مصادر الشيعة والسنّة :
السؤال: أرجو منكم الإجابة على هذا السؤال ، ولكم جزيل الشكر .
أُريد أدلّة من كتبنا المعتبرة ، على أنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) قد تصدّق بالخاتم ، ثمّ أدلّة من كتب إخواننا أهل السنّة .
الجواب : إنّ الكثير من مصادرنا ذكرت حديث التصدّق بالخاتم ، فراجع الكافي والاحتجاج والخصال وغيرها من المصادر (2) .
وبعض هذه الأحاديث في غاية الاعتبار من حيث السند ، كالتي وردت في " تفسير القمّي " ، وإن كانت استفاضتها تغنينا عن البحث في إسنادها .
وأما المصادر السنّية في الموضوع فقد تجاوزت العشرات ، بل المئات في المقام (3) .
حتّى بعض علمائهم كالتفتازاني (4) والقوشجي (5) والقاضي الإيجي (6) والجرجاني (7) وغيرهم يصرّحون : بأنّ آية الولاية نزلت في حقّ علي (عليه السلام) حين أعطى السائل خاتمه ، وهو راكع .

____________

1- شواهد التنزيل 1 / 212 .
2- أُنظر : الكافي 1 / 288 ، الاحتجاج 1 / 161 ، الخصال : 580 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 186 ح 193 ، تفسير القمّي 1 /170 .
3- أُنظر : شواهد التنزيل 1 / 219 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 357 ، أنساب الأشراف : 150 ح 151 ، التفسير الكبير 4 / 383 ، الدرّ المنثور 2 / 293 ، أحكام القرآن 2 / 557 ، مجمع الزوائد 7 / 17 ، كنز العمّال 13 / 107 ح 36354 .
4- شرح المقاصد 5 / 270 .
5- شرح تجريد العقائد : 368 .
6- المواقف : 405 .
7- شرح المواقف 8 / 360 .
الصفحة 87
*********

( حميد عبد الشهيد .البحرين ... )
تصدّق علي بالخاتم أثناء الصلاة عبادة :
السؤال: سؤالي هو : نحو تصدّق الإمام علي بالخاتم ، وهو يصلّي ، والمعروف على أنّ الإمام إذا صلّى لا تجلس روحه في الأرض ، ولكن تسبّح في ملكوت الله ، فكيف إذاً كانت حالة الإمام يوم أجاب دعوة الفقير ؟ لابدّ أنّ هناك يداً خفية في ذلك الوقت ، يوم كان الإمام يصلّي من حيث إجابة السائل .
وبودّي أنّ توضّحوا لي ماذا حدث ؟ هل توجد اجتهادات في حقيقة المسألة ؟ لأنّ ما يقال : إنّه كان في وقت عبادة ، والتصدّق عبادة هو كلام صحيح لا خلاف عليه ، لكن هذا الجواب لا يغنيني ، شاكرين لكم .
الجواب : للجواب على سؤالك نشير إلى عدّة نقاط :
1-لو كان لهذا الإشكال أدنى مجال ، لما عدّت هذه القضية عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب علي (عليه السلام) .
2-هذا الالتفات من أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن إلى أمر دنيوي ، وإنّما كان عبادة في ضمن عبادة .
3-المعروف عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه جمع في صفاته بين الأضداد ، حتّى إنّه لما سئل ابن الجوزي الحنبلي المتعصّب الذي ردّ الكثير من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن نفس هذا الأشكال الذي ذكرتموه أجاب ببيتين :

يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته عن النديم ولا يلهو عن الناس أطاعَهُ سكرُهُ حتّى تمكّن من فعل الصُحاةِ فهذا واحد الناس



