:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   منتدى حوار العلماء الشيعة مع السنة (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   الحوار الذي دار بين السيد شرف الدين وبين مفتي الازهر مفتوح للمشاركات (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=69)

الشيخ محمد العبدالله 05-29-2010 10:20 PM

الحوار الذي دار بين السيد شرف الدين وبين مفتي الازهر مفتوح للمشاركات
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد والصلاة على النبي واله
فهذه مجموعة من الحوارات الشيعية السنية العلمية البعيدة عن لغة الشتائم والملتزمة بالتي هي احسن واتماما للفائدة فانها مفتوحة لمشاركاتكم وابداء وجهات نظركم وللمناقشة والرجاء ان تكون المناقشات مرتبطة بما يطرح هنا وان تكون مرتبة بحسب المواضيع

الشيخ محمد العبدالله 05-29-2010 10:25 PM

السؤال الاول من مفتي الازهر لسيد شرف الدين
 
المحاور السني

1- لم لا تأخذ الشيعة بمذاهب الجمهور
2 - الحاجة إلى الاجتماع
3 - لا يلم الشعث إلا بمذاهب الجمهور

تفصيل

1 - إنما أسألك الآن عن السبب في عدم أخذكم بمذاهب الجمهور من المسلمين ، أعني مذهب الأشعري في أصول الدين ، والمذاهب الأربعة في الفروع ، وقد دان بها السلف الصالح ، ورأوها أعدل المذاهب وأفضلها ، واتفقوا على التعبد بها في كل عصر ومصر ، وأجمعوا على عدالة أربابها واجتهادهم ، وأمانتهم وورعهم وزهدهم ونزاهة أعراضهم ، وعفة نفوسهم ، وحسن سيرتهم ، وعلو قدرهم علما وعملا .
2 - وما أشد حاجتنا اليوم إلى وصل حبل الشمل ، ونظم عقد الاجتماع بأخذكم بتلك المذاهب تبعا للرأي العام الاسلامي ، وقد عقد أعداء الدين ضمائرهم على الغدر بنا وسلكوا في نكايتنا كل طريق ، أيقظوا لذلك ‹ صفحة 60 › آراءهم ، وأسهروا قلوبهم ، والمسلمون غافلون ، كأنهم في غمرة ساهون ، وقد أعانوهم على أنفسهم ، حيث صدعوا شعبهم ، ومزقوا بالتحزب والتعصب شملهم ، فذهبوا أيادي ، وتفرقوا قددا ، يضلل بعضهم بعضا ، ويتبرأ بعضهم من بعض ، وبهذا ونحوه افترستنا الذئاب ، وطمعت بنا الكلاب .
3 - فهل تجدون غير الذي قلناه ، هداكم الله إلى لم هذا الشعث سبيلا ، فقل تسمع ومر تطع ، ولك السلام .

الشيخ محمد العبدالله 05-29-2010 10:33 PM

المحاور الشيعي


1 - الأدلة الشرعية تفرض مذهب أهل البيت
2 - لا دليل على وجوب الأخذ بمذاهب الجمهور
3 - أهل القرون الثلاثة لا يعرفونها
4 - الاجتهاد ممكن
5 - يلم الشعث باحترام مذهب أهل البيت

تفصيل

1 – إن تعبدنا في الأصول بغير المذهب الأشعري وفي الفروع بغير المذاهب الأربعة لم يكن لتحزب أو تعصب ، ولا للريب في اجتهاد أئمة تلك المذاهب ، ولا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم وجلالتهم علما وعملا .
لكن الأدلة الشرعية أخذت بأعناقنا إلى الأخذ بمذهب الأئمة من أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي والتنزيل ، فانقطعنا إليهم في فروع الدين وعقائده ، وأصول الفقه وقواعده ، ومعارف السنة والكتاب ، وعلوم الأخلاق والسلوك والآداب ، نزولا على حكم الأدلة والبراهين ، وتعبدا بسنة سيد النبيين والمرسلين ، صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين .
ولو سمحت لنا الأدلة بمخالفة الأئمة من آل محمد ، أو تمكنا من تحصيل نية القربة لله سبحانه في مقام العمل على مذهب غيرهم لقصصنا أثر الجمهور ، وقفونا إثرهم ، تأكيدا لعقد الولاء ، وتوثيقا لعرى الإخاء ، لكنها الأدلة القطعية تقطع على المؤمن وجهته ، وتحول بينه وبين ما يروم .

2على أنه لا دليل للجمهور على رجحان شئ من مذاهبهم ، فضلا عن وجوبها وقد نظرنا في أدلة المسلمين نظر الباحث المحقق بكل دقة واستقصاء ، فلم نجد فيها ما يمكن القول بدلالته على ذلك ، إلاما ذكرتموه من اجتهاد أربابها وأمانتهم وعدالتهم وجلالتهم .
لكنكم تعلمون أن الاجتهاد والأمانة والعدالة والجلالة غير محصورة بهم ، فكيف يمكن - والحال هذه - أن تكون مذاهبهم واجبة على سبيل التعيين ؟ وما أظن أحدا يجرؤ على القول بتفضيلهم - في علم أو عمل - على أئمتنا وهم أئمة العترة الطاهرة وسفن نجاة الأمة ، وباب حطتها ، وأمانها من الاختلاف في الدين ، وأعلام هدايتها ، وثقل رسول الله ، وبقيته في أمته ، وقد قال صلى الله عليه وآله : فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ( 4 ) لكنها السياسة ، وما أدراك ما اقتضت في صدر الاسلام .
والعجب من قولكم أن السلف الصالح دانوا بتلك المذاهب ، ورأوها أعدل المذاهب وأفضلها ، واتفقوا على التعبد بها في كل عصر ومصر ، كأنكم لا تعلمون بأن الخلف والسلف الصالحين من شيعة آل محمد - وهم نصف المسلمين في المعنى - إنما دانوا بمذهب الأئمة من ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلم يجدوا عنه حولا ، وأنهم على ذلك من عهد علي وفاطمة إلى الآن ، حيث لم يكن الأشعري ولا واحد من أئمة المذاهب الأربعة ولا آباؤهم ، كما لا يخفى .

3 على أن أهل القرون الثلاثة مطلقا لم يدينوا بشئ من تلك المذاهب أصلا ، وأين كانت تلك المذاهب عن القرون الثلاثة ؟ - وهي خير القرون - وقد ولد الأشعري سنة سبعين ومئتين ، ومات سنة نيف وثلاثين وثلاث مئة ( 5 ) وابن حنبل ولد سنة أربع وستين ومئة ، ومات سنة إحدى وأربعين ومئتين ( 6 ) والشافعي ولد سنة خمسين ومئة ، وتوفي سنة مئتين وأربع ( 7 ) وولد مالك سنة خمس وتسعين ( 1 ) ومات سنة تسع وسبعين ومئة ( 8 ) وولد أبو حنيفة سنة ثمانين ، وتوفي سنة خمسين ومئة ( 9 ) .
والشيعة يدينون بمذهب الأئمة من أهل البيت - وأهل البيت أدرى بالذي فيه - وغير الشيعة يعملون بمذاهب العلماء من الصحابة والتابعين ، فما الذي أوجب على المسلمين كافة بعد القرون الثلاثة - تلك المذاهب دون غيرها من المذاهب التي كان معمولا بها من ذي قبل ؟
وما الذي عدل بهم عن أعدال كتاب الله وسفرته وثقل رسول الله وعيبته ، وسفينة نجاة الأمة وقادتها وأمانها وباب حطتها ؟ !

4وما الذي ارتج باب الاجتهاد في وجوه المسلمين بعد أن كان في القرون الثلاثة مفتوحا على مصراعيه ؟
لولا الخلود إلى العجز والاطمئنان إلى الكسل والرضا بالحرمان ، والقناعة بالجهل ، ومن ذا الذي يرضى لنفسه أن يكون - من حيث يشعر أو لا يشعر - قائلا بأن الله عز وجل لم يبعث أفضل أنبيائه ورسله بأفضل أديانه وشرائعه ؟
ولم ينزل عليه أفضل كتبه وصحفه ، فأفضل حكمه ونواميسه ، ولم يكمل له الدين ، ولم يتم عليه النعمة ، ولم يعلمه علم ما كان وعلم ما بقي ، إلا لينتهي الأمر في ذلك كله إلى أئمة تلك المذاهب فيحتكروه لأنفسهم ، ويمنعوا من الوصول إلى شئ منه عن طريق غيرهم ، حتى كأن الدين الاسلامي بكتابه وسنته ، وسائر بيناته وأدلته من أملاكهم الخاصة ، وأنهم لم يبيحوا التصرف به على غير رأيهم ، فهل كانوا ورثة الأنبياء ، أم ختم الله بهم الأوصياء والأئمة ، وعلمهم علم ما كان وعلم ما بقي ، وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ؟
كلا بل كانوا كغيرهم من أعلام العلم ورعاته ، وسدنته ودعاته ، وحاشا دعاة العلم أن يوصدوا بابه ، أو يصدوا عن سبيله ، وما كانوا ليعتقلوا العقول والأفهام ولا ليسملوا أنظار الأنام ، ولا ليجعلوا على القلوب أكنة ، وعلى الأسماع وقرا ، وعلى الأبصار غشاوة ، وعلى الأفواه كمامات ، وفي الأيدي والأعناق أغلالا وفي الأرجل قيودا ، لا ينسب ذلك إليهم إلا من افترى عليهم ، وتلك أقوالهم تشهد بما نقول .

5 – هلم بنا إلى المهمة التي نبهتنا إليها من لم شعث المسلمين ، والذي أراه أن ذلك ليس موقوفا على عدول الشيعة عن مذهبهم ، ولا على عدول السنة عن مذهبهم وتكليف الشيعة بذلك دون غيرهم ترجيح بلا مرجح ، بل ترجيح للمرجوح ، بل تكليف بغير المقدور ، كما يعلم مما قدمناه .
نعم يلم الشعث وينتظم عقد الاجتماع بتحريركم مذهب أهل البيت ، واعتباركم إياه كأحد مذاهبكم ، حتى يكون نظر كل من الشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية إلى شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كنظر بعضهم إلى بعض ، وبهذا يجتمع شمل المسلمين وينتظم عقد اجتماعهم . والاختلاف بين مذاهب أهل السنة لا يقل عن الاختلاف بينها وبين مذهب الشيعة ( 10 ) تشهد بذلك الألوف المؤلفة في فروع الطائفتين وأصولهما ، فلماذا ندد المنددون منكم بالشيعة في مخالفتهم لأهل السنة ، ولم ينددوا بأهل ألسنة في مخالفتهم للشيعة ( 11 ) ؟ بل في مخالفة بعضهم لبعض ، فإذا جاز أن تكون المذاهب أربعة ، فلماذا لا يجوزأن تكون خمسة ؟
وكيف يمكن أن تكون الأربعة موافقة لاجتماع المسلمين ، فإذا زادت مذهبا خامسا تمزق الاجتماع ، وتفرق المسلمون طرائق قددا ؟
وليتكم إذا دعوتمونا إلى الوحدة المذهبية دعوتم أهل المذاهب الأربعة إليها ، فإن ذلك أهون عليكم وعليهم ( 12 ) ولم خصصتمونا بهذه الدعوة ؟
فهل ترون أتباع أهل البيت سببا في قطع حب الشمل ونثر عقد الاجتماع ، وأتباع غيرهم موجبا لاجتماع القلوب واتحاد العزائم وإن اختلفت المذاهب والآراء ، وتعددت المشارب والأهواء ، ما هكذا الظن بكم ، ولا المعروف من مودتكم في القربى والسلام .

ذكر ابن خلكان في أحوال مالك من وفيات الأعيان أن مالكا بقي جنينا في بطن أمه ثلاث سنوات ، ونص على ذلك ابن قتيبة حيث ذكر مالكا في أصحاب الرأي من كتابه المعارف ص 170 ، وحيث أورد جماعة زعم أنهم قد حملت بهم أمهاتهم أكثر من وقت الحمل صفحة 198 من المعارف أيضا .

الشيخ محمد العبدالله 05-29-2010 10:40 PM

الكلام الثاني من مفتي الازهر لسيد شرف الدين وهو المراجعة الخامسة
 
المحاور السني


1 - اعترافه بما قلنا
2 - التماسه الدليل على سبيل التفصيل
تفصيل
1 - أخذت كتابك الكريم مبسوط العبارة ، مشبع الفصول ، مقبول الأطناب ، حسن التحرير ، شديد المراء قوي اللداد ، لم يدخر وسعا في بيان عدم وجوب اتباع شئ من مذاهب الجمهور في الأصول والفروع ، ولم يأل جهدا في إثبات بقاء باب الاجتهاد مفتوحا . فكتابك قوي الحجة في المسألتين ، صحيح الاستدلال على كل منهما ، ونحن لا ننكر عليك الامعان في البحث عنهما ، واستجلاء غوامضهما ، وإن لم يسبق منا التعرض لهما صريحا - والرأي فيهما ما رأيت - .

2 - وإنما سألناك عن السبب في إعراضكم عن تلك المذاهب التي أخذ بها جمهور المسلمين ، فأجبت بأن السبب في ذلك إنما هو الأدلة الشرعية وكان عليك بيانها تفصيلا ، فهل لك أن تصدع الآن بتفصيلها من الكتاب أو السنة أدلة قطعية تقطع - كما ذكرت - على المؤمن وجهته ، وتحول بينه وبين ما يروم ، ولك الشكر والسلام .

الشيخ محمد العبدالله 05-30-2010 05:04 PM

المحاور الشيعي

س المراجعة 6 رقم : 12 ذي القعدة سنة 1329

1 - الالماع إلى الأدلة على وجود أتباع العترة .
2 - أمير المؤمنين يدعو إلى مذهب أهل البيت
3 - كلمة للإمام زين العابدين في ذلك إنكم

تفصيل

( بحمد الله ) ممن تغنيه الكتابة عن التصريح ، ولا يحتاج مع الإشارة إلى توضيح ، وحاشا لله أن تخالطكم - في أئمة العترة الطاهرة - شبهة ، أو تلابسكم - في تقديمهم على من سواهم - غمة ، وقد آذن أمرهم بالجلاء ، فأربوا على الأكفاء وتميزوا عن النظراء ، ‹ صفحة 66 › حملوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علوم النبيين ، وعقلوا عنه أحكام الدنيا والدين .

1 – ولذا قرنهم بمحكم الكتاب وجعلهم قدوة لأولي الألباب ، وسفنا للنجاة إذا طغت لجج النفاق ، وأمانا للأمة من الاختلاف إذا عصفت عواصف الشقاق ، وباب حطة يغفر لمن دخلها ، والعروة الوثقى لا انفصام لها ( 13 ) .

2 – وقد قال أمير المؤمنين ( 1 ) " فأين تذهبون وأنى تؤفكون ؟ ، والأعلام قائمة والآيات واضحة ، والمنار منصوبة فأين يتاه بكم ، بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق ، وأعلام الدين وألسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم العطاش .
أيها الناس خذوها ( 2 ) من خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم إنه يموت من مات منا وليس بميت ، ويبلى من بلي منا وليس ببال ، فلا تقولوا بما لا تعرفون فإن أكثر الحق فيما تنكرون ، وأعذروا من لا حجة لكم عليه وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ( 3 ) وأترك فيكم الثقل الأصغر ، وركزت فيكم راية الإيمان . . . . الخ " ( 14 ) وقال عليه السلام ( 4 ) : " انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتظلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا " ( 15 )
وذكرهم عليه السلام مرة فقال ( 1 ) : " هم عيش العلم وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق في نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل " ( 16 ) .

وقال عليه السلام من خطبة أخرى ( 2 ) " عترته خير العتر وأسرته خير الأسر وشجرته خير الشجر نبتت في حرم وبسقت في كرم لها فروع طوال وثمرة لا تنال " ( 17 ) .

وقال عليه السلام ( 3 ) : " نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا - إلى أن قال في وصف العترة الطاهرة - : فيهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يسبقوا ، فليصدق رائد أهله ، وليحضر عقله " ( 18 ) ، الخطبة .

وقال عليه السلام من خطبة له ( 4 ) " واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ، فالتمسوا ذلك من عند أهله ، ‹ صفحة 68 › فإنهم عيش العلم ، وموت الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق " ( 19 ) .
إلى كثير من النصوص المأثورة عنه في هذا الموضوع نحو قوله عليه السلام : " بنا اهتديتم في الظلماء ، وتسنمتم العلياء ، وبنا انفجرتم عن السرار ( 1 ) وقر سمع لم يفقه الواعية " ( 20 ) ، الخطبة ( 2 )

وقوله ( 3 ) : " أيها الناس استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متعظ ، وامتاحوا من صفو عين قد روقت من الكدر " ( 21 ) الخطبة .

وقوله ( 4 ) : " نحن شجرة النبوة ، ومحط الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم - ناظرنا ومحبنا ينتظر الرحمة ، وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة " ( 22 ) .

وقوله ( 5 ) : " أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم . بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى .

إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم - إلى أن قال عمن خالفهم - : آثروا عاجلا وأخروا آجلا ، وتركوا صافيا ، وشربوا آجنا " ( 23 ) إلى آخر كلامه .

وقوله ( 1 ) " فإنه من مات منكم على فراشه ، وهو على معرفة حق ربه ، وحق رسوله ، وأهل بيته ، مات شهيدا ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام إصلاته لسيفه " ( 24 ) .

وقوله عليه السلام : " نحن النجباء ، وأفراطنا إفراط الأنبياء ، وحزبنا حزب الله عز وجل ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا ( 2 ) " ( 25 ) .

وخطب الإمام المجتبى أبو محمد الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة فقال : " اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم " ( 26 ) الخطبة ( 3 ) .

3وكان الإمام أبو محمد علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين ، إذا تلا قوله تعالى * ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) * يدعو الله عز وجل دعاء طويلا ، يشتمل على طلب اللحوق بدرجة الصادقين والدرجات العلية ، ويتضمن وصف المحن وما انتحلته المبتدعة المفارقة لأئمة الدين ، والشجرة النبوية ثم يقول : " وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا ، واحتجوا بمتشابه القرآن ، فتأولوا بآرائهم ، واتهموا مأثور الخبر فينا - إلى أن قال : فإلى من يفزع خلف هذه الأمة ، وقد درست أعلام هذه الملة ، ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف ، يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول :
* ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) *
فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة ، وتأويل الحكم ؟ إلا أعدال الكتاب وأبناء أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، الذين احتج الله بهم على عباده ، ولم يدع الخلق سدى من غير حجة هل تعرفونهم أو تجدونهم ؟ إلا من فروع الشجرة المباركة ، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ، وبرأهم من الآفات ، وافترض مودتهم في الكتاب " ( 27 ) .

هذا كلامه ( 1 ) عليه السلام بعين لفظه .
فأمعن النظر فيه ، وفيما تلوناه عليك من كلام أمير المؤمنين ، تجدهما يمثلان مذهب الشيعة في هذا الموضوع بأجلى مظاهره .
واعتبر هذه الجملة من كلامهما ، نموذجا لأقوال سائر الأئمة من أهل البيت ، فإنهم مجمعون على ذلك ، وصحاحنا عنهم في هذا متواترة . والسلام .

الهوامش الضرورية للمصادر

‹ هامش ص 66 ›

( 1 ) كما في صفحة 152 من الجزء الأول من النهج من الخطبة 83 .

( 2 ) أي خذوا هذه القضية عنه صلى الله عليه وآله وهي ( إنه يموت الميت من أهل البيت وهو في الحقيقة غير ميت ) لبقاء روحه ساطعة النور في عالم الظهور ، كذا قال الشيخ محمد عبده وغيره .

( 3 ) عمل أمير المؤمنين بالثقل الأكبر وهو القرآن ، وترك الثقل الأصغر وهو ولداه ، ويقال عترته قدوة للناس كذا قال الشيخ محمد عبده وغيره من شارحي النهج .

( 4 ) كما في صفحة 189 من الجزء الأول من النهج من الخطبة 93 .

‹ هامش ص 67 ›

( 1 ) كما في صفحة 259 من الجزء الثاني من النهج من الخطبة 234 .

( 2 ) كما في صفحة 185 من الجزء الأول من النهج من الخطبة 90 .

( 3 ) كما في صفحة 58 من الجزء الثاني من النهج من الخطبة 150 .

( 4 ) كما في صفحة 43 من الجزء الثاني من النهج من الخطبة 143 [ طبعة الاستقامة ]

‹ هامش ص 68 ›

( 1 ) قال الشيخ محمد عبده في تعليقه : السرار - كسحاب وكتاب - آخر ليلة من الشهر يختفي فيها القمر .
وانفجرتم : دخلتم في الفجر ، والمراد كنتم في ظلام حالك ، وهو ظلام الشرك والضلال ، فصرتم إلى ضياء ساطع بهدايتنا وإرشادنا . والضمير لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم والإمام ابن عمه ونصيره في دعوته .

( 2 ) هي الخطبة 3 صفحة 33 من الجزء الأول من النهج [ طبعة الاستقامة بمصر]

( 3 ) كما في الصفحة 201 من الجزء الأول من النهج من الخطبة 101 [ ط الاستقامة بمصر ] .

( 4 ) في آخر الخطبة 105 آخر صفحة 214 من الجزء الأول من النهج .
وقال ابن عباس " نحن أهل البيت شجرة النبوة ومختلف الملائكة وأهل بيت الرسالة وأهل بيت الرحمة ومعدن العلم " نقل هذه الكلمة عنه جماعة من إثبات السنة ، وهي موجودة في آخر باب خصوصياتهم صفحة 142 من الصواعق المحرقة لابن حجر [ ط الميمنية بمصر 1312 ه‍ ] .

( 5 ) من كلام له 140 صفحة 36 من الجزء الثاني من النهج [ ط الاستقامة .

الشيخ محمد العبدالله 06-01-2010 07:59 PM

المحاور السني


1 - طلب البينة من كلام الله ورسوله .
2 - الاحتجاج بكلام أئمة أهل البيت دوري

تفصيل

1 - هاتها بينة من كلام الله ورسوله ، تشهد لكم بوجوب اتباع الأئمة من أهل البيت دون غيرهم ، ودعنا من هذا المقام في كلام غير الله ورسوله .

2 - فإن كلام أئمتكم لا يصلح لأن يكون حجة على خصومهم والاحتجاج به في هذه المسألة دوري كما تعلمون .

الشيخ محمد العبدالله 06-01-2010 09:01 PM

المراجعة رقم 8
المحاور الرئيسية

1 - الغفلة عما أشرنا إليه
2 - الغلط في لزوم الدور
3 - حديث الثقلين 4 - تواتره
5 - ضلال من لم يستمسك بالعترة
6 - تمثيلهم بسفينة نوح وباب حطة وهم الأمان من الاختلاف في الدين - 7 - ما المراد بأهل البيت هنا
8 - الوجه في تشبيههم بسفينة نوح وباب حطة .


تفصيل الكلام



1 - نحن ما أهملنا البينة من كلام النبي صلى الله عليه وآله .
بل أشرنا إليها في أول مراجعتنا صريحة بوجوب اتباع الأئمة من أهل البيت دون غيرهم .
وذلك حيث قلنا أنه صلى الله عليه وآله قرنهم بمحكم الكتاب ، وجعلهم قدوة لأولي الألباب ، وسفن النجاة ، وأمان الأمة ، وباب حطة ، إشارة إلى المأثور في هذه المضامين من السنن الصحيحة ، والنصوص الصريحة .
وقلنا أنكم ممن تغنيه الكناية عن التصريح ، ولا يحتاج مع الإشارة إلى توضيح
2 - فكلام أئمتنا إذن يصلح - بحكم ما أشرنا إليه - لأن يكون ‹ صفحة 72 › حجة على خصومهم ، ولا يكون الاحتجاج به في هذه المسألة دوريا كما تعلمون . 3 - وإليك بيان ما أشرنا إليه من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أهاب في الجاهلين ، وصرخ في الغافلين ، فنادى :
" يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ( 1 ) ( 28 )
وقال صلى الله عليه وآله : " إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " ( 2 ) ( 29 ) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 3 ) ( 30 ) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 4 ) ( 31 )
وقال صلى الله عليه وآله ‹ صفحة 73 › وسلم : " إني أوشك أن أدعى ، فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي . كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي . وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " ( 1 ) ( 32 )
ولما رجع صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن فقال : " كأني دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . - ثم قال - : إن الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن - ثم أخذ بيد علي فقال - : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " ( 33 ) الحديث بطوله ( 2 ) .
وعن عبد الله بن حنطب قال : " خطبنا رسول الله بالجحفة فقال : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال فإني سائلكم عن اثنين : القرآن وعترتي " ( 3 ) ( 34 ) .
‹ صفحة 74 ›
4 - والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة .
وقد صدع بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواقف له شتى ، تارة يوم غدير خم كما سمعت ، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع ، وتارة بعد انصرافه من الطائف ، ومرة على منبره في المدينة ، وأخرى في حجرته المباركة في مرضه ، والحجرة غاصة بأصحابه ،
إذ قال : " أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب الله [ ربي خ ل ] عز وجل ، وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : " هذا علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " ( 35 ) الحديث ( 1 ) . وقد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور ، حتى قال ابن حجر - إذ أورد حديث الثقلين - : "
ثم اعلم لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا " ( قال ) : ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه ، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه . وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر ( قال ) : ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة " ( 36 ) إلى آخر كلامه ( 2 ) .
‹ صفحة 75 › وحسب أئمة العترة الطاهرة أن يكونوا عند الله ورسوله بمنزلة الكتاب ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وكفى بذلك حجة تأخذ بالأعناق إلى التعبد بمذهبهم ، فإن المسلم لا يرتضي بكتاب الله بدلا ، فكيف يبتغي عن اعداله حولا .
5 - على أن المفهوم من قوله : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي " إنما هو ضلال من لم يستمسك بهما معا كما لا يخفى . ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين عند الطبراني : " فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " ( 37) .
قال ابن حجر : " وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم - فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم - دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره " ( 38 ) إلى آخر كلامه ( 2 )
6 - ومما يأخذ بالأعناق إلى أهل البيت ، ويضطر المؤمن إلى الانقطاع في الدين إليهم ، قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن ‹ صفحة 76 › تخلف عنها غرق " ( 1 ) ( 39 ) .
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق .
وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له "
( 2 ) ( 40 ) .
وقوله صلى الله عليه وآله : " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ( في الدين ) فإذا خالفتها قبيلة من العرب ( يعني في أحكام الله عز وجل ) اختلفوا فصاروا حزب إبليس " ( 3 ) ( 41 ) .
هذا غاية ما في الوسع من إلزام الأمة باتباعهم ، وردعها عن مخالفتهم .
وما أظن في لغات البشر كلها أدل من هذا الحديث على ذلك .
7 - والمراد بأهل بيته هنا مجموعهم من حيث المجموع باعتبار أئمتهم ، وليس المراد جميعهم على سبيل الاستغراق ، لأن هذه المنزلة ليست إلا لحجج الله والقوامين بأمره خاصة ، بحكم العقل والنقل . وقد اعترف بهذا جماعة من أعلام الجمهور ، ففي الصواعق المحرقة لابن حجر . وقال بعضهم : " يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان ، علماؤهم لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ، والذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون ( قال ) : " وذلك عند نزول المهدي لما يأتي في أحاديثه أن عيسى يصلي خلفه ، ويقتل الدجال في زمنه ، وبعد ذلك تتتابع الآيات " ( 42 ) إلى آخر كلامه ( 4 ) .
وذكر في ‹ صفحة 77 › مقام آخر أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله : " ما بقاء الناس بعدهم ، قال : بقاء الحمار إذا كسر صلبه " ( 1 ) ( 43 ) .
8 - وأنت تعلم أن المراد بتشبيههم عليهم السلام بسفينة نوح ، أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله عن أئمتهم الميامين نجا من عذاب النار ، ومن تخلف عنهم كان كمن آوى ( يوم الطوفان ) إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أن ذاك غرق في الماء وهذا في الحميم والعياذ بالله .
والوجه في تشبيههم عليهم السلام بباب حطة هو أن الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والخضوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة . وقد جعل انقياد هذه الأمة لأهل بيت نبيها والاتباع لأئمتهم مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة . هذا وجه الشبه ، وقد حاوله ابن حجر إذ قال ( 2 ) - بعد أن أورد هذه الأحاديث وغيرها من أمثالها - : " ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم ، وأخذ بهدي علمائهم نجا ، من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان ) .
إلى أن قال ( 3 ) : ( وباب حطة - يعني ووجه تشبيههم ‹ صفحة 78 › بباب حطة - أن الله تعالى جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحاء أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة ، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا لها " ( 44 ) ا ه‍ . والصحاح في وجوب اتباعهم متواترة ، ولا سيما من طريق العترة الطاهرة ، ولولا خوف السأم ، لأطلقنا في استقصائها عنان القلم ، لكن الذي ذكرناه كاف لما أردناه . . . والسلام .

الفهارس الضرورية للمشاركة الاخيرة
‹ هامش ص 72 ›
( 1 ) أخرجه الترمذي والنسائي عن جابر . ونقله عنهما المتقي الهندي في أول باب الاعتصام بالكتاب والسنة من كنز العمال ص 44 من جزئه الأول .
( 2 ) أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم وهو الحديث 874 من أحاديث كنز العمال في ص 44 من جزئه الأول .
( 3 ) أخرجه الإمام أحمد من حديث زيد بن ثابت بطريقين صحيحين أحدهما في أول صفحة 182 ، والثاني في آخر صفحة 189 من الجزء الخامس من مسنده . وأخرجه الطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت أيضا وهو الحديث 873 من أحاديث الكنز ص 44 من جزئه الأول .
( 4 ) أخرجه الحاكم في ص 148 من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال : " هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه " . وأخرجه الذهبي في تلخيص المستدرك معترفا بصحته على شرط الشيخين .
‹ هامش ص 73 ›
( 1 ) أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري من طريقين أحدهما في آخر ص 17 ، والثاني في آخر ص 26 من الجزء الثالث من مسنده وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن سعد عن أبي سعيد وهو الحديث 945 من أحاديث الكنز في ص 47 من جزئه الأول .
( 2 ) أخرجه الحاكم عن زيد بن أرقم مرفوعا في صفحة 109 من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله . وأخرجه عن طريق آخر عن زيد بن أرقم في ص 533 من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، قلت : وأورده الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته .
( 3 ) أخرجه الطبراني كما في أربعين الأربعين للنبهاني ، وفي إحياء الميت للسيوطي ، وأنت تعلم أن خطبته صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ لم تكن مقصورة على هذه الكلمة ، فإنه لا يقال عمن اقتصر عليها إنه خطبنا ، لكن السياسة كم اعتقلت السن المحدثين وحبست أقلام الكاتبين ، ومع ذلك فإن هذه القطرة من ذلك البحر ، والشذرة من ذلك البذر كافية وافية والحمد لله .
‹ هامش ص 74 ›
( 1 ) راجعه في أواخر الفصل 2 من الباب 9 من الصواعق المحرقة لابن حجر بعد الأربعين حديثا من الأحاديث المذكورة في ذلك الفصل ص 75 .
( 2 ) فراجعه في تفسير الآية الرابعة * ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) * من آياتهم التي أوردها في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه في آخر صفحة 89.

‹ هامش ص 75 ›
( 2 ) فراجعه في باب وصية النبي بهم ص 136 من الصواعق ، ثم سله لماذا قدم الأشعري عليهم في أصول الدين والفقهاء الأربعة في الفروع ، وكيف قدم في الحديث عليهم عمران بن حطان وأمثاله من الخوارج ، وقدم في التفسير عليهم مقاتل بن سليمان المرجئ المجسم ، وقدم في علم الأخلاق والسلوك وأدواء النفس وعلاجها معروفا وأضرابه ، وكيف أخر في الخلافة العامة والنيابة عن النبي أخاه ووليه الذي لا يؤدي عنه سواه ، ثم قدم فيها أبناء الوزغ على أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أعرض عن العترة الطاهرة في كل ما ذكرناه من المراتب العلية والوظائف الدينية واقتفى فيها مخاليفهم فما عسى أن يصنع بصحاح الثقلين وأمثالها ، وكيف يتسنى له القول بأنه متمسك بالعترة وراكب سفينتها وداخل باب حطتها .

‹ هامش ص 76 ›
( 1 ) أخرجه الحاكم بالإسناد إلى أبي ذر ص 151 من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك .
( 2 ) أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد وهذا هو الحديث 18 من الأربعين الخامسة والعشرين من الأربعين أربعين للنبهاني ص 216 من كتابه الأربعين أربعين حديثا .
( 3 ) أخرجه الحاكم في ص 149 من الجزء الثالث من المستدرك عن ابن عباس ، ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
( 4 ) راجعه في تفسير الآية 7 من الباب 11 ص 91 من الصواعق [ ط الميمنية بمصر ] .
‹ هامش ص 77 ›
( 1 ) فراجع آخر باب إشارته صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما حصل لهم من الشدة بعده ، ص 143 من أواخر الصواعق ، ونحن نسأل ابن حجر فنقول له : إذا كانت هذه منزلة علماء أهل البيت فأنى تصرفون .
( 2 ) في تفسير الآية 7 من الباب 11 ص 91 من الصواعق [ ط الميمنية بمصر ] ( 3 ) راجع كلامه هذا ثم قل لي لماذا لم يأخذ بهدي أئمتهم في شئ من فروع الدين وعقائده ، ولا في شئ من أصول الفقه وقواعده ، ولا في شئ من علوم السنة والكتاب ، ولا في شئ من الأخلاق والسلوك والآداب ، ولماذا تخلف عنهم فأغرق نفسه في بحار كفر النعم ، وأهلكها في مفاوز الطغيان سامحه الله بكل ما أرجف بنا ، وتحامل بالبهتان علينا .

الشيخ محمد العبدالله 06-08-2010 01:41 AM

ش المراجعة 9 رقم
المحاور السني

طلب المزيد من النصوص في هذه المسألة أطلق عنان القلم ، ولا تخف من سأم فإن أذني لك صاغية ، وصدري رحب ، وأنا في أخذ العلم عنك على جمام من نفسي ، وارتياح من طبعي ، وقد ورد علي من أدلتك وبيناتك ما استأنف نشاطي ، وأطلق عن نفسي عقال السأم ، فزدني من جوامع كلمك ، ونوابغ حكمك ، فإني ألتمس في كلامك ضوال الحكمة ، وأنه لأندى على فؤادي من زلال الماء ، فزدني منه لله أبوك زدني . والسلام .

الشيخ محمد العبدالله 06-08-2010 01:47 AM

المحاور الشيعي



س المراجعة رقم 10



لمعة من النصوص كافية لئن تلقيت مراجعتي بأنسك ، وأقبلت عليها وأنت على جمام من نفسك فطالما عقدت آمالي بالفوز ، وذيلت مسعاي بالنجح ، وأن من

‹ صفحة 79 ›
كان طاهر النية ، طيب الطوية ، متواضع النفس ، مطرد الخلق ، رزين الحصاة ، متوجا بالعلم ، محتبيا بنجاد الحلم ، لحقيق بأن يتمثل الحق في كلمه وقلمه ، ويتجلي الإنصاف والصدق في يده وفمه . وما أولاني بشكرك ، وامتثال أمرك ، إذ قلت زدني وهل فوق هذا من لطف وعطف وتواضع ، فلبيك لبيك لأنعمن والله عينيك فأقول : أخرج الطبراني في الكبير ، والرافعي في مسنده بالإسناد إلى ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي " ( 1 ) ( 45 ) . وأخرج مطير ، والبارودي ، وابن جرير ، وابن شاهين ، وابن منده ، من طريق إسحاق ، عن زياد بن مطرف قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، وهي جنة الخلد فليتول
‹ صفحة 80 ›
عليا وذريته من بعده ، فإنهم لن يخرجوكم باب هدى ، ولن يدخلوكم باب ضلالة ( 1 ) ( 46 ) .
ومثله حديث زيد بن أرقم قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من يريد أن يحيا حياتي ، ويموت موتي ، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي ، فليتول علي بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة " ( 2 ) ( 47 ) .
وكذلك حديث عمار بن ياسر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل " ( 3 ) ( 49 ) .
وعن عمار
‹ صفحة 81 ›
أيضا مرفوعا : " اللهم من آمن بي وصدقني ، فليتول علي بن أبي طالب ، فإن ولايته ولايتي ، وولايتي ولاية الله تعالى " ( 1 ) ( 50 ) .
وخطب صلى الله عليه وآله مرة فقال : " يا أيها الناس إن الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله وذريته ، فلا تذهبن بكم الأباطي " ( 2 ) ( 51 ) وقال صلى الله عليه وآله : " في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله ، فانظروا من توفدون " ( 3 ) ( 52 ) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " ( 53 ) .
وقال صلى الله عليه وآله " واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين " ( 1 ) ( 54 ) . وقال صلى الله ‹ صفحة 82 › عليه وآله وسلم : " الزموا مودتنا أهل البيت ، فإنه من لقي الله وهو يودنا ، دخل الجنة بشفاعتنا والذي نفسي بيده ، لا ينفع عبدا إلا بمعرفة حقنا " ( 1 ) ( 55 )
وقال صلى الله عليه وآله : " معرفة آل محمد براءة من النار ، وحب آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب " ( 2 ) ( 56 )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " لا تزول قدما عبد - يوم القيامة - حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ، ومن أين اكتسبه ، وعن محبتنا ( 3 ) أهل البيت " ( 57 ) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " فلو أن رجلا صفن - صف قدميه - بين الركن
‹ صفحة 83 ›
والمقام ، فصلى وصام ، وهو مبغض لآل محمد دخل النار " ( 1 )
( 58 ) . وقال صلى الله عليه وآله : " من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن ما مات على على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله إلى آخر خطبته العصماء " ( 2 ) ( 60 )
‹ صفحة 84 ›
التي أراد صلى الله عليه وآله أن يرد بها شوارد الأهواء ، ومضامين هذه الأحاديث كلها متواترة ، ولا سيما من طريق العترة الطاهرة .
وما كان لتثبت لهم هذه المنازل ، لولا أنهم حجج الله البالغة ، ومناهل شريعته السائغة ، والقائمون مقام رسول الله في أمره ونهيه ، والممثلون له بأجلى مظاهر هديه ، فالمحب لهم بسبب ذلك محب لله ولرسوله ، والمبغض لهم مبغض لهما ، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : " لا يحبنا [ أهل البيت ] إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضنا إلا منافق شقي " ( 1 ) ( 64 ) ولذا قال فيهم الفرزدق :
من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم ( 65 ) وكان أمير المؤمنين ( ع ) يقول : " إني وأطائب أرومتي ، وأبرار عترتي ، أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا ، بنا ينفي الله الكذب ، وبنا يعقر الله أنياب الذئب الكلب ، وبنا يفك الله عنتكم ، وينزع ربق أعناقكم ، وبنا يفتح الله ويختم " ( 2 ) ( 66 ) .
وحسبنا في إيثارهم على من سواهم ، إيثار الله عز وجل إياهم ، حتى جعل الصلاة عليهم جزءا من الصلاة المفروضة على جميع عباده ، فلا تصح بدونها صلاة أحد من العالمين ، صديقا كان أو فاروقا أو ذا نور أو نورين أو أنوار ، بل لا بد لكل من عبد الله بفرائضه ، أن يعبده
‹ صفحة 85 ›
في أثنائها بالصلاة عليهم ( 67 ) كما يعبده بالشهادتين ، وهذه منزلة عنت لها وجوه الأمة ، وخشعت أمامها أبصار من ذكرتم من الأئمة ، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم الفضل أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له ( 1 ) ( 68 ) ولنكتف الآن بهذا القدر ، مما جاء في السنة المقدسة من الأدلة على وجوب الأخذ بسنتهم ، والجري على أسلوبهم ، وفي كتاب الله عز وجل آيات محكمات توجب ذلك أيضا ، أوكلناها إلى شاهد لبكم ومرهف ذهنكم وأنتم ممن تكفيه اللمحة الدالة ، ويستغني بالرمز عن الإشارة . والحمد لله رب العالمين .

