:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى المجالس النبوية على الحسين ع (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=110)
-   -   ماتم الميلاد (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=1619)

الشيخ محمد العبدالله 12-06-2010 12:42 AM

ماتم الميلاد
 
العنوان: [ الماتم الاول ماتم الميلاد ]
سيرتنا وسنتنا - الشيخ الأميني - ص 49 - 52
- 1 - مأتم الميلاد أقيم هذا المأتم في أول ساعة من ولادة الشهيد المفدى أخرج الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي قال : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد المفسر ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، حدثني أبي ، حدثني علي بن موسى ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن علي ، حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت قبلت جدتك فاطمة بالحسن والحسين فلما ولد الحسن . الحديث بطوله إلى قولها : فلما ولد الحسين فجاءني النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، فأذن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ثم وضعه في حجره وبكى ، قالت أسماء : فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك ؟ قال : على ابني هذا ، قلت : إنه ولد الساعة ، قال : يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي ، ثم قال : يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا ، فإنها قريبة عهد بولادته . الحديث . وأخرجه الحافظ أبو المؤيد الخوارزمي ( 1 ) خليفة الزمخشري في مقتل ‹ صفحة 50 › الحسين ( 1 / 87 - 88 ) بإسناده عن الحافظ البيهقي . وذكره الحافظ محب الدين الطبري في ( ذخاير العقبى : ص 119 ) نقلا عن مسند الإمام أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، والسيد محمود الشيخاني المدني في ( الصراط السوي ) الموجود عندنا بخط السيد المؤلف عن المحب عن المسند . ونحن فصلنا القول في مسند الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من كتابنا الغدير في مبلغ اعتبار مسند الإمام أبي الحسن الرضا لدى أعلام السلف وأخذ أمة من الحفاظ ومشايخ الحديث عنه ، وثقتهم واحتجاجهم به ، وتعاطيهم نسخته بالمال . قال الأميني : لعل هذا أول حفل تأبين أقيم للحسين الطهر الشهيد في الإسلام المقدس بدار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم تسمع أذن الدنيا قبل هذا أن ينعقد لمولود غير وليد الزهراء الصديقة في بسيط الأرض مأتم حين ولدته أمه بدلا من حفل السرور والحبور والتباشير . ولم يقرع قط سمعا نبأ وليد ينعى به منذ استهلاله ، حين قدم مستوى الوجود ، بدل نشيد التهاني ، ويذكر من أول ساعة حياته حديث قتله ومقتله ومصرعه . ولم ينبئ التاريخ من لدن آدم إلى الخاتم عن وليد يهدى إلى أبيه عوض هدايا الأفراح تربة مذبحه حتى يتمكن منه الحزن في أعماق قلبه ، وحبة فؤاده . فكأن يوم ولادة الحسين له شأن خاص لدى الله العلي العظيم ، ذلك تقدير العزيز العليم ، لم يقدره يوم سرور لآل الله ، أهل البيت الطاهر ، وكأن الأسى توأمه في الولادة ، فكدر عليهم صفو العيش ، ونغص طيب حياتهم ، واجتث من تلكم البيوت التي أذن الله أن ترفع ‹ صفحة 51 › ويذكر فيها اسمه أصول المسرة ، وبهجة التداعة ، وجعلها لأهلها دار الحزن . وذلك بعدما فاوض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جبريل ( عليه السلام ) حول أمر ولده القتيل ، وعلم باليقين التام أنه أمر لا مرد له من الله كما جاء فيما أخرجه الحافظ أبو الحسين الدارقطني في مسنده ( 1 ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين أخبره جبريل أن أمته ستقتل حسين بن علي فقال : يا جبريل أفلا أراجع فيه ؟ قال : لا ، لأنه أمر قد كتبه الله . وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحبذ يوم ذاك كتمان هذا النعي من أم ريحانته شفقة وعطفا عليها ، ولحديث عهدها بالولادة ، والأم عطوف حنون ، والمرأة ليس فيها تجلد الرجل تجاه المصائب ، والرضيع أليف ثديها ، وربيب حجرها ، ووردة صدرها طيلة الليل والنهار ، فكيف التصبر لها عندئذ لو اطلعت على مقدرات ولدها ؟ وبأي تنشط وطيب نفس بعد تحاضنه ؟ وبأية أمنية ، ورغبة في أمل ترضعه ، وتقاسي دون تربيته الشدائد ؟ وبأي طمأنينة وسكون خاطر جذلان تداعبه وتلاعبه ؟ وبأي أنشودة فرح تطوف حول مهده وترقده ؟ وبأي لسان وبيان ومقال تناغيه ؟ ولا بد للأم من أن تناغيه . نعم : تناغيه ، وحق لأم الحسين أن تناغيه وأنشودتها : وا حسينا ، وا حسينا ، وا حسينا . أو تقتبس من كلام أبيها الآتي وتناغيه : كربلا يا كربلاء يا كربلا * كربلا لا زلت كرب وبلا ‹ صفحة 52 › أفهل بقي ذلك السر الفجيع مكتوما من الزهراء الصديقة إلى التالي ؟ لاها الله . أنى ، ثم أنى ستيرا إلى النهاية من أم الوليد القتيل وإن كتمه أبوها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبالغ في كتمانه عنها ؟ أنى ثم أنى يتأتى ذلك ، ووفود الملائكة تهبط بإذن ربها يوما بعد يوم ، ومرة بعد أخرى ، في وقت محين ، وميعاد معين ، وتنعى الحسين العزيز ، ويجدد تأبينه حفلا بعد حفل ، والمأتم ينعقد في بيوت أمهات المؤمنين ، وقد أبكى الله عيون نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأزواجه والصحابة الأولين على الحسين ، وتربة كربلاء تنتقل من يد إلى يد ، وأخذت في قارورة كرمز ناطق عن الشهيد المفدى في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمشهد من الكل ومنظر .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 49 › ( 1 ) ترجمنا له في الجزء الرابع من كتابنا الغدير ص 398 - 407 . ‹ هامش ص 51 › ( 1 ) وأخرجه الشيخ الأكبر حافظ دمشق ابن عساكر في تاريخ الشام لدى ترجمة الحسين السبط ( عليه السلام ) .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


الساعة الآن 09:15 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team