![]() |
أسماؤُه و صفاتُه و أَفعالهُ سبحانه (الشيخ السبحاني )
أسماؤُه و صفاتُه و أَفعالهُ سبحانه قد كانَ متوقعاً أَنْ يشكّل الإِلهيون صفاً واحداً في كل ما يرجع إلى المَبْدأ و أسمائه و صفاته و أفعاله ، إلاَّ أنهم اختلفوا فيما بينهم من أبسط المسائل إلى أعمقها. و يرجع أَكثر ما يختلفون فيه إلى معرفة أَسمائه و صفاته و أَفعاله. و الإِختلاف في هذه المسائل هو الحجر الأَساس لظهور الديانات و المذاهب في المجتمع الإِنساني العالمي. فالثنوية ، رغم إقرارهم بوجود الإِله الخالق للعالم ، يتشعبون إلى عشرات الفرق و الطوائف ، و يكفي في ذلك أنْ نلاحظ الديار الهندية و الصينية التي تتواجد فيها الثنوية أكثر من أيّ مكان آخر. و لا تقصر عنهم المسيحية ، فقد انقسمت هذه الديانة إلى يعقوبية و نسطورية و ملكانية و غيرها من الطوائف. و أما المسلمون ، الذين يشكلون أُمة كبيرة من الإِلهيين في العالم فقد افترقوا إلى طوائف مختلفة أيضاً. و جلّ اختلافهم ناش من اختلافهم في صفات المَبْدأ و أفعاله. (82) فها هم أَصحاب الحديث من الحشويَّة و الحنابلة لهم آراء خاصَّة في صفات البارئ و أفعاله يقف عليها كل من نظر في كتب أَهل الحديث ، لا سيما كتاب « التوحيد » لابن خزيمة ، و « السنة » لأحمد بن حنبل و غير ذلك. و لا يقصر عنهم اختلاف المعتزلة ، و هم أَصحاب العدل و التوحيد ، فقد تشتتوا إلى مذاهب متعددة. فمن واصلية إلى هذيلية ، و من نظامية إلى خابطية. إلى غير ذلك من الفرق. و أَمَّا الجبرية من المسلمين ، فقد تشعبوا إلى جهمية و نجّارية و ضرارية حتى ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري ، فجاء بمنهج معدّل بين أهل الحديث و المعتزلة و الجبرية ، فعكف العلماء على دراسة عقائده و أَفكاره ، إلى أَنْ صار مذهباً رسمياً لأهل السنة. فهذه الطوائف لم تختلف غالباً إِلاّ في أَسمائه و أَفعاله و صفاته. و هذا الأَمر يعطي لهذا الفصل من العقائد أَهمية قصوى ، فلا يمكن التهاون فيه و العبور عنه بسهولة و يسر. الالهيات الشيخ السبحاني |
الساعة الآن 12:07 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010