الفهارس الضرورية
لمصادر الروايات المتقدمة
‹ هامش ص 79 ›
( 1 ) هذا الحديث بعين لفظه هو الحديث 3819 من أحاديث الكنز في آخر ص 217 من جزئه 6 .
وقد أورده في منتخب الكنز أيضا فراجع من المنتخب ما هو في أوائل هامش ص 94 من الجزء 5 من مسند أحمد غير أنه قال ورزقوا فهمي ولم يقل وعلمي ولعله غلط من الناسخ .
وأخرجه الحافظ أبو نعيم في حليته ونقله عنه علامة المعتزلة في ص 450 من المجلد الثاني من شرح النهج طبع مصر ، ونقل نحوه في ص 449 عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل في كل من مسنده وكتاب مناقب علي بن أبي طالب .
‹ هامش ص 80 ›
( 1 ) وهذا الحديث هو الحديث 2578 من أحاديث الكنز في ص 155 من جزئه 6 . وأورده في المنتخب أيضا ، فراجع من المنتخب ما هو في السطر الأخير من هامش ص 32 من الجزء 5 من مسند أحمد وأورده ابن حجر العسقلاني مختصرا في ترجمة زياد بن مطرف في القسم الأول من إصابته ثم قال قلت في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي وهو واهي . أقول هذا غريب من مثل العسقلاني فإن يحيى بن يعلى المحاربي ثقة بالاتفاق ، وقد أخرج له البخاري في عمرة الحديبية من صحيحه . وأخرج له مسلم في الحدود من صحيحه أيضا ، سمع أباه عند البخاري وسمع عند مسلم غيلان بن جامع .
وأرسل الذهبي في الميزان توثيقه إرسال المسلمات . وعده الإمام القيسراني وغيره ممن احتج بهم الشيخان وغيرهما ( 48 ) .
( 2 ) أخرجه الحاكم في آخر ص 128 من الجزء 3 من صحيحه المستدرك ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وأخرجه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في فضائل الصحابة وهو الحديث 2577 من أحاديث الكنز في ص 155 من جزئه 6 ، وأورده في منتخب الكنز أيضا فراجع هامش ص 32 من الجزء 5 من المسند .
( 3 ) أخرجه الطبراني في الكبير ، وابن عساكر في تاريخه ، وهو الحديث 2571 من أحاديث الكنز ، في آخر ص 154 من جزئه 6 .
‹ هامش ص 81 ›
( 1 ) أخرجه الطبراني في الكبير عن محمد بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده عن عمار ، وهو الحديث 2576 من أحاديث الكنز ، ص 155 من جزئه 6 ، وأورده في المنتخب أيضا .
( 2 ) أخرجه أبو الشيخ في حديث طويل ، ونقله ابن حجر في آخر المقصد 4 من المقاصد التي ذكرها في تفسير آية المودة في القربى ص 105 من صواعقه ، فأمعن النظر فيه وفي المقصد الأسمى من مراميه ، ولا تغفل عن قوله : فلا تذهبن بكم الأباطيل .
( 3 ) أخرجه الملا في سيرته ، كما في تفسير قوله تعالى * ( وقفوهم أنهم مسؤولون ) * ص 90 من الصواعق المحرقة لابن حجر [ ط الميمنية بمصر ] .
( 4 ) أخرجه الطبراني في حديث الثقلين ونقله عنه ابن حجر ، في تفسيره الآية الرابعة * ( وقفوهم أنهم مسؤولون ) * من الآيات التي أوردها في الباب 11 من صواعقه ص 89 [ ط الميمنية ] .
( 5 ) أخرجه جماعة من أصحاب السنن بالإسناد إلى أبي ذر مرفوعا ، ونقله الإمام الصبان في فضل أهل البيت من كتابه إسعاف الراغبين ، والشيخ يوسف النبهاني في ص 31 من " الشرف المؤبد " وغير واحد من الثقات ، وهو نص في وجوب رئاستهم وأن الاهتداء إلى الحق لا يكون إلا عن طريقهم .
‹ هامش ص 82 ›
( 1 ) أخرجه الطبراني في الأوسط ، ونقله السيوطي في إحياء الميت ، والنبهاني في أربعين أربعينه ، وابن حجر في باب الحث على حبهم من صواعقه ، وغير واحد من الأعلام ، فأنعم النظر في قوله لا ينفع عبدا عمله إلا بعرفة حقنا ، ثم أخبرني ما هو حقهم الذي جعله الله شرطا في صحة الأعمال . أليس هو السمع والطاعة لهم والوصول إلى الله عز وجل عن طريقهم القويم وصراطهم المستقيم ، وأي حق غير النبوة والخلافة يكون له هذا الأثر العظيم ، لكنا منينا بقوم لا يتأملون فإنا لله وإنا إليه راجعون .
( 2 ) أورده القاضي عياض في الفصل الذي عقده لبيان أن من توقيره وبره صلى الله عليه وآله وسلم ، بر آله وذريته ، من كتاب الشفافي أول ص 40 من قسمه الثاني طبع الآستانة سنة 1328 ، وأنت تعلم أن ليس المراد من معرفتهم هنا مجرد معرفة أسمائهم وأشخاصهم وكونهم أرحام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن أبا جهل وأبا لهب ليعرفان ذلك كله ، وإنما المراد معرفة أنهم أولوا الأمر بعد رسول الله على حد قوله صلى الله عليه وآله : " من مات ولم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية " ( 59 ) والمراد من حبهم وولايتهم المذكورين ، الحب والولاية اللازمان " عند أهل الحق " لأئمة الصدق ، وهذا في غاية الوضوح .
( 3 ) لولا أن لهم منصبا من قبل الله يستوجب السمع والطاعة ، ما كانت محبتهم بهذه المثابة . وهذا الحديث أخرجه الطبراني عن ابن عاس مرفوعا . ونقله السيوطي في إحياء الميت ، والنبهاني في أربعينه ، وغير واحد من الأعلام .
‹ هامش ص 83 › ( 1 ) أخرجه الطبراني والحاكم كما في أربعين النبهاني وإحياء السيوطي وغيرهما ، وهذا الحديث نظير قوله صلى الله عليه وآله في حديث سمعته قريبا : " والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا " ولولا أن بغضهم بغض لله ولرسوله ما حبطت أعمال مبغضهم ولو صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ، ولولا نيابتهم عن النبي صلى الله عليه وآله ما كانت لهم هذه المنزلة . وأخرج الحاكم وابن حبان في صحيحه - كما في أربعين النبهاني وإحياء السيوطي - عن أبي سعيد قال : قال رسول الله : " والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا دخل النار " ( 61 ) ا ه‍ . وأخرج الطبراني - كما في أربعين النبهاني وإحياء السيوطي - عن الإمام الحسن السبط ، قال لمعاوية بن خديج : " إياك وبغضنا أهل البيت فإن رسول الله قال : لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من نار " ( 62 ) ا ه‍ . وخطب النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : " أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا " ( 63 ) . أخرجه الطبراني في الأوسط كما في أحياء السيوطي وأربعين النبهاني وغيرهما . ( 2 ) أخرجها الإمام الثعلبي في تفسير آية المودة من تفسيره الكبير عن جرير بن عبد الله البجلي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأرسلها الزمخشري في تفسير الآية من كشافه إرسال المسلمات ، فراجع . ‹ هامش ص 84 › ( 1 ) أخرجه الملا كما في المقص الثاني من مقاصد الآية 14 من الباب 11 من الصواعق . ( 2 ) أخرجه عبد الغني بن سعد في إيضاح الإشكال ، وهو الحديث 6050 من أحاديث الكنز في آخر صفحة 396 من جزئه 6 .
‹ هامش ص 85 ›
( 1 ) هذان البيتان من مدائح الشافعي السائرة وهما بمكان من الانتشار والاشتهار ، وقد أرسلهما عنه إرسال المسلمات غير واحد من الثقات كابن حجر في تفسير قوله تعالى : * ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) * ص 88 من صواعقه ، والنبهاني في ص 99 من الشرف المؤبد والإمام أبي بكر بن شهاب الدين في رشفة الصادي ، وجماعة آخرين .

الشيخ محمد العبدالله 06-13-2010 11:12 PM

طلب السني من الشيعي ان يستظهر ما ذكره من الكتاب
 
المراجعة 11
المحاور السني
1 - الاعجاب بما أوردناه من السنن الصريحة
2 - الدهشة في الجمع بينها وبين ما عليه الجمهور .
3 - الاستظهار بالتماس الحجج من الكتاب .
تفصيل الكلام

1 - تشرفت بكتابك الجليل ، سديد المناهج متسنى التحصيل ، ملأت الدلو به إلى عقد الكرب ، وتحدرت فيه تحدر السيل من رؤوس الجبال ، قلبت فيه طرفي ، وتأملته مليا فرأيتك بعيد المستمر ، ثبتا في الغدر ، شديد العارضة غرب اللسان

2 - وحين أغرقت في البحر عن حجتك ، وأمعنت في التنقيب عن أدلتك ، رأيتني في أمر مريج ، أنظر في حججك فأراها ملزمة ، وفي بيناتك فأجدها مسلمة ، وانظر في أئمة العترة الطاهرة فإذا هي بمكانة من الله ورسوله ، يخفض لها جناح الذل هيبة وإجلالا ، ثم أنظر إلى جمهور أهل القبلة والسواد الأعظم من ممثلي هذه الملة ، فإذا هم مع أهل البيت على خلاف ما توجبه ظواهر تلك الأدلة ، فأنا أؤامر مني نفسين ( 5 ) : نفسا تنزع إلى متابعة الأدلة ، وأخرى تفزع إلى الأكثرية من أهل القبلة ، قد بذلت لك الأولى قيادها ، فلا تنبو في يديك ، ونبت عنك الأخرى بعنادها ، فاستعصت عليك .

3 - فهل لك أن تستظهر عليها بحجج من الكتاب قاطعة تقطع عليها وجهتها ، وتحول بينها وبين الرأي العام ، ولك السلام .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشيخ محمد العبدالله 06-13-2010 11:47 PM

حجج الكتاب
 
المحاور الشيعي


المراجعة 12 رقم :


حجج الكتاب

إنكم - بحمد الله - ممن وسعوا الكتاب علما ، وأحاطوا بجليه وخفيه خبرا ، فهل نزل من آياته الباهرة ، في أحد ما نزل في العترة الطاهرة ؟ هل حكمت محكماته بذهاب الرجس عن غيرهم ؟
( 1 ) وهل لأحد من العالمين كآية تطهيرهم ؟ ( 2 ) ( 69 ) هل حكم بافتراض المودة لغيرهم محكم التنزيل ( 3 ) ( 70 ) وهل هبط بآية المباهلة ( 71 ) بسواهم جبرائيل ( 4 ) ؟
هل أتى هل أتى بمدح سواهم * لا ومولى بذكرهم حلاها ( 5 ) ( 73 )
أليسوا حبل الله الذي قال : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا

‹ صفحة 88 ›
تفرقوا ) * ( 6 ) ( 73 ) والصادقين الذين قال : * ( وكونوا مع الصادقين ) * ( 7 ) ( 75 ) ، وصراط الله الذي قال : * ( وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ) * ( 76 ) وسبيله الذي قال : * ( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) * ( 8 ) ( 77 ) وأولي الأمر الذين قال : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 9 ) ( 78 ) وأهل الذكر
‹ صفحة 89 ›
الذين قال : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * ( 10 ) ( 79 ) والمؤمنين الذين قال : * ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم ( 11 ) ) * ( 80 ) والهداة الذين قال : * ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) * ( 12 ) ( 81 ) أليسوا من الذين أنعم الله عليهم ، وأشار في السبع المثاني والقرآن العظيم إليهم ، فقال : * ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ( 13 ) ) * ( 82 )
وقال : * ( ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ( 14 ) ) * ( 83 ) ألم يجعل لهم الولاية العامة ؟ ألم يقصرها بعد الرسول عليهم ؟ فاقرأ : * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
‹ صفحة 90 ›
الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( 15 ) ) * ( 84 ) ألم يجعل المغفرة لمن تاب وآمن وعمل صالحا مشروطة بالاهتداء إلى ولايتهم إذ يقول . * ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ( 16 ) ) * ( 85 ) ألم تكن ولايتهم من الأمانة التي قال الله تعالى : * ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا ( 17 ) ) * ( 86 ) ألم تكن من السلم الذي أمر الله بالدخول فيه فقال : * ( يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان ( 18 ) ) * ( 87 ) أليست هي النعيم الذي قال الله تعالى : * ( ثم لتسألن
‹ صفحة 91 ›
يومئذ عن النعيم ( 19 ) ) * ، ألم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وآله بتبليغها ؟ ألم يضيق عليه في ذلك بما يشبه التهديد من الله عز وجل حيث يقول : * ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) * ( 20) ( 89 ) ألم يصدع رسول الله ( ص ) بتبليغها عن الله يوم الغدير حيث هضب خطابه ، وعب عبابه فأنزل الله يومئذ : * ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ( 21 ) ) * ( 90 ) ألم تر كيف فعل ربك يومئذ بمن جحد ولايتهم علانية ، وصادر بها رسول الله جهرة فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو آتنا بعذاب أليم . فرماه الله بحجر من سجيل كما فعل من قبل بأصحاب الفيل ، وأنزل في تلك الحال : * ( سأل ( 22 ) سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ) * ( 91 )
‹ صفحة 92 ›
وسيسأل الناس عن ولايتهم يوم يبعثون كما جاء في تفسير قوله تعالى : * ( وقفوهم أنهم مسؤولون (23) ) * ( 92 ) ولا غرو فإن ولايتهم لمما بعث الله به الأنبياء وأقام عليه الحجج والأوصياء ، كما جاء في تفسير قوله تعالى : * ( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ( 24 ) ) * ( 93 ) بل هي مما أخذ الله به العهد من عهد ، ألست بربكم كما جاء في تفسير قوله تعالى : * ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ( 25) ) * ( 94 ) وتلقى آدم من ربه كلمات التوسل بهم فتاب عليه ( 26 ) ( 95 ) وما كان الله ليعذبهم ( 27 ) ( 96 ) وهم أمان أهل
‹ صفحة 93 ›
الأرض ووسيلتهم إليه ( 97 ) فهم الناس المحسودون الذين قال الله فيهم : * ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ( 28 ) ) * ( 98 ) وهم الراسخون في العلم الذين قال : * ( والراسخون في العلم يقولون آمنا به ( 29 ) ) * ( 99 ) وهم رجال الأعراف الذين قال : * ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ( 30 ) ) * ( 100 ) ورجال الصدق الذين قال : * ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( 31 ) ) * ( 101 ) ورجال التسبيح الذين
‹ صفحة 94 ›
قال الله تعالى : * ( يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ( 32 ) ) * ( 102 ) وبيوتهم هي التي ذكرها الله عز وجل فقال : * ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ( 33 ) ) * ( 103 ) وقد جعل الله مشكاتهم في آية النور مثلا لنوره ( 34 )

‹ صفحة 95 ›

( 104 ) * ( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) * وهم السابقون السابقون أولئك المقربون ( 35 ) ( 105 ) وهم الصديقون ( 36 ) ( 106 ) .
والشهداء والصالحون وفيهم وفي أوليائهم قال الله تعالى : * ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ( ( 37 ) ) * ( 107 ) وقال في حزبهم وحزب أعدائهم : * ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ( 38 ) ) * ( 108 ) ، وقال في الحزبين أيضا : * ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم

‹ صفحة 96 ›

نجعل المتقين كالفجار ( 39 ) ) * ( 109 ) وقال فيهما أيضا : * ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ( 40 ) * ( 110 ) وقال فيهم وفي شيعتهم : * ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ( 41 ) ) * ( 111 ) وقال فيهم وفي خصومهم : * ( هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ( 42 ) ) * ( 112 ) وفيهم وفي عدوهم نزل : * ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصحالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا

‹ صفحة 97 ›

عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ( 43 ) ) * ( 113 ) وفيهم وفيمن فاخرهم بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام أنزل الله تعالى : * ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ( 44 ) ) * ( 114 ) وفي جميل بلائهم وجلال عنائهم قال الله تعالى : * ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد ( 45 ) ) * ( 115 ) وقال : * ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في

‹ صفحة 98 ›

سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 46 ) ) * ( 116 ) وقد صدقوا بالصدق فشهد لهم الحق تبارك اسمه فقال : * ( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ( 47 ) ) * ( 117 ) فهم رهط رسول الله المخلصون وعشيرته الأقربون الذين اختصهم الله بجميل رعايته وجليل عنايته فقال : * ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) * ( 118 ) وهو أولوا الأرحام ، * ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) * ( 119 ) وهم المرتقون يوم القيامة إلى درجته الملحقون به في دار جنات النعيم بدليل قوله تعالى : * ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من

‹ صفحة 99 ›

شئ ) * ( 48 ) ( 120 ) وهم ذوو الحق الذي صدع القرآن بإيتائه : * ( وآت ذا القربى حقه ) * ( 121 ) وذوو الخمس الذي لا تبرأ الذمة إلا بأدائه : * ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) * ( 122 ) وأولوا الفئ : * ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى ) * ( 123 ) وهم أهل البيت المخاطبون بقوله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 124 ) وآل ياسين الذين حياهم الله في الذكر الحكيم فقال : * ( سلام على إل ياسين ( 49 ) ) * ( 125 ) وآل محمد الذين فرض الله على عباده الصلاة والسلام عليهم فقال : * ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) * ( 126 ) فقالوا ( 50 ) : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة
‹ صفحة 100 ›

عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . . . الحديث ، فعلم بذلك أن الصلاة عليهم جزء من الصلاة المأمور بها في هذه الآية ، ولذا عدها العلماء من الآيات النازلة فيهم ، حتى عدها ابن حجر في الباب 11 من صواعقه في آياتهم ( 1 ) عليهم السلام فطوبى ( 2 ) لهم وحسن مآب ( 127 ) * ( جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ) * ( 128 ) . من يباريهم وفي الشمس معنى * مجهد متعب لمن باراها ( 129 ) فهم المصطفون من عباد الله ، السابقون بالخيرات بإذن الله ، الوارثون كتاب الله الذين قال الله فيهم : * ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه [ وهو الذي لا يعرف الأئمة ] ومنهم مقتصد [ وهو الموالي للأئمة ] ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله [ وهو الإمام ] ذلك هو الفضل الكبير ( 1 ) ) * ( 130 ) وفي هذا القدر من آيات فضلهم كفاية ، وقد قال ابن عباس : نزل في علي وحده ‹ صفحة 101 › ثلاث مئة آية ( 1 ) ( 131 ) ، وقال غيره نزل فيهم ربع القرآن ( 132 ) ، ولا غرو فإنهم وإياه الشقيقان لا يفترقان ، فاكتف الآن بما تلوناه آيات محكمات هن أم الكتاب ، خذها في سراح ورواح ، ينفجر منها عمود الصباح ، خذها رهوا سهوا ، وعفوا صفوا ، خذها من خبير عليه سقطت ، ولا ينبئك مثل خبير ، والسلام

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


‹ هامش ص 87 ›

( 1 ) كما حكمت بذهابه عنهم في قوله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . كلا ، بل ليس لأحد ذلك وقد امتازوا بها فلا يلحقهم لاحق ولا يطمع في إدراكم طامع .

( 3 ) كلا ، بل اختصهم الله سبحانه بذلك تفضيلا لهم على من سواهم ، فقال : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة ( وهي هنا مودتهم ) نزد له فيها حسنا إن الله غفور ( لأهل مودتهم ) شكور ( لهم على ذلك ) . ( 4 ) كلا ، وإنما هبط بآية المباهلة بهم خاصة ، فقال عز من قائل : * ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) * الآية .

( 5 ) إشارة إلى نزول سورة الدهر فيهم وفي أعدائهم ، ومن أراد الوقوف على جلية الأمر في كل من آية التطهير وآية المباهلة وآية المودة في القربى وسورة الدهر ، فعليه بكلمتنا الغراء فإنها الشفاء من كل داء وبها رد جماح الأعداء وزجر غراب الجهلاء والحمد لله .

‹ هامش ص 88 ›
( 6 ) أخرج الإمام الثعلبي في معنى هذه الآية من تفسيره الكبير بالإسناد إلى أبان بن تغلب عن الإمام جعفر الصادق قال : نحن حبل الله الذي قال : * ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) * . ا ه‍ .
وعدها ابن حجر في الآيات النازلة فيهم فهي الآية الخامسة من آياتهم - التي أوردها في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه ، ونقل في تفسيرها عن الثعلبي ما سمعته من قول الإمام جعفر الصادق . وقال الإمام الشافعي - كما في رشفة الصادي للإمام أبي بكر بن شهاب الدين - :

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم * مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم الله في سفن النجا * وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم * كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل ( 74 )

( 7 ) الصادقون هنا : رسول الله والأئمة من عترته الطاهرة بحكم صحاحنا المتواترة ، وهو الذي أخرجه الحافظ أبو نعيم وموفق بن أحمد ونقله ابن حجر في تفسير الآية الخامسة من الباب 11 من صواعقه ص 90 عن الإمام زين العابدين في كلام له أوردناه في أواخر ( المراجعة 6 ) .

( 8 ) كان الباقر والصادق يقولان : الصراط المستقيم هنا هو الإمام ، ولا تتبعوا السبل أي أئمة الضلال ، فتفرق بكم عن سبيله ونحن سبيله .

( 9 ) أخرج ثقة الاسلام محمد بن يعقوب بسنده الصحيح عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر ( محمد الباقر ) عن قوله عز وجل : * ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ، فكان جوابه * ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ) * يقولون لأئمة الضلال والدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا * ( أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك ) * يعني الإمامة والخلافة * ( فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) * ونحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلقه * ( فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيم ) * يقول جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد * ( فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ) * .

‹ هامش ص 89 ›

( 10 ) أخرج الثعلبي في معنى هذه الآية من تفسيره الكبير عن جابر قال : لما نزلت هذه الآية قال علي : نحن أهل الذكر ، وهذا هو المأثور عن سائر أئمة الهدى وقد أخرج العلامة البحريني في الباب 35 نيفا وعشرين حديثا صحيحا في هذا المضمون .

( 11 ) أخرج ابن مردويه في تفسير الآية أن المراد بمشاققة الرسول هنا إنما هي المشاقة في شأن علي ، وأن الهدى في قوله من بعد ما تبين له الهدى إنما هو شأنه عليه السلام . وأخرج العياشي في تفسيره نحوه والصحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة في أن سبيل المؤمنين إنما هو سبيلهم عليهم السلام .

( 12 ) أخرج الثعلبي في تفسيره هذه الآية من تفسيره الكبير عن ابن العباس قال : لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله ( ص ) يده على صدره وقال : أنا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون ، وهذا هو الذي أخرجه غير واحد من المفسرين وأصحاب السنن عن ابن عباس وعن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله ( جعفر الصادق ) عن هذه الآية ، فقال : كل إمام هاد في زمانه ، وقال الإمام أبو جعفر الباقر في تفسيرها : المنذر رسول الله ، والهادي علي ، ثم قال : والله ما زالت فينا إلى الساعة . ا ه‍ .

( 13 ) أخرج الثعلبي في تفسير الفاتحة من تفسيره الكبير عن أبي بريدة أن الصراط المستقيم هو صراط محمد وآله . وعن تفسير وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن السدي عن أسباط ومجاهد عن ابن عباس في قوله : اهدنا الصراط المستقيم ، قال : قولوا أرشدنا إلى حب محمد وأهل بيته .

( 14 ) أئمة أهل البيت من سادات الصديقين والشهداء والصالحين بلا كلام .

‹ هامش ص 90 ›

( 15 ) أجمع المفسرون - كما اعترف به القوشجي وهو من أئمة الأشاعرة في مبحث الإمامة من شرح التجريد - على أن هذه الآية إنما نزلت في علي حين تصدق راكعا في الصلاة . وأخرج النسائي في صحيحه نزولها في علي عن عبد الله بن سلام ، وأخرج نزولها فيه أيضا صاحب الجمع بين الصحاح الستة في تفسير سورة المائدة . وأخرج الثعلبي في تفسيره الكبير نزولها في أمير المؤمنين كما سنوضحه عند إيرادها .

( 16 ) قال ابن حجر في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه ما هذا لفظه : الآية الثامنة قوله تعالى : * ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) * ( قال ) قال ثابت البنائي اهتدى إلى ولاية أهل بيته ( ص ) ( قال ) وجاء ذلك عن أبي جعفر الباقر أيضا ، ثم روى ابن حجر أحاديث في نجاة من اهتدى إليهم عليهم السلام ، وقد أشار بما نقله عن الباقر إلى قول الباقر ( ع ) للحارث بن يحيى : يا حارث ألا ترى كيف اشترط الله ولم تنفع انسانا التوبة ولا الإيمان ولا العمل الصالح حتى يهتدي إلى ولايتنا ، ثم روى عليه السلام بسنده إلى جده أمير المؤمنين قال : والله لو تاب رجل وآمن وعمل صالحا ولم يهتد إلى ولايتنا ومعرفة حقنا ما أغنى ذلك عنه شيئا . ا ه‍ .
وأخرج أبو نعيم الحافظ عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن علي نحوه . وأخرج الحاكم عن كل من الباقر والصادق وثابت البناني وأنس بن مالك مثله .

( 17 ) راجع معنى الآية في الصافي وتفسير علي بن إبراهيم ، وما رواه ابن بابويه في ذلك عن كل من الباقر والصادق والرضا ، وما أورده العلامة البحريني في تفسيرها من حديث أهل السنة في الباب 115 من كتابه ( غاية المرام ) .

( 18 ) أخرج العلامة البحريني في الباب 224 من كتابه غاية المرام اثني عشر حديثا من صحاحنا في نزولها بولاية علي والأئمة من بنيه والنهي عن اتباع غيرهم ، وذكر في الباب 223 أن الأصفهاني الأموي روى ذلك عن علي من عدة طرق .

‹ هامش ص 91 ›

( 19 ) أخرج العلامة البحريني في الباب 48 من كتابه غاية المرام ثلاثة أحاديث من طريق أهل السنة في أن النعيم هو ما أنعم الله على الناس بولاية رسول الله ( ص ) وأمير المؤمنين وأهل البيت ، وأخرج في الباب 49 اثني عشر حديثا من صحاحنا في هذا المعنى ، فراجع .

( 20 ) أخرجه غير واحد من أصحاب السنن كالإمام الواحدي في سورة المائدة من كتابه أسباب النزول عن أبي سعيد الخدري ، قال ، نزلت هذه الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب . وأخرجه الإمام الثعلبي في تفسيره بسندين ، ورواه الحمويني الشافعي في فرائده بطرق متعددة عن أبي هريرة مرفوعا ، ونقله أبو نعيم في كتابه نزول القرآن بسندين أحدهما عن أبي رافع والآخر عن الأعمش عن عطية مرفوعين ، وفي غاية المرام تسعة أحاديث من طريق أهل السنة ، وثمانية صحاح من طريق الشيعة بهذا المعنى ، فراجع منه باب 37 وباب 38 .

( 21 ) نص على ذلك الإمام أبو جعفر الباقر وخلفه الإمام أبو عبد الله الصادق فيما صح عنهما عليهما السلام ، وأخرج أهل السنة ستة أحاديث بأسانيدهم المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، صريحة في هذا المعنى والتفصيل في الباب 39 والباب 40 من غاية المرام .
( 22 ) أخرج الإمام الثعلبي في تفسيره الكبير هذه القضية مفصلة ، ونقلها العلامة المصري


الشبلنجي في أحوال علي من كتابه - نور الأبصار - فراجع منه ص 71 والقضية مستفيضة ، ذكرها الحلبي في أواخر حجة الوداع من الجزء 3 من سيرته ، وأخرجها الحاكم في تفسير المعارج من المستدرك ، فراجع صفحة 502 من جزئه الثاني .

‹ هامش ص 92 ›

( 23 ) أخرج الديلمي " كما في تفسير هذه الآية من الصواعق " عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال : وقفوهم أنهم مسؤولون عن ولاية علي . وقال الواحدي - كما في تفسيرها من الصواعق أيضا - : روي في قوله تعالى وقفوهم إنهم مسؤولون أي عن ولاية علي وأهل البيت " قال " لأن الله أمر نبيه أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبيلغ الرسالة أجرا إلا المودة في القربى ، " قال " والمعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي أم أضاعوها وأهملوها فتكون عليهم المطالبة والتبعة ، إنتهى كلام الواحدي . وحسبك إن ابن حجر عدها في الباب 11 من الصواعق في الآيات النازلة فيهم ، فكانت الآية الرابعة وقد أطال الكلام فيها ، فراجع .

( 24 ) حسبك ما أخرجه في تفسيرها أبو نعيم الحافظ في حليته ، وما أخرجه كل من الثعلبي والنيسابوري والبرقي في معناها من تفاسيرهم ، وما رواه إبراهيم بن محمد الحمويني وغيره من أهل السنة ، ودونك ما رواه أبو علي الطبرسي في تفسيرها من مجمع البيان عن أمير المؤمنين . وفي الباب 44 والباب 45 من غاية المرام سنن في هذا المعنى تثلج الأوام .

( 25 ) يدلك على هذا حديثنا عن أهل البيت في تفسير الآية .

( 26 ) أخرج ابن المغازلي الشافعي عن ابن عباس قال : سئل النبي صلى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال ( ص ) سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فتاب عليه وغفر له . ا ه‍ . وهذا هو المأثور عندنا في تفسير الآية .

( 27 ) راجع من الصواعق المحرقة لابن حجر تفسير قوله تعالى ، وما كان الله ليعذبهم . وهي الآية السابعة من آيات فضلهم التي أوردها في الباب 11 من ذلك الكتاب تجد الاعتراف بما قلناه .

‹ هامش ص 93 ›

( 28 ) كما اعترف به ابن حجر حيث عد هذه الآية من الآيات النازلة فيهم فكانت الآية السادسة من آياتهم التي أوردها في الباب 11 من صواعقه . وأخرج ابن المغازلي الشافعي - كما في تفسير هذه الآية من الصواعق - عن الإمام الباقر أنه قال : نحن الناس المحسودون والله . وفي الباب 60 والباب 61 من غاية المرام ثلاثون حديثا صحيحا صريحا بذلك .

( 29 ) أخرج ثقة الاسلام محمد بن يعقوب بسنده الصحيح عن الإمام الصادق قال : نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون ، قال الله تعالى : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله . وأخرجه الشيخ في التهذيب بإسناده الصحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أيضا .

( 30 ) أخرج الثعلبي في معنى هذه الآية من تفسيره عن ابن عباس قال : الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه . ا ه‍ . وأخرج الحاكم بسنده إلى علي قال : نقف يوم القيامة بين الجنة والنار ، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ومن أبغضنا عرفناه بسيماه ، وعن سلمان الفارسي سمعت رسول الله يقول : يا علي إنك والأوصياء من ولدك على الأعراف الحديث ، ويؤيده حديث أخرجه الدارقطني - كما في أواخر الفصل الثاني من الباب 9 من الصواعق أن عليا قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاما طويلا من جملته : أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله : يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيري ؟ قالوا : اللهم لا قال ابن حجر : معناه ما رواه عنترة عن علي الرضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له : يا علي أنت قسيم الجنة والنار ، فيوم القيامة تقول للنار هذا لي وهذا لك " قال ابن حجر " وروى ابن السماك إن أبا بكر قال لعلي رضي الله عنهما : سمعت رسول الله يقول : لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز .

( 31 ) ذكر ابن حجر في الفصل الخامس من الباب 9 من صواعقه حيث ذكر وفاة علي أنه عليه السلام سئل وهو على المنبر بالكوفة عن قوله تعالى : رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقال : اللهم غفرا هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحرث بن المطلب ، فأما عبيدة فقد قضى نحبه شهيدا يوم بدر ، وحمزة قضى نحبه شهيدا يوم أحد ، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه ، وأشار بيده إلى لحيته وهامته ، عهد عهده إلي حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وآله . ا ه‍ .
وأخرج الحاكم - كما في تفسيرها من مجمع البيان عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن علي عليه السلام قال : فينا نزلت رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأنا والله المنتظر وما بدلت تبديلا .

‹ هامش ص 94 ›

( 32 ) عن تفسير مجاهد ويعقوب بن سفيان عن ابن عباس في قوله تعالى : وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما . إن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه فنفر الناس إليه وتركوا النبي ( ص ) قائما يخطب على المنبر إلا عليا والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبا ذر والمقداد ، فقال النبي ( ص ) : لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة فلولا هؤلاء لأضرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط .
وأنزل الله فيمن بقي مع رسول الله في المسجد قوله تعالى : يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة . الآية .

( 33 ) أخرج الثعلبي في معنى الآية من تفسيره الكبير بالإسناد إلى أنس بن مالك وبريد قالا : قرأ رسول الله هذه الآية في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ، وأشار إلى بيت علي وفاطمة ، قال نعم من أفاضلها . ا ه‍ . وفي الباب 12 من غاية إلمام تسعة صحاح ، ينشق منها عمود الصباح .

( 34 ) إشارة إلى قوله تعالى : مثل نوره كمشكاة ، الآية ، فقد أخرج ابن المغازلي الشافعي في مناقبه بالإسناد إلى علي بن جعفر قال : سألت أبا الحسن ( الكاظم ) عن قوله عز وجل : كمشكاة فيها مصباح ، قال عليه السلام : المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن والحسين ، والزجاجة كأنها كوكب دري قال : كانت فاطمة كوكبا دريا بين نساء العالمين ، توقد من شجرة مباركة شجرة إبراهيم ، لا شرقية ولا غربية ، لا يهودية ولا نصرانية ، يكاد زيتها يضئ ، قال : يكاد العلم ينطق منها ولو لم تمسسه نار نور على نور ، قال : فيها إمام بعد إمام يهدي الله لنوره من يشاء يهدي الله لولايتنا من يشاء . ا ه‍ .
وهذا التأويل مستفيض عن أهل بيت التنزيل .



‹ هامش ص 95 ›
( 35 ) أخرج الديلمي - كما في الحديث 29 من الفصل الثاني من الباب 9 من الصواعق المحرقة لابن حجر - عن عائشة والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن النبي قال : السبق ثلاثة فالسابق إلى موسى يوشع بن نون . والسابق إلى عيسى صاحب ياسين . والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب . ه‍ . وأخرجه الموفق بن أحمد والفقيه بن المغازلي بالإسناد إلى ابن عباس .

( 36 ) أخرج ابن النجار - كما في الحديث 30 مما أشرنا إليه من الصواعق - عن ابن عباس قال : قال رسول الله الصديقون ثلاثة حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب ياسين ، وعلي بن أبي طالب وأخرج أبو نعيم وابن عساكر - كما في الحديث 31 مما أشرنا إليه من الصواعق - عن ابن أبي ليلى أن رسول الله قال : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين قال يا قوم اتبعوا المرسلين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون قال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وعلي ابن أبي طالب وهو أفضلهم . ا ه‍ .

والصحاح في سبقه وكونه الصديق الأكبر والفاروق الأعظم متواتراة .
راجع ما يأتي تحت رقم ( 758 ) ] .

( 37) نقل صدر الأئمة موفق بن أحد عن أبي بكر بن مردويه بسنده إلى علي قال : تفترق هذه الأمة ثلاثا وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة فإنها في الجنة وهم الذين قال الله عز وجل في حقهم : وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وهم أنا وشيعتي . ا ه‍ .

( 38 ) أخرج الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده الصحيح عن أمير المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلا هذه الآية * ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة ) * فقال أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدي وأقر بولايته ، فقيل وأصحاب النار قال من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي . وأخرجه الصدوق عن علي عليه السلام . وأخرج أبو المؤيد موفق ابن أحمد عن جابر قال : قال رسول الله ( ص ) والذي نفسي بيده إن هذا ( يعني عليا ) وشيعته هم الفائزون يوم القيامة

‹ هامش ص 96 ›

( 39 ) راجع معنى الآية في تفسير علي بن إبراهيم إن شئت ، أو الباب 81 والباب 82 من غاية المرام .

( 40 ) حيث نزلت هذه الآية في حمزة وعلي وعبيدة لما برز والقتال عتبة وشيبة والوليد فالذين آمنوا حمزة وعلي وعبيدة والذين اجترحوا السيئات عتبة وشيبة والوليد وفي ذلك أحاديث صحيحة .

( 41 ) حسبك في ذلك أن ابن حجر قد اعترف بنزولها فيهم وعدها من آيات فضلهم فهي الآية 11 من آياتهم التي أوردها في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه ، فراجعها وراجع ما أوردناه من الأحاديث المتعلقة بهذه الآية في فصل بشائر السنة للشيعة من فصولنا المهمة .

( 42 ) أخرج البخاري في تفسير سورة الحج ص 107 من الجزء 3 من صحيحه بالإسناد إلى علي قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ( قال البخاري ) قال قيس : وفيهم نزلت : هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هم الذين بارزوا يوم بدر علي وصاحباه حمزة . وعبيدة ، وشيبة بن ربيعة وصاحباه عتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة . ا ه‍ .
وأخرج في الصفحة المذكورة عن أبي ذر أنه كان يقسم فيها أن هذه الآية هذان خصمان اختصموا في ربهم نزلت في علي وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر .

‹ هامش ص 97 ›

( 43 ) نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين والوليد بن عقبة بن أبي معيط بلا نزاع ، وهذا هو الذي أخرجه المحدثون وصرح به المفسرون ، أخرج الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي في معنى الآية من كتابه ( أسباب النزول ) بالإسناد إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب : أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا واملأ للكتيبة منك فقال له علي : اسكت فإنما أنت فاسق فنزل أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ، قال : يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة .

( 44 ) نزلت هذه الآية في علي وعمه العباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفاتيحه وإلي ثيابه ، وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها . وقال علي : ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى هذه الآية ، هذا ما نقله الإمام الواحدي - في معنى الآية من كتاب أسباب النزول - عن كل من الحسن البصري والشعبي والقرظي ، ونقل عن ابن سيرين ومرة الهمداني أن عليا قال للعباس ألا تهاجر ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وآله ، فقال ألست في أفضل من الهجرة ألست أسقي حاج بيت الله واعمر المسجد الحرام ، فنزلت الآية .

( 45 ) أخرج الحاكم في صفحة 4 من الجزء 3 من المستدرك عن ابن عباس قال : شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه واعترف بذلك الذهبي في تلخيص المستدرك وأخرج الحاكم في الصفحة المذكورة أيضا عن علي بن الحسن قال : إن أول من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب إذ بات على فراش رسول الله ثم نقل أبياتا لعلي أولها : وقيت بنفسي خير من وطأ الحصا * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

‹ هامش ص 98 ›

( 46 ) أخرج المحدثون والمفسرون وأصحاب الكتب في أسباب النزول بأسانيدهم إلى ابن عباس في قوله تعالى : الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية قال : نزلت في علي بن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفي السر واحدا وفي العلانية واحدا ، فنزلت الآية أخرجه الإمام الواحدي في أسباب النزول بسنده إلى ابن عباس وأخرجه أيضا عن مجاهد ، ثم نقله عن الكلبي مع زيادة فيه .

( 47 ) الذي جاء بالصدق رسول الله والذي صدق به أمير المؤمنين بنص الباقر والصادق والكاظم والرضا وابن عباس وابن الحنفية و عبد الله بن الحسن والشهيد زيد بن علي بن الحسين وعلي بن جعفر الصادق ، وكان أمير المؤمنين يحتج بها لنفسه ، وأخرج ابن المغازلي في مناقبه عن مجاهد قال : الذي جاء بالصدق محمد والذي صدق به علي ، وأخرجه الحافظان ابن مردويه وأبو نعيم وغيرهما .

‹ هامش ص 99 ›

( 48 ) أخرج الحاكم في تفسير سورة الطور ص 468 من الجزء الثاني من صحيحه المستدرك عن ابن عباس في قوله عز وجل ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم قال إن الله يرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل ثم قرأ : والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم ، يقول وما نقصناهم .

( 49 ) هذه هي الآية الثالثة من الآيات التي أوردها ابن حجر في الباب 11 من صواعقه ، ونقل أن جماعة من المفسرين نقلوا عن ابن عباس القول : بأن المراد بها السلام على آل محمد ، قال ابن حجر وكذا قال الكلبي إلى أن قال وذكر الفخر الرازي أن أهل بيته يساوونه في خمسة أشياء في السلام قال : السلام عليك أيها النبي وقال سلام على آل ياسين وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد وفي الطهارة قال الله تعالى طه أي يا طاهر وقال ويطهركم تطهيرا ، وفي تحريم الصدقة وفي المحبة قال تعالى : فاتبعوني يحببكم الله وقال قل لا أسألكم عليه أجرا إلا مودة في القربى . كما أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن من الجزء الثالث من صحيحه في باب إن الله وملائكته يصلون على النبي من تفسير سورة الأحزاب ، وأخرجه مسلم في باب الصلاة على النبي من كتاب الصلاة في الجزء الأول من صحيحه وأخرجه سائر المحدثين عن كعب بن عجرة .

‹ هامش ص 100 ›

( 50 ) فراجع الآية الثانية من تلك الآيات ص 87 .

( 51 ) أخرج الثعلبي في معناها من تفسيره الكبير بسند يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة . فقال بعضهم يا رسول الله سألناك عنها فقلت أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة فقال ( ص ) : أليس داري ودار علي واحدة ؟ .

( 52 ) أخرج ثقة الاسلام الكليني بسنده الصحيح عن سالم قال : سألت أبا جعفر ( الباقر ) عن قوله تعالى " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " الآية ، قال عليه السلام : السابق بالخيرات هو الإمام ، والمقتصد هو العارف بالإمام ، والظالم لنفسه هو الذي لا يعرف الإمام ، وأخرج نحوه عن الإمام أبي عبد الله الصادق وعن الإمام أبي الحسن الكاظم وعن الإمام أبي الحسن الرضا . وأخرجه عنهم الصدوق وغير واحد من أصحابنا وروى ابن مردويه عن علي أنه قال في تفسير هذه الآية : هم نحن ، والتفصيل في كتابنا " تنزيل الآيات " وفي غاية المرام .

. ‹ هامش ص 101 ›
( 1 ) أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس كما في الفصل 3 من الباب 9 من الصواعق ص 76 .
( 2 ) أي صحائفها .
( 3 ) جمع وضيعة وهو الكتاب يكتب فيه الحكمة .
( 4 ) جمع أضبارة وهي الحزمة من الصحف .
( 5 ) جمع أضمامة وهي بمعنى الاضبارة .
( 6 ) سيله .
( 7 ) جمع آذي وهو موج البحر .

الفاروق الاعظم 07-19-2010 08:26 PM

[ مراجعة رقم 13 ]
 
[ مراجعة رقم 13 ]

قال المحاور السني

ش المراجعة 13 رقم : 23 ذي القعدة سنة 1329

قياس ينتج ضعف الروايات في نزول تلك الآيات لله مراعف يراعك ، ومقاطر أقلامك ، ما أرفع مهارقها ( 2 ) عن مقام المتحدي والمعارض ، وما أمنع وضائعها ( 3 ) عن نظر الناقد والمستدرك ، تتجارى أضابيرها ( 4 ) إلى غرض واحد ، وتتوارد أضاميمها ( 5 ) في طريق قاصد ، فلا ترد مراسيمها على سمع ذي لب فتصدر إلا عن استحسان .

أما مرسومك الأخير فقد سال أتيه ( 6 ) وطفحت أواذيه ( 7 ) جئت فيه ‹ صفحة 102 › بالآيات المحكمة ، والبينات القيمة ، فخرجت من عهدة ما أخذ عليك ، ولم تقصر في شئ مما عهد به إليك ، فالراد عليك سئ اللجاج ، صلف الحجاج ، يماري في الباطل ويتحكم تحكم الجاهل . وربما اعترض بأن الذين رووا نزول تلك الآيات فيما قلتم إنما هم رجال الشيعة ، ورجال الشيعة لا يحتج أهل السنة بهم ، فماذا يكون الجواب ( 133 ) ، تفضلوا به إن شئتم ولكم الشكر ، والسلام .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 101 ›
( 1 ) أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس كما في الفصل 3 من الباب 9 من الصواعق ص 76 .
( 2 ) أي صحائفها .
( 3 ) جمع وضيعة وهو الكتاب يكتب فيه الحكمة .
( 4 ) جمع أضبارة وهي الحزمة من الصحف .
( 5 ) جمع أضمامة وهي بمعنى الاضبارة .
( 6 ) سيله .
( 7 ) جمع آذي وهو موج البحر .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشيخ محمد العبدالله 07-19-2010 08:31 PM

المراجعة 14
 
س المراجعة 14 رقم : 24 ذي القعدة سنة 1329

1 - بطلان قياس المعترض
2 - المعترض لا يعلم حقيقة الشيعة
3 - امتيازهم في تغليظ حرمة الكذب في الحديث

1 - الجواب أن قياس هذا المعترض باطل ، وشكله عقيم ، لفساد كل من صغراه وكبراه . أما الصغرى وهي قوله : " إن الذين رووا نزول تلك الآيات إنما هم من رجال الشيعة " فواضحة الفساد ، يشهد بهذا ثقات أهل السنة الذين رووا نزولها فيما قلناه ، ومسانيدهم تشهد بأنهم أكثر طرقا في ذلك من الشيعة كما فصلناه في كتابنا تنزيل الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة . وحسبك غاية المرام المنتشر في بلاد الاسلام ( 134 ) . وأما الكبرى وهي قوله : " إن رجال الشيعة لا يحتج أهل السنة بهم " فأوضح فسادا من الصغرى تشهد بهذا أسانيد أهل السنة وطرقهم المشحونة ‹ صفحة 103 › بالمشاهير من رجال الشيعة ، وتلك صحاحهم الستة وغيرها تحتج برجال من الشيعة ، وصمهم الواصمون بالتشيع والانحراف ، ونبزوهم بالرفض والخلاف ، ونسبوا إليهم الغلو والافراط والتنكب عن الصراط ، وفي شيوخ البخاري رجال من الشيعة نبزوا بالرفض ، ووصموا بالبغض ، فلم يقدح ذلك في عدالتهم عند البخاري وغيره ، حتى احتجوا بهم في الصحاح بكل ارتياح ، فهل يصغى بعد هذا إلى قول المعترض : " إن رجال الشيعة لا يحتج أهل السنة بهم " كلا .

2 - ولكن المعترضين لا يعلمون ، ولو عرفوا الحقيقة لعلموا أن الشيعة إنما جروا على منهاج العترة الطاهرة ، واتسموا بسماتها ، وأنهم لا يطبعون إلا على غرارها ، ولا يضربون إلا على قالبها ، فلا نظير لمن اعتمدوا عليه من رجالهم في الصدق والأمانة ، ولا قرين لمن احتجوا به من أبطالهم في الورع والاحتياط ، ولا شبيه لمن ركنوا إليه من أبدالهم في الزهد والعبادة وكرم الأخلاق ، وتهذيب النفس ومجاهدتها ومحاسبتها بكل دقة آناء الليل وأطراف النهار ، لا يبارون في الحفظ والضبط والاتقان ، ولا يجارون في تمحيص الحقائق والبحث عنها بكل دقة واعتدال ، فلو تجلت للمعترض حقيقتهم - بما هي في الواقع ونفس الأمر - لناط بهم ثقته ، وألقى إليهم مقاليده ، لكن جهله بهم جعله في أمرهم كخابط عشواء ، أو راكب عمياء في ليلة ظلماء ، يتهم ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني 135 ) وصدوق المسلمين محمد بن علي بن بابويه القمي ( 136 ) وشيخ الأمة محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( 137 ) ويستخف بكتبهم المقدسة - وهي مستودع علوم آل محمد صلى الله عليه وآله - ويرتاب في شيوخهم أبطال العلم وأبدال الأرض الذين قصروا أعمارهم على النصح لله تعالى ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وآله ولأئمة المسلمين ولعامتهم .


3 - وقد علم البر والفاجر حكم الكذب عند هؤلاء الأبرار ، والألوف ‹ صفحة 104 › من مؤلفاتهم المنتشرة تلعن الكاذبين ، وتعلن أن الكذب في الحديث من الموبقات الموجبة لدخول النار ( 138 ) ولهم في تعمد الكذب في الحديث حكم قد امتازوا به حيث جعلوه من مفطرات الصائم ، وأوجبوا القضاء والكفارة على مرتكبه في شهر رمضان ( 139 ) كما أوجبوهما بتعمد سائر المفطرات ، وفقههم وحديثهم صريحان بذلك ، فكيف يتهمون بعد هذا في حديثهم ، وهم الأبرار الأخيار ، قوامون الليل صوامون النهار .
وبماذا كان الأبرار من شيعة آل محمد وأوليائهم متهمين ، ودعاة الخوارج والمرجئة والقدرية غير متهمين لولا التحامل الصريح ، أو الجهل القبيح . نعوذ بالله من الخذلان ، وبه نستجير من سوء عواقب الظلم والعدوان ، ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والسلام .

الصديق الاكبر 07-19-2010 08:51 PM

المراجعة 15 تراجم بعض رجال الاحاديث المتقدمة وللمراجعة بقية
 
ش المراجعة 15 رقم : 25 ذي القعدة سنة 1329

1 - لمعان بوارق الحق

2 - التماس التفصيل في حجج السنة من رجال الشيعة

تفصيل الكلام

1 - كان كتابك الأخير محكم التنسيق ، ناصع التعبير ، عذب الموارد ، جم الفوائد ، قريب المنال ، رحيب المجال ، بعيد الأمد ، واري الزند ، صعدت فيه نظري وصوبته ، فلمعت من مضامينه بوارق نجحك ، ولاحت لي أشراط فوزك .

2 - لكنك لما ذكرت احتجاج أهل السنة برجال الشيعة أجملت الكلام ، ولم تفصل القول في ذلك ، وكان الأولى أن تذكر أولئك الرجال بأسمائهم ، وتأتي بنصوص أهل السنة على كل من تشيعهم والاحتجاج بهم ، فهل لك الآن أن تأتي بذلك ، لتتضح أعلام الحق ، وتشرق أنوار اليقين ، والسلام . س ‹ صفحة 105 › المراجعة 16 ( 1 ) رقم : 2 ذي الحجة سنة 1329 مئة من أسناد الشيعة في إسناد السنة نعم آتيك - في هذه العجالة - بما أمرت ، مقتصرا على ثلة ممن شدت إليهم الرحال ، وامتدت نحوهم الأعناق ، على شرط أن لا أكلف بالاستقصاء ( 140 ) فإنه مما يضيق عنه الوسع في هذا الاملاء ، وإليك أسماءهم وأسماء آبائهم مرتبة على حروف الهجاء .

أ
1 - أبان بن تغلب - بن رباح القارئ الكوفي ترجمه الذهبي في ميزانه فقال : - أبان بن تغلب م عو - الكوفي شيعي جلد ، لكنه صدوق ، فلنا صدقه ، وعليه بدعته .
( قال ) : وقد وثقه أحمد بن حنبل ، وابن معين ، وأبو حاتم . وأورده ابن عدي وقال : كان غاليا في التشيع . وقال السعدي : زائغ مجاهر .
إلى آخر ما حكاه الذهبي عنهم في أحواله ( 141 ) وعده ممن احتج بهم مسلم ، وأصحاب السنن الأربعة - أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ( 142 ) - حيث وضع على اسمه رموزهم . ودونك حديثه في صحيح مسلم ، والسنن ‹ صفحة 106 › الأربع عن الحكم والأعمش ، وفضيل بن عمرو ، روى عنه عند مسلم ، سفيان بن عيينة ، وشعبة ، وإدريس الأودي . مات رحمه الله سنة إحدى وأربعين ومئة .

2 - إبراهيم بن يزيد - بن عمرو بن الأسود بن عمرو النخعي الكوفي الفقيه ، وأمه مليكة بنت يزيد بن قيس النخعية ، أخت الأسود وإبراهيم و عبد الرحمن بني يزيد بن قيس ، كانوا جميعا كعميهم : علقمة ، وأبي ، ابني قيس : من إثبات المسلمين ، وإسناد أسانيدهم الصحيحة ، احتج بهم أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ، مع الاعتقاد بأنهم شيعة . أما إبراهيم بن يزيد صاحب العنوان فقد عده ابن قتيبة في معارفه ( 143 ) ( 1 ) من رجال الشيعة ، وأرسل ذلك إرسال المسلمات . ودونك حديثه في كل من صحيحي البخاري ومسلم عن عم أمه علقمة ابن قيس ، وعن كل من همام بن الحارث ، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ، وعن عبيدة والأسود بن يزيد - وهو خاله - وحديثه في صحيح مسلم عن خاله عبد الرحمن بن يزيد ، وعن سهم بن منجاب ، وأبي معمر ، وعبيد بن نضلة ، وعابس . وروى عنه في الصحيحين منصور ، والأعمش ، وزبيد ، والحكم ، وابن عون . روى عنه في صحيح مسلم ، فضيل بن عمرو ، ومغيرة ، وزياد بن كليب ، وواصل ، والحسن بن عبيد الله وحماد بن أبي سليمان ، وسماك ولد إبراهيم سنة خمسين ، ومات سنة ست أو خمس وتسعين ، بعد موت الحجاج بأربعة أشهر .

3 - أحمد بن المفضل - بن الكوفي الحفري أخذ عنه أبو زرعة ،
‹ صفحة 107 › وأبو حاتم ، واحتجا به ، وهما يعلمان مكانه في الشيعة ، وقد صرح أبو حاتم بذلك حيث قال - كما في ترجمة أحمد من الميزان - : كان أحمد بن المفضل من رؤساء الشيعة صدوقا . وقد ذكره الذهبي في ميزانه ( 144 ) ووضع على اسمه رمز أبي داود ، والنسائي إشارة إلى احتجاجهما به ، ودونك حديثه في صحيحيهما ( 145 ) عن الثوري . وله عن أسباط بن نصر وإسرائيل .

4 - إسماعيل بن أبان - الأزدي الكوفي الوراق شيخ البخاري في صحيحه ، ذكره الذهبي في الميزان ( 146 ) بما يدل على احتجاج البخاري والترمذي به في صحيحيهما ( 147 ) وذكر أن يحيى وأحمد أخذا عنه ، وأن البخاري قال : صدوق ، وأن غيره قال : كان يتشيع ، وأنه توفي سنة 286 لكن القيسراني ذكر أن وفاته كانت سنة ست عشرة ومئتين ، وروى عنه البخاري بلا واسطة في غير موضع من صحيحه ، كما نص عليه القيسراني وغيره .

5 - إسماعيل بن خليفة - الملائي الكوفي ، وكنيته أبو إسرائيل وبها يعرف ذكره الذهبي في باب الكنى من ميزانه ( 148 ) فقال : كان شيعيا بغيضا من الغلاة الذين يكفرون عثمان ، ونقل عنه من ذلك شيئا كثيرا لا يلزمنا ذكره ، ومع هذا فقد أخرج عنه الترمذي في صحيحه وغير واحد من أرباب السنن ( 149 ) . وحسن أبو حاتم حديثه .
وقال أبو زرعة : صدوق ، في رأيه غلو . وقال أحمد : يكتب حديثه . وقال ابن معين مرة : هو ثقة . وقال الفلاس : ليس هو من أهل الكذب ، ودونك حديثه في صحيح الترمذي وغيره ، عن الحكم بن عتيبة ، وعطية العوفي ، روى عنه إسماعيل بن عمرو البجلي ، وجماعة من أعلام تلك الطبقة ، وقد عده بن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه - المعارف - . ‹ صفحة 108 › 6

- إسماعيل بن زكريا - الأسدي الخلقاني الكوفي ، ترجمه الذهبي في ميزانه ( 150 ) فقال : - إسماعيل بن زكريا ( ع ) - الخلقاني الكوفي صدوق شيعي ، وعده ممن احتج بهم أصحاب الصحاح الستة ( 151 ) حيث وضع على اسمه الرمز إلى اجتماعهم على ذلك . ودونك حديثه في صحيح البخاري عن محمد بن سوقة ، وعبيد الله بن عمر ، وحديثه في صحيح مسلم عن سهيل ، ومالك بن مغول ، وغير واحد ، أما حديثه عن عاصم الأحول فموجود في الصحيحين جميعا ، روى عنه محمد بن الصباح ، وأبو الربيع ، عندهما ، ومحمد بن بكار ، عند مسلم . مات سنة أربع وسبعين ومئة ببغداد ، وأمره في التشيع ظاهر معروف حتى نسبوا إليه القول : بأن الذي نادى عبده من جانب الطور إنما هو علي بن أبي طالب ، وأنه كان يقول : الأول والآخر والظاهر والباطن علي بن أبي طالب ، وهذا من إرجاف المرجفين بالرجل لكونه من شيعة علي ، والمقدمين له على من سواه . قال الذهبي في ترجمته من الميزان بعد نقل هذا الأبطيل عنه : لم يصح عن الخلقاني هذا الكلام فإنه من كلام الزنادقة . ا ه‍ .

7 - إسماعيل بن عباد - بن العباس الطالقاني أبو القاسم ، المعروف بالصاحب ابن عباد . ذكره الذهبي في ميزانه ( 1 ) فوضع على اسمه دت رمزا إلى احتجاج أبي داود والترمذي به في صحيحيهما ( 152 ) ثم وصفه : بأنه أديب بارع شيعي . قلت : تشيعه مما لا يرتاب فيه أحد ، وبذلك نال هو وأبوه ما نالا من الجلالة والعظمة في الدولة البويهية ، وهو أول من لقب بالصاحب من الوزراء ، لأنه صحب مؤيد الدولة بن ‹ صفحة 109 › بويه منذ الصبا فسماه الصاحب ، واستمر عليه هذا اللقب حتى اشتهر به ثم أطلق على كل من ولي الوزارة بعده ، وكان أولا وزير مؤيد الدولة أبي منصور ابن ركن الدولة ابن بويه ، فلما توفي مؤيد الدولة وذلك في شعبان سنة 373 بجرجان ، استولى على مملكته أخوه أبو الحسن علي المعروف بفخر الدولة فأقر الصاحب على وزارته ، وكان معظما عنده ، نافذ الأمر لديه ، كما كان أبوه عباد بن العباس وزيرا معظما عند أبيه ركن الدولة ، نافذ الأمر لديه ، ولما توفي الصاحب - وذلك ليلة الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة خمس وثمانين وثلاث مئة بالري عن تسع وخمسين سنة - أغلقت له مدينة الري ، واجتمع الناس على باب قصره ينتظرون خروج جنازته ، وحضر فخر الدولة ومعه الوزراء والقواد ، وغيروا لباسهم ، فلما خرج نعشه صاح الناس بأجمعهم صيحة واحدة ، وقبلوا الأرض تعظيما للنعش ، ومشى فخر الدولة في تشييع الجنازة كسائر الناس ، وقعد للعزاء أياما ورثته الشعراء ، وأبنته العلماء ، وأثنى عليه كل من تأخر عنه ، قال أبو بكر الخوارزمي : نشأ - الصاحب بن عباد - من الوزارة في حجرها ، ودب ودرج من وكرها ، ورضع أفاويق درها ، وورثها عن آبائه . كما قال أبو سعيد الرستمي في حقه : ورث الوزارة كابرا عن كابر * موصولة الإسناد بالإسناد يروي عن العباس عباد وزا * رته وإسماعيل عن عباد وقال الثعالبي في ترجمة الصاحب من يتيمته : ليست تحضرني عبارة أرضاها للافصاح عن علو محله في العلم والأدب ، وجلالة شأنه في الجود والكرم ، وتفرده بالغايات في المحاسن ، وجمعه أشتات المفاخر ، ‹ صفحة 110 › لأن همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه ، وجهد وصفي - يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه . ثم استرسل في بيان محاسنه وخصائصه ( 153 ) وللصاحب مؤلفات جليلة منها كتاب المحيط في اللغة في سبع مجلدات رتبه على حروف المعجم ، وكان ذا مكتبة لا نظير لها . كتب إليه نوح ابن منصور أحد ملوك بني سامان يستدعيه ليفوض إليه وزارته وتدبير أمر مملكته ، فاعتذر إليه : بأنه يحتاج لنقل كتبه خاصة إلى أربع مئة جمل ، فما الظن بغيرها ، وفي هذا القدر من أخباره كفاية .

8 - إسماعيل بن عبد الرحمن - بن أبي كريمة الكوفي المفسر المشهور المعروف بالسدي . قال الذهبي في ترجمته من الميزان ( 154 ) رمي بالتشيع ، ثم روى عن حسين بن واقد المروزي : أنه سمعه يشتم أبا بكر وعمر . ومع ذلك فقد أخذ عنه الثوري وأبو بكر بن عياش ، وخلق من تلك الطبقة . واحتج به مسلم وأصحاب السنن الأربعة ( 155 ) ووثقه أحمد . وقال ابن عدي : صدوق . وقال يحيى القطان : لا بأس به . وقال يحيى ابن سعيد : ما رأيت أحدا يذكر السدي إلا بخير " قال " وما تركه أحد . ومر إبراهيم النخعي بالسدي وهو يفسر القرآن فقال : أما أنه يفسر تفسير القوم . وإذا راجعت أحوال السدي في ميزان الاعتدال تجد تفصيل ما أجملناه . ودونك حديث السدي في صحيح مسلم عن أنس بن مالك ، وسعد بن عبيدة ، ويحيى بن عباد . روى عنه عند مسلم ، وأرباب السنن الأربعة ، أبو عوانة ، والثوري ، والحسن بن صالح ، وزائدة ، وإسرائيل ، فهو شيخ هؤلاء الأعلام ، مات سنة سبع وعشرين ومئة .

9 - إسماعيل بن موسى - الفزاري الكوفي . قال ابن عدي - كما في ميزان الذهبي - : أنكروا منه غلوا في التشيع . وقال عبدان - كما في ‹ صفحة 111 › الميزان أيضا - : أنكر علينا هناد ، وابن أبي شيبة ، ذهابنا إليه . وقال : أيش عملتم عند ذاك الفاسق الذي يشتم السلف ! ؟ ومع هذا فقد أخذ عنه ابن خزيمة ، وأبو عروبة خلائق ، كان شيخهم من تلك الطبقة ، كأبي داود ، والترمذي ، إذ أخذا عنه واحتجا به ، في صحيحيهما ، وقد ذكره أبو حاتم فقال : صدوق . وقال النسائي : ليس به بأس . كل ذلك موجود في ترجمته من ميزان الذهبي ( 156 ) . ودونك حديثه في صحيح الترمذي ، وسنن أبي داود ( 157 ) عن مالك ، وشريك ، وعمر بن شاكر صاحب أنس . مات سنة خمس وأربعين ومئتين ، وهو ابن بنت السدي ، وربما كان ينكر ذلك ، والله أعلم .

الصديق الاكبر 07-19-2010 09:41 PM

باقي المراجعة (15) تراجم الاسماء ( ت ث ج ح )
 
ت

10 - تليد بن سليمان - الكوفي الأعرج ، ذكره ابن معين فقال : كان يشتم عثمان ، فسمعه بعض أولاد موالي عثمان فرماه فكسر رجليه . وذكره أبو داود فقال : رافضي يشتم أبا بكر وعمر . ومع ذلك كله فقد أخذ عنه أحمد ، وابن نمير ، واحتجا به وهما يعلمانه شيعيا . قال أحمد : تليد شيعي لم نر به بأسا . وذكره الذهبي في ميزانه ( 158 ) فنقل من أقوال العلماء فيه ما قد ذكرناه ، ووضع على اسمه رمز الترمذي ، إشارة إلى أنه من رجال أسانيده . ودونك حديثه في صحيح الترمذي ( 159 ) عن عطاء ابن السائب ، و عبد الملك بن عمير .

ث

11- ثابت بن دينار - المعروف بأبي حمزة الثمالي حاله في التشيع كالشمس . وقد ذكره في الميزان ( 160 ) فنقل أن عثمان ذكر مرة في مجلس أبي حمزة فقال : من عثمان ؟ ! استخفافا به ، ثم نقل أن السليماني عد ‹ صفحة 112 › أبا حمزة في قوم من الرافضة ، وقد وضع الذهبي رمز الترمذي على اسم أبي حمزة ، إشارة إلى أنه من رجال سنده ، وأخذ عنه وكيع ، وأبو نعيم ، واحتجا به . ودونك حديثه في صحيح الترمذي ( 161 ) عن أنس ، والشعبي ، وله عن غيرهما من تلك الطبقة . مات رحمه الله سنة مئة وخمسين .

12 - ثوبر بن أبي فاخنة - أبو الجهم الكوفي ، مولى أم هاني بنت أبي طالب . ذكره الذهبي في ميزانه ( 162 ) فنقل القول : بكونه رافضيا عن يونس بن أبي إسحاق ، ومع ذلك فقد أخذ عنه سفيان ، وشعبة ، وأخرج له الترمذي في صحيحه ( 163 ) عن ابن عمر ، وزيد بن أرقم . وكان في عصر الإمام الباقر متمسكا بولايته معروفا بذلك ، وله مع عمرو بن ذر القاضي ، وابن قيس الماصر ، والصلت بن بهرام نادرة تشهد بهذا ( 164 ) .

ج

13 - جابر بن يزيد - بن الحارث الجعفي الكوفي . ترجمه الذهبي في ميزانه ( 165 ) فذكر أنه أحد علماء الشيعة . ونقل عن سفيان القول بأنه سمع جابرا يقول : انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي ، ثم انتقل من علي إلى الحسن ، ثم لم يزل حتى بلغ جعفرا ( الصادق ) وكان في عصره ( ع ) . وأخرج مسلم في أوائل صحيحه عن الجراح . قال سمعت جابرا يقول : عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر " الباقر " عن النبي صلى الله عليه وآله ، كلها ( 166 ) . وأخرج عن زهير ، قال سمعت جابرا يقول : أن عندي لخمسين ألف حديث ، ما حدثت منها بشئ - قال ثم حدث يوما ‹ صفحة 113 › بحديث فقال : هذا من الخمسين ألفا ( 167 ) وكان جابر إذا حدث عن الباقر يقول - كما في ترجمته من ميزان الذهبي : - حدثني وصي الأوصياء . وقال ابن عدي - كما في ترجمة جابر من الميزان - : عامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة ، وأخرج الذهبي - في ترجمته من الميزان - بالإسناد إلى زائدة قال : جابر الجعفي رافضي يشتم ، قلت : ومع ذلك فقد احتج به النسائي ، وأبو داود ( 168 ) فراجع حديثه في سجود السهو من صحيحيهما ، وأخذ عنه شعبة ، وأبو عوانة ، وعدة من طبقتهما ، ووضع الذهبي علي اسمه - حيث ذكره في الميزان - رمزي أبي داود والترمذي إشارة إلى كونه من رجال أسانيدهما ، ونقل عن سفيان القول : بكون جابر الجعفي ورعا في الحديث ، وأنه قال : ما رأيت أورع منه ، وأن شعبة قال : جابر صدوق . وأنه قال أيضا كان جابر إذا قال أنبأنا ، وحدثنا ، وسمعت ، فهو من أوثق الناس ، وأن وكيعا قال : ما شككتم في شئ فلا تشكوا أن جابر الجعفي ثقة ، وأن ابن عبد الحكم سمع الشافعي يقول : قال سفيان الثوري لشعبة : لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك . مات جابر سنة ثمان أو سبع وعشرين ومئة ، رحمه الله تعالى ( 169 )

[باقي المراجعة الاخيرة (15) ]
المراجعات - السيد شرف الدين - ص 113 – 119

14 - جرير بن عبد الحميد - الضبي الكوفي ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه - المعارف - وأورده الذهبي في الميزان ( 170 ) فوضع عليه الرمز إلى اجتماع أهل الصحاح على الاحتجاج به ، وأثنى عليه فقال : عالم أهل الري صدوق ، يحتج به في الكتب ، نقل الاجماع على وثاقته . ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم ( 171 ) عن الأعمش ، ومغيرة ، ومنصور ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأبي إسحاق الشيباني ، روى عنه في الصحيحين قتيبة ابن سعيد ، ويحيى بن يحيى ، ‹ صفحة 114 › وعثمان بن أبي شيبة . مات رحمه الله تعالى بالري سنة سبع وثمانين ومئة عن سبع وسبعين سنة .

15 - جعفر بن زياد - الأحمر الكوفي ذكره أبو داود فقال : صدوق شيعي .
وقال الجوزجاني : مائل عن الطريق - أي لتشيعه مائل عن طريق الجوزجاني إلى طريق أهل البيت - وقال ابن عدي : صالح شيعي . وقال حفيده الحسين بن علي بن جعفر بن زياد : كان جدي جعفر من رؤساء الشيعة بخراسان ، فكتب فيه أبو جعفر الدوانيقي - فأشخص إليه في ساجور ( 1 ) مع جماعة من الشيعة فحبسهم في المطبق دهرا . أخذ عنه ابن عيينة ، ووكيع وأبو غسان المهدي ، ويحيى بن بشر الحريري ، وابن مهدي ، فهو شيخهم . وقد وثقه ابن معين وغيره ، وقال أحمد : صالح الحديث . وذكره الذهبي في الميزان ( 172 ) ونقل من أحواله ما قد سمعت ، ووضع على اسمه رمز الترمذي ، والنسائي ، إشارة إلى احتجاجهما به . ودونك حديثه في صحيحيهما ( 173 ) عن بيان بن بشر ، وعطاء بن السائب . وله عن جماعة آخرين من تلك الطبقة . مات رحمه الله سنة سبع وستين ومئة .

16 - جعفر بن سليمان - الضبعي البصري أبو سليمان ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه ( 2 ) ، وذكره ابن سعد فنص على تشيعه ووثاقته ( 174 ) ونسبه أحمد بن المقدام إلى الرفض ، وذكره ابن عدي فقال : هو شيعي أرجو أنه لا بأس به ، وأحاديثه ليست بالمنكرة ، وهو عندي ممن يحمد أن يقبل حديثه . وقال أبو طالب سمعت أحمد يقول : لا بأس بجعفر بن سليمان الضبعي ، فقيل لأحمد : أن ‹ صفحة 115 › سليمان بن حرب يقول : لا يكتب حديثه ، فقال : لم يكن ينهى عنه ، وإنما كان جعفر يتشيع ، فيحدث بأحاديث في علي . . . الخ . وقال ابن معين : سمعت من عبد الرزاق كلاما استدللت به على ما قيل عنه من المذهب ، فقلت له : إن أساتذتك كلهم أصحاب سنة ، معمر ، وابن جريح ، والأوزاعي ، ومالك ، وسفيان ، فعمن أخذت هذا المذهب ؟ فقال : قدم علينا جعفر ابن سليمان الضبعي ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ، فأخذت عنه هذا المذهب - مذهب التشيع - قلت : لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرى العكس ، فيصرح بأن جعفرا إنما أخذ الرفض عن عبد الرزاق ، ولذا كان يدعو عليه فيقول : فقدت عبد الرزاق ما أفسد بالتشيع جعفرا غيره . وأخرج العقيلي بالإسناد إلى سهل بن أبي خدوثة ، قال : قلت لجعفر بن سليمان : بلغني أنك تشتم أبا بكر وعمر . فقال : أما الشتم فلا ، ولكن البغض ما شئت . وأخرج ابن حبان في الثقات بسنده إلى جرير بن يزيد بن هارون ، قال : بعثني أبي إلى جعفر الضبعي فقلت له : بلغني أنك تسب أبا بكر وعمر . قال : أما السب فلا ، ولكن البغض ما شئت ، فإذا هو رافضي . . . الخ . وترجم الذهبي جعفرا في الميزان فذكر من أحواله كلما سمعت ، ونص على أنه كان من العلماء الزهاد على تشيعه ( 175 ) وقد احتج به مسلم في صحيحه ( 176 ) وأخرج عنه أحاديث قد انفرد بها ، كما نص عليه الذهبي ، وأشار إليها في ترجمة جعفر . ودونك حديثه في الصحيح عن ثابت البناني ، والجعد بن عثمان ، وأبي عمران الجوني ، ويزيد بن الرشك ، وسعيد الجريري ، روى عنه قطن بن نسير ، ويحيى بن يحيى ، وقتيبة ، ومحمد بن عبيد بن حساب ، وابن مهدي ، ومسدد . وهو الذي ‹ صفحة 116 › - حدث عن يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين ، قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية استعمل عليهم عليا . . . الحديث ، وفيه - : ما تريدون من علي ، علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي " ( 177 ) أخرجه النسائي في صحيحه ، ونقله ابن عدي عن صحاح النسائي ، نص الذهبي على ذلك في أحوال جعفر من الميزان . مات في رجب سنة ثمان وسبعين ومئة ، رحمه الله تعالى .

17 - جميع بن عميرة - بن ثعلبة الكوفي التيمي ، تيم الله . ذكره أبو حاتم - كما في آخر ترجمته من الميزان - ( 178 ) فقال : كوفي صالح الحديث ، قلت : أخذ عنه العلاء بن صالح ، وصدقة بن المثنى ، وحكيم بن جبير ، فهو شيخهم . وله في السنن ثلاثة أحاديث ، وحسن الترمذي له ( 179 ) . نص على ذلك الذهبي في الميزان ، وهو من التابعين ، سمع ابن عمر ، وعائشة ، ومما رواه عن ابن عمر : أنه سمع رسول الله يقول لعلي : " أنت أخي في الدنيا والآخرة " ( 180 ) .


ح

18 - الحارث بن حصيرة - أبو النعمان الأزدي الكوفي . ذكره أبو حاتم الرازي . فقال : هو من الشيعة العتق . وذكره أبو أحمد الزبيري ، فقال : كان يؤمن بالرجعة . وذكره ابن عدي ، فقال : يكتب حديث على ما رأيته من ضعفه ، وهو من المحترقين بالكوفة في التشيع . وقال ذنيج : سألت جريرا أرأيت الحارث بن حصيرة ؟ قال : نعم رأيته شيخا كبيرا ، طويل السكوت ، يصر على أمر ‹ صفحة 117 › عظيم . وذكره يحيى بن معين ، فقال : ثقة خشبي ، ووثقه النسائي أيضا ، وحمل عنه الثوري ، ومالك بن مغول ، و عبد الله بن نمير ، وطائفة من طبقتهم ، كان شيخهم ومحل ثقتهم . وترجمه الذهبي في ميزانه ( 181 ) ، فذكر كل ما نقلناه من شؤونه . ودونك حديثه في السنن ( 182 ) عن زيد بن وهب ، وعكرمة ، وطائفة من طبقتهما ، أخرج النسائي من طريق عباد بن يعقوب الرواجني ، عن عبد الله بن عبد الملك المسعودي ، عن الحارث بن حصيرة ، عن زيد بن وهب ، قال سمعت عليا يقول : " أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يقولها بعدي إلا كذاب " ( 183 ) وروى الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود السبيعي ، عن عمران بن حصين ، قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى جنبه ، إذ قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم : * ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ) * ، فارتعد علي ، فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده على كتفه ، وقال : " ولا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق " ( 184 ) إلى يوم القيامة ، أخرجه المحدثون كمحمد بن كثير ، وغيره عن الحارث بن حصيرة ، ونقله الذهبي في ترجمة نفيع بن الحارث بهذا الإسناد ، وحين أتى في أثناء السند على ذكر الحارث بن حصيرة ، قال : صدوق لكنه رافضي ( 185 ) .

19 - الحارث بن عبد الله - الهمداني ، صاحب أمير المؤمنين وخاصته ، كان من أفضل التابعين ، وأمره في التشيع غني عن البيان ، وهو أول من عدهم ابن قتيبة في معارفه ، من رجال الشيعة ، وقد ذكره الذهبي في ميزانه ( 186 ) : فاعترف بأنه من كبار علماء التابعين ، ثم نقل عن ابن حبان القول : بكونه غاليا في ‹ صفحة 118 › التشيع ، ثم أورد من تحامل القوم عليه - بسبب ذلك - شيئا كثيرا ، ومع هذا فقد نقل إقرارهم بأنه كان من أفقه الناس ، وأفرض الناس ، وأحسب الناس ، لعلم الفرائض ، واعترف بأن حديث الحارث موجود في السنن الأربعة ( 187 ) وصرح بأن النسائي مع تعنته في الرجال قد احتج بالحارث ، وقوى أمره ، وأن الجمهور مع توهينهم أمره يروون حديثه في الأبواب كلها ، وأن الشعبي كان يكذبه ، ثم يروي عنه . قال في الميزان : والظاهر أنه يكذبه في لهجته وحكاياته ، وأما في الحديث النبوي فلا . قال في الميزان : وكان الحارث من أوعية العلم ، ثم روى - في الميزان - عن محمد بن سيرين أنه قال : كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم أدركت منهم أربعة ، وفاتني الحارث فلم أره ، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم ( قال ) : ويختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل ، علقمة ومسروق وعبيدة ، ا ه‍ . قلت : وقد سلط الله على الشعبي من الثقات الأثبات من كذبه واستخف به جزاءا وفاقا ، كما نبه على ذلك ابن عبد البر في كتابه - جامع بيان العلم - حيث أورد كلمة إبراهيم النخعي الصريحة في تكذيب الشعبي ، ثم قال ( 1 ) ما هذا لفظه : وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني حدثني الحارث وكان أحد الكذابين - قال ابن عبد البر - ولم يبن من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي ، وتفضيله له على غيره ( قال ) ومن هاهنا كذبه الشعبي ، لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر ، وإلى أنه أول من أسلم ، وتفضيل عمر . ا ه‍ . قلت : وأن ممن تحامل على الحارث محمد بن ‹ صفحة 119 › سعد ، حيث ترجمه في الجزء 6 من طبقاته ( 188 ) فقال : " إن له قول سوء " وبخسه حقه ، كما جرت عادته مع رجال الشيعة ، إذ لم ينصفهم في علم ، ولا في عمل ، والقول السئ الذي نقله ابن سعد عن الحارث : إنما هو الولاء لآل محمد ، والاستبصار بشأنهم ، كما أشار إليه ابن عبد البر فيما نقلناه من كلامه . كانت وفاة الحارث سنة خمس وستين ، رحمه الله تعالى .


20 - حبيب بن أبي ثابت - الأسدي الكاهلي الكوفي التابعي ، يعده في رجال الشيعة كل من ابن قتيبة في معارفه ، والشهرستاني في كتاب - الملل والنحل - وذكره الذهبي في ميزانه ( 189 ) ووضع على اسمه رمز الصحاح الستة ( 190 ) إشارة إلى احتجاجها به ، وقال : قد احتج به كل من أفرد الصحاح بلا تردد ( قال ) : ووثقه يحيى بن معن . وجماعة . قلت : وإنما تكلم فيه الدولابي ، وعده من المضعفين ، لمجرد تشيعه وقد أدهشني ابن عون حيث لم يجد وجها للطعن في حبيب ونفسه تأبى إلا انتقاصه ، فكان يعبر عنه بالأعور ، ولا نقص بعور العين ، وإنما النقص بالفحشاء والكلمة العوراء . ودونك حديث حبيب في صحيحي البخاري ومسلم عن سعيد بن جبير ، وأبي وائل . أما حديثه عن زيد بن وهب ، ففي صحيح البخاري فقط . وله في صحيح مسلم عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وعن طاووس ، والضحاك المشرقي ، وأبي العباس بن الشاعر . وأبي المنهال عبد الرحمن ، وعطاء بن يسار وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، ومجاهد . روى عنه في الصحيحين مسعر ، والثوري ، وشعبة . وروى عنه في صحيح مسلم ، سليمان الأعمش ، وحصين ، و عبد العزيز ابن سياه وأبو إسحاق الشيباني . مات رحمه الله تعالى سنة تسع عشرة ومئة . ‹ صفحة 120 ›

21 - الحسن بن حي - واسم حي صالح بن صالح الهمداني ، أخو علي بن صالح وكلاهما من أعلام الشيعة ، ولدا توأما ، وكان علي تقدمه بساعة ، فلم يسمع أحد أخاه الحسن يسميه باسمه قط ، وإنما كان يكنيه بقول : قال أبو محمد ، نقل ذلك ابن سعد في أحوال علي من الجزء 6 من طبقاته . وذكرهما الذهبي في ميزانه فقال في أحوال الحسن : كان أحد الأعلام ، وفيه بدعة تشيع ، وكان يترك الجمعة ، ويرى الخورج على الولاة الظلمة ، وذكر أنه كان لا يترحم على عثمان . وذكره ابن سعد في الجزء 6 من الطبقات فقال : كان ثقة صحيح الحديث كثيره ، وكان متشيعا . ا ه‍ . وذكره الإمام ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه - المعارف - مصرحا بتشيعه ، ولما ذكر رجال الشيعة في أواخر - المعارف - عد الحسن منهم ( 191 ) . احتج به مسلم وأصحاب السنن ( 192 ) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم ، عن كل من سماك بن حرب ، وإسماعيل السدي ، وعاصم الأحول ، وهارون بن سعد . وقد أخذ عنه عبيد الله ابن موسى العبسي ، ويحيى بن آدم ، وحميد بن عبد الرحمن الرواسي ، وعلي بن الجعد ، وأحمد بن يونس ، وسائر أعلام طبقتهم وذكر الذهبي في ترجمته من الميزان : أن ابن معين وغيره وثقوه ، وأن عبد الله بن أحمد نقل عن أبيه : أن الحسن أثبت من شريك وذكر الذهبي أن أبا حاتم قال : إنه ثقة ، حافظ ، متقن ، وأن أبا زرعة قال : اجتمع فيه إتقان ، وفقه ، وعبادة ، وزهد ، وأن النسائي وثقه ، وأن أبا نعيم قال : كتبت عن ثمان مئة محدث ، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح ، وأنه قال : ما رأيت أحدا إلا وقد غلط في شئ ، غير الحسن بن صالح ، وأن عبيدة بن سليمان قال : إني أرى الله يستحي ‹ صفحة 121 › أن يعذب الحسن بن صالح ، وأن يحيى بن أبي بكير ، قال للحسن بن صالح : صف لنا غسل الميت ، فما قدر عليه من البكاء ، وأن عبيد الله بن موسى قال : كنت أقرأ على علي بن صالح ، فلما بلغت : فلا تعجل عليهم ، سقط أخوه الحسن يخور كما يخور الثور ، فقام إليه علي فرفعه ومسح وجهه ورش عليه وأسنده ، وأن وكيعا قال : كان الحسن وعلي ابنا صالح ، وأمهما قد جزؤوا الليل ثلاثة أجزاء ، فكل واحد يقوم ثلثا ، فماتت أمهما فاقتسما الليل بينهما ، ثم مات علي فقام الحسن الليل كله ، وأن أبا سليمان الداراني قال : ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه من الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساءلون فغشي عليه ، فلم يختمها إلى الفجر ( 193 ) . ولد رحمه الله تعالى سنة مئة ، ومات سنة تسع وستين ومئة .

22 – الحكم بن عتيبة - الكوفي ، نص على تشيعه ابن قتيبة ، وعده من رجال الشيعة في معارفه ( 194 ) . احتج به البخاري ومسلم ( 195 ) . ودونك حديثه في صحيحيهما عن كل من أبي جحيفة ، وإبراهيم النخعي ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وله في صحيح مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، والقاسم بن مخيمرة ، وأبي صالح ، وذر بن عبد الله ، وسعيد ابن عبد الرحمن بن أبزى ، ويحيى بن الجزار ، ونافع مولى بن عمر ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمارة بن عمير ، وعراك بن مالك ، والشعبي ، وميمون بن مهران ، والحسن العرني ، ومصعب بن سعد ، وعلي بن الحسين . روى عنه في الصحيحين : منصور ، ومسعر ، وشعبة . وروى عنه في صحيح البخاري خاصة عبد الملك بن أبي غنية ، وروى عنه في صحيح مسلم خاصة كل من الأعمش ، وعمرو بن قيس ، وزيد بن أبي أنيسة ، ومالك ابن ‹ صفحة 122 › مغول ، وأبان بن تغلب ، وحمزة الزيات ، ومحمد بن جحادة ، ومطرف ، وأبو عوانة ، مات سنة خمس عشرة ومئة عن خمس وستين سنة .

23 - حماد بن عيسى - الجهني ، غريق الجحفة ، ذكره أبو علي في كتابه - منتهى المقال - وأورده الحسن بن علي بن داود في مختصره المختص بأحوال الرجال ، وترجمه من علماء الشيعة أصحاب الفهارس والمعاجم ( 196 ) وعده جميعا من الثقات الأثبات ، من أصحاب الأئمة الهداة عليهم السلام ، سمع من الإمام الصادق عليه السلام سبعين حديثا ، لكنه لم يرو منها سوى عشرين ( 197 ) . وله كتب يرويها أصحابنا بالإسناد إليه ، دخل مرة على أبي الحسن الكاظم عليه السلام ، فقال له : جعلت فداك : ادع الله لي أن يرزقني دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، والحج في كل سنة . فقال عليه السلام : اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة . قال حماد : فلما اشترط خمسين علمت أني لا أحج أكثر منها . قال : فحججت ثمان وأربعين سنة ، وهذي داري رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر ، تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا خادمي ، قد رزقت كل ذلك . ثم حج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، وخرج بعدها حاجا ، فزامل أبا العباس النوفلي القصير ، فلما صار في موضع الاحرام ، دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله الماء فغرق قبل أن يحج زيادة على الخمسين . وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة تسعة ومئتين ، وأصله كوفي ، ومسكنه البصرة ، وعاش نيفا وسبعين سنة ( 198 ) . وقد استقصينا أحواله في كتابنا - مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام - وذكره الذهبي ‹ صفحة 123 › ( 199 ) فوضع على اسمه ت ق إشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن ( 200 ) ، وذكر أنه غرق سنة ثمان ومئتين ، وأنه يروي عن الصادق ( ع ) وتحامل عليه إذ نسب الطامات إليه ، كما تحامل عليه من ضعفه لتشيعه ، والعجب من الدارقطني يضعفه ، ثم يحتج به في سننه ( وكذلك يفعلون ) .

