:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   العصمة (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=125)
-   -   السؤال: لا تعارض بين كلام الإمام علي (عليه السلام) والعصمة (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=2779)

الشيخ محمد العبدالله 06-05-2011 01:25 PM

السؤال: لا تعارض بين كلام الإمام علي (عليه السلام) والعصمة
 
السؤال: لا تعارض بين كلام الإمام علي (عليه السلام) والعصمة
قال الامام علي (( فإنّي لستُ في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي، إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منَّي فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره، يملك منَّا ما لا نملك من أنفسنا وَأَخرَجَنَا ممَّا كنَّا فيه إلَى مَا صَلَحنَا عَلَيه، فأَبدَلَنَا بَعدَ الضَّلاَلَة بالهدَى، وَأَعطَانَا البصيرَةَ بَعدَ العَمَى.))
نهج البلاغة ـ الخطبة 216
هل هذا القول يناي العصمة ؟
الجواب:
الأخ ميثم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن في كلام الإمام علي (عليه السلام) في (نهج البلاغة) استثناء دال على العصمة وهو قوله (عليه السلام): (إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني).
قال الشيخ محمد عبده في تعليقته المعروفة على النهج: ((يقول: لا آمن من الخطأ في أفعالي , إلاّ إذا كان يسّر الله لنفسي فعلاً هو أشد ملكاً منّي, فقد كفاني الله ذلك الفعل , فأكون على أمن من الخطأ فيه (نهج البلاغة – تعليق الشيخ محمد عبده2: 201) . فالسؤال هنا: هل كفى الله عزّوجلّ أمير المؤمنين (عليه السلام) من نفسه ما هو أملك به منه, ويسّر له فعلاً هو أشدّ ملكاً منه ينتصر به على نفسه ويأمن الخطأ في فعله, كما هو مراد الاستثناء من كلامه (عليه السلام)؟!
فقد ذكر الطبري بسنده إلى سعيد بن قتادة, الذي قال عند تفسيره لآية التطهير (سورة الأحزاب : الآية 33) فهم أهل بيت طهّرهم الله من السوء, وخصّهم برحمة منه.
وعن ابن عطية (في ما أورده النبهاني عنه في الشرف المؤبّد, والمقريزي في فضل آل البيت ص 33) : والرجس اسم يقع على الإثم والعذاب , وعلى النجاسات والنقائص , فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت... إلى آخر الأقوال.
واعطف بنا - ثمّة - على (نهج البلاغة) نفسه, لنرى: هل كفى الله تعالى أميرالمؤمنين (عليه السلام) أمر نفسه بما حباه من كمال العقل , وعلوّ الهمّة, وتمام الفطنة , ممّا جعل نفسه صافية لا يشتبه عليها أمر الحقّ من الباطل, وهو الأمر المقصود من العصمة؟!
قال (عليه السلام): (وإنّي لعلى بيّنة من ربّي, ومنهاج من نبيّ, وإنّي لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطاً).
وقال (عليه السلام) في كلام له وقد جمع الناس وحضّهم على الجهاد فسكتوا ملياً: (... لقد حملتكم على الطريق الواضح , التي لا يهلك عليها إلاّ هلك (الذي ختم هلاكه, لتمكّن الفساد من طبعه وجبلّته) من استقام فإلى الجنة, ومن زلّ فإلى النار)) (نهج البلاغة – تعليق الشيخ محمد عبده 1: 233).
أي: من استقام في الطريق الذي حملهم (عليه السلام) عليه فإلى الجنة, ومن زلّ عن الطريق الذي حملهم عليه فإلى النار, وهذا المعنى دالّ على العصمة, كدلالة الأحاديث النبوية السابقة التي تلوناها عليك.
وقال (عليه السلام) في كلام له لبعض أصحابه: (فإن ترتفع عنّا وعنهم محن البلوي , أحملهم من الحقّ على محضه) (محض الحق : خالصه, نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمد عبده 2/ 64).
وقال (عليه السلام): (ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّي لم أرد على الله ولا على رسوله ساعة قط) (المستحفظون - بفتح الفاء - : اسم مفعول , أي الذين أودعهم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أمانة سرّه وطالبهم بحفظها. ولم يردّ على الله ورسوله: لم يعارضهما في أحكامهما. نهج البلاغة – تعليق الشيخ محمّد عبده 2: 171 ).
وقال (عليه السلام): في خطبته المسمّاة بـ : ((القاصعة)), التي ذكر فيها قربه من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وملازمته إيّاه منذ الصغر: (... وكان - أي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - يمضغ الشيء ثمّ يلقمنيه, وما وجد لي كذبة في قول , ولا خطلة في فعل) (نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمد عبده 2: 157).
وقال (عليه السلام) من كلام له ينبّه فيه على فضيلته , لقبول قوله وأمره ونهيه: (فو الذي لا إله إلاّ هو! إنّي لعلى جادّة الحق, وإنّهم لعلى مزلّة الباطل) (المزلة: مكان الزلل الموجب للسقوط في الهلكة - نفس المصدر السابق - 2: 172).
وقال (عليه السلام) عندما بلغه خروج طلحة والزبير عليه مع عائشة وإثارتهم الفتن ضدّه: (إنّ معي لبصيرتي, ما لبست ولا لبس عليّ) (نفس المصدر السابق 2: 30).
فهذه الكلمات الواردة عنه (عليه السلام) دالّة بكلّ وضوح على أنّه مع الحق والحق معه, كما أشار إلى ذلك النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في كلماته السابقة التي تلوناها عليك, وهذا هو معنى العصمة التي عنيناها.
وقال (عليه السلام): (عزب رأي امرئ تخلّف عنّي (أي لا رأي لمن تخلّف عنّي, ولم يطعني) ما شككت في الحقّ مذ أريته) .
وقال (عليه السلام) في كتاب بعثه إلى أهل مصر مع مالك الأشتر: (إنّي والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاّع الأرض كلّها ما باليت, ولا استوحشت, وإنّي من ضلالهم الذي هم فيه, والهدى الذي أنا عليه, لعلى بصيرة من نفسي, ويقين من ربّي) (نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمد عبده 3: 120).
وقال (عليه السلام) من خطبة له يذكر فيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته: (فأدّى أميناً, ومضى رشيداً, وخلّف فينا راية الحق, من تقدّمها مرق, ومن تخلّف عنها زهق, ومن لزمها لحق, دليلها مكيث الكلام, بطيء القيام, سريع إذا قام) (المصدر السابق 1: 193).
وقال (عليه السلام): (أنظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم , واتّبعوا أثرهم , فلن يخرجوكم من هدىً , ولن يعيدوكم في ردىً , فإن لبدوا فالبدوا , وإن نهضوا فانهضوا , لا تسبقوهم فتضلّوا , ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا) (المصدر السابق 1: 189) .
إلى غيرها من الأقوال الواردة في نهج البلاغة, والمنتشرة هنا وهناك, الدالّة على عصمته (عليه السلام) وعصمة أهل بيته الكرام (عليهم السلام).
ودمتم في رعاية الله


الساعة الآن 11:13 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team