![]() |
دور الإمام الهادي ( عليه السلام ) في التشريع
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم دور الإمام ( عليه السلام ) في التشريع إذا كانت أحداث السقيفة إيذانا بعزل أهل البيت ( عليهم السلام ) عن أداء دورهم الريادي والقيادي للأمة بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وبداية لإقصاء الوصي الشرعي والخليفة الحقيقي للرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) عن منصبه الإلهي ، فإن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) قد ساهموا في أداء دورهم الرسالي الهادف إلى إقامة مبادئ الكتاب الكريم والسنة المطهرة ، ومقاومة مظاهر البدع والانحراف ، وتوجيه الأمة نحو الأصول الحقيقية للشريعة المقدسة ، ولذلك فقد كانوا ( عليهم السلام ) وحتى في الظروف القاسية أعلاما للحق ومراجع للدين ، يهرع إليهم الناس حيثما أشكلت مسألة وحيثما استجدت أخرى . وفي هذا السياق تجد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) باب مدينة علم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأعلم الناس بالقضاء وفصل الخطاب ، يلجأ إليه الناس لحل ما أشكل عليهم في مسائل القضاء ومعضلات الأمور ، وفي طليعتهم الحاكمون ، حيث قال عمر بن الخطاب ، فيما جاء عنه من صحيح الخبر : " لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن " وقال في أكثر من مناسبة : " لولا علي لهلك عمر " . وقد مارس أئمة الهدى عترة المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) نفس هذا الدور الرسالي في زمان الأمويين والعباسيين رغم شدة الظروف وقسوة الحكام ، والأمثلة على ذلك كثيرة ‹ صفحة 80 › سقناها في عرض موسوعتنا هذه فيما تقدم وسيأتي من أجزائها . يقول السيد هاشم معروف الحسني : لقد انصرف الإمام أبو الحسن الهادي ( عليه السلام ) عن السياسة والسياسيين كآبائه إلى خدمة الإسلام في طريق الدفاع عن أصوله ونشر فروعه ، فناظر المشككين والملحدين ، وأجاب عن أسئلتهم بالأسلوب الهادئ الرصين المدعوم بالحجة والمنطق ، ولم يجتمع إليه أحد من أولئك المشككين إلا وخرج مقتنعا مؤمنا يقول : " الله أعلم حيث يجعل رسالته " . وفيما يعود إلى التشريع كان الرواة والعلماء يراجعونه فيما يشتبه عليهم عن طريق الكتابة ، ولعل مرد ذلك إلى أن محدثي الشيعة الذين كانوا يتدارسون فقه الأئمة ومروياتهم قد انتشروا في طول البلاد وعرضها ، وكان لمدينة قم النصيب الأكبر من أولئك الرواة ومن مؤلفات أصحاب الصادقين ( عليهما السلام ) . هذا بالإضافة إلى أن السلطات الحاكمة كانت تضيق على الأئمة ( عليهم السلام ) وتراقب جميع حركاتهم وسكناتهم ، وقد فرضت عليهم الإقامة الجبرية في عواصم الحكام للحد من التجمعات حولهم ، بل ومن الاتصال بهم ، لذا فإن الرواة والعلماء كانوا يتصلون في الغالب بالأئمة الثلاثة : الجواد والهادي والعسكري ( عليهم السلام ) بالمراسلة ، ويجد المتتبع لكل واحد منهم عشرات المرويات بهذا الطريق في مختلف الأبواب والمواضيع الفقهية . . . ويقول السيد محسن الأمين في ( أعيان الشيعة ) : " إن الخيبري - أو الحميري - له كتاب مكاتبات الرجال عن العسكريين الهادي وولده الحسن بن علي العسكري ( عليهما السلام ) " . وروى عن الإمام الهادي ( عليه السلام ) إسحاق بن عبد الله الأشعري كتاب ( علل ‹ صفحة 81 › الصلاة ) و ( مسائل الرجال ) كما جاء في فهرست أسماء المؤلفين للشيخ الطوسي ( 1 ) . والتأليف في موضوع المكاتبات والمسائل يدل على سعة تلك المكاتبات وكثرتها ، وفيما يلي نورد من روايات أصحاب الإمام الهادي عنه ( عليه السلام ) في مختلف مسائل الفقه وأبوابه ، وهو دليل ناصع يعكس هذه الحقيقة بشكل جلي . وفيما يلي نبذة مختارة من أحاديث الإمام الهادي ( عليه السلام ) في مختلف فروع الفقه : وهي بمجموعها تعكس وبشكل واضح الدور المشرق للإمام ( عليه السلام )وأصحابه في التشريع ، ومساهمتهم في الحفاظ على خط الإسلام الأصيل ومبادئه السمحة في أحلك الظروف وأقساها . .............. ‹ هامش ص 81 › ( 1 ) سيرة الأئمة الاثني عشر - القسم الثاني : 456 - 459 . .............. (موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج 14 - ص 7 - 81) |
الساعة الآن 12:34 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010