![]() |
درس اخلاق القاه سماحة المرجع العارف الشيخ شمس الدين الواعظي
المحاضرة الاولى: التمهيد الدرس الأول: التمهيد بسم الله الرحمن الرحيم لا يخفى بان الإنسان اجتماعي ومدني بطبعه وبما ان هذا مفروغ عنه فأصبح من المسلمات بأنه لا يمكنه العيش إلا في إطار المجتمع باحتياجه إلى الكل واحتياج الكل إليه هذا كله عندما نكون نحن والفطرة أو الجبلة التي فطر عليها هذا الكائن، ومن جهة شرعية فهذا القران الكريم يقول {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13ويقول نبي الإنسانية جمعاء (إنما المسلون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ويقول سيد الأوصياء ( ....فإنهم صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) اذن فثبت لنا عقلا ونقلا ان الإنسان اجتماعي مدني، فإذا كان كذلك فلا بد لنا ان نعلم ان في الكون شركاء مع الإنسان والحيوان والنبات والجماد لكل من هذه الأصناف حق في هذه الحياة، وبما ان الإنسان اشرف هذه المخلوقات على هذا الكوكب فلا بد له ان يحدد مسؤوليته فيه التي قد تكون في كثير من الأحيان ليست بصحيحة، فلا بد من تقنين قانون لها ليسلك بها طريق الفضيلة مبتعدا عن الرذيلة لينعم بالعيش مع شركائه من أبناء جنسه أو المخلوقات الأخرى وهذا لابد له من علم خاص به وهو علم الأخلاق ولهذا العلم ميزة تختلف عن بقية العلوم الأخرى لأنه معني بترتيب وإصلاح هذه النفس البشرية، فان صلحت صلح بها المجتمع فبتربيته للنفس البشرية يتضح حقوق الحيوان والنبات بل وحتى الجمادات من الكنوز وغيرها ضمن الإطار الأخلاقي هذا كله من خلال معرفتة الإنسان لنفسه، فينعكس ذلك على حياته العملية، بتنظيم سيرته وسلوكه ظاهرة وباطنه فردية كانت أو جماعية ولذا نرى ان كل الأديان السماوية تسعى إلى هذه الحقيقة الرائعة في ذاتها وتحس بجمالية هذه الحقيقة وعندما نرى هذا المخلوق يسعى بالسعادة لنفسه للآخرين ثم تنعكس هذه على آخرته، حيث انه يضمن رضا الله تعالى بما قدمت يداه في هذه الحياة الدنيا .الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين ولذا يقول إمامنا أمير المؤمنين (عليه السلام): (ولولا المربي لما عرفت ربي) فهي النقطة الأساس في معرفة النفس، والتي بها يعرف الآخر وكذلك يعرف الخالق جل وعلا من خلال الأخلاق ، وقد أوضح لنا نبي الإنسانية العظيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الأمر من خلال حديثه الشريف الذي لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى إذ يقول (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) أي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لم ينفٍ الأخلاق عن من سبقه من الأمم، وكذا المكارم ولكنه (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء بتميم هذه المكارم برسالته وروحه الطاهرة ومن المعلوم قد كتب في هذا المجال وقيل فيه الكثير الكثير ولكننا في كل عصر ومصر نحتاج إلى الأخلاق ولكل زمن أسلوبه وطريقته الخاصة ولا بد من التجديد وعدم الوقوف عند نقطة معينة لأن الناس عامة تحتاج إلى عامل الأخلاق كحاجتها للغذاء والماء..... والله المستعان ومنه استمد عوني في هذا المجال اسأله التوفيق والسداد لرفعة راية الإسلام وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الدرس الاول |
الساعة الآن 11:37 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010