![]() |
المسلم المؤمن
المسلم المؤمن :
وعن أبي بصير عن الإمام الباقر «عليه السلام» ، قال : مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلماً مؤمناً 17 . |
خلاصة جامعة
خلاصة جامعة :
وبعد كل ما تقدم نقول : إن إسلام أي شخص أو عدمه ، إنما يستفاد من أمور أربعة : 1 ـ من مواقفه العملية ، ومعلوم أن مواقف أبي طالب «عليه السلام» ، قد بلغت الغاية التي ما بعدها غاية في الوضوح والدلالة على إخلاصه وتفانيه في الدفاع عن هذا الدين . 2 ـ من إقراراته اللسانية بالشهادتين ، وقد تقدم قدر كبير من ذلك في شعره وفي غيره في المناسبات المختلفة . 3 ـ من موقف نبي الإسلام ورائد الحق الذي لا ينطق عن الهوى ، والموقف الرضي هذا أيضاً ثابت منه «صلى الله عليه وآله» تجاه أبي طالب «عليه السلام» على أكمل وجه . 4 ـ من إخبار المطلعين على أحواله عن قرب ، وعن حس ، كأهل بيته ، ومن يعيشون معه . وقد قلنا : إنهم مجمعون على ذلك . بل إن نفس القائلين بكفره لما لم يستطيعوا إنكار مواقفه العملية ، ولا الطعن بتصريحاته اللسانية ، حاولوا : أن يخدعوا العامة بكلام مبهم ، لا معنى له؛ فقالوا : «إنه لم يكن منقاداً»!! 18 . كل ذلك رجماً بالغيب ، وافتراء على الحق والحقيقة ، من أجل تصحيح ما رووه عن المغيرة بن شعبة وأمثاله من أعداء آل أبي طالب «عليه السلام» ، كما سنشير إليه حين ذكر أدلتهم الواهية إن شاء الله تعالى . |
رواياتهم تدل أيضاً على إيمانه
رواياتهم تدل أيضاً على إيمانه :
ومن أجل أن نوفي أبا طالب «عليه السلام» بعض حقه ، نذكر بعض ما يدل على إيمانه من الروايات التي رويت في مصادر غير الشيعة عموماً ونترك سائره ، وهو يعد بالعشرات ، لأن المقام لا يتسع لأكثر من أمثلة قليلة معدودة ، نجملها في العناوين التالية : النبي صلى الله عليه و آله يرجو الخير لأبي طالب عليه السلام : قال العياض : يا رسول الله ، ما ترجو لأبي طالب؛ قال : كل الخير أرجوه من ربي 19 . |
أبو بكر فرح بإسلام أبي طالب عليه السلام
أبو بكر فرح بإسلام أبي طالب عليه السلام :
جاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقوده ، وهو شيخ أعمى ، يوم فتح مكة . فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : ألا تركت الشيخ في بيته حتى نأتيه؟! قال : أردت أن يؤجره الله ، لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحاً مني بإسلام أبي ، ألتمس بذلك قرة عينك الخ 20 . والعلامة الأميني في الغدير ، لا يوافق على أن يكون الرسول «صلى الله عليه وآله» قد قال لأبي بكر : ألا تركت الشيخ حتى نأتيه . ونحن نوافقه على ذلك أيضاً ، فإن الشيوخ الذين أسلموا على يديه «صلى الله عليه وآله» كثيرون ، وكان إسلام كثير منهم أصح من إسلام أبي قحافة . وربما تكون هذه العبارة زيادة من بعض المتزلفين ، كما عودونا في أمثال هذه المناسبات . |
التشهد قبل الموت
التشهد قبل الموت :
قال المعتزلي : «روي بأسانيد كثيرة ، بعضها عن العباس بن عبد المطلب ، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة : أن أبا طالب ما مات حتى قال : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله» 21 . وتقدم في شعره تصريحات كثيرة بذلك أيضاً . |
استغفار النبي صلى الله عليه و آله له
استغفار النبي صلى الله عليه و آله له :
