موقع سماحة الشيخ محمد عبدالله اللبناني ( ابو ثار الله )
المقالات
مقالات لسماحة الشيخ متنوعة
مقالات عامة
حديث من بشرني بخروج اذار
علل الشرائع
( باب 140 - العلة التي من أجلها قال رسول الله صلى الله عليه وآله ) ( من بشرني بخروج آذار فله الجنة ) 1 - حدثنا محمد بن أحمد السناني وأحمد بن الحسن القطان والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنهم قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان النبي ، صلى الله عليه وآله ذات يوم في مسجد ( قبا ) وعنده نفر من أصحابه فقال أول من يدخل عليكم الساعة رجل من أهل الجنة فلما سمعوا ذلك قام نفر منهم فخرجوا وكل واحد منهم يحب ان يعود ليكون هو أول داخل فيستوجب الجنة فعلم النبي صلى الله عليه وآله ذلك منهم فقال لمن بقي عنده من أصحابه سيدخل عليكم جماعة يستبقون فمن بشرني بخروج آذار فله الجنة ، فعاد القوم ودخلوا ومعهم أبو ذر رحمه الله فقال لهم في أي شهر نحن من الشهور الرومية فقال أبو ذر قد خرج آذار يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله قد علمت ذلك يا أبا ذر ولكن أحببت ان يعلم قومي إنك رجل من أهل الجنة وكيف لا تكون كذلك وأنت المطرود من حرمي بعدي لمحبتك لأهل بيتي فتعيش وحدك وتموت وحدك ويسعد بك قوم يتولون تجهيزك ودفنك أولئك رفقائي في الجنة الخلد التي وعد المتقون .
اما بعض اهل السنة
فائدة : قال ابن الصلاح : بلغنا عن أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال : أربعة أحاديث تدور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسواق ، ليس لها أصل : " من بشرني بخروج آذار بشرته بالجنة " ( 1 ) و " من آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة " و " يوم نحر كم يوم صومكم " ( 2 ) و " للسائل حق وإن جاء على فرس " ( 3 )
تعليق الداماد من علماء الشيعة في الرواشح السماوية
ينقل عن أحمد بن حنبل أنّه قال : أربعة أحاديثَ تدور على الألسن في الأسواق ليس لها أصل في الاعتبار : " من بشّرني بخروج آذار بشّرته بالجنّة " . و " من أذى ذمّيّاً فأنا خصمه يوم القيمة " . و " يوم نحركم يوم صومكم " . و " للسائل حقّ وإن جاءكم على فرس " . ( 1 ) قلت : " يوم نحركم يوم صومكم " له أصل أصيل عندنا وإن لم يكن مسنداً عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) . فقد روى رئيس المحدّثين في خواتيم كتاب الحجّ في باب النوادر عن محمّد بن يحيى وهو أبو جعفر العطّار ، عن محمّد بن الحسين وهو ابن الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل وهو ابن بزيع ، عن الحسين بن مسلم ، عن أبى الحسن الأوّل موسى الكاظم ( عليه السلام ) قال : " يوم الأضحى في اليوم الذي يصام فيه ، ويوم عاشوراء في اليوم الذي يفطر فيه " . ( 2 ) وقال شيخنا الشهيد - رحمه الله - في الدروس : " روى الحسين بن مسلم عن أبي الحسن ( عليه السلام ) : " يوم الأضحى يوم الصوم ، ويوم عاشوراء يوم الفطر " . ( 3 ) فأمّا بيان الحديث فمن سبيلين : أوّلهما : أن يُسار على المسير الظاهر ، فيعتبر يوم النحر موضوعاً ويوم الصوم محمولاً ، وكذلك يوم عاشوراء موضوعاً ويوم الفطر محمولاً ، ويرام في معناه أنّه إذا ما غُمّت عليكم الأهِلّة وكنتم متحيّرين في يوم نحركم وقد كان هلال شهر رمضان ثابتاً عندكم ثمّ غمّت الأهلّة من بعده ، فما كان يومَ صومكم الثابتَ عندكم ، فاتّخذوه بعينه يومَ نحركم ، مثلا إذا كان أوّل شهر صومكم يومَ الجمعة ، فاتّخذوا يومَ الجمعة يوم نحر لكم ؛ وذلك لأنّ فرضكم أن تعتبروا شهر رمضان ثلاثين يوماً ، فيكون يوم عيدكم يومَ الأحد ، ثمّ اعتبروا شهر شوّال