تكرر زواج وطلاق الامام الحسن ع
اصل الشبهة
ان اهل السنة رووا مجموعة من الروايات فيها ان الحسن ع كان كثير الزواج وكان مطلاقا ونسب لامير المؤمنين ع انه قال لا تزوجوا الحسن فانه رجل مطلاق وقد وافقتها بعض الروايات عند الشيعة
الجواب الحلي
وهو تسليم منا بوقوع مثل هذا الزواج والطلاق
اولا
انه ما المشكلة بهذا الزواج والطلاق ؟ فان من المعلوم ان قبح الطلاق ليس ذاتيا وانما هو بلحاظ العوامل السلبية التي يمكن ان تصاحب مثل هذا الزواج اما نفس الطلاق بما هو هو فليس محلا للقبح ولو فرضنا انه قبيح ذاتا فلن يكون الا كغيره من المحذورات التي تستساغ لضرورات ومصالح اهم منها عند دوران الامر بينها وبين المفاسد فاصل الاشكال بان هذا ليس من اخلاق المؤمنين هو اول الكلام ولا ضير بذلك ما لم تترتب عليه مفاسد ومن الواضح ان احدا لم يروي اي مفسدة ترتبت على ذلك لا يرضاها الله سبحانه وتعالى ولو طالبت بعض النساء بالطلاق نتيجة الزواج المتكرر فان هذه المفسدة لقلة عقل المراة التي طلبت الطلاق وليس لان الامام ع قد ارتكب فعلة ما
ويقال لربما اراد الامام ع بذلك ان يحصن فروج المؤمنات الطاهرات فيكون فعله ع من مصاديق الخير لا الشر
ثانيا
ليس من البعيد بمكان ان الامام الحسن ع لو صدر منه ذلك فانه سيكون من اجل ربط بني هاشم بسائر قبائل العرب كما نعلم فان الزواج مما يقوي العلاقات ويعتبر في ذلك الزمان من الامور الاساسية في تحصيل السند السياسي والاجتماعي ولا يخفى حاجة اهل البيت لمثل ذلك في تلك الظروف الصعبة التي عاشوها في ظل الحكام الظالمين وما دام الناس والقبائل قبلت ورضيت فاننا ذلك نقبل فاذا كان اصحاب العلاقة راضين فما لغيرهم يحملون انفسهم ما لا يتحملون وبالمختصر المفيد لو كان ثمة اشكالية بذلك عند الناس لما تكرر منهم ولما قبلوا بمثل ما يقال
والرد الاخر بنقاط متعددة
وهو بناء على انكار وقوع مثل هذا الامر
اولا
إن مثل هذا الزواج المتكرر لابد ان يظهر بشكل واضح وجلي من خلال كثرة الاولاد أولا وذكر أسماء أزواجه لانتساب الناس إليه مصاهرة فإن هذا سيعتبر شرفا للناس فلماذا لم يظهر هذا الأمر جليا على العوائل التي صاهرت ابن رسول الله ص ثانيا
ولابد ان تظهر كثرة الطلاق على القبائل والعشائر فتصور لللحظة ان انسانا طلق اكثر من 300 امراة من مختلف العشائر والقبائل وفي ذلك الزمان اما كان سيظهر اثر ذلك على تعاملهم معه ولومهم له على ذلك الا اللهم لو كان هذا الطلاق والزواج مبررا امام الجميع ولا معترض عليه من الناس فعندها لا يكون مدعاة للوم والانتقاد
ثانيا
لماذا لم يلتزم الناس بنهي امير المؤمنين ع المزعوم عن ان يزوجوا الحسن ع خصوصا بعد تكرر ذلك منه كما يقال اما عند العرب عقول وغيرة وحمية ليقبلوا بمثل ذلك
وقد حاول البعض ان يقول ان العرب انما قبلوا بذلك من اجل مصاهرة رسول الله ص فنقول ورغم ذلك فان العرب حينما يرون ان بناتهم تؤخذ شهرا او اقل او اكثر بقليل ثم تترك وبهذه الطريقة التي يقولونها كيف سيقبلون بمثل هذا الامر فان رفض المؤمنين بحسب المتوقع منهم لحالات الطلاق الكثيرة والمتكررة هو سيغلب على حبهم لمصاهرة النبي من رجل مطلاق مزواج الا اللهم لو قلنا ان الزواج كان تكريما وليست الشهوات هي وراءه ولا اللعب ببنات الناس فحينها لا مشاحة ولا مدعاة للانتقاد حينئذ
الشيخ محمد عبدالله عبدالله