لولا المرجعية الفقهية الحكيمة
منذ أول زمان الغيبة الكبرى حمل العلماء والفقهاء ورواة الحديث من الخواص مسؤولية حفظ الشريعة لما يقرب من (1200 سنة) لحد يومنا هذا وقد احتج الأئمة عليهم ليحتجوا على الخلق
فحملوا أعباء تأبى الجبال عن حملها
1- إيصال الشريعة إلينا من قرآن و روايات ولولا تصديهم لحفظ روايات المعصومين لضاعت ولاختلطت بالأباطيل التي يعسر تمييزها عن الحق وهم نفحة من نفحات الإمام الحق عج يبارك لهم ويدعو لهم
2- و حملوا أعباء رد الأراجيف والتخرصات لأهل البدع والأضاليل والتحريفات فهم من رد كيد الملحدين إلى نحورهم وهم من صوبوا بوصلة الفلسفة ووضعوا حدا لمن يستعملها في محاربة الدين وردوا إشكالات المذاهب المختلفة على كثرتها وكثرة إشكالاتها ولعمري لولاهم لاصطلمتنا البلية وكنا رعية بلا راعي يدلها على طريق نجاتها تهيم في واد سحيق لا قرار له
ولعمري هل تساءلت سيدي القارئ عمن هو قضى عمره في البحث والتفقه والعقائد ليميز العقيدة الحقة من الزائفة وكيف وصلت إليك لولاهم ومن أين توارثتها لو لم يقوموا هم بهذا الدور المهم والخطير كل ذلك بتبريكات ولي العصر وإمام الأمر صاحب الزمان عج
وفي الحديث عن العلماء الحافظين للشيعة اليتامى في زمن الغيبة كفاية لمن أراد أن يلتفت لأهمية ذلك
3 -إن علماءنا قدس الله أسرارهم ومد في ظل أحيائهم هم من قاموا بحفظ الشيعة والتشيع على كرور الأيام والدهور فمع ملاحظة قلة عديدنا وكثرة عدونا وإحاطة الأخطار بنا منذ زمن الغيبة ليومنا هذا يكاد يكون ضربا من الإعجاز بقاء الشيعة بل هو فوق الإعجاز بمكان علي
فرغم كل تلك الأخطار لا زلنا نتنفس وقد عمل علماؤنا الربانيون على حفظ الشيعة وزيادتهم كما هو وظيفتهم تمهيدا لإيجاد مجتمع كاف لتحمل عصر الظهور والتشرف بلقاء قرة عيوننا وثلج صدورنا (عج )
فلولا حكمتهم ونأيهم بنا عن نار الأخطار لما بقي منا على الأرض ديار لو خلينا ونواميس الحياة ونظم أسبابها ومسبباتها فإن مفاد روايات الغيبة ضرورة النأي بالتشيع عن الأخطار لحفظ الشيعة لإمامهم عج فهم يدفعون عنهم الخطر ويدافعون عنهم إن دهمتهم الأخطار
فهل تساءلت يوما عن الجهد السياسي العظيم الذي مارسه علماء الطائفة منذ الغيبة للنأي بها عن سبل الهلكات ومخاطر الدركات .... كل هذا ببركة المرجعية الفقهية الحكيمة
4 - لا زال يدأب علماؤنا ويحرصون على العمل التبليغي وياما نفروا لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم وقد نذروا أنفسهم بعد تحقيق الشريعة ومعرفتها لتبليغها وتعليمها ليتامى محمد وآل محمد ع ممن غاب عنهم إمامهم (عج )
فعافوا سنة الكرى وفارقوا الأهلين وتحملوا عيون السهر وعناء السفر كل ذلك من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور للأمن يوم الكرة يوم ينفخ في الصور
5- ولا زالت المؤسسة الدينية إلى يومنا هذا تعمل على قضاء حوائج الناس ولا يوجد جهة غير ربحية ولا تحمل مشروعات شخصية غير المؤسسة الدينية التي تمد يد العون من خلال علمائها في مشارق الأرض ومغاربها تعمل على كسوة العريان وشربة الظمآن وأكلة الجوعان وتأمين العلاج وقضاء ضرورات المؤمنين بنفس الحجم الذذي تقدمه المؤسسات الدينية منذ أكثر من ألف سنة وإلى يومنا هذا ومن سواهم وإن قدم ما قدم ولكن لن يصل إلى حجم المؤسسة الدينية التي تحمل هم الأمة بأسرها لا هم أشخاص هنا أو هناك فكل أعمال الخير والطاعات التي يعملها عوام الناس ترجع للجهود المباركة للعلماء إذ لولاهم لما وجدنا خيرا ولا أهل خير فهم من يصنعون الصلحاء والسمحاء والكرماء والمجاهدين ووووو ..... .
فديننا ودنيانا يرجع الفضل فيهما بعد الله والنبي وأهل بيته لعلمائنا ومراجعنا
وجدير بالذكر أن أقول إنني ببياني هذا لا أنفي فاعلية إمام الزمان عج فهو مع مواليه وحاشيته الذين يلون أمره ليس ببعيد عن شيعته ولكن كما هو بين للجميع إن إمامنا عجل الله فرجه يتحرك في دائرة ضيقة حفاظا على نفسه ولهذا ندعو الله ان يكون له وليا وحافظا وقد أوكل حفظ شيعته للفقهاء والعلماء حتى يأذن الله له في الظهور .
والنتيجة الواضحة أن إسقاط هذه المرجعية في أي فترة كانت منذ — 1300 - كان يعني تسقيط الدين وتضييعه والقضاء عليه فلما وصل إلينا الشرع ولا الشريعة ولما عرفنا باء الصلاة من ألفها فكيف بسائر أحكام الله وشرعه وإن تسقيط المرجعية يعني إهمال الشيعة وضياعهم ولأي بديل وما كان البديل لو سقطت المرجعية والعلماء قبل الف سنة وقبل تسعمائة سنة .....وقبل مئة سنة ... فمن كان سيتولى مسؤوليةحفظ الشريعة والإمام غائب هل عوام الناس أو الحكام الظالمون أم المتربصون بهذا الدين ......
فمن تولى وحمل المسؤولية وكان لها أهلا ؟
هم الفقهاء
إنهم المراجع يا سادة
حفظ الله لنا مؤسساتنا الدينية ورد عنهم أراجيف المرجفين وجعلنا وإياكم من المتمسكين بحجزتهم إنه على كل شيء قدير
بقلم الشيخ محمد الشيخ عبدالله عبدالله