تسعة وعشرين يوماً ، وشهرَ ذي القعدة ثلاثين يوماً ، أو بالعكس ؛ إذ لا يكون ثلاثة شهور متتالية ثلاثين ثلاثين ، فيكون غرّة شهرَ ذي الحجّة الحرام يومَ الأربعاء ويوم النحر يومَ الجمعة لا محالة . وعلى هذا القياس ، إذا غمّت الأهلّة وتحيّرتم في يوم عاشوراء وقد كان هلال شوّال ثابتاً ويوم العيد متعيّناً عندكم ، فاتّخذوا يوم عيدكم بعينه يومَ عاشوراء ؛ وذلك لأنّ الأصل في ذلك الشهر الثابتِ أوّلُه أن يكون ثلاثين يوماً ، وفي الشهرين الأخيرين من بعده أن يكون أحدهما ثلاثين ، والآخَرُ تسعة وعشرين يوماً ، وذلك فرضكم ؛ فإنّه وإن كان من المحتمل أن يكون كلٌّ منهما تسعة وعشرين إلاّ أنّه لا يسوغ في الشرع اعتبارُ ذلك بمجرّد الاحتمال فليُفْقَه . وثانيهما : أن يعكس اعتبار الوضع والحمل ، فيعتبرَ تقديم الخبر تنبيهاً على ادّعاء حصر مفهومه في المبتدأ مطلقاً ، أو على الكمال وبالحقيقة ويقالَ : لا يبعد أن يكون معناه أنّ يوم الصوم - أعني أوّل شهر رمضان - هو المحقوق عند المؤمن ، والحقيق في مذهب خلوص الإيمان بأن يُعدّ يومَ العيد ، وهو يوم الأضحى . وأمّا عيد الفطر - وهو أوّل شوّال - فحقّه إذا ما كمل قسط الإيمان وتمّ نصاب استلذاذ العبادات والالتذاذ بها ولا سيّما الصّلاة التي هي معراج رُوع المؤمن ، والصوم الذي جزاء العاشق العارف به لقاءُ القدّوس الأحد الحقّ ، ووصالُ المعشوق الجميل البهيّ القيّوم النور المطلق أن لا يُعدَّ ( 1 ) عيداً ، بل يحسب كأنّه يوم عاشوراء ، ومأتماً لمضيّ شهر الرحمة لفيوض أرواقه ، وحزناً على فواته ، ووَجْداً على فراقه . فها دعاء الصحيفة الكريمة السجّادّية في وداع شهر رمضان لبيان هذا المعنى موضِحٌ ما أوضحَه ! ومبيّنٌ ما أبْيَنه ! حيث سمّاه سيّد الساجدين العيدَ الأعظم لأولياء الله ، فقال ( عليه السلام ) في وداعه : السلام عليك يا شهر الله الأكبر ويا عيدَ أوليائه الأعظمَ . السلام عليك يا أكرم
مصحوب من الأوقات ، ويا خير شهر في الأيّام والساعات . السلام عليك من شهر
قربت فيه الآمال ، ونُشرت فيه الأعمال . السلام عليك من قرين جلّ قدره موجوداً ،
وأفجع فقده مفقوداً ، ومرجوٍّ آلَمَ فراقه . السلام عليك من أليف آنس مقبلاً فسرّ ،
وأوحش منقضياً فمضّ . السلام عليك غيرَ كريه المصاحبة ، ولا ذميمَ الملابسة .
السلام عليك كما وفدتَ علينا بالبركات ، وغسلت عنّا دنس الخطيئات . السلام
عليك غير مودّع بَرَماً ، ولا متروك صيامه سأماً . السلام عليك من مطلوب قبل وقته ،
ومحزون عليه قبل فوته . السلام عليك ما كان أحرَصَنا بالأمس عليك ! وأشدَّ شوقَنا
غداً إليك ! . السلام عليك وعلى فضلك الذي حُرِمناه ، وعلى ماض من بركاتك
سُلبناه .
وقال ( عليه السلام ) : فنحن مودّعوه وداعَ مَن عزّ فراقه علينا ، وغَمَّنا وأوحشنا انصرافُه عنّا .
وقال ( عليه السلام ) : اللهمّ صلّ على محمّد وآله واجْبُر مصيبتَنا بشهرنا ( 1 )
ولقد رأيت في بعض آثار الصوفيّة :
أنّ الحسين بن منصور الحلاّج كان ينوي في أوّل شهر رمضان ويفطر يوم العيد ،
ويختم القرآن في كلّ ليلة في ركعتين ، وكلّ يوم في مأتي ركعة ، وكان يلبس السواد
يوم العيد ويقول : هذا لباس مأتم مَن يُردّ عملُه .
فلعلّ هذا في مذهب استحقار الطاعة واستكبار المعصية في سبيل العبوديّة وجهٌ
آخَرُ لاتّخاذ عيد الفطر يومَ مأتم .
وبالجملة : العارف إنّما يتعيّد بضاحية نهار العرفان ، والعاشق إنّما يَتَنَوْرِزُ بطلوع
شمس وجه الحبيب في نيروز خلع الأجساد ورفض الأبدان .
جعلنا الله سبحانه من أهل سعادة لقائه . ومن المتبهّجين ببهجة الاستضاءة بنوره
والابتهاء ببهائه ، بحرمة أخلاّئه من سفرائه ، وأصفيائه من أوليائه