وفي المدينة حينما استسقى النبي «صلى الله عليه وآله» لأهلها ، فجاءهم الغيث ، ذكر «صلى الله عليه وآله» أبا طالب «عليه السلام» ، وقال «صلى الله عليه وآله» : لله در أبي طالب ، لو كان حياً لقرت عينه ، من ينشدنا قوله . . فأنشده الإمام علي «عليه السلام» من قصيدته أبياتاً فيها قوله : وأبيض يستسقى الغمـام بوجهـه *** ثمال اليتـامى عصمة لـلأرامـل ورسول الله «صلى الله عليه وآله» يستغفر لأبي طالب «عليه السلام» على المنبر 22 . |
تشييع جنازته ومراسم دفنه
تشييع جنازته ومراسم دفنه :
ولما مات أبو طالب «عليه السلام» تبع رسول الله «صلى الله عليه وآله» جنازته ، مع أنهم يروون أن ثمة نهياً عن المشي في جنازة المشرك . كما أنهم يروون أنه «صلى الله عليه وآله» أمر الإمام علياً «عليه السلام» بأن يغسله ويكفنه ويواريه 23 . وحين التشييع اعترض النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» نعشه ، وقال برقة وحزن وكآبة : وصلت رحماً ، وجزيت خيراً يا عم ، فلقد ربيت وكفلت صغيراً ، ونصرت وآزرت كبيراً 24 . |
لماذا لم يأمر بالصلاة عليه؟
لماذا لم يأمر بالصلاة عليه؟ :
وإنما لم يأمر علياً «عليه السلام» بالصلاة عليه ، لأن صلاة الجنازة لم تكن فرضت بعد . ولأجل ذلك قالوا : إن خديجة لم يصل عليها النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» حينما توفيت ، مع أنها سيدة نساء العالمين . وقد فصلت ذلك : الرواية التي رواها علي بن ميثم ، عن أبيه عن جده : أنه سمع علياً «عليه السلام» يقول : تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملته ، وأوصاني أن أدفنه في قبره ، فأخبرت رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك ، فقال : اذهب فواره ، وانفذ لما أمرك به . فغسلته ، وكفنته ، وحملته إلى الجحون ، ونبشت قبر عبد المطلب ، فرفعت الصفيح عن لحده ، فإذا هو موجه إلى القبلة ، فحمدت الله تعالى على ذلك ، ووجهت الشيخ ، وأطبقت الصفيح عليهما ، فأنا وصي الأوصياء وورثت خير الأنبياء . قال ميثم : والله ما عَبَدَ علي ، ولا عَبَدَ أحد من آبائه غير الله تعالى ، إلى أن توفاهم الله تعالى 25 . |
رثاء علي عليه السلام لأبيه
رثاء علي عليه السلام لأبيه :
وقد رثاه ولده الإمام علي «عليه السلام» حينما توفي بقوله : أبـا طالـب عصمة المستجـير *** وغـيث المحول و نور الظلــم لقد هـدّ فقدك أهل الحـفـاظ *** فـصـلى عـليك ولي النـعم و لـقـاك ربـك رضـوانـه *** فـقد كنت للطهر من خير عم 26 |
ولا أبو سفيان كأبي طالب عليه السلام
ولا أبو سفيان كأبي طالب عليه السلام :
وكتب أمير المؤمنين «عليه السلام» رسالة مطولة لمعاوية جاء فيها : «ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق» 27 . فإذا كان أبو طالب «عليه السلام» كافراً وأبو سفيان مسلماً ، فكيف يفضل الكافر على المسلم ، ثم لا يرد عليه ذلك معاوية بن أبي سفيان؟ . ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً؛ فإن أبا سفيان هو الذي قال : «إنه لا يدري ما جنة ولا نار» كما ذكرناه في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم في أواخر غزوة أحد 28 . ويلاحظ هنا أيضاً : أن أمير المؤمنين «عليه السلام» يشير في كلامه الآنف الذكر إلى عدم صفاء نسب معاوية ، ولهذا البحث مجال آخر . |
الساعة الآن 01:27 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010