كما نقله عنه الآلوسي في " روح المعاني " (1) .
الصفحة 88
*************

( عثمان خليل . سنّي ... )
في مصادر أهل السنّة :
السؤال: أشكركم على الردّ على رسالتي السابقة ، أمّا بعد :
بعد نقاشي مع بعض الإخوة من الشيعة ، علمت أنّ الآية { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } (1)، هي من الأدلّة التي يستدلّ بها الشيعة على إمامة علي (رضي الله عنه) ، وأنا عندي بعض الملاحظات على هذا الدليل :
1-هل بالإمكان أن تزوّدوني بالمصادر التي تذكر أنّ الآية نزلت في علي ، على شرط أن تكون من كتب أهل السنّة ، وأن يكون سند الروايات صحيحاً ؟
2-هناك بعض الأُمور التي تثبت عدم نزولها في علي (رضي الله عنه) ، وهي :
أوّلاً : الآية جاءت في صيغة الجمع { الَّذِينَ آمَنُواْ } ، فكيف تكون في علي ؟
ثانياً : يقول الله تعالى : { يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } ، وأنتم تقولون : تصدّق علي بالخاتم ، وكما تعلمون هناك فرق بين الزكاة والصدقة ، وهذا يبطل ما ذهبتم إليه في شأن نزول الآية .
ثالثاً : { إِنَّمَا } أداة حصر كما تعلمون ، فلو سلّمنا أنّ الآية نزلت في علي ، فإنّ هذا يعني أنّ الولاية حصرت في الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وعلي (رضي الله عنه) فقط ، وهذا ينفي إمامة باقي الأئمّة الذين تعتقدون بإمامتهم ، لذلك فإنّ استدلالكم بهذه الآية يخالف عقائدكم فضلاً عن عقائدنا ، وهذا أيضاً يبطل استدلالكم بالآية .
وأخيراً : أرجو أن يتّسع صدركم لهذه الأسئلة ، وجزاكم الله خيراً .

____________

1- المائدة : 55 .
الصفحة 89
الجواب : إنّ هذه الآية بضميمة شأن نزولها من الأدلّة القاطعة على إمامة علي (عليه السلام)، وأمّا الكلام على الملاحظات التي أبديتها فهو كما يلي :
1-إنّ المصادر التي ذكرت هذا الموضوع كثيرة جدّاً عند الفريقين ، بحيث يصبح الموضوع متواتراً والتواتر آية اليقين والعلم والإحاطة بجميع هذه الموارد غير يسيرة ، فلنكتف بالمقدار الأقلّ من كتب العامّة (1) .
والجدير بالذكر أنّ بعض العلماء من العامّة ينقل إجماع المفسّرين في المقام على هذا الموضوع (2) ، ثمّ هل يبقى شكّ وريب في نزول هذه الآية في حقّ الإمام (عليه السلام) بعد هذا ؟!
2-إنّ الأُمور التي ذكرت أو قد تذكر هي أُمور وهمية ، وليس لها قيمة علمية ، لأنّ المشكوك يجب أن يفسّر على ضوء المقطوع والمتيقّن ، فإنّ شأن نزول الآية ممّا لاشكّ فيه .
وأمّا الجواب عن الموارد التي أشرت إليها ، فهي كما يلي :
أوّلاً : هذا المقام من الموارد التي يجوز فيها إطلاق صيغة الجمع وإرادة المفرد لأجل التفخيم والتعظيم .

