إنما يخشى الله من عباده العلماء
بعد الحمد لمن له أكمل الحمد مثنيا بالصلاة على خير الخلق محمد وآله قبل البدء :
أقول مستعينا بالله ومتشفعا بخير خلقه إن الغاية من هذا البيان هو وضع الحد للتغرير بالناس من خلال إيهامهم بالمقامات العلمية العالية لبعض أبناء الحوزة أيدهم الله وسددهم فإنه لا يخفى على ذي مسكة ما تمثله الألقاب الحوزوية من تأثير إيجابي لحاملها وللأمة إن كان في محله ومن تأثير سلبي خطير إن لم يكن وسلبية تلك الألقاب من ناحية إعطائها لشخص حاملها نوع تمثيل لهذا الدين بحسب علو درجة الصفة وكلما علا اللقب كلما زاد حجم تمثيله للحوزة وبالتالي للدين كما أنني لا آبه برضا من رضي وغضب من غضب سوى الله ورسوله الإئمة ع والفقهاء أيدهم الله
فإنه أولا لا يحق لأحد ولا لجهة أن يعطي (تعطي ) لأحد صفة تحتاج لأهل الإختصاص في منحها والعجيب أن السياسيين والمقدمين للاحتفالات لا يتجرأون على توصيف أحد بالبروفسور والدكتور والمهندس بلا حجة مع أنهم يتساهلون في توزيع تلك الألقاب لاعتبارات سياسية أو اجتماعية أو مصلحية خاصة بين فرد المعطي والمعطى ثم إن المسؤولية يتحملاها معا فهل ستتحول البيضة إلى جوهرة لأن المقدم أو أيا كان قال إنها جوهرة !؟
ومن محاذير التوصيف ذلك : أن مجرد عدم توصيف المستحق له بلقبه وإعطائه لغيرالمستحق فيه من العطب ما لا يخفى إذ ستترك الناس من عنده العلم وتتوجه لمن ادعي أن العلم عنده سوى سلب أهل الحق حقوقهم
ومن تلك المحاذير الخطيرة عندما لا يجيد المتصف بما لا يستحق حمل اللقب والصفة سيقال إن كان العلامة والسماحة ووووو...... قد انحرف فكيف بالبسطاء أويقال فيه أنه لا يحسن كسر الكسرة ولا ضم الضمة ولا .... ولا يحسن الخوض في العقيدة ولا السيرة ولا التفسير ووووو فكيف ببسطاء الحوزة مما أعطى تلك النظرة الإستخفافية والإحتقارية لمن نذروا أنفسهم خدمة لهذا الدين بسبب بدو غيرهم وهو أحد أخطر الأسباب التي اضعفت المؤسسة الدينية في بلدي لبنان مما جعل الناس تنفر من الدين لمجرد أن من يحمل اللقب الفلاني لم يقدر أن يرد شبهة الملحد أو المستفهم إذ تبين أنه لم يسمع بتلك الشبهة ولا خطرت له في بال رغم أن الحوزة أجابت عنها قبل الف سنة على سبيل التمثيل
وأخيرا أوجه البيان إلى من يعلم أنه المقصود بذلك من أفراد وجهات إنه ليس من المناسب أن يحمل هؤلاء الألقاب العظيمة وهم يجتهدون وهم على المنبر ويبلغون الناس أفكارهم ورؤاهم الخاصة وكأنهم فقهاء والناس ترجع إليهم في فهمهم للدين وللشريعة ويخطؤون ولا يحق لرقيب ولا حسيب أن يصحح لهم ولا أن يرد عليهم وهم في ذلك يعطون الصورة المظلمة عن الجهات التي ينتمون إليها ويشوهون دين الله ويحطمون الحوزة العلمية حطما
فليقف كل عند حده فعسى أن يتجاوز المؤمنون هذه الطخية العمياء الأقل الشيخ محمد عبدالله عبدالله - بلدة الخيام -