ان من الامور التي لم يتعود عليها مجتمعنا العربي بشكل عام والمسلمين بشكل خاص والشيعة بشكل اخص هي مسالة تقبل الاخر والراي الاخر وحتى لا يفهم كلامي بشكله السعي من اصحاب الراي من المرجعيات على اختلاف ارائهم اقول ان على المقلدين ان يتعلموا كيف يتقبلون اختلافهم في هذه الاراء وكيف ياخذون المسالة بتفهم وبرحابة صدر فالخلاف مرده لكيفية فهم النص والدليل ومرجعه احيانا لاختلاف موارد تطبيق القواعد ولاختلاف القواعد الاصولية والفقهية فهما وتطبيقا
ونحن بينما لا نرى عند البعض تقبلا لراي بعض المراجع ولا تفهما له نراهم يجهدون لفرض راي من لا حجية لقوله لانه لا نبي ولا امام ولا عالم من اهل الفتوى والافتاء والتصدي فكيف سمحت لهم انفسهم بهذه المفارقة فانهم في الوقت الذي لا يتقبلون او لا يفهمون راي الفقهاءاو بعض الفقهاء يريدون منك ان تتقبل اراء السياسيين من غير الفقهاء
ان على كل واحد من المكلفين ان يعرف ان كل فقيه ممن هم اهل للاجتهاد معذور فيما وصل اليه نظره من الحكم الشرعي وفي تطبيقه على مورده فلا يمكن لاحد ان يقول له اخطات وخرجت عن الدين بل جل ما يقال لمن هو اهل للاجتهاد ان ما وصل اليه نظرك مخالف لما وصل اليه نظرنا وكل معذور ما دام لم يتعمد احد الخطا ولا تعمد الاقبال على الخطا
هذا في خطابنا مع الفقهاء الذين لا حق لاحد ان ينتقدهم الا الفقيه او الناقل كلام الفقيه
واما في الخطاب مع المكلف فكذلك فان المكلف المقلد لاحد الفقهاء ما دام قلده عن بينة واطمان لها ولم تعارضها بينة الاعدل او الاخبر فلا حرج عليه في تقليده فلا يجوز ان يوصف بالضلالة نعم قد نبين له ان البينة الاخبر هي البينة الفلانية وان الاعلم هو فلان ان كان ممن يحق له التصدي لذلك فان اطمان لقولنا اتبعه والا ففي الامر اخذ ورد
فمتى يستطيعون احبتنا من اتباع مدرسة اهل البيت ع التعالي على هذه المسالة التي لا نخفي حساسيتها وشدة تاثيرها وخطورتها لان التمادي في عدم فهم الاخرين هو لبنة الخلاف بل هو البناء الكمل للخلاف يهدم وحدة الشيعة ويزيدهم ضعفا ويزيد عدوهم قوة
لقد كان العلماء وكان الاختلاف في الراي مذ عصر الغيبة الكبرى والى يومنا هذا
وحن في هذه الايام صرنا نسمع باصطلاحات وتصنيفات ان نمت عن شيء فتنم من تنامي مشاعر الغضب والحقد والكراهية فهذا سيستاني وهذا صدري وهذا ولاية فقيه وهذا شيرازي وهذا ايراني وذاك نجفي وهذا وهذا ----- امور نقدمها هدية على طبق من الماس للنواصب وللغرب فبدل ان ينفقوا الملايين لزرع هذه المشاعر الحاقدة صرنا نحن ندفع لهم من اجلها ونقدمها هدية لهم وكان الامام صاحب العصر عج يحتاج لهذا التشرذم ولهذه التفرقة ولتلك الخلافات
فمتى نصحو من نومة بل من سكرة الغفلة ومتى نلتفت الى العناوين الجامعة التي تشدنا الى مذهب الحق الى الولاية العلوية والامامة الحيدرية متى نستفيق ومتى تستفيق معنا مشاعر الولاء والاجتماع على الولاية بدلا من التفرقة على المرجعية والامور السياسية
كلي تمني وكلي امل ان نجتمع على الخير وان لا نحتاج للمصائب العظيمة لتجمعنا
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين