![]() |
[ السقيفة وسيف ]
العنوان: [ السقيفة وسيف ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 89 - 98 ‹ صفحة 91 › 2 - السقيفة نقاط البحث - السقيفة في أحاديث سيف . - أسانيد أحاديث سيف . - السقيفة في حديث غير سيف . - وصية الرسول ( ص ) . - وفاته ( ص ) . - إنكار موته ( ص ) . - المرشحون للخلافة . - بيعة أبي بكر . - دفن الرسول . - التحصن بدار فاطمة . - مواقف وآراء في بيعة أبي بكر . - نتيجة المقارنة . |
السقيفة في أحاديث سيف
السقيفة في أحاديث سيف : 1 - من أحاديثه في السقيفة ما أخرجه ابن حجر بسنده إلى سيف بترجمة القعقاع من الإصابة ( 1 ) قال : " عن سيف بن عمر عن عمرو بن تمام عن أبيه عن القعقاع بن عمرو ( 2 ) قال : شهدت وفاة رسول الله ( ص ) فلما صلينا الظهر جاء رجل حتى قام في المسجد فأخبر بعضهم أن الأنصار قد أجمعوا أن يولوا سعدا - يعني ابن عبادة - ويترك عهد رسول الله ( ص ) فاستوحش المهاجرون من ذلك " . 2 - ما أخرجه الطبري في حوادث عام / 11 ه . من تاريخه قال : " أخبرني سيف بن عمر عن الوليد بن عبد الله بن أبي ظبية البجلي ، قال : حدثنا الوليد بن جميع الزهري قال لعمرو بن حريث : أشهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم . قال : فمتى بويع أبو بكر ؟ . قال : يوم مات رسول الله صلى الله عليه وآله . كرهوا أن يبقوا ‹ صفحة 92 › بعض يوم وليسوا في جماعة . قال : فخالف عليه أحد ؟ قال : لا ! إلا مرتد أو من كاد أن يرتد ، لولا أن الله عز وجل ينقذهم من الأنصار . قال : فهل قعد أحد من المهاجرين ؟ . قال : لا ! تتابع المهاجرون على بيعته من غير أن يدعوهم ( 1 ) " ثم يذكر بعده مباشرة هذا الحديث . 3 - عن سيف : " عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال : كان علي في بيته إذ أتي فقيل له : قد جلس أبو بكر للبيعة ، فخرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء عجلا كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فتجلله ولزم مجلسه " . 4 - ويروي بعد ذلك في ص 210 ( 2 ) منه : " عن سيف بن عمر عن سهل وأبي عثمان عن الضحاك بن خليفة قال : لما قام الحباب بن المنذر وانتضى سيفه وقال : أنا جذيلها المحكك ( 3 ) وعذيقها المرجب ( 4 ) أنا أبو شبل في عرينة ‹ صفحة 93 › الأسد . فحامله عمر فضرب يده فندر السيف فأخذه ثم وثب على سعد ووثبوا على سعد وتتابع القوم على البيعة وبايع سعد فكانت فلتة كفلتات الجاهلية قام أبو بكر دونها ، وقال قائل حين أوطئ سعد : قتلتم سعدا ، فقال عمر : قتله الله إنه منافق . واعترض عمر بالسيف صخرة فقطعها " . ثم يورد هذه الرواية بعدها . 5 - " حدثنا عبيد الله بن سعيد " قال : حدثني عمي يعقوب ، قال : حدثنا " سيف " عن مبشر عن جابر ، قال : قال سعد بن عبادة ( 1 ) يومئذ لأبي بكر : إنكم يا معشر المهاجرين حسدتموني على الامارة ، وإنك وقومي أكرهتموني على البيعة فقالوا : " إنا لو أجبرناك على الفرقة فصرت إلى الجماعة كنت في سعة ، ولكنا أجبرناك على الجماعة فلا إقالة فيها ، لئن نزعت يدا من طاعة أو فرقت جماعة لنضربن الذي فيه عيناك " . 6 - أورد عن سيف خطبتين طويلتين للخليفة بعد الغد من وفاة رسول الله ( ص ) فيهما ذكر الموت وفناء الدنيا وبقاء الآخرة مما سندرسه في آخر البحث إن شاء الله تعالى نسب فيهما إلى الخليفة أنه قال : " ألا وإن لي شيطانا يعتريني فإذا أتاني فاجتنبوني لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم " ( 2 ) . 7 - ما أخرجه عن سيف : " عن مبشر بن فضيل عن جبير بن صخر حارس النبي ( ص ) عن أبيه قال : كان خالد بن سعيد بن العاص باليمن زمن النبي ( ص ) وتوفي النبي ( ص ) وهو بها وقدم بعد وفاته بشهر وعليه جبة ديباج ، فلقي عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ، فصاح عمر بمن يليه : ‹ صفحة 94 › مزقوا عليه جبته . أيلبس الحرير وهو في رجالنا في السلم مهجور ؟ فمزقوا عليه جبته . فقال خالد : يا أبا حسن ! يا بني عبد مناف ! اغلبتم عليها ؟ ! فقال علي ( ع ) : أمغالبة ترى أم خلافة ؟ قال : لا يغالب على هذا الامر أولى منكم يا بني عبد مناف . وقال عمر لخالد : فض الله فاك ! والله لا يزال كاذب يخوض فيما قلت ، ثم لا يضر إلا نفسه . فأبلغ عمر أبا بكر مقالته . فلما عقد أبو بكر الألوية لقتال أهل الردة عقد له فيمن عقد ، فنهاه عنه عمر وقال : إنه لمخذول وإنه لضعيف التروية ، ولقد كذب كذبة لا يفارق الأرض مدل بها ، وخائض فيها ، فلا تستنصر به ، فلم يحمل أبو بكر عليه وجعله ردءا بتيماء ، أطاع عمر في بعض أمره وعصاه في بعض " ( 1 ) . ................. ‹ هامش ص 91 › ( 1 ) الإصابة 2 / 230 . الجرح والتعديل للرازي 3 ق 2 / 136 . ( 2 ) من مختلقات سيف من الصحابة ترجمته في كتاب ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) . ‹ هامش ص 92 › ( 1 ) الطبري 1 / 1824 - 1825 ط . أوروبا . ( 2 ) الطبري 1 / 1844 ط . أوروبا . ( 3 ) جذيل : تصغير الجذل ، أصل الشجرة والمحكك : عود ينصب في مبارك الإبل تتمرس به الإبل الجربى . ( 4 ) عذيق : تصغير العذق وهي النخلة ، والمرجب : ما جعل له رجبة وهي دعامة تبنى من الحجارة حول النخلة الكريمة إذا طالت وتخوفوا عليها أن تنقعر في الرياح العواصف . ‹ هامش ص 93 › ( 1 ) ستأتي ترجمته في ذكر موقفه من بيعة أبي بكر . ( 2 ) الطبري 1 / 1845 - 1846 ط . أوروبا . ‹ هامش ص 94 › ( 1 ) الطبري 1 / 2080 ط . أوروبا . |
مناقشة السند :
مناقشة السند : ورد في أسانيد تلكم الروايات الأسماء التالية : أ - ( عمرو بن تمام ، عن أبيه عن القعقاع بن عمرو ) أما عمرو بن تمام وأبوه فهما من مختلفات سيف من الرواة ترجمناهما في كتابنا ( رواة مختلقون ) . والقعقاع بن عمرو بن مختلقاته من الصحابة ترجمناه في كتابنا ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) . ب - ( سهل ) وقد تخيله سيف : ابن يوسف السلمي من الأنصار وهو من مختلقاته من الرواة ترجمناه في ( رواة مختلقون ) . ‹ صفحة 95 › ج - ( مبشر بن فضيل ) وقد ورد هذا الاسم في سند خمس عشرة رواية لسيف في تاريخ الطبري . قال عنه بترجمته من ميزان الاعتدال ولسان الميزان : " شيخ لسيف لا يدرى من هو " . د - ( جبير بن صخر حارس النبي ) ولم يذكر أصحاب السير والتواريخ حارسا للنبي بهذا الاسم . وبناء على ما ذكرناه اعتبرنا الرواة المذكورين من مختلقات سيف من الرواة . هذا ما كان في أسانيد روايات سيف في السقيفة . أما متونها فلا تتيسر دراستها ، وكذلك لا تتيسر دراسة سائر روايات سيف في الردة والفتوح والفتن إلا بعد دراسة حوادث السقيفة في روايات غير سيف باستيعاب ، لهذا نورد حوادث السقيفة بشئ من التفصيل في ما يلي ليمهد السبيل لنا في دراساتنا الآتية في أجزاء ( عبد الله بن سبأ ) و ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) التاليين لهذا الكتاب . |
السقيفة في حديث غير سيف :
السقيفة في حديث غير سيف : أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى " . ومنها : الكتاب الذي أراد أن يكتبه الرسول لامته ، وقد ورد ذكره في حديث الخليفة ‹ صفحة 96 › عمر بن الخطاب على ما في طبقات ابن سعد ( 1 ) هكذا : " قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وبيننا وبين النساء حجاب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إغسلوني بسبع قرب وأتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا . فقالت النسوة ( 2 ) : إئتوا رسول الله بحاجته . قال عمر فقلت : أسكتن فإنكن صواحبه ، إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا صح أخذتن بعنقه . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم هن خير منكم " . وفي حديث جابر قال : دعا النبي عند موته بصحيفة ليكتب فيها لامته كتابا لا يضلون ولا يضلون فلغطوا عنده حتى رفضها النبي ( 3 ) . وفي الحديث ابن عباس قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : آتوني بكتف أكتب لكم فيه كتابا لا يختلف منكم رجلان بعدي . قال : فأقبل القوم في لغطهم ، فقالت المرأة : ويحكم ! عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 4 ) . وفي حديث آخر لابن عباس عن عكرمة قال : إن النبي قال في مرضه الذي مات فيه : آتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقال عمر بن الخطاب : من لفلانة وفلانة - مدائن الروم - إن رسول ‹ صفحة 97 › الله ليس بميت حتى يفتحها ، ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى . فقالت زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تسمعون النبي صلى الله عليه وسلم يعهد إليكم ؟ فلغطوا . فقال : قوموا ! فلما قبض النبي مكانه ( 1 ) يظهر من هذه الأحاديث وما يأتي بعدها أن النبي ( ص ) كان قد كرر طلب الدواة والقرطاس يومذاك ، ودار لغط شديد عند رسول الله ( ص ) ، وأنهم لم يكفوا عن اللغط حتى كف الرسول عن الطلب ورفض الكتابة . وتكشف لنا الأحاديث الآتية ظرفا مهما من اللغط الذي بسببه ترك الرسول كتابة الوصية . في البخاري ( 2 ) عن سعيد بن جبير أن ابن عباس قال : " يوم الخميس وما يوم الخميس ؟ ! ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال : اشتد برسول الله وجعه ، فقال : آتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ! فقالوا : هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه . . . " الحديث ( 3 ) . ‹ صفحة 98 › وفي صحيح مسلم ( 1 ) قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ؟ ! ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أئتوني بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر ! وفي حديث آخر لابن عباس - أخرجه البخاري - عين قائل هذا القول لرسول الله حيث قال : لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال : هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ، قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم كتاب الله ، فحسبنا كتاب الله ، واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف ، قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ( 2 ) وفي لفظ أحمد ، وابن سعد ( 3 ) : " فلما أكثروا اللغط وغموا رسول الله ، قال : قوموا عني " . قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم ( 4 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ صفحة 99 › في كل هذه الأحاديث لم يذكر غير عمر في من تكلم ومنع الرسول من كتابة الوصية ، فهو الذي قال لأزواج النبي - لما قلن : إئتوا رسول الله حاجته - إنكن صواحبه ( 1 ) ، وقال : من لمدائن الروم ، وقال ، لما رأى كفة الموافقين رجحت : إن النبي قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن ، فحسبنا كتاب الله ، وهو الذي قال : إن الرجل ليهجر . وبهذا القول جعل الرسول أمام أمر واقع . فإنه لو كان قد كتب بعد هذا القول لجاز أن ينسب إليه الهذيان ويقال فيه : إنه كان يهذي ويهجر عندما أملى الكتاب . وإلى هذا يشير ما جاء في حديث آخر لابن عباس قال : فقال بعض من كان عنده : إن نبي الله ليهجر . قال : فقيل له : ألا نأتيك بما طلبت ، قال : أو بعد ماذا ( 2 ) ؟ ‹ صفحة 100 › أحدثوا الصخب المفتعل والضوضاء ، ومنعوا الرسول ( ص ) في آخر ساعة من حياته عن كتابة وصيته فتوفي رسول الله دون أن يكتب لامته كتابا لن يضلوا بعده أبدا ! ! ! . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 96 › ( 1 ) طبقات ابن سعد ط . بيروت 2 / 243 - 244 باب : الكتاب الذي أراد أن يكتبه الرسول لامته ، ونهاية الإرب 18 / 375 ، وكنز العمال 3 / 138 ، و 4 / 52 . ( 2 ) في إمتاع الأسماع ص 546 بدل : فقالت النسوة ، وقالت زينب بنت جحش وصواحبها . ( 3 ) طبقات ابن سعد 2 / 244 ط . بيروت وفيه ( لا يضلوا ولا يضلوا ) . ( 4 ) مسند أحمد تحقيق أحمد محمد شاكر ، الحديث 2676 . ‹ هامش ص 97 › ( 1 ) طبقات ابن سعد 2 / 244 . ط . بيروت . ( 2 ) وأتم منه لفظ البلاذري في أنساب الأشراف 1 / 562 . ( 3 ) اللفظ للبخاري باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد 2 / 120 وأخرجه أيضا في الجزء الثاني 136 باب إخراج اليهود من جزيرة العرب من كتاب الجزية ، وأخرجه مسلم في 5 / 75 باب ترك الوصية . وفي مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر الحديث 195 ، وطبقات ابن سعد 2 / 244 ط . بيروت والطبري 3 / 193 ، وفي لفظهم : ما شأنه أهجر ؟ قال سفيان : يعني " هذى " استفهموه فذهبوا يعيدون عليه فقال : دعوني . . . الحديث . ‹ هامش ص 98 › ( 1 ) صحيح مسلم 5 / 76 باب من ترك الوصية ، والطبري 3 / 193 ، وابن سعد 2 / 243 ولفظه : " إنما يهجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " . ( 2 ) هذه الجملة في آخر رواية البخاري باب كتابة العلم من كتاب العلم 1 / 22 . ( 3 ) مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر ، الحديث 2992 ، وطبقات ابن سعد 2 / 244 ط بيروت . ( 4 ) تخيرنا لفظ البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب كراهية الخلاف 4 180 ، وأخرجه البخاري أيضا في كتاب المرضى باب قول المريض : قوموا عني 4 / 5 وأخرجه أيضا في 3 / 62 باب مرض النبي في كتاب المغازي . وفي مسلم 5 / 76 بآخر الوصية وفي مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر محمد الحديث 3111 وابن كثير ج 5 / 227 - 228 وتيسير الوصول 4 / 194 وتاريخ الذهبي 1 / 311 وتاريخ الخميس 1 / 182 ، والبدء والتاريخ 5 / 59 ، وتاريخ ابن شحنة بهامش الكامل ص 108 ، وفي تاريخ أبي الفداء 1 / 151 : " فقال قوموا عني لا ينبغي عند نبي تنازع " فقالوا : إن رسول الله يهجر صلى الله عليه وسلم ، فذهبوا يعيدون عليه فقال : دعوني ، ما أنا فيه خير مما تدعوني إليه . ‹ هامش ص 99 › ( 1 ) في العصر الاسلامي الأول كانوا يعبرون عمن تتظاهر بحب رجل ما بقولهم : إنكن صويحباته تشبيها لها بصويحبات يوسف . ( 2 ) طبقات ابن سعد ج 2 / 242 . ط . بيروت بما أن كتاب السير والتواريخ لم يذكروا غير اسم أبي حفص منع النبي من كتابة الوصية فلنا أن نعد هذا القول من خصائص أبي حفص . وتشابه كتابة وصية الرسول حال احتضاره كتابة أبي بكر الوصية كذلك في ما روى الطبري ط . أوروبا 1 / 2138 و 3 / 52 قال : دعا أبو بكر عثمان خاليا ، فقال : أكتب بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين ، أما بعد . قال : ثم أغمي عليه فذهب عنه ، فكتب عثمان : أما بعد فإني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم الكم خيرا ، ثم أفاق أبو بكر فقال : إقرأ علي ، فقرأ عليه ، فكبر أبو بكر وقال : أراك خفت أن يختلف الناس إن أسلمت نفسي في غشيتي قال : نعم . قال : جزاك الله خيرا عن الاسلام وأهله ، وأقرها أبو بكر ( رض ) من هذا الموضع . وذكر قبل ذلك عن عمر أنه كان جالسا والناس معه وبيده جريدة ومعه شديد مولى لأبي بكر معه الصحيفة التي فيها استخلاف عمر ، وعمر يقول : " أيها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إنه يقول : إني لم الكم نصحا " . ( رضي الله عنك يا أبا حفص ! كم من الفرق بين موقفك هذا وموقفك من كتابة وصية الرسول ) ! ! ! ؟ ؟ ؟ ‹ هامش ص 100 › ( 1 ) كان لأبي بكر منزل بالسنح على ميل من شرقي المدينة في منازل بني الحارث بعوالي المدينة . نزلها منذ قدومه المدينة برواية أم المؤمنين عائشة في الطبري 1 / 1769 . تاريخ الخميس 1 / 185 وفي معجم البلدان بينها وبين منزل النبي ميل . ( 2 ) سيرة ابن هشام 4 / 331 - 334 ، والطبري 2 / 442 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
( وفاة الرسول)
( وفاةالرسول) عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 100 - 110 وفاة الرسول : توفي رسول الله ( ص ) نصف النهار يوم الاثنين ، وأبو بكر غائب في السنح ( 1 ) وعمر حاضر ( 2 ) قالت عائشة : ‹ صفحة 101 › " فاستأذن عمر ، والمغيرة بن شعبة ( 1 ) ، ودخلا عليه ، فكشفا الثوب عن وجهه ، فقال عمر : وا غشياه ! ما أشد غشي رسول الله ( ص ) ، ثم قاما ، فلما انتهيا إلى الباب قال المغيرة : يا عمر ، مات والله رسول الله ( ص ) ، فقال عمر : كذبت ! ما مات رسول الله ولكنك رجل تحوسك فتنة ( 2 ) ، ولن يموت رسول الله حتى يفني المنافقين ( 3 ) . أخذ عمر يهدد بالقتل من قال : إن رسول الله قد مات ، ويقول : إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي ، وإن رسول الله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه 40 ليلة ، ثم رجع بعد أن قيل مات ، والله ليرجعن رسول الله ، فليقطعن أيدي رجال ‹ صفحة 102 › وأرجلهم يزعمون أن رسول الله مات ( 1 ) قال :" من قال : إنه مات علوت رأسه بسيفي ( 2 ) هذا ، وإنما ارتفع إلى السماء ( 3 ) " . فقرأ عليه عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم ( 4 ) في المسجد : * ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) * ( 5 ) . ‹ صفحة 103 › وقال العباس بن عبد المطلب : " إن رسول الله قد مات وإني قد رأيت في وجهه ما لم أزل أعرفه في وجوه بني عبد المطلب عند الموت " ( 1 ) . لم ينته عمر حتى " خرج العباس بن عبد المطلب على الناس فقال : هل عند أحدكم عهد من رسول الله ( ص ) في وفاته فليحدثنا ؟ قالوا : لا . قال : هل عندك يا عمر من علم ؟ قال : لا . فقال العباس : اشهدوا أيها الناس أن أحدا لا يشهد على رسول الله بعهد عهد إليه في وفاته " ( 2 ) والله الذي لا إله إلا هو لقد ذاق رسول الله الموت ( 3 ) . ولم يزل عمر يرعدويهدد . " فقال العباس : إن رسول الله يأسن كما يأسن البشر ، وإن رسول الله قد مات فادفنوا صاحبكم ، أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين ؟ ! هو أكرم على الله من ذلك ، فإن كان كما تقولون فليس على الله بعزيز أن يبحث عنه التراب فيخرجه إن شاء الله . ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا " . الخ ( 4 ) . ‹ صفحة 104 › " فما زال عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه " ( 1 ) . فذهب سالم بن عبيد ( 2 ) وراء الصديق ( 3 ) إلى السنح فأعلمه بموت رسول الله ( 4 ) ، فأقبل أبو بكر فوجد عمر بن الخطاب قائما يوعد الناس ( 5 ) ويقول : إن رسول الله حي لم يمت ، وإنه خارج إلى من أرجف به ، وقاطع أيديهم ، وضارب أعناقهم ، وصالبهم . جلس عمر حين رأى أبا بكر مقبلا ( 6 ) . فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ثم قال : من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات . ثم قرأ : وما محمد إلا رسول . . . الخ ( 7 ) ، فقال عمر : هذا في كتاب الله ؟ ‹ صفحة 105 › قال : نعم ( 1 ) . إن أبا حفص لم يغير رأيه بكلام المغيرة ، ولا بتلاوة عمرو بن قيس الآية المصرحة بأن النبي يموت ، ولا باحتجاج العباس عم النبي ، كلا ! إن كل ذلك لم يؤثر في نفس عمر ، ولم يكن أبو حفص بمغير رأيه بما احتجوا به ومن احتج ، حتى إذا رأى أبا بكر وسمع قوله اطمأن وهدأ ، وقد ذكر موقفه هذا بعد حين وقال : " والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر يتلوها فعقرت حتى وقعت على الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله قد مات " ( 2 ) . ليت شعري هل كان الباعث لعمر في إشهاره السيف وتهديده من قال : إن رسول الله قد مات ، حبه لرسول الله وحزنه على فقده ؟ وهل صح ما قاله بعضهم من أن عمر قد خبل في ذلك اليوم ( 3 ) ؟ ! ‹ صفحة 106 › أم صح رأي ابن أبي الحديد حين يقول : " إن عمر لما علم أن رسول الله قد مات ، خاف من وقوع فتنة في الإمامة ، وتغلب أقوام عليها ، اما من الأنصار أو من غيرهم ، فاقتضت المصلحة عنده تسكين الناس ، فأظهر ما أظهر ، وأوقع تلك الشبهة في قلوبهم حراسة للدين والدولة إلى أن جاء أبو بكر " ( 1 ) . إنا نرى أن ابن أبي الحديد كان مصيبا في قوله : إن عمر خاف من تغلب أقوام عليها - أي على الامارة - إما من الأنصار أو من غيرهم ، فاظهر ما أظهر . وكان علي من جملة " غير الأنصار " الذين كان عمر يخاف من استيلائهم على الإمامة ، لان المرشحين للبيعة في ذلك اليوم كانوا ثلاثة : ( أ ) علي بن أبي طالب الذي تعصب له جميع بني هاشم وهتف باسمه أبو سفيان ، وطالب له الزبير ، وخالد بن سعيد الأموي ، والبراء بن عازب الأنصاري ، وسلمان ، وأبو ذر ، والمقداد ، إلى غيرهم من مشاهير الصحابة ( 2 ) ( ب ) سعد بن عبادة الأنصاري مرشح الخزرج من الأنصار . ( ج ) أبو بكر مرشح عمر وأبي عبيدة ( 3 ) والمغيرة بن شعبة وعبد ‹ صفحة 107 › الرحمن بن عوف ( 1 ) وسالم مولى أبي حذيفة . أما سعد بن عبادة فلم يكن ليستولي على الامارة لان قبيلة أوس من الأنصار كانوا يخالفونه ، ولم يكن ليبايعه مهاجري واحد . إذا فهذا الامر كان يتم لعلي ، لولا قيام حزب أبي بكر ضده ، ولولا مبادرتهم إلى الامر من قبل أن يتم تجهيز الرسول ، فإنهم لو أمهلوه حتى يتم تجهيز الرسول ويحضر الاجتماع هو ومن كان يرى الامر له من المهاجرين والأنصار وجميع بني هاشم وبعض آل عبد مناف لما تم الامر لغيره . ويرى بعض الباحثين أن كل ما قام به أبو حفص ( رض ) بعيد وفاة الرسول وقبلها ، من منع الرسول من كتابة وصية للمسلمين في مرض موته ، ثم إنكاره موت الرسول ، إنما كان لهذا الخوف ( 2 ) . * * * وحقا لو كان الباعث لأبي حفص ( رض ) على إنكاره موت الرسول حبه للرسول وحزنه عليه لما كان ينبغي له أن يترك جنازته بين أهله في بيته ويسارع إلى سقيفة بني ساعدة ويجالد الأنصار في سبيل أخذ البيعة لأبي ‹ صفحة 108 › بكر . وفي سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق أن الشيخين لما أخبرا باجتماع الأنصار في السقيفة ( ورسول الله في بيته لم يفرغ من أمره ) ( 1 ) قال عمر : قلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء الأنصار حتى ننظر ما هم عليه ( 2 ) . وفي رواية الطبري ( 3 ) : وعلي بن أبي طالب دائب في جهاز رسول الله ، فمضيا مسرعين نحوهم فلقيا أبا عبيدة بن الجراح فتماشوا إليهم ثلاثتهم . تركوا رسول الله كما هو وأغلقوا الباب دونه ( 4 ) وأسرعوا إلى السقيفة ( 5 ) . وكانت الأنصار قد سبقت إلى سقيفة بني ساعدة للمذاكرة في الامارة وتبعهم جماعة من المهاجرين ، ولم يبق حول رسول الله إلا أقاربه ، وهم الذين تولوا غسله وتكفينه ( 6 ) . ‹ صفحة 109 › وقال أبو ذؤيب الهذلي : قدمت المدينة ولها ضجيج كضجيج الحاج إذا أهلوا بالاحرام فقلت : مه ؟ قالوا : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجئت إلى المسجد فوجدته خاليا ، فأتيت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبت بابه مرتجا ، وقيل : هو مسجى . وقد خلا به أهله ، فقلت : أين الناس ؟ فقيل : في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار ( 1 ) . ولما اجتمع القوم لغسل رسول الله وليس في البيت إلا أهله : عمه العباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، والفضل بن العباس ( 2 ) ، وقثم بن العباس ( 3 ) وأسامة بن زيد بن حارثة ( 4 ) ‹ صفحة 110 › وصالح ( 1 ) مولاه ، فأسنده علي إلى صدره وعليه قميصه - وكان العباس وفضل وقثم يقلبونه مع علي ، وكان أسامة بن زيد وصالح مولاه يصبان الماء وجعل علي يغسله - ودخل معهم أوس بن خولي الأنصاري ( 2 ) ولم يل شيئا من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 100 › ( 1 ) كان لأبي بكر منزل بالسنح على ميل من شرقي المدينة في منازل بني الحارث بعوالي المدينة . نزلها منذ قدومه المدينة برواية أم المؤمنين عائشة في الطبري 1 / 1769 . تاريخ الخميس 1 / 185 وفي معجم البلدان بينها وبين منزل النبي ميل . ( 2 ) سيرة ابن هشام 4 / 331 - 334 ، والطبري 2 / 442 . ‹ هامش ص 101 › ( 1 ) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب مالك بن كعب بن عمرو بن سعد ابن عوف بن قيس الثقفي . وأمه امرأة من بني نصر بن معاوية . أسلم عام الخندق وهاجر إلى المدينة وشهد الحديبية . وقد أرسله الرسول مع أبي سفيان لهدم صنم ثقيف بالطائف وأصيبت عينه يوم اليرموك . ولاه عمر البصرة ، ولما شهدوا عليه بالزنا عزله عنها وولاه الكوفة ، وتوفي أميرا عليها من قبل معاوية سنة 50 ه وأحصن 300 امرأة في الاسلام وقيل بل 1000 امرأة . الاستيعاب 3 / 368 - 370 والإصابة 3 / 432 ، وأسد الغابة 4 / 406 . ( 2 ) تحوسك فتنة : تخالطك وتحثك على ركوبها . ( 3 ) تخيرت اللفظ من طبقات ابن سعد 2 ق 2 / 54 ، وفي مسند أحمد 6 / 219 ، وأنساب الأشراف 1 / 563 وفي كنز العمال 4 / 50 ، والذهبي في تاريخه 1 / 317 ، وزيني دحلان في هامش الحلبية 3 / 389 . ونهاية الإرب 18 / 385 . ‹ هامش ص 102 › ( 1 ) في تاريخ اليعقوبي 2 / 95 والطبري 3 / 198 ، ط . أوروبا 1 / 1818 ، والبداية والنهاية لابن كثير 5 / 242 وتاريخ الخميس 2 / 185 ، وتيسير الوصول 2 / 41 وأنساب الأشراف 1 / 565 . ( 2 ) تاريخ أبي الفداء 1 / 164 ، وتاريخ ابن شحنة بهامش الكامل ص 112 وفي سيرة زيني دحلان 3 / 390 : من قال إن محمدا قد مات ضربته بسيفي وفي ص 387 منه : فسل عمر بن الخطاب ( رض ) سيفه وتوعد من يقول : مات رسول الله ، وفي ص 388 منه : فأخذ بقائم سيفه وقال : لا أسمع أحدا يقول مات رسول الله إلا ضربته بسيفي هذا . ( 3 ) التتمة في تاريخ أبي الفداء 1 / 164 . ( 4 ) هو ابن أم مكتوم المؤذن واسم أمه عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عائد المخزومي كان من المهاجرين الأولين . استخلفه رسول الله على المدينة 13 مرة عند خروجه من المدينة ، وهو المقصود من " الأعمى " في سورة عبس ، شهد القادسية واستشهد بها ، وقيل توفي بعدها في المدينة . الإصابة 2 / 516 ، والاستيعاب 2 / 494 - 495 ، وأسد الغابة 4 / 127 . ( 5 ) رواه ابن سعد في طبقاته 2 ق 2 / 57 ، وفي كنز العمال 4 / 53 رقم الحديث 1092 ، وابن كثير في 5 / 243 من تاريخه . ورواه الأميني في غديره عن شرح المواهب للزرقاني 8 / 281 . وراجع ابن ماجة ، الحديث 627 والآية 144 من سورة آل عمران . ‹ هامش ص 103 › ( 1 ) في التمهيد للباقلاني ص 192 - 193 . ( 2 ) رواه ابن سعد في طبقاته 2 ق 2 / 57 . وابن كثير في تاريخه 5 / 243 ، وفي السيرة الحلبية 3 /390 - 391 ، وكنز العمال 4 / 53 ، الحديث 1092 . ( 3 ) هذه التتمة في تاريخ أبي الفداء 1 / 152 . ( 4 ) رواه ابن سعد في الطبقات 2 ق 2 / 53 وأنساب الأشراف 1 / 567 . والدارمي 1 / 39 وفي كنز العمال 4 / 53 الحديث 1090 ، وبهامش الحلبية 3 / 390 عن الطبراني مختصرا ، وفي تاريخ الخميس 2 / 185 وفي ص 192 منه مختصرا . ونهاية الإرب 18 / 286 . ‹ هامش ص 104 › ( 1 ) أنساب الأشراف ج 1 / 567 وابن سعد 2 ق 2 / 53 . وكنز العمال 4 / 53 وتاريخ الخميس 2 / 185 والسيرة الحلبية 3 / 392 . ( 2 ) سالم بن عبيد الأشجعي كان من أهل الصفة ثم نزل الكوفة . الاستيعاب 2 / 70 والإصابة 2 : 5 وأسد الغابة 2 / 247 . ( 3 ) لم أثق بما ذكره بعض المصادر من أن أم المؤمنين عائشة هي التي أرسلت إلى أبي بكر وأخبرته بموت رسول الله ( ص ) . ( 4 ) في تاريخ ابن كثير 5 / 244 ، وهامش الحلبية لزيني دحلان 3 / 390 - 391 . ( 5 ) الطبري 2 / 443 وط . أوروبا 1 / 1818 وابن كثير 5 / 242 وابن أبي الحديد 1 / 60 . ( 6 ) في الكنز 4 / 53 الحديث 1092 . ( 7 ) الطبقات لابن سعد 2 ق 2 / 54 ، والطبري 1 / 1817 - 1818 ، وابن كثير 5 / 243 . والسيرة الحلبية 3 / 392 وابن ماجة الحديث 1627 وإن هذه الآية ، التي قرأها أبو بكر على عمر هي التي كان ابن أم مكتوم قد قرأها عليه قبل ذلك . وكان التشكيك في موت الرسول يوم وفاته من خصائص الخليفة عمر بن الخطاب فإن أصحاب السير والمؤرخين لم يذكروا هذا التشكيك عن غيره . ‹ هامش ص 105 › ( 1 ) هذه التتمة في طبقات ابن سعد 2 ق 2 / 54 ، والطبري ط . أوروبا 1 / 1816 - 1817 . ( 2 ) ابن هشام 4 / 334 و 335 . والطبري 2 / 442 - 444 . وابن كثير 5 / 242 وابن الأثير 2 / 219 . وابن أبي الحديد 1 / 128 وصفوة الصفوة 1 / 99 أورده ملخصا . وكنز العمال 4 / 48 الحديث 1053 ، ونهاية الإرب 18 / 387 . ( 3 ) السيرة الحلبية 3 / 392 وبهامشه 3 / 391 . ‹ هامش ص 106 › ( 1 ) ابن أبي الحديد 1 / 129 . ( 2 ) ستأتي تراجمهم في ذكر مواقفهم من بيعة أبي بكر إن شاء الله تعالى . ( 3 ) هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب ، ويقال وهيب بن ضبة بن الحارث ابن فهر القرشي الفهري ، وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة ، وكان من السابقين إلى الاسلام ، وممن هاجر الهجرتين وتوفي في طاعون عمواس بالشام سنة 18 وهو أمير عليها ودفن بفحل في الأردن ، الاستيعاب ، 3 / 2 - 4 ، والإصابة ، 2 / 243 وأسد الغابة 3 / 84 - 86 . ‹ هامش ص 107 › ( 1 ) أبو محمد عبد الرحمن بن عوف بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري ، وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ، ولد بعد الفيل بعشر سنين ، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو أو عبد الكعبة ، فسماه الرسول عبد الرحمن ، هاجر إلى الحبشة ، ثم إلى المدينة وشهد بدرا وما بعدها ، وعينه عمر في الستة أهل الشورى . توفي بالمدينة سنة 31 أو 32 ه ودفن بالبقيع . الاستيعاب 2 / 385 - 390 والإصابة 2 / 408 - 410 . وأسد الغابة 3 / 313 - 317 . ( 2 ) راجع ص 98 - 102 أحاديث الكتف والدواة في مرض النبي ( ص ) . ‹ هامش ص 108 › ( 1 ) سيرة ابن هشام 4 / 336 ، والرياض النضرة 1 / 163 ، وتاريخ الخميس 1 / 186 . والسقيفة لأبي بكر الجوهري كما في ابن أبي الحديد ج 2 / 2 . ( 2 ) وفي التنبيه والاشراف للمسعودي ص 247 : " وعلي والعباس وغيرهم من المهاجرين مشتغلون بتجهيز النبي صلى الله عليه وسلم " . ( 3 ) 2 / 456 وفي ط . أوروبا 1 / 1839 ، وفي الرياض النضرة أيضا ذكر ذهاب الثلاثة إلى السقيفة . ( 4 ) هذا لفظ البدء والتاريخ 5 / 65 وفي سيرة ابن هشام 4 / 336 : وقد أغلق دونه الباب أهله ، وكذلك في تاريخ الخميس 1 / 186 . والرياض النضرة 1 / 163 . ( 5 ) هذه التتمة من البدء والتاريخ . ( 6 ) مسند أحمد 1 / 260 ، أورده بالتفصيل في مسند ابن عباس ، وابن كثير في 5 / 260 ، وصفوة الصفوة ، 1 / 85 . وتاريخ الخميس ، 1 / 189 ، والطبري ، 2 / 451 . وفي ط . أوروبا 1 / 1830 - 1831 . وابن شحنة بهامش الكامل ص 100 ملخصا ، وأبو الفداء ، 1 / 152 . وأسد الغابة 1 / 34 مع اختلاف يسير في الألفاظ ، والعقد الفريد 3 / 61 ، وتاريخ الذهبي 1 / 321 . وابن سعد 2 ق 2 / 70 ، واليعقوبي 2 / 94 ، والبدء والتاريخ 5 / 68 ، وابن الأثير والتنبيه والاشراف للمسعودي : 244 . قد صرح جميع هؤلاء المؤرخين : بأن الذين اشتغلوا في تجهيز رسول الله ( ص ) وولوا أمره هم أهل بيته فحسب ، وقد تخيرنا لفظ الحديث من ابن حنبل من : " ولما اجتمع القوم لغسل رسول الله - إلى - ولم يل شيئا من أمر رسول الله " . ‹ هامش ص109 › ( 1 ) أبو ذؤيب قيل : اسمه خويلد ، شاعر أسلم على عهد النبي ولم يره ، سمع بمرض الرسول فأتى المدينة ، وأدرك بيعة أبي بكر ، ثم رجع إلى البادية . قيل : توفي غازيا بأرض الروم ، وحديث حضوره السقيفة بترجمته من الاستيعاب 4 / 65 ، وأسد الغابة 5 / 188 ، وأورده ابن حجر في الإصابة 4 / 66 ملخصا إياه تلخيصا مخلا ، وأخباره في الأغاني 6 / 56 - 62 ط . ساسي . ( 2 ) الفضل بن العباس وأمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن الهلالية . كان أسن إخوته وهو ممن حضر حنينا وثبت فيها ، توفي في خلافة أبي بكر أو عمر . الاستيعاب 3 / 202 ، والإصابة 3 / 202 وأسد الغابة 4 / 184 . ( 3 ) كان شبيها بالنبي . ولاه على مكة وبقي عليها حتى قتل . استشهد بسمرقند في ولاية معاوية . الاستيعاب 3 : 262 ، والإصابة 3 / 218 - 219 ، وأسد الغابة 4 / 197 . ( 4 ) أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن عبد ود بن عوف الكلبي ، وأمه أم أيمن حاضنة النبي . ولد في الاسلام وتوفي في خلافة معاوية . ( الاستيعاب 1 / 34 والإصابة 1 / 46 ) . ‹ هامش ص 110 › ( 1 ) هو شقران . كان عبدا حبشيا وشهد بدرا فلم يسهم له . الاستيعاب 2 / 161 - 162 والإصابة 2 / 150 وأسد الغابة 3 / 1 . ( 2 ) أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلي الخزرجي ، شهد بدرا ومات بعدها ، توفي بالمدينة في خلافة عثمان . الاستيعاب 1 / 48 والإصابة 1 / 95 - 96 وأسد الغابة 1 / 170 . |
المرشحون للبيعة في مرض النبي الاول والثاني والفائز
العنوان: [ المرشحون للبيعة في مرض النبي الاول والثاني والفائز ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 110 - 120 المرشحون للبيعة والنبي ( ص ) مسجى في بيته : اهتم أقرباء الرسول ( ص ) وأصحابه بالبيعة للخلافة من . قبل أن يتم تجهيز الرسول ، وانقسموا إلى ثلاث طوائف كل طائفة ترشح زعيمها للخلافة . المرشح الاول : وكان علي بن أبي طالب هو المرشح الأول ، فقد روى ابن سعد في الطبقات : " أن العباس قال لعلي : أمدد يدك أبايعك يبايعك الناس " ( 3 ) وفي ‹ صفحة 111 › رواية المسعودي : " يا ابن أخي هلم لأبايعك فلا يختلف عليك اثنان " ( 1 ) ، وفي رواية عبد العزيز الجوهري : أن العباس عاتب عليا بعد ذلك وقال له : " فلما قبض رسول الله أتانا أبو سفيان بن حرب تلك الساعة فدعوناك إلى أن نبايعك وقلت لك : أبسط يدك أبايعك ويبايعك هذا الشيخ فإنا إن بايعناك لم يختلف عليك أحد من بني عبد مناف ، وإن بايعك بنو عبد مناف لم يختلف عليك قرشي ، وإذا بايعتك قريش لم يختلف عليك أحد من العرب ، فقلت : لنا بجهاز رسول الله شغل " ( 2 ) في رواية الطبري : " وأشرت عليك بعد وفاة الرسول أن تعاجل بالامر فأبيت " ( 3 ) هذا مضافا إلى ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى من مواقف بعض الصحابة في طلب البيعة لعلي ، غير أن علي بن أبي طالب كان منصرفا عن الخلافة مهتما بتجهيز الرسول فأبى أن يمد يده للبيعة والرسول مسجى بين أيديهم فلامه العباس بعدئذ على امتناعه من قبول البيعة . والحق أن العباس لم يكن مصيبا في رأيه ولا محقا في لومه . فإن الرسول إن كان قد رشح ابن عمه لولاية الامر من بعده ( 4 ) - كما يعتقد بذلك طائفة من ‹ صفحة 112 › المسلمين - فالبيعة أو عدمها لم تكن بمغيرة من ذلك الحق المنصوص عليه شيئا - لو كان المسلمون يريدون أن يأخذوا بكل ما أتى به الرسول - وإن كان الرسول قد ترك أمته هملا - كما يذهب إليه طائفة أخرى من المسلمين - فلم يكن من الصواب أن يغصبوا من المسلمين حق الانتخاب . وأيا ما كان الامر فإن عليا آنذاك لو كان آخذا بنصيحة عمه لقيل في بيعته إنها فلتة كما قيل في بيعة أبي بكر " إنها فلتة " ( 1 ) ولأضرمت الجماعة عند ذاك نار حرب يشيب منها الوليد . لان هذا البعض كان يكره أن تجتمع الخلافة والنبوة لبني هاشم ( 2 ) وإن نص النبي لعلي لم يكن بمزيل هذه الكراهية إن لم يزدها . إذا فعلي كان أبعد نظرا من عمه في أمره . وأخرى أن عليا لم يكن ليرضى أن تنعقد له البيعة في البيت بمبادرة جماعة إليها دون أن يكون ذلك في ملا من المسلمين وبرضى عامتهم كما لم يقبل بذلك بعد وقعة الدار . وقد قال علي في جواب عمه : فإني لا أحب هذا الامر من وراء رتاج ، وإنما أريد أن اصحر به ( 3 ) . ‹ صفحة 113 › وأخيرا هل كان يجدر بعلي وهو الأثير عند النبي أن يترك النبي مسجى على مغتسله وينصرف عنه ليأخذ لنفسه البيعة من هذا وذاك ! ! الحق أن هذا كان بعيدا من خلق علي . المرشح الثاني في السقيفة : اجتمعت الأنصارفي سقيفة بني ساعدة فقالوا : " نولي هذا الامر بعد محمد سعد بن عبادة وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض . . . " . فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر سابقة الأنصار في الدين وفضيلتهم في الاسلام ، وإعزازهم للنبي وأصحابه ، وجهادهم لأعدائه حتى استقامت العرب ، وتوفي الرسول وهو عنهم راض ، وقال : " استبدوا بهذا الامر دون الناس فأجابوه بأجمعهم . أن قد وفقت في الرأي ، وأصبت في القول ، ولن نعدو ما رأيت ، نوليك هذا الامر ، ثم إنهم ترادوا الكلام بينهم ، فقالوا : فإن أبت مهاجرة قريش فقالوا نحن المهاجرون ، وصحابة رسول الله الأولون ، ونحن عشيرته ، وأولياؤه ، فعلام تنازعوننا هذا الامر بعده ؟ فقالت طائفة منهم : فإنا نقول إذا : منا أمير ومنكم أمير ، فقال سعد بن عبادة : هذا أول الوهن " ( 1 ) المرشح الفائز : سمع أبو بكر وعمر بذلك ، فأسرعا إلى السقيفة مع أبي عبيدة ابن ‹ صفحة 114 › الجراح ( 1 ) وانحاز معهم أسيد بن حضير ( 2 ) وعويم بن ساعدة ( 3 ) وعاصم بن عدي ( 4 ) من بني العجلان ( 5 ) والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن عوف . قال أبو ذؤيب : وجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة أي ابن الجراح ، وسالما وجماعة من قريش ، ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة وفيهم شعراؤهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك ، وملا منهم فأويت إلى قريش وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب ، وأكثروا الصواب ، وتكلم أبو ‹ صفحة 115 › بكر ، فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ، ويعلم مواضع فصل الخطاب ، والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه ، ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه ، ومد يده فبايعه ، ورجع أبو بكر ورجعت معه . . . الحديث ( 1 ) . تركوا الرسول يغسله أهله ( 2 ) ، واجتمعوا مع الأنصار في ناديهم - السقيفة - يتنافسون على الامارة بعد الرسول . وذكر أصحاب السير تفصيل ما دار بينهم من حديث وقالوا : تكلم أبو بكر - بعد أن منع عمر عن الكلام - وحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر سابقة المهاجرين في التصديق بالرسول دون جميع العرب ، وقال : " فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالرسول وهم أولياؤه ، وعشيرته ، وأحق الناس بهذا الامر من بعده ، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم " ، ثم ذكر فضيلة الأنصار ، وقال : " فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم ، فنحن الامراء ، وأنتم الوزراء " . فقام الحباب بن المنذر ، وقال : " يا معشر الأنصار إملكوا عليكم أمركم فإن الناس في فيئكم ، وفي ظلكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ، ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم ، وينتقض عليكم أمركم . فإن أبى هؤلاء إلا ما سمعتم ، فمنا أمير ومنهم أمير " . فقال : عمر هيهات ! لا يجتمع اثنان في قرن . . . والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم . ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من ‹ صفحة 116 › كانت النبوة فيهم ، وولي أمورهم منهم ، ولنا بذلك على من أبى الحجة الظاهرة . والسلطان المبين ، من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته ( 1 ) إلا مدل بباطل أو متجانف لاثم أو متورط في هلكة ؟ ! فقام الحباب بن المنذر ( 2 ) وقال : يا معشر الأنصار ! إملكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الامر ، فإن أبوا عليكم ما سألتموهم ، فأجلوهم عن هذه البلاد ، وتولوا عليهم هذه الأمور ، فأنتم والله أحق بهذا الامر منهم ، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به . أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، أما والله لو شئتم لنعيدنها جذعة ( 3 ) . والله لا يرد أحد علي إلا حطمت أنفه بالسيف . قال عمر : إذن يقتلك الله . قال : بل إياك يقتل ، ( وأخذه ووطأ في بطنه ودس في فيه التراب ) ( 4 ) . فقال أبو عبيدة : " يا معشر الأنصار إنكم كنتم أول من نصر وآزر، فلا تكونوا أول من بدل وغير " . ‹ صفحة 117 › فقام بشير بن سعد الخزرجي أبو نعمان بن بشير ( وكان حاسدا له - أي لسعد - وكان من سادة الخزرج ) ( 1 ) فقال : " يا معشر الأنصار ! إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين ، وسابقة في هذا الدين ما أردنا به إلا رضا ربنا ، وطاعة نبينا ، والكدح لأنفسنا ، فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك ، ولا نبتغي به من الدنيا عرضا . فإن الله ولي النعمة علينا بذلك ، ألا إن محمدا صلى الله عليه وسلم من قريش ، وقومه أحق به ، وأولى ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الامر أبدا ، فاتقوا الله ، ولا تخالفوهم ، ولا تنازعوهم " . فقال أبو بكر : هذا عمر وهذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا ، فقالا : " والله لا نتولى هذا الامر عليك " ( 2 ) . ( وقام عبد الرحمن بن عوف ، وتكلم فقال : " يا معشر الأنصار ! إنكم وإن كنتم على فضل ، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي " . وقام المنذر ابن الأرقم فقال : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإن فيهم لرجلا لو طلب هذا الامر لم ينازعه فيه أحد - يعني علي بن أبي طالب - ) ( 3 ) . ( فقالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلا عليا ) ( 4 ) . ‹ صفحة 118 › قال عمر : ( فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف فقلت : أبسط ( 1 ) يدك لأبايعك ) ( 2 ) فلما ذهبا ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير ابن سعد عققت عقاق ! أنفست على ابن عمك الامارة ، فقال : لا والله ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله لهم . ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة ، قال بعضهم لبعض ، وفيهم أسيد بن حضير وكان أحد النقباء : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر ( 3 ) . ‹ صفحة 119 › فقاموا إليه فبايعوه فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم ، فأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر وكادوا يطؤون سعد بن عبادة ( 1 ) . فقال أناس من أصحاب سعد : اتقوا سعدا لا تطؤوه . فقال عمر : أقتلوه قتله الله . ثم قام على رأسه فقال : لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك . فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر فقال : " والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة . فقال أبو بكر : مهلا يا عمر ! الرفق هاهنا أبلغ . فأعرض عنه عمر ( 2 ) . وقال سعد : أما والله لو أن بي قوة ما أقوى على النهوض لسمعت مني في أقطارها وسككها زئيرا يجحرك وأصحابك . أما والله إذا لألحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع . إحملوني من هذا المكان ، فحملوه فأدخلوه داره ( 3 ) . وروى أبو بكر الجوهري : " أن عمر كان يومئذ - يعني يوم بويع أبو بكر - محتجزا يهرول بين يدي أبي بكر ويقول : الا إن الناس قد بايعوا أبا بكر " . ( 4 ) . ‹ صفحة 120 › ( بايع الناس أبا بكر وأتوا به المسجد يبايعونه فسمع العباس وعلي التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) . فقال علي : ما هذا ؟ قال العباس : ما رؤي مثل هذا قط ! ! ما قلت لك ( 1 ) ؟ ! . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 110 › ( 1 ) هو شقران . كان عبدا حبشيا وشهد بدرا فلم يسهم له . الاستيعاب 2 / 161 - 162 والإصابة 2 / 150 وأسد الغابة 3 / 1 . ( 2 ) أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلي الخزرجي ، شهد بدرا ومات بعدها ، توفي بالمدينة في خلافة عثمان . الاستيعاب 1 / 48 والإصابة 1 / 95 - 96 وأسد الغابة 1 / 170 . ( 3 ) طبقات ابن سعد 2 / ق 2 / 38 . ‹ هامش ص 111 › ( 1 ) مروج الذهب 2 / 200 وفي تاريخ الذهبي 1 / 329 ، وضحى الاسلام 3 / 291 ، وفي الإمامة والسياسة 1 / 4 : " أبسط يدك أبايعك فيقال : عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله ويبايعك أهل بيتك فإن هذا الامر إذا كان لم يقل " . ( 2 ) رواها ابن أبي الحديد في 1 / 131 عن كتاب ( السقيفة ) وفي ص 54 أوردها مختصرة . ( 3 ) الطبري 3 / 294 . والعقد الفريد 3 / 74 . ( 4 ) في أسد الغابة 4 / 31 قال رسول الله ( ص ) لعلي : " إنك بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموا لك الامر فاقبله منهم . . . " الحديث . ‹ هامش ص 112 › ( 1 ) راجع فيما يأتي : رأي عمر في بيعة أبي بكر . ( 2 ) روى ابن عباس أن عمر قال له : " أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد ؟ ؟ قال ابن عباس : فقلت له : إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني . فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا " . تأتي تتمته عن الطبري في ذكر رأي ابن عباس في بيعة أبي بكر إن شاء الله تعالى . ( 3 ) شرح النهج . وإن طلب العباس البيعة لعلي لا يدل على عدم وجود نص عليه فإن شأنها شأن طلب الرسول البيعة من أصحابه في الحديبية ، فإن طلب النبي البيعة منهم لم تكن الغاية أخذ الاعتراف منهم بنبوته ، وإنما كان القصد أخذ العهد منهم لنصرته . راجع الفصول المختارة للمفيد ص 41 وما بعدها . ‹ هامش ص 113 › ( 1 ) الطبري في ذكره لحوادثسنة 11 ه ، ط . أوروبا 1 / 838 ، و 2 / 456 عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ، وابن الأثير 2 / 125 وبتاريخ الخلفاء لابن قتيبة 1 / 5 قريب منه وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة ج 2 عن ابن أبي الحديد في خطبة : ( ومن كلام له في معنى الأنصار ) . ‹ هامش ص 114 › ( 1 ) راجع قبله ص 110 - 111 . ( 2 ) ابن هشام 4 / 335 ، أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس ابن زيد بن عبد الأشهل بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي ، شهد العقبة الثانية وكان ممن ثبت في أحد ، وشهد جميع مشاهد النبي وكان أبو بكر لا يقدم أحدا من الأنصار عليه . توفي سنة 20 أو 21 ه فحمل عمر نعشه بنفسه ، الاستيعاب 1 / 31 - 33 والإصابة 1 / 64 . ( 3 ) عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف ابن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ، شهد العقبة وبدرا وما بعدها ، وتوفي في خلافة عمر وبترجمته في النبلاء إنه كان أخا الخليفة عمر . وقال عمر على قبره : " لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يقول : ( أنا خير من صاحب هذا القبر ) " . الاستيعاب 3 / 170 والإصابة 3 / 45 وأسدا الغابة 4 / 158 . ( 4 ) عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلوي العجلاني ، حليف الأنصار وكان سيد بني عجلان ، شهد أحدا وما بعدها ، توفي سنة 45 هجرية ، الاستيعاب 3 / 133 ، والإصابة 2 / 237 وأسد الغابة 3 / ص 75 . ( 5 ) ابن هشام 4 / 339 وفي الموفقيات للزبير بن بكار ( معن بن عدي ) بدل ( عاصم ) راجع ابن أبي الحديد ج 2 في شرحه ( ومن كلام له في معنى الأنصار ) . ‹ هامش ص 115 › ( 1 ) هذه تتمة حديثه الذي أوردناه في ص 112 . ( 2 ) راجع قبله ص 112 - 113 وما بعدهما . ‹ هامش ص 116 › ( 1 ) لما سمع علي بن أبي طالب هذا الاحتجاج من المهاجرين قال : احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ، النهج وشرحه ج 2 في الصفحة الثانية منه . ( 2 ) الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري شهد بدرا وما بعدها ، وتوفي في خلافة عمر ، الاستيعاب 1 / 353 والإصابة 1 / 302 وأسد الغابة 1 / 364 . ونسبه في جمهرة ابن حزم ص 359 . ( 3 ) أعدت الامر جذعا أي جديدا كما بدأ ، وإذا طفئت حرب بين قوم فقال بعضهم إن شئتم أعدناها جذعة أي : أول ما يبتدأ فيها . ( 4 ) هذه الزيادة في رواية السقيفة لأبي بكر الجوهري . راجع ابن أبي الحديد 2 / 16 . ‹ هامش ص 117 › ( 1 ) هذه الزيادة برواية الجوهري في السقيفة راجع شرح النهج 2 / 2 في شرحه ( ومن كلام له في معنى الأنصار ) . ( 2 ) لم نسجل هنا بقية الحوار وتعليقنا عليه طلبا للاختصار . ( 3 ) رواه اليعقوبي بعد ذكر ما تقدم في 2 / 103 من تاريخه . ( 4 ) في رواية الطبري ط . أوروبا 1 / 1818 ، و 3 / 208 . عن إبراهيم ، وابن الأثير 2 / 123 : ( أن الأنصار قالت ذلك بعد أن بايع عمر أبا بكر ) . وقال ابن أبي الحديد في 1 / 122 : إن الأنصار لما فاتها ما طلبت من الخلافة قالت لا نبايع إلا عليا . وروى ذلك عن الزبير بن بكار في 2 / 8 أيضا . ‹ هامش ص 118 › ( 1 ) قد قال عمر لأبي بكر : أبسط يدك لأبايعك . ( 2 ) عن سيرة ابن هشام 4 / 336 وجميع من روى حديث الفلتة ، راجع بعده حديث الفلتة في ذكر رأي عمر في بيعة أبي بكر . وفي نهاية ابن كثير 5 / 246 بعد هذا : " خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة ان يحدثوا بعدنا بيعة فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد " . أقول : بعد أن استطاع العمران أن يصرفا الأنصار عن سعد بن عبادة اتجهوا نحو علي فتخوف أبو حفص من هذا الاتجاه القوي . فإن الأنصار لو اتصلوا ببني هاشم بعد أن يفرغوا من تجهيز الرسول لأصبحت أقليتهم منها صفر اليدين ، فلذلك بادر إلى بيعة أبي بكر وقضي الامر . ( 3 ) وفي رواية أبي بكر في سقيفته : لما رأت الأوس أن رئيسا من رؤساء الخزرج قد بايع قام أسيد بن حضير وهو رئيس الأوس فبايع حسدا لسعد ومنافسة له أن يلي الامر . راجع شرحه النهج 2 / 2 في شرحه ( ومن كلام له في معنى الأنصار ) . ‹ هامش ص 119 › ( 1 ) وفي رواية اليعقوبي 2 / 103 : وبايع الناس وجعل الرجل يطفر وسادة سعد بن عبادة حتى وطئوا سعدا . ( 2 ) إن هذا الموقف يوضح بجلاء جماع سياسة الخليفتين من شدة ولين . ( 3 ) الطبري : 2 / 201 - 202 . وط . أوروبا 1 / 1843 . ( 4 ) في كتابه السقيفة ، راجع ابن أبي الحديد : 1 : 133 . وفي 74 منه بلفظ آخر . ‹ هامش ص 120 › ( 1 ) ابن عبد ربه في العقد الفريد 3 : 63 ، وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد عنه في 1 / 123 وروي تفصيله في 74 منهوالزبير بن بكار في الموفقيات كما يروي عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 في شرحه ( ومن كلام له في معنى الأنصار ) . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
النذير والبيعة العامة
العنوان: [ النذير والبيعة العامة ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 120 - 124 النذير : وجاء البراء بن عازب فضرب الباب على بني هاشم وقال : يا معشر بني هاشم ! بويع أبو بكر . فقال بعضهم لبعض : ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمد ! ! . فقال العباس : فعلوها ورب الكعبة ! وكان المهاجرون والأنصار " لا يشكون في علي " ( 2 ) . روى الطبري : أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر فكان عمر يقول : ‹ صفحة 121 › ( ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر ) ( 1 ) . فلما بويع أبو بكر أقبلت الجماعة التي بايعته تزفه زفا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد على المنبر - منبر رسول الله - فبايعه الناس حتى أمسى ، وشغلوا عن دفن رسول الله حتى كانت ليلة الثلاثاء ( 2 ) . البيعة العامة وذكر أن قوله بالأمس لم يكن من كتاب الله ولا عهدا من رسوله ولكنه كان يرى أن الرسول سيدبر أمرهم ويكون آخرهم ) ثم قال : " وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى رسوله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له ، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه " . فبايع الناس أبا بكر بيعته العامة بعد بيعة السقيفة . وفي البخاري : " وكان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة ، وكانت بيعة أبي بكر العامة على المنبر " . قال أنس بن مالك : ‹ صفحة 122 › " سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ إصعد المنبر ، فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة " ( 1 ) . ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني . . . إلى قوله : أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ، قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله " . بعد بيعة أبي بكر العامة : " توفي رسول الله ( ص ) يوم الاثنين حين زاغت الشمس فشغل الناس عن دفنه " ( 2 ) . شغل الناس عن رسول الله بقية يوم الاثنين حتى عصر الثلاثاء ، شغل الناس بخطب السقيفة ثم ببيعة أبي بكر الأولى ثم ببيعته العامة وخطبته وخطبة عمر حتى أن صلى بهم . ‹ صفحة 123 › قالوا : " فلما بويع أبو بكر اقبل الناس على جهاز رسول الله يوم الثلاثاء " ( 1 ) " ثم دخل الناس يصلون عليه " ( 2 ) " وصلي على رسول الله بغير إمام . يدخل عليه المسلمون زمرا زمرا يصلون عليه " ( 3 ) . ............... ( 1 ) ابن عبد ربه في العقد الفريد 3 : 63 ، وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد عنه في 1 / 123 وروي تفصيله في 74 منه والزبير بن بكار في الموفقيات كما يروي عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 في شرحه ( ومن كلام له في معنى الأنصار ) . ( 2 ) اليعقوبي 2 / 103 ، وفي ابن أبي الحديد 1 / 74 عن البراء بن عازب فقال العباس : تربت أيديكم إلى آخر الدهر ، أما أني قد أمرتكم فعصيتموني . ‹ هامش ص 121 › ( 1 ) الطبري 2 / 458 . وط أوروبا 1 / 1843 وفي رواية ابن الأثير 2 / 224 : ( وجاءت أسلم فبايعت ) وقال زبير بن بكار في الموفقيات برواية النهج 6 / 287 : ( فقوي بهم أبو بكر ) ولم يعينا متى جاءت أسلم ويقوى الظن أن يكون ذلك يوم الثلاثاء . وقال المفيد في كتابه ( الجمل ) : إن القبيلة كانت قد جاءت لتمتار من المدينة ( الجمل ص 43 ) . ( 2 ) الرياض النضرة 1 / 164 ، وتاريخ الخميس 1 / 188 . ‹ هامش ص 122 › ( 1 ) ابن هشام 4 / 340 . والطبري 3 / 203 وفي ط . أوروبا 1 / 1829 وعيون الأخبار لابن قتيبة 2 / 234 . والرياض النضرة 1 / 167 . وابن كثير 5 / 248 . والسيوطي في تاريخ الخلفاء : 47 . وكنز العمال 3 / 129 ، الحديث : 2253 ، والحلبية 3 / 397 ، وذكر البخاري في صحيحه 4 / 165 كتاب البيعة عن أنس : خطبة عمر باختلاف يسير . وممن ذكر خطبة أبي بكر فقط ، أبو الجوهري في كتابه السقيفة حسب رواية ابن أبي الحديد عنه ، 1 / 134 ، وصفوة الصفوة 1 / 98 . ( 2 ) طبقات ابن سعد ج 2 ق 2 ص 78 ط ليدن . ‹ هامش ص 123 › ( 1 ) سيرة ابن هشام : 4 / 343 والطبري : 2 / 450 . وفي ط . أوروبا 1 / 1830 . وابن الأثير : 2 / 126 . وابن كثير : 5 / 248 . والحلبية : 3 / 392 و 394 . وهذا الأخير لم يعين اليوم الذي انتهوا فيه من بيعة أبي بكر واقبلوا على جهاز رسول الله . ( 2 ) ابن هشام 4 / 343 . ( 3 ) طبقات ابن سعد 2 ق 2 ص 70 ، والكامل لابن الأثير ج 2 في ذكر حوادث سنة 11 ه . |
دفن رسول الله ومن حضر دفنه
دفن رسول الله ومن حضر دفنه : " ولي وضع رسول الله في قبره هؤلاء الرهط الذين غسلوه : العباس وعلي والفضل وصالح مولاه . وخلى أصحاب رسول الله بين رسول الله وأهله فولوا إجنانه " ( 4 ) . " ودخل القبر علي ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وشقران مولاه . ويقال : أسامة بن زيد وهم تولوا غسله وتكفينه وأمره كله " ( 5 ) " وإن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي " ( 6 ) وقالت عائشة : " ما علمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت ‹ صفحة 124 › المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء " ( 1 ) . " ولم يله إلا أقاربه ، ولقد سمعت بنو غنم صريف المساحي حين حضر وإنهم لفي بيوتهم " ( 2 ) . وقال شيوخ الأنصار من بني غنم " سمعنا صوت المساحي آخر الليل " ( 3 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . < هامش ص 123 > ( 4 ) النص لابن سعد في الطبقات : 2 ق 2 / 70 ، وفي البدء والتاريخ قريب منه . وكنز العمال 4 / 54 و 60 وهذه عبارته : " ولي دفنه وإجنانه أربعة من الناس " ثم ذكر ما أوردناه . ( 5 ) العقد الفريد : 3 / 61 . وقريب منه نص الذهبي في تاريخه : 1 / 321 و 324 و 326 . ( 6 ) كنز العمال : 3 / 140 . ‹ هامش ص 124 › ( 1 ) ابن هشام : 4 / 344 ، والطبري : 2 / 452 و 455 وفي ط . أوروبا 1 / 1833 - 1837 . وابن كثير : 5 / 270 ، وابن الأثير في أسد الغابة : 1 / 34 ، في ترجمة الرسول . وقد ورد في روايات أخرى أن سماعهم صريف المساحي كان ليلة الثلاثاء كما في طبقات ابن سعد : 2 ق 2 / 78 وتاريخ الخميس 1 / 191 . والذهبي في تاريخه 1 / 327 ، والأصح أن ذلك كان ليلة الأربعاء . وفي مسند أحمد 6 / 62 : في آخر ليلة الأربعاء ، وفي ص 242 منه وص 274 : " ما علمنا أين يدفن حتى سمعنا . . . " . ( 2 ) ( 3 ) ابن سعد 2 / ق 2 / 78 . ( 4 ) في تاريخه 2 / 103 ، والسقيفة لأبي بكر الجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد 2 / 13 ، والتفصيل في ص 74 منه وبلفظ قريب منه في الإمامة والسياسة 1 / 14 . ( 5 ) في نص الجوهري : " إنهم اجتمعوا ليلا وأرادوا أن يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين والأنصار ، وإن المجتمعين كانوا من الخامس إلى التاسع مضافا إلى عبادة بن الصامت وأبي الهيثم ابن التيهان وحذيفة " . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
بعد دفن النبي ص
العنوان: [ بعد دفن النبي ص ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 124 – 127 بعد دفن الرسول : اندحر سعد ومرشحوه ، وبقي علي وجماعته - بعد أن أصبحوا أقلية - يتناحرون وحزب أبي بكر الظافر وكل يجتهد في جلب الأنصار لحوزته . قال اليعقوبي ( 4 ) : " وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب ( 5 ) منهم العباس بن عبد المطلب ‹ صفحة 125 › والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو ( 1 ) ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والبراء بن عازب ( 2 ) ، وأبي بن كعب ( 3 ) فأرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة ‹ صفحة 126 › ابن الجراح ، والمغيرة بن شعبة . فقال : ما الرأي ؟ . قالوا : ( 1 ) الرأي أن تلقى العباس بن عبد المطلب فتجعل له في هذا الامر نصيبا يكون له ولعقبه من بعده فتقطعون به ناحية علي بن أبي طالب " وتكون لكما حجة " ( 2 ) على علي إذا مال معكم . فانطلق أبو بكر ، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح ، والمغيرة ، حتى دخلوا على العباس ليلا ( 3 ) فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله بعث محمدا نبيا ، وللمؤمنين وليا ، فمن عليهم بكونه بين أظهرهم حتى اختار له ما عنده فخلى على الناس أمورهم ( 4 ) ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم مشفقين ( 5 ) فاختاروني عليهم واليا ولأمورهم راعيا ، فوليت ذلك وما أخاف - بعون الله وتسديده - وهنا ولا حيرة ولا جبنا ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، وما انفك يبلغني عن طاعن بقول الخلاف على عامة المسلمين يتخذكم لجأ فتكونوا حصنه المنيع ، وخطبه البديع ، فإما دخلتم مع الناس فيما اجتمعوا عليه ، وإما صرفتموهم عما مالوا إليه ، ولقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الامر نصيبا يكون لك ‹ صفحة 127 › ويكون لمن بعدك من عقبك ، إذ كنت عم رسول الله ، وإن كان الناس قد رأوا مكانك ومكان صاحبك " فعدلوا الامر عنكم " ( 1 ) على رسلكم بني هاشم فإن رسول الله منا ومنكم . وقال عمر بن الخطاب : وأخرى إنا لم نأتكم لحاجة إليكم ، ولكن كرها أن يكون الطعن في ما اجتمع عليه المسلمون منكم فيتفاقم الخطب بكم وبهم ، فانظروا لأنفسكم ! فحمد العباس الله وأثنى عليه وقال : إن الله بعث محمدا كما وصفت نبيا وللمؤمنين وليا ، فمن على أمته به حتى قبضه الله إليه واختار له ما عنده ، فخلى على المسلمين أمورهم ليختاروا لأنفسهم مصيبين الحق لا مائلين بزيغ الهوى ، فإن كنت برسول الله طلبت فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين أخذت فنحن منهم فما تقدمنا في أمرك فرطا ، ولا حللنا وسطا ، ولا برحنا سخطا ، وإن كان هذا الامر وجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين . ما أبعد قولك من أنهم طعنوا عليك من قولك إنهم اختاروك ومالوا إليك ، وما أبعد تسميتك خليفة رسول الله من قولك خلى على الناس أمورهم ليختاروا فاختاروك . فأما ما قلت : إنك تجعله لي ، فإن كان حقا للمؤمنين فليس لك أن تحكم ( 2 ) فيه ، وإن كان لنا فلم نرض ببعضه دون بعض ، وعلى رسلك ، فإن رسول الله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها . فخرجوا من عنده " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 124 › ( 4 ) في تاريخه 2 / 103 ، والسقيفة لأبي بكر الجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد 2 / 13 ، والتفصيل في ص 74 منه وبلفظ قريب منه في الإمامة والسياسة 1 / 14 . ( 5 ) في نص الجوهري : " إنهم اجتمعوا ليلا وأرادوا أن يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين والأنصار ، وإن المجتمعين كانوا من الخامس إلى التاسع مضافا إلى عبادة بن الصامت وأبي الهيثم ابن التيهان وحذيفة " . ‹ هامش ص 125 › ( 1 ) المقداد بن الأسود الكندي هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني . أصاب دما في قومه فلحق بحضرموت فحالف كندة وتزوج امرأة فولدت له المقداد فلما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه الأسود فصار يقال له : المقداد ابن الأسود الكندي . فلما نزلت " ادعوهم لآبائهم " قيل له : المقداد بن عمرو . وقال الرسول : " إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة من أصحابي وأخبرني انه يحبهم " . فقيل : من هم ؟ فقال : " علي والمقداد وسلمان وأبو ذر " . توفي سنة 33 ه . الاستيعاب 2 / 451 والإصابة 3 / 433 - 434 . ( 2 ) أبو عمرو البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ، كان ممن استصغره الرسول يوم بدر ورده . وغزا مع الرسول 14 غزوة وشهد مع علي الجمل وصفين والنهروان . سكن الكوفة وابتنى بها دارا وتوفي بها في إمارة مصعب بن الزبير . الاستيعاب 1 / 144 ، والإصابة 1 / 147 . ( 3 ) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وهو تيم اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر ، شهد العقبة الثانية وبايع النبي فيها وشهد بدرا وما بعدها ، وكان من كتاب النبي ، مات في آخر خلافة عمر أو صدر خلافة عثمان . الاستيعاب 1 / 27 - 30 ، والإصابة 1 / 31 - 32 . ‹ هامش ص 126 › ( 1 ) في نص الجوهري أن قائل هذا الرأي هو المغيرة بن شعبة وهذا هو الأقرب إلى الصواب . ( 2 ) هذه الزيادة في نسخة الإمامة والسياسة 1 / 14 . ( 3 ) في رواية ابن أبي الحديد أن ذلك كان في الليلة الثانية بعد وفاة النبي . ( 4 ) إن ضمير ( هم ) موجود في رواية ابن أبي الحديد . ( 5 ) في نسخة الإمامة والسياسة وابن أبي الحديد ص 74 ( متفقين ) وهو الأشبه بالصواب . ‹ هامش ص 127 › ( 1 ) الزيادة في نسخة ابن أبي الحديد والإمامة والسياسة . ( 2 ) في نسخة الجوهري والإمامة والسياسة : فإن يكن حقا لك فلا حاجة لنا فيه . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
التحصن بدار فاطمة
العنوان: [ التحصن بدار فاطمة ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 128 - 138 لتحصن بدار فاطمة : قال عمر بن الخطاب : " وإنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه أن عليا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة " ( 1 ) . وذكر المؤرخون في عداد من تخلف عن بيعة أبي بكر وتحصن بدار فاطمة مع علي والزبير كلا من : 1 - العباس بن عبد المطلب . 2 - عتبة بن أبي لهب . 3 - سلمان الفارسي . 4 - أبو ذر الغفاري . 5 - عمار بن ياسر . 6 - المقداد بن الأسود . 7 - البراء بن عازب . 8 - أبي بن كعب . 9 - سعد بن أبي وقاص ( 2 ) . ‹ صفحة 129 › 10 - طلحة بن عبيد الله . وجماعة من بني هاشم وجمع من المهاجرين والأنصار ( 1 ) . وقد تواتر حديث تخلف علي ومن معه عن بيعة أبي بكر وتحصنهم بدار فاطمة في كتب السير ، والتواريخ ، والصحاح والمسانيد ، والأدب والكلام ، والتراجم ، غير أنهم لما كرهوا ما جرى بين المتحصنين والحزب الظافر لم يفصحوا ببيان حوادثها إلا ما ورد ذكره عفوا . ومن ذلك ما رواه البلاذري وقال : بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي رضي الله عنهم حين قعد عن بيعته وقال : " ائتني به بأعنف العنف فلما أتاه جرى بينهما كلام ، فقال : إحلب حلبا لك شطره . والله ما حرصك على إمارته اليوم إلا ليؤثرك غدا . . . " الحديث ( 2 ) . قال أبو بكر في مرض موته : " أما إني لا آسي على شئ في الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن - إلى قوله - فأما الثلاث التي فعلتها فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على ‹ صفحة 130 › حرب " ( 1 ) . وفي اليعقوبي : " وليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ولو كان أغلق على حرب " ( 2 ) ، وقد عد المؤرخون في الرجال الذين أدخلوا بيت فاطمة بنت رسول الله كلا من : 1 - عمر بن الخطاب . 2 - خالد بن الوليد ( 3 ) . 3 - عبد الرحمن بن عوف . 4 - ثابت بن قيس بن شماس ( 4 ) . ‹ صفحة 131 › 5 - زياد بن لبيد ( 1 ) . 6 - محمد بن مسلمة ( 2 ) . 7 - زيد بن ثابت ( 3 ) . 8 - سلمة بن سلامة بن وقش ( 4 ) . ‹ صفحة 132 › 9 - سلمة بن أسلم ( 1 ) . 10 - أسيد بن حضير ( 2 ) . وقد ذكروا في كيفية كشف بيت فاطمة وما جرى للمتحصنين وهؤلاء الرجال : إنه ( غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير فدخلا بيت فاطمة ومعهما السلاح ) ( 3 ) ( فبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله ) ( 4 ) ( وأنهم إنما اجتمعوا ليبايعوا عليا ) ( 5 ) فبعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم . فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيتهم فاطمة فقالت : يا ابن الخطاب ! أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم أو تدخلوا في ما ‹ صفحة 133 › دخلت فيه الأمة ( 1 ) . وفي كنز العمال : " إن عمر قال لفاطمة : وما أحد أحب إلى أبيك منك وما ذلك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أن يحرقوا عليك الباب " ( 2 ) . وفي رواية الإمامة والسياسة : " إن عمر جاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ، فقال : وإن " ( 3 ) . وفي أنساب الأشراف : إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا ابن الخطاب أتراك محرقا علي بابي ؟ قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك ( 4 ) . وروى أبو بكر في كتابه : السقيفة وقال : فجاءهم عمر بن الخطاب في عصابة من المسلمين ( 5 ) ليحرق عليهم البيت ( 6 ) وعبارة ابن شحنة ( ليحرق البيت بمن فيه ) ( 7 ) وإلى هذا كان يشير ‹ صفحة 134 › عروة بن الزبير حين كان يعتذر عن أخيه عبد الله بن الزبير فيما جرى له مع ( بني هاشم وحصره إياهم في الشعب وجمعه الحطب لاحراقهم . . . إذ هم أبوا البيعة في ما سلف ( 1 ) يعني ما سلف لبني هاشم من قضية الحطب والنار عند امتناعهم عن بيعة أبي بكر ، وفي هذا يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم : وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقيها حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمام فارس عدنان وحاميها وقال اليعقوبي : " فأتوا في جماعة حتى هجموا على الدار ( إلى قوله ) وكسر سيفه - أي سيف علي - ودخلوا الدار " ( 2 ) . وقال الطبري : " أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه " ( 3 ) . ( وعلي يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله حتى انتهوا به إلى أبي بكر فقيل له بايع فقال : أنا أحق بهذا الامر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى ‹ صفحة 135 › بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله فأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الامارة ، وأنا احتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار ، فانصفونا - إن كنتم تخافون الله - من أنفسكم واعرفوا لنا من الامر مثل ما عرفت الأنصار لكم وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون . فقال عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع ، فقال له علي : إحلب يا عمر حلبا لك شطره أشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا . لا والله لا أقبل قولك ولا أبايعه ، فقال له أبو بكر : فإن لم تبايعني لم أكرهك . فقال له أبو عبيدة : يا أبا الحسن إنك حدث السن وهؤلاء مشيخة قريش قومك ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الامر منك وأشد احتمالا له واضطلاعا به فسلم له هذا الامر وارض به فإنك إن تعش ويطل عمرك فأنت لهذا الامر لخليق وعليه حقيق في فضلك وقرابتك وسابقتك وجهادك . فقال علي : يا معشر المهاجرين ! الله الله ، لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أهل البيت أحق بهذا الامر منكم ما كان منا القارئ لكتاب الله ، الفقيه لدين الله ، العالم بالسنة ، المضطلع بأمر الرعية . والله إنا لفينا . فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا . فقال بشير بن سعد : " لو كان هذا الكلام سمعته منك الأنصار يا علي قبل بيعتهم لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان ، ولكنهم قد بايعوا " ) . وانصرف علي إلى منزله ولم يبايع . رواه أبو بكر الجوهري كما في شرح النهج 6 / 285 . وروى أبو بكر الجوهري أيضا وقال : " ورأت فاطمة ما صنع بهما ‹ صفحة 136 › - أي بعلي والزبير - فقامت على باب الحجرة وقالت : يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله ، والله لا أكلم عمر حتى القى الله " ( 1 ) . وفي رواية أخرى : " وخرجت فاطمة تبكي وتصيح فنهنهت من الناس " ( 2 ) . وقال اليعقوبي : " فخرجت فاطمة ، فقالت : والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله . فخرجوا وخرج من كان في الدار " ( 3 ) . وقال المسعودي : " لما بويع أبو بكر في السقيفة وجددت له البيعة يوم الثلاثاء خرج علي فقال : أفسدت علينا أمورنا ولم تستشر ولم ترع لنا حقا ! " . فقال أبو بكر : " بلى ! ولكني خشيت الفتنة " ( 4 ) . وقال اليعقوبي : " واجتمع جماعة إلى علي بن أبي طالب يدعونه إلى البيعة فقال لهم : أغدوا علي محلقين الرؤوس ، فلم يغد عليه إلا ثلاثة نفر " ( 5 ) . ثم إن عليا حمل فاطمة على حمار وسار بها ليلا إلى بيوت الأنصار يسألهم النصرة وتسألهم فاطمة الانتصار له فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به ، فقال علي : أفكنت أترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميتا ‹ صفحة 137 › في بيته لم أجهزه وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه ؟ فقالت فاطمة : " ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ولقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه ! ! " ( 1 ) . ولقد أشار معاوية إلى هذا وإلى ما نقلناه عن اليعقوبي قبله في كتابه إلى علي : " وأعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار ويداك في يدي ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر الصديق ، فلم تدع أحدا من أهل بدر والسوابق إلا دعوتهم إلى نفسك ومشيت إليهم بامرأتك ، وأدللت إليهم بابنيك ، واستنصرتهم على صاحب رسول الله ، فلم يجبك منهم إلا أربعة أو خمسة ، ولعمري لو كنت محقا لأجابوك ولكنك ادعيت باطلا وقلت ما لا يعرف ورمت ما لا يدرك . ومهما نسيت فلا أنسى قولك لأبي سفيان لما حركك وهيجك : لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم " . ( 2 ) وروى معمر عن الزهري عن أم المؤمنين عائشة في حديثها عما جرى بين فاطمة وأبي بكر حول ميراث النبي صلى الله عليه وآله قالت : " فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي ( ص ) ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها ، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس ‹ صفحة 138 › عن علي . ومكثت فاطمة ستة أشهر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم توفيت " . قال معمر : فقال رجل للزهري : فلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال : لا ( 1 ) ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي . فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر . . . الحديث ( 2 ) . وقال البلاذري : لما ارتدت العرب ، مشى عثمان إلى علي . فقال : يا ابن عم ، إنه لا يخرج أحد إلى قتال هذا العدو . وأنت لم تبايع . فلم يزل به حتى مشى إلى أبي بكر ، فقام أبو بكر إليه فاعتنقا وبكى كل واحد إلى صاحبه . فبايعه فسر المسلمون وجد الناس في القتال وقطعت البعوث ( 3 ) ‹ صفحة 139 › ضرع علي إلى مصالحة أبي بكر بعد وفاة فاطمة وانصراف وجوه الناس عنه ، غير أنه بقي يشكو مما جرى عليه بعد وفاة النبي حتى في أيام خلافته . وقد قال في خطبته المشهورة بالشقشقية : أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى . أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده ، ثم تمثل بقول أعشى همدان : شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر فيا عجبا بينا يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته . لشد ما تشطرا ضرعيها ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 128 › ( 1 ) مسند أحمد 1 / 55 ، والطبري 2 / 466 ، وفي ط . أوروبا 1 / 1822 ، وابن الأثير 2 / 124 ، وابن كثير 5 / 246 ، وصفوة الصفوة 1 / 97 ، وابن أبي الحديد 1 / 123 ، وتاريخ السيوطي في مبايعة أبي بكر ص 45 ، وابن هشام 4 / 338 ، وتيسير الوصول 2 / 41 . ( 2 ) أبو إسحق سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب القرشي ، وكان سبع سبعة سبقوا إلى الاسلام ، شهد بدرا وما بعدها . وهو أول من رمى بسهم في الاسلام ، وكان رأس من فتح العراق وكوف الكوفة ووليها لعمر وعينه في الستة أصحاب الشورى واعتزل الناس بعد مقتل عثمان ومات بمسكنه في العقيق في خلافة معاوية وحمل إلى المدينة ودفن بالبقيع . الاستيعاب 2 / 18 - 25 ، والإصابة 2 / 30 - 32 . ‹ هامش ص 129 › ( 1 ) صرحت المصادر الآتية بالإضافة إلى المصادر المذكورة آنفا أن هؤلاء