ماذا بعد فوز مدريد وخسارة برشلونة
بروح رياضية
لا ننكر بأن الرياضة بالنسبة لمجتمعاتنا المتأخرة رياضيا والمثقلة بهموم الحياة تمثل وسيلة ترفيهية وليس لها في الرياضة ناقة ولا جمل
ولكن ماذا بعد
فاز من فاز وخسر من خسر
مالأمر وماذا يحصل
ما هو الشيء الذي يستحق كل هذه الحماسة وكل هذا الانفعال والتوتر بل والغضب والخروج عن المألوف والإتزان
كيف ستكون الرياضة ترفيها مع كل ما نشاهده بأم أعيننا من تصرفات صبيانية على مستوى القول والفعل
هل يقضي الإنسان أسبوعه في الترفيه
قبل أسابيع نترقب أخبار اللاعبين من انتقل ومن لم ينتقل ولماذا انتقل والحق على من وماذا طلب اللاعبون الرفاق ومن اصيب ومن لم يصب وماذا حضر المدرب واي خطة ستعمل ثم ليلة اللعبة ما هو رأي المحللين ويوم الللعبة لماذا هذا اللاعب وليس ذاك وهذا البديل وليس ذاك ومن هو السبب في الفوز ومن هو السبب في الخسارةوهل كان محفوظ السلامة متسللا وهل ارتكب خطأ
وما هي توقعات الجماهير وعلى من صرخت وأي جمهور عنصري وأي جمهور لا وماذا فعل الحكم وبعدها بيوم عفوا باسبوع عفوا بشهر لا زلنا نتحدث عن الانجاز العظيم او الخسارة الكبيرة
ولا تنتهي الجدلية هل المباريات تمثيليات والمجموعات مدبرة والنتائج معروفة مسبقا لحساب شركات الرهانات ولبنانكم يشهد على مثلها فضيحة واسئلة تبدا ولا تكاد تنهي
من هي حبيبة اللاعب الفلاني وعشيقته وكم ولد عنده ولماذا طلق فلانة ولا تنسوا من يطالع الصور الشبه خلاعية عند التعرض لمثل هكذا اخبار
لا باس انه فن الاثارة الذي غزا كل المجتمع بكل مفاصله
ابنك او ابنتك وهم يطالعون اخبار الرياضيين لن تفوتهم هذه الاثارة بطبيعة الحال
عفوا هل بقي عندي وقت لحياتي
وهل لو بقي عندي وقت ساكون مهيأ نفسيا لتقبل كلمات العائلة والتفاعل مع مشاكلي البيتية والاجتماعية
هل تستحق أن أنام عن عملي لاني أسهرت ناظري ليلا
هل تستحق الكرة أن أغضب بسببها فأوبخ زوجتي وأوذي أطفالي وأسب وأشتم أصحابي
هل تستحق الرياضة كل شهقة هم وغم تعتريني
هل تستحق الرياضة كل لحظة ألم أتالمها من أجلها
هل تستحق الرياضة أن أهمل عيالي وزوجتي من اجلها
أم تستحق أن أتلهى بها عن واجباتي في العمل والمجتمع
هل سأتزوج بمهر قدره كم سجل فلان من الاهداف وكم فازالفريق الفلاني بالبطولة الفلانية وبمن هو الذي كسر الارقام القياسية
وهل ساصبح بروفسورا بذلك أو عالما دينيا او اكاديميا وهل ساطعم عيالي غدا باموال ميسي ورونالدوا وعذرا على التسمية
وهل تستحق كل فلس انفقه على الالعاب النارية ابتهاجا وهل يعقل أن أنذر صوما اذا خسر الفريق الفلاني او ربح الاخرون وأن احلق رأسي اوأن أظهر باللباس الداخلي على القنوات الاعلامية
ما هذه المهزلة التي يتماشىى معها ابناؤنا وبناتنا
وهل تستحق أن اطلق ابواق السيارات ليلا من اجلها وقد أوذي مريضا او اوقظ طفلا او اجرح مثكولا بولد او ام او اب او شهيد
والأعظم هل تستحق الرياضة أن أكون أخبر بأحوالها من مناسباتي الدينية وأن أعرف عدد الفريق ولا اعرف عدد ركعات الصلاة أو اعرف اسماء اللاعبين ومواقعهم في الملعب ولكن لا اعرف اسماء الائمة بالترتيب او قد لا اعرفهم بشكل صحيح وكامل
هل تستحق الرياضة
أن تخسر مجهودك العلمي والمعرفي لمتابعتها وأن ترسب من أجلها أو أن تتأخر أو أن تتراجع علميا بسببها
متى الماتش الفلاني في اليوم الفلاني
متى شهادة الرضا ها ها والله لا أعلم
وهل تستحق الرياضة أن أخسر من أجلها بركة قرآن الفجر الذي كان مشهودا
هل تستحق الرياضة أيها الأحبة أن تصفوا مشجعي الفرق الأخرى بأنهم أولاد حرام ولو مزاحا
هل تستحق أن تخسر أيها العزيز رفاق دربك من أجلها
فهل أنت أيها الواصف غيرك بهذا ابن حرام مزأحا
وهل تستحق أن أضيع عبادة الليل في شهر الطاعة للتلهي بمن لا يعترفون بك ولا يقدرونك ولا يسالون عنك ان جعت او عطشت
ولا تنسوا أحبتي عندما تتعارض الكرة مع عاشوراء الحسين ع وعندما تخلو بعض المجالس ليس الا لان الشباب يحضرون المباراة الفلانية
هل تستحق كرة المطاط والخيطان أن تكفر بالله وتسب دينك وأئمتك ورسولك لأجلها انفعالا وغضبا
وهل تستحق أن تسب رب اللاعب الفلاني وهل ربه غير ربك تعالى عن ذلك علوا كبيرا
بعد كل هذا هل بقيت الرياضة وسيلة ترفيهية
أم هي وسيلة أخرى تضاف لتسقيط مجتمعاتنا وتحويل بوصلتها النفسية والاخلاقية من القضايا المصيرية الى القضايا التافهة
وبرح رياضية ماذا لو لم يفز مدريد باي بطولة أخرى هذه السنة من سيموت ومن سيحيا ومن سيفتقر ومن سيغنى
الخطيب الحسيني الشيخ محمد عبدالله