:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   مقالات المحقق السيد جعفر مرتضى العالملي (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=161)
-   -   خصائص أسماء الزهراء عليها السلام " المنصورة " موقع الميزان (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=3351)

السيد عباس ابو الحسن 10-18-2011 04:03 PM

خصائص أسماء الزهراء عليها السلام " المنصورة " موقع الميزان
 
خصائص أسماء الزهراء عليها السلام " المنصورة " موقع الميزان


المنصورة : وهو لقب تدعى به فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في السماء كما ورد في الأحاديث الشريفة .
والنصر يعني الإعانة ، يقال : نصره على عدوه أي أعانه ، والانتصار يعني الإنتقام والأخذ بالثار .
والنصر : المنع والغلبة .
والمنصورة : المعانة ، وناصرها ومعينها هو الله تبارك وتعالى .
والمنصورة : الممنوعة حقها أيضا ، ولكن القرائن تدل على أن المراد هو المعنى الأول أي « المعانة » .
وسمى القرآن المجيد حجة الله الأعظم إمام العصر - أرواحنا له الفداء - ب‍ « المنصور » في قوله تعالى : ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ) إشارة إلى زمان ظهوره ورجعته ، ونصره بملائكة السماء ، وسفك دماء الكفار ، وبسط العدل والقسط بعد انتشار الظلم والجور .
وفي معاني الأخبار عن الصادق ( عليه السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث المعراج - ننقل منه موضع الحاجة - : . . . قال [ جبرائيل ] : يا محمد ! إن هذه تفاحة أهداها الله - عز وجل - إليك من الجنة فأخذتها وضممتها إلى صدري .
قال : يا محمد ! يقول الله جل جلاله : كلها ، ففلقتها فرأيت نورا ساطعا ، ففزعت منه فقال : يا محمد ! مالك لا تأكل ؟ كلها ولا تخف ، فإن ذلك النور المنصورة في السماء ، وهي في الأرض فاطمة .
قلت : حبيبي جبرئيل ولم سميت في السماء « المنصورة » وفي الأرض « فاطمة » ؟ قال : سميت في الأرض « فاطمة » ، لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداءها عن حبها ، وهي في السماء « المنصورة » ، وذلك قول الله - عز وجل - ( يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء ) يعني نصر فاطمة لمحبيها .
وربما كان المقصود من نصر فاطمة في هذا الحديث ، نصر محبيها ، لأن نصر محبيها نصر لها ، فيكون معنى المنصورة من لوازم اسمها « فاطمة » ، وهو النجاة من النار ، وإنما سميت فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار ، وأي نصر وإعانة أعظم من أن ينجو المحب لحبها من النار الأبدية ؟ وأي نصر أعظم من الغلبة على عدوها ؟ والاستشهاد بالآية من باب التأويل ، والظاهر أنها ( عليها السلام ) « نصر الله » ، وسميت « منصورة » لذلك ، فهي تنصر من تشاء وتعينه وتذل من تشاء وتقهره .
وقد ورد في تعليل الرواية « لنصر فاطمة لمحبيها » ، فحبها سبب النجاة والخلاص ، وهي نصرة الله ، ونصر الله ، وهذا المعنى أدق في الجملة ، وقد استعمل المصدر بمعنى اسم المفعول كثيرا . ويكون ظهور هذه النصرة الحقة وبروزها يوم القيامة وعند موقف الشفاعة ، كما أن الفرج لحجة الله الأعظم في هذا العالم سيكون بعد ظهوره إن شاء الله .
وأما إخبار جبرئيل النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الجنة : أن اسم فاطمة الزهراء في السماء المنصورة ، ففيه بشارة روحانية وتكريم رحماني ، وإظهار لجلالة قدر المستورة الكبرى ، وتسلية لها بالانتقام من أعدائها وشانئيها .
نهج لأهل الفرج لقد سمى الله سبحانه إمام العصر - عجل الله فرجه الشريف - ب‍ « المنصور » ، ويعتقد الشيعة الإمامية أن الإمام يكون منصورا بعد ظهور الفرج الأعظم في هذا العالم ، فينتقم ( عليه السلام ) من الأعداء ويسفك دماء أعداء الله ، أما فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، فهي منصورة في الآخرة ، فلا إنتقام إلا بعد قيام القيامة ، فما هي الحكمة في التأجيل والتأخير ؟ !
الجواب : بديهي أن ولي الأمر إذا خرج سيقتل أعداء فاطمة وأبناءها ، ويطهر الأرض من وجودهم القذر ، وبهذا يثأر لها ( عليها السلام ) وينتقم من خصومها ، وهي مكافأة دنيوية عاجلة .
أما المكافأة الأخروية ، فهي آجلة باقية سرمدية دائمة ، ونشر لواء الشفاعة موهبة عظيمة لإحباء فاطمة وذريتها الطيبة ، وبهذا يكون حجة الله الأعظم منصورا للانتقام والثأر لأمه الزهراء ( عليها السلام ) ، وقيامه أيضا بنصر الله وبه ينصر من يشاء .
وفي يوم القيامة يفرح أحباء فاطمة بمفاد قوله تعالى : ( ويومئذ يفرح المؤمنون ) ويعمهم السرور في يوم الله يوم العرض الأكبر ، فتدركهم النصرة الحقة وينالون جزاء محبتهم وهي « خير العمل » ويصلون إلى « رضوان الله » .
وببيان آخر : إن إمام العصر مظهر القهر والغضب الإلهي ، وإنما يقوم ويخرج للانتقام من أعداء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مظهر الرأفة والرحمة والشفقة الربانية ، وإنما تقوم يوم الحشر لنجاة محبيها وإنقاذهم من النار .
وتجلي هيكل العصمة يوم القيامة هو ميزان المحبة والعداوة عند أولياء الله وأعداء الله ، وهو مميز أهل الثواب وأهل العقاب .
فالنتيجة أن الفرج الأعظم والمنصور بأمر الله هو خيرة الصديقة الكبرى صاحب الزمان ، والمأمول من رجال الله القيام بالسيف ، كما أن المأمول من النساء - وهن في موقع الرحمة والشفقة - الإنطلاق بلسان الترحم والشفاعة .
فإن قيل : إن الآية المباركة ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ) مأولة في حق سيد المظلومين وسيد الشهداء الحسين ( عليه السلام ) وخاتم الخلفاء إمام العصر صلوات الله عليهما ، وهو منصور في الإنتقام من قاتلي جده العظيم ؟
الجواب : إن أعداء جده الحسين ( عليه السلام ) هم أعداء فاطمة ( عليها السلام ) ، ومن آذى ذريتها فقد آذاها ، ومن آذاها فقد آذى رسول الله ، ومن آذى رسول الله فقد آذى الله تبارك وتعالى . والخلاصة : إن هذا الاسم السامي الشريف يبشر محبي فاطمة ( عليها السلام ) بحسن العاقبة ، والنجاة من مهالك الدنيا والآخرة .
يعني أن الله سبحانه هو المنتقم الحقيقي من الظالمين والراد الحقيقي على كيد المعاندين ، وهو الجازي الذي لا يهمل ، وسيأتي اليوم الذي ينشر فيه لواء العدل والنصر ويفتح بساط القسط ( وإنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) .
فليفرح شيعة فاطمة بهذا الاسم الذي يبشرهم بالشفاعة لهم والانتقام من أعدائهم المعاندين . نرجو أن نرى هذه الفرقة القليلة الناجية ضاحكة مستبشرة تحت لواء ( نصر من الله وفتح قريب ) ونرى زمرة الظلمة الضالين في حسرتهم باكين مغمومين .


الساعة الآن 01:13 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team