![]() |
السؤال: التوفيق بين ترك الأولى لآدم(عليه السلام) وتوبته
السؤال: التوفيق بين ترك الأولى لآدم(عليه السلام) وتوبته
يقول علمائنا الأجلاء : إن النبي آدم (ع) ترك الأولى ولم يقترف ذنباً , لعدم إمكانية ذلك في المعصوم , ولكن القرآن الكريم يبيّن أن آدم (ع) تاب , والتوبة لا تكون إلا من المذنب , كيف نتمكن من التوفيق بين الأمرين ؟ الجواب: الأخ محمد أنور المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نلفت نظركم إلى الأمور التالية : (1) إن الأدلة القائمة على العصمة أدلة عقلية ونقلية قطعيّة ومسلمة , وقد ثبت في محلّه أنّ هذه الأدلة هي مستقلة عن الأمثلة , أي أنّها لا يعتمد في إثباتها على الامثلة , وعليه فلا تقاس صحة هذه الأدلة بالأمثلة النقضيّة , إذ أن النقوض تأتي فقط على الأدلة التي تثبت عن طريق الاستقراء والتمثيل , وبما أنّ المقام ليس كذلك فلا يرد عليه أيّ نقض تمثيلي , بل يجب أن يفسّر كلّ مورد ومثال على ضوء تلك القاعدة العامّة . (2) (التوبة) في اللغة، هي في الأصل الرجوع عن الشيء والاقلاع عنه , ولم يؤخذ في معنى الكلمة (الرجوع عن المعصية) بالذات , ويؤيّد ما قلنا استعمال مادة (التوبة) لله عزوجل في القرآن الكريم . نعم، كثرة استعمالها في الرجوع عن المعاصي في العباد صرفت الكلمة الى هذا المعنى . ثمّ بناءاً على ما ذكرناه آنفاً , يتحتم علينا أن نفسر توبة آدم (ع) بما لا ينافي قاعدة العصمة , فان توبته كانت اقلاعاً ورجوعاً عن علمه السابق وإظهار الندم عليه , ولكن لا دليل على أنّ ذلك العمل كان معصيةً , بل نلتزم بأنّه كان تركاً للأولى , حفظاً لقاعدة العصمة , مع عدم منافاته لظهور الكلمة . ودمتم في رعاية الله |
الساعة الآن 11:37 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010