كانوا قد تخلفوا عن بيعة أبي بكر واجتمعوا بدار فاطمة ومن هذه المصادر ما ذكرت اسم بعضهم وأنهم إنما اجتمعوا ليبايعوا عليا ، الرياض النضرة 1 / 167 وتاريخ الخميس 1 / 188 ، وابن عبد ربه 3 / 64 ، وتاريخ أبي الفداء 1 / 156 وابن شحنة بهامش الكامل 11 / 112 ، والجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد 2 / 130 - 134 والحلبية 3 / 394 ، و 397 . ( 2 ) أنساب الأشراف 1 / 587 . ‹ هامش ص 130 › ( 1 ) الطبري 2 / 619 وفي ط . أوروبا 1 / 2140 عند ذكر وفاة أبي بكر ، ومروج الذهب 1 / 414 ، وابن عبد ربه 3 / 69 عند ذكره استخلاف أبي بكر لعمر ، والكنز 3 / 135 ، ومنتخب الكنز 2 / 171 ، والإمامة والسياسة 1 / 18 ، والكامل للمبرد حسب رواية ابن أبي الحديد 2 / 130 - 131 ، وقد ذكر أبو عبيد في الأموال ص 131 قول أبي بكر هكذا : ( أما الثلاث التي فعلتها فوددت أني لم أكن فعلت كذا وكذا - لخلة ذكرها - قال أبو عبيد : لا أريد ذكرها ) انتهى ، وأبو بكر الجوهري برواية النهج 9 / 130 . ولسان الميزان 4 / 189 وراجع ترجمة أبي بكر في ابن عساكر ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ، وتاريخ الذهبي 1 / 388 . ( 2 ) 2 / 115 . ( 3 ) أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي ، وأمه لبابة بنت الحارث بن الحزن الهلالية أخت ميمونة زوجة النبي ، وكانت إليه أعنة الخيل في الجاهلية ، هاجر بعد الحديبية وشهد فتح مكة وأمره أبو بكر على الجيوش ، وكان يقال له سيف الله ! توفي بحمص أو بالمدينة سنة 21 أو 22 ه . الاستيعاب 1 / 405 - 408 . ( 4 ) ثابت بن قبس بن شماس بن زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري . شهد أحدا وما بعدها وقتل مع خالد في اليمامة . الاستيعاب 1 / 193 والإصابة 1 / 197 . ‹ هامش ص 131 › ( 1 ) زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة الأنصاري من بني بياضة بن عامر بن زريق مهاجري أنصاري . خرج إلى رسول الله بمكة وأقام معه حتى هاجر معه إلى المدينة ، شهد العقبة وبدرا وما بعدها ، مات في أول خلافة معاوية . الاستيعاب 1 / 545 والإصابة 1 / 540 . في نسبه بجمهرة ابن حزم ص 356 سقط بياضة . ( 2 ) محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الأوس ، شهد بدرا وما بعدها . وكان ممن لم يبايع علي بن أبي طالب ولم يشهد معه حروبه وتوفي سنة 43 أو 46 أو 47 ه . الاستيعاب 3 / 315 والإصابة 3 / 363 - 364 . ونسبه في جمهرة ابن حزم ص 341 . ( 3 ) راجع أنساب الأشراف 1 / 585 . ( 4 ) أبو عوف سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري ، وأمه سلمى بنت سلمة بن خالد بن عدي الأنصارية ، شهد العقبة الأولى والآخرة ثم شهد بدرا وما بعدها ، توفي بالمدينة سنة 45 ه . الاستيعاب بهامش الإصابة 2 / 84 والإصابة 2 / 63 . ‹ هامش ص 132 › ( 1 ) أبو سعيد سلمة بن أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري ، شهد بدرا وما بعدها وقتل يوم جسر أبي عبيد سنة 14 ه . الاستيعاب 2 / 83 والإصابة 2 / 61 . ( 2 ) الطبري : 2 / 443 و 444 وأبو بكر الجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد 2 / 130 - 134 و 2 / 19 و 17 في جواب قاضي القضاة الثاني . ( 3 ) الرياض النضرة : ط . مصر ، عام 1373 ه : ( 1 / 218 ) ، وأبو بكر الجوهري برواية ابن أبي الحديد 1 / 132 و 6 ص 293 وتاريخ الخميس ، ط . مؤسسة شعبان - بيروت ( ب ، ت ) ( 2 / 169 ) . ( 4 ) اليعقوبي 2 / 105 . ( 5 ) ابن شحنة بهامش الكامل 11 / 113 ، وابن أبي الحديد 2 / 134 . ‹ هامش ص 133 › ( 1 ) ابن عبد ربه 3 / 64 ، وأبو الفداء 1 / 156 . ( 2 ) كنز العمال 3 / 140 . ( 3 ) 1 / 12 . ( 4 ) 1 / 586 . ( 5 ) الرياض النضرة 1 / 167 وأبو بكر الجوهري برواية ابن أبي الحديد 2 / 132 و 6 في الصفحة الثانية منه ، والخميس 1 / 178 . ( 6 ) أبو بكر الجوهري برواية ابن أبي الحديد 2 / 134 . ( 7 ) بهامش الكامل 11 / 113 . ‹ هامش ص 134 › ( 1 ) مروج الذهب 2 / 100 وأورده ابن أبي الحديد في 20 / 481 ط . إيران عند شرحه قول الأمير : " ما زال الزبير منا حتى نشأ ابنه " . ( 2 ) اليعقوبي 2 / 105 . ( 3 ) الطبري 2 / 443 و 444 و 446 وفي ط . أوروبا 1 / 1818 و 1820 و 1822 وقد أورده العقاد في عبقرية عمر ص 173 ، وذكر كسر سيف الزبير المحب الطبري في الرياض النضرة 1 / 167 ، والخميس 1 / 188 ، وابن أبي الحديد 2 / 122 و 132 و 134 و 58 و ج 6 في الصفحة الثانية ، وكنز العمال 3 / 128 . ‹ هامش ص 136 › ( 1 ) برواية ابن أبي الحديد 2 / 134 و 6 / 286 . ( 2 ) السقيفة ، لأبي بكر الجوهري برواية ابن أبي الحديد 2 / 134 . ( 3 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 105 . ( 4 ) مروج الذهب 1 / 414 ، والإمامة والسياسة 1 / 12 - 14 مع اختلاف . ( 5 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 105 ، وفي شرح النهج 2 / 4 . ‹ هامش ص 137 › ( 1 ) أبو بكر الجوهري في كتابه : السقيفة برواية ابن أبي الحديد 6 / 28 ، وابن قتيبة 1 / 12 . ( 2 ) ابن أبي الحديد 2 / 67 ، تحقيق " محمد أبو الفضل إبراهيم " وفي ط الأولى 1 / 131 ، وراجع صفين لنصر بن مزاحم ص 182 . ‹ هامش ص 138 › ( 1 ) في تيسير الوصول 2 / 46 ( قال : لا والله ولا أحد من بني هاشم ) . ( 2 ) قد أوردت هذا الحديث مختصرا من كل من الطبري 2 / 448 وفي ط أوروبا 1 / 1825 ، وصحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر 3 / 38 ، وصحيح مسلم 1 / 72 و 5 / 153 - باب قول رسول الله : ( نحن لا نورث : ما تركناه صدقة ) ، وابن كثير 5 / 285 - 286 وابن عبد ربه 3 / 64 ، وقد أورده ابن الأثير 2 / 126 مختصرا ، والكنجي في كفاية الطالب 225 - 226 . وابن أبي الحديد 2 / 122 ، والمسعودي 2 / 414 من مروج الذهب ، وفي التنبيه والاشراف له ص 250 : " ولم يبايع علي حتى توفيت فاطمة " والصواعق 1 / 12 ، وتاريخ الخميس 1 / 193 ، وفي الإمامة والسياسة : أن بيعة علي كانت بعد وفاة فاطمة ، وأنها قد بقيت بعد أبيها 75 يوما ، وفي الاستيعاب : أن عليا لم يبايعه إلا بعد موت فاطمة 2 / 244 ، وأبو الفداء 1 / 156 والبدء والتاريخ 5 / 66 وأنساب الأشراف 1 / 586 ، وفي أسد الغابة 3 / 222 بترجمة أبي بكر : " كانت بيعتهم بعد ستة أشهر على الأصح " وقال اليعقوبي 2 / 105 : " لم يبايع علي إلا بعد ستة أشهر " وفي الغدير 3 / 102 عن الفصل لابن حزم ص 96 - 97 . ( 3 ) أنساب الأشراف 1 / 587 . |
مواقف واراء
العنوان:
[ مواقف واراء ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 139 - 148 مواقف وآراء : الفضل بن العباس وعتبة بن أبي لهب . ذكر اليعقوبي عن موقف بني هاشم يوم السقيفة عندما بلغهم نبأ بيعة أبي بكر وهم مشغولون بتجهيز النبي وقال ( 2 ) : ‹ صفحة 140 › " فلما خرجوا من الدار قام الفضل بن العباس وقال : يا معشر قريش إنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه ونحن أهلها دونكم وصاحبنا أولى بها منكم " . وقال عتبة بن أبي لهب : ما كنت أحسب هذا الامر منصرفا * عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن عن أول الناس إيمانا وسابقة * وأعلم الناس بالقرآن والسنن وآخر الناس عهدا بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن من فيه ما فيهم لا يمترون به * وليس في القوم ما فيه من الحسن فبعث إليه علي عليه السلام فنهاه ( 1 ) عن ذلك وقال : إن سلامة الدين أحب إلينا من غيره . عبد الله بن عباس ( 2 ) : إن ابن عباس يكشف عن رأيه " في بيعة أبي بكر " في روايته محاورة ‹ صفحة 141 › له مع عمر فإنه يقول : " قال عمر : يا ابن عباس ! أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد ؟ فكرهت أن أجيبه . فقلت : إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني . فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا ( 1 ) على قومكم بجحا بجحا ، فاختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت . فقلت : يا أمير المؤمنين ! إن تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب تكلمت . فقال : تكلم يا ابن عباس . فقلت : أما قولك - يا أمير المؤمنين - اختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت ، فلو أن قريشا اختارت لانفسها حيث اختار الله عز وجل لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود . وأما قولك إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة والخلافة فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهية فقال : * ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) * ( 2 ) . فقال عمر : هيهات والله يا ابن عباس قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت كرهت أن أقرك عليها فتزيل منزلتك مني . فقلت : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل ‹ صفحة 142 › منزلتي منك ، وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه . فقال عمر : بلغني أنك تقول : إنما صرفوها عنا حسدا وظلما . فقلت : أما قولك - يا أمير المؤمنين - ظلما فقد تبين للجاهل والحليم ، وأما قولك حسدا فإن إبليس حسد آدم ونحن ولده المحسودون " . المقداد : روى اليعقوبي ( 1 ) عند ذكره بيعة عثمان عن بعضهم قال : دخلت مسجد رسول الله ( ص ) فرأيت رجلا جاثيا على ركبتيه يتلهف تلهف من كانت الدنيا له فسلبها وهو يقول : " واعجبا لقريش ودفعهم هذا الامر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين . . . " الحديث . سلمان ( 2 ) : روى أبو بكر ( 3 ) : أن سلمان والزبير والأنصار كان هواهم أن يبايعوا عليا بعد النبي فلما بويع أبو بكر قال سلمان : أصبتم الخيرة وأخطأتم المعدن " . ‹ صفحة 143 › وقال سلمان يومئذ : " أصبتم ذا السن منكم وأخطأتم أهل بيت نبيكم . لو جعلتموها فيهم ما اختلف عليكم اثنان ولاكلتموها رغدا " . وفي الأنساب : قال سلمان الفارسي حين بويع أبو بكر : " كرداذ وناكرداذ أي عملتم ، وما عملتم ، لو بايعوا عليا لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم " ( 1 ) . أم مسطح بن أثاثة ( 2 ) : قالوا ( 3 ) : " لما أكثر في تخلف علي عن بيعة أبي بكر واشتد أبو بكر وعمر عليه في ذلك خرجت أم مسطح بن أثاثة فوقفت عند القبر وقالت : قد كان بعدك أنباء وهنبثة ( 4 ) * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب " . أبو ذر : توفي رسول الله ، وأبو ذر غائب وقدم وقد ولي أبو بكر ، فقال : " أصبتم قناعة وتركتم قرابة . لو جعلتم هذا الامر في أهل بيت نبيكم ما اختلف ‹ صفحة 144 › عليكم اثنان " ( 1 ) وفي تاريخ اليعقوبي أن أبا ذر كان يقول في عهد عثمان : " وعلي بن أبي طالب وصي محمد ووارث علمه . أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم الله ، وأخرتم من أخر الله ، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم ، ولما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه . فأما إذا فعلتم ما فعلتم فذوقوا وبال أمركم . وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ( 2 ) . أبو سفيان ( 3 ) : في العقد الفريد 3 / 62 ، وأبو بكر الجوهري في سقيفته برواية ابن أبي الحديد 3 / 120 : " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان غائب في مسعاة أخرجه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرف لقي رجلا في بعض طريقه مقبلا من المدينة . فقال له : مات محمد ؟ قال : نعم . ‹ صفحة 145 › قال : فمن قام مقامه ؟ قال : أبو بكر . قال : أبو سفيان : فماذا فعل المستضعفان علي والعباس . قال : جالسين . قال : أما والله لئن بقيت لهما لأرفعن من أعقابهما ، ثم قال : إني أرى غبرة لا يطفيها إلا دم . فلما قدم المدينة جعل يطوف في أزقتها ويقول : بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الامر إلا فيكم وإليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي . . . الخ " . وفي رواية اليعقوبي ( 1 ) بعد هذين البيتين : " أبا حسن فاشدد بها كف حازم * فإنك بالامر الذي يرتجى ملي وإن امرءا يرمي قصي وراءه * عزيز الحمى والناس من غالب قصي " وفي رواية الطبري 2 / 449 ( 2 ) أن أبا سفيان أقبل وهو يقول : " والله إني لأرى عجابة لا يطفيها إلا دم ، يا آل عبد مناف فيما أبو بكر من أموركم ؟ أين المستضعفان ؟ أين الاذلان علي والعباس ؟ " وقال : أبا حسن أبسط يدك حتى أبايعك ، فأبى علي عليه السلام فجعل يتمثل بشعر المتلمس : ‹ صفحة 146 › إن الهوان حمار الأهل يعرفه * والجر ينكره والرسلة الاجد ( 1 ) ولا يقيم على ضيم يراد به * إلا الاذلان عير الحي والوتد هذا على الخسف معكوس برمته * وذا يشج فلا يبكي له أحد ( 2 ) كان حريا بشعار نادى به شيخ الأمويين صخر بن حرب - يا آل عبد مناف - أن يغير مجرى التاريخ لولا امتناع علي عن إقراره . فما بال أبي سفيان بعد أن حارب الرسول بكل قواه حتى غلب على أمره ينتصر لقرابة هذا الخصم بعد وفاته ؟ وهل كان أبو سفيان صادقا في انتصاره لعلي أم كان طالب فتنة كما قالوا ؟ ! . وعجبا لعلي بينا يعارض بيعة أبي بكر ستة أشهر ويستنصر المهاجرين والأنصار ويستنهضهم ويجمعهم في دار فاطمة - حتى يجلب الحطب لاحراقها بمن فيها - يعرض عن بيعة شيخي قريش عباس وصخر ! ! فما باله يستنصر الغريب ويرفض نصرة عمه وابن عمه القريب ؟ ! عجب هذا . ويرتفع هذا العجب بدراسة أهداف الطرفين : أما أبو سفيان فإنه كان ينظر إلى الرسول ومركزه بين قومه نظرة زعيم عربي إلى ابن عم منافس له في الزعامة قد توارثا المنافسة على الزعامة خلفا عن سلف . وأما الدين الذي جاء به ابن عمه هذا فلم يكن ليعبأ به - ليؤمن به أو يكفر - غير أنه كان يرى فيه امتدادا لتلك المنافسة الموروثة ، ‹ صفحة 147 › وقد قال أبو سفيان للعباس يوم فتح مكة بعد أن أسلم ورأي عظم جيوش النبي : " والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما " . فقال له العباس : يا أبا سفيان ! إنها النبوة . قال : فنعم إذا ( 1 ) . لم يكن هذا الزعيم المغلوب على أمره ليرضى أن تخرج الزعامة من بيت ابن عمه إلى بيت قصي عنه بعد أن خرجت من بيته . وكانت العصبية القبلية في الجاهلية قبل الاسلام عماد الحياة في الجزيرة العربية . وأما العصر الاسلامي الأول ، فمهما جاهد الرسول في إماتة العصبية القبلية ودفنها ! فإنها كانت تظهر بين حين وآخر متحدية جهاد الرسول في نشره الإخاء الانساني ، وفي سيرة الرسول وأصحابه كثير من الشواهد الدالة على ذلك . وإن هذه العصبية لم تكن بين آل عبد مناف صاحب الزعامة القرشية بأقل منها في غيرها . روى ابن هشام عن العباس أنه ركب بغلة النبي ليلة فتح مكة ، وخرج يبحث عن رسول يوفده إلى قريش فيخبرهم بقدوم النبي ليأتوا إليه فيستأمنوه ، فرأى أبا سفيان فقال له : والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك . ثم أردفه وأخذه ليستأمن له من النبي ، وكلما مر على نار من نيران المسلمين قالوا : عم رسول الله صلى الله عليه وآله على بغلته حتى مر على عمر بن الخطاب ، فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة ، قال : أبو سفيان ! عدو الله ، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ، ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فركض العباس بالبغلة وسبقه ، قال ‹ صفحة 148 › العباس : فاقتحمت عن البغلة ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليه عمر ، فقال : يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بلا عقد ولا عهد ، فدعني فلاضرب عنقه ، قال : فقلت : يا رسول الله إني قد أجرته ، ثم جلست إلى رسول الله فأخذت برأسه فقلت : والله يناجيه الليلة دوني رجل . فلما أكثر عمر في شأنه ، قلت : مهلا يا عمر ! فوالله أن لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا ولكنك عرفت أنه من رجال بني عبد مناف ( 1 ) . . . الخ . إن ما ذكرناه مورد واحد مما ظهرت فيه العصبية القبلية جلية سافرة ، فإن العصبية القبلية هي التي حفزت كلا من العباس وعمر ليشتدا نحو رسول الله بغية الوصول إلى ما يعنيهما من أمر العصبية القبلية . وكذلك العصبية القبلية هي التي دفعت أبا سفيان إلى أن ينادي بعيد وفاة الرسول : " يا آل عبد مناف فيما أبو بكر من أموركم ( 2 ) . ويقول : ما لنا ولأبي فصيل إنما هي بنو عبد مناف " ( 3 ) . إذن فإن أبا سفيان الذي حارب ابن عمه الرسول فيما سبق كان صادقا في عزمه حينما قال : " أما والله لئن بقيت لأرفعن من أعقابهما " ( 4 ) لأنه الآن هو وأخوه وابن عمه على الغريب ( 5 ) . ‹ صفحة 149 › كان حريا بهذا النداء أن يغير التاريخ على حساب العصبية القبلية ، فإن زعامة قريش كانت في آل عبد مناف أعز قريش قبيلا وأكثرها عددا على اختلاف ذات بينها من هاشمية وأموية ، فكيف بها وقد جمع شملها خشية خروج الزعامة من بيتها ؟ فقد كانت آل عبد مناف تنقسم إلى بطون : هاشم ونوفل والمطلب وعبد شمس ، وإن عبد شمس وحدها كانت تنقسم إلى أفخاذ : العبلات وربيعة وعبد العزى وحبيبة وأمية . . . الخ ، وإن أمية وحدها كانت تنقسم إلى بيوت كثيرة ، منها بيت حرب . فما ظنك بهذه البطون والأفخاذ إن اجتمعت هي وبنو أعمامها من قبائل قصي ، إذن لقد صدق أبو سفيان في قوله : " وإن امرءا يرمي قصي وراءه - عزيز الحمى " وكان ذلك المرء عليا شبل شيخ الأباطح - أبي طالب - أما تيم بن مرة رهط أبي بكر فكان كما عرفها أبو سفيان : " أقل حي في قريش وأذلها " وكذلك كان ( عدي ) رهط عمر وإن كلا الرهطين لم يكونا من قصي - صميم قريش وسادتها - . ولم يكن لنداء العباس وحده ما رأينا لنداء أبي سفيان من أثر ، أما إذا اجتمعت اليدان والنداءان فهناك الصيلم ( 1 ) . برزت العصبية الجاهلية سافرة بعد وفاة الرسول ( ص ) ، فالأنصار عندما اجتمعوا في سقيفتهم ليبايعوا سعدا إنما لبوا داعي العصبية وحدها فإنهم كانوا يعلمون بأن في المهاجرين من هو أفضل من سعد وأتقى . وكذلك الأوس قد اندفعت بداعي العصبية للمبادرة إلى بيعة أبي بكر لتدفع الامارة عن الخزرج ، وإن جنوح عمر إلى هذه العصبية لجلي أيضا في حجاجه في السقيفة . ولم يشذ أبو سفيان عن غيره في موقفه لعلي وندائه له ، غير أن عليا ‹ صفحة 150 › قد شذ عن هذه الفكرة ولم يرض أن يستولي على الحكم بالنعرة العصبية ، وهو الذي اتبع الرسول في حربه للعصبية اتباع الفصيل أثر أمه ، فهو يريدها دينية قرآنية لا قبلية جاهلية ، ويطلب أنصارا من قبيل سلمان وأبي ذر وعمار ونظرائهم ممن يحدوهم المبدأ والعقيدة إلى نصرته ( 1 ) ، ويأبى قبول نصرة أبي سفيان بداعي العصبية فإن فيه إحياء أمر الجاهلية ، وإماتة حكم الاسلام . إذا فإن أبا سفيان كان صادقا في تعصبه لعلي ، غير أن نقلة الأحاديث وكتبة التاريخ لما كرهوا موقفه من بيعة أبي بكر ، وصموه بأنه طالب فتنة ، كما طعنوا في غيره من معارضي أبي بكر ووصموهم بالردة والفتنة . ومن العجيب أنهم وضعوا ما وصموا به أبا سفيان على لسان علي نفسه ، فقد رووا أن عليا عندما قال له أبو سفيان : " ما بال هذا الامر في أقل حي من قريش ، والله لئن شئت لأملأنها خيلا ورجالا . قال : يا أبا سفيان طالما عاديت الاسلام وأهله فلم تضره بذلك شيئا ، إنا وجدنا أبا بكر لها أهلا ( 2 ) " . ولا نعلم لم لم يجبه أبو سفيان ويقول له فلم لا تبايعه ( 3 ) إن كنت قد وجدته لها أهلا ! ‹ صفحة 151 › لا ، لم يقل علي لأبي سفيان : " إنا وجدنا أبا بكر لها أهلا " ولكنه قال له : " لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضتهم " ( 1 ) . وقد وصف علي موقف أبي سفيان في كتابه إلى معاوية ، وقال : " فأبوك كان أعلم بحقي منك ، وإن تعرف من حقي ما كان أبوك يعرفه تصب رشدك " ( 2 ) . ولما يئس أبو سفيان من علي وخاف من ( ندائه ) الحزب الحاكم قرب أحدهما من الآخر ( فقال عمر لأبي بكر : إن هذا قد قدم وهو فاعل شرا ، وقد كان النبي يستألفه على الاسلام فدع له ما بيده من الصدقة ، ففعل ، فرضي أبو سفيان وبايعه ) ( 3 ) . ويظهر من رواية الطبري أن التفاهم قد تم بينه وبينهم بعد تعيين ابنه يزيد بن أبي سفيان أميرا على الجيش الغازي سورية ( 4 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 139 › ( 1 ) نهج البلاغة شرح ابن أبي الحديد 2 / 50 ، وابن الجوزي في تذكرته في الباب السادس . ( 2 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 103 وفي رواية الموفقيات ط / بغداد 580 - 607 أكثر تفصيلا من هذا . راجع شرح النهج 1 / 287 . ‹ هامش ص 140 › ( 1 ) راجع شرح النهج 2 / 8 الطبعة المصرية وقد نسب ابن حجر في الإصابة 2 / 263 هذه الأبيات إلى الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب الهاشمي كما في ترجمته للعباس ابن عتبة برقم 4508 ، وكذلك فعل أبو الفداء في تاريخه 1 / 164 . ولا أراهما مصيبين في ذلك . ( 2 ) أبو العباس عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، قيل إنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ، شهد مع علي الجمل وصفين والنهروان ثم ولاه البصرة وترك إمارة البصرة في أواخر خلافة علي وذهب إلى مكة وبقي فيها حتى بويع لابن الزبير بالخلافة فأبعده إلى الطائف وتوفي بها سنة 68 ه . هذا ما ذكروه غير أنه تواترت الروايات على أنه شارك في أخذ البيعة للحسن بعد دفن الامام بالكوفة . الاستيعاب 2 / 342 - 345 والإصابة 2 / 322 - 326 راجع الطبري 2 / 289 في ذكر " سيرة عمر " وابن أبي الحديد في شرحه : ( لله بلاد بني فلان ) عن تاريخ بغداد لابن طيفور مسندا . وفي الحديث تصريح بأن سبب منع عمر من كتابة الرسول أن لا يكتب لعلي . ‹ هامش ص 141 › ( 1 ) بجح بالشئ وتبجح : إفتخر به وعظمت نفسه عنده ، وفلان يتبجح بكذا : أي يتعظم ويفتخر . النهاية لابن الأثير ، والقاموس للفيروز آبادي . ( 2 ) الآية 9 من سورة محمد ‹ هامش ص 142 › ( 1 ) اليعقوبي في تاريخه ط . سوريا 2 / 114 . ( 2 ) أبو عبد الله سلمان الفارسي ، اصبهاني أو رامهرمزي . كان معمرا صحب بعض أوصياء عيسى بن مريم واسترق وبيع بالمدينة من امرأة من اليهود . فكاتبها وأعتق نفسه . شهد الخندق وما بعدها وولي المدائن لعمر ومات في أخريات خلافته أو في أوائل خلافة عثمان . الاستيعاب 2 / 53 - 59 والإصابة 2 / 60 . ( 3 ) أبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد 2 / 131 - 132 و 6 / 17 . ‹ هامش ص 143 › ( 1 ) أنساب الأشراف 1 / 591 والجاحظ في العثمانية . ( 2 ) أم مسطح بن أثاثة اسمها سلمى ابنة أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها ريطة بنت صخر بن عامر بن كعب سعد بن تيم بن مرة وهي ابنة خالة أبي بكر . الاستيعاب 3 / 470 والإصابة 4 / 472 . ( 3 ) ابن أبي الحديد 2 / 131 - 132 و 6 / 17 . ( 4 ) الهنبثة : الامر الشديد ، الاختلاط في القول . ‹ هامش ص 144 › ( 1 ) أبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة ، شرح النهج 6 / 5 من الطبعة المصرية . ( 2 ) تاريخ اليعقوبي عند ذكره ما نقم على أبي ذر ص 120 . والبحار للمجلسي 8 / 49 عن تفسير فرات والآية 227 من سورة الشعراء . ( 3 ) أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، حارب الرسول حتى غلب على أمره في فتح مكة وتوفي في صدر خلافة عثمان . الإصابة 2 / 172 - 173 والاستيعاب 2 / 183 - 184 . ‹ هامش ص 145 › ( 1 ) في تاريخه 2 / 105 " وفي رواية الموفقيات أكثر تفصيلا من هذا " راجع شرح النهج 6 / 7 . ( 2 ) وط . أوروبا 1 / 1827 - 1828 . ‹ هامش ص 146 › ( 1 ) الرسلة بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه : الجماعة ، والاجد بضم أوله وثانيه : القوية . ( 2 ) وقريب من هذه الرواية رواية أبي بكر الجوهري في كتابه السقيفة على رواية ابن أبي الحديد 2 / 130 ، الطبعة المصرية . ‹ هامش ص 147 › ( 1 ) سيرة ابن هشام 4 / 23 . ‹ هامش ص 148 › ( 1 ) عن ابن هشام 4 / 21 / ملخصا . ( 2 ) الطبري 2 / 449 ، وط . أوروبا 1 / 1827 . ( 3 ) الطبري 2 / 449 ، وط . أوروبا 1 / 1827 . ( 4 ) ابن عبد ربه 3 / 62 . ( 5 ) في المثل العربي : " أنا على أخي وأنا وأخي على ابن عمي وأنا وأخي وابن عمي على الغريب " . في أنساب الأشراف 1 ص 589 قال أبو قحافة عندما بلغه نبأ وفاة الرسول وهو بمكة : ( فمن ولي أمر الناس بعده ؟ قالوا له : ابنك ، فقال : أرضي بذلك بنو هاشم وبنو عبد شمس وبنو المغيرة ؟ قالوا : نعم ، قال : فإنه لا مانع لما أعطى الله ) . وفي شرح النهج 1 / 52 قال : أفرضي بذلك بنو عبد مناف ؟ ‹ هامش ص 148 › ( 1 ) عن ابن هشام 4 / 21 / ملخصا . ( 2 ) الطبري 2 / 449 ، وط . أوروبا 1 / 1827 . ( 3 ) الطبري 2 / 449 ، وط . أوروبا 1 / 1827 . ( 4 ) ابن عبد ربه 3 / 62 . ( 5 ) في المثل العربي : " أنا على أخي وأنا وأخي على ابن عمي وأنا وأخي وابن عمي على الغريب " . في أنساب الأشراف 1 ص 589 قال أبو قحافة عندما بلغه نبأ وفاة الرسول وهو بمكة : ( فمن ولي أمر الناس بعده ؟ قالوا له : ابنك ، فقال : أرضي بذلك بنو هاشم وبنو عبد شمس وبنو المغيرة ؟ قالوا : نعم ، قال : فإنه لا مانع لما أعطى الله ) . وفي شرح النهج 1 / 52 قال : أفرضي بذلك بنو عبد مناف ؟ ‹ هامش ص 149 › ( 1 ) الامر الشديد ، الداهية . ‹ هامش ص 150 › ( 1 ) وقد قصد هذا في قوله لأبي سفيان لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضتهم " . ( 2 ) الطبري 2 ص 449 وفي ط . أوروبا 1 / 1827 . هذه الرواية عن عوانة ، وفي لسان الميزان 4 / 386 ، كان يضع الأحاديث . وراجع آدم متز : الحضارة الاسلامية 1 / 38 ، ثم إن عوانة قد توفي سنة 158 ه وروى هذه الرواية عن سنة 11 ه بلا سند . ( 3 ) راجع قبله موقف علي من بيعة أبي بكر ص 123 - 143 . ‹ هامش ص 151 › ( 1 ) راجع قبله ص 140 - 141 . ( 2 ) ابن عبد ربه 3 / 112 وفي ط لجنة التأليف 4 / 334 وابن أبي الحديد 2 / 221 و ج 15 شرح غزاة مؤتة وصفين لنصر بن مزاحم ص 49 . ( 3 ) ابن عبد ربه 3 / 62 . ( 4 ) راجع الطبري 2 / 449 . وفي ط . أوروبا 1 / 1827 ولفظه : ( وقيل له قد ولى ابنك قال : وصلته رحم " . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
مواقف واراء
العنوان:
[ مواقف واراء ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 148 – 157 رأي معاوية بن أبي سفيان : قال معاوية في كتابه له ( 5 ) إلى محمد بن أبي بكر : ‹ صفحة 152 › " فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازما لنا مبرورا علينا ، فلما اختار الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ما عنده وأتم له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأبلج حجته ، وقبضه الله إليه صلوات الله عليه ، كان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه وخالفه على أمره . على ذلك اتفقا واتسقا ، ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما فهما به الهموم وأرادا به العظيم ، ثم إنه بايع لهما وسلم لهما وأقاما لا يشركانه في أمرهما ولا يطلعانه على سرهما حتى قبضهما الله . . . فإن يك ما نحن فيه صوابا فأبوك استبد به ونحن شركاؤه ، ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ولسلمنا إليه ، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فأخذنا بمثله ، فعب أباك بما بدا لك ، أودع ذلك والسلام على من أناب " . موقف خالد بن سعيد الأموي ( 1 ) : كان عاملا لرسول الله على صنعاء اليمن ( فلما مات رسول الله رجع ‹ صفحة 153 › هو وأخواه أبان وعمر عن عمالتهم ، فقال أبو بكر : ما لكم رجعتم عن عمالتكم ؟ ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله ( ص ) ، ارجعوا إلى أعمالكم . فقالوا : نحن بنو أحيحة لا نعمل لاحد بعد رسول الله ) ( 1 ) . وتأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر ، فقال لبني هاشم : إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر نحن تبع لكم ( 2 ) . و ( تربص ببيعته شهرين يقول : قد أمرني رسول الله ( ص ) ثم لم يعزلني حتى قبضه الله ، ولقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان ، فقال : يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم ، فأما أبو بكر فلم يحفل بها عليه ، وأما عمر فأضغنها عليه ) ( 3 ) . ( وأتى عليا ، فقال : هلم أبايعك فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك ) ( 4 ) ، ( فلما بايع بنو هاشم أبا بكر بايعه خالد ) ( 5 ) . ( ثم بعث أبو بكر الجنود إلى الشام وكان أول من استعمل على ربع منها خالد بن سعيد ، فأخذ عمر يقول : أتؤمره وقد صنع ما صنع وقال ما قال ؟ ! فلم يزل بأبي بكر حتى عزله ، وأمر يزيد بن أبي سفيان ) ( 6 ) . ‹ صفحة 154 › موقف سعد بن عبادة بعد البيعة ( 1 ) : ذكروا ( 2 ) ( أن سعدا ترك أياما ثم بعث إليه أن أقبل فبايع ، فقد بايع الناس وبايع قومك ، فقال : أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل وأخضب سنان رمحي ، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي فلا أفعل ، وأيم الله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الانس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي واعلم ما حسابي ) . فلما أتي أبو بكر بذلك ، قال عمر : لا تدعه حتى يبايع . فقال له بشير بن سعد : إنه قد لج وأبى ، وليس بمبايعكم حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته ، فاتركوه فليس تركه بضاركم ، إنما هو رجل واحد . فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد ، واستنصحوه لما بدا لهم منه ، ‹ صفحة 155 › فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يجتمع معهم ولا يحج ولا يفيض معهم بإفاضتهم . . . الخ ( فلم يزل كذلك حتى توفي أبو بكر وولي عمر ) ( 1 ) . و ( لما ولي عمر الخلافة لقيه في بعض طرق المدينة . فقال له : إيه يا سعد ؟ فقال له : إيه يا عمر ؟ فقال له عمر : أنت صاحب المقالة ؟ قال سعد : نعم أنا ذلك ، وقد أفضى إليك هذا الامر . كان والله صاحبك أحب إلينا منك وقد أصبحت والله كارها لجوارك . فقال عمر : من كره جوار جار تحول عنه . فقال سعد : أما إني غير مستنسئ بذلك وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك ، فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج إلى الشام في أول خلافة عمر . . . الخ ( 2 ) . وفي رواية البلاذري : ( أن سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر وخرج إلى الشام فبعث عمر رجلا ، وقال : ادعه إلى البيعة واحتل له فإن أبى فاستعن الله عليه ، فقدم الرجل الشام فوجد سعدا في حائط بحوارين ( 3 ) فدعاه إلى البيعة . ‹ صفحة 156 › فقال : لا أبايع قرشيا أبدا . قال : فإني أقاتلك . قال : وإن قاتلتني . قال : أفخارج أنت مما دخلت فيه الأمة ؟ قال : أما من البيعة فإني خارج . فرماه بسهم فقتله ) ( 1 ) . وفي تبصرة العوام : أنهم أرسلوا محمد بن مسلمة الأنصاري فرماه بسهم . وقيل إن خالدا كان في الشام يومذاك فأعانه على ذلك ( 2 ) . قال المسعودي : " وخرج سعد بن عبادة ولم يبايع فصار إلى الشام فقتل هناك سنة 15 ه " ( 3 ) . وفي رواية ابن عبد ربه : " رمي سعد بن عبادة بسهم فوجد دفينا في جسده فمات ، فبكته الجن فقالت : وقتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة * ورميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده ( 4 ) " . وروى ابن سعد : ( 5 ) " أنه جلس يبول في نفق فاقتتل فمات من ساعته ووجدوه قد اخضر جلده " . ‹ صفحة 157 › وفي أسد الغابة ( 1 ) : " لم يبايع سعد أبا بكر ولا عمر ، وسار إلى الشام فأقام بحوارين إلى أن مات سنة 15 ه ، ولم يختلفوا في أنه وجد ميتا على مغتسله وقد اخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول من بئر ولا يرون أحدا " . هكذا انتهت حياة سعد بن عبادة ، ولما كان قتل سعد بن عبادة من الحوادث التي كره المؤرخون وقوعها أغفل جمع منهم ذكرها ( 2 ) وأهمل قسم منهم بيان كيفيتها ونسبوها إلى الجن ( 3 ) . غير أنهم لم يكشفوا عن منشأ العداء بين الجن وسعد بن عبادة ، ولماذا فوقت سهمها إلى فؤاد سعد دون سائر الصحابة ، فلو أنهم أكملوا الأسطورة وقالوا : إن صلحاء الجن كرهت امتناع سعد عن البيعة فرمته بسهمين فما أخطأ فؤاده لكانت اسطورتهم تامة . من روى أن سعدا لم يبايع : ( 1 ) ابن سعد في الطبقات . ( 2 ) ابن جرير في تاريخه . ( 3 ) البلاذري في ج 1 من أنسابه . ( 4 ) ابن عبد البر في الاستيعاب . ( 5 ) ابن عبد ربه في العقد الفريد . ( 6 ) ابن قتيبة في الإمامة والسياسة في ج 1 . ( 7 ) المسعودي في مروج الذهب . ( 8 ) ابن حجر العسقلاني في الإصابة 2 / 28 . ( 9 ) محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1 / 168 . ( 10 ) أسد الغابة 3 / ‹ صفحة 158 › 222 . ( 11 ) تاريخ الخميس . ( 12 ) علي بن برهان الدين في السيرة الحلبية 3 / 396 و 397 . ( 13 ) أبو بكر الجوهري برواية ابن أبي الحديد عنه . النعمان بن عجلان ورأيه ( 1 ) : قال النعمان بن عجلان قصيدة في جواب أبيات عمرو بن العاص في قصة السقيفة منها هذه الأبيات : وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم * عتيق بن عثمان حلال أبا بكر ‹ صفحة 159 › وأهل أبو بكر لها خير قائم * وإن عليا كان أخلق بالامر وكان هوانا في علي وإنه * لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى * وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر وصي النبي المصطفى وابن عمه * وقاتل فرسان الضلالة والكفر وهذا بحمد الله يهدي من العمى * ويفتح آذانا ثقلن من الوقر نجي رسول الله في الغار وحده * وصاحبه الصديق في سالف الدهر فلولا اتقاء الله لم تذهبوا بها * ولكن هذا الخير أجمع للصبر موقف عمر ورأيه : لقد مر بيان موقف عمر من بيعة أبي بكر ، أما رأيه فيها فقد قال : " إنه قد بلغني أن فلانا قال : والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا ، فلا يغرن امرءا أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت ، وإنها قد كانت كذلك إلا أن الله قد وقى شرها " ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ( 5 ) المسعودي في مروجه 2 / 60 . وابن ظهير في محاسن مصر والقاهرة مع اختلاف في اللفظ . راجع ص 265 من الغدير لصاحب العبقات السيد مير حامد حسين . وقد رواه كل من نصر بن مزاحم 135 - 136 ط القاهرة 1365 وفي شرح النهج 2 / 65 و 1 / 284 مع اختلاف في بعض ألفاظه . ‹ هامش ص 152 › ( 1 ) خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس . أسلم قديما فكان ثالثا أو رابعا وقيل كان خامسا ، وقال ابن قتيبة في المعارف ص 128 : ( أسلم قبل إسلام أبي بكر ) . وكان ممن هاجر إلى الحبشة واستعمله رسول الله مع أخويه على صدقات مذحج واستعمله على صنعاء اليمن ، ثم رجعوا بعد وفاة النبي ثم مضوا جميعا إلى الشام فقتلوا هناك واستشهد خالد بإجنادين يوم السبت لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة 13 ه . الاستيعاب 1 / 398 - 400 والإصابة 1 / 406 ، وأسد الغابة 2 / 82 ، وراجع ابن أبي الحديد 6 / 13 و 16 . ‹ هامش ص 153 › ( 1 ) المصادر المذكورة آنفا . ( 2 ) أسد الغابة 2 / 82 ، وابن أبي الحديد 2 / 135 . ط . المصرية الأولى . ( 3 ) الطبري ط . أوروبا 1 / 2079 ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 5 / 48 وفي أنساب الأشراف 1 / 588 ذكر أن خالد بن سعيد تأخر عن البيعة . ( 4 ) اليعقوبي 2 / 105 . ( 5 ) أسد الغابة 2 / 82 ، وراجع تفصيل ذلك في ابن أبي الحديد 1 / 135 نقلا عن سقيفة أبي بكر الجوهري . ( 6 ) الطبري 2 / 586 ، وفي ط أوروبا 1 / 2079 وتهذيب تاريخ ابن عساكر 5 / 48 . وفي أنساب الأشراف 1 / 588 ذكر أن خالد بن سعيد تأخر عن البيعة . ‹ هامش ص 154 › ( 1 ) سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري ، شهد العقبة ومغازي رسول الله عدا بدر ، فإنه اختلف في أنه هل شهدها أم لم يشهدها ، كان جوادا سخيا وكانت راية الأنصار بيده يوم الفتح ، ولما نادى : ( اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة ) نزع رسول الله اللواء منه وأعطاه لابنه قيس ، ولم يبايع أبا بكر حتى قتل بسهمين في الشام سنة 15 ه ودفن بحوارين . نسبه في جمهرة ابن حزم ص 65 ، والاستيعاب 2 / 32 - 38 والإصابة 2 / 27 - 28 . ( 2 ) الطبري 3 / 459 ، وابن الأثير 2 / 126 أورد الرواية إلى : فاتركوه ، وكنز العمال 3 / 134 ، الحديث المرقم 2296 ، الإمامة والسياسة 1 / 10 ، والسيرة الحلبية 4 / 397 . بعده ( لا يسلم على من لقي منهم ) . والطبري ط أوروبا 1 / 1844 . ‹ هامش ص 155 › ( 1 ) الرياض النضرة 1 / 168 مضافا إلى المصادر . ( 2 ) طبقات ابن سعد 3 ق 2 / 145 ، وابن عساكر 6 / 90 بترجمة سعد من تهذيبه وكنز العمال 3 / 134 ، برقم 2296 ، والحلبية 3 / 397 . ( 3 ) من قرى حلب معروفة . معجم البلدان . ‹ هامش ص 156 › ( 1 ) أنساب الأشراف 1 / 589 ، العقد الفريد 3 / 64 - 65 باختلاف يسير . ( 2 ) تبصرة العوام ط المجلس بطهران ص 32 . ( 3 ) في مروج الذهب 1 / 414 و 2 / 194 . ( 4 ) العقد الفريد 3 / 64 - 65 . ( 5 ) في الطبقات 3 ق 2 / 145 وابن قتيبة الدينوري في المعارف ص 113 . ‹ هامش ص 157 › ( 1 ) في ترجمة سعد ، والاستيعاب 2 / 37 . ( 2 ) كابن جرير وابن كثير وابن الأثير في تواريخهم . ( 3 ) كمحب الدين الطبري في الرياض النضرة ، وابن عبد البر في الاستيعاب . ‹ هامش ص 158 › ( 1 ) النعمان بن عجلان الزرقي الأنصاري لسان الأنصار وشاعرهم استعمله علي على البحرين ، ترجمته في الاستيعاب . ط . حيدر آباد 1 / 298 رقم 1323 ، وأسد الغابة 5 / 26 والإصابة 3 / 532 ونسبه في الجمهرة ص 327 - 338 ، والاشتقاق ص 461 والأبيات عن كتاب الموفقيات للزبير بن بكار برواية ابن أبي الحديد تحقيق محمد أبو الفضل 6 / 31 . وجاء ابن عبد البر بعده فأورد القصيدة بترجمته من الاستيعاب غير أنه حذف البيتين ( فذاك بعون الله . . . وصي النبي المصطفى . . . ) وأبقى بعدهما : ( وهذا بحمد الله يهدي . . . ) حذف فذاك . . . في نعت علي ، وأبقى وهذا في نعت أبي بكر ! وجاء ابن الأثير بعد ابن عبد البر فحذف في أسد الغابة 5 / 26 من القصيدة جميع هذه الأبيات التي فيها ذكر أمر الخلافة بعد أن قال : ( ومن شعره يذكر أيام الأنصار ويذكر الخلافة بعد النبي ) ثم أورد أبياته في أيام الأنصار فحسب ثم قال : وهي طويلة . وجاء ابن حجر بعده فقال في ترجمته : ( وهو القائل يفخر بقومه من أبيات ) ثم أورد أبياته في المفاخرة بأيام الأنصار ولم يذكر من أبيات هذه القصيدة ما فيه ذكر الخلافة . وهكذا كلما تأخر الزمن حذف العلماء من الروايات ما لم يرق لهم ذكره ، فابتعدنا عن فهم الواقع التاريخي . ‹ هامش ص 159 › ( 1 ) لقد تخيرت اللفظ من سيرة ابن هشام 4 / 336 - 338 ، والبخاري كتاب الحدود باب رجم الحبلى من الزنا 4 / 119 ، و 120 وكنز العمال 3 / 139 الحديث 2326 وشرح النهج 2 / 3 باختلاف يسير . وراجع بقية مصادره في ص 131 - 139 ( التحصن بدار فاطمة ) وذكر اليعقوبي من كلام عمر قوله كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها فمن عاد لمثلها فاقتلوه " وفي أنساب الأشراف ج 1 عين المعزوم على بيعته من كان . فقد روى في ص 581 أن عمر قال بلغني أن الزبير قال وقد مات عمر بايعنا عليا . . ) الحديث وفي حديثه بصفحة 583 - 584 أن فلانا وفلانا قالا لو قد مات عمر بايعنا عليا . . . فمن بايع رجلا على غير مشورة فإنهما أهل أن يقتلا وإني أقسم بالله ليكفن الرجال أو ليقطعن أيديهم وأرجلهم وليصلبن في جذوع النخل . . . ) الحديث . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
نتيجة المقارنة :
العنوان:
نتيجة المقارنة : لقد أوردنا في مبدأ البحث سبعة من أحاديث سيف الموضوعة حول السقيفة وبيعة أبي بكر . وإن روايات سيف عن السقيفة تشمل أمورا قد تفرد سيف بروايتها . منها ما روي في امتناع خالد عن البيعة أنه كان لتمزيق جبته الديباج بأمر عمر ، لأنه كان قد لبسها في السلم وليس لرجل أن يلبس الحرير إلا في الحرب . وأنه لذلك قال لعلي : أغلبتم يا بني عبد مناف ؟ وأن عليا قال في جواب خالد بن سعيد : أمغالبة ترى أم خلافة ، ومنها المحاورة التي نسبها إلى عمر ، إلى غيرها مما لم يرد ذكر شئ منها في غير رواية ( سيف ) وإنما هم ذكروا ما نقلناه في ص 157 - 158 وأن موقفه ذلك وتربصه عن البيعة كان انتصارا لعلي بن أبي طالب لا غيظا منه وحنقا على تمزيقهم جبته الديباج كما زعمه ( سيف ) . وقال في رواية عن سعد بن عبادة : أنه قد بايع مكرها ( 1 ) وكي يؤيد ذلك وضع محاورة عن لسان سعد ، وزعم أنها قد جرت بين سعد وبينهم . ويسند ( الفلتة ) إلى الأنصار في معارضتهم لبيعة أبي بكر ليعالج بذلك قول عمر في بيعة أبي بكر : ( إنها كانت فلتة ) ( 2 ) وفي روايته عن بيعة علي بن أبي طالب يقول : ‹ صفحة 161 › إن عليا كان في بيته لما أنبى أن أبا بكر جلس للبيعة فخرج في قميص ما عليه رداء ولا إزار كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فأتي به فتجلله ( 1 ) . ولدى مقارنة هذه الرواية بالروايات الصحيحة المتواترة ، والتي أوردنا طرفا منها في ما سبق يتضح مبلغ ولع سيف في وضع الاخبار خلافا للواقع وذلك تغطية منه للحقيقة ومحوا لآثارها ، فإنه قد اختار عليا مرشح المهاجرين وسعدا مرشح الأنصار دون غيرهما من الصحابة ليصرح بأنهما قد بايعا . وإنك قد رأيت في ما أوردناه ( 2 ) أن سعدا لم يبايع حتى قتله الجن بسهمين طريدا بعيدا عن أهله وذلك لأنه لم يبايع ! ! وأن عليا هو الذي طالب بها ، وأن جميع بني هاشم وجمعا من المهاجرين تخلفوا عن بيعة أبي بكر وهم يطالبون له بالبيعة ، وسيف يزعم أن عليا بادر إلى بيعة أبي بكر في اليوم الأول من بيعة أبي بكر ، وأن أبا بكر قد بويع له في اليوم الأول من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( لأنهم كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة ) على حد تعبير سيف . وكان علي عند ذاك مشغولا بتجهيز النبي لم يفارقه هو ولا بقية بني هاشم الأقربون إليه ، ولم يتركوه كما فعل غيرهم . ويزعم سيف أنه خرج مسرعا بلا رداء ولا إزار ثم بايع أبا بكر وجلس إلى جنبه . أما جنازة النبي فقد نسيها سيف . ‹ صفحة 162 › وقد وضع سيف سبع روايات في بيعة أبي بكر إتقانا للصنعة ، وليؤيد بعضها بعضا فيظن القارئ ورود عدة روايات بطرق مختلفة تصرح بأنه لم يتخلف أحد عن بيعة أبي بكر ، وقد خص روايتين منها ببيعة سعد ، فيروي في أولاهما مخالفة سعد ثم بيعته ، وفي الثانية عتابه لهم على أخذهم البيعة منه كرها ، ويقول في الرابعة : " إنه ما خالف أحد إلا مرتد أو من قد كاد أن يرتد " ويسأل الراوي هل قعد أحد من المهاجرين ؟ فيقول : " تتابع المهاجرون على بيعة من غير أن يدعوهم " فإذا قارنت هذه بما مر من الاخبار المروية في كتب الصحاح والمسانيد والسير والتواريخ مما روي عن أبي بكر وندمه على إدخاله الرجال في دار فاطمة ، وعن عمر في ذكره تخلف علي والزبير ، ومن معهما عن البيعة ، وقوله في بيعة أبي بكر إنها كانت فلتة ، وغير ذلك مما وقع من كسر سيف الزبير ، ووطئ سعد بن عبادة . إذا راجعت ما مر عرفت مدى تحري سيف الوقائع التاريخية ليضع أخبارا خلافا للواقع التاريخي . وقد ذكر سيف أنه لم يتخلف أحد عن بيعة أبي بكر إلا من ارتد أو قد كاد يرتد ، احتياطا للامر ولتظن الارتداد عن الاسلام في من يبلغك أنه خالف البيعة من الصحابة . أما الذين تشملهم تهمة الارتداد فقد صرح المؤرخون بأن ممن خالف بيعة أبي بكر مطالبا ببيعة علي هم : ( 1 ) الزبير بن العوام . ( 2 ) العباس بن عبد المطلب . ( 3 ) المقداد بن الأسود . ( 4 ) طلحة بن عبيد الله . ( 5 ) سعد بن أبي وقاص - وهؤلاء هم الذين صرحوا عنهم أنهم اجتمعوا في دار فاطمة ليبايعوا عليا – ( 6 ) أبو ذر الغفاري . ( 7 ) سلمان الفارسي . ( 8 ) الفضل بن العباس . ( 9 ) خالد بن سعيد الأموي . ( 10 ) البراء بن عازب . ( 11 ) عمار بن ياسر . ( 12 ) أبان ابن سعيد . ( 13 ) أبي بن كعب . ( 14 ) أبو سفيان بن حرب ، وسعد بن ‹ صفحة 163 › عبادة الذي كان يطلب البيعة لنفسه . وأن هؤلاء جميعا تشملهم تهمة سيف بالردة عن الدين ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 160 › ( 1 ) ( 2 ) راجع قبله ص 93 - 94 . ‹ هامش ص 161 › ( 1 ) راجع قبله صفحة - 94 . ( 2 ) راجع قبله ص 159 - 163 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
الساعة الآن 11:53 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010