24 - حمران بن أعين - أخو زرارة ، كانا من أثبات الشيعة ، وحفظة الشريعة وبحار علوم آل محمد ، وكانا من مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، منقطعين إلى الإمامين الباقرين الصادقين ، ولهما مكانة عند الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله سامية . أما حمران فقد ذكره الذهبي في ميزانه ( 201 ) فوضع على اسمه ق إشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن ( 202 ) ثم قال : روى عن أبي الطفيل وغيره ، وقرأ عليه حمزة ، كان يتقن القرآن ، قال ابن معين : ليس بشئ ، وقال أبو حاتم : شيخ . وقال أبو داود رافضي إلى آخر كلامه .

الفاروق الاعظم 07-19-2010 09:59 PM

[باقي المراجعات (15) تراجم الرجال ( خ د ز س ) ]
 
[باقي المراجعات (15) ]


المراجعات - السيد شرف الدين - ص 103 – 133

خ

25 - خالد بن مخلد - القطواني أبو الهيثم الكوفي ، شيخ البخاري في صحيحه ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته ( 1 ) فقال : وكان متشيعا توفي بالكوفة في النصف من المحرم سنة ثلاث عشرة ومئتين في خلافة المأمون ، وكان في التشيع مفرطا وكتبوا عنه . ا ه‍ . وذكره أبو داود فقال : صدوق لكنه يتشيع . وقال الجوزجاني : كان شتاما معلنا بسوء مذهبه . وترجمه الذهبي ، في ميزانه ( 203 ) فنقل عن أبي داود ، وعن الجوزجاني ما نقلناه ، احتج به البخاري ومسلم في مواضع من صحيحيهما ( 204 ) . ودونك حديثه في صحيح البخاري عن المغيرة بن عبد الرحمن ، وحديثه في صحيح مسلم ، عن كل من محمد بن جعفر ‹ صفحة 124 › بن أبي كثير ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن موسى ، أما حديثه عن سليمان بن بلال ، وعلي بن مسهر فموجود في الصحيحين ، روى عنه البخاري بلا واسطة في مواضع من صحيحه ، وروى عنه بواسطة محمد بن عثمان بن كرامة حديثين . أما مسلم فقد روى عنه بواسطة أبي كريب ، وأحمد بن عثمان الأودي والقاسم بن زكريا ، وعبد بن حميد ، وابن أبي شيبة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير . وأصحاب السنن كلهم يحتجون بحديثه وهم يعلمون بمذهبه .


د

26 - داود بن أبي عوف - أبو الحجاف ، ذكره ابن عدي فقال : ليس هو عندي ممن يحتج به ، شيعي عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت . ا ه‍ . فتأمل واعجب ! وما ضر داود قول النواصب بعد أن أخذ عنه السفيانان ، وعلي بن عابس ، وغيرهم من أعلام تلك الطبقة ، واحتج به أبو داود والنسائي ، ووثقه أحمد ، ويحيى ، وقال النسائي : ليس به بأس . وقال أبو حاتم : صالح الحديث . وذكره الذهبي في الميزان ( 205 ) فنقل من أقوالهم فيه ما قد سمعت . ودونك حديثه في سنن أبي داود والنسائي ( 206 ) عن أبي حازم الأشجعي ، وعكرمة وله عن غيرهما .

ز

27 - زبيد بن الحارث - بن عبد الكريم اليامي الكوفي أبو عبد الرحمن ، ذكره الذهبي في ميزانه ( 207 ) فقال : من ثقات التابعين فيه تشيع ، ثم نقل القول بأنه ثبت عن القطان ، ونقل توثيقه عن غير واحد ‹ صفحة 125 › من أئمة الجرح والتعديل . ونقل أبو إسحاق الجوزجاني عبارة فيها من الفضاضة ما جرت به عادة الجوزجاني وسائر النواصب ، قال : وكان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل أبي إسحاق ، ومنصور ، وزبيد اليامي ، والأعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث وتوقفوا عندما أرسلوا إلى آخر كلامه الذي أنطقه الحق به - والحق ينطق منصفا وعنيدا - وما ضر هؤلاء الأعلام ، وهم رؤوس المحدثين في الاسلام ، إذا لم يحمد الناصب مذهبهم في ثقل رسول الله وباب حطته ، وأمان أهل الأرض من بعده وسفينة نجاة أمته ، وماذا عليهم من الناصب الذي لا مندوحة له عن الوقوف على أبوابهم ، ولا غنى به عن التطفل على موائد فضلهم . إذا رضيت عني كرام عشيرتي * فلا زال غضبانا علي لئامها لا يبالي هؤلاء الحجج بالجوزجاني وأمثاله ، بعد أن احتج بهم أصحاب الصحاح وأرباب السنن كافة ( 208 ) . ودونك حديث زبيد في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من أبي وائل ، والشعبي ، وإبراهيم النخعي ، وسعد بن عبيدة ، أما حديثه عن مجاهد فإنه في صحيح البخاري فقط . وله في صحيح مسلم عن مرة الهمداني ، ومحارب بن دثار ، وعمارة بن عمير ، وإبراهيم التيمي . روى عنه في الصحيحين شعبة ، والثوري ، ومحمد بن طلحة . وروى عنه في صحيح مسلم ، زهير بن معاوية ، وفضيل بن غزوان ، والحسين النخعي . مات زبيد رحمه الله تعالى سنة أربع وعشرين ومئة .

28 - زيد بن الحباب - أبو الحسن الكوفي التميمي ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه - المعارف - وذكره الذهبي في الميزان ( ‹ صفحة 126 › 209 ) فوصفه بالعابد الثقة الصدوق . ونقل توثيقه عن ابن معين وابن المديني . ونقل القول : بأنه صدوق عن كل من أبي حاتم ، وأحمد ، وذكر أن ابن عدي قال : أنه من إثبات الكوفيين لا يشك في صدقه . قلت : واحتج به مسلم ، ودونك حديثه في صحيحه ( 210 ) عن معاوية بن صالح ، والضحاك بن عثمان ، وقرة بن خالد ، وإبراهيم بن نافع ، ويحيى بن أيوب ، وسيف بن سليمان ، وحسن بن واقد ، وعكرمة بن عمار ، و عبد العزيز بن أبي سلمة ، وأفلح بن سعيد . روى عنه ابن أبي شيبة ، ومحمد بن حاتم ، وحسن الحلواني ، وأحمد بن المنذر ، وابن نمير ، وابن كريب ، ومحمد بن رافع ، وزهير بن حرب ، ومحمد بن الفرج .

س

29 - سالم بن أبي الجعد - الأشجعي الكوفي هو أخو عبيد ، وزياد ، وعمران ، ومسلم بنو أبي الجعد . وذكرهم جميعا ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته ( 1 ) وقال عند ذكره لمسلم : كان ستة بنين لأبي الجعد فكان اثنان منهم يتشيعان - وهما سالم وعبيد - واثنان مرجئان ، واثنان يريان رأي الخوارج ، قال : فكان أبوهم يقول ، مالكم ، أي بني قد خالف الله بينكم ( 2 ) . وقد نص جماعة عن الأعلام على تشيع سالم بن أبي الجعد . وعده ابن قتيبة في كتاب - المعارف ( 3 ) - من رجال الشيعة وعده منهم الشهرستاني أيضا في كتابه - الملل والنحل - ( 4 ) . وذكره ‹ صفحة 127 › الذهبي في ميزانه ( 211 ) فعده التابعين ، وذكر أن حديثه عن النعمان ابن بشير وعن جابر ، موجود في الصحيحين . قلت : وحديثه عن كل من أنس بن مالك ، وكريب ، موجود في الصحيحين أيضا كما لا يخفى على المتتبعين . قال الذهبي : وحديثه عن عبد الله بن عمرو ، وعن ابن عمر موجود في البخاري . قلت : وموجود في صحيح البخاري حديثه عن أم الدرداء أيضا ، وموجود في صحيح مسلم حديثه عن معدان بن أبي طلحة وأبيه . روى عنه في الصحيحين كل من الأعمش ، وقتادة وعمر بن مرة ، ومنصور ، وحصين بن عبد الرحمن . وله حديث عن علي أخرجه النسائي ، وأبو داود في سننهما ( 212 ) . توفي سنة سبع أو ثمان وتسعين في ولاية سليمان بن عبد الملك ، وقيل بل سنة مئة أو إحدى ومئة في ولاية عمر بن عبد العزيز ، والله أعلم .

30 - سالم بن أبي حفصة - العجلي الكوفي ، عده الشهرستاني في كتابه - الملل والنحل - من رجال الشيعة . وقال الفلاس : ضعيف مفرط في التشيع . وقال ابن عدي : عيب عليه الغلو ، وأرجو أنه لا بأس به . وقال محمد بن بشير العبدي : رأيت سالم بن أبي حفصة أحمق ، ذا لحية طويلة ، يا لها من لحية وهو يقول : وددت أني كنت شريك علي عليه السلام في كل ما كان فيه . وقال الحسين بن علي الجعفي : رأيت سالم بن أبي حفصة طويل اللحية أحمق ، وهو يقول : لبيك قاتل نعثل ، لبيك مهلك بني أمية لبيك . وقال عمرو بن ذر لسالم بن أبي حفصة : أنت قتلت عثمان ؟ فقال : أنا ؟ قال : نعم أنت ترضى بقتله ، وقال علي بن المديني سمعت جريرا يقول : تركت سالم بن أبي حفصة لأنه كان خصما للشيعة - أي يخاصم لهم خصماءهم - وقد ترجمه الذهبي فنقل كل ما نقلناه من أقوالهم فيه . وذكره ابن سعد في ‹ صفحة 128 › ص 234 من الجزء 6 من طبقاته ، فنقل : أنه كان يتشيع تشيعا شديدا ، وأنه دخل مكة على عهد بني العباس وهو يقول : لبيك لبيك ، مهلك بني أمية لبيك ، وكان رجلا مجهرا فسمعه داود بن علي فقال : من هذا ؟ قالوا : سالم بن أبي حفظة ، وأخبروه بأمره ورأيه ا ه‍ . وذكر الذهبي في ترجمته من الميزان : أنه كان في رؤوس من ينتقص أبا بكر وعمر ( 213 ) . ومع ذلك فقد أخذ عنه السفيانان ، ومحمد بن فضيل ، واحتج به الترمذي في صحيحه ، ووثقه ابن معين . مات سنة سبع وثلاثين ومئة .

31 - سعد بن طريف - الإسكاف الحنظلي الكوفي . ذكره الذهبي ( 214 ) فوضع على اسمه ت ق إشارة إلى من أخرج عنه من أرباب السنن . ونقل عن الفلاس القول : بأنه ضعيف يفرط في التشيع . قلت إفراطه في التشيع لم يمنع الترمذي وغيره عن الأخذ عنه ( 215 ) . ودونك حديثه في صحيح الترمذي ، عن عكرمة ، وأبي وائل . له عن الأصبغ بن نباتة ، وعمران بن طلحة ، وعمير بن مأمون . روى عنه إسرائيل ، وحبان ، وأبو معاوية ( 216 ) .

32 - سعيد بن أشوع - ذكره الذهبي في ميزانه فقال - سعيد بن أشوع صح خ م - : قاضي الكوفة صدوق مشهور - قال النسائي : ليس به بأس ، وهو سعيد بن عمرو بن أشوع صاحب الشعبي . وقال الجوزجاني : غال زائغ ، زائد التشيع . ا ه‍ . قلت : وقد احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما ( 217 ) ، وحديثه ثابت عن الشعبي في الصحيحين . روى عنه زكريا بن أبي زائدة ، وخالد الحذاء عند كل من البخاري ومسلم . توفي في ولاية خالد ‹ صفحة 129 › بن عبد الله .

33 - سعيد بن خيثم - الهلالي ، قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : قيل ليحيى بن معين إن سعيد بن خيثم شيعي ، فما رأيك به ؟ قال : فليكن شيعيا وهو ثقة . وذكره الذهبي في ميزانه ( 218 ) ، فنقل عن ابن معين مضمون ما قد سمعت ، ووضع على اسم سعيد رمز الترمذي والنسائي ( 219 ) إشارة إلى أنهما قد أخرجا عنه في صحيحيهما ، وذكر أنه يروي عن يزيد ابن أبي زياد ، ومسلم الملائي . وقد روى عنه ابن أخيه أحمد بن رشيد .

34 - سلمة بن الفضل - الأبرش ، قاضي الري ، وراوي المغازي عن ابن إسحاق ، يكنى أبا عبد الله . قال بن معين ( كما في ترجمة سلمة من الميزان ) ( 220 ) : سلمة الأبرش رازي يتشيع قد كتب عنه وليس به بأس ، وقال أبو زرعة - كما في الميزان أيضا - : كان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه ، قلت : بل لسوء رأيهم في شيعة أهل البيت . ذكره الذهبي في ميزانه ، ووضع على اسمه رمز أبي داود والترمذي ( 221 ) إشارة إلى اعتمادهما عليه ، وإخراجهما حديثه . قال الذهبي : وكان صاحب صلاة وخشوع ، مات سنة إحدى وتسعين ومئة . ونقل عن ابن معين : أنه قال كتبنا عنه ، وليس في المغازي أتم من كتابه ( قال ) وقال زنيح : سمعت سلمة الأبرش يقول : سمعت المغازي من ابن إسحاق مرتين ، وكتبت عنه من الحديث مثل المغازي .

35 - سلمة بن كهيل - بن حصين بن كادح بن أسد الحضرمي ، يكنى أبا يحيى ، عده من رجال الشيعة جماعة من علماء الجمهور ، كابن قتيبة في معارفه ( 1 ) والشهرستاني في الملل والنحل ( 2 ) ( 222 ) وقد احتج ‹ صفحة 130 › به أصحاب الصحاح الستة ( 223 ) وغيرهم ، سمع أبا جحيفة ، وسويد بن غفلة ، والشعبي ، وعطاء بن أبي رباح ، عند البخاري ومسلم ، وسمع جندب بن عبد الله عند البخاري . وسمع عند مسلم كريبا ، وذر بن عبد الله وبكير بن الأشج ، وزيد بن كعب ، وسعيد بن جبير ، ومجاهدا و عبد الرحمن بن يزيد ، وأبا سلمة بن عبد الرحمن ، ومعاوية بن سويد ، وحبيب بن عبد الله ، ومسلما البطين . روى عنه الثوري وشعبة عندهما . وإسماعيل بن أبي خالد عند البخاري ، وسعيد بن مسروق ، وعقيل بن خالد و عبد الملك بن أبي سليمان ، وعلي بن صالح ، وزيد بن أبي أنيسة ، وحماد ابن سلمة ، والوليد بن حرب ، عند مسلم . مات يوم عاشوراء ، سنة إحدى وعشرين ومئة .

36 - سليمان بن صرد - الخزاعي الكوفي ، كبير شيعة العراق في أيامه ، وصاحب رأيهم ومشورتهم ، وقد اجتمعوا في منزله حين كاتبوا الحسين عليه السلام ، وهو أمير التوابين من الشيعة ، الثائرين في الطلب بدم الحسين عليه السلام ، وكانوا أربعة آلاف عسكروا بالنخيلة مستهل ربيع الثاني سنة خمس وستين ، ثم ساروا إلى عبيد الله بن زياد ، فالتقوا بجنوده في أرض الجزيرة فاقتتلوا اقتتالا شديدا حتى تفانوا ، واستشهد يومئذ سليمان في موضع يقال له عين الوردة ، رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله ، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم ، وقد ترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته وابن حجر في القسم الأول من إصابته ، وابن عبد البر في استيعابه ( 224 ) وكل من كتب في أحوال السلف وأخبار الماضين ترجموه وأثنوا عليه بالفضل والدين والعبادة ، وكان له سن عالية ، وشرف وقدر وكلمة في قومه ، وهو الذي قتل حوشبا مبارزة ‹ صفحة 131 › بصفين ، ذلك الطاغية من أعداء أمير المؤمنين ، وكان سليمان من المستبصرين بضلال أعداء أهل البيت . احتج به المحدثون ، وحديثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله بلا واسطة ، وبواسطة جبير بن مطعم موجود في كل من صحيحي البخاري ومسلم ( 225 ) وقد روى عنه في كل من الصحيحين أبو إسحاق السبيعي وعدي ابن ثابت ، ولسليمان في غير الصحيحين عن أمير المؤمنين ، وابنه الحسن المجتبى وأبي . وروى عنه في غير الصحيحين يحيى بن يعمر ، و عبد الله ابن يسار ، وغيرهما .

37 - سليمان بن طرخان - التيمي البصري ، مولى قيس الإمام أحد الأثبات ، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة ( 226 ) وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 227 ) وغيرهم ، ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن أنس بن مالك ، وأبي مجاز ، وبكر بن عبد الله ، وقتادة ، وأبي عثمان النهدي . وله في صحيح مسلم عن خلق غيرهم ، روى عنه في الصحيحين ابنه معتمر ، وشعبة ، والثوري ، وروى عنه في صحيح مسلم جماعة آخرون . ومات سنة ثلاث وأربعين ومئة .

38 - سليمان بن قرم - بن معاذ أبو داود الضبي الكوفي . ذكره ابن حبان - كما في ترجمة سليمان من الميزان ( 228 ) فقال : كان رافضيا غاليا . قلت : ومع ذلك فقد وثقه أحمد بن حنبل ، وقال ابن عدي - كما في آخر ترجمة سليمان من الميزان - : وسليمان بن قرم أحاديثه حسان ، وهو خير من سليمان بن أرقم بكثير . قلت . وقد أخرج حديثه كل من مسلم ، والنسائي ، والترمذي ، وأبو داود في صحاحهم ( 229 ) وحين ذكره الذهبي في الميزان وضع على اسمه رموزهم ، ودونك ‹ صفحة 132 › في صحيح مسلم حديث أبي الجواب عن سليمان بن قرم ، عن الأعمش ، مرفوعا إلى رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله وسلم " المرء مع من أحب " ( 230 ) وله في السنن عن ثابت ، عن أنس مرفوعا : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " ( 231 ) وله عن الأعمش عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زهير بن الأقمر ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : كان الحكم بن أبي العاص يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وينقل حديثه إلى قريش ، فلعنه رسول الله صلى الله عليه وآله وما يخرج من صلبه إلى يوم القيامة ( 232 ) .

39 - سليمان بن مهران - الكاهلي الكوفي الأعمش ، أحد شيوخ الشيعة وأثبات المحدثين ، عدة في رجال الشيعة جماعة من جهابذة أهل السنة ، كالإمام ابن قتيبة في - المعارف - والشهرستاني في كتاب الملل والنحل - ( 233 ) وأمثالهما ، وقال الجوزجاني - كما في ترجمة زبيد من ميزان الذهبي - : " كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل أبي إسحاق ومنصور ، وزبيد اليامي ، والأعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث " ( 234 ) إلى آخر كلامه الدال على حمقه ، وما على هؤلاء من غضاضة ، إذا لم يحمد النواصب مذهبهم في أداء أجر الرسالة بمودة القربى والتمسك بثقلي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وما احتمل النواصب هؤلاء الشيعة لمجرد صدق ألسنتهم ، وإنما احتملوهم لعدم استتغنائهم عنهم ، إذ لو ردوا حديثهم لذهبت عليهم جملة الآثار النبوية ، كما اعترف به الذهبي - في ترجمة أبان بن تغلب من ميزانه ( 235 ) وأظن أن المغيرة ما قال أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعمشكم إلا لكونهم شيعيين ، وإلا فإن أبا إسحاق والأعمش كانا من بحار العلم ‹ صفحة 133 › وسدنة الآثار النبوية ، وللأعمش نوادر تدل على جلالته ، فمنها ما ذكره ابن خلكان في ترجمته من وفيات الأعيان ، قال : " بعث إليه هشام بن عبد الملك أن أكتب لي مناقب عثمان ومساوي علي ، فأخذ الأعمش القرطاس وأدخلها في فم شاة فلاكتها ، وقال لرسوله : قل له هذا جوا ؟ ه ، فقال له الرسول : أنه قد آل أن يقتلني إن لم آته بجوابك ، وتوسل إليه بإخوانه ، فلما ألحوا عليه كتب له : بسم الله الرحمن الرحيم . أما بعد ، فلو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك ، ولو كان لعلي مساوي أهل الأرض ما ضرتك ، فعليك بخويصة نفسك ، والسلام " ( 236 ) . ومنها ما نقله ابن عبد البر - في باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض من كتابه جامع بيان العلم وفضله ( 1 ) - عن علي بن خشرم قال : " سمعت الفضل بن موسى يقول دخلت مع أبي حنيفة على الأعمش نعوده ، فقال أبو حنيفة : يا أبا محمح لولا التثقيل عليك لعدتك أكثر مما أعودك ، فقال له الأعمش : والله إنك علي لثقيل وأنت في بيتك ، فكيف إذا دخلت علي ! ( قال ) قال الفضل : فلما خرجنا من عنده قال أبو حنيفة : أن الأعمش لم يصم رمضان قط ، قال ابن خشرم للفضل : ما يعني أبو حنيفة بذلك ؟ قال الفضل : كان الأعمش يتسحر على حديث حذيفة " . ا ه‍ . قلت : بل كان يعمل بقوله تعالى : فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل . وروى صاحبا الوجيزة والبحار عن الأحسن بن سعيد النخعي ، عن شريك بن عبد الله القاضي ، قال : أتيت الأعمش في علته التي مات فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة ، وابن أبي ليلى ، وأبو حنيفة ، فسألوه عن حاله فذكر ضعفا ‹ صفحة 134 › شديدا ، وذكر ما يتخوف من خطيئاته وأدركته رقة ، فأقبل عليه أبو حنيفة فقال له : يا أبا محمد إتق الله ، وانظر لنفسك فقد كنت تحدث في علي بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك قال الأعمش : المثلي تقول هذا . . . ( 237 ) ورد عليه فشتمه بما لا حاجة بنا إلى ذكره ، وكان رحمه الله - كما وصفه الذهبي في ميزانه ( 238 ) أحد الأئمة الثقات ، وكما قال ابن خلكان إذ ترجمه في وفياته ، فقال : " كان ثقة عالما فاضلا " ( 239 ) واتفقت الكلمة على صدقه وعدالته وورعه ، واحتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 240 ) ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من زيد بن وهب ، وسعيد بن جبير ، ومسلم البطين ، والشعبي ، ومجاهد وأبي وائل ، وإبراهيم النخعي ، وأبي صالح ذكوان ، وروى عنه عند كل منها شعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، وأبو معاوية محمد ، وأبو عوانة ، وجرير وحفص بن غياث . ولد الأعمش سنة إحدى وستين ، ومات سنة ثمان وأربعين ومئة ، رحمه الله تعالى .

‹ هامش ص 105 ›
( 1 ) جاءت هذه المراجعة طويلة لاقتضاء الحال تطويلها ، فأهل العلم لا يسأمون من طولها لما فيها من الفوائد الجليلة التي هي ضالة كل باحث ومدقق ، أما غيرهم فمتى أوجس الملل فليكتف ببعضها وليقس عليه الباقي ثم ليضرب صفحا إلى المراجعة 17 وما بعدها ، وخوفا من التطويل الممل آثرنا ترك فهرستها المشتمل على الإشارة إلى ما جاء في غضون التراجم من الفوائد والفرائد .

‹ هامش ص 108 ›
( 1 ) خالف الذهبي طريقته في الميزان عند ذكره لإسماعيل بن عباد حيث ذكره بين إسماعيل ابن أبان الغنوي وإسماعيل بن أبان الأزدي ، وقد اهتضمه فلم يوفه شيئا من حقوقه .

‹ هامش ص 114 ›
( 1 ) الساجور في الأصل : قلادة تجعل في عنق الكلب ، والمراد هنا أنه أشخص وهو يجر بحبل في عنقه .
( 2 ) راجع من المعارف ص 206 .

‹ هامش ص 118 ›
( 1 ) كما في ص 196 من مختصر كتاب جامع بيان العلم وفضله لشيخنا العلامة أحمد بن عمر المحمصاني البيروتي المعاصر .

‹ هامش ص 123 ›
( 1 ) ص 283 .
‹ هامش ص 126 › ( 1 ) راجع عنه ص 203 والتي بعدها . ( 2 ) وذكرهم أيضا ابن قتيبة في باب التابعين ومن بعدهم من كتابه المعارف ص 156 . ( 3 ) 206 . ( 4 ) ص 27 من الجزء الثاني من النسخة المطبوعة في هامش فصل ابن حزم . ‹ هامش ص 129 › ( 1 ) ص 206 حيث ذكر الفرق . ( 2 ) ص 27 من جزئه الثاني .

‹ هامش ص 133 ›

( 1 ) راجع ص 199 من مختصره للعلامة الشيخ أحمد بن عمر المحمصاني البيروتي .

‹ هامش ص 134 › ( 1 ) قال ابن عدي : حدثنا الحسين بن علي السكوني الكوفي ، حدثنا محمد بن الحسن السكوني ، حدثنا صالح بن الأسود ، عن الأعمش ، عن عطية ، قلت لجابر : كيف كانت منزلة علي فيكم ؟ قال : كان خير البشر . ا ه‍ . نقله بهذا الإسناد محمد بن أحمد الذهبي في ......

الفاروق الاعظم 07-19-2010 10:18 PM

باقي المراجعة ( 15 ) تراجم الرجال ( ش ص ط ظ )
 
ش

40 - شريك بن عبد الله - بن سنان بن أنس النخعي الكوفي القاضي ، عده الإمام ابن قتيبة في رجال الشيعة وأرسل ذلك في كتابه المعارف ( 241 ) إرسال المسلمات ، وأقسم عبد الله بن إدريس - كما في أواخر ترجمة شريك من الميزان - بالله أن شريكا لشيعي ( 242 ) . وروى أبو داود الرهاوي - كما في الميزان أيضا - أنه سمع شريكا يقول : " علي خير البشر ( 1 ) فمن أبى فقد كفر ( 243 ) " قلت : إنما أراد انه خير البشر بعد ‹ صفحة 135 › رسول الله صلى الله عليه وآله ، كما هو مذهب الشيعة ، . ولذا وصفه الجوزجاني - كما في الميزان أيضا - بأنه مائل ولا ريب بكونه مائلا عن الجوزجاني إلى مذهب أهل البيت ، وشريك ممن روى النص على أمير المؤمنين حيث حدث - كما في الميزان أيضا - عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة ، عن أبيه مرفوعا " لكل نبي وصي ووارث ، وأن عليا وصيي ووارثي ( 244 ) " وكان مندفعا إلى نشر فضائل أمير المؤمنين وإرغام بني أمية بذكر مناقبه عليه السلام ، حكى الحريري في كتابه درة الغواص - كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان - : أنه كان لشريك جليس من بني أمية ، فذكر شريك في بعض الأيام فضائل علي ابن أبي طالب . فقال ذلك الأموي : نعم الرجل علي ، فأغضبه ذلك وقال : العلي يقال نعم الرجل ولا يزاد على ذلك ( 245 ) ( 1 ) وأخرج ابن أبي شيبة - كما في أواخر ترجمة شريك من الميزان - عن علي بن حكيم عن علي بن قادم ، قال : جاء عتاب ورجل آخر إلى شريك ، فقال له : إن الناس يقولون إنك شاك ، فقال يا أحمق كيف أكون شاكا ، لوددت أني كنت مع علي فخضبت يدي بسيفي من دمائهم ( 246 ) ومن تتبع سيرة ‹ صفحة 136 › شريك علم أنه كان يوالي أهل البيت ، وقد روى عن أوليائهم علما جما ، قال ابنه عبد الرحمن - كما في أحواله من الميزان - : كان عند أبي عشرة آلاف مسألة عن جابر الجعفي ، وعشرة آلاف غرائب . وقال عبد الله ابن المبارك - كما في الميزان أيضا - : شريك أعلم بحديث الكوفيين من سفيان ، وكان عدوا لأعداء علي ، سئ القول فيهم ، قال له عبد السلام ابن حرب : هل لك في أخ تعوده ، قال : من هو ؟ قال : هو مالك بن مغول ، قال ( 1 ) : ليس لي بأخ من أزرى على علي وعمار ، وذكر عنده معاوية فوصف بالحلم ، فقال شريك ( 2 ) : " ليس بحليم من سفه الحق ، وقاتل علي بن أبي طالب " ( 247 ) وهو الذي روى عن عاصم ، عن ذر ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا : " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ( 3 ) " ( 248 ) وجرى بينه وبين مصعب بن عبد الله الزبيري كلام بحضرة المهدي العباسي ، فقال له مصعب - كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان - : أنت تنتقص أبا بكر وعمر . . . الخ ( 249 ) : بأنه صدوق ثقة ، وقال في آخر ترجمته : قد كان شريك من أوعية العلم ، حمل عنه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث . ونقل عن أبي توبة الحلبي قال : كنا بالرملة فقالوا ، من رجل الأمة ؟ فقال قوم ابن لهيعة ، وقال قوم : مالك . فسألنا عيسى بن يونس فقال : رجل الأمة شريك وكان يومئذ حيا ( 250 ) . قلت : احتج بشريك مسلم وأرباب السنن الأربعة ( 251 ) ودونك حديثه ‹ صفحة 137 › عندهم ، عن زياد بن علاقة ، وعمار الذهني ، وهشام بن عروة ، ويعلى ابن عطاء ، وعبد الملك بن عمير ، وعمارة بن القعقاع ، و عبد الله بن شبرمة ، روى عنه عندهم : ابن أبي شيبة ، وعلي بن حكيم ، ويونس ابن محمد ، والفضل بن موسى ، ومحمد بن الصباح ، وعلي بن حجر . ولد بخراسان أو ببخارى سنة خمس وتسعين . ومات بالكوفة يوم السبت مستهل ذي القعدة سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة .

41 - شعبة بن الحجاج - أبو الورد العتكي مولاهم ، واسطي ، سكن البصرة ، يكنى أبا بسطام ، أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين ، وجانب الضعفاء والمتروكين ، وعده من رجال الشيعة جماعة من جهابذة أهل السنة ، كابن قتيبة في معارفه والشهرستاني في الملل والنحل ( 252 ) واحتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 253 ) ، وحديثه ثابت في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من أبي إسحاق السبيعي ، وإسماعيل بن أبي خالد ، ومنصور ، والأعمش ، وغير واحد ، روى عنه عند كل من البخاري ومسلم محمد بن جعفر ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعثمان بن جبلة ، وغير واحد . كان مولده سنة ثلاث وثمانين ، ومات سنة ستين ومئة ، رحمه الله تعالى .

ص

42 - صعصعة بن صوحان - بن حجر بن الحارث العبدي ، ذكره الإمام ابن قتيبة في ص 206 من المعارف في سلك المشاهير من رجال الشيعة ، وأورده ابن سعد في ص 154 من الجزء 6 من طبقاته فقال : كان من أصحاب الخطط بالكوفة ، وكان خطيبا ، وكان من أصحاب علي ، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان ، وكان ‹ صفحة 138 › سيحان الخطيب قبل صعصعة ، وكانت الراية يوم الجمل في يده ( 1 ) فقتل ، فأخذها زيد فقتل ، فأخذها صعصعة ( قال ) وقد روى صعصعة عن علي ، وروى عن عبد الله بن عباس ، وكان ثقة ، قليل الحديث . ا ه‍ . وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب فقال : كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلقه ولم يره ، صغر عن ذلك ( 254 ) . وكان سيدا من سادة قومه - عبد القيس - وكان فصيحا خطيبا ، عاقلا لسنا ، دينا فاضلا بليغا يعد في أصحاب علي رضي الله عنه ، ثم نقل عن يحيى بن معين القول : بأن صعصعة وزيدا وسيحان بني صوحان كانوا خطباء ، وأن زيدا وسيحان قتلا يوم الجمل ، وأورد قضية أشكلت على عمر أيام خلافته ، فقام خطيبا في الناس فسألهم عما يقولون فيها ، فقام صعصعة وهو غلام شاب فأماط الحجاب ، وأوضح منهاج الصواب ، فأذعنوا لقوله ، وعملوا برأيه ، ولا غرو فإن بني صوحان من هامات العرب ، وأقطاب الفضل والحسب ، ذكرهم ابن قتيبة في باب المشهورين من الأشراف ، وأصحاب السلطان من المعارف ( 2 ) . فقال : بنو صوحان هم زيد بن صوحان ، وصعصعة بن صوحان ، وسيحان ابن صوحان ، من بني عبد القيس ( قال ) فأما زيد فكان من خيار الناس روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ، زيد الخير الأجذم ، وجندب ما جندب ، فقيل يا رسول الله أتذكر رجلين ؟ فقال : أما أحدهما فتسبقه يده إلى الجنة بثلاثين عاما ، وأما الآخر فيضرب ضربة ‹ صفحة 139 › يفصل بها بين الحق والباطل - ( قال ) فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء ، فقطعت يده ، وشهد مع علي يوم الجمل ، فقال : يا أمير المؤمنين ما أراني إلا مقتولا ، قال : وما علمك بذلك يا أبا سلمان ؟ قال : رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني ، فقتله عمرو بن يثربي ، وقتل أخان سيحان يوم الجمل ( 255 ) قلت : لا يخفى أن إخبار النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بتقدم يد زيد على سائر جسده وسبقها إياه إلى الجنة ، معدود عند المسلمين كافة من أعلام النبوة ، وآيات الاسلام ، وأدلة أهل الحق ، وكل من ترجم زيدا ذكر هذا ، فراجع ترجمته من الاستيعاب والإصابة وغيرهما ، والمحدثون أخرجوه بطريقهم المختلفة فزيد - على تشيعه - مبشر بالجنة ، والحمد لله رب العالمين . وصعصعة بن صوحان ، ذكره العسقلاني في القسم الثالث من إصابته . فقال : له رواية عن عثمان وعلي ، وشهد صفين مع علي ، وكان خطيبا فصيحا ، وله مع معاوية مواقف ، ( قال ) وقال الشعبي : كنت أتعلم منه الخطب ( 1 ) وروى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي ، والمنهال بن عمرو ، و عبد الله بن بريدة ، وغيرهم . ( قال ) وذكر العلائي في أخبار زياد : أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى البحرين ، وقيل إلى جزيرة ابن كافان ، فمات بها . ا ؟ . ( 256 ) كما مات أبو ذر من قبله بالربذة . وقد ذكر الذهبي صعصعة ، فقال : ثقة معروف ( 257 ) . ونقل القول بوثاقته عن ابن سعد ، وعن النسائي ، ووضع على اسمه الرمز إلى احتجاج النسائي به ( 258 ) ، قلت : ومن لم يحتج به ، فإنما ‹ صفحة 140 › يضر نفسه ، وما ظلموه ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .

ط

43 - طاووس بن كيسان - الخولاني الهمداني ، أبو عبد الرحمن ، وأمه من الفرس ، وأبوه من النمر بن قاسط ، مولى بجير بن ريسان الحميري ، أرسل أهل السنة كونه من سلف الشيعة إرسال المسلمات ، وعده من رجالهم كل من الشهرستاني في الملل والنحل ، وابن قتيبة في المعارف ( 259 ) وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 260 ) وغيرهم ، ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن ابن عباس ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وحديثه في صحيح مسلم عن كل من عائشة ، وزيد بن ثابت ، و عبد الله عمرو ، وروى عنه عند البخاري ومسلم كل من مجاهد وعمرو بن دينار ، وابنه عبد الله وروى عنه عند البخاري فقط الزهري ، وعند مسلم غير واحد من الأعلام ، وتوفي حاجا بمكة قبل يوم التروية بيوم ، وذلك في سنة ست ومئة أو أربع ومئة ، وكان يوما عظيما ، وقد حمل عبد الله بن الحسن بن أمير المؤمنين نعشه على كاهله يزاحم الناس في ذلك حتى سقطت قلنسوة كانت على رأسه ، ومزق رداؤه من خلفه ( 1 ) ( 261 ) .

ظ

44 - ظالم بن عمرو - بن سفيان أبو الأسود الدؤلي ، حاله في التشيع والاخلاص في ولاية علي والحسين وسائر أهل البيت عليهم السلام ، أظهر من الشمس ( 2 ) لا حاجة بنا إلى بيانها ، ‹ صفحة 141 › وقد استقصينا الكلام فيها حيث ذكرناه في كتابنا - مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ( 262 ) - على أن تشيعه مما لم يناقش فيه أحد ، ومع ذلك فقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 263 ) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن عمر ابن الخطاب وله في صحيح مسلم عن أبي موسى ، وعمران بن حصين ، روى عنه يحيى بن يعمر في الصحيحين ، وروى عنه في صحيح البخاري عبد الله بن بريدة ، وفي صحيح مسلم روى عنه ابنه أبو حرب . توفي رحمه الله تعالى ، بالبصرة سنة تسع وستين في الطاعون الجارف ،
وعمره خمس وثمانون سنة ( 264 ) وهو الذي وضع علم النحو على قواعد أخذها عن أمير المؤمنين ، كما فصلناه في مختصرنا ( 265 ) .


‹ هامش ص 134 ›
( 1 ) قال ابن عدي : حدثنا الحسين بن علي السكوني الكوفي ، حدثنا محمد بن الحسن السكوني ، حدثنا صالح بن الأسود ، عن الأعمش ، عن عطية ، قلت لجابر : كيف كانت منزلة علي فيكم ؟ قال : كان خير البشر . ا ه‍ . نقله بهذا الإسناد محمد بن أحمد الذهبي في

‹ هامش ص 135 › أحوال صالح بن أبي الأسود من الميزان ، ومع شدة نصب الذهبي لم يعلق على الحديث سوى قوله - لعله عنى في زمانه . ( 1 ) قوله نعم الرجل علي ، وإن كان مدحا لكن المتبادر منه في مثل هذا المقام لا يليق بمدحه عليه السلام ، ولا سيما إذا كان صادرا من أذناب أعدائه . فإنكار شريك وغضبه كان بحكم العرف - في محله وشتان بين قول هذا الصعلوك الأموي بعد سماعه تلك الفضائل العظيمة : نعم الرجل علي وقول الله عز وجل : فقدرنا فنعم القادرون ، وقوله تعالى : نعم العبد أنه أواب ، فقياس كلمة هذا الأموي على كلام الله عز وجل قياس مع الفارق عرفا ، على أن الله تعالى ما اقتصر على قوله نعم العبد بل قال : أنه أواب ، فلا وجه للجواب المذكور في وفيات الأعيان .

‹ هامش ص 136 ›

( 1 ) كما في ترجمته من الميزان .
( 2 ) كما في ترجمته من الميزان ووفيات ابن خلكان .
( 3 ) أخرجه الطبري ونقله عنه الذهبي في ترجمة عباد بن يعوب .

‹ هامش ص 138 ›
( 1 ) كما كان أحد الأمراء في قتال أهل الردة فيما ذكره ابن حجر حيث أورد سيحان بن صوحان في القسم الأول من إصابته .
( 2 ) راجع عنه ص 138 .

‹ هامش ص 139 ›
( 1 ) قيل للشعبي - كما في ترجمة رشيد الهجري من ميزان الذهبي - : ما لك تعيب أصحاب علي وإنما علمك عنهم ؟ قال : عمن ؟ فقيل له عن الحارث وصعصعة ، قال : أما صعصعة فكان خطيبا تعلمت منه الخطب ، وأما الحارث فكان حاسبا تعلمت منه الحساب .

‹ هامش ص 140 ›
( 1 ) روى هذا ابن خلكان في ترجمة طاووس من وفيات الأعيان .
( 2 ) وحسبك في إثبات ذلك ما ذكره ابن حجر في أحواله من القسم الثالث من الإصابة

الفاروق الاعظم 07-19-2010 10:43 PM

باقي المراجعة (15) ترجمة الرجال بحرف ( ع )
 
ع

45 - عامر بن وائلة - بن عبد الله بن عمرو الليثي المكي أبو الطفيل ، ولد عام أحد ، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله ثمان سنين ، عده ابن قتيبة في كتابه المعارف في أول الغالية من الرافضة ، وذكر : أنه كان صاحب راية المختار ، وآخر الصحابة موتا ( 266 ) وذكره ابن عبد البر في الكنى من الاستيعاب فقال : نزل الكوفة ، وصحب عليا في مشاهده كلها ، فلما قتل علي ، انصرف إلى مكة - إلى أن قال - : وكان فاضلا عاقلا ، حاضر الجواب فصيحا ، وكان متشيعا في علي رضي الله عنه ، وقال : قدم أبو الطفيل يوما على معاوية فقال : كيف وجدك على خليلك أبي الحسن ؟ قال : كوجد أم موسى على موسى ، وأشكو إلى الله التقصير ، وقال له معاوية : كنت فيمن حصر عثمان قال : لا ولكني كنت فيمن حضره ، قال : فما منعك من نصره ؟ قال : وأنت فما منعك ‹ صفحة 142 › من نصره ؟ إذ تربصت به ريب المنون ، وكنت في أهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد ، فقال له معاوية : أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له ، قال : إنك لكما قال أخو جعف : لألفينك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادا ( 267 ) روى عنه كل من الزهري ، وأبي الزبير ، والجريري ، وابن أبي حصين ، و عبد الملك بن أبجر ، وقتادة ، ومعروف ، والوليد بن جميع ، ومنصور بن حيان ، والقاسم بن أبي بردة ، وعمرو بن دينار ، وعكرمة ابن خالد ، وكلثوم بن حبيب ، وفرات القزاز ، و عبد العزيز بن رفيع ، فحديثهم جميعا عنه موجود في صحيح مسلم ( 268 ) ، وقد روى أبو الطفيل عند مسلم في الحج عن رسول الله ، وروى صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وروى في الصلاة ودلائل النبوة عن معاذ بن جبل ، وروى في القدر عن عبد الله بن مسعود ، وروى عن كل من علي ، وحذيفة بن أسيد ، وحذيفة بن اليمان ، و عبد الله بن عباس ، وعمر بن الخطاب ، كما يعلمه متتبعو حديث مسلم والباحثون عن رجال الأسانيد في صحيحه . مات أبو الطفيل رحمه الله تعالى بمكة سنة مئة ( 269 ) وقيل سنة اثنين ومئة ، وقيل : سنة سبع ومئة ، وقيل : سنة عشر ومئة ، وأرسل ابن القيسراني أنه مات سنة عشرين ومئة ، والله أعلم .

46 - عباد بن يعقوب - الأسدي الرواجني الكوفي ، ذكره الدارقطني ، فقال : عباد بن يعقوب شيعي صدوق ، وذكره ابن حبان فقال : كان عباد بن يعقوب داعية إلى الرفض ، وقال ابن خزيمة : حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه ، عباد بن يعقوب ، وعباد هو الذي روى عن الفضل بن القاسم ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن ابن ‹ صفحة 143 › مسعود ، أنه كان يقرأ ، " وكفى الله المؤمنين القتال " ( 270 ) بعلي ، وروى عن شريك عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ( 271 ) " أخرجه الطبري وغيره ، وكان عباد يقول : من من لم يتبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد حشر معهم ، وقال : أن الله تعالى لأعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة ، قاتلا عليا بعد أن بايعاه ، وقال صالح بن جزرة : كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان ، وروى عبادان الأهوازي عن الثقة : أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف ( 272 ) . قلت : ومع ذلك كله فقد أخذ عنه أئمة السنة ، كالبخاري ، والترمذي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة ، وابن أبي داود ( 273 ) ، فهو شيخهم ومحل ثقتهم ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال : من غلاة الشيعة ورؤوس البدع ، لكنه صادق الحديث ثم استرسل فنقل كل ما ذكرناه من أحواله ( 274 ) روى عنه البخاري بلا واسطة في التوحيد من صحيحه . ومات ، رحمه الله تعالى ، في شوال سنة خمسين ومئتين ، وكذب القاسم بن زكريا المطرز ، فيما نقله عن عباد مما يتعلق في حفر البحر وجريان مائه ( 275 ) نعوذ بالله من إرجاف المرجفين بالمؤمنين ، والله المستعان على ما يصفون .

47 - عبد الله بن داود - أبو عبد الرحمن الهمداني الكوفي ، سكن الحربية من البصرة ، وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه ( 276 ) واحتج به البخاري في صحيحه ( 377 ) ، ودونك حديثه في الصحيح عن الأعمش ، وهشام بن عروة وابن جريح ، روى عنه في صحيح البخاري ، مسدد ، وعمرو بن علي ، ونصر بن علي ، في مواضع . مات في سنة اثنتي عشر ومئتين . ‹ صفحة 144 ›

48 - عبد الله بن شداد بن الهاد ، واسم الهاد أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث الليثي الكوفي أبو الوليد صاحب أمير المؤمنين ، وأمه سلمى بنت عميس الخثعمية ، أخت أسماء فهو ابن خالة عبد الله بن جعفر ، ومحمد بن أبي بكر ، وأخو عمارة بنت حمزة بن عبد المطالب لأمها ، ذكره ابن سعد فيمن نزل الكوفة من أهل الفقه والعلم من التابعين وقال في آخر ترجمته - وهي في ص 86 من الجزء السادس من الطبقات - : وخرج عبد الله بن شداد مع من خرج من القراء على الحجاج أيام عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فقتل يوم دجيل . قال : وكان ثقة فقيها كثير الحديث متشيعا ( 278 ) ا ه‍ . قلت : كانت هذه الوقعة سنة إحدى وثمانين ، وقد احتج أصحاب الصحاح كلهم ( 279 ) وسائر الأئمة بعبد الله بن شداد ، روى عنه أبو إسحاق الشيباني ، ومعبد ابن خالد ، وسعد بن إبراهيم ، فحديثهم عنه موجود في الصحيحين وغيرهما من كتب الصحاح والمسانيد ، سمع عند البخاري ومسلم ، عليا وميمونة وعائشة .

49 - عبد الله بن عمر - بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير القرشي الكوفي الملقب مشكدانة ، شيخ مسلم ، وأبي داود والبغوي ، وخلق من طبقتهم أخذوا عنه ، ذكره أبو حاتم فقال : صدوق ، ويروي عنه أنه شيعي ، وذكره صالح بن محمد بن جزرة فقال : كان غاليا في التشيع ، ومع ذلك فقد روى عبد الله بن أحمد عن أبيه ، قال : مشكدانة ثقة ، وذكره الذهبي في الميزان فقال : صدوق صاحب حديث ، سمع ابن المبارك ، والدراوردي ، والطبقة ، وعنه مسلم ، وأبو داود والبغوي ، وخلق ، ووضع على اسمه رمز مسلم ، وأبي داود ، إشارة إلى احتجاجهما به ، ونقل من العلماء فيه ما قد سمعت ، وذكر أنه مات سنة ‹ صفحة 145 › تسع وثلاثين ومئتين ( 280 ) . قلت : ودونك حديثه في صحيح مسلم ( 281 ) عن عبدة بن سليمان ، و عبد الله بن المبارك ، و عبد الرحمن بن سليمان ، وعلي بن هاشم ، وأبي الأحوص ، وحسين بن علي الجعفي ، ومحمد بن فضيل ، في الفتن روى عنه مسلم بلا واسطة ، وقال أبو العباس السراج : مات سنة ثمان أو سبع وثلاثين ومئتين .

50 - عبد الله بن لهيعة - بن عقبة الحضرمي قاضي مصر وعالمها ، عده ابن قتيبة في معارفه ( 282 ) من رجال الشيعة ، وذكره ابن عدي - كما في ترجمة ابن لهيعة من الميزان - فقال : مفرط في التشيع ، وروى أبو يعلى عن كامل بن طلحت فقال : حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حي بن عبد الله المغافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال في مرضه : " ادعوا لي أخي ، فدعي أبو بكر فأعرض عنه ! ثم قال ادعوا لي أخي ، فدعي له عثمان فأعرض عنه ، ثم دعي له علي فستره بثوبه واكب عليه ، فلما خرج من عنده قيل له : ما قال لك ؟ قال : علمني ألف باب يفتح ألف باب . ا ه‍ . ( 283 ) وقد ذكره الذهبي في ميزانه ووضع على اسمه دت ق إشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن ، ودونك حديثه في صحيحي الترمذي ، وأبي داود ( 284 ) وسائر مسانيد السنة ، وقد ذكره ابن خلكان في وفياته فأحسن الثناء عليه ( 285 ) . روى عنه عند مسلم ابن وهب . ودونك حديثه في صحيح مسلم عن يزيد ابن أبي حبيب ، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه - الجمع بين كتابي أبي نصر الكلاباذي وأبي بكر الإصبهاني - في رجال البخاري ومسلم . مات ابن لهيعة يوم الأحد منتصف ربيع الآخر سنة أربع وسبعين ومئة . ‹ صفحة 146 ›

51 - عبد الله بن ميمون القداح المكي من أصحاب الإمام جعفر بن محمد الصادق . احتج به الترمذي ( 286 ) وذكره الذهبي فوضع على اسمه رمز الترمذي إشارة إلى إخراجه عنه ، وذكر : أنه يروي عن جعفر بن محمد وطلحة بن عمرو ( 287 ) .

52 - عبد الرحمن بن صالح الأزدي - هو أبو محمد الكوفي . ذكره صاحبه وتلميذه عباس الدوري ، فقال : كان شيعيا ، وذكره ابن عدي فقال : احترق بالتشيع ، وذكره صالح بن جزرة فقال : كان يعترض عثمان ، وذكره أبو داود فقال : ألف كتابا في مثالب الصحابة ، رجل سوء ، ومع ذلك فقد روى عنه عباس الدوري والإمام البغوي ، وأخرج له النسائي . وذكره الذهبي في ميزانه ( 288 ) فوضع على اسمه رمز النسائي ، إشارة إلى احتجاجه به ، ونقل من أقوال الأئمة فيه ما سمعت . وذكر أن ابن معين وثقه . وأنه مات سنة خمس وثلاثين ومئتين . ودونك حديثه في السنن ( 289 ) عن شريك وجماعة من طبقته .


53 - عبد الرزاق بن همام - بن نافع الحميري الصنعاني ، كان من أعيان الشيعة وخيرة سلفهم الصالحين ، وقد عده ابن قتيبة في كتابه - المعارف - من رجالهم ( 290 ) ، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة 211 من تاريخه الكامل ( 1 ) فقال : وفيها توفي عبد الرزاق بن همام الصنعاني المحدث ( قال ) وهو من مشائخ أحمد ، وكان يتشيع ( 291 ) ا ه‍ . وذكره المتقي الهندي أثناء البحث عن الحديث 5994 من كنزه فنص على تشيعه ( 2 ) وذكره الذهبي في ميزانه فقال : عبد الرزاق بن همام بن نافع الإمام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الأعلام الثقات ، ثم ‹ صفحة 147 › استرسل في ترجمته إلى أن قال : وكتب شيئا كثيرا وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم . ورحل الناس إليه ، أحمد ، وإسحاق ، ويحيى والذهلي ، والرمادي ، وعبد ، ثم أضاف في أحواله إلى أن نقل كلام العباس بن عبد العظيم في تكذيبه ، فأنكر الذهبي عليه ذلك ، وقال : هذا ما وافق العباس عليه مسلم ، بل سائر الحفاظ ، وأئمة العلم يحتجون به ، ثم تتابع في ترجمته ، فنقل عن الطيالسي أنه قال : سمعت ابن معين يقول : سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على تشيعه ، فقلت : إن أساتيذك الذين أخذت عنهم ، كلهم أصحاب سنة ، معمر ، ومالك وابن جريح ، وسفيان ، والأوزاعي ، فعمن أخذت هذا المذهب - مذهب التشيع - فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ، فأخذت هذا عنه ( 292 ) . قلت : يعترف عبد الرزاق في كلامه هذا بالتشيع ، ويدعي أنه أخذه عن جعفر الضبعي ، لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرى أن جعفر الضبعي قد أخذ التشيع عن عبد الرزاق ، وكان يدعو على عبد الرزاق بسبب ذلك فيقول - كما في ترجمة جعفر الضبعي من الميزان - : فقدت عبد الرزاق ، ما أفسد جعفرا غيره - يعني بالتشيع ( 293 ) - ا ه‍ .
وقد أكثر ابن معين من الاحتجاج بعبد الرزاق ، مع اعتراف عبد الرزاق بالتشيع أمامه كما سمعت . وقال أحمد بن أبي خيثمة ( 1 ) : قيل لابن معين أن أحمد يقول : إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن معين : والله الذي لا إله إلا هو أن عبد الرزاق لأعلى في ذلك من عبيد الله مئة ضعف ، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله ( 294 ) ‹ صفحة 148 › وقال أبو صالح محمد بن إسماعيل الضراري ( 1 ) : بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن أحمد وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق أو كرهوه - لتشيعه - فدخلنا من ذلك غم شديد ، وقلنا : قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا ، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة فلقيت بها يحيى فسألته ، فقال : يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الاسلام ما تركنا حديثه ( 295 ) وذكره ابن عدي فقال ( 2 ) : حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد ( 3 ) وبمثالب لغيرهم مناكير ( 4 ) ونسبوه إلى التشيع ( 298 ) . ا ؟ . قلت : ومع ذلك فقد قيل لأحمد بن حنبل ( 5 ) هل رأيت أحسن حديثا من عبد الرزاق ؟ قال : لا ( 299 ) ، وأخرج ابن القيسراني في آخر ترجمة عبد الرزاق من ‹ صفحة 149 › كتابه - الجمع بين رجال الصحيحين - بالإسناد إلى الإمام أحمد ، قال : إذا اختلف الناس في حديث معمر ، فالقول : ما قال عبد الرزاق ( 300 ) . ا ه‍ . وقال مخلد الشعيري : كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية ، فقال عبد الرزاق ( 1 ) لا تقذر مجلسنا بذكر ولد ابن سفيان ، وعن زيد ابن المبارك قال : كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث بن الحدثان ، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس : جئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ، وهذا جاء يطلب ميراث امرأته من أبيها ، قال عبد الرزاق - كما في ترجمته من الميزان - : أنظر إلى هذه الأنوك ، يقول : من ابن أخيك ؟ من أبيها ؟ لا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله ( 301 ) . قلت : ومع هذا فقد أخذوا بأجمعهم عنه ، واحتجوا على بكرة أبيهم به ، حتى قيل - كما في ترجمته من وفيات ابن خلكان : - ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما رحلوا إليه ، قال في الوفيات : روى عنه أئمة الاسلام في زمانه ، منهم سفيان بن عيينة ، وهو من شيوخه ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهم . ا ه‍ . ( 302 ) قلت : ودونك حديثه في الصحاح كلها ، وفي المسانيد بأسرها ، فإنها مشحونة منه ( 303 ) . كانت ولادته رحمه الله تعالى سنة ست وعشرين ومئة ، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة ، وتوفي في شوال سنة إحدى عشرة ومئتين ، وأدرك من أيام الإمام أبي عبد الله الصادق اثنتين وعشرين سنة ( 2 ) عاصره فيها ، ومات في أيام الإمام أبي جعفر الجواد قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بتسع سنين ( 3 ) حشره الله في زمرتهم ، كما أخلص لله عز وجل في ولايتهم . ‹ صفحة 150 ›

54 - عبد الملك بن أعين - أخو زرارة ، وحمران ، وبكير ، و عبد الرحمن ، وملك ، وموسى ، وضريس ، وأم الأسود بني أعين ، وكلهم من سلف الشيعة ، وقد فازوا بالقدح المعلى من خدمة الشريعة ، ولهم ذرية مباركة صالحة ، وهي على مذهبهم ومشربهم ، أما عبد الملك فقد ذكره الذهبي في ميزانه فقال - عبد الملك بن أعين ع خ م - عن أبي وائل وغيره ، قال أبو حاتم : صالح ، وقال ابن معين : ليس بشئ ، وقال آخر . هو صدوق يترفض ، قال ابن عيينة : حدثنا عبد الملك وكان رافضيا ، وقال أبو حاتم : من عتق الشيعة صالح الحديث ، حدث عنه السفيانان ، وأخرجا له مقرونا بغيره في حديث ( 304 ) . ا ه‍ . قلت : وذكره ابن القيسراني في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ، فقال : عبد الملك بن أعين أخو حمران الكوفي وكان شيعيا ، سمع أبا وائل في التوحيد عند البخاري ، وفي الإيمان عند مسلم ( 305 ) ، روى عنه سفيان بن عيينة عندهما ( 306 ) ا ه‍ . قلت : مات في أيام الصادق ، فدعا له واجتهد في ذلك ، وترحم علي ، وروى أبو جعفر بن بابويه أن الصادق عليه السلام زار قبره بالمدينة ومعه أصحابه ( 307 ) ، فطوبى له وحسن مآب .


55 - عبيد الله بن موسى - العبسي الكوفي ، شيخ البخاري في صحيحه ذكره ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه المعارف ( 1 ) وصرح ‹ صفحة 151 › ثمة بتشيعه ، ولما أورد جملة من رجال الشيعة في باب الفرق من معارفه ( ( 308 ) ( 1 ) عده منهم أيضا وترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته فنص على تشيعه ( 2 ) وأنه يروي أحاديث في التشيع ، فضعف بذلك عند كثير من الناس ( قال ) وكان صاحب قرآن ( 309 ) وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة 213 من كامله ( 3 ) فقال : وعبيد الله بن موسى العبسي الفقيه ، وكان شيعيا وهو من مشائخ البخاري في صحيحه ( 310 ) وذكره الذهبي في ميزانه فقال : عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي شيخ البخاري ثقة في نفسه ، لكنه شيعي منحرف ، وثقه أبو حاتم وابن معين ( قال ) وقال أبو حاتم : أبو نعيم أتقن منه ، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل ، وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان - عبيد الله بن موسى - عالما بالقرآن رأسا فيه ، ما رأيته رافعا رأسه وما رئي ضاحكا قط ، وقال أبو داود : كان - عبيد الله العبسي - شيعيا منحرفا . . . الخ ( 311 ) . وذكره الذهبي - في آخر ترجمة مطر بن ميمون من الميزان - أيضا فقال : عبيد الله ثقة شيعي ، وكان ابن معين يأخذ عن عبيد الله بن موسى ، وعن عبد الرزاق ، مع علمه بتشيعهما ( 312 ) ، قال أحمد بن أبي خيثمة - كما في ترجمة عبد الرزاق ، من ميزان الذهبي - سألت ابن معين وقد قيل له : أن أحمد يقول : أن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن معين : كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أعلى في ذلك من عبيد الله مئة ضعف ، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله ( 313 ) .

قلت : وقد احتج الستة وغيرهم بعبيد الله في صحاحهم ( 314 ) ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن شيبان بن عبد الرحمن ، أما حديثه في صحيح البخاري فعن كل من الأعمش ، ‹ صفحة 152 › وهشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأما حديثه في صحيح مسلم فعن إسرائيل ، والحسن بن صالح ، وأسامة بن زيد ، روى عنه البخاري بلا واسطة ، وروى عنه بواسطة كل من إسحاق بن إبراهيم ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن إسحاق البخاري ، ومحمود بن غيلان ، وأحمد بن أبي سريج ، ومحمد بن الحسن بن اشكاب ، ومحمد بن خالد الذهلي ، ويوسف بن موسى القطان ، أما مسلم فقد روى عنه بواسطة كل من الحجاج بن الشاعر ، والقاسم بن زكريا ، و عبد الله الدارمي ، وإسحاق بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وإبراهيم بن دينار ، وابن نمير ، قال الذهبي في الميزان : مات سنة 213 ( قال ) : وكان ذا زهد وعبادة واتقان ( 315 ) . قلت : كانت وفاته مستهل ذي القعدة ، رحمه الله تعالى وقدس ضريحه .

56 - عثمان بن عمير - أبو اليقطان الثقفي الكوفي البجلي ، يقال له : عثمان بن أبي زرعة ، وعثمان بن قيس ، وعثمان بن أبي حميد ، قال أبو أحمد الزبيري كان يؤمن بالرجعة . وقال أحمد بن حنبل : أبو اليقطان خرج في الفتنة مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن ، وقال ابن عدي : ردئ المذهب يؤمن بالرجعة ، على أن الثقات قد رووا عنه مع ضعفه ( 316 ) . قلت : كانوا إذا أرادوا تنقيص المحدث الشيعي والحط من قدره نسبوا إليه القول بالرجعة ، وبذلك ضعفوا عثمان بن عمير ، حتى قال ابن معين : ليس بشئ ومع كل ما تحاملوا به عليه ، لم يمتنع مثل الأعمش ، وسفيان ، وشعبة ، وشريك ، وأمثالهم من طبقتهم عن الأخذ عنه ، وقد أخرج له أبو داود والترمذي ( 317 ) وغيرهما في سننهم ، محتجين به ، ودونك حديثه عندهم عن أنس وغيره . وقد ذكره الذهبي في ميزانه فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما قد سمعت ووضع على اسمه د ت ق ‹ صفحة 153 › رمزا إلى من أخرج له أصحاب السنن .

57 - عدي بن ثابت - الكوفي ، ذكره ابن معين فقال : شيعي مفرط وقال الدارقطني : رافضي غال وهو ثقة ، وقال الجوزجاني : مائل عن القصد ، وقال المسعودي : ما أدركنا أحدا أقول بقول الشيعة من عدي ابن ثابت ، وذكره الذهبي في مزاينه فقال : هو عالم الشيعة ، وصادقهم ، وقاضيهم ، وإمام مسجدهم ، ولو كانت الشيعة مثله لقل شرهم ( 318 ) ، ثم استرسل في ترجمته فنقل من أقوال العلماء فيه كلما سمعت ، ونقل توثقه عن الدارقطني ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد العجلي ، وأحمد النسائي ، ووضع على اسمه الرمز إلى أن أصحاب الصحاح الستة مجمعة على الاخراج عنه ( 319 ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من البراء من عازب ، و عبد الله بن يزيد وهو جده لأمه ، و عبد الله بن أبي أوفى ، وسليمان بن صرد وسعيد بن جبير ، أما حديثه عن زر بن حبيش ، وابن حازم الأشجعي ، فإنما هو في صحيح مسلم ، روى عنه الأعمش ، ومسعر ، وسعيد ، ويحيى ابن سعيد الأنصاري ، وزيد بن أبي أنيسة ، وفضيل بن غزوان .

58 - عطية بن سعد - بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي التابعي الشهير ، ذكره الذهبي في الميزان فنقل عن سالم المرادي بأن عطية : كان يتشيع ( 320 ) ، وذكره الإمام ابن قتيبة - في أصحاب الحديث من المعارف تبعا لحفيده العوفي القاضي - أعني الحسين بن الحسن ابن عطية المذكور - فقال : وكان عطية بن سعد فقيها في زمن الحجاج وكان يتشيع ، وحيث أورد ابن قتيبة بعض رجال الشيعة في باب الفرق من المعارف ، عد عطية العوفي منهم أيضا ( 321 ) وذكره ابن سعد في الجزء السادس من طبقاته ( 1 ) ‹ صفحة 154 › بما يدل على رسوخ قدمه وثباته في التشيع ، وأن أباه سعد بن جنادة كان من أصحاب علي ، وقد جاءه وهو في الكوفة ، فقال : يا أمير المؤمنين أنه ولد لي غلام فسمه ، قال عليه السلام : هذا عطية الله ، فسمي عطية . قال ابن سعد : وخرج عطية مع ابن الأشعث على الحجاج ، فلما انهزم جيش ابن الأشعث هرب عطية إلى فارس ، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم : أن أدع عطية فإن لعن علي بن أبي طالب وإلا فاضربه أربع مئة سوط ، واحلق رأسه ولحيته ، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج ، فأبى عطية أن يفعل ، فضربه أربع مئة سوط ، وخلق رأسه ولحيته ، فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية إليه ، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق ، فكتب إليه عطية يسأله الإذن له في القدوم ، فأذن له ، فقدم الكوفة ، ولم يزل بها إلى أن توفي سنة إحدى عشرة ومئة ( قال ) : وكان ثقة وله أحاديث صالحة ( 322 ) . ا ه‍ . قلت : وله ذرية كلهم من شيعة آل محمد ( ص ) وفيهم فضلاء نبلاء ، أولو شخصيات بارزة ، كالحسين بن الحسن ابن عطية ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث ( 1 ) ثم نقل إلى عسكر المهدي ، وتوفي سنة إحدى ومئتين وكمحمد بن سعد بن الحسن ابن عطية ولي قضاء بغداد ( 2 ) وكان من المحدثين ، يروي عن أبيه سعد عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية . ولنرجع إلى عطية العوفي فنقول : احتج به أبو داود والترمذي ( 323 ) ودونك حديثه في صحيحيهما عن ابن عباس ، وأبي سعيد ، وابن عمر ، وله عن عبد الله بن الحسن عن أبيه ، عن جدته الزهراء سيدة نساء أهل الجنة ، أخذ عنه ابنه الحسن بن عطية ، والحجاج بن أرطأة . ومسعر ، ‹ صفحة 155 › والحسن ابن عدوان وغيرهم .

59 - العلاء بن صالح - التيمي الكوفي ، ذكره أبو حاتم فقال - كما في ترجمة العلاء من الميزان - ( 324 ) : كان من عتق الشيعة . قلت : ومع ذلك فقد احتج به أبو داود ، والترمذي ( 325 ) ، ووثقه ابن معين ، وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة ، لا بأس به ، ودونك حديثه عن يزيد بن أبي مريم والحكم بن عتيبة ، في صحيحي الترمذي وأبي داود ، ومسانيد السنة ، ويروي عنه أبو نعيم ، ويحيى بن بكير ، وجماعة من تلك الطبقة ، وهو غير العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي ، لأن العلاء الشاعر من مشايخ السفيانين ، وقد روى عن أبي الطفيل ، فهو متقدم على العلاء ابن صالح على أن ابن صالح كوفي ، والشاعر مكي ، وقد ذكرهما الذهبي في ميزانه ، ونقل القول : بأنهما من رجال الشيعة عن سلفه ، ولعلاء الشاعر مدائح في أمير المؤمنين كحجج قاطعة ، وأدلة على الحق ساطعة ، وله مراثي في سيد الشهداء ، شكرها الله له ورسوله والمؤمنون .

60 - علقمة بن قيس - بن عبد الله النخعي أبو شبل ، عم الأسود وإبراهيم ابني يزيد ، كان من أولياء آل محمد صلى الله عليه وآله ، وعده الشهرستاني في الملل والنحل ( 326 ) من رجال الشيعة ، وكان من رؤوس المحدثين الذين ذكرهم أبو إسحاق الجوزجاني ، فقال : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم - بسبب تشيعهم - هم رؤوس محدثي الكوفة . . . الخ ( 327 ) ، وكان علقمة ، وأخوه أبي من أصحاب علي ، وشهدا معه صفين ، فاستشهد أبي وكان يقال له أبي الصلاة لكثرة صلاته ، وأما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية ، وعرجت رجله فكان من المجاهدين في سبيل الله ، ولم يزل عدوا لمعاوية حتى ‹ صفحة 156 › مات ، وقد كتب أبو بردة اسم علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته ، فلم يرض علقمة حتى كتب إلى أبي بردة : أمحني أمحني ، أخرج ذلك كله ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء 6 من الطبقات ( 328 ) ( 1 ) . أما عدالة علقمة وجلالته عند أهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات ، وقد احتاج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 329 ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابن مسعود ، وأبي الدرداء وعائشة ، أما حديثه عن عثمان ، وأبي مسعود ، ففي صحيح مسلم ، روى عنه في الصحيحين ابن أخيه إبراهيم النخعي ، وروى عنه في صحيح مسلم عبد الرحمن بن زيد ، وإبراهيم بن يزيد ، والشعبي . مات رحمه الله تعالى سنة اثنتين وستين بالكوفة .

61 - علي بن بديمة - ذكره الذهبي في ميزانه ، فنقل القول عن أحمد بن حنبل : بأنه صالح الحديث ، وأنه : رأس في التشيع ، وأن ابن معين وثقه ، وأنه يروي عن عكرمة وغيره ، وأن شعبة ومعمر أخذا عنه ( 330 ) . وقد وضع على اسمه الرمز إلى أن أصحاب السنن ( 331 ) أخرجوا عنه .

62 - علي بن الجعد - أبو الحسن الجوهري البغدادي مولى بني هاشم ، أحد شيوخ البخاري ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتاب المعارف ( 332 ) يروى عنه - كما في ترجمته من الميزان ( 333 ) - : أنه مكث ستين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه الجمع بين رجال الصحيحين ( 334 ) فقال : روى عنه البخاري ( 335 ) في كتابه اثني عشر حديثا . قلت : توفي سنة ثلاثين ومئتين ، وهو ابن ست وتسعين سنة . ‹ صفحة 157 ›

63 - علي بن زيد - بن عبد الله بن زهير بن أبي مليكة بن جذعان أبو الحسن القرشي التيمي البصري ، ذكره أحمد العجلي فقال : كان يتشيع ، وقال يزيد بن زريع : كان علي بن زيد رافضيا ، ومع ذلك فقد أخذ عنه علماء التابعين كشعبة ، و عبد الوارث ، وخلق من تلك الطبقة ، وكان أحد فقهاء البصرة الثلاثة ، قتادة ، وعلي بن زيد ، وأشعث الحداني ، وكانوا عميانا ، ولما مات الحسن البصري قالوا لعلي بن زيد : أجلس مجلسه ، وذلك لظهور فضله ، وكان من الجلالة بحيث لا يجالسه إلا وجوه الناس ، وقلما يتفق ذلك في البصرة لشيعي في تلك الأوقات ، وقد ذكره الذهبي في ميزانه فأورد كلما ذكرناه من أحواله ، وترجمه القيسراني في كتابه - الجمع بين رجال الصحيحين ( 336 ) فذكر أن مسلما أخرج له مقرونا بثابت البناني . وأنه سمع أنس بن مالك في الجهاد توفي رحمه الله تعالى سنة إحدى وثلاثين ومئة .

64 - علي بن صالح - أخو الحسن بن صالح ، ذكرنا شيئا من فضائله في أحوال أخيه الحسن ، وهو من سلف الشيعة وعلمائهم ( 337 ) كأخيه ، احتج به مسلم في البيوع من صحيحه ( 338 ) روى علي بن صالح عن سلمة بن كهيل ، وروى عنه وكيع وهما شيعيان أيضا . ولد رحمه الله تعالى هو وأخوه الحسن توأمين سنة مئة . ومات علي سنة إحدى وخمسين ومئة .

65 - علي بن غراب - أبو يحيى الفزاري الكوفي ، قال ابن حبان : كان غاليا في التشيع . قلت : ولذا قال الجوزجاني ، ساقط . وقال أبو داود : تركوا حديثه ، ولكن ابن معين والدارقطني وثقاه ، وأبو حاتم قال : لا بأس به ، وأبو زرعة قال : هو عندي صدوق وأحمد ابن حنبل قال : ما أراه إلا كان صدوقا ، وابن معين قال : المسكين صدوق ، ‹ صفحة 158 › والذهبي ذكره في ميزانه ونقل من أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه ما قد سمعت ( 339 ) ووضع على اسمه س ق إشارة إلى من احتج به من أصحاب السنن ( 340 ) . يروي عن هشام بن عروة ، وعبيد الله بن عمر . وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته ( 1 ) فقال : روى عنه إسماعيل بن رجاء حديث الأعمش في عثمان . . . الخ . مات رحمه الله تعالى بالكوفة أول سنة أربع وثمانين ومئة أيام هارون .

66 - علي بن قادم - أبو الحسن الخزاعي الكوفي ، شيخ أحمد بن الفرات ، ويعقوب الفسوي ، وخلق من طبقتهما ، سمعوا منه واحتجوا به ، ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته ( 2 ) فنص على أنه : كان شديد التشيع . قلت : ولذا ضعفه يحيى ، أما أبو حاتم فقد قال : محله الصدق ، وقد ذكره الذهبي في الميزان ( 341 ) فنقل من أقوال العلماء فيه ما : نقلناه ، ووضع على اسمه الرمز إلى أن أبا داود والترمذي ( 342 ) أخرج له ، يروي عندهما عن سعيد بن أبي عروبة ، وقطر . مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث عشرة ومئتين أيام المأمون .

67 - علي بن المنذر - الطرائفي ، شيخ الترمذي ، والنسائي ، وابن صاعد ، و عبد الرحمن بن أبي حاتم ، وغيرهم من طبقتهم ، أخذوا عنه واحتجوا به . ذكره الذهبي في ميزانه ( 343 ) فوضع على اسمه ت س ق إشارة إلى من أخرجوا حديثه من أرباب السنن ، ونقل عن النسائي النص : على أن علي بن المنذر شيعي محض ثقة ، وأن ابن حاتم قال : صدوق ثقة ، وأنه يروي عن ابن فضيل ، وابن عيينة ، والوليد بن مسلم ، فالنسائي يشهد بأنه شيعي محض ، ثم يحتج بحديثه في الصحيح ‹ صفحة 159 › ( 344 ) ، فليعتبر المرجفون المجحفون . مات ابن المنذر رحمه الله تعالى سنة ست وخمسين ومئتين .

68 - علي بن هاشم - بن البريد أبو الحسن الكوفي الخزاز العائذي . أحد مشائخ الإمام أحمد ، ذكره أبو داود فقال : ثبت متشيع . وقال ابن حبان : علي ابن هاشم كان مفرطا في التشيع ، وقال البخاري : كان علي بن هاشم وأبوه غاليين في مذهبهما . قلت : ولذا تركه البخاري ، لكن الخمسة احتجوا به ، وابن معين وغيره وثقوه ، وعده أبو داود في الأثبات ، وقال أبو زرعة : صدوق ، وقال النسائي : ليس به بأس ، وذكره الذهبي في الميزان ( 345 ) فنقل من أقوالهم فيه ما نقلناه ، وأخرج الخطيب البغدادي في أحوال علي بن هاشم من تاريخه ( 1 ) عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال : قال علي بن المديني : علي بن هاشم بن البريد كان صدوقا ، وكان يتشيع ، وأخرج عن محمد بن علي الآجري ، قال : سألت أبا داود عن علي بن هاشم بن البريد ، فقال : سئل عنه عيسى ابن يونس فقال : أهل بيت تشيع ، وليس ثم كذب ، وأخرج عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال ، هاشم بن البريد وابنه علي بن هاشم غاليان في سوء مذهبهما . ا ه‍ . قلت : احتج الخمسة ( 346 ) مع هذا كله بعلي بن هاشم ، ودونك حديثه في النكاح من صحيح مسلم عن هشام ابن عروة ، وفي الاستئذان عن طلحة بن يحيى ، روى عنه في صحيح مسلم أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم ، و عبد الله بن أبان ، وروى عنه أيضا أحمد بن حنبل ، وابنا أبي شبيبة ، وخلق من طبتهم كان علي ابن هاشم شيخهم ، قال الذهبي : مات رحمه الله سنة إحدى وثمانين ومئة ، ( قال ) : فلعله أقدم مشيخة الإمام أحمد وفاة . ‹ صفحة 160 ›

69 - عمار بن زريق - الكوفي ، عده السليماني من الرافضة ، كما نص عليه الذهبي في أحوال عمار من الميزان ( 347 ) ومع رفضه فقد احتج به مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ( 348 ) ودونك حديثه في صحيح مسلم عن كل من الأعمش ، وأبي إسحاق السبيعي ، ومنصور ، و عبد الله بن عيسى ، روى عنه عند مسلم أبو الجواب وأبو الأحوص سلام ، وأبو أحمد الزبيري ، ويحيى بن آدم .

70 - عمار بن معاوية - أو ابن أبي معاوية ، ويقال بن خباب ، وقد يقال ابن صالح الدهني البجلي الكوفي ، يكنى أبا معاوية ، كان من أبطال الشيعة ، وقد أوذي في سبيل آل محمد ، حتى قطع بشر بن مروان عرقوبيه في التشيع ، وهو شيخ السفيانين ، وشعبة ، وشريك ، والآبار ، أخذوا عنه ، واحتجوا به ، وقد وثقه أحمد ، وابن معين ، وأبو حاتم ، والناس ، وأخرج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة ، وذكره الذهبي ، فنقل من أحواله ما نقلناه وعقد له في الميزان ترجمتين ( 349 ) ، وصرح بتشيعه ووثاقته ، وأنه ما علم أحدا تكلم فيه إلا العقيلي ، وأنه لا مغمز فيه إلا التشيع ، ودونك حديثه في الحج من صحيح مسلم ( 350 ) ، عن أبي الزبير . مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة ، رحمه الله تعالى . 71 - عمرو بن عبد الله - أبو إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي الشيعي بنص كل من ابن قتيبة في معارفه ، والشهرستاني في كتاب الملل والنحل ( 351 ) وكان من رؤوس المحدثين الذين لا يحمد النواصب مذاهبهم في الفروع والأصول ، إذ نسجوا فيه على منوال أهل البيت ، وتعبدوا باتباعهم في كل ما يرجع إلى الدين ، ولذا قال الجوزجاني - كما في ترجمة زبيد من الميزان - : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ، ‹ صفحة 161 › هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل أبي إسحاق ، ومنصور ، وزبيد اليامي ، والأعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث ، وتوقفوا عندما أرسلوا . ا ه‍ . ( 352 ) قلت : ومما توقف النواصب فيه من مراسيل أبي إسحاق ما رواه عمرو بن إسماعيل الهمداني - كما في ترجمته من الميزان - عن أبي إسحاق ( قال ) : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي كشجرة أنا أصلها ، وعلي فرعها ، والحسن والحسين ثمرها ، والشيعة ورقها " ( 353 ) وما قال المغيرة إنما أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق ، وأعمشكم . إلا لكونهما شيعيين مخلصين لآل محمد ، حافظين ما جاء في السنة من خصائصهم عليهم السلام ، وقد كانا من بحار العلم قوامين بأمر الله ، احتج بكل منهما أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 354 ) ، ودونك حديث أبي إسحاق في كل من الصحيحين عن البراء بن عازب ، ويزيد بن أرقم ، وحارثة بن وهب ، وسليمان بن صرد ، والنعمان بن بشير ، و عبد الله ابن يزيد الخطمي ، وعمرو بن ميمون ، روى عنه في الصحيحين كل من شعبة والثوري ، وزهير ، وحفيده يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق ، وقال ابن خلكان - كما في ترجمته من الوفيات - : ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان ، وتوفي سنة سبع وعشرين ، وقيل ثمان وعشرين ، وقيل تسع وعشرين ومئة ، وقال يحيى بن معين والمدائني : مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة ، والله أعلم ( 355 ) . 72 - عوف بن أبي جميلة - البصري أبو سهل يعرف بالأعرابي وليس بإعرابي الأصل ، ذكره الذهبي في ميزانه ( 356 ) فقال : وكان يقال له عوف الصدق ، وقيل : كان يتشيع ، وقد وثقه جماعة ، ثم نقل القول : بكونه شيعيا عن جعفر بن سليمان ، ونقل القول : بكونه ‹ صفحة 162 › رافضيا عن بندار . قلت : وعده ابن قتيبة في كتابه المعارف من رجال الشيعة ( 357 ) أخذ عنه روح ، وهوذة ، وشعبة ، والنضر بن شميل ، وعثمان بن الهيثم ، وخلق من طبقتهم ، واحتج به أصحاب الصحاح الستة ( 358 ) وغيرهم ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من الحسن ، وسعيد ، وابني أبي الحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وسيار بن سلامة ، وحديثه في صحيح مسلم عن النضر بن شميل ، أما حديثه عن أبي رجاء العطاردي فموجود في الصحيحين ، مات رحمه الله تعالى سنة ست وأربعين ومئة .

‹ هامش ص 141 › ص 241 ج 2 .

‹ هامش ص 146 ›
( 1 ) ص 137 من جزئه السادس .
( 2 ) راجع ص 391 من الجزء 6 من الكنز .

‹ هامش ص 147 ›
( 1 ) كما في ترجمة عبد الرزاق من الميزان .

‹ هامش ص 148 ›
( 1 ) كما في ترجمة عبد الرزاق من الميزان أيضا .
( 2 ) كما في ترجمة عبد الرزاق من الميزان أيضا .
( 3 ) بل وافقه عليه المنصفون ، وعدوها في الصحاح بكل ارتياح ، وإنما خالفه فيها النواصب والخوارج ، فمنها ما رواه أحمد بن الأزهر وهو حجة بالاتفاق ، قال : حدثني عبد الرزاق خلوة من حفظه ، أنبأنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس ، أن رسول الله ( ص ) نظر إلى علي فقال : أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وحبيبك حبيب الله وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن أبغضك . ا ه‍ . أخرجه الحاكم في ص 128 من الجزء 3 من المستدرك ، ثم قال : صحيح على شرط . الشيخين ، ومنها ما رواه عبد الرزاق عن معمر ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قالت فاطمة : يا رسول الله زوجتني عائلا لا مال له ، قال : أما ترضين أن اطلع الله إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين ، فجعل أحدهما أباك ، والآخر بعلك . قلت : وهذا الحديث قد أخرجه الحاكم في ص 129 من الجزء 3 من المستدرك من طريق سريح بن يونس ، عن أبي حفص عن الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا ( 296 ) .
( 4 ) حاشا لله أن تكون مناكير إلا عند معاوية أو فئته الباغية ، فمنها ما رواه عبد الرزاق عن ابن عيينة ، عن علي بن زيد بن جذعان ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد مرفوعا : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ( 297 ) .
( 5 ) كما في ترجمة عبد الرزاق من الميزان .

‹ هامش ص 149 ›
( 1 ) كما في ترجمته من الميزان .
( 2 ) لأنه ، صلوات الله وسلامه عليه ، توفي سنة مئة وثمان وأربعين ، وله خمس وستون سنة .
( 3 ) لأن وفاة الجواد ، عليه السلام ، كانت سنة مئتين وعشرين وله خمس وعشرون .

‹ هامش ص 150 › سنة ، وأخطأ من قال أن عبد الرزاق روى عن الباقر ، فإن الباقر توفي ، عليه الصلاة والسلام ، سنة أربع عشر ومئة ، وله سبع وخمسون سنة ، قبل مولد عبد الرزاق باثني عشر عاما . ( 1 ) راجع منه ص 177 .

‹ هامش ص 151 ›
( 1 ) ص 206 .
( 2 ) ص 279 .
( 3 ) ص 139 من جزئه السادس .

‹ هامش ص 153 ›
( 1 ) ص 212 .

‹ هامش ص 154 ›
( 1 ) كما في ص 176 من معارف ابن قتيبة .
( 2 ) يعلم ذلك من ترجمة جده سعد بن جنادة في القسم الأول من الإصابة .

‹ هامش ص 156 › ( 1 ) راجع ترجمة علقمة ص 57 .

‹ هامش ص 158 ›
( 1 ) صفحة 273 .
( 2 ) صفحة 282 .

‹ هامش ص 159 ›
( 1 ) راجع صفحة 116 من جزئه 12 .

