![]() |
سهيل بن عمرو يحاول الإستقلال!
سهيل بن عمرو يحاول الإستقلال!
اقتنعت قريش بعد فتح مكة أن العمل العلني ضد محمد صلى الله عليه وآله محكوم بالفشل.. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 159 -------------------------------------------------------------------------------- فركزت جهودها على العمل السياسي المتقن، والعمل السري الصامت، لإبعاد عترته عن الحكم، وجعله في قريش.. ولكن المشكلة عندها أن النبي صلى الله عليه وآله يسير قدماً في ترتيب الأمر من بعده لعلي.. ومن بعده للحسن والحسين، أولاد بنته فاطمة.. وقريش لا تطيق علياً ولا أحداً من بني هاشم.. لذلك قرر قادتها وفي مقدمتهم سهيل بن عمرو أن يقوموا بأنشطة متعددة، منها محاولة جريئة مع النبي صلى الله عليه وآله.. فقد كتبوا اليه ثم جاؤوه وفداً برئاسة سهيل بن عمرو، طالبين اليه أن يرد (اليهم) عدداً من أبنائهم وعبيدهم، الذين تركوا مكة أو مزارعهم في الطائف، وهاجروا الى النبي صلى الله عليه وآله ليتفقهوا في الدين، كما تنص الآية القرآنية! قال سهيل للنبي صلى الله عليه وآله نحن اليوم حلفاؤك، وقد انتهت الحرب بيننا وتصالحنا، وأنا الذي وقعت الصلح السابق معك في الحديبية! وهؤلاء أولادنا وعبيدنا هربوا منا وجاؤوك، ولم يأتوك ليتفقهوا في الدين كما زعموا، ثم إن كانت هذه حجتهم فنحن نفقههم في الدين، فأرجعهم الينا!! ومعنى هذا الطلب البسيط من زعيم قريش الجديد: أن قريشاً حتى بعد فتح مكة واضطرارها الى خلع سلاحها وإسلامها تحت السيف.. تريد من النبي صلى الله عليه وآله الإعتراف بأنها وجودٌ سياسيٌّ مستقل، في مقابل النبي صلى الله عليه وآله ودينه ودولته!! ـ روى الترمذي في: 5|298 عن ربعي بن حراش قال: أخبرنا علي بن أبي طالب بالرحبة فقال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا يارسول الله: خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا، وليس لهم فقه في الدين، وإنما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا، فارددهم إلينا فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 160 -------------------------------------------------------------------------------- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يامعشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن الله قلوبهم على الإيمان! قالوا من هو يارسول الله؟ فقال له أبو بكر: من هو يارسول الله؟ وقال عمر: من هو يارسول الله؟ قال هو خاصف النعل، وكان أعطى علياً نعله يخصفها. هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي. ـ وروى أبو داود: 1|611 عن ربعي بن حراش عن علي بن أبي طالب قال: خرج عبدانٌ الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني يوم الحديبية قبل الصلح، فكتب إليه مواليهم فقالوا: يا محمد والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك، وإنما خرجوا هرباً من الرق! فقال ناسٌ: صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا! وأبى أن يردهم وقال: هم عتقاء الله عز وجل. انتهى. ولا يغرك ذكر الحديبية في الحديث، فهذا من أساليب الرواة القرشيين في التزوير فالحادثة وقعت بعد فتح مكة، ولو كانت قبله لطالب سهيلٌ النبي صلى الله عليه وآله بالوفاء لهم بشرطهم، لأنهم شرطوا على النبي صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية أن يرد اليهم من يأتيه منهم، ولا يردون اليه من يأتيهم من المسلمين! ولو كانت قبل فتح مكة، لكانت مطالبةً بشرطهم، وما استحقت هذا الغضب النبوي الشديد، وهو لا يغضب إلا بحق، ولا يغضب إلا لغضب الله تعالى، ولا يرضى إلا بما يرضي الله تعالى! -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 161 -------------------------------------------------------------------------------- ولو كانت قبل فتح مكة وقبل (دخول) قريش في الإسلام لما قالوا في مطالبتهم بأولادهم وعبيدهم المهاجرين (سنفقههم) فهذا لا يقوله إلا الطلقاء الذين يدعون الاسلام وفقه الإسلام! كما أن بعض الروايات قد صرحت بأن الحادثة كانت بعد فتح مكة! ـ قال الحاكم في المستدرك: 2|138 عن ربعي بن حراش عن علي رضي الله عنه قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة، أتاه ناس من قريش فقالوا: يا محمد إنا حلفاؤك وقومك، وإنه لحق بك أرقاؤنا ليس لهم رغبة في الإسلام، وإنما فروا من العمل فارددهم علينا! فشاور أبا بكر في أمرهم فقال: صدقوا يا رسول الله! فقال لعمر ما ترى؟ فقال مثل قول أبي بكر. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يامعشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلاً منكم امتحن الله قلبه للايمان، فيضرب رقابكم على الدين! فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل في المسجد، وقد كان ألقى نعله الى علي يخصفها.. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وروى نحوه في 4|298، وصححه على شرط مسلم وفيه (لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة أتاه ناس من قريش... يا معشر قريش لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلاً فيضرب أعناقكم على الدين، ثم قال: أنا، أو خاصف النعل، قال علي: وأنا أخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله) انتهى. ورواه في كنز العمال: 13|174، وقال: (ش وابن جرير، ك، ويحيى بن سعيد في إيضاح الإشكال). |
موضوع حقيقة يكشف مدى عدالة الصحابة (كل من لقي النبي) ويكشف حجم عمر وابو بكر
|
الساعة الآن 11:43 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010