____________

1- أُنظر : شواهد التنزيل 1 / 219 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 357 ، أنساب الأشراف : 150 ح 151 ، التفسير الكبير 4 / 383 ، الدرّ المنثور 2 / 293 ، أحكام القرآن 2 / 557 ، مجمع الزوائد 7 / 17 ، كنز العمّال 13 / 107 ح 36354 ، تفسير الثعالبي 2 / 396 ، جامع البيان 6 / 389 ، الجامع لأحكام القرآن 6 / 221 ، شرح نهج البلاغة 13 / 277 ، مناقب الخوارزمي : 200 و 265 ، ذخائر العقبى : 102 ، ينابيع المودة 2 / 192 ، المعجم الأوسط 6 / 218 ، زاد المسير 2 / 292 ، تفسير القرآن العظيم 2 / 73 ، البداية والنهاية 7 / 397 ، جواهر المطالب 1 / 219 و 270 ، نظم درر السمطين : 86 ، أسباب نزول الآيات : 133 ، فتح القدير 2 / 53 ، روح المعاني 3 / 334 ، نور الأبصار : 118 ، الرياض النضرة 4 / 179 ، ومئات المصادر الأُخرى .
2- المواقف في علم الكلام : 405 ، شرح المواقف 8 / 360 ، شرح المقاصد 5 / 270 .
الصفحة 90
وفي رأي الزمخشري صاحب " الكشّاف " وهو من وجوه مفسّري العامّة أنّ المقصود من نزول الآية بصيغة الجمع كان لترغيب الآخرين ، ليتبعوا علياً (عليه السلام) في هذا الأمر ، ويتعلّموا منه (عليه السلام) (1) .
هذا بالإضافة إلى أنّ القرآن فيه خطابات كثيرة ، استخدم فيها لفظ الجمع وأراد المفرد .
ثانياً : إطلاق { الزَّكَاةَ } على الصدقة المندوبة أمر سائغ وشائع عند أهل الاصطلاح ، فقد يطلق على الزكاة بأنّها صدقة واجبة ، وأُخرى يطلق على الصدقة المستحبّة بأنّها زكاة .
وعلى أيّ حال ، فإنّ المقصود في الآية بقرينة إعطائها في حال الركوع هو الصدقة المندوبة والمستحبّة .
ثالثاً : إنّ ولاية وإمامة باقي الأئمّة (عليهم السلام) ثبتت بأدلّة قطعية أُخرى مذكورة في محلّها .
وأمّا مفاد { إِنَّمَا } في المقام هو حصر إضافي ، أي حصر بالنسبة للموجودين في حياة الإمام علي (عليه السلام) .
ثمّ إنّ هذه الولاية انتقلت بعد استشهاده إلى الأئمّة الأحد عشر من ولده (عليهم السلام) ، فلا ننفي الحصر في الآية ، ولكن نحصرها في حقّ من كان في زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) .

****************

( علي . أمريكا . 27 سنة . طالب )
{ إِنَّمَا } فيها أداة حصر :
السؤال: الإخوة المسؤولين عن الموقع المحترمين
لدي سؤال أرجو مساعدتي في الإجابة عليه ، وجزاكم الله خير الجزاء :
إنّ آية الولاية التي جاءت في القران الكريم ، جاءت مقيّدة بأداة { إِنَّمَا } ، والسؤال هو : هل أداة إنّما تستخدم أحياناً لأغراض أُخرى عدا الحصر ؟ وما هي هذه الأغراض ؟

____________

1- الكشّاف 1 : 624 .
الصفحة 91
الجواب : { إِنَّمَا } أداة حصر على ما يظهر من تصريح أهل اللغة ، بل عن بعضهم أنّه لم يظهر مخالف فيه ، وعن آخر دعوى إجماع النحاة عليه ، وهو المنقول عن أئمّة التفسير ويقتضيه التبادر حيث لا إشكال في ظهورها في انحصار المتقدّم بالمتأخّر .
قال العلاّمة الطباطبائي (قدس سره) : " إنّ القصر في قوله تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ... } (1) لقصر الإفراد ، كأنّ المخاطبين يظنّون أنّ الولاية عامّة للمذكورين في الآية وغيرهم ، فأفرد المذكورين للقصر ، ويمكن بوجه أن يُحمل على قصر القلب (2) .
وعلى كلّ حال فالأداة { إِنَّمَا } أداة حصر هنا بل دائماً كما ذكرنا آنفاً عندما تكون متكوّنة من ( إنَّ ) المشبّهة بالفعل و( ما ) الكافّة ، وهي تفيد قصر صفة على الموصوف أو العكس .

____________

1- المائدة : 55 .
2- الميزان في تفسير القرآن 6 / 14 .
الصفحة 92


الساعة الآن 11:31 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team