الفاروق الاعظم 07-19-2010 11:00 PM

باقي المراجعة (15 ) ترجمة الرجال ( ف م )
 
ف

73 - الفضل بن دكين - واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير الملائي الكوفي ، يعرف بأبي نعيم ، شيخ البخاري في صحيحه ، عده من رجال الشيعة جماعة من جهابذة العلماء ، كابن قتيبة في المعارف ( 359 ) وذكره الذهبي في ميزانه فقال : الفضل بن دكين أبو نعيم حافظ حجة إلا أنه يتشيع ، ونقل أن ابن الجنيد الختلي قال : سمعت ابن معين يقول : كان أبو نعيم إذا ذكر انسانا فقال : هو جيد ، وأثنى عليه فهو شيعي ، وإذا قال : فلان كان مرجئا ، فاعلم أنه صاحب سنة لا بأس به ، قال الذهبي هذا القول دال على أن يحيى بن معين كان يميل إلى الارجاء ( 360 ) . قلت : ودال أيضا على أنه كان يرى الفضل شيعيا جلدا ، ونقل الذهبي - في ترجمة خالد بن مخلد من ميزانه - عن الجوزجاني القول : بأن أبا نعيم كان كوفي المذهب يعني التشيع ( 361 ) ، وبالجملة فإن كون الفضل بن دكين شيعيا مما لا ريب فيه ، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 362 ) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من همام بن يحيى و عبد العزيز بن أبي سلمة ، وزكريا بن أبي زائدة ، وهشام الدستوائي ، والأعمش ، ‹ صفحة 163 › ومسعر ، والثوري ومالك ، وابن عيينة ، وشيبان ، وزهير ، أما حديثه في صحيح مسلم فعن كل من سيف بن أبي سليمان ، وإسماعيل بن مسلم ، وأبي عاصم محمد بن أيوب الثقفي ، وأبي العميس ، وموسى بن علي ، وأبي شهاب موسى بن نافع ، وسفيان ، وهشام بن سعد ، وعبد الواحد بن أيمن ، وإسرائيل ، روى عنه البخاري بلا واسطة ، وروى مسلم عنه بواسطة حجاج بن الشاعر ، وعبد بن حميد ، وابن أبي شيبة ، وأبي سعيد الأشج ، وابن نمير ، و عبد الله الدارمي ، وإسحاق الحنظلي ، وزهير بن حرب . كان مولده سنة ثلاثين ومئة ، وتوفي رحمه الله تعالى بالكوفة ، ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة عشرة ومئتين أيام المعتصم ، وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته ( 1 ) فقال : وكان ثقة مأمونا كثير الحديث ، حجة .

74 - فضيل بن مرزوق - الأغر الرواسي الكوفي أبو عبد الرحمن ، ذكره الذهبي في ميزانه فقال : كان معروفا بالتشيع ، ونقل القول بتوثيقه عن سفيان بن عيينة ، وابن معين ( قال ) : ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، ثم نقل عن الهيثم بن جميل أنه ذكر فضيل بن مرزوق فقال : كان من أئمة الهدى ، زهدا وفضلا ( 363 ) . قلت : احتج مسلم في الصحيح ( 364 ) بحديثه عن شقيق بن عقبة في الصلاة ، واحتج في الزكاة بحديثه عن عدي بن ثابت ، روى عنه عند مسلم يحيى بن آدم ، وأبو أسامة في الزكاة ، وروى عنه في السنن وكيع ، ويزيد ، وأبو نعيم ، وعلي بن الجعد ، وخلق من طبقتهم ، وكذب عليه زيد بن الحباب فيما رواه عنه من حديث التأمير . مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين ومئة . . ‹ صفحة 164 ›

75 - فطر بن خليفة - الحناط الكوفي ، سأل عبد الله بن أحمد أباه عن فطر بن خليفة قال : ثقة صالح الحديث ، حديثه حديث رجل كيس ، إلا أنه يتشيع ، وروى عباس عن ابن معين : أن فطر بن خليفة ثقة شيعي ، وقال أحمد : كان فطر عند يحيى ثقة ، ولكنه خشبي مفرط . قلت : ولذا قال أبو بكر بن عياش : ما تركت الرواية عن فطر بن خليفة إلا لسوء مذهبه - أي لا مغمز فيه سوى أن مذهبه مذهب الشيعة - وقال الجوزجاني : فطر بن خليفة زائغ ، وسمعه جعفر الأحمر يقول في مرضه : ما يسرني أن يكون لي مكان كل شعرة في جسدي ملك يسبح الله تعالى ، لحبي أهل البيت عليهم السلام ، يروي فطر عن أبي الطفيل ، وأبي وائل ، ومجاهد وقد أخذ عنه أبو أسامة ويحيى بن آدم ، وقبيصة ، وغير واحد من تلك الطبقة ، وثقه أحمد وغيره ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث . وقال النسائي : ليس به بأس ، وقال مرة هو ثقة حافظ كيس وقال ابن سعد : ثقة إن شاء الله ، وأورده الذهبي في ميزانه ( 365 ) فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما ذكرناه ( 1 ) ولما ذكر ابن قتيبة في معارفه رجال الشيعة عد فطرا منهم ، وقد أخرج البخاري في صحيحه حديث فطر عن مجاهد ، روى الثوري عن فطر في الأدب عند البخاري ، وأخرج أصحاب السنن ( 366 ) الأربعة وغيرهم عن فطر مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث وخمسين ومئة .

م

76 - مالك بن إسماعيل - بن زياد بن درهم أبو غسان الكوفي النهدي ، شيخ البخاري في صحيحه ، ذكره ابن سهد في ص 282 من الجزء 6 من طبقاته ، فكان آخر ما قاله في أحواله : وكان أبو غسان ثقة صدوقا ‹ صفحة 165 › متشيعا شديد التشيع ( 367 ) ، وذكره الذهبي في الميزان بما يدل على عدالته وجلالته ، وأنه أخذ مذهب التشيع عن شيخه الحسن بن صالح ، وأن ابن معين قال : ليس بالكوفة أتقن من أبي غسان ، وأن أبا حاتم قال ، لم أر بالكوفة أتقن منه ، لا أبو نعيم ولا غيره ، له فضل وعبادة ، كنت إذا نظرت إليه رأيته كأنه خرج من قبر ، كانت عليه سجادتان ( 368 ) . قلت : روى عنه البخاري ( 369 ) بلا واسطة في مواضع من صحيحه ، وروى مسلم عنه في الصحيح بواسطة هارون بن عبد الله حديثا في الحدود ، أما مشائخه عند البخاري ، فابن عيينة ، و عبد العزيز ابن أبي سلمة ، وإسرائيل ، وقد أخذ عنه البخاري ، ومسلم عن زهير ابن معاوية . مات رحمه الله . تعالى بالكوفة سنة تسع عشرة ومئتين .

77 - محمد بن خازم - ( 1 ) المعروف بأبي معاية الضرير التميمي الكوفي ، ذكره الذهبي في ميزانه فقال : - محمد بن خازم ع - الضرير ثقة ثبت ، ما علمت فيه مقالا يوجب وهنه مطلقا ، سيأتي في الكنى ، وحين ذكره في الكنى ، قال : أبو معاوية الضرير أحد الأئمة الأعلام الثقات ، إلى أن قال : وقال الحاكم احتج به الشيخان ، وقد اشتهر عنه الغلو ، غلو التشيع ( 370 ) . قلت : احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 371 ) ، وقد وضع الذهبي على اسمه غ رمزا إلى إجماعهم على الاحتجاج به ، وإليك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من الأعمش ، وهشام بن عروة وله أحاديث أخر في صحيح مسلم عن غير واحد من الأثبات ، روى عنه في صحيح البخاري علي ابن المديني ، ومحمد بن سلام ، ويوسف بن عيسى ، وقتيبة ، ومسدد ، وروى عنه في صحيح ‹ صفحة 166 › مسلم سعيد الواسطي ، وسعيد بن منصور ، وعمرو الناقد ، وأحمد بن سنان ، وابن نمير ، وإسحاق الحنظلي ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب ، ويحيى بن يحيى ، وزهير ، أما موسى الزمن فقد روى عنه في الصحيحين كليهما . ولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومئة ومات رحمه الله سنة خمس وتسعين ومئة .

78 - محمد بن عبد الله - الضبي الطهاني النيسابوري ، هو أبو عبد الله الحاكم إمام الحفاظ والمحدثين ، وصاحب التصانيف التي لعلها تبلغ ألف جزء جاب البلاد في رحلته العلمية ، فسمع من نحو ألفي شيخ ، وكان أعلام عصره كالصعلوكي ، والإمام بن فورك ، وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم ، ويراعون حق فضله ، ويعرفون له الحرمة الأكيدة ، ولا يرتابون في إمامته ، وكل من تأخر عنه من محدثي السنة عيال عليه ، وهو من أبطال الشيعة وسدنة الشريعة ، تعرف ذلك كله بمراجعة ترجمته في كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي ، وقد ترجمه في الميزان أيضا فقال : إمام صدوق ، ونص على أنه شيعي مشهور ، ونقل عن ابن طاهر قال : سألت أبا إسماعيل عبد الله الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله فقال : إمام في الحديث ، رافضي خبيث ، وعد له الذهبي شقاشق ، منها قوله أن المصطفى صلى الله عليه وآله ، ولد مسرورا مختونا ، ومنها أن عليا وصي ، قال الذهبي : فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه . ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة في ربيع الأول ، ومات رحمه الله تعالى في صفر سنة خمس وأربع مئة .

79 - محمد بن عبيد الله - بن أبي رافع المدني ، كان هو وأبوه عبيد الله وأخواه ( 372 ) الفضل ، و عبد الله ابنا عبيد الله ، وجده أبو رافع ( ‹ صفحة 167 › 373 ) ، وأعمامه رافع ، والحسن ، والمغيرة ، وعلي ، وأولادهم وأحفادهم أجمعون من صالح سلف الشيعة . ولهم من المؤلفات ما يدل على رسوخ قدمهم في التشيع ، ذكرنا ذلك في المقصد 2 من الفصل 12 من فصولنا المهمة ( 374 ) ، أما محمد هذا فقد ذكره ابن عدي فقال - كما في آخر ترجمته من الميزان ( 375 ) - : هو في عداد شيعة الكوفة ، وحيث ترجمه الذهبي في ميزانه ، وضع على اسمه ت ق رمزا إلى من أخرج له من أصحاب السنن ( 376 ) ، وذكر أنه يروي عن أبيه عن جده ، وأن مندلا ، وعلي بن هاشم ، يرويان عنه . قلت : ويروي عنه أيضا حبان بن علي ، ويحيى بن يعلى ، وغيرهما ، وربما روى محمد بن عبيد الله عن أخيه عبد الله بن عبيد الله كما يعلمه المتتبعون ، وقد أخرج الطبراني في معجمه الكبير بالإسناد إلى محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال لعلي : " أول من يدخل الجنة أنا وأنت ، والحسن والحسين ، وذرارينا خلفنا ، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا . ا ه‍ . " ( 377 ) .

80 - محمد بن فضيل - بن غزوان أبو عبد الرحمن الكوفي ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه - المعارف - ( 378 ) وذكره ابن سعد في ص 271 من الجزء 6 من طبقاته ، فقال : وكان ثقة صدوقا كثير الحديث متشيعا ، وبعضهم لا يحتج به . ا ه‍ . ( 379 ) وذكره الذهبي في باب من عرف بأبيه من أواخر الميزان فقال : صدوق شيعي ( 380 ) ، وذكره في المحمدين أيضا فقال : صدوق مشهور ، وذكر أن أحمد قال : أنه حسن الحديث شيعي ، وأن أبا داود قال : كان شيعيا محترقا ، وذكر أنه كان صاحب حديث ومعرفة ، وأنه قرأ القرآن على حمزة ، وأن له تصانيف ، وأن ابن معين وثقه ، وأحمد حسنه ، والنسائي قال : لا بأس به ( ‹ صفحة 168 › 381 ) .
قلت : احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 382 ) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري ومسلم عن كل من أبيه فضيل ، والأعمش ، وإسماعيل ابن أبي خالد وغير واحد من تلك الطبقة ، روى عنه عند البخاري محمد بن نمير ، وإسحاق الحنظلي ، وابن أبي شيبة ، ومحمد بن سلام ، وقتيبة ، وعمران بن ميسرة ، وعمرو بن علي ، وروى عنه عند مسلم عبد الله بن عامر ، وأبو كريب ، ومحمد بن طريف ، وواصل بن عبد الأعلى ، وزهير ، وأبو سعيد الأشج ، ومحمد بن يزيد ، ومحمد بن المثنى ، وأحمد الوكيعي ، وعبد العزيز بن عمر بن أبان . مات رحمه الله تعالى بالكوفة سنة خمس ، وقيل أربع وتسعين ومئة .

81 - محمد بن مسلم - بن الطائفي ، كان من المبرزين في أصحاب الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، وقد ذكره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في كتاب رجال الشيعة ، وأورده الحسن بن علي بن داود في باب الثقات من مختصره ( 383 ) ، وترجمه الذهبي فنقل القول بوثاقته عن يحيى بن معين وغيره ، وأن القعنبي ، ويحيى بن يحيى ، وقتيبة ، رووا عنه ، وأن عبد الرحمن بن مهدي ذكر محمد بن مسلم الطائفي فقال : كتبه صحاح ، وأن معروف بن واصل قال : رأيت سفيان الثوري بين يدي محمد بن مسلم الطائفي يكتب عنه ( 384 ) . قلت : وإنما ضعفه من ضعفه لتشيعه لكن تضعيفهم إياه ما ضره وذاك حديثه عن عمرو بن دينار موجود في الوضوء من صحيح مسلم ( 385 ) ، وقد أخذ عنه - كما في ترجمته من طبقات ابن سعد ( 1 ) كل من وكيع بن الجراح وأبي نعيم ، ومعن بن عيسى ، وغيرهم . مات رحمه الله تعالى سنة سبع وسبعين ومئة ، وفي تلك السنة مات سميه محمد بن مسلم بن جماز بالمدينة ، وهما اثنان ترجمهما ابن سعد في الجزء 5 من طبقاته . ‹ صفحة 169 ›

82 - محمد بن موسى - بن عبد الله الفطري المدني ، أورده الذهبي في ميزانه ( 386 ) ، فنقل نص أبي حاتم على تشيعه ، وروي عن الترمذي توثيقه ، ووضع على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن ( 387 ) ، إشارة إلى احتجاجهم به ، ودونك حديثه في الأطعمة من صحيح مسلم يرويه عن عبد الله بن عبد الله ابن أبي طلحة ، وله عن المقبري وجماعة من طبقته ، وقد روى عنه ابن أبي فديك ، وابن مهدي ، وقتيبة ، وعدة من طبقتهم .

83 - معاوية بن عمار - الدهني البجلي الكوفي ، كان وجها في أصحابنا ومقدما عندهم ، كبير الشأن ، عظيم المحل ثقة ( 388 ) ، وكان أبوه عمار أسوة لمن تأسى ومثالا في الثبات ، على مبادئ الحق ، ومثلا ضربه الله للصابرين على الأذى في سبيله ، قطع بعض الطغاة الغاشمين عرقوبيه في التشيع كما ذكرناه في أحواله فما نكل ، وما وهن ، ولا ضعف ، حتى مضى لسبيله صابرا محتسبا ، وابنه معاوية هذا على شاكلته ، والولد سر أبيه فيه - ومن يشابه أباه فما ظلم - صحب إمامية الصادق والكاظم عليهما السلام ( 389 ) فكان من حملة علومهما ، وله كتب في ذلك رويناها بالإسناد إليه ، وروى عنه من أصحابنا ابن أبي عمير ، وغيره ، واحتج به مسلم والنسائي ( 390 ) ، وحديثه في الحج من صحيح مسلم عن الزبير ، روى عنه عند مسلم يحيى بن يحيى وقتيبة ، وله روايات عن أبيه عمار ، وعن جماعة من تلك الطبقة ، موجودة في مسانيد السنة . مات رحمه الله تعالى سنة خمس وسبعين ومئة .

84 - معروف بن خربوذ ( 1 ) - الكرخي ، أورده الذهبي في ميزانه ‹ صفحة 170 › فوصفه بأنه صدوق شيعي ، ووضع على اسمه رمز البخاري ، ومسلم ، وأبي داود إشارة إلى إخراجهم له ، وذكر أنه يروي عن أبي الطفيل ، قال : هو مقل ، حدث عنه أبو عاصم ، وأبو داود ، وعبيد الله بن موسى ، وآخرون ، ونقل عن أبي حاتم أنه قال : يكتب حديثه ( 391 ) . قلت : وذكره ابن خلكان في الوفيات فقال : هو من موالي علي بن موسى الرضا ، ثم استرسل في الثناء عليه فنقل عنه حكاية قال فيها : وأقبلت على الله تعالى وتركت جميع ما كنت عليه إلا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا ، عليه السلام . . . الخ ( 392 ) ، وابن قتيبة حين أورد رجال الشيعة في كتابه المعارف عد معروفا منهم ( 393 ) ، احتج مسلم بمعروف ، ودونك حديثه في الحج من الصحيح عن أبي الطفيل . توفي ببغداد سنة مئتين ( 1 ) ، وقبره معروف يزار ، وكان سري السقطي من تلامذته .

85 - منصور بن المعتمر - بن عبد الله بن ربيعة السلمي الكوفي ، كان من أصحاب الباقر والصادق ، وله عنهما عليهما السلام ، كما نص عليه صاحب منتهى المقال في أحوال الرجال ، وعدة ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه ( 394 ) ، والجوزجاني عده في المحدثين الذين لا تحمد الناس مذاهبهم في أصول الدين وفروعه ، لتعبدهم فيها بما جاء عن آل محمد ، وذلك حيث قال ( 2 ) : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل أبي إسحاق ، ومنصور ، وزبيد اليامي ، والأعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث . . . ( 395 ) الخ . قلت : ما الذي نقموه ‹ صفحة 171 › من هؤلاء الصادقين ؟ أتمسكهم بالثقلين ؟ أم ركوبهم سفينة النجاة ؟ أم دخولهم مدينة علم النبي من بابها ؟ - باب حطة - أم التجاءهم إلى أمان أهل الأرض ؟ أم حفظهم رسول الله صلى الله عليه وآله في عترته ( 396 ) ؟ أم خشوعهم لله وبكاءهم من خشيته ؟ كما هو المأثور من سيرتهم ، حتى قال ابن سعد - حيث ترجم منصورا في ص 235 من الجزء 6 من طبقاته - : أنه عمش من البكاء خشية من الله تعالى ( قال ) وكانت له خرقة ينشف بها الدموع من عينيه ( قال ) : وزعموا أنه صام ستين وقامها . . . الخ . فهل يكون مثل هذا ثقيلا على الناس مذموما ، كلا ولكن منينا بقوم لا ينصفون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، روى ابن سعد في ترجمة منصور عن حماد بن زيد قال : رأيت منصورا بمكة ( قال ) : وأظنه من هذه الخشبية ، وما أظنه كان يكذب . . . الخ . قلت : ألا هلم فانظر إلى الاستخفاف والتحامل ، والامتهان والعداوة المتجلية من خلال هذه الكلمة بكل المظاهر ، وما أشد دهشتي عند وقوفي على قوله : وما أظنه يكذب ، وي ، وي كأن الكذب من لوازم أولياء آل محمد ، وكأن منصورا جرى في الصدق على خلاف الأصل ، وكأن النواصب لم يجدوا لشيعة آل محمدا اسما يطلقونه عليهم غير ألقاب الضعة ، كالخشبية ، والترابية ، والرافضة ، ونحو ذلك ، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى : ( ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) ( 397 ) . وقد ذكر ابن قتيبة الخشبية في كتابه المعارف فقال : هم من الرافضة كان إبراهيم الأشتر لقي عبيد الله ابن زياد ، وأكثر أصحاب إبراهيم معهم الخشب فسموا الخشبية . ا ه‍ . ( 398 ) . قلت : إنما نبزوهم بهذا توهينا لهم ، واستهتارا بقوتهم وعتادهم لكن هؤلاء الخشبية قتلوا بخشبهم سلف النواصب ، ابن مرجانة ، واستأصلوا شأفة أولئك ‹ صفحة 172 › المردة ، قتلة آل محمد ( وقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ( 399 ) فلا بأس بهذا اللقب الشريف ، ولا بلقب الترابية نسبة إلى أبي تراب ، بل لنا بهما الشرف والفخر . شط بنا القلم ، فلنرجع إلى ما كنا فيه فنقول : اتفقت الكلمة على الاحتجاج بمنصور ولذا احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم مع العلم بتشيعه ( 400 ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ، ومسلم عن كل من أبي وائل ، وأبي الضحى ، وإبراهيم النخعي ، وغيرهم من طبقتهم ، روى عنه عندهما كل من شعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، وحماد بن زيد ، وغيرهم من أعلام تلك الطبقة ، قال ابن سعد : وتوفي منصور في آخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة ( قال ) : وكان ثقة مأمونا كثير الحديث رفيعا عاليا - رحمه الله تعالى - .

86 - المنهال بن عمرو - الكوفي التابعي من مشاهير شيعة الكوفة ، ولذا ضعفه الجوزجاني وقال : سئ المذهب ، وكذا تكلم فيه ابن حزم وغمزه يحيى بن سعيد ، وقال أحمد بن حنبل : أبو بشر أحب إلي من المنهال وأوثق ، ومع العلم بكونه شيعيا ، وتظاهره بذلك ، ولا سيما في أيام المختار ، لم يرتابوا في صحة حديثه ، فأخذ عنه شعبة ، والمسعودي والحجاج بن أرطاة ، وخلق من طبقتهم ، وقد وثقه ابن معين ، وأحمد العجلي ، وغيرهما ، وذكره الذهبي في الميزان ( 401 ) فنقل من أقوالهم فيه ما نقلناه ، ووضع على اسمه رمز البخاري ( 402 ) ومسلم ، إشارة إلى إخراجهما عنه ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير ، وقد روى عنه في التفسير من صحيح البخاري زيد بن أبي أنيسة وروى عنه منصور بن المعتمر في الأنبياء .

87 - موسى بن قيس - الحضرمي ، يكنى أبا محمد ، عده العقيلي من الغلاة في الرفض ، وسأله سفيان عن أبي بكر وعلي فقال : علي أحب ‹ صفحة 173 › إلي ، وكان موسى يروي عن سلمة بن كهيل ، عن عياض بن عياض ، عن مالك بن جعونة ، قال : سمعت أم سلمة تقول : " علي على الحق ، فمن تبعه فهو على الحق ، ومن تركه ترك الحق عهدا معهودا ، ( 403 ) " رواه أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن موسى بن قيس ، وروى موسى في فضل أهل البيت صحاحا ساءت العقيلي فقال فيه ما قال ، أما ابن معين فقد وثق موسى ، واحتج به أبو داود ، وسعيد بن منصور ، في سننهما ، وترجمه الذهبي في الميزان ( 404 ) ، فأورد كلما نقلناه عنهم في أحواله ، ودونك حديثه في السنن ( 405 ) عن سلمة بن كهيل ، وحجر بن عنبسة ، وقد روى عنه الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى ، وغيرهما من الأثبات . مات رحمه الله تعالى أيام المنصور .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 163 ›
( 1 ) ص 279

‹ هامش ص 164 ›
( 1 ) وأورده ابن سعد في ص 253 من الجزء السادس من طبقاته .

‹ هامش ص 165 ›
( 1 ) بالخاء المعجمة من فوق وغلط من قال ابن حازم بالحاء المهملة .

‹ هامش ص 168 ›
( 1 ) راجع صفحة 381 من جزئها الخامس .

‹ هامش ص 169 ›
( 1 ) وقيل ابن فيروز ، وقيل ابن الفيروزان ، وقيل ابن علي .

‹ هامش ص 170 ›
( 1 ) وقيل سنة 201 ، وقيل سنة 204 .
( 2 ) كما في ترجمة زبيد اليامي من الميزان ، وقد نقلنا هذه الكلمة عن الجوزجاني في أحوال كل من زبيد والأعمش وأبي إسحاق ، وعلقنا عليها تعليقات جديرة بالمراجعة .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الفاروق الاعظم 07-19-2010 11:07 PM

آخر المراجعة (154) تراجم الرجال ( ن ه و ي )
 
ن

88 - نفيع بن الحارث - أبو داود النخعي الكوفي الهمداني السبيعي ، قال العقيلي : كان يغلو في الرفض وقال البخاري : يتكلمون فيه - لتشيعه - ( 406 ) قلت : أخذ عنه سفيان ، وهمام ، وشريك ، وطائفة من أعلام تلك الطبقة ، واحتج به الترمذي في صحيحه ( 407 ) ، وأخرج له أصحاب المسانيد ، ودونك حديثه عند الترمذي وغيره ، عن أنس بن مالك ، وابن عباس ، وعمران بن حصين ، وزيد بن أرقم ، وقد ترجمه الذهبي فذكر من شؤونه ما ذكرناه .

89 - نوح بن قيس - بن رباح الحداني ، ويقال الطاحي البصري ، ذكره الذهبي في ميزانه فقال : صالح الحديث وقال : وثقه أحمد وابن معين ( قال ) وقال أبو داود : كان يتشيع ، وقال النسائي : ليس به بأس ( 408 ) ووضع الذهبي على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن ( 409 ) ، ‹ صفحة 174 › إشارة إلى أنه من رجال صحاحهم ، وله حديث في الأشربة من صحيح مسلم ، يرويه عن ابن عون ، وله في اللباس من صحيح مسلم أيضا حديث يرويه عن أخيه خالد بن قيس ، روى عنه عند مسلم نصر بن علي ، وروى عنه عند غير مسلم أبو الأشعث ، وخلق من طبقته ، ولنوح رواية عن أيوب وعمرو بن مالك ، وطائفة .

ه

90 - هارون بن سعد - العجلي الكوفي ، ذكره الذهبي فوضع على اسمه رمز مسلم ، إشارة إلى أنه من رجاله ، ثم وصفه فقال : صدوق في نفسه ، ولكنه رافضي بغيض ، روى عباس عن ابن معين قال : هارون بن سعد من الغالية في التشيع ، له عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، وعنه محمد بن أبي حفص العطار ، والمسعودي ، والحسن بن حي ، قال أبو حاتم : لا بأس به . ( 410 ) ا ؟ . قلت : أذكر حديثا - في صفة النار من صحيح مسلم ( 411 ) - يرويه الحسن بن صالح ، عن هارون بن سعد العجلي ، عن سلمان .

91 - هاشم بن البريد - بن زيد أبو علي الكوفي ، ذكره الذهبي ووضع على اسمه رمز أبي داود والنسائي ( 412 ) إشارة إلى أنه من رجال صحيحيهما ، ونقل توثيقه عن ابن معين وغيره ، مع شهادته عليه بأنه يترفض ، قال : وقال أحمد : لا بأس به ( 413 ) . قلت : يروي هاشم عن زيد بن علي ، ومسلم البطين ، ويروي عنه الخريبي ، وابنه علي بن هاشم - الذي ذكرناه في بابه - وجماعة من الأعلام وهاشم هذا من بيت تشيع ، يعلم ذلك مما أوردناه في أحوال علي بن هاشم من هذا الكتاب .
92 - هبيرة بن بريم - الحميري ، صاحب علي عليه السلام ، نظير الحارث في ولائه واختصاصه ، ذكره الذهبي في ميزانه فوضع على اسمه ‹ صفحة 175 › رمز أصحاب السنن ( 414 ) . إشارة إلى أنه من رجال أسانيدهم ، ثم نقل عن أحمد القول : بأنه لا بأس بحديثه ، هو أحب إلينا من الحارث ، قال الذهبي وقال ابن خراش : ضعيف كان يجهز على قتلى صفين ، وقال الجوزجاني ، كان مختاريا يجهز على القتلى يوم الخازر . ا ه‍ . ( 415 ) . قلت : وعده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة ( 416 ) وهذا من المسلمات ، وحديثه عن علي ثابت في السنن ، يرويه عنه أبو إسحاق ، وأبو فاختة .

93 - هشام بن زياد - أبو المقدام البصري ، عده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة ( 417 ) وذكره الذهبي باسمه في حرف الهاء ، وبكنيته في الكنى من ميزانه ( 418 ) ، ووضع على عنوانه في الكنى ت ق رمزا إلى من اعتمد عليه من أصحاب السنن ، ودونك حديثه في صحيح الترمذي وغيره ( 419 ) ، عن الحسن والقرضي ، يروي عنه شيبان بن فروخ ، والقواريري ، وآخرون .

94 - هشام بن عمار - بن نصير بن ميسرة أبو الوليد ، ويقال الظفري الدمشقي ، شيخ البخاري في صحيحه ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة ( 420 ) ، حيث ذكر ثلة منهم في باب الفرق من معارفه ، وذكره الذهبي في الميزان فوصفه بالإمام ، خطيب دمشق ومقريها ، ومحدثها وعالمها ، صدوق مكثر ، له ما ينكر . . . ( 421 ) الخ . قلت : روى عنه البخاري بلا واسطة في باب من أنظر معسرا من كتاب البيوع من صحيحه ( 422 ) ، وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون ، وأظن أن منها كتاب المغازي ، وكتاب الأشربة ، وباب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يروي هشام عن يحيى بن حمزة ، وصدقة بن خالد ، و عبد الحميد بن أبي العشرين ، وغيرهم قال في الميزان : وحدث ‹ صفحة 176 › عنه خلق كثير رحلوا إليه في القراءة والحديث " ، وحدث عنه الوليد بن مسلم ، وهو من شيوخه ، وقد روى هو بالإجازة عن أبي لهيعة ، قال عبدان : ما كان في الدنيا مثله ، وقال آخر : كان هشام فصيحا بليغا مفوها كثير العلم . . قلت : وكان يرى أن ألفاظ القرآن مخلوقة لله تعالى كغيره من الشيعة ، فبلغ أحمد عنه شئ من ذلك فقال - كما في ترجمة هشام من الميزان - : ( 423 ) أعرفه طياشا ، قاتله الله ، ووقف أحمد على كتاب لهشام قال في خطبته : الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه ، فقام أحمد وقعد ، وأبرق وأرعد ، وأمر من صلوا خلف هشام بإعادة صلاتهم ، مع أن في كلمة هشام من تنزيه الله تعالى عن الرؤية وتقديسه عن الكيف والأين وتعظيم آياته في خلقه ، ما لا يخفى على أولي الألباب ، فكلمته هذه على حد قول القائل - وفي كل شئ له آية - بل هي أعظم وأبلغ بمراتب ، لكن العلماء الأقران يتكلم بعضهم في بعض بحسب اجتهادهم . ولد هشام سنة ثلاث وخمسين ومئة ، ومات في آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومئتين ، رحمه الله تعالى .

95 - هشيم بن بشير - بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي أبو معاوية ، أصله من بلخ ، كان جده القاسم نزل واسط للتجارة ، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة ( 424 ) ، وهو شيخ الإمام أحمد بن حنبل وسائر أهل طبقته ، ذكره الذهبي في الميزان رامزا إلى احتجاج أصحاب الصحاح الستة به ، ووصفه بالحافظ ، وقال : إنه أحد الأعلام سمع الزهري ، وحصين بن عبد الرحمن ، وروى عنه يحيى القطان ، وأحمد ، ويعقوب الدروقي ، وخلق كثير . ا ه‍ . ( 425 ) . قلت : ودونك حديثه في كل من صحيحي البخاري ومسلم ( 426 ) عن حميد الطويل ، وإسماعيل ابن أبي خالد ، وأبي إسحاق الشيباني ، وغير ‹ صفحة 177 › واحد ، روى عنه عندهما عمر والناقد ، وعمرو بن زرارة ، وسعيد بن سليمان ، وروى عنه عند البخاري عمرو بن عوف ، وسعد بن النضر ، ومحمد بن نبهان ، وعلي بن المديني ، وقتيبة ، وروى عنه عند مسلم أحمد بن حنبل ، وشريح ، ويعقوب الدورقي ، و عبد الله بن مطيع ، ويحيى بن يحيى ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وإسماعيل بن سالم ، ومحمد بن الصباح ، وداود بن رشيد ، وأحمد ابن منيع ، ويحيى بن أيوب ، وزهير بن حرب ، وعثمان بن أبي شيبة ، وعلي بن حجر ، ويزيد بن هارون . مات رحمه الله تعالى ، ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومئة ، وله تسع وسبعون عاما .

و

96 - وكيع بن الجراح - بن مليح بن عدي يكنى بابنه سفيان الرواسي الكوفي ، من قيس غيلان ، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة ( 427 ) ، ونص ابن المديني في تهذيبه : على أن في وكيع تشيعا ، وكان مروان بن معاوية لا يرتاب في أن وكيعا رافضي ، دخل عليه يحيى بن معين مرة فوجد عنده لوحا فيه فلان كذا ، وفلان كذا ، ومن جملة ما كان فيه ، وكيع رافضي ، فقال له ابن معين : وكيع خير منك ، قال : مني ؟ فقال له : نعم . قال ابن معين فبلغ ذلك وكيعا فقال : إن يحيى صاحبنا ، وسئل أحمد بن حنبل إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن ابن مهدي بقول من نأخذ ؟ فرجح قول عبد الرحمن لأمو ذكرها ، ومن جملتها : ان عبد الرحمن كان يسلم منه السلف - دون وكيع بن الجراح ( 428 ) - قلت : ويؤيد ذلك ما أورده الذهبي في آخر ترجمة الحسن بن صالح ، من أن وكيعا كان يقول : إن الحسن بن صالح عندي إمام ، فقيل له : إنه لا يترحم على عثمان ، فقال : أتترحم أنت على الحجاج ( 429 ) ؟ حيث ‹ صفحة 178 › جعل عثمان كالحجاج ، وقد ذكره الذهبي في ميزانه ، فنقل من شؤونه ما قد سمعت ، احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 430 ) ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من الأعمش ، والثوري ، وشعبة وإسماعيل ابن أبي خالد ، وعلي بن المبارك ، روى عنه عندهما إسحاق الحنظلي ، ومحمد بن نمير ، وروى عنه عند البخاري عبد الله الحميدي ، ومحمد بن سلام ، ويحيى بن جعفر بن أعين ، ويحيى بن موسى ، ومحمد بن مقاتل ، وروى عنه عند مسلم زهير ، وابن أبي شيبة ، وأبو كريب ، وأبو سعيد الأشج ، ونصر بن علي ، وسعيد بن أزهر ، وابن أبي عمر ، وعلي بن خشرم . وعثمان بن أبي شيبة ، وقتيبة بن سعيد . مات رحمه الله تعالى بفيد قافلا من الحج في المحرم سنة سبع وتسعين ومئة ، وله من العمر ثمان وستون سنة .
ي

97 - يحيى بن الجزار - العرني الكوفي صاحب أمير المؤمنين عليه السلام ذكره الذهبي في الميزان رامزا إلى احتجاج مسلم وأصحاب السنن به ، وقد وثقه وقال : صدوق ، ونقل عن الحكم بن عتيبة أنه قال : كان يحيى بن الجزار يغلو في التشيع ( 431 ) ، وذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته ( 1 ) فقال : كان يحيى بن الجزار يتشيع ، وكان يغلو يعني في القول ، قالوا : وكان ثقة ، وله أحاديث . ا ه‍ . قلت : رأيت له في الصلاة في صحيح مسلم ( 432 ) حديثا يرويه عن علي ، وله في الإيمان من صحيح مسلم أيضا حديثا يرويه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، روى عنه الحكم بن عتيبة ، والحسن العرني عند مسلم ، وغيره . ‹ صفحة 179 › 98 - يحيى بن سعيد - القطان ، يكنى أبا سعيد مولى بني تميم البصري محدث زمانه ، عده ابن قتيبة في معارفه ( 433 ) من رجال الشيعة ، واحتج به أصحاب الصحاح الستة ( 434 ) وغيرهم ، فحديثه عن هشام بن عروة ، وحميد الطويل ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وغيرهم ثابت في كل من صحيحي البخاري ومسلم ، وروى عنه عندهما محمد بن المثنى ، وبندار ، وروى عنه عند البخاري مسدد ، وعلي بن المديني ، بيان بن عمرو ، وروى عنه عند مسلم محمد بن حاتم ، ومحمد بن خلاد الباهلي ، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ، ومحمد المقدمي ، و عبد الله بن هاشم ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، و عبد الله بن سعيد ، وأحمد بن حنبل ، ، ويعقوب الدورقي ، و عبد الله القواريري ، وأحمد بن عبدة ، وعمرو بن علي ، و عبد الرحمن بن بشر . مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وتسعين ومئة ، عن ثمان وسبعين سنة . 99 - يزيد بن أبي زياد - الكوفي أبو عبد الله مولى بني هاشم ، ذكره الذهبي في ميزانه ( 435 ) فوضع عليه رمز مسلم وأصحاب السنن الأربعة ( 426 ) إشارة إلى روايتهم عنه ، ونقل عن ابن فضيل قال : كان يزيد بن أبي زياد من أئمة الشيعة الكبار ، واعترف الذهبي بأنه أحد علماء الكوفة المشاهير ، ومع ذلك فقد تحاملوا عليه . وأعدوا ما استطاعوا من القدح ، بسبب أنه حدث بسنده إلى أبي برزة ، أو أبي بردة ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وآله ، فسمع صوت غناء فإذا عمرو بن العاص ومعاوية يتغنيان ، فقال صلى الله عليه وآله : " اللهم اركسهما في الفتنة ركسا ، ودعهما إلى النار دعا " ودونك حديثه في الأطعمة من صحيح مسلم عن عبد الرحمن بن بي ليلى ، رواه عنه سفيان بن ‹ صفحة 180 › عيينة . مات رحمه الله تعالى سنة ست وثلاثون ومئة ، وله تسعون سنة تقريبا . 100 - أبو عبد الله الجدلي - ذكره الذهبي في الكنى ، ووضع على عنوانه د ت إشارة إلى أنه من رجال أبي داود والترمذي في صحيحيهما ، ثم وصفه ، بأنه شيعي بغيض ، ونقل عن الجوزجاني القول : بأنه كان صاحب راية المختار ، ، ونقل عن أحمد توثيقه ( 437 ) ، وعده الشهرستاني من رجال الشيعة في كتاب الملل والنحل ( 438 ) ، وذكره ابن قتيبة في غالية الرافضة من معارفه ( 439 ) ودونك حديث في صحيحي الترمذي وأبي داود وسائر مسانيد السنة ( 440 ) وذكره ابن سعد في طبقاته ( 1 ) فقال : كان شديد التشيع ، ويزعمون أنه كان على شرطة المختار ، فوجهه إلى عبد الله بن الزبير في ثمان مئة ليوقع بهم ، ويمنع محمد بن الحنفية مما أراد به ابن الزبير . ا ه‍ . حيث كان ابن الزبير حصر ابن الحنفية وبني هاشم ، وأحاطهم بالحطب ليحرقهم ، إذ كانوا قد امتنعوا عن بيعته ، لكن أبا عبد الله الجدلي أنقذهم من هذا الخطر ، فجزاه الله عن أهل نبيه خيرا . وهذا آخر من أردنا ذكرهم في هذه العجالة ، وهم مئة بطل من رجال الشيعة ، كانوا حجج السنة ، وعيبة علوم الأمة ، بهم حفظت الآثار النبوية ، وعليهم مدار الصحاح والسنن والمسانيد ، ذكرناهم بأسمائهم ، وجئنا بنصوص أهل السنة على تشيعهم . والاحتجاج بهم ، نزولا في ذلك على حكمكم ، وأظن المعترضين سيعترفون بخطئهم فيما زعموه من أن أهل السنة لا يحتجون برجال الشيعة ، وسيعلمون أن المدار عندهم على الصدق والأمانة بدون فرق بين السني والشيعي ، و ؟ ر رد حديث الشيعة مطلقا لذهبت جملة الآثار النبوية - ‹ صفحة 181 › كما اعترف به الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب من ميزانه ( 441 ) - وهذه مفسدة بينة ، وأنتم - نصر الله بكم الحق - تعلمون أن في سلف الشيعة ممن يحتج أهل السنة بهم غير الذي ذكرناهم ، وأنهم أضعاف أضعاف تلك المئة عددا وأعلا منهم سندا ، وأكثر حديثا ، وأغزر علما ، وأسبق زمنا ، وأرسخ في التشيع قدما ، ألا وهم رجال الشيعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، وقد أوقفناكم على أسمائهم الكريمة في آخر فصولنا المهمة ( 442 ) ، وفي التابعين ممن يحتج بهم من إثبات الشيعة ، كل ثقة حافظ ضابط متقن حجة كالذين استشهدوا في سبيل الله نصرة لأمير المؤمنين أيام الجمل الأصغر ( 443 ) ، والجمل الأكبر ( 444 ) ، وصفين ( 445 ) . والنهروان ( 446 ) ، وفي الحجاز واليمن حيث غار عليهما بسر بن أرطاة ( 447 ) ، وفي فتنة الحضرمي المرسل إلى البصرة من قبل معاوية ( 448 ) ، وكالذين استشهدوا يوم الطف مع سيد شباب أهل الجنة ( 449 ) ، والذين استشهدوا مع حفيده الشهيد زيد ( 450 ) وغيره من أباة الضيم ، الثائرين لله من آل محمد ، وكالذين قتلوا صبرا ( 451 ) ، ونفوا عن عقر ديارهم ( 452 ) ظلما ، والذين أخلدوا إلى التقية خوفا وضعفا ، كالأحنف بن قيس ، والأصبغ بن نباتة ، ويحيى بن يعمر ، أول من نقط الحروف ( 453 ) ، والخليل بن أحمد مؤسس علم اللغة والعروض ( 454 ) ، ومعاذ بن مسلم الهراء واضع علم الصرف ( 455 ) وأمثالهم ، ممن يستغرق تفصيلهم المجلدات الضخمة ، ودع عنك من تحامل عليهم النواصب بالقدح والجرح فضعفوهم ولم يحتجوا بهم ( 456 ) ، وهناك مئات من أثبات الحفظة وأعلم الهدى من شيعة آل محمد ، أغفل أهل السنة ذكرهم ، لكن علماء الشيعة أفردوا لذكرهم فهارس ومعاجم تشتمل على أحوالهم ( 457 ) ، ومنها تعرف أياديهم ‹ صفحة 182 › البيضاء ، في خدمة الشريعة الحنيفة السمحاء ، ومن وقف على شؤونهم يعلم أنهم مثال الصدق والأمانة ، والورع والزهد والعبادة والاخلاص في النصح لله تعالى ، ولرسوله صلى الله عليه وآله ، ولكتابه عز وجل ، ولأئمة المسلمين ولعامتهم ، نفعنا الله ببركاتهم وبركاتكم إنه أرحم الراحمين .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 178 ›
( 1 ) ص 206 .

‹ هامش ص 180 ›
( 1 ) ص 159 . من جزئها السادس ، وذكر أن اسمه عبدة بن عبد بن عبد الله بن أبي يعمر .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:32 PM

مراجعة - 17
 
ش
المراجعة 17 رقم : 3 ذي الحجة سنة 1329

1 - عواطف المناظر وألطافه
2 - تصريحه بأن لا مانع لأهل السنة من الاحتجاج بثقات الشيعة
3 - إيمانه بآيات أهل البيت
4 - حيرته في الجمع بينها وبين ما عليه أهل القبلة .

1 - أما وعينيك ما رأت عيناي أرشح منك فؤادا ، ولا أسرع
تناولا ، ولا سمعت أذناي بأرهف منك ذهنا ، ولا أنفذ بصيرة ، ولا قرع
سمع السامعين ألين منك لهجة ، ولا ألحن منك بحجة ، تدفقت في كل
مراجعاتك تدفق اليعبوب ، وملكت في كل محاوراتك الأفواه والأسماع
والأبصار والقلوب ، ولله كتابك الأخير ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) يلوي
أعناق الرجال ، ويقرع بالحق رأس الضلال .

2 - لم يبق للسني مانعا من الاحتجاج بأخيه الشيعي إذا كان ثبتا ،
فرأيك في هذا هو الحق المبين ، ورأي المعترضين تعنت ومماحكة ، أقوالهم
بعدم صحة الاحتجاج بالشيعة تعارض أفعالهم ، وأفعالهم في مقام
‹ صفحة 183 ›
الاحتجاج تناقض أقوالهم ، فقولهم وفعلهم لا يتجاريان في حلبة ، ولا
يتسايران إلى غاية ، يصدم كل منهما الآخر فيدفعه في صدره ، وبهذا كانت
حجتهم جذماء ، وحجتك العصماء ، أوردت في هذه العجالة ما يجب أن
تفرده برسالة سميتها لك - أسناد الشيعة في إسناد السنة - وستكون الغاية
في هذا الموضوع ، ليس وراءها مذهب لطالب ، ولا مضرب لراغب ،
وأرجو أن تحدث في العالم الاسلامي إصلاحا باهرا إن شاء الله تعالى .

3 - آمنا بآيات الله كلها - وآيات الله في سيدنا أمير المؤمنين علي ابن
أبي طالب ، وسائر أهل البيت رضي الله عنهم ، أكثر مما أوردتموه - .

فما ندري لماذا عدل أهل القبلة عن أئمة أهل البيت ، فلم يتعبدوا
بمذاهبهم في شئ من الأصول والفروع ، ولا وقفوا في المسائل الخلافية
عند قولهم ، ولا كان علماء الأمة يبحثون عن رأيهم ، بل كانوا يعارضونهم
في المسائل النظرية ، ولا يبالون بمخالفتهم ، وما برح عوام الأمة خلفا عن
سلف ، يرجعون في الدين إلى غير أهل البيت بلا نكير ، فلو كانت آيات
الكتاب وصحاح السنة نصوصا فيما تقولون ، ما عدل أهل القبلة عن
علماء أهل البيت ، ولا ارتضوا بهم بدلا ، لكنهم لم يفهموا من الكتاب
والسنة أكثر من الثناء على أهل البيت ، ووجوب مودتهم واحترامهم ،
والسلف الصالح أولى بالصواب ، وأعرف بمفاد السنة والكتاب (
فبهداهم اقتده ) والسلام .






الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:33 PM

المراجعة 18
 
س
‹ صفحة 184 ›

المراجعة 18 رقم : 4 ذي الحجة سنة 1329


1 - مقابلة العواطف بالشكر
2 - خطأ المناظر فيما نسبه إلى مطلق أهل القبلة
3 - إنما عدل عن أهل البيت ساسة الأمة
4 - أئمة أهل البيت ( بقطع النظر عن كل دليل ) لا يقصرون عن غيرهم
5 - أي محكمة عادلة تحكم بضلال المعتصمين بهم .


1 - أشكر حسن ظنكم بهذا القاصر ، وأقدر نظركم بعين الرضا
إليه ، وإلى مراجعاته ، فأخشع أمام هذا العطف ببصري ، وأعنو لهذا
اللطف هيبة وإجلالا .

2 - بيد أني أستميح سماحتكم مراجعة النظر فيما نسبتموه - من
العدول عن أهل البيت - إلى مطلق أهل القبلة ، وأذكركم بأن نصف أهل
القبلة - وهم شيعة آل محمد - ما عدلوا ولا هم عادلون ، ولن يعدلوا عن
أئمة أهل البيت في شئ من أصول الدين وفروعه أبدا ، وأن من رأيهم
كون التعبد بمذاهبهم عليهم السلام من الواجبات العينية المضيقة بحكم
الكتاب والسنة ، فهم يدينون الله عز وجل بذلك في كل عصر ومصر ،
وعلى هذا مضى سلفهم وخلفهم الصالحان ، منذ قبض رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا .

3 - وإنما عدل عن أهل البيت في فروع الدين وأصوله ساسة الأمة
وأولياء أمورها ، منذ عدلوا عنهم بالخلافة فجعلوها بالاختيار ، مع ثبوت
النص بها على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، إذ رأوا أن العرب لا تصبر
‹ صفحة 185 ›
على أن تكون في بيت مخصوص فتأولوا نصوصها ، وجعلوها بالانتخاب ،
ليكون لكل حي من أحيائهم أمل بها ولو بعد حين ، فكانت مرة هنا ،
وأخرى هناك ، وتارة هنالك ، وهبوا بكل ما لديهم من قوة ونشاط إلى
تأييد هذا المبدأ ، والقضاء على كل ما يخالفه ، فاضطرتهم الحال إلى
التجافي عن مذهب أهل البيت ، وتأولوا كل ما يدل على وجوب التعبد به
من كتاب أو سنة ، ولو استسلموا لظواهر الأدلة فرجعوا إلى أهل
البيت وارجعوا الخاصة والعامة إليهم في فروع الدين وأصوله ، لقطعوا
على أنفسهم خط الرجعة إلى مبدئهم ، ولأصبحوا من أكبر الدعاة إلى أهل
البيت ، وهذا لا يجتمع مع عزائمهم ، ولا يتفق مع حزمهم ونشاطهم في
سياستهم ، ومن أمعن النظر في هذه الشؤون علم أن العدول عن إمامة
الأئمة من أهل البيت في المذهب ليس إلا فرعا عن العدول عن إمامتهم
العامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأن تأويل الأدلة على
إمامتهم الخاصة ، إنما كان بعد تأويل الأدلة على إمامتهم العامة ، ولولا
ذلك ما التوى عنهم ملتو .
4 - دعنا من نصوصهم وبيناتهم ، وانظر إليهم بقطع النظر عنها
فهل تجد فيهم قصورا - في علم أو عمل أو تقوى - عن الإمام الأشعري ،
أو الأئمة الأربعة أو غيرهم ، وإذا لم يكن فيهم قصور ، فبم كان غيرهمأولى بالاتباع ؟ وأحق بأن يطاع .
5 - وأي محكمة عادلة تحكم بضلال المعتصمين بحبلهم ،
والناهجين على منوالهم ، حاشا أهل السنة والجماعة أن يحكموا بذلك ،والسلام عليهم .

الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:34 PM

المراجعة 19
 
ش
المراجعة 19 رقم : 5 ذي الحجة سنة 1329

1 - لا تحكم محاكم العدل بضلال المعتصمين بأهل البيت
2 - العمل بمذاهبهم يبرئ الذمة .
3 - قد يقال أنهم أولى بالاتباع
4 - التماس النص بالخلافة .
1 - لا تحكم محاكم العدل بضلال المعتصمين بحبل أهل البيت ،
الناسجين على منوالهم ، ولا قصور في أئمتهم عن سائر الأئمة في شئ من
موجبات الإمامة .
2 - والعمل بمذاهبهم يجزئ المكلفين ، ويبرئ ذممهم ، كالعمل
بأحد المذاهب الأربعة بلا ريب .
3 - بل قد يقال إن أئمتكم الاثني عشرة أولى بالاتباع من الأئمة
الأربعة وغيرهم لأن الاثني عشرة كلهم على مذهب واحد ، قد محصوه
وقرروه بإجماعهم ، بخلاف الأربعة ، فإن الاختلاف بينهم شائع في
أبواب الفقه كلها ، فلا تحاط موارده ولا تضبط ، ومن المعلوم أن ما
يمحصه الشخص الواحد لا يكافئ في الضبط ما يمحصه اثنا عشر إماما (
458 ) هذا كله مما لم تبق فيه وقفة لمنصف ، ولا وجهة لمتعسف - نعم قد
يشاغب النواصب في إسناد مذهبكم إلى أئمة أهل البيت ، وقد أكلفكم -
فيما بعد - بإقامة البرهان على ذلك .

4 - والآن إنما ألتمس ما زعمتموه من النص بالخلاف على الإمام
علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، فهاته صريحا صحيحا من طريق أهل
السنة ، والسلام .

الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:36 PM

المراجعة 20
 
س
‹ صفحة 187 ›

المراجعة 20 رقم : 9 ذي الحجة سنة 1329

1 - إشارة إلى النصوص مجملة
2 - نص الدار يوم الانذار
3 - مخرجو هذا النص من أهل السنة

1 - إن من أحاط علما بسيرة النبي صلى الله عليه وآله ، في
تأسيس دولة الاسلام ، وتشريح أحكامها ، وتمهيد قواعدها ، وسن
قوانينها ، وتنظيم شؤونها عن الله عز وجل ، يجد عليا وزير رسول الله في
أمره ، وظهيره على عدوه ، وعيبة علمه ، ووارث حكمه ،
وولي عهده ، وصاحب الأمر من بعده ، ومن وقف على أقوال
النبي وأفعاله ، في حله وترحاله ، صلى الله عليه وآله ، يجد
نصوصه في ذلك متواترة متوالية ، من مبدأ أمره إلى منتهى عمره .

2 - وحسبك منها ما كان في مبدأ الدعوة الاسلامية قبل ظهور
الاسلام بمكة ، حين أنزل الله تعالى عليه " وأنذر عشيرتك الأقربين "
فدعاهم إلى دار عمه - أبي طالب - وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا
‹ صفحة 188 ›
أو ينقصونه ، وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ،
والحديث في ذلك من صحاح السنن المأثورة ، وفي آخره قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم : " يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في
العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد
أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا على أن يكون
أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها غير علي - وكان
أصغرهم - إذ قام فقال : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ رسول
الله برقبته ، وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له
وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع
لابنك وتطيع . ا ه‍ . ( 459 ) " .

3 - أخرجه بهذه الألفاظ كثير من حفظة الآثار النبوية ، كابن
إسحاق ، وابن جرير وابن أبي حاتم ، وابن مردويه وأبي نعيم ، والبيهقي في
سننه وفي دلائله ، والثعلبي ، والطبري في تفسير سورة الشعراء من
تفسيريهما الكبيرين ، وأخرجه الطبري أيضا في الجزء الثاني من كتابه :
تاريخ الأمم والملوك ( 1 ) ، وأرسله ابن الأثير إرسال المسلمات في الجزء
الثاني من كامله ( 2 ) عند ذكره أمر الله نبيه بإظهار دعوته ، وأبو الفداء فيالجزء الأول من تاريخه ( 3 ) عند ذكره أول من أسلم من الناس ، ونقله
الإمام أبو جعفر الإسكافي المعتزلي في كتابه : نقض العثمانية مصرحا
بصحته ( 4 ) ، وأورده الحلبي في باب استخفائه صلى الله عليه وآله ،
‹ صفحة 189 ›
وأصحابه في دار الأرقم ( 1 ) ، من سيرته المعروفة ، وأخرجه بهذا المعنى مع
تقارب الألفاظ غير واحد من إثبات السنة وجهابذة الحديث ،
كالطحاوي ، والضياء المقدسي في المختارة ، وسعيد بن منصور في
السنن ، وحسبك ما أخرجه أحمد بن حنبل من حديث علي في ص 111
وفي ص 159 من الجزء الأول من مسنده ( 460 ) ، فراجع ، وأخرج في
أول ص 331 من الجزء الأول من مسنده أيضا حديثا جليلا عن ابن
عباس يتضمن هذا النص في عشر خصائص مما امتاز به علي على من سواه
( 461 ) ، وذلك الحديث الجليل أخرجه النسائي أيضا عن ابن عباس في
ص 6 من خصائصه العلوية ، والحاكم في ص 132 من الجزء الثالث من
صحيحه المستدرك ، وأخرجه الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته ،
ودونك الجزء السادس من كتاب كنز العمال فإن فيه التفصيل ( 2 ) وعليك
بمنتخب الكنز وهو مطبوع في هامش مسند الإمام أحمد ، فراجع منه ما هو
في هامش ص 41 إلى ص 43 من الجزء الخامس تجد التفصيل ، وحسبنا
هذا ونعم الدليل ، والسلام
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 188 ›
( 1 ) ص 217 بطرق مختلفة .
( 2 ) ص 22 .
( 3 ) ص 116 .
( 4 ) كما في ص 263 من المجلد 3 من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، طبع مصر . أما
كتاب نقض العثمانية ، فإنه مما لا نظير له ، فحقيق بكل بحاث عن الحقائق أن يراجعه ، وهو موجود
في ص 257 وما بعدها إلى ص 281 من المجلد 3 من شرح النهج ، في شرح آخر الخطبة القاصعة .

‹ هامش ص 189 ›
( 1 ) راجع الصفحة الرابعة من ذلك الباب أو ص 381 من الجزء الأول من السيرة الحلبية ، ولا
قسط لمجازفة ابن تيمية وتحكماته التي أوحتها إليه عصبيته المشهورة ، وهذا الحديث أورده الكاتب
الاجتماعي المصري محمد حسين هيكل ، فراجع العمود الثاني من الصفحة الخامسة من ملحق عدد
2751 من جريدته ( السياسة ) الصادر في 12 ذي القعدة سنة 1350 ، تجده مفصلا ، وإذا راجعت
العمود الرابع من صفحة 6 من ملحق عدد 2785 من السياسة ، تجده ينقل هذا الحديث عن كل من
مسلم في صحيحه ، وأحمد في مسنده و عبد الله بن أحمد في زيادات المسند ، وابن حجر الهيثمي في جمع
الفوائد ، وابن قتيبة في عيون الأخبار ، وأحمد بن عبد ربه في العقد الفريد ، وعمرو بن بحر الجاحظ
في رسالته عن بني هاشم ، والإمام أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره ، قلت : ونقل هذا الحديث
جرجس الانكليزي في كتابه الموسوم مقالة في الاسلام ، وقد ترجمه إلى العربية ذلك الملحد
البروتستانتي الذي سمى نفسه بهاشم العربي . والحديث تجده في صفحة 79 من ترجمة المقالة في
الطبعة السادسة ، ولشهرة هذا الحديث ذكره عدة من الإفرنج في كتبهم الافرنسية والانكليزية
والألمانية . واختصره توماس كارليل في كتابه الأبطال .
( 2 ) راجع من الحديث 6008 في ص 392 تجده منقولا عن ابن جرير . والحديث 6045 في
ص 396 تجده منقولا عن أحمد في مسنده ، والضياء المقدسي في المختارة ، والطحاوي ، وابن جرير
وصححه ، والحديث 6056 في ص 397 تجده منقولا عن ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي
حاتم ، وابن مردويه ، وأبي نعيم ، والبيهقي في شعب الإيمان وفي الدلائل ، والحديث 6102
ص 401 تجده منقولا عن ابن مردويه ، والحديث 6155 في ص 408 وتجده منقولا عن أحمد في
مسنده ، وابن جرير ، والضياء في المختارة ، ومن تتبع كنز العمال وجد هذا الحديث في أماكن أخر
شتى ، وإذا راجعت ص 255 من المجلد الثالث من شرح النهج للإمام المعتزل الحديدي ، أو أواخر
شرح الخطبة القاصعة منه ، تجد هذا الحديث بطوله . .

الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:39 PM

المراجعة 21
 
ش
‹ صفحة 190 ›

المراجعة 21 رقم : 10 ذي الحجة سنة 1329

التشكيك في سند هذا النص

إن خصمكم لا يعتبر سند هذا الحديث ، وله في رده لهجة
شديدة ، وحسبكم أن الشيخين لم يخرجاه ، وكذلك غير الشيخين من
أصحاب الصحاح ، وما أظن هذا الحديث واردا عن طريق الثقات من
أهل السنة ، ولا أراكم تعتبرونه صحيحا من طريقهم ، والسلام .


الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:40 PM

المراجعة - 22
 
المراجعة 22 رقم : 12 ذي الحجة سنة 1329

1 - تصحيح هذا النص
2 - لماذا أعرضوا عنه ؟
3 - من عرفهم لا يستغرب ذلك .

1 - لولا اعتباري صحته من طريق أهل السنة ما أوردته هنا ، على
أن ابن جرير ، والإمام أبا جعفر الإسكافي ، أرسلا صحته إرسال
المسلمات ( 1 ) ، وقد صححه غير واحد من أعلام المحققين ، وحسبك في
تصحيحه ثبوته من طريق الثقات الأثبات ، الذين احتج بهم أصحاب
الصحاح بكل ارتياح ، ودونك ص 111 من الجزء الأول من مسند
أحمد ، تجده يخرج هذا الحديث عن أسود ( 2 ) بن عامر ، عن شريك ( 3 ) ،
‹ صفحة 192 ›
عن الأعمش ( 1 ) ، عن المنهال ( 2 ) ، عن عباد ( 3 ) بن عبد الله الأسدي (
463 ) ، عن علي مرفوعا وكل واحد من سلسلة هذا السند حجة عند
الخصم ، وكلهم من رجال الصحاح بلا كلام ، وقد ذكرهم القيسراني في
كتابه - الجمع بين رجال الصحيحين - فلا مندوحة عن القول بصحة
الحديث ، على أن لهم فيه طرقا كثيرة يؤيد بعضها بعضا .

2 - وإنما لم يخرجه الشيخان وأمثالهما ، لأنهم رأوه يصادم رأيه في
الخلافة ، وهذا هو السبب في إعراضهم عن كثير من النصوص الصحيحة
خافوا أن تكون سلاحا للشيعة ، فكتموها وهم يعلمون ، وأن كثيرا من
شيوخ أهل السنة - عفا الله عنهم - كانوا على هذه الوتيرة ، يكتمون كل ما
كان من هذا القبيل ، ولهم في كتمانه مذهب معروف ، نقله عنهم الحافظ
بن حجر في فتح الباري ، وعقد البخاري لهذا المعنى بابا في أواخر كتاب
العلم من الجزء الأول من صحيحه فقال ( 4 ) : " باب من خص بالعلم قوما
دون قوم " ( 464 ) .

3 - ومن عرف سريرة البخاري تجاه أمير المؤمنين وسائر أهل
البيت ، وعلم أن يراعته ترتاع من روائع نصوصهم ، وأن مداده ينضب
عن بيان خصائصهم ، لا يستغرب إعراضه عن هذا الحديث وأمثاله ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والسلام .




‹ هامش ص 191 ›
( 1 ) راجع الحديث 6045 من أحاديث الكنز في ص 395 من جزئه السادس ، تجد هناك
تصحيح ابن جرير لهذا الحديث أيضا . أما أبو جعفر الإسكافي ، فقد حكم بصحته جزما في كتابه
نقض العثمانية ، فراجع ما هو موجود في ص 263 من المجلد 3 من شرح نهج البلاغة الحديدي ،
طبع مصر .
( 2 ) احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وقد سمع شعبة عندهما ، وسمع
عبد العزيز بن أبي سلمة عند البخاري ، وسمع عند مسلم زهير بن معاوية ، وحماد بن سلمة ، روى
عنه في صحيح البخاري محمد بن حاتم بن بزيع ، وروى عنه في صحيح مسلم هارون بن عبد الله ،
والناقد ، وابن أبي شيبة ، ومهير .
( 3 ) احتج به مسلم في صحيحه ، كما أوضحناه عند ذكره في المراجعة 16 .
‹ هامش ص 192 ›
( 1 ) احتج به البخاري ومسلم في صحيحهما ، كما بيناه عند ذكره في المراجعة 16 .
( 2 ) احتج به البخاري ، كما أوضحناه عند ذكره في المراجعة 16 .
( 3 ) هو عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، احتج به البخاري ومسلم في
صحيحيهما ، سمع أسماء وعائشة ، بنتي أبي بكر . وروى عنه في الصحيحين ابن أبي مليكة ، ومحمد
بن جعفر بن الزبير ، وهشام بن عرة .
( 4 ) في ص 25 .

الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:41 PM

المراجعة - 23
 
المراجعة 23 رقم : 14 ذي الحجة 1329

1 - إيمانه بثبوت الحديث
2 - لا وجه للاحتجاج به مع عدم تواتره
3 - دلالته على الخلافة الخاصة .
4 – نسخه

1 - راجعت الحديث في ص 111 من الجزء الأول من مسند
أحمد ، ونقبت عن رجال سنده ، فإذا هم ثقات أثبات حجج ، ثم بحثت
عن سائر طرقه فإذا هي متضافرة متناصرة ، يؤيد بعضها بعضا ، وبذلك
آمنت بثبوته .

2 - غير أنهم لا يحتجون - في إثبات الإمامة - بالحديث إلا إذا كان
متواترا ، لأن الإمامة عندكم من أصول الدين ، وهذا الحديث لا يمكن
القول ببلوغه حد التواتر فلا وجه للاحتجاج به .

3 - وقد يقال بأن الحديث إنما يدل على أن عليا خليفته صلى الله
عليه وآله وسلم ، في أهل بيته خاصة ، فأين النص على الخلافة العامة ؟ (
465 ) .

4 - وربما قيل بنسخ الحديث ، إذ أعرض النبي عن مفاده ولذا لم
يكن وازعا للصحابة عن بيعة الخلفاء الثلاثة الراشدين ، رضي الله تعالى
عنهم أجمعين .


الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:42 PM

المراجعة 24
 
المراجعة 24 رقم : 15 ذي الحجة سنة 1329

1 - الوجه في احتجاجنا بهذا الحديث
2 - الخلافة الخاصة منفية بالاجماع
3 - النسخ هنا محال

1 - إن أهل السنة يحتجون في إثبات الإمامة بكل حديث صحيح ،
سواء كان متواترا أو غير متواتر ( 466 ) ، فنحن نحتج عليهم بهذا
لصحته من طريقهم ، إلزاما لهم بما ألزموا به أنفسهم ، وأما استدلالنا به
على الإمامة فيما بيننا ، فإنما هو لتواتره من طريقنا كما لا يخفى ( 467 ) .
2 - ودعوى أنه إنما يدل على أن عليا خليفة رسول الله في أهل
بيته خاصة ، مرودة بأن كل من قال بأن عليا خليفة رسول الله في أهل
بيته ، قائل بخلافته العامة ، وكل من نفى خلافته العامة ، نفى خلافته
الخاصة ، ولا قائل بالفصل ، فما هذه الفلسفة المخالفة لإجماع
المسلمين ؟ .

3 - وما نسيت فلا أنس القول بنسخه ، وهو محال عقلا وشرعا ،
لأنه من النسخ قبل حضور زمن الابتلاء كما لا يخفى ، على أنه لا ناسخ
هنا إلا ما زعمه من إعراض النبي عن مفاد الحديث ، وفيه أن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم ، لم يعرض عن ذلك ، بل كانت النصوص
بعده متوالية متواترة ، يؤيد بعضها بعضا ، ولو فرض أن لا نص بعده
أصلا ، فمن أين علم إعراض النبي عن مفاده ، وعدوله عن
مؤداه * ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم
الهدى ) * ، والسلام .





الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:43 PM

المراجعة -25
 
المراجعة 25 رقم : 16 ذي الحجة سنة 1329

1 - إيمانه بهذا النص
2 - طلبه المزيد

1 - آمنت بمن نور بك الظلم ، وأوضح بك البهم ، وجعلك آية
من آياته ، ومظهرا من مظاهر بيناته .

2 - فزدني منها لله أبوك زدني ، والسلام .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 195 ›
( 1 ) في آخر صفحة 330 .
( 2 ) ص 6 .
( 3 ) ص 123 .

الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:47 PM

المراجعة 27
 
المراجعة 27 رقم : 18 ذي الحجة سنة 1329

التشكيك في سند حديث المنزلة
حديث المنزلة صحيح مستفيض ، لكن المدقق الآمدي - وهو فحل
الفحول في علم الأصول - شك في أسانيده ، وارتاب في طرقه ، وربما
تشبث برأيه خصومكم ، فبماذا تستظهرون عليهم ؟ والسلام .




الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:47 PM

المراجعة 28
 
س

المراجعة 28 رقم : 19 ذي الحجة سنة 1329

1 - حديث المنزلة من أثبت الآثار
2 - القرائن الحاكمة بذلك
3 - مخرجوه من أهل السنة
4 - السبب في تشكيك الآمدي

1 - ظلم الآمدي - بهذا التشكيك - نفسه ، فإن حديث المنزلة من
أصح السنن وأثبت الآثار .

2 - لم يختلج في صحة سنده ريب ، ولا سنح في خواطر أحد أن
يناقش في ثبوته ببنت شفة ، حتى أن الذهبي - على تعنته - صرح في تلخيص
المستدرك بصحته ( 1 ) ، وابن حجر الهيثمي - على محاربته بصواعقه - ذكر
الحديث في الشبهة 12 من الصواعق ، فنقل القول بصحته عن أئمة
‹ صفحة 200 ›
الحديث الذين لا معول فيه إلا عليهم ، فراجع ( 1 ) ( 472 ) . ولولا أن
الحديث بمثابة من الثبوت ، ما أخرجه البخاري في كتابه ، فإن الرجل
يغتصب نفسه عند خصائص علي وفضائل أهل البيت اغتصابا .
ومعاوية كان إمام الفئة الباغية ، ناصب أمير المؤمنين وحاربه ،
ولعنه على منابر المسلمين ، وأمرهم بلعنه ، لكنه - بالرغم عن وقاحته في
عدوانه - لم يجحد حديث المنزلة ، ولا كابر فيه سعد بن أبي وقاص حين
قال له - فيما أخرجه مسلم ( 2 ) - : " ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال :
أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ، فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة
منها أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله يقول له وقد خلفه في
بعض مغازيه : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبوة بعدي . . . الحديث ( 3 ) ( 473 ) . فأبلس معاوية ، وكف عن تكليف سعد .
أزيدك على هذا كله أن معاوية نفسه حدث بحديث المنزلة ، قال
ابن حجر في صواعقه ( 4 ) : أخرج أحمد أن رجلا سأل معاوية عن مسألة ،
فقال : سل عنها عليا فهو أعلم ، قال : جوابك فيها أحب إلي من جواب
علي ، قال : بئس ما قلت ! لقد كرهت رجلا كان رسول الله يغره بالعلم
غرا ، ولقد قال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي ، وكان عمر إذا أشكل عليه شئ أخذ منه . . . إلى آخر كلامه ( 5 )
‹ صفحة 201 ›
( 474 ) وبالجملة فإن حديث المنزلة مما لا ريب في ثبوته بإجماع المسلمين .
على اختلافهم في المذاهب والمشارب .

3 - وقد أخرجه صاحب الجمع بين الصحاح الستة ( 1 ) . وصاحب
الجمع بين الصحيحين ( 2 ) ، وهو موجود في غزوة تبوك من صحيح
البخاري ( 3 ) . وفي باب فضائل علي من صحيح مسلم ( 4 ) . وفي باب
فضائل أصحاب النبي من سنن ابن ماجة ( 5 ) . وفي مناقب علي من
مستدرك الحاكم ( 6 ) . وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده من حديث
سعد بطرق إليه كثيرة ( 7 ) . ورواه في المسند أيضا من حديث كل من : ابن
عباس ( 8 ) . وأسماء بنت عميس ( 9 ) . وأبي سعيد الخدري ( 10 ) . ومعاوية
بن أبي سفيان ( 11 ) وجماعة آخرين من الصحابة . وأخرجه الطبراني من
حديث كل من : أسماء بنت عميس ، وأم سلمة ، وحبيش بن جنادة ،
وابن عمر ، وابن عباس ، وجابر بن سمرة ، وزيد بن أرقم ، والبراء بن
عازب ، وعلي بن أبي طالب ( 12 ) . وغيرهم . وأخرجه البزار في
‹ صفحة 202 ›
مسنده ( 1 ) ، والترمذي في صحيحه ( 2 ) ، من حديث أبي سعيد الخدري .
وأورده ابن عبد البر في أحوال علي من الاستيعاب ، ثم قال ما هذا نصه :
وهو من أثبت الآثار وأصحها ، رواه عن النبي سعد بن أبي وقاص ،
( قال ) وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدا ، ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره ،
( قال ) ورواه ابن عباس ، وأبو سعيد الخدري ، وأم سلمة ، وأسماء بنت
عميس ، وجابر بن عبد الله ، وجماعة يطول ذكرهم ، هذا كلام ابن
عبد البر . وكل من تعرض لغزوة تبوك من المحدثين وأهل السير
والأخبار ، نقلوا هذا الحديث ، ونقله كل من ترجم عليا من أهل المعاجم
في الرجال من المتقدمين والمتأخرين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ،
ورواه كل من كتب في مناقب أهل البيت ، وفضائل الصحابة من الأئمة ،
كأحمد بن حنبل ، وغيره ممن كان قبله أو جاء بعده ، وهو من الأحاديث
المسلمة في كل خلف من هذه الأمة ( 475 ) .
4 - فلا عبرة بتشكي الآمدي في سنده فإنه ليس من علم الحديث
في شئ ، وحكمه في معرفة الأسانيد والطرق حكم العوام لا يفقهون
حديثا ، وتبحره في علم الأصول هو الذي أوقعه في هذه الورطة ، حيث
رآه بمقتضى الأصول نصا صريحا لا يمكن التخلص منه إلا بالتشكيك في
سنده ، ظنا منه أن هذا من الممكن . وهيهات هيهات ذلك ، والسلام .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 199 ›
( 1 ) سمعت في المراجعة 26 تصريحه بصحته .
‹ هامش ص 200 ›
( 1 ) ص 29 من الصواعق .
( 2 ) في باب فضائل علي أول ص 324 من الجزء الثاني من صحيحه .
( 3 ) وأخرجه الحاكم أيضا في أول ص 109 من الجزء الثالث من المستدرك ، وصححه على
شرط الشيخين . وأورده الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته على شرط مسلم .
( 4 ) أثناء المقصد الخامس من المقاصد التي أوردها في الآية الرابعة عشر من الباب 11 ص 107
من الصواعق .
( 5 ) حيث قال وأخرجه آخرون ( قال ) ولكن زاد بعضهم ، قم لا أقام الله رجليك ، ومحى
اسمه من الديوان إلى آخر ما نقله في ص 107 من صواعقه مما يدل على أن جماعة من الحدثين
غير أحمد أخرجوا حديث المنزلة بالإسناد إلى معاوية .
‹ هامش ص 201 ›
( 1 ) في مناقب علي .
( 2 ) في فضائل علي وفي غزوة تبوك .
( 3 ) في ص 58 من جزئه الثالث .
( 4 ) ص 323 من جزئه الثاني .
( 5 ) في ص 28 من جزئه الأول ، حيث يذكر فضل علي .
( 6 ) في أول ص 109 من جزئه 3 وفي أماكن أخر ، يعرفها المتتبعون .
( 7 ) راجع ص 173 وص 175 وص 177 وص 179 وص 182 وص 185 ،
تصفح هذه الصحائف كلها من الجزء الأول من المسند .
( 8 ) راجع ص 331 من الجزء الأول من المسند .
( 9 ) في ص 369 وفي ص 438 من الجزء السادس من المسند .
( 10 ) في ص 32 من الجزء الثالث من المسند .
( 11 ) كما ذكرناه في صدر هذه المراجعة نقلا عن المقصد الخامس من مقاصد الآية 14 من
آيات الباب 11 من الصواعق المحرقة ص 107 .
( 12 ) كما نص عليه ابن حجر في الحديث الأول من الأربعين التي أوردها في الفصل
الثاني من الباب 9 ص 72 من صواعقه . وذكر السيوطي في أحوال علي من تاريخ الخلفاء : أن
الطبراني أخرج هذا الحديث عن هؤلاء كلهم ، وزاد أسماء بنت قيس .
‹ هامش ص 202 ›
( 1 ) كما نص عليه السيوطي في أحوال علي من تاريخ الخلفاء ص 65 .
( 2 ) كما يدل عليه الحديث 2504 من أحاديث الكنز في ص 152 من جزئه السادس .
تم . . . . . . . . . . . . . . . .

الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:48 PM

المراجعة 29
 
المراجعة 29 رقم : 20 ذي الحجة سنة 1329

1 - التصديق بما قلناه في سند الحديث
2 - التشكيك في عمومه
3 - الشك في حجيته

1 - كل ما ذكرتموه في ثبوت الحديث - حديث المنزلة - حق لا ريب
فيه مطلقا . والآمدي عثر فيه عثرة دلت على بعده عن علم الحديث
وأهله ، وقد أزعجناك بذكر رأيه فأحوجناك إلى توضيح الواضحات ،
وتلك خطيئة نستغفرك منها وأنت أهل لذلك .

2 - وقد بلغني أن غير الآمدي من خصومكم ، يزعم أن لا عموم
في حديث المنزلة وأنه خاص بمورده ، واستدل بسياق الحديث ، وسببه
لأنه إنما قاله لعلي حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك ، فقال له الإمامرضي الله عنه : أتخلفني في النساء والصبيان ؟ فقال صلى الله عليه وآله
وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي
بعدي ، وكأنه صلى الله عليه وآله ، أراد كونه منه بمنزلة هارون من
موسى حيث استخلفه في قومه عند توجهه إلى الطور ، فيكون المقصود
أنت مني أيام غزوة تبوك ، بمنزلة هارون من موسى أيام غيبته في مناجاة
ربه .

3 - وربما قالوا : إن الحديث غير حجة وإن كان عاما لكونه
مخصوصا ، والعام المخصوص غير حجة في الباقي ، والسلام





الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:49 PM

المراجعة 30
 

المراجعة 30 رقم : 22 ذي الحجة سنة 1329

1 - أهل الضاد يحكمون بعموم الحديث
2 - تزييف القول باختصاصه
3 - إبطال القول بعدم حجيته

1 - نحن نوكل الجواب عن قولهم بعدم عموم الحديث إلى أهل
اللسان والعرف العربيين ، وأنت حجة العرب لا تدافع ، ولا تنازع ،
فهل ترى أمتك - أهل الضاد - يرتابون في عموم المنزلة من هذا الحديث .
كلا وحاشا مثلك أن يرتاب في عموم اسم الجنس المضاف وشموله لجميع
مصاديقه ، فلو قلت : منحتكم إنصافي مثلا ، أيكون إنصافك هذا خاصا ببعض
الأمور دون بعض ، أم عاما شاملا لجميع مصاديقه ؟ معاذ الله أن تراه غير
عام ، أو يتبادر منه إلا الاستغراق ، ولو قال خليفة المسلمين لأحد
أوليائه : جعلت لك ولايتي على الناس ، أو منزلتي منهم ، أو منصبي
فيهم ، أو ملكي ، فهل يتبادر إلى الذهن غير العموم ؟ وهل يكون مدعي
التخصيص ببعض الشؤون دون بعض ؟ إلا مخالفا مجازفا ، ولو قال لأحد
وزرائه : لك في أيامي منزلة عمر في أيام أبي بكر إلا أنك لست
بصحابي ، أكان هذا بنظر العرف خاصا ببعض المنازل أم عاما ؟ ما أراك
والله تراه إلا عاما ، ولا أرتاب في أنك قائل بعموم المنزلة في قوله صلى الله
عليه وآله وسلم : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " ، قياسا على نظائره
في العرف واللغة ، ولا سيما بعد استثناء النبوة فإنه يجعله نصا في العموم ،والعرب ببابك ، فسلها عن ذلك .
‹ صفحة 205 ›

2 - أما قول الخصم بأن الحديث خاص بمورده فمردود من
وجهين .

الوجه الأول : أن الحديث في نفسه عام كما علمت ، فمورده - لو
سلمنا كونه خاصا - لا يخرجه عن العموم ، لأن المورد لا يخصص الوارد
كما هو مقرر في محله . ألا ترى لو رأيت الجنب يمس آية الكرسي مثلا ،
فقلت له : لا يمسن آيات القرآن محدث ، أيكون هذا خاصا بمورده ، أم
عاما شاملا لجميع آيات القرآن ولكل محدث ؟ ما أظن أحدا يفهم كونه
خاصا بمس الجنب بخصوصه لآية الكرسي بالخصوص ، ولو رأى الطبيب
مريضا يأكل التمر ، فنهاه عن أكل الحلو ، أيكون في نظر العرف خاصا
بمورده ، أم عاما شاملا لكل مصاديق الحلو ؟ ما أرى والله القائل بكونه
خاصا بمورده إلا في منتزح عن الأصول ، بعيدا عن قواعد اللغة ، نائيا
عن الفهم العرفي ، أجنبيا عن عالمنا كله ، وكذا القائل بتخصيص العموم
في حديث المنزلة بموردهم من غزوة تبوك لا فرق بينهما أصلا .

الوجه الثاني : أن الحديث لم تنحصر موارده باستخلاف علي على
المدينة في غزوة تبوك ليتشبث الخصم بتخصيصه به ، وصحاحنا المتواترة
عن أئمة العترة الطاهرة تثبت وروده في موارد أخر ( 476 ) فليراجعها
الباحثون ، وسنن أهل السنة تشهد بذلك ( 477 ) كما يعلمه المتتبعون ،
فقول المعترض بأن سياق الحديث دال على تخصيصه بغزوة تبوك مما لا وجه
له إذن ، كما لا يخفى .

3 - أما قولهم بأن العام المخصوص ليس بحجة في الباقي ، فغلط
واضح ، وخطأ فاضح ، وهل يقول به في مثل حديثنا إلا من يعتنف
الأمور ، فيكون منها على غماء ، كراكب عشواء ، في ليلة ظلماء ، نعوذ
‹ صفحة 206 ›
بالله من الجهل ، والحمد لله على العافية ، أن تخصيص العام لا يخرجه
عن الحجية في الباقي إذا لم يكن المخصص مجملا ، ولا سيما إذا كان
متصلا كما في حديثنا ، فإن المولى إذا قال لعبده : أكرم اليوم كل من زارني
إلا زيدا ، ثم ترك العبد إكرام غير زيد ممن زار مولاه يعد في العرف
عاصيا ، ويلومه العقلاء ، ويحكمون عليه باستحقاق الذم ، والعقوبة على
قدر ما تستوجبه هذه المعصية عقلا أو شرعا ، ولا يصغي أحد من أهل
العرف إلى عذره لو اعتذر بتخصيص هذا العام ، بل يكون عذره أقبح
عندهم من ذنبه ، وهذا ليس إلا لظهور العام - بعد تخصيصه - في
الباقي ، كما لا يخفى ، وأنت تعلم أن سيرة المسلمين وغيرهم مستمرة على
الاحتجاج بالعمومات المخصصة بلا نكير ، وقد مضى الخلف على ذلك
والسلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، وتابعي التابعين وتابعيهم
إلى الآن ، ولا سيما أئمة أهل البيت وسائر أئمة المسلمين ، وهذا مما لا
ريب فيه ، وحسبك به دليلا على حجية العام المخصوص ، ولولا أنه
حجة لا نسد على الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين باب العلم
بالأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية ، فإن رحى العلم بذلك
تدور على العمل بالعمومات ، وما من عام إلا وقد خص ، فإذا سقطت
العمومات ارتج باب العلم ، نعوذ بالله ، والسلام .


الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:50 PM

المراجعة 31
 


المراجعة 31 رقم : 22 ذي الحجة سنة 1329

التماس موارد هذا الحديث
لم تأت بما يثبت ورود الحديث في غير تبوك ، وما أشوقني إلى الورود
على سائر موارده العذبة ، فهل لك أن توردني مناهله ، والسلام .


الشيخ محمد العبدالله 08-04-2010 02:55 PM

المراجعة 32
 
س
المراجعة 32 رقم : 24 ذي الحجة سنة 1329

1 - من موارده زيارة أم سليم
2 - قضية بنت حمزة
3 - إتكاؤه على علي
4 - المؤاخاة الأولى
5 - المؤاخاة الثانية
6 - سد الأبواب
7 - النبي يصور عليا وهارون كالفرقدين

1 - من موارده يوم حدث صلى الله عليه وآله وسلم أم سليم ( 1 ) ،
وكانت من أهل السوابق والحجى ، ولها المكانة من رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، بسابقتها وإخلاصها ونصحها ، وحسن بلائها ، وكان
‹ صفحة 208 ›
النبي يزورها ويحدثها في بيتها ، فقال لها في بعض الأيام : يا أم سليم إن
عليا لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من
موسى . ا ه‍ ( 1 ) . وقد لا يخفى عليك أن هذا الحديث كان اقتضابا من
رسول الله صلى الله عليه وآله ، غير مسبب عن شئ إلا البلاغ
والنصح لله تعالى في بيان منزلة ولي عهده ، والقائم مقامه من بعده ، فلا
يمكن أن يكون مخصصا بغزوة تبوك ( 478 ) .

2 - ومثله الحديث الوارد في قضية بنت حمزة حين اختصم فيها علي
‹ صفحة 209 ›
وجعفر وزيد ، فقال رسول الله ( ص ) : " يا علي أنت مني بمنزلة هارون . . .
الحديث ( 1 ) " ( 479 ) .

3 - وكذا الحديث الوارد يوم كان أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن
الجراح عند النبي ، وهو ( ص ) متكئ على علي ، فضرب بيده على منكبه
ثم قال : " يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأولهم إسلاما وأنت مني بمنزلة
هارون من موسى . . . " الحديث ( 2 ) ( 480 ) .

4 - والأحاديث الواردة يوم المؤاخاة الأولى ، وكانت في مكة قبل
الهجرة حيث آخى رسول الله صلى الله عليه وآله ، بين المهاجرين
خاصة .

5 - ويوم المؤاخاة الثانية ، وكانت في المدينة بعد الهجرة بخمسة
أشهر ، حيث آخى بين المهاجرين والأنصار ، وفي كلتا المرتين يصطفى لنفسه
منهم عليا ، فيتخذه من دونهم أخاه ( 3 ) ، تفضيلا له على من سواه ويقول
‹ صفحة 210 ›
له : " أنت مني بمنزلة هارون بن موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي " . والأخبار
في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة ( 481 ) وحسبك مما جاء من
طريق غيرهم في المؤاخاة الأولى ، حديث زيد بن أبي أوفى ، وقد أخرجه
الإمام أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي ، وابن عساكر في تاريخه ( 1 ) ،
والبغوي والطبراني في مجمعيهما ، والبارودي في المعرفة ، وابن عدي ( 2 ) ،وغيرهم ، والحديث طويل قد اشتمل على كيفية المؤاخاة ، وفي آخره ما
هذا لفظه : فقال علي : " يا رسول الله لقد ذهب روحي ، وانقطع
ظهري ، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من
سخط علي فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة
هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، فقال :
وما أرث منك ؟ قال : ما ورث الأنبياء من قبلي كتاب ربهم وسنة نبيهم ،
وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم
تلا صلى الله عليه وآله * ( إخوان على سرر متقابلين ) * المتاحبين في
الله ينظر بعضهم إلى بعض " ( 482 ) وحسبك مما جاء في المؤاخاة الثانية ما
أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس من حديث جاء فيه : أن
رسول الله قال لعلي : " أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين
والأنصار ، ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم ، أما ترضى أن تكون مني
‹ صفحة 211 ›
بمنزلة هارون بن موسى ، إلا أنه ليس بعدي نبي . . .
الحديث ( 1 ) " ( 483 ) 2126 –

ونحوه الأحاديث الواردة يوم سد الأبواب غير باب علي ،
وحسبك حديث جابر بن عبد الله ( 2 ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم : يا علي ، إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي ، وإنك مني بمنزلة
هارون بن موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ، وعن حذيفة بن أسيد
الغفاري ( 3 ) قال : قام النبي صلى الله عليه وآله - يوم سد الأبواب -
خطيبا ، فقال : أن رجالا يجدون في أنفسهم شيئا أن أسكنت عليا في
المسجد وأخرجتهم ، والله ما أخرجتهم وأسكنته ، بل الله أخرجهم
وأسكنه ، أن الله عز وجل ، أوحى إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما
بمصر بيوتا ، واجعلوا بيوتكم قبلة ، وأقيموا الصلاة ، إلى أن قال : وأن
عليا مني بمنزلة هارون بن موسى ، وهو أخي ، ولا يجوز لأحد أن ينكح
‹ صفحة 212 ›
فيه النساء إلا هو . . . الحديث ( 484 ) . وكم لهذه الموارد من نظائر لا
تحصى في هذه العجالة ، لكن هذا القدر كاف لما أردناه من تزييف القول
بأن حديث المنزلة مخصص بمورده من غزوة تبوك ، وأي وزن لهذا القول مع
تعدد موارد الحديث .

7 - ومن ألم بالسيرة النبوية ، وجده صلى الله عليه وآله يصور
عليا وهارون كالفرقدين على غرار واحد ، لا يمتاز أحدهما عن الآخر في
شئ ، وهذا من القرائن الدالة على عموم المنزلة في الحديث ، على أن
عموم المنزلة هو المتبادر من لفظه بقطع النظر عن القرائن كما بيناه ،
والسلام .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
.
‹ هامش ص 207 ›
( 1 ) هي بنت ملحان بن خالد الأنصارية ، وأخت حرام بن ملحان ، استشهد أبوها
وأخوها بين يدي النبي صلى الله عليه وآله ، وكانت على جانب من الفضل والعقل ،
روت عن النبي أحاديث ، وروى عنها ابنها أنس ، وابن عباس ، وزيد بن ثابت ، وأبو سلمة
بن عبد الرحمن ، وآخرون ، تعد في أهل السوابق ، وهي من الدعاة إلى الاسلام ، كانت في
‹ هامش ص 208 ›
الجاهلية تحت مالك ابن النضر ، فأولدها أنس بن مالك ، فلما جاء الله بالاسلام كانت في
السابقين إليه ، ودعت مالكا زوجها إلى الله ورسوله ، فأبى أن يسلم ، فهجرته ، فخرج
مغاضبا إلى الشام ، فهلك كافرا ، وقد نصحت لابنها أنس إذ أمرته وهو ابن عشر سنين أن
يخدم النبي صلى الله عليه وآله ، فقبله النبي إكراما لها ، وخطبها أشراف العرب ،
فكانت تقول : لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس مجلس الرجال ، فكان أنس يقول : " جزى الله
أمي خيرا أحسنت ولايتي " ، وقد أسلم على يدها أبو طلحة الأنصاري إذ خطبها وهو كافر ،
فأبت أن تتزوجه أو يسلم ، فأسلم بدعوتها وكان صداقها منه إسلامه ، أولدها أبو طلحة ولدا
فمرض ومات ، فقالت : لا يذكرن أحد موته لأبيه قبلي ، فلما جاء وسأل عن ولده قالت : هو
أسكن ما كان ، فظن أنه نائم ، فقدمت له الطعام فتعشى ، ثم تزينت له وتطيبت فنام معها
وأصاب منها ، فلما أصبح قالت له : احتسب -
ولدك فذكر أبو طلحة قصتها لرسول الله فقال : بارك الله لكما في ليلتكما ، قالت : ودعا
لي صلى الله عليه وآله ، حتى ما أريد زيادة وعلقت في تلك الليلة بعبد الله بن أبي طلحة
فبارك الله فيه ، وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه ، وإخوته وكانوا عشرة كلهم
من حملة العلم ، وكانت أم سليم تغزو مع النبي ، وكان معها يوم أحد خنجر لتبقر به بطن من
دنا إليها من المشركين ، وكانت من أحسن النساء بلاء في الاسلام ، ولا أعرف امرأة سواها كان
النبي يزورها في بيتها فتتحفه . وكانت مستبصرة بشأن عترته ، عارفة بحقهم عليهم السلام .
( 1 ) هذا الحديث - أعني حديث أم سليم - هو الحديث 2554 من أحاديث الكنز في ص
154 من جزئه السادس ، وهو موجود في منتخب الكنز أيضا فراجع السطر الأخير من هامش
ص 31 من الجزء الخامس من مسند أحمد ، تجده بلفظه .
‹ هامش ص 209 ›
( 1 ) أخرجه الإمام النسائي ص 19 من الخصائص العلوية .
( 2 ) أخرجه الحسن بن بدر ، والحاكم في الكنى ، والشيرازي في الألقاب ، وابن
النجار ، وهو الحديث 6029 والحديث 6032 من أحاديث الكنز ص 395 ، من جزئه
السادس
( 3 ) قال ابن عبد البر في ترجمة علي من الاستيعاب : آخى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، بين المهاجرين ، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار ، وقال في كل واحدة منهما لعلي :
أنت أخي في الدنيا والآخرة ، ( قال ) : وآخى بينه وبين نفسه . ا ه‍ . قلت : والتفصيل في
كتب السير والأخبار ، فلاحظ تفصيل المؤاخاة الأولى في ص 26 من الجزء الثاني من السيرة
الحلبية . وراجع المؤاخاة الثانية في ص 120 من الجزء الثاني من السيرة الحلبية أيضا تجد تفضيل
علي في كلتا المرتين بمؤاخاة النبي له على من سواه وفي السيرة الدحلانية من تفصيل
المؤاخاة الأولى ، والمؤاخاة الثانية ، ما في السيرة الحلبية ، وقد صرح بأن المؤاخاة الثانية
كانت بعد الهجرة بخمسة أشهر .
‹ هامش ص 210 ›
( 1 ) نقله عن كل من أحمد وابن عساكر جماعة من الثقات ، أحدهم المتقي الهندي ،
فراجع من كنزه الحديث 918 في أوائل صفحة 40 من جزئه الخامس . ونقله في ص 390 من
جزئه السادس عن أحمد في كتابه - مناقب علي - وجعله الحديث 5972 ، فراجع .
( 2 ) نقله عن كل من هؤلاء الأئمة جماعة من الثقات الأثبات ، أحدهم المتقي الهندي في
أول ص 41 من الجزء الخامس من كنز العمال ، وهو الحديث 919 ، فراجع .
‹ هامش ص 211 ›
( 1 ) نقله المتقي الهندي في كنز العمال وفي منتخبه ، فراجع من المنتخب ما هو في آخر
هامش ص 31 من الجزء الخامس من مسند أحمد ، تجده باللفظ الذي أوردناه ، ولا يخفى ما في
قوله : أغضبت علي من المؤانسة والملاطفة والحنو الأبوي على الولد المدلل على أبيه ، الرؤوف
العطوف ، فإن قلت : كيف ارتاب علي من تأخيره في المرة الثانية مع أنه كان في المرة الأولى قد
ارتاب من ذلك ، ثم ظهر له أن النبي صلى الله عليه وآله ، إنما أخره لنفسه ، وهلا قاس
الثانية على الأولى ، قلنا : لا تقاس الثانية على الأولى ، لأن الأولى كانت خاصة بالمهاجرين ،
فالقياس لم يكن مانعا من مؤاخاة النبي لعلي ، بخلاف المؤاخاة الثانية ، فإنها كانت بين
المهاجرين والأنصار ، فالمهاجر في المرة الثانية إنما يكون أخوه أنصاريا ، والأنصاري إنما يكون
أخوه مهاجرا وحيث أن النبي والوصي مهاجران ، كان القياس في هذه المرة أن لا يكونا
أخوين ، فظن علي أن أخاه إنما يكون أنصاريا قياسا على غيره ، وحيث لم يؤاخ رسول الله بينه
وبين أحد من الأنصار وجد في نفسه ، لكن الله تعالى ورسوله أبيا إلا تفضيله ، فكان هو
ورسول الله أخوين على خلاف القياس المطرد يومئذ بين جميع المهاجرين والأنصار .
( 2 ) كما في آخر الباب 17 من ينابيع المودة ، نقلا عن كتاب فضائل أهل البيت لأخطب
خوارزم .
( 3 ) كما في الباب 17 من ينابيع المودة .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشيخ محمد العبدالله 12-28-2010 12:24 AM

العنوان: [ من 33 الى 36 ]
المراجعات - السيد شرف الدين - ص 212 - 221

ش
المراجعة 33 رقم : 25 ذي الحجة سنة 1329
متى صور عليا وهارون كالفرقدين ؟
لم يتبين لنا كنه قولكم بأنه صلى الله عليه وآله ، كان يصور
عليا وهارون كالفرقدين على غرار واحد ، ومتى فعل ذلك ؟

الشيخ محمد العبدالله 12-28-2010 12:32 AM

س
‹ صفحة 213 ›
المراجعة 34 رقم : 27 ذي الحجة 1329
1 - يوم شبر وشبير ومشبر
2 - يوم المؤاخاة
3 - يوم سد الأبواب
تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، تجده يصور عليا
وهارون كالفرقدين في السماء ، والعينين في الوجه ، لا يمتاز أحدهما في أمته
عن الآخر في أمته بشئ ما .
1 - ألا تراه كيف أبى أن تكون أسماء بني علي إلا كأسماء بني
هارون ، فسماهم حسنا وحسينا ومحسنا ، وقال ( 1 ) : إنما سميتهم بأسماء
ولد هارون شبر وشبير ومشبر ( 485 ) أراد بهذا تأكيد المشابهة بين
الهارونين ، وتعميم الشبه بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون .
2 - ولهذه الغاية نفسها قد اتخذ عليا أخاه ، وآثره بذلك على من
سواه ، تحقيقا لعموم الشبه بين منازل الهارونين من أخويهما ، وحرصا على
أن لا يكون ثمة من فارق بينهما ، وقد آخى بين أصحابه صلى الله عليه
‹ صفحة 214 ›
وآله وسلم ، مرتين كما سمعت ، فكان أبو بكر وعمر في المرة الأولى
أخوين ( 486 ) وعثمان و عبد الرحمن بن عوف أخوين ، وكان في المرة
الثانية أبو بكر وخارجة بن زيد أخوين ، وعمر وعتبان بن مالك أخوين
( 487 ) ، أما علي فكان في كلتا المرتين أخا رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ( 488 ) كما علمت ، ومقامنا يضيق على استقصاء ما جاء في ذلك
من النصوص الثابتة بطرقها الصحيحة عن كل من ابن عباس ، وابن
عمر ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن أبي أوفى ، وأنس بن مالك ، وحذيفة
بن اليمان ، ومخدوج بن يزيد ، وعمر بن الخطاب ، والبراء بن عازب ،
وعلي بن أبي طالب ، وغيرهم ( 489 ) . وقد قال له رسول الله : " أنت
أخي في الدنيا والآخرة ( 1 ) " ( 490 ) وسمعت - في المراجعة 20 - قوله -
وقد أخذ برقبة علي - : " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا
له وأطيعوا " ( 491 ) وخرج صلى الله عليه وآله ، على أصحابه يوما
ووجهه مشرق ، فسأله عبد الرحمن بن عوف ، فقال : " بشارة أتتني من
ربي في أخي وابن عمي وابنتي بأن الله زوج عليا من فاطمة . . .
الحديث ( 2 ) " ( 492 ) ولما زفت سيدة النساء إلى كفوئها سيد العترة ، قال
النبي ( ص ) : " يا أم أيمن ادعي لي أخي ، فقالت : هو أخوك وتنكحه ،
‹ صفحة 215 ›
قال : نعم يا أم أيمن ، فدعت عليا فجاء . . . الحديث ( 1 ) " ( 493 ) .
وكم أشار إليه ، فقال : " هذا أخي وابن عمي وصهري وأبو ولدي ( 2 ) "
( 494 ) وكلمه مرة ، فقال له : " أنت أخي وصاحبي ( 3 ) " ( 495 ) وحدثه
مرة أخرى ، فقال له : " أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة ( 4 ) "
( 496 ) وخاطبه يوما في قضية كانت بينه وبين أخيه جعفر وزيد بن
حارثة ، فقال له : " وأما أنت يا علي فأخي وأبو ولدي ومني وإلي . . .
الحديث ( 5 ) " ( 497 ) . وعهد إليه يوما ، فقال : " أنت أخي ووزيري تقضي ديني
وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي . . الحديث ( 6 ) " ( 498 ) . ولما حضرته الوفاة - بأبي
هو وأمي - قال : " ادعوا لي أخي ، فدعوا عليا ، فقال : أدن مني ، فدنا
منه وأسنده إليه ، فلم يزل كذلك وهو يكلمه حتى فاضت نفسه الزكية ،
‹ صفحة 216 ›
فأصابه بعض ريقه صلى الله عليه وآله ( 1 ) " ( 499 ) . وقال صلى الله
عليه وآله وسلم : " مكتوب على باب الجنة : لا إله إلا الله محمد
رسول الله ، علي أخو رسول الله . . . الحديث ( 2 ) " ( 500 ) . " وأوحى
الله عز وجل - ليلة المبيت على الفراش - إلى جبرائيل ومكائيل أني آخيت
بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه
بالحياة ، فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله إليهما : ألا كنتما مثل علي بن
أبي طالب آخيت بينه وبين محمد صلى الله عليه وآله ، فبات على
فراشه ليفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من
عدوه ، فنزلا ، فكان جبرائيل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه وجبرائيل
ينادي : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ،
وأنزل الله تعالى في ذلك * ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات
الله ) * . . . الحديث ( 3 ) " ( 501 ) .
وكان علي يقول : " أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر
لا يقولها بعدي إلا كاذب ( 4 ) " ( 502 ) وقال : " والله إني لأخوه ووليه ،
‹ صفحة 217 ›
وابن عمه ووارث علمه ، فمن أحق به مني ( 1 ) ؟ " ( 503 ) وقال يوم
الشورى لعثمان و عبد الرحمن وسعد والزبير : " أنشدكم الله هل فيكم أحد
آخى رسول الله بينه وبينه ، إذ آخى بين المسلمين غيري ، قالوا : اللهم
لا ( 2 ) ( 504 ) ، ولما برز علي للوليد يوم بدر ، قال له الوليد : " من أنت ؟
قال علي : أنا عبد الله وأخو رسوله . . . الحديث ( 3 ) " ( 505 ) . وسأل
علي عمر أيام خلافته ، فقال له ( 4 ) : " أرأيت لو جاءك قوم من بني
إسرائيل ، فقال لك أحدهم : أنا ابن عم موسى ، أكانت له عندك إثرة
على أصحابه ، قال : نعم ، قال : فأنا والله أخو رسول الله ، وابن
عمه ، فنزع عمر رداءه فبسطه ، وقال : والله لا يكون لك مجلس غيره
حتى نتفرق ، فلم يزل جالسا عليه ، وعمر بين يديه حتى تفرقوا ،
بخوعا لأخي رسول الله وابن عمه " ( 506 ) .
3 - شط بنا القلم فنقول : وأمر صلى الله عليه وآله ، بسد
أبواب الصحابة من المسجد تنزيها له عن الجنب والجنابة ، لكنه أبقى
باب علي ، وأباح له عن الله تعالى أن يجنب في المسجد ، كما كان هذا
مباحا لهارون ، فدلنا ذلك على عموم المشابهة بين الهارونين عليهما
‹ صفحة 218 ›
السلام ، قال ابن عباس : " وسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ،
ليس له طريق غيره . . . الحديث ( 1 ) ( 507 ) " . وقال عمر بن الخطاب
من حديث صحيح ( 2 ) على شرط الشيخين أيضا : " لقد أعطي علي بن أبي
طالب ثلاثا ، لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم ، زوجته
فاطمة بنت رسول الله ، وسكناه المسجد مع رسول الله يحل له ما يحل له
فيه ، والراية يوم خيبر ( 508 ) " . وذكر سعد بن مالك يوما بعض
خصائص علي في حديث صحيح أيضا فقال ( 3 ) : " وأخرج رسول الله
عمه العباس وغيره من المسجد ، فقال له العباس : تخرجنا وتسكن عليا ؟
فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، ولكن الله أخرجكم وأسكنه " ( 509 )
وقال زيد بن أرقم ( 4 ) : " كان لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة
في المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : سدوا هذه الأبواب
إلا باب علي ، فتكلم الناس في ذلك ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه
‹ صفحة 219 ›
الأبواب إلا باب علي ، فقال فيه قائلكم : وإني والله ما سددت شيئا ولا
فتحته ، ولكني أمرت بشئ فاتبعته " ( 510 ) . وأخرج الطبراني في الكبير
عن ابن عباس ( 1 ) أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قام يومئذ -
فقال : " ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ، ولكن الله
أخرجكم وتركه ، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت ، إن أتبع إلا ما
يوحى إلي " ( 511 ) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( 2 ) : " يا
علي لا يحل لأحد أن يجنب في المسجد غيري وغيرك " ( 512 ) وعن سعد
بن أبي وقاص ، والبراء بن عازب ، وابن عباس ، وابن عمر ، وحذيفة
بن أسيد الغفاري ، قالوا كلهم ( 3 ) : " خرج رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، إلى المسجد فقال : إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي
مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنت وهارون ، وأن الله أوحى إلي أن أبني
مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وأخي علي " ( 513 ) وإملاؤنا هذا لا يسع
استيفاء ما جاء في ذلك من النصوص الثابتة عن كل من ابن عباس ، وأبي
سعيد الخدري ، وزيد بن أرقم ، ورجل صحابي من خثعم ، وأسماء بنت
عميس ، وأم سلمة ، وحذيفة بن أسيد ، وسعد بن أبي وقاص ، والبراء
بن عازب ، وعلي بن أبي طالب ، وعمر ، و عبد الله بن عمر ، وأبي ذر ،
وأبي الطفيل ، وبريدة الأسلمي ، وأبي رافع مولى رسول الله ، وجابر بن
‹ صفحة 220 ›
عبد الله ، وغيرهم ( 514 ) . وفي المأثور من دعاء النبي صلى الله عليه وآله
وسلم : " اللهم إن أخي موسى سألك فقال : * ( رب اشرح لي صدري
ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي
هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري ) * فأوحيت إليه :
* ( سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ) * اللهم وإني عبدك ورسولك
محمد ، فاشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي
عليا أخي الحديث ( 1 ) " ( 515 ) ومثله ما أخرجه البزار من أن رسول الله
صلى الله عليه وآله ، أخذ بيد علي فقال : " إن موسى سأل ربه أن
يطهر مسجده بهارون ، . وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك ، ثم
أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك ، فاسترجع ، ثم قال : سمعا وطاعة ، ثم
أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثم قال صلى الله عليه
وآله وسلم : ما أنا سددت أبوابكم ، وفتحت باب علي ، ولكن الله فتح
بابه ، وسد أبوابكم " . ا ه‍ ( 2 ) ( 516 ) .
وهذا القدر كاف لما أردناه من تشبيه علي بهارون في جميع المنازل
والشؤون ، والسلام .


.................................................. ...............


‹ هامش ص 213 ›
( 1 ) فيما أخرجه المحدثون بطرقهم الصحيحة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، ودونك ص 165 وص 168 من الجزء 3 من المستدرك ، تجد الحديث صريحا في
ذلك ، صحيحا على شرط الشيخين . وقد أخرجه الإمام أحمد أيضا من حديث علي في ص 98
من الجزء الأول من مسنده . وأخرجه ابن عبد البر في ترجمة الحسن السبط من الاستيعاب ،
وأخرجه حتى الذهبي في تلخيصه مسلما بصحته مع قبح تعصبه وظهور انحرافه عن هارون هذه
الأمة وعن شبرها وشبيرها - وأخرج البغوي في معجمه وعبد الغني في الايضاح ، كما في ص
115 من الصواعق المحرقة ، عن سلمان نحوه ، وكذلك ابن عساكر .
‹ هامش ص 214 ›
( 1 ) أخرجه الحاكم في ص 14 من الجزء 3 من المستدرك عن ابن عمر من طريقين
صحيحين على شرط الشيخين . وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلما بصحته . وأخرجه
الترمذي فيما نقله ابن حجر عنه في ص 73 من الصواعق المحرقة ، فراجع الحديث السابع من
أحاديث الفصل 2 من باب 9 من الصواعق ، وأرسله كل من تعرض لحديث المؤاخاة من أهل
السير والأخبار إرسال المسلمات .
( 2 ) أخرجه أبو بكر الخوارزمي كما في ص 103 من الصواعق .
‹ هامش ص 215 ›
( 1 ) أخرجه الحاكم في ص 159 من الجزء 3 من المستدرك . وأخرجه الذهبي في
تلخيصه مسلما بصحته . ونقله ابن حجر في الباب 11 من صواعقه ، وكل من ذكر زفاف
الزهراء ذكره لا أستثني منهم أحدا .
( 2 ) فيما أخرجه الشيرازي في الألقاب ، وابن النجار عن ابن عمر ، ونقله المتقي الهندي
في كنزه وفي منتخبه المطبوع في هامش المسند ، فراجع منه السطر الثاني من هامش ص 32 من
الجزء الخامس .
( 3 ) أخرجه ابن عبد البر في ترجمة علي من الاستيعاب بالإسناد إلى ابن عباس .
( 4 ) أخرجه الخطيب وهو الحديث 6105 من أحاديث كنز العمال في ص 402 من جزئه 6
( 5 ) أخرجه الحاكم في ص 217 من الجزء 3 من المستدرك بسند صحيح على شرط
مسلم ، واعترف الذهبي في تلخيصه بصحته على هذا الشرط .
( 6 ) أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عمر ، ونقله المتقي الهندي في كنزه وفي منتخبه ،
فراجع من المنتخب ما هو في هامش ص 32 من الجزء الخامس من المسند .
‹ هامش ص 216 ›
( 1 ) أحرجه ابن سعد في ص 51 من القسم الثاني من الجزء الثاني من طبقاته ، وهو في
ص 55 من الجزء 4 من كنز العمال .
( 2 ) أخرجه الطبراني في الأوسط ، والخطيب في المتفق والمفترق ، ونقله صاحب كنز
العمال ، فراجع من منتخبه ما هو في هامش ص 35 من الجزء 5 من مسند أحمد ، ونقله في
هامش ص 46 عن ابن عساكر .
( 3 ) أخرجه أصحاب السنن في مسانيدهم ، وذكره الإمام فخر الدين الرازي في تفسير
هذه الآية من سورة البقرة ص 189 الجزء الثاني من تفسيره الكبير مختصرا .
( 4 ) أخرجه النسائي في الخصائص العلوية ، والحاكم في أول ص 112 من الجزء 3 من
المستدرك وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم في السنة ، وأبو نعيم في المعرفة . ونقله المتقي الهندي
في كنز العمال وفي منتخبه ، فراجع من المنتخب ما هو في هامش ص 46 من الجزء 5 من مسند
أحمد
‹ هامش ص 217 ›
( 1 ) راجع ص 126 من الجزء 3 من المستدرك . وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلما
بصحته .
( 2 ) أخرجه ابن عبد البر في ترجمة علي من الاستيعاب . وغير واحد من الأثبات .
( 3 ) أخرجه ابن سعد في عزوة بدر من كتاب الطبقات في ص 15 من القسم الأول من
جزئه الثاني .
( 4 ) فيما أخرجه الدارقطني كما في المقصد الخامس من مقاصد آية المودة في القربى ، وهي
الآية 14 من الآيات التي أوردها ابن حجر في الباب 11 من صواعقه ، فراجع من الصواعق
ص 107 .
‹ هامش ص 218 ›
( 1 ) هذا الحديث طويل فيه عشرة من خصائص علي ، وقد أوردناه في المراجعة 26
( 2 ) هو موجود في ص 125 من الجزء 3 من المستدرك وأخرجه أبو يعلى كما في الفصل 3
من الباب 9 من الصواعق ، فراجع منها ص 76 . وأخرجه بهذا المعنى مع قرب الألفاظ أحمد
بن حنبل من حديث عبد الله بن عمر في ص 26 من الجزء الثاني من مسنده . ورواه عن كل من
عمر وابنه عبد الله غير واحد من الأثبات بأسانيد مختلفة .
( 3 ) كما في أول صفحة 117 من الجزء 3 من المستدرك ، وهذا الحديث من صحاح
السنن . وقد أخرجه غير واحد من إثبات السنة وثقاتها .
( 4 ) فيما أخرجه عنه أحمد في ص 369 من الجزء الرابع من المسند . وأخرجه الضياء
أيضا كما في كنز العمال وفي منتخبه ، فراجع من المنتخب ما هو في هامش ص 29 من الجزء 5
من المسند .
‹ هامش ص 219 ›
( 1 ) نقله عنه المتقي الهندي في آخر هامش الصفحة التي أشرنا الآن إليها .
( 2 ) فيما أخرجه الترمذي في صحيحه ونقله عنه المتقي الهندي فيما أشرنا الآن إليه من
منتخبه . وأخرجه البزار عن سعد كما في الحديث 13 من الأحاديث التي أوردها ابن حجر في
الفصل 2 من الباب 9 من صواعقه ، فراجع منها ص 73 .
( 3 ) فيما أخرجه عنهم جميعا علي بن محمد الخطيب الفقيه الشافعي المعروف بابن المغازلي
في كتابه - المناقب - بالطرق المختلفة . ونقله الثقة المتتبع البلخي في الباب 17 من ينابيعه
‹ هامش ص 220 ›
( 1 ) أخرجه الإمام أبو إسحاق الثعلبي عن أبي ذر الغفاري في تفسير قوله تعالى ( إنما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) في سورة المائدة من تفسيره الكبير . ونقل نحوه المتتبع البلخي
عن مسند الإمام أحمد .
( 2 ) وهذا الحديث هو الحديث 6156 من أحاديث الكنز ص 48 من جزئه السادس .
‹ هامش ص 221 ›
( 1 ) أخرجه أبو داود وغيره من أصحاب السنن عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله
اليشكري عن أبي بلج يحيى بن سليم الفزاري عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن عباس
مرفوعا ، ورجال هذا السند كلهم حجج ، وقد احتج بكل منهم الشيخان في صحيحهما إلا
يحيى بن سليم ، فإنهما لم يخرجا له ، لكن أئمة الجرح والتعديل صرحوا بوثاقته ، وأنه كان من
الذاكرين الله كثيرا . وقد نقل الذهبي حيث ترجمه في الميزان توثيقه عن ابن معين ، والنسائي ،
والدارقطني ، ومحمد بن سعد ، وأبي حاتم ، وغيرهم .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الفاروق الاعظم 01-21-2011 10:44 PM

لمراجعة 35
 
المراجعة 35
27 ذي الحجة سنة 1329.

التماس البقية من النصوص

لله أبوك ما أوضح آياتك وأجلها، وما أفصح بيناتك وأدلها، فحي علي البقية، حي على البقية، من نصوصك المتوالية المتواترة الجلية، ولك الفضل، والسلام.

الفاروق الاعظم 01-21-2011 10:45 PM

المراجعة 36
 
المراجعة 36
29 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ حديث ابن عباس

2 ـ حديث عمران

3 ـ حديث بريدة

4 ـ حديث الخصائص العشر

5 ـ حديث علي

6 ـ حديث وهب

7 ـ حديث ابن أبي عاصم

1 ـ حسبك منها ما أخرجه أبو داود الطيالسي ـ كما في أحوال علي من الاستيعاب ـ بالاسناد الى ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب: «أنت ولي كل مؤمن بعدي(1) »(2) .

2 ـ ومثله ما صح عن عمران بن حصين، اذ قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فاصطفى لنفسه

____________

(1) أخرجه أبو داود وغيره من أصحاب السنن عن أبي عوانة الوضاح بن عبدالله اليشكري عن أبي بلج يحيى بن سليم الفزاري عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن عباس مرفوعاً، ورجال هذا السند كلهم حجج، وقد احتج بكل منهم الشيخان في صحيحيهما إلا يحيى بن سليم، فانهما لم يخرجا له، لكن أئمة الجرح والتعديل صرحوا بوثاقته، وأنه كان من الذاكرين الله كثيراً. وقد نقل الذهبي حيث ترجمه في الميزان توثيقه عن ابن معين، والنسائي، والدارقطني، ومحمد بن سعد، وأبي حاتم، وغيرهم. (منه قدس).

(2) يوجد في مسند أحمد بن حنبل: 5/25 ح3062 بسند ص صحيح طدار المعارف بمصر، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة:3/28، الاصابة لابن حجر: 2/509، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 55 و182 ط اسلامبول وص215 ط الحيدرية، المستدرك للحاكم: 3/134 ط أفست، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/384 ح490. راجع بقية مصادر الحديث تحت رقم (468) فيما تقدم وما يأتي تحت رقم (518).
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 248
--------------------------------------------------------------------------------

من الخمس جارية، فأنكروا ذلك عليه، وتعاقد أربعة منهم على شكايته الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم،فلما قدموا، قام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن علياً صنع كذا وكذا، فأعرض عنه، فقام الثاني فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، وقام الثالث فقال مثل ما قال صاحباه، فأعرض عنه، وقام الرابع فقال مثل ما قالوا: فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والغضب يبصر في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ان علياً مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي(1) »(2) .

3 ـ وكذلك حديث بريدة ولفظه في ص356 من الجزء الخامس من مسند أحمد، قال: «بعث رسول الله بعثين الى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب،

____________

(1) أخرجه غير واحد من أصحاب السنن كالامام النسائي في خصائصه العلوية. وأحمد بن حنبل من حديث عمران في أول ص438 من الجزء الرابع من مسنده، والحاكم في ص111 من الجزء 3 من المستدرك، والذهبي في تلخيص المستدرك مسلماً بصحته على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة، وابن جرير وصححه فيما نقل عنهما المتقي الهندي في أول ص400 من الجزء 6 من كنز العمال وأخرجه أيضاً الترمذي باسناد قوي فيما ذكره العسقلاني في ترجمة علي من اصابته، ونقله علامة المعتزلة في ص450 من المجلد الثاني من شرح النهج. ثم قال: رواه أبو عبدالله أحمد في المسند غير مرة. ورواه في كتاب فضائل علي، ورواه أكثر المحدثين. (منه قدس).

(2) يوجد في: صحيح الترمذي: 5/296 ح3796، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص97 ط الحيدرية وص38 ط بيروت وص23 ط مصر، المناقب للخوارزمي الحنفي: 92، الاصابة لابن حجر: 2/509، نور الأبصار للشبلنجي: 158 ط السعيدية، حلية الأولياء: 6/294، أسد الغابة: 4/27، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/381 ح487 و488، الرياض النضرة: 2/255 ط2، مصابيح السنة للبغوي: 2/275، جامع الأصول لابن الأثير: 9/470، كنز العمال: 15/124 ح359 ط2 بحيدر آباد، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 53 ط اسلامبول، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 36 ط الحيدرية، الغدير: 3/216، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/48 ط النجف.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 249
--------------------------------------------------------------------------------

وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: اذا التقيتم فعلي على الناس(1)(2) وان افترقتم فكل واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم دفعت الكتاب

____________

(1) ما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أحداً على علي مدة حياته، بل كانت له الامرة على غيره، وكان حامل لوائه في كل زحف بخلاف غيره، فان أبا بكر وعمر كانا من أجناد أسامة وتحت لوائه الذي عقده له رسول الله حين أمَّره في غزوة مؤتة، وعبأهما بنفسه صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الجيش باجماع أهل الأخبار، وقد جعلهما أيضاً من أجناد ابن العاص في غزوة ذات السلاسل، ولهما قضية في تلك الغزوة مع أميرهما عمرو بن العاص أخرجها الحاكم في 43 من الجزء 3 من المستدرك، واوردها الذهبي في تلخيصه مصرحاً بصحة ذلك الحديث، أما علي فلم يكن مأموراً ولا تابعاً لغير النبي منذ بعث الى أن قبض صلى الله عليه وآله وسلم. (منه قدس).

(2) ما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على علي أحداً طيلة حياته: والشاهد على ذلك مراجعة التاريخ:

راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/369 ط1.

وقال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم:

«لمبارزة علي بن أبي طالب عليه السلام لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي الى يوم القيامة».

يوجد في: فرائد السمطين للحمويني: 1/256 ح198، مقتل الحسين للخوارزمي: 1/45، المناقب للخوارزمي: 58، شواهد التنزيل للحسكاني: 2/8، المستدرك للحاكم: 3/32.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 250
--------------------------------------------------------------------------------

فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجهه فقلت يا رسول الله هذا مكان العائذ بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقع في علي فانه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وانه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي(1) »(2) .اهـ. ولفظه عند النسائي في ص17 من خصائصه العلوية: «لا تبغضن

____________

(1) هذا ما أخرجه أحمد في ص356 من طريق عبدالله بن بريدة عن ابيه. وأخرج ـ في ص347 من الجزء 5 من مسنده ـ من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة، قال، غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قلت: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. اهـ. وأخرجه الحاكم في ص110 من الجزء 3 من المستدرك، وغير واحد من المحدثين وهو كما تراه صريح في المطلوب، فان تقديم قوله: الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قرينة على أن المراد بالمولى في هذا الحديث انما هو الاولى كما لا يخفى، ونظير هذا الحديث ما أخرجه غير واحد من المحدثين كالامام أحمد في آخر ص483 من الجزء الثالث من مسنده عن عمرو بن شاس الأسلمي، قال: وكان من أصحاب الحديبية، فقال: خرجت مع علي الى اليمن، فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت، أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله، فدخلت المسجد ذات غدوة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في ناس من أصحابه، فلما رآني أبدني عينيه، يقول حدد الي النظر، حتى اذا جلست قال: يا عمرو، والله لقد آذيتني، قلت: أعوذ بالله أن أؤذيك يا رسول الله قال: بلى، من آذى علياً فقد آذاني. (منه قدس).

(2) يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 24 ط التقدم بمصر وص98 ط الحيدرية، مجمع الزوائد: 9/127، ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/369 ح466 و467 و468، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/450 ط1 بمصر و: 9/170 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، فضائل الخمسة: 1/341 ط بيروت.

وبألفاظ مختلفة يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 1/371 ح469 و473 و475 و476 و477 و478 و479 و480 و481 و482 ط بيروت، فرائد السمطين: 1/298 ح236.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 251
--------------------------------------------------------------------------------

يا بريدة لي علياً، فان علياً مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي(1) »(2) . ولفظه عند ابن جرير: قال بريدة: «واذا النبي قد احمر وجهه، فقال: من كنت وليه فان علياً وليه، قال: فذهب الذي في نفسي عليه، فقلت لا أذكره بسوء»(3) . والطبراني قد أخرج هذا الحديث على وجه التفصيل، وقد جاء فيما رواه: «ان بريدة لما قدم من اليمن، ودخل المسجد، وجد جماعة على باب حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقاموا اليه يسلمون عليه ويسألونه، فقالوا: ما وراءك؟ قال: خير فتح الله على المسلمين، قالوا: ماأقدمك؟ قال: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبي بذلك، فقالوا: أخبره أخبره، يسقط علياً من عينه، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يسمع كلامهم من رواء الباب، فخرج مغضباً فقال: ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من أبغض علياً فقد أبغضني، ومن فارق علياً فقد فارقني، ان علياً مني، وأنا منه، خلق من طينتي، وأنا خلقت من طينة ابراهيم، وأنا أفضل من ابراهيم(4) ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليهم، يا

____________

(1) فيما نقله عنه المتقي الهندي ص398 من الجزء 6 من كنز العمال. ونقله عنه في منتخب الكنز أيضاً. (منه قدس).

(2) يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 24 ط التقدم بمصر وص98 ط الحيدرية.

(3) يوجد في: كنز العمال: 15/118 ح340 ط2 بحيدر آباد.

(4) لما أخبر أن علياً خلق من طينته صلى الله عليه وآله وسلم، وهو بحكم الضرورة أفضل من علي، كان قوله: وأنا خلقت من طينة ابراهيم مظنة لتوهم أن اراهيم أفضل منه صلى الله عليه وآله وسلم، وحيث أن هذا مخالف للواقع صرح بأنه أفضل من ابراهيم دفعاً للتوهم المخالف للحقيقة. (منه قدس).
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 252
--------------------------------------------------------------------------------

بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ. وأنه وليكم بعدي»(1)(2) وهذا الحديث مما لا ريب في صدوره، وطرقه الى بريدة كثيرة، وهي معتبرة بأسرها.

4 ـ ومثله ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس من حديث جليل(3) ، ذكر فيه عشر خصائص لعلي، فقال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنت ولي كل مؤمن بعدي»(4) .

5 ـ وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث جاء فيه: «يا علي سألت الله فيك خمساً فأعطاني أربعاً، ومنعني واحدة، الىأن قال: وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي(5) »(6) .

6 ـ ومثله ما أخرجه ابن السكن عن وهب بن حمزة قال ـ كما في ترجمة وهب

____________

(1) ان ابن حجر نقل هذا الحديث عن الطبراني في ص103 من صواعقه أثناء كلامه في المقصد الثاني من مقاصد الآية 14، من الآيات التي ذكرها في الباب 11 من الصواعق، لكنه لما بلغ الى قوله: أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية، وقف قلمه، واستعصت عليه نفسه، فقال الى آخر الحديث، وليس هذا من أمثاله بعجيب، والحمد لله الذي عافانا. (منه قدس).

(2) يوجد في: ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 272 ط اسلامبول وص326 ط الحيدرية، مجمع الزوائد: 9/128.

(3) أخرجه الحاكم في أول ص134 من الجزء 3 من المستدرك. والذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته. والسنائي في ص6 من الخصائص العلوية. والامام أحمد في ص331 من الجزء الأول من مسنده. وقد أوردناه بلفظه في أول المراجعة 26 (منه قدس).

(4) تقدم الحديث مع مصادره تحت رقم (517) فراجع.

(5) هذا الحديث هو الحديث 6048 من أحاديث الكنز، في ص396 من جزئه 6. (منه قدس).

(6) يوجد في: نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 119، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/35، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 4/329.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 253
--------------------------------------------------------------------------------

من الاصابة ـ: «سافرت مع علي فرأيت منه جفاء، فقلت لئن رجعت لأشكونه، فرجعت، فذكرت علياً لرسول الله فنلت منه، فقال: لا تقولن هذا لعلي، فانه وليكم بعدي»(1) وأخرجه الطبراني في الكبير، غير أنه قال: «لا تقل هذا لعلي فهو أولى الناس بكم بعدي(2) »(3) . 7 ـ وأخرج ابن أبي عاصم عن علي مرفوعاً: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: من كنت وليه فهو وليه(4) »(5) وصحاحنا في ذلك متواترة، عن أئمة العترة الطاهرة(6) . وهذ القدر كاف لما أردناه، على ان آية الولاية في كتاب الله عز وجل تؤيد ما قلناه، والحمد لله رب العالمين، والسلام.

الفاروق الاعظم 01-21-2011 10:46 PM

المراجعة 37
 
ـ ش ـ


المراجعة 37
29 ذي الحجة سنة 1329

____________

(1) يوجد في: الاصابة لابن حجر الشافعي: 3/641 ط السعادة و: 3/604 ط مصطفى محمد بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/385 ح491، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 55 ط اسلامبول وص61 ط الحيدرية، الغدير للأميني: 3/216، وقريب منه في: أسد الغابة: 5/94، مجمع الزوائد: 9/109.

(2) هذا الحديث هو الحديث 2579 من أحاديث الكنز في ص155 من جزئه السادس. (منه قدس).

(3) يوجد في: كنز العمال:6/155 ح2579 ط1، مجمع الزوائد: 9/109.

(4) نقله المتقي الهندي عن ابن أبي عاصم في ص397 من الجزء 6 من الكنز. (منه قدس).

(5) راجع: كنز العمال:15/333 ط2 بحيدر آباد.

(6) راجع:أثبات الهداة للحر العاملي ج3 باب ـ 10 ـ ح10 و104 و192 و212 ط طهران، أمالي الصدوق ص2 ط الحيدرية.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 254
--------------------------------------------------------------------------------



الولي مشترك لفظي فأين النص؟

الولي مشترك بين النصير والصديق، والمحب والصهر والتابع والحليف والجار، وكل من ولي أمر أحد فهو وليه، فلعل معنى الأحاديث التي أوردتها أن علياً نصيركم، أو صديقكم، أو محبكم بعدي، فأين النص الذي تدعون؟


الساعة الآن